روايات

رواية عزف الروح الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الواحد والعشرون

رواية عزف الروح الجزء الواحد والعشرون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الواحدة والعشرون

سحرتهُ ملامحها الطفولية والجذابة ، غرق في تلك الفضة كسحابة صافية اكتست لون عيناها ليزيد جمالها الخلاب مع تلك الرموش والحواجب الشقراء ، فاق من تفرسهُ لملامحها علي صوتها المختنق حين تحدثت شاكرة لهُ ليجيبها بتلقائية وشرود : العفو علي إيه ، انتِ اسمك ايه .
جاوبته بتلقائية : حبيبة .
أردف بتساؤل وخفة : دول في منهم كتير متوقفيش لوحدك كدي تاني .
حبيبة بهدوء وصوت مبحوح بعض الشئ : انا كنت في الحمام ولما خرجت لقيتهم في وشي ،، بجد شكراً ليك مرة تانية .
مد يدهُ لها وأردف بمرح : العفو مرة تانية ،، انا عمار نجم الدين .
نظرت ليدهُ ثوانٍ ثم صافحتهُ بدورها وتحدثت مبتسمة : وانا حبيبة محمد شريف .
عمار بدهشة وتساؤل : انتي أخت معاز .
اومأت ليبتسم لها ويتحدث : اتشرفت بمعرفتك ،، خلينا نرجع القاعه .
سار معها حتي دخلا القاعه سوياً حيته بأدب ثم تركته وسارت نحو أهلها بينما اتخذ هو مكانه علي الطاولة المخصصة له ولفهد بينما عيناه نسيت حزنها لوهله وأخذ يتابع حركاتها حتي إنتهي الحفل .
…………………………………………………….
صباحاً إستيقظت أروي علي رنين هاتفها ، نظرت للساعه بجوارها فوجدتها لم تتعدي الثامنة بعد ، من هذا السئيل علي الصباح ومن سيكون غيره هو ، إلتقطت هاتفها بضيق فهي متعبه من أحداث أمس الخاصةبخطبتها وتحتاج للراحة ولكن كيف ومعاز في حياتها ! فكل منهم مغناطيس مشاكل للأخر رغم حبهم كالاقطاب المتشابهة ولكن هم حالة شاذة فهم رغم تشابهم متنافرين .
التقطت الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ووضعته علي أذنها بعد أن أجابت بدون النظر لهوية المتصل وكما حزرت أتاها صوته التي طالما أحبته ولكن مازال جزئ منها يشعر يالنقص فإسلوبهم معاً سبب لها بعض هذا الشعور : صباح الخير يا أستاذة ، ساعه عشان تردي .
إبتسمت لمجرد سماع صوته ومشاكسته ولكنها أروي ، فتحدثت بتأفف وحدة : ومفيش حد عاقل يتصل في الوقت ده .
معاز بنبرة مستفزة أغاظتها : وأديكي قولتي عاقل إنتي تعرفي عني كده .
إغتاظت منه لتتحدث بضيق : كويس إنك عارف نفسك ، ممكن تسيبني أنام بقي .
معاز بتهكم مصطنع : في واحدة تكلم خطيبها كدي ، لا احنا شكلنا مش هنعمر مع بعض .
تأففت بضيق واضح وزفرت بوضوح ليصله وأردفت : معاز انت صاحي بدري عندك شغل ، مصحيني معاك ليه .
معاز بإستفزاز : مش هتبقي مراتي ولازم تتعودي تصحي بدري معايا عشان تفطريني .
أغمضت عينيها بقوة بقوة ثم أزاحت الغطاء ناهضة ،، فركت عينيها واخرجت تنهيدة وتحدثت بهدوء مستسلمة : صباح الخير يا معاز .
إبتسم بإنتصار وتحدث بحنان : صباح النور يا قلبي .
إبتسمت بخجل وتحدثت بنبرتها النعسة : رايح الشغل دلوقتي .
سُرَّ لتجاذبهم الحديث وأردف مجيباً : أنا في الطريق .

