رواية أهداني حياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة الفصل الثامن عشر 18 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الثامن عشر
رواية أهداني حياة الجزء الثامن عشر
رواية أهداني حياة الحلقة الثامنة عشر
– كريم بثقة : يبقا مش هتبلغ عنه
– حسين بدهشة : وعرفت منين يا باشااا ؟؟ وليه ؟؟
– كريم بضحكة ساخرة : عشان هي جبانة ومشاعرها بتتحكم فيها أكتر من عقلها بتخاف على اللي بتحبهم ف ممكن تأذي نفسها عشان هما ميتأذوش وأكيد طبعا هتخاف عل الباشا مني ومش هترضى تبلغ
– حسين : بس حضرتك واثق يعني من الكلام ده أصل الراجل ده لو اتحبس ممكن يقر بكل حاجة ويجيب سيرتنا
– كريم بأستياء : مش أنا بقولك بعتمد على واحد حماار أنتا عرفته أنتا مين وأنا مين؟
– حسين بغباء : مهو سألني وأنا قصدت أخوفه بجنابك ف ميفكرش يعمل حاجة غير اللي طلبناها منه وينفذ الأوامر
– كريم : مش بقولك غبي على العموم أنا متأكد أنها مش هتعمل حاجة لأني وقت ما كانت متجوزة يوسف وحاولت أضايقها واتصل بيها واطاردها مقدرتش تقوله حاجه وخااافت ومن هناااا وراايح متتصرفش من دمااغك تااني فاهم يا زفت
– حسين : أوامر سعاتك يا باشاا
– كريم : وتابع الأخبار هناك أول بأول تبلغني بيها فااهم
– حسين : فاااهم ياباشاااا عن أذنك
– كريم بضيق: غوووور
خرج حسين سريعا قبل أن تطاله جرعة آخرى من غضب رئيسه وحمد الله أنها انتهت عند هذا الحد ودعى الله في سره ألا يتطور الامر أكثر وألا ترتدي ندى ثوب الشجاعة هذه المرة وتظل على تخوفها ورغبتها الدائمة في حماية أحبائها …..
وهناك حيث ندى والطبيب زياااد الذي كان مازالت الدهشة تكتنفه على أثر رغبتها في الاستمرار في أخفاء أمر تذكرها لحاجثة التحرش التي تعرضت لها على الرغم من أخبار الأخير لها أنه قد علم بالفعل لكن لم تدم دهشته تلك طويلا فقد أردفت ندى موضحة له الأمر قائلة:
– أنا قولت لحضرتك إني مش عايزاه يتأذي بسببي ومش شرط الأذية بأنه يقتل الراجل لكن بردو لو قدم البلاغ ده عشان ياخدلي حقي هو بردو اللي هيتأذي والمرادي ف شغله متخيل حضرتك قضية زي ديه هتعمل أيه ؟! فضيحة ..فضيحة هتحصله بسببي كفاية لحد كده هو ملوش ذنب
– حمزة باستغراب : تفكيرك غريب أوي يا آنسة ومش قادر أفهمه بصراحة المفروض أنتي اللي تكوني حريصة أنك تاخدي حقك لكن أنتي كل اللي همك حضرت الرائد وبعدين كلامك بصراحة أنا مش فاهمه ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة
– ندى : أتفضل ؟
– زياد : هو أنتي وحضرت الرائد علاقتكوا عاملة أزااي يعني بصراحة حاسس أنها مش علاقة حقيقية من أول تأكيدك على أنك آنسة وبعدين كلامك دلوقتي كل ده بيأكد أنها مش علاقة زواج عادية حتى لو اتنين كاتبين كتابهم ولا مجرد حتى مخطوبين
– صمتت ندى للحظات ثم أجابته قائلة : اللي خمنته صح يا دكتور حمزة متجوزني حماية ليا مش اكتر ومش هقدر أقولك تفاصيل أكتر من كده وعشان كده أنا مش عايزة أسببله أي مشاكل مش معقول يكون جزاء مساعدته ليا هو إني أأذيه في حياته أو شغله فهمتني كفاية اللي عرفه والصدمة اللي خلتني أرميه باتهامات بعيدة عنه تماما وأقوله كلام زفت هو ملوش ذنب في كل الهموم ديه أنا اللي عكيته معايا ف حكايتي ..
