رواية زهرة الهاشمي الفصل السابع 7 بقلم سمية رشاد
رواية زهرة الهاشمي البارت السابع
رواية زهرة الهاشمي الجزء السابع

رواية زهرة الهاشمي الحلقة السابعة
“عقد قران”
نهضت -زهرة- من فراشها بتملل وهي تكاد تبكي من عقلها الذي يجافيه النوم، كلما تذكرت ذاك الموقف الذي وضعت نفسها به معه تشعر بالضيق من تهورها الذي دائمًا ما يتغلب عليها، على الرغم من طمئنته لها قبل يومان إلا أنها مازالت لا تشعر بالراحة، تريد أن تعود لتلك الليلة وتقتطع منها تلك الساعة التي أرسلت إليه رسالتها بها، حتى الآن لا تعلم كيف فعلت ذلك ففي ليلتها قدم لزيارتهم كما كان قد وعد والدها إلا أنها لم تجلس معهم يومها بل بقيت تتلصص إلى حديثهم الذي كان لا يصل إليها منه سوى أصوات ضحكاته التي كانت تتعالى كل عدة دقائق فتجعل قلبها يتراقص على نغمات العشق التي يعزفها بصوته، لكمت الحائط المجاور لها بغضب لا تدري أهو من ضحكاته التي أسرتها فجعلتها كالمغيبة بظلال العشق لترسل له رسالتها أم غيظًا من ذاك الشيطان الذي تلبسها حينها فجعلها تتشح برداء الجرئة على العكس تمامًا من شخصيتها الخجولة.
هطلت دموعها بعقل شارف على الجنون من فرط التفكير الذي يعجز عينيها عن النوم، من المفترض أن تنام هذه الليلة براحة فغدًا سيكون يوم خطبتها وعقد قرانها ولابد أن تكون هادئة تشعر بالراحة إلا أن الندم يجلدها بسياط من نار على هذا الذنب الذي ارتكبته وتخلت بسببه عن ضوابط الخطبة التي ظلت طيلة حياتها تفكر بطريقة تطبيقها، لا تعلم بأن ندمها هذا ربما سيكون سببًا لمحو ذنبها هذا- فكم هو عجيب هذا الشعور المسمى بالندم، على الرغم من مرارته التي يرتوي بها جميع البدن إلا أنها غالبًا ما تكون مرارة مجدية، كلما تأثرنا بها كانت سببًا في قبول توبتنا ووقايتنا من عذاب كلما نضجت جلودنا من شدته بُدلنا بأخرى غيرها لنذيقه أضعاف وأضعاف.
نهضت واقفة تتجه إلى الخارج علها تجد ما يؤانس وحدتها ويخفف من ضيقها وبالفعل وجدت والدها متكومًا على سجادة الصلاة يناجي ربه بفرضه السادس، عقدت جبينها بضيق من فؤادها الذي جعلها تنشغل بمن أحبت من شهور وتتناسى من أحبها وأحبته منذ سنوات، اتجهت إلى المرحاض الوحيد المتواجد بمنزلهم المجاور لغرفة والدها، توضأت وارتدت إسدالها وبدأت بمنافسة أبيها في منافسة من أعظم المنافسات التي من الممكن أن يخوضها المرء.