 

 

 

…………………………………………….
إستيقظت نشطة كعادتها منذ دخوله حياتها ، منذ حصوله علي قلبها ، منذ أن صارحها بحبه وبادلته هي كذلك ، عرف كيف يكسب قلبها كيف يجعلها تقع إليه برضاها ، كيف هو رقيق معها ورفيق عليها ويخاف عليها من كل شئ يعاملها كالزجاج بكل رقه وحرص ، وقفت أمام مرءاتها تعدل من هيئتها الأخيرة ترتدي جيب واسعه بعض الشئ من الشيفون بألوان خريفية وعليها كنزتها الجلدية السوداء والهيلز بقدميها ورفعت شعرها في كعكة عاليه وتناثرت بعض خصلاتها المتمردة حول رقبتها ووجهها ، تطلعت لهيئتها الأخيرة في المرءاه وهي تتذكر حديثه معها ذلك اليوم عن ملابسها وكيف يستشيط قلبه قبل عيناهُ غيرةً وغضب إن نظر لها غيرهُ .. إبتسمت بتذكر ثم إلتقطت حقيبتها ونظارتها وغادرت غرفتها للأسفل حيث عائلتها الصغيرة التي إجتمعت معهم حول تلك الطاولة الخشبية البيضاء بالجنينة الواسعه حيث الهواء الخريفي الذي لفح بشرتها بلسعان ،، منتظره هي الأن بعد تجهزها وصول فهد ليأخذها لرؤية ذلك القصر الذي سيكون مقر حياتهم وخاصةً جناحه الخاص الذي ستشاركه إياه عما قريب بعد أسابيع بسيطة فقد تحدد موغد الفرح الذي سيشدهُ الكثير بعد حوالي شهر من يومها هذا .
أخرجها من شرودها في قهوتها التي تستحيها وأفكارها بعد إنتهائها من الإفطار مع عائلتها صوت مدحت وهو يتحدث : احنا هنرجع ألمانيا بكري إنشاء الله .
أومئ عزام متفهماً أنهُ ترك عمله كثيراً وتحدث : هتيجو علي فرح اسيل تاني .
سالي بنبرة فرحة وبتلقائية أردفت : هو احنا نقدر نفوت فرح سيلا بردو .
إبتسمت اسيل بخجل رامقة عمتها بنظرة فرحة حين أعلن ذلك البوق وصول فهد ليفتح البواب الباب بسرعه ،، بعد ثوانٍ معدودة كان فهد يتقدم ببدلته الرسمية الرمادية ونظارة عينيه الشمسية السوداء التي أخفيت عيناه وزادته وسامه ،، تابعته بأنظارها لتسبح في سحر جماله تلك العضلات وتلك البنية التي تحبها بدلته الرسمية التي زادته هيبة ووقار ، ما زاد الطين بله كما يقولون حين وقعت تلك الخصلات المتمردة من شعره الكثيف الفحمي المصفف بعناية علي جبينه ليرفعها بيدهُ منظماً مقدمة شعره لتتمسك بحقيبتها بشده وتوتر فهو بكل ذاته وأفعاله يسبب لها التوتر .
– صباح الخير
نطق بها فهد مبتسماً بصدق وعيناه تلمح سروراً بسبب نظراتها لهُ .
وقف عزام ليصافحهُ وحيَّ فهد الجميع من بينهم اسيل ثم جلس معهم وبعد عدة أحاديث ما بين العمل والمواضيع العائلية هب واقفاً وتحدث مباشرةً لاسيل : يلا ،، نمشي .
اومأت ثم وقفت لتتقدم منه بينما تحدث عزام بتوصية : خلي بالك منها يا فهد .
نظر لعينيها بقوة وحب ثم نظر لعزام وتحدث مجيباً : متخافش يا عمي ، اسيل في عينيا ، متوصنيش علي روحي .
إنفجرت وجنتاها في إحمرار خجلاً ورفرف قلبها بين ضلوعها بشعور جميل فرح ، بينما تحدثت أروي بمشاكسة وحزن مصطنع : معاز دايماً بيقولي يا قلبي ، مش بيقول يا روحي دي خالص … ثم غمزت لاسيل ليزداد خجلها .
وزاد أكثر بحديث فهد التي تحدث لتذوب كل دوافعها ويعلن قلبها أن خيارها صواب هذا هو مأمنها وملاذها وحب حياتها : عشان غبي، القلب لو جراله حاجة ممكن يتعالج ولو وصل بيه الامر ووقف ،، فحالياً في عمليات زرع قلب يعني ممكن قلبي يتغير ، لكن الروح واحدة ملهاش بديل لو طلعت فالإنسان خلاص … ‘ راح ‘ .
مع كل كلمة كانت عيناهم مثبته بذلك التواصل البصري ، ادمعت عيناها مع كل حرف من كلامه الذي مس قلبها مباشرةً ،، ارتدت نظارتها بسرعه لتداري لمعان أعينها بينما تبتسم ويبتسم لها مبادلاً إياها بحنان ،، لم تعقب أروي ولكن حمحم عزام مذكراً إياهم بوجوده هنا ،، ليتنحنح فهد ويتحدث : احنا هنمشي احنا .
……………………………………………………..