– زياد بعدم فهم : أنا بصراحة مش فاهم حاجة صدمة أيه ؟؟وليه قولتيله كلام أنتي مش مقتنعة بيه ورمتيه بأتهامات وأنتي متأكدة أنها غلط ؟؟
حينما لم يتلقى منها رد سوى الصمت علم أنها لا تريد الاستفاضة أكثر فأردف قائلا عموماً بصرف النظر عن أي اعتبارات تانية اللي عايز أقولهولك أن تفكيرك غلط جداا يا آنسة ندى لأن الحيوان اللي قربلك ده ممكن كان عمل كده مع أخته أو مع أي حد تاني هل ساعتها كان هيسكت ولا بردو كان هيقف معاها وهياخد نفس رد الفعل الحق أحق أن يتبع وهو ده اللي عمله مش أكتر وأنتي ملكيش ذنب ف أي حاجة لكن عدم بلاغك ده هيخلي الحيوان ده ممكن يكررها مع غيرك
– ندى بعدم اقتناع : بصراحة تفكيرك ممكن يبقا صح لكن اللي متأكده منه إني مش عايزة اقدم البلاغ ده اللي فيا مكفيني وحمزة كفاية عليه حمايتي من جهة واحدة مش هفتح عليه مليون جبهة صدقني يا دكتور أنا حقيقي مش هقدر أشوف الحيوان ده تاني ولا احكي حتى اللي حصل أرجوك أرجوووك ساعدني قالت رجاءها الأخير ثم انفجرت باكية
أشفق عليها زياد وقرر عدم الضغط عليها ف يبدو أنها على وشك انهيار عصبي لذا قرر مجاراتها واحترام رغبتها فقال لها مهدئا أياها :
– خلاااص يا آنسة ندى أهدي اللي عايزاه هيحصل
– ندى : توعدني متقولش لحمزة وتضحك عليا وتعرفه الحقيقة
– زياد بابتسامة : يا أنسة ندى حضرتك مريضة وواعية ومش طفلة عشان أضحك عليكي وأنا طبيب والقسم اللي أقسمته بيقول إني لازم أحافظ على أسرار المرضى متخافيش مش هقوله حاجة إلا لو طلبتي أنتي ده
– ندى بابتسامة امتنان : شكراا لحضرتك جدااا
– زياد بمزاح: طيب امسحي دموعك دلوقتي عشان اندهله يدخل بدل ما يغتالني ويقولك أتأخرتوا ليه كده
مسحت ندى دمعها وابتسمت شاكرة لهذا الطبيب المريح نفسيا
سمح زياد لحمزة وحلا بالدخول وما إن دلف الأول حتى نظر لكليهما ثم قال بتساؤل:
– ها خلصت كلامك معاها ؟؟
– زياد : أه تمام شكرا لحضرتك ثم أخرج من جيبه كارت صغير وأعطاه ل ندى قائلا :
ده رقمي والعنوان لو احتجتي تتكلمي اتصلي بيا فورا ف أي وقت ولو إني أفضل أنك تجيلي ال….
– قاطعه حمزة وقد احتدت عينيه غضبا قائلا : رقمك! وتتكلم معاك وتجيلك كماااان ؟؟ انتا مجنون ولا بتستعبط أزاااي تقولها كده أصلا وأنا وااقف أيه بقا آريااال !!
– زياد بنفس الابتسامة التي لا تفارق وجهه : ممكن حضرتك تهدى ليه سوء الفهم لو أنا قاصد أي معنى وحش هديها الكارت قدااامك أصلا ثانيا ده مش رقمي الشخصي ده رقم الشغل والعنوان عنوان العيادة مش البيت عندي يعني وهي ممكن تتكلم معايا أو تجيلي كمريضة رايحة ل دكتور مش معاد غرامي مثلا وبعدين آنسة ندى هتحتاج الجلسات ديه الفترة الجاية طبعا لو هي حابة ده مش حابة يبقا براحتها بس عشان نساعد في تنشيط الذاكرة متهيألي كده جاوبت حضرتك واكتشفت أن الأمر مكنش مستاهل الانفعال ده
– تنحنح حمزة حرجا ثم تمتم معتذرا : أنا آسف يا دكتور أسأت الفهم وبعدين اليوم مش تمام ف أعصابي مشدودة شوية
– وقبل أن يرد زياد أجابت حلا معترضة : معرفش أنتا كل شوية تعتذرله ليه هو اللي كلامه مش واضح ولازم يتفهم غلط
– رمقها حمزة بنظرة تحذيرية ثم هتف بأسمها محذرا : حلااا
– حلا بغيظ : كل شوية حلا حلا أوووف سكت أهوه
– زياد وقد ابتسم لفعلتها فقال لها بصوت أشبه بالهمس: مكنش ده رأيك يعني لما كنتي عايزاني أروح ورا أخوكي كنتي كيوت أيه بتتحولي
شعرت حلا بالاحراج ف صمتت خجلا أما زياد فقال بتفهم لحمزة :
– فااهم حضرتك ومقدر أكييد وفعلا أنتا محتاج للراحة والنوم جدااا
– حمزة : طيب اتفضل اوصلك
تحرك زياد مغادرا الغرفة وخلفه حمزة بينما حلا الغيظ والحنق من هذا الطبيب قد وصلا أوجهما فما أن انصرف خارجا من الغرفة حتى ألقت بزجاجة المياه البلاستيكية التي تحملها خلفه فاصطدمت بالباب