رواية عزف الروح الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح الفصل الثامن عشر 18 بقلم عبير ضياء
رواية عزف الروح البارت الثامن عشر
رواية عزف الروح الجزء الثامن عشر
رواية عزف الروح الحلقة الثامنة عشر
يجلس بتوتر شديد ورهبة من القادم وهو يستمع لحكم القاضي ، منتظراً القرار الذي قد يكون عادلاً ، وقد يغير مجرا حياتهم بالكامل ، بينما يتحدث القاضي .
القاضي : بعد السماع للشهود والأدلة المقدمة من كلا الطرفين ، ونظراً لعدم كفاية الأدلة المقدمة من أصحاب شركة فهد نجم الدين للإقتصاد المصري التي تثبت الإدعائات المقدمة بشركة … بتجارتهم بالممنوعات ، فهذا يعتبر تشويه للإقتصاد الأميريكي ، لهذا حكم القضاء الأميريكي علي كلاً من عمار نجم الدين وفهد نجم الدين بمنعهم من دخول أميريكا مرة أخري لمدي الحياه وسيتم وضع أسمائهم بالسجلات الدوليه والمطارات الأميريكية بجميع دول أميريكا للتحقق من ذلك ، وإن عثر عليهم بأميريكا بالصدفة فسيتم معاقبتهم وتحويلهم للسجن الأميريكي .
تنهد فهد واضعاً يديه علي وجهه براحه ، بينما تابع القاضي : وسيتم التحقق من عودة كلاً من عمار نجم الدين وفهد نجم الدين إلي مصر علي أول طائره عائدة لهناك … رفعت الجلسه .
ابتسم جون وذاك بنصر ، بالنسبة لهم هذه القضيه رفعت من سمعتهم الإقتصادية بالبلد ، وستشتت أنظار الشرطة عنهم في قضايا المخدرات ، ولن يكونو محط شبهات أبداً ، كذلك سيتوافد عليهم التجار والذبائن بعدم خوف لخروجهم منتصرين من تلك القضية .
ارتاح قلب فهد وحمد ربهُ علي عدله ، فهو لم يخسر أخيه وسيعودان لبلدهم ولتذهب أميريكا وإقتصادها للجحيم ، نظر لعمار ليجدهُ يضع رأسه بين يديه ، فهزه بفضول ، ليرفع عمار وجهه وعلامات الإحباط والحزن علي وجهه .
عمارا بأسف وحزن : أنا أسف .
فهد بحنية مبتسماً : إنت مغلتطش عشان تتأسف ، الحمد لله لحد كدا .
وحينها دخل إحدي العساكر وتحدث : فهد بيه سنرافق حضراتكم للمطار .
فهد بهدوء : حسناً سنذهب للفندق أولاً .
أومأ العسكري وخرج فهد وعمار من المحكمة بإرتياح ، ما إن خرجو حتي التف حولهم الصحفيين ، كل صحفي لديه سؤال لفهد وعمار رغم عدم وجود أساس لهُ في هذه البلد ، إلا أن إسمهُ العالمي مسمع في كل الدول ، أبعدوهم العساكر ، ثم عادو للفندق بصحبة رفقة من العساكر ، وبعد ساعتين تقريباً كان فهد وعمار يجلسان علي مقاعدهم بالطائرة المتوجهه للقاهرة وكذلك فارس والمدير الإستشاري ، وكان فهد ينظر لتلك البلد المشئومة بالنسبة له لأخر مرة .
………………………………..
ما إن خطت قدماهم أرض الوطن ، وخرجو من المطار حتي لاحظو الصحافيين الذين يهتفون بأسئلتهم ، ف بالفعل الأخبار تطاير كالهواء ، تأفف فهد و منع حراسه الصحافيين من الإقتراب ، ثم ركب سيارته وبجواره عمار وقاد لمنزلهم .
وصل فهد وعمار لقصرهم الكبير ، دخل عمار بينما وقف فهد يديه بجيوبه ينظر لهذا القصر الذي يعيشون بيه بفكر في أملاكه هنا وسلطته وأمواله الهائلة التي لا تعد ولا تحصر ، وقد هناك في تلك البلد الغريب عاجز عن فعل أي رغم كل ما يملك ولكن لم يساندوه هناك ، بل ساندهُ الله وحده برحمته ورفقهُ بعباده .
تنهد فهد بثقل ودخل وراء أخيه ليتحدث بهدوء موجهاً حديثه لهُ بمرح : نورت بيتك ياض ، البيت كان مضلم من غيرك .