 

 

 

كانت تجلس جواره يعتريها توترها بينما يقود هو بهدوء ، تحدث منادياً إياها بإسمها لتنتفض من تفكيرها علي صوته ، قهقه متحدثاً بمشاكسة : بتتخضي كتير إنتِ .
نظرت له وإبتسمت بعذوب لتلين قلبه بإبتسامتها العذباء وتحدثت بصوتها الرقيق والذي يسوده التوتر : لسه الطريق طويل .
أجابها بتهكم مصطنع ومكر مدفون في صوته : احنا لسه خارجين من عندكو لحقتي تزهقي مني .
نفت رغم معرفتها بأنه يخبرها بشكل غير صحيح بأنه متقن لتوترها ونبضاتها التي تكاد تجزم بأنه قد يكون يستمع لها بسبب دقاتها المتسارعه وكأنها تجري في مرمي لا نهاية له ، و بتوتر وخجل تحدثت : لا أبداً انا بس بسأل .
اومأ بهدوء وتحدث بقوة شرسة وكأنه يحذرها : حلو الإستايل ده عليكي .
اسيل بإبتسامة ونبرة فرحة : يعني عجبك .
فهد مؤيداً بتأكيد : أكيد .
طوال الطريق ظل فهد يشاكسها ويتمتع بتوترها وتلعثمها بعض الشئ ، تلك النمرة الصغيرة الأنثي القوية ما هي إلا فتاه رقيقة قد تكون ضعيفة ولكنها تصتنع تلك القوة التي تحيط بها لتجعل منها إمرأه شامخه ، نعم هي صغيرته وهي نمرته القوية وهي طفلته الضعيفة ومرأته الشامخة ذات الكبرياء والثقة الذي يحبهما فيها من خصالها التي تدق بروحه كألحان لا يعرف ما سر روعتها غير ان حبها هو الذي يشعلها بداخله تلك الالحان التي تعزف علي روحه وتدق قلبه بعنف .
وصل بسيارته لقصره الكبير ، فُتِحت تلك البوابة الإلكترونيه تلقائياً ليدخل بسيارته ، فتح شباكها ليعطيها مساحة كافية للتطلع بينما يسير علي ذلك الطريق الاسفلتي المستقيم الذي كان يغلب عليه كلياً اللون الأبيض وعلي جوانبه تلك الأعشاب الصغيرة التي تشمل كل الحديقة مع تلك الورود البيضاء عليجوانب ذات الطريق ، إستطاعت اسيل أن تري ما إن خطت قدماها خارج السيارة بعد توقف فهد بها أمام قصره تلك الأشجا بنهاية الحديقة الشاسعه والأغصان التي تلتف بجزَّع علي السور بأشكال مختلفه مع تلك الورود الصغيرة البيضاء والزهرية ، نعم هي تسمع عن إمبراطورية ورفاهية أولاد نجم الدين الذي توفي تاركاً إياه طفل صغير وشاباً يحمل مسئولية أخيه ولكن ماتراه حالياً فاق كل ما سمعتهُ يوماً ،، نظرت للجمال الفتان أمامها بذهول ثم نظرت له وهو يتقدم لها .
إلتقط كفها محاوطاً إياه بكفهِ ليتحول صفاء ذهنها بهذا المنظر الهادئ إلي التوتر ، لاحظ رعشة يدها بين يدهُ وتوترهاالبادي علي قسمات وجهها ليتنهد فقد حذر أنها متوتره من تواجدها معهُ هنا وحدهم ربما ، وكما حذر تماماً فهي ما إن أخرجها من تطلعها حتي أوضح لها عقلها أنها ستدخل المنزل معهُ بمفردهم لا وستتواجد بجناحه بعد قليل أيضاً ولكن إنتشلها من خوفها وهو يتحدث .
فهد بهدوء ليزيح توترها : تعالي أفرجك علي الجنينة الأول .
نظرت له ممتنة ثم إبتسمت له مؤيدة وهي تومئ ، سارت معهُ بينما أيديهم متشابكة معاً تعطيها بعض من الدفئ والحنان ، كانت سعيدة بكونها ستعيش في تلك الطبيعه التي تساعد علي الإسترخاء بحق ، تطلع لها وهي تنظر للمكان بسرور والإبتسامة تزين ثغرها الجميل الذي طالما عشقه كما عشق كل تفاصيلها لتشق وجهه إبتسامة ، فرحاً لانها فرحة ، ثم تحدث بحب وغزل : تعالي يا ورده أوريكي الورد اللي هناك ده .
ضحكت بخفة وتحدثت بتعجب : وردة ! .
فهد بضحك وهو يومئ : أيوة يا وردة قلبي تعالي .
ابتسمت بخجل و تطلعت له وهو يجلس علي ركبتيه أمام تلك المنطقة من الورود البيضاء ليربت لها بجواره لتجلس علي ركبتيها هي الأخري ، نظرت للورد لتتوالي عليها ذكريات هذه الورده البيضاء البسيطة ؟ ، نعم هي نفس الورده التي كانت ترسل لها مع هذا الطرد لطالما كانت ورده غريبة أول رؤيتها لها كانت مع تلك الطرود ، نظرت لفهد بشرود وهو يتحدث : الورد ده من لبنان ، صاحب بابا الله يرحمه بيبعتلي منه سنوياً ، الورد ده نادر جداً تقريباً مش متواجد غير في لبنان ومش معروف إسمه .