**********
بالوقت ذاته كان هناك من استيقظ شاعرًا بالضيق من عقله لذات الموضوع، تحرك مغادرًا غرفته ليذهب لفتح المسجد المجاور لبيته كما اعتاد دومًا، دائمًا ما كان يذهب بعقلٍ صافٍ أو منشغل بأمور العمل أما الآن فعقله يتمرجح بين تلك الرسالة وعقد قرانه الذي سيعقده بعد ما يقل عن أربع وعشرون ساعة، على الرغم من أنه أخبرها بأن رسالته لم تؤثر به وأن فكرته عنها بقيت كما هي إلا أنه تارة يراوده القلق من أن يكون حياءها هذا مصطنعًا وأنها تكذب بأفعالها كغالب الشباب والفتيات بفترة الخطبة ثم يهز رأسه بنفي ليطمئن قلبه بأن السعادة بعقد القران هي ما ساقتها لإرسال الرسالة فشخصيتها وحياؤها واضحين للعيان، وتارة أخرى يشعر بقبس من الفرح يطرق باب قلبه لما علم من أمرها، فأي منا مهما قويت درجة إيمانه ستنتابه السعادة إن علم بأن أحدهم واقعًا في غرامه دون أن نبذل جهودًا لإثارة إعجابه فكيف له ألا يفرح بحبها أيحق للمرء أن يحزن إذا بلغه عشق شريكه له؟! إذن فهو ليس قديسًا كي لا يماثل البشر بشعورهم. فقط ذاك الشعور الأول هو ما ينغص مزاجه وخوفه من المستقبل هو ما يجعله لا يهنأ ويسعد كما البشر بموقفه، يخشى أن يكون السبب الذي نكس عهده مع نفسه بألا يتزوج ثانية لا يستحق، حاول إبعاد كل تلك الأفكار عن عقله وهو يفتح المذياح ويرفع صوته على إذاعة القرآن الكريم ليعم في أنحاء البلدة فينشر الراحة والسكينة بين أفرادها.
*********
(أخيرًا خليت عندك دم وسيبتها، ياريت بقا تكمل معروفك وتطلقها خليها تشوف حالها وتتجوز راجل بجد ميحرمهاش من عيل تفرح قلبها بيه)
قرأ الرسالة للمرة التي لا يعلم عددها، يظل يكررها على مسامعه بكل ليلة منذ تلك الليلة التي تركته بها ففاجئته والدتها بهذه الرسالة بعدها، أزاح تلك الدمعة التي خانته وفرت حينما واتتها الفرصة المناسبة، يشعر بالاشتياق ينهش ببدنه كما الذئاب الضارية، كيف له أن يتحمل فراقها؟ بل كيف له أن يتقبل زواجها من آخر بعده؟ أستحبه وتربت على قلبه كما كانت تفعل معه؟ أستغدقه بكلمات الغرام التي لطالما أغرقته بها؟ التخيل وحده يدمي قلبه فكيف إن صار حقيقة، الجميع يعتقد أنه ليس راضيًا بما قدره الله له، يعتقدون أن رغبته بالإنجاب هي ما تجعله يخرب عليه حياته ويفقد عقله، لما لا يتفهمون بأنه أكثر من راضيًا بقضاء الله؟ لما لا يفصلون بين قبوله بقدره ورغبته في أن تحيا سعيدة دون أن ينغص عيشها شيء، لن يكذب ويقول أنه لم يحاول التغاضي عن هذا الشيء وتصديقها بأنها تعتبره زوجها وولدها فباتت غير محرومة من الأمومة ولكن مكالمات والدتها ورسائلها له وترجيها له في البداية قبل أن تتبجح هكذا كيف له أن يتغاضى عن دموع أمٍ مقهورة تريد العيش لابنتها بسعادة؟
للحظات كان يشعر بالضيق من والدتها وأنانيتها في حب ابنتها إن كان هذا الذي تدعيه حبًا، أهذه المرأة هي ما كانت تترجاه منذ سنوات لكي يتزوج من ابنتها؟ دون إرادة من عقله وجد الذكريات تتدفق عليه تباعًا منذ تلك الليلة التي تزوجت بها غيره بعد أن كانت تمت خطبتهما إلى تلك الليلة التي طُلقت بها بفضيحة وجاءت والدتها تترجاه ليعيد الوصال بإبنتها ثم بعد كل هذا تعامله هكذا؟ أفقدت ذاكرتها هذه المرأة التي كانت تتغنى بأنها لن تنسى له أبدًا وقوفه معهن، استند بجذعه على مقعده باشتياق لتلك الأيام التي كان يعشقها به منذ أن كان طالب بالثانوية العامة بينما كانت هي في المرحلة الاعدادية، لن ينكر بأنه قد انحرفت أخلاقه قليلًا بتلك الفترة فكان لا يغض بصره عنها ويتأملها كلما ذهبت وخاصة وأنه كان يعرفها لصداقة والده الوتيدة مع والدها الراحل إلا أن انحرافه ذاك لم يكن لتلك الدرجة التي تجعله يتجرأ على محادثتها فانتظر حتى صار في السنة الرابعة من جامعته وكانت هي بالسنة الأولى وتقدم لخطبتها ولحسن حظه أن المشاعر كانت مشتركة بينهما فوافقت على الفور.
لم يكد يمر شهر على خطبتهما حتى شاع بين الناس خبر اشتراكها في علاقة مع أحد جيرانها ذو السمعة السيئة، ذهب إلى منزلهم حينها هو ووالده مصعوقين ليعلما ما حدث فوجدا والدها يخبرهم بأكيًا بأن لكل شيء نصيب وأن ابنته قد تم عقد قرانها قبل ساعات وكثير من كلمات الاعتذار التي لم يستمع منها شيء، كل ما كان يريده هو أن يراها تؤكد له كلمات والدها، لم يشعر في حديثه معها يوم الرؤية الشرعية بما فعلت، بل كل ما شعره هو مشاعر مشتركة مع خاصته تنتظر عقد القران للانصهار معًا في بوتقة العشق، شعر بكلماتها ونظراتها حتى خجلها يخبره بأنها هي الأخرى تبادله نفس الشعور حتى جلساتهم الأخرى بوجود والدها التي تبعت الرؤية كان يشعر منها بالإعجاب المتخفي فكيف لها أن تكون داخل علاقة حب محرمة مع آخر غيره، لم يصدق حينها أقاويل الناس ولا حتى تلك الصور التي وصلت على هاتفه لها بدون حجاب بل أراد أن يفهم منها عن ما حدث ولكن صُعق بزواجها من آخر، صعق بانتهاك آخر لحرمة خطبته وزواجه منها دون حتى أن يخبروه بذلك.
حاول بعدها نسيانها حتى أنه سافر للعمل بالخارج لمدة عام كي ينساها ولكن من أين للفؤاد أن ينسى عشقًا تشربه من صغره ونمى بفضله؟ عاد حينما لم يجد فارقًا بين وجوده بالخارج ففراقه عن عائلته لم يزد حالته سوى سوءً وباليوم الثاني من عودته تفاجأ بخبر طلاقها كما كان قد تفاجأ من قبل بزواجها، حينها لم يدري ماذا أحل به ولكن على الرغم من شعوره بالغدر من ناحيتها إلا أن هناك ما كان يهمس لقلبه بأن هناك شيئًا غامضًا لا يعلمه وستكون الايام أكثر من كفيلة بإعلامه.
فاق من شروده بذكريات ما قبل زواجهما على صوت هاتفه الذي صدح في أنحاء الشقة فوجد والده المتصل مما جعله ينهض متجهًا إلى بيتهم فبالفعل يريدونه ليساعدهم في ترتيبات الخطبة وعقد النكاح، توجه خارجًا من منزله فعلى أي حال لم يعد منزلهم سوى شبحًا للقبور لا يطاق فيه العيش بدونها.
***********
مرت الساعات كما البرق لم تشعر بمضيها من فرط توترها، لا تعلم كيف وصلت إلى هذه اللحظة ولكنها الآن تستمع إلى صوت المأذون يهتف بصوت عالي
رددوا معي جميعًا
“بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير”
قبضت على طرف نقابها الذي تضع معظمه بداخل الخمار وهي تحاول بكل قوتها منع عينيها بأن تنظران ناحية الرجال، تشعر بتوتر كبير يعتريها من فرط التجمع الكبير هذا، الجميع اقترح عقد القران أولًا بعد صلاة المغرب ثم القيام بمراسم الخطبة كي تكون العروس على سجيتها، تبدل شعورها من الضيق الذي كان يسطر عليها منذ أيام إلى الراحة بسبب استماعها لصوته بل وصلاتها خلفه وهو يصلي بالمسجد المجاور للبيت والذي انتقلت النساء إليه ليشاهدوا العقد، ربما للبعض هذا شيء عاديًا ولكن بالنسبة لها أن يكون العريس هو من تولى قيادة الصلاة ثم بعدها يجلس برفقة المصلين لانتظار كلمات المأذون فهذا قمة الطمأنينة بالنسبة لها، حمدت ربها سرًا لشرائها الخمار والنقاب المماثلين للون الفستان فهما ما شجعاها على الاستماع لرأي إخواتها والنزول إلى المسجد لتجلسن في الدور الثاني منه ليرون من نافذته الرجال في الأسفل وهم يعقدون العقد.
تنهدت بقوة ودموع الفرحة تنهمر منها دون إرادتها وهي تستمع ببهجة إلى هتافات الحاضرين خلف المأذون بالدعاء لهما، أتشعرون بما تشعر؟ أتعلمون كيف يكون الشعور حينما لا يستمع المرء سوى لهتاف الجميع بالدعاء له ولمن عشق؟
جلست برفقة النساء اللاتي قمن باحتضانها والمباركة لها إلى ما يقارب العشر دقائق حتى استمعت إلى والدتها تقترب منها لتهمس لها في إحدى أذنيها
– يلا عشان تروحي، تعالي انزلي معايا تحت عشان هاشم يروحك لأن مينفعش يطلع قسم النساء.
برقت عينيها بصدمة وهي تستمع إلى كلمات والدتها، ألن تذهب برفقة عائلتها كما حضرت، التفتت إلى والدتها تقول بنفي
– ازاي يا أمي مش هنروح زي ما جينا
هزت الأخرى رأسها بالنفي تجيبها بتعجب
– ازاي يا بنتي دلوقتي بقا جوزك الناس هتقول ايه مش تعملوا زي باقي الناس
– لا يا أمي أنا بكسوفة نروح إحنا وخلاص قبل ما يستنوا
قالتها يتذمر طفولي أضحك والدتها وهي تجيبها
– قبل ما يستنوا إيه كدا كدا هما تحت أدام المسجد وطبيعي إن أول ما تنزلي تروحي معاه في عروسة بتمشي لوحدها يا بنتي قومي يلا
نهضت بتردد وهي تشبك يدها مع والدتها تبثها كل مشاعرها التي تشعر بها الآن، فدائمًا ما كانت والدتها حنونة تتفهم ما تقول دون أن تقول.
ضغطت الأخرى على يدها هامسة بخفوت حاني
– متخافيش مش هسيبك
تقدمت بتوتر إلى الخارج حتى صارت تنزل درجات السلم بحذر خشية وقوعها من الفستان الذي يعيق حركتها قليلًا، لم تمضِ دقيقة واحدة حتى وجدت نفسها تقف أمامه، توترت نظراتها وشعرت بجميع بدنها يرتعش خاصة حينما استلمت تلك النظرة التي رمقها بها حين نزولها، تأملت طرف عبائته البيضاء دون القدرة على رفع نظرها إليه وخاصة مع وجود هذا الجمع من الناس، شعرت بارتجافها يزداد أكثر حينما اقترب منها وشبك يدها بذراعه، حقيقة لم تشعر بالاندهاش من فعلته فشخص بوقاره لم تتوقع منه أن يحتضنها أو يفعل شيء من هذا القبيل أمام الناس فلكل فعل مكانه الخاص وهذه الأمور لا تكون بوجود كل هؤلاء، سارت برفقته بعدما شبكت يدها بذراعه المغطى بكف جلبابه الذي لم يتخلى عنه حتى في يوم خطبته، استمعت إليه يهمس بشيء لكنها لم تفهم ما يقول فوجدته يردد بحنان
– اهدي متخافيش.
تنهدت بقوة بعدما استمعت عبارته ثم سارت بهدوء وهي تتمنى لو تصل إلى البيت بأسرع وقت، بعد دقائق قليلة وصل بها إلى مجلس النساء فوجدت الجميع يتبعه ومنهم والدها الذي عانقه وبارك ثم احتضنها بقوة قبل أن يضعها تحت ذراعه قائلًا بعيون ممتلئة بالدموع
– أهديتك زهرتي والركن الرابع من أركان قلبي الذي لن ينتصب واقفًا إلا بثباته فكن معها كما عهدتك دائمًا ولا تبخس من قدرها شيئًا، فوالله لقد أنَّ الفؤاد وانهمرت دموع عينيه حزنًا على خروجها من تحت جناحيه.
اتسعت ابتسامته متأثرًا بعدما استمع إلى كلمات أستاذه التي تتبدل للعربية الفصحى كلما اتخذت الجدية سبيلًا ثم سحب يده مقبلًا إياها بتقدير قبل أن يقول
– والله سأضع خوف الله نصب عيناي كلما عاملتها فلا تخافني.
لم يستطع الشيخ منتصر البقاء أكثر من ذلك فخرج مطمئنًا قلبه بأنها مازال لها العديد من الأيام ستحياها ليدللها تحت قبضته.
تبعه هاشم على الفور بعدما همس لزهرة بالعودة مرة أخرى حينما تنتهي المراسم ثم التفتت هي إلى اصدقائها اللاتي حضرن بالدف لإحياء الليلة برضا الرحمن.
انتقلت بنظرها إلى خديجة زوجة شقيقها التي قدمت إليهم منذ الصباح ولكن بغير سجيتها فخديجة دائمًا ما كانت مرحة لا تترك أحد إلا وتمازحه وخاصة يونس الذي يتمتم مستغفرًا بضيق مصطنع منها ثم يفر منها إلى الخارج أما الآن فهي هادئة منذ الصباح تساعد الجميع بهدوء ولا يخفى عليها نظرتها المصعوقة هي وشقيقها حينما رأوا بعضهم، فنظرتهم تلك أعربت عن شيئًا ما عظيمًا قد حدث بينهما وتتمنى لو لم يكن شقيقها قد تجاوز بحق الأخرى فوالله لو تزوج نساء البلدة كلها لن يعوض خديجة.
بعد عدة ساعات انتهت المراسم ودلف هاشم مرهقًا إلى غرفة الضيوف جلس بالمقعد المجاور لها على غير عادته، نظرت إلى الأسفل بحرج من وجودها أمامه بدون نقابها الذي اعتادت ارتدائه بحضرته في الأيام السابقة فوجدته يصيح بمرح
– لأ بقولك إيه أنتِ لسة هتتكسفي ونعيده من جديد ولا إيه بقولك إيه أنا كاتب كتاب دا أنا أرتكب جناية
اتسعت ابتسامتها بدهشة من هذا الشقي المغاير تمامًا لهيئته الرزينة فتابع بعتاب خفي وهو ينظر إلي عينيها نظرة جعلتها تخفض وجهها حياء
– جميلة الحاجات اللي على عينك دي بس كنت أتمنى لو عملتيها بعد ما جيتي من المسجد بدل ما تخرجي كدا أدام الرجال
باندفاع قالت
– والله قبل ما أخرج خبيتها خالص بس وأنا ماشية النقاب مع الوقت ارتفع شوية
أومأ متفهمًا قبل أن يقول
– أنا بس بنبهك عشان في الفرح إن شاء الله تاخدي بالك وإلا مفيش الحاجات دي، أنتِ فاكراها سايبة ولا إيه دا أنا سي السيد فاهمة يا أمينة؟
ارتفع صوته بمرح في كلماته الأخيرة فارتفعت ضحكاتها مما جعله يقول بغزل
– أيوة كدا اضحكي خلي الدنيا تنور
اتسعت عينيها بصدمة من غزله الصريح هذا لأول مرة فالتفتت إلى الجهة الأخرى مما جعله يقول
– خلاص خلاص متتكسفيش مش هعاكسك تاني دلوقتي وأنا مروح بقا عشان أعاكس وأهرب
لم تزد كلماته خجلها سوى التمادى في البروز على وجهها مما جعله يتابع بأمور عادية ويتحدث معها بأشياء عنهما لم تخلو من إبدائه الإهتمام بكل تفصيلية تقصها علبه وبالفعل كانت تتخلل جمله كلمات الغزل كل عدة دقائق.
بعد عدة ساعات نهض مستئذنًا في المغادرة معللًا بأن والدته لن تنام سوى بعد حضوره، نهضت خلفه لتخرج معه لتوصله لباب المنزل فوجدته يعكس وجهته ويقترب منها مقبلًا جبينها بحنان قبل أن يهمس بنبرة اقشعر لها بدنها
– مبارك عليا أنتِ يا زهرتي.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية زهرة الهاشمي)