ابتسم عمار بحزن إبتسامة باهته وأومأ بهدوء ليتحدث فهد : اللي حصل مش ذنبك ، خلاص بقي شيل الصفحة دي من دماغك .
عمار بسخرية : متضحكش عليا بكلمتين .
فهد بحدة : قولت مش ذنبك ، خلاص تغور أمريكا واللي عايزها ، المهم انك كويس .
عمار بهدوء مبتسماً : حاضر يا فهد .
فهد بهدوء : اطلع يلا ارتاح .
اومأ عمار وصعد لغرفته ، بينما صعد فهد هو أيضاً لغرفته ، ابدل ثيابه بأخري منزليه ، ثم فتح هاتفه المغلق من حين سفره ، ليجد اتصالات معاز العديدة واتصالات اسيل التي أفرحت قلبه ، قرر أنه سيذهب لها ليطمأنها بنفسه ، بينما راح يحادث معاذ الذي أجابه فوراً .
معاذ بدهشة : فهد وأخيراً إنت في مصر ، مقولتليش ليه إنك رجعت ، وعمار كويس ، حصل إيه ، وتليفونك مقفول ليه .
فهد بهدوء : براحة براحة ، انا كويس وعمار كويس ، وإحنا في البت دلوقتي .
معاء بتنهد مريح : طمنتني ، طيب حصل معاكو إيه .
حكي فهد كل شئ ليتحدث معاذ بضيق : ولاد الـ…. ،، المهم انكم كويسين .
فهد بتنهد وهو ينظر لنقطة ما للفراغ : الحمد لله .
معاذ بتلقائية : الحمد لله ، صحيح اسيل كانت قلقانة عليك وسألتني عنك ، إبقي طمنها .
إبتسامة محبة شقت وجهه وأردف بهدوء : تمام .
ثم أقفل معهُ وراح يخرج صورتها الذي إلتقطها لها علي غرة ، عندما رآها بالإسكندرية علي الشاطئ ، حين سحرهُ قوامها الممشوق ، خطواتها الرقيقة ، شعرها الذي يتطاير خلفها ، أخذ يحدق بصورتها والإبتسامة لا تفارق وجهه ، ماذا فعلتي بي يا صغيره ، أحس بقبول تقرع بداخلي حين أراكي حين أشتمك حين أسمعك ، لم أعد أطيق الإنتظار ، لكم أشتهيك لي وحدي …
…………………………….
يجلس عزام بصحبة عائلته في منزله ، ريكي يشاهد التلفاز ويتسامر بين الحين والأخر مع أروي واسيل ، سالي ومدحت وعزام يتحدثون بأمور عمليه تارة وعائليه تارة .
كانت تجلس اسيل شارده ، منذ توديعه لها من ثلاثة أيام وهي لم تسمع عنهُ أي شئ ، ومع ذلك تشعر بالراحة ، هي قلقه لعدم ظهوره ولكنها تعلم أنه بخير لطالما حدثها قلبها بهذا ، فاقت من شرودها علي حديث ريكي وهو يتكلم بتساؤل : مش ده فهد نجم الدين .
انتبهت حين سماعها باسمه، ليوجه الجميع أنظارهم للتلفاز ، والذي يظهر بهِ فهد نجم الدين وعمار وهم خارجين من المحكمة بأميريكا وصور أخري لهم في مطار القاهرة وتلك المذيعه التي تسرد القصة كاملة ولكن بأقوال زائدة بالطبع .
انتابتها الدهشة واعتلَ ملامحها العبوس ونظرت لأروي ثم لوالدها الذي حدجها بتنهد ، تحدث مدحت بتعجب : معقول اللي حصل ده .
عزام بتساؤل : انتِ كنتي عارفة بالموضوع ده .
اسيل بنفي بتعجب وتساؤل : لا يا بابا وهعرف ازاي؟.
تحدث مدحت : اكيد كانوا لوحدهم هناك محدش جمبهم .
عزام بتدخل : بالظبط لو كنا نعرف ، كنت قولت لرؤوف وقف معاهم ، رؤوف نفوذه كلها هناك وكان هيساعدهم .
اسيل بتنهد وهي تشاور علي التلفاز : وعمو رؤوف كان هيعمل إيه يا بابا ، مش سامع الكلام اللي بيقولوه .
مدحت بهدوء : كويس انهم خرجو من الموضوع سلام .
اسيل بعدم فهم : قصدك إيه يا انكل .
عزام بقلق وتنهد : دول تجار مخدرات ، كانو ممكن ميسيبهومش في حالهم .
ظلو يتحدثون بينما تسللت اسيل للخارج وجلست بالجنينة ، خرجت أروي خلفها و هي تحمل كوبين من النسكافيه وجلست بجوارها .
تنهدت أروي وتحدثت : كان قلبك حاسس إن فيه حاجة .
اومأت اسيل بنعم ، وناولتها أروي النسكافيه خاصتها لتتحدث اسيل : شكراً .
أروي بمرح : تخيلي ولاد خالو رؤوف هيبقو عاملين ازاي .
اسيل بضحك : مش عارفة بقالي زمن مشوفتهمش ، بس انتي عارفة تربية عمو رؤوف تربية عسكرية ، زمانهم منضبطين زي الساعه .
أروي بضحك هي الأخري : فاكرة مراد لما كان يقعد يحوش باسم عنك ، ويقولو متعقلهاش كدي ، وباسم يقلو ملكش دعوة دي اختي وانا حر .
اسيل بتنهد حار وبهمس باكي : ايوة فاكرة .
اروي وهي تضرب جبينها : أووبس أنا غبيه أنا قولت ألطف الجو قومت سخنته .
اسيل بضحك مصطنع : لا يا حبيبتي مسخنتهوش ولا حاجة ، هو في مكان احسن دلوقتي مع ماما ، كان علي طول بيقولي انا حاسس اني هروح لماما بدري .
انفجرت باكية في نهاية جملتها لتربت أروي عليها وتتحدث : انا غبية والله ، خلاص يا سيلا ، الله يرحمهم هما عند ربنا دلوقتي .
اسيل بتذكر وهي ترجع بذاكرتها .
FLASH BACK
كانت اسيل ذات ال17 عام ، تجلس علي الأريكة تعبث بخصلات شعر أخيها النائم علي قدميها .
اسيل بتنهد : مأمورياتك دي مش هتخلص بقي يا باسم .
باسم بمرح : الشغل كدي يا بت ، ولا عايزاني اسيب الشغل واقعد جمبك .
اسيل بتأفف : اووف لا بس انت عارف اني بخاف عليك ، ايه اللي خلاك تطلع ظابط بس .
باسم بضحك : عشان احميكي يا اختي انتي واختك .
اسيل بضيق : يعني لو مكنتش ظابط مكنتش هتحمينا .
ضحك هو متذكراً كلام والدته وأردف : أمك الله يرحمها قالت نفس الكلمة أول ما دخلت كلية شرطة ، وقولتلها داخلها عشان احميكو .
اسيل بتنهد حزين : الله يرحمها .
باسم بشرود : عارفة يا اسيل انا حاسس اني هروح لماما قريب .
اسيل وهي تضربه بقوه : ايه اللي بتقولو ده ، ربنا يخليك لينا .
تأوه هو وأردف : يخربيتك ايديكي حجر .
مسكت يديها بإصطناع وأردفت : اااه مش قادرة ايدي اتشلت ايه العنين دي .
ليضحك كلاهما سوياً .
AND FLASH BACK .
اسيل بدموع : كان حاسس انه هيروحلها ، وانا كنت حاسة انه مش هيرجا من اخر مأموريه راحها وحاولت أمنعه ، ومكنتش متصورة إن نهايته هتبقي بالطريقة البشعه دي .
أروي بدموع هي الأخري : ربنا يرحمه ، متكمليش هو مات شجاع وبطل .
ثم تابعت بمرح لتخرجها من حالتها : لا لا انا اتخنقت ، انا هنزل اعوم ، قومي يلا .
اسيل بضجر : هتعومي في السقعه دي .
أروي بمرح وهي تقف : وايه يعني ، يلا قومي .
اسيل بضحك عليها : لا يا اختي عومي انتي ، الجو ساقعه وانا مبعرفش اعوم أصلاً .
أروي وهي تهز كتفيها : انتِ حرة .
ثم قفزت في حمام السباحة وأخذت تقذف اسيل بالمياه ، ليضحكا سوياً ويشاركهم ريكي اللهو .
………………………
صباح يوم جديد ، ذهب فهد لشركته وتفقد الأوضاع التي حدثت في غيابه ، وأخذ يحكي لمعاذما حدث معه بالتفصيل وما وصلت إليه الأمور والأخبار في التلفاز التي تزعجه .
فهد بضيق : أهم حاجة تشوفلي الصحافة والتليفزيون دول ، مش عايز كلام أكتر من كدي .
معاذ وهو يومئ : تمام .
دخلت في ذلك الوقت تمارا بعد أن طرقت الباب مبتسمة بإشراق ليتعجب فهد و لكن بعد حديثها تتأكدت شكوكه .
تمارا بتحية : صباح الخير ، حمدالله علي السلامة يا فهد .
فهد بهدوء وتلقائية : الله يسلمك يا تمارا .
تمارا وهي تعطيهم الكروت بيديها : انا جاية اعزمك علي خطوبتي ، وانت كمان يا معاذ .
فهد بإبتسامة ذات مغزي : مبروك يا تمارا فرحتلك .
معاذ بتعجب : هتتجوزي !! ، مبروك .
قهقه فهد بينما تحدثت هي بهدوء ثم خرجت : الله يبارك فيكو .
معاذ وهو يقرأ إسم العريس : مين مالك ده ، هو إيه الحكايه .
فهد بضحك : لا حكايه ولا حاجة يا سيدي ، حبيبها وهيجوزو .
معاذ بدهشة : حبيبها! ،،، ثم تحدث بشرود : عقبالنا.
قهقه فهد ثم تحدث وهو يقف ويلتقط جاكيت بدلته : أنا رايح شركة عزام .
معاذ بتصفير : هنيالو يا عم ،، عقبالي يارب .
فهد بضحك : روح إتجوزها مدام مستعجل أوي ،، قالها ثم خرج من مكتبه ليتحدث معاذ بتنهد : بس هي ترضي .
ثم جائت بباله فكرة فقام مسرعاً وإلتقط هاتفه من جيبه وحادث أختهُ حبيبة .
……………………………..
وصل فهد شركة عزام وطلب مقابلة عزام ، الذي صافحه مرحباً به ثم جلس معه علي إحدي الأرائك الوثيرة بالمكتب .
عزام مرحباً : نورتني يا فهد ، أنا سمعت باللي حصل حمدالله علي سلامتكو .
فهد بهدوء : الله يسلمك يا عزام بيه ، أنا مش هلف وأدور كتير ، أنا عايز ميعاد عشان اجي اطلب اسيل .
عزام بتنهد من صراحته : اسيل حكتلي كل حاجة ، وانا يشرفني طبعاً .
فهد مبتسماً بهدوء : يبقي بكري كويس .
عزام بضحك : انت مستعجل ولا ايه .
فهد بشرود : اكتر مما تتخيل .
عدام بتنهد : اسيل دي جوهرتي الغاليه ، يعني انت هتاخد مني امانة لازم تحافظ عليها .
فهد بنبرة مطمئنة معها حبه الشاغر لها : متوصنيش علي روحي .
ابتسم عزام براحة وأردف : يبقي مستنيك بكري .
اومأ فهد ثم وقف وصافحهُ ، وخرج من مكتبه متوجهاً لمكتبها بهدوء رزين في خطواته ، جعلت الجميع متيم بهِ ، وكالعاده لم تعارضهُ ريتاج في دخوله بدون إستئذان فهو فهد نجم الدين كيف ستعارضه .
كانت اسيل تقف أمام تلك المكتبة المليئة بالملفات حين دخل فهد ولم تلاحظهُ هي ، إبتسم هو حين رءاها وتقدم نحوها بخطوات بطيئة نسبياً كي لا تلاحظة ، كان يقف خلفها علي بعد ثلاث خطوات فقط ، بينما هي غير ملاحظة البتة ، التفت بعد أن أخذت الملف التي تبحث عنه ، لتنتفض بذعر وترجع خطوات للوراء و يقع الملف من يديها ، وضعت يديها علي قلبها بينما أغمضت عينيها وتنفست ثم فتحتهم وأردفت بهمس : فهد .
قهقه عليها وهي بذلك المنظر الطفولي ، ثم تناول الملف من الأرض ، ثم وضعهُ علي المكتب وجلس علي إحدي كراسي المكتب ، بينما هي ما زالت متسمرة في مكانها .
فهد بقهقهَ وهو يكتم ضحكاته علي هيئتها : هتفضلي واقفة كتير .
نظرت له بضيق ثم ذهبت وجلست علي كرسي مكتبها ، ليرفع حاجبهِ بإعجاب ، بينما تحدثت هي بضيق : كان ممكن قلبي يقف علي فكري .
قهقه ثم اردف بهدوء : متخافيش مش هسمحله .
أشاحت بوجهها بينما تحدث هو : انا كلمت حمايا المستقبلي ، وخدت منه ميعاد بكري .
انتابها التوتر غداً ! ، ولكنها عزمت أن تواجه خوفها فأومئت له بخجل وهدوء ثم تحدث : تليفونك كان مقفول الايام اللي فاتت .
تحدث هو بمكر ملاعباً إياها : كان في حد قلقان عليا .
توردت وجنتيها وتحدثت : حمدالله علي سلامتك ، انت وعمار .
قطب حاجبيه فجأه وأردف بجمود : عمار! ، تعرفي عمار منين .
اسيل بتلقائية : الأخبار في التليفزيون ، وكمان كنا في نفس الجامعه .
اومأ بهدوء و قاطعهم دق الباب ثم دخول ريتاج وهي تحمل ذلك الطرد بيها : اسيل هانم الطرد .
التقتطه اسيل بتوتر ودهشة ، لقد نسيت أمر هذا الطرد تماماً وصاحبه المجهول ، لا تعرف لما ألمها قلبها فجأه حين تذكرت ذلك العاشق الذي يعشقها منذ سنوات وهي ستتزوج بأخر ، أيعقل أن يكون فهد ! ، لا لا كيف ونحن تعرفنا حديثاً علي بعض ….
أفاقت من شرودها علي صوت فهد القوي الذي تحدث بصوت حاد نسبياً بعد أن تذكر رؤيتهُ لهذا الطرد من قبل حين إستلمته من أمام منزلها ، حين كان يقف بسيارته ينتظر معاذ : ايه الطرد ده .
اسيل بإنتباه و بهدوء : حاجة مش مهمة .
اومأ بهدوء وأردف بأمر وجمود : إفتحيه .
اسيل بضيق من لهجته : هفتحه بعدين ، كنا بنقول إيه .
فهد بهدوء مخيف : افتحيه يا اسيل .
اسيل بضيق جاد : أنا مبحبش حد يأمرني .
التقط الطرد بإنزعاج ، فهذا أحسن من مجاراتها وراح يفتحهُ ، بينما تنظر هي له بصدمة وضيق وراحت تراقب ملامحه التي تجهمت وهو يمسك تلك الورده التي اعتادتها ويقرأ مكنون ذلك الجواب الذي يبين من كلامه أنه غرامي .
فهد بحدة وهو يقبض علي الورده والجواب ليصبحو فتات : ايه دول .
اسيل بهدوء : معرفش ، حد بيبعتهم بس مين هو معرفش .
قطب حاجبيه وأردف بزمجرة : يعني إيه متعرفيش .
اسيل بتنهد وصدق : ممكن تهدي ، انا معرفش من سنتين والجوابات دي بتيجيلي ، بس معرفش مين صاحبها .
رمي الطرد من يده علي الأرضية بغضب ، لتنتفض هي في مكانها وتنظر له بتوتر وهو يمسح علي وجهه ، بينما راح يتحدث بعد أن نظر لها وبهدوء : وانتي محتفظة بيهم .
اومأت بهدوء ليتحدث بجدية وجمود : انهاردة يترمو كلهم .
لم تعرف بما تجيبه ووجدت نفسها تتحدث بتلقائية : انت هتغير من شوية جوابات .
ابتسم بقوة ناظرا لها ووقف وتحدث : انهاردة يترمو ، هشوفك بكري يا حبيبتي .
ثم توجه للباب وفي طريقه ، قذف ذلك الطرد بقدمه بغضب ثم خرج مقفلاً الباب بعضب شديد ، لتنتفض من مكانها ، توجه لسيارته وقادها بسرعه عائداً لشركته ، كان من الأفضل أن يبتعد من أمامها حتي لا يفقد صبره ويصب غضبه عليها .
……………………………..
كانت جالسه تفكر بشرود ، لقد أصبحت مكتئبة تلك الأيام ، لا تعرف لماذا، تشعر وكأنها تفتقده ، مستغربه استكانته ، وكأنه كان يريد التخلص منها ، كيف ناداها بحبيبته وهو لا يحاول ان يفتح أي مجري للرؤية أو للحديث بينهم ، تذكرت أنفاسه المضطربه حين هاتفها لسماع صوتها ولم يتحدث ، تذكرت لهفته وكلامه الصادق حين تأسف وناداها بحبيبته لأول مرة ، ولكن أفعاله مناقضة لكلامه ….. وبين شرودها دخلت سالي الغرفة عليها فجأه ، وتحدثت بهدوء : شوفتي يا رورو ، ريكي بيعمل إيه في الجنينة تحت .
أروي قاطبة حاجبيها : بيعمل إيه .
سالي وهي تسحبها : تعالي قومي شوفيه .
قامت مع والدتها ودخلت شرفتها ، لتضع يديها علي فمها بصدمة من روعة ما رأته …..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية عزف الروح)