 

 

 

 

تفاجأت بحديثه أكثر أيعقل أن فهد من يرسل لها تلك الورود ! ،، لا يمكن وهو عندما رأي ذلك الطرد جن جنونه ، أكان يختبرها !! ، إن لم يكن فهد لكان عَلَّقَ علي تلك الورده التي اتضح من كلامه انها نادرة ولا تتواجد بمصر .
حائرة هي الأن ، ولكنها نفضت تلك الأفكار من رأسها وتحدثت بجدية : إنت عندك علاقات في لبنان .
فهد بإيجاب : ايوة ، مع صاحب بابا الله يرحمه ،، خلينا نرجع عشان تشوفي القصر .
اومأت له ، ووقف كلاهما إنحني بجزعه ينفض عن بنطاله ، وفعلت هي المثل ، برتابه اعتدل ثم التقط كفها مرة أخري عائداً للقصر ، بينما هي ظلت تنظر لهُ وهو يتقدم عنها بخطوة وتتنهد بحراره ، خطى معها خطوات ذلك السلم الرخامي الابيض ليصلا لباب القصر الكبير .
تبددت مخاوفها مره أخري ولكنه ضغط علي زر الجرس ليسري شعور الطمأنينة بداخلها ، فتنهدت براحة حين إنفتح الباب لتظهر من خلفه تلك الخادمة التي ترتدي تلك الملابس المنسقة السوداء والبيضاء بإبتسامة بشوشة بادلتها اسيل إياها براحة ، ظل فهد يجول معها في هذا القصر الكبير ولن تتخلي هي عن تلك الخادمة معهم ترافقهم لعدم بقائهم في مكان واحد وإنزاح هذا التوتر تماماً ، وسحرت كلياً بالمنزل الذي سيكون موطنها مع رفيق دربها ، كان القصر مقسم قسمين كان هناك جزئ منفصل عن باقي القصر كڤيلا منفردة ولكنها جزئ من القصر أخبرها فهد أنه لا يستطيع التخلي عن أخيه وتركه يعيش بمفرده لذا سيكون هذا الجزئ الخاص بعمار بعد جوازهم .
وأثناء حديثهم دخل عمار القصر ليتجه لهم ويتحدث بإبتسامة باهته لاحظتها اسيل : مساء الخير ، ازيك يا اسيل .
ابتسمت وتحدثت بهدوء : الحمد لله ، ازيك انت .
اومأ كعلامه علي انه بخير فهو ليس كذلك ابداً ومن بيدهُ الحل وحدهُ الله اعلم وحدهُ الله كفيل أن يشفي ذلك الجرح بداخله ، تحدث فهد بهدوء : يلا احنا مستنينك علي الغدا .
اومئ عمار وتحدث بمرح مصطنع : ادوني عشر دقايق بس ،، اوعو تاكلوا من غيري .
………………………………………………….
علي الغداء كان يجلس مالك بين والدته وحماته وتمارا تجلس قبالته وهي تكاد تنفجر ضحكاً مما تفعلهُ كلاً من والدتها ووالدتهُ بها من مطالب للعرس وتوفير الراحة للعروس وقضاء شهر العسل بأشهر مدن العالم كما وضعوا لهُ خطة شهر العسل بالكامل .
تحدثت ألفت بسرور وحماس وأمر لمالك : وبعدين تروحو شيكاغو ودي تكون أخر دوله ليكو وترجعوا لينا بالسلامة .
لتتحدث والدته بحدة : وإياك تطلب منك حاجة ومتعملهاش .
مالك بضيق وهو يفك رابطة عنقه : ماما إنتِ معايا ولا عليا .
وقفت والدته لتتجه لتمارا وتحتضنها وتحدثت : انا مع تيمو حبيبتي طبعاً .
مالك وهو فارغ شفته : تيمو ! ، دي أخت السمكة نيمو .
وكزته ألفت بخفه وأردفت : متتريقش علي بنتي يا واد انت فاهم .
تحدثت والدته : بس يا ملك ولا نسيت باباك الله يرحمك كان بيقولك ايه وانت صغير .
وهنا إنفجرت تمارا ضاحكة ولم تعد لتتمالك نفسها أكثر من ذلك ، ليتحدث هو بغيظ : مبسوطة إنتِ .
وضعت يديها علي فاهها محاولة السكوت وأشارت له بمعني ستسكت ، ولكنها لم تفعل إذا احمرت أنفها بشدة من كثرة ضحكها لتتحدث وسط ضحكها بعدم تصديق : ملك .
بينما كل ما همهُ الأن أنهُ يري إبتسامتها من جديد وضحكتها الساحرة الذي لم يراها منذ زمن ليتحدث مبتسماً بهمس : الله يرحمك يا بابا .
………………………………………………….

 

 

 

بعد إنتهاء غدائهم تركهم عمار ليخرج ويسير بتلك الحديقة بدون هدي ،، وفي الداخل إستأذن فهد من اسيل انهُ سيجري مكالمة مهمة ثم يقلها لمنزل والدها ، خرجت هي لتنتظره بتلك الطبيعه الغناء لتملي عينيها من ذلك المنظر ، لتلمح عمار من بعيد جالس أمام تلك البقعه من الورود التي جلست مع فهد عندها ، قادتها قدميها تلقائياً إليه لتقف خلفه .
إستدار لها بهدوء ليبتسم بحزن كالعاده ثم يعاود النظر لتلك الورود ويديه تتلمسها برفق ، لتتحدث هي بتلقائية : لاحظت إن الورد ده ليه أهمية كبيرة عندك إنت وفهد .
اومأ بتأكيد لتتابع هي : مش عايزة ابقي فضولية ، بس انا ملاظة الحزن اللي انت عـ …
وقبل أن تكمل بدأ هو حديثه بمراره : الورد ده كان عباره عن همزة وصل بيني وبينها .
إنكمشت ملامحها لثوانٍ ، قبل أن يكمل بحزن : بحبها من زمان من زمان أوي بس هي من الأول مش ليا .
بدأ قلبها يدق بعنف الأن وخاصة بعد أن أكمل : كنت كل يوم ببعتلها من الورد ده ، كنت متأكد إنه هيلفت نظرها هيديها إنطباع مختلف عني ، كنت مفكر إنها حاسة بيا بس للأسف ..
وقف قبالتها للتراجع للخلف خطوة وهي عاجزة عن فهم كلامه المبهم ، لا يعقل أن يكون هي الفتاه المقصودة ! لا يمكن !! عقلها رفض الفكرة تماماً لتتحدث بأمل : بس للأسف إيه .
نظر لها بضعف وحزن لوهله ظنت أنه يعاتبها ، ولكن إحتدت عيناه فجأه لتقطب ملامحها قبل أن يجيبها بحدة : إتجوزت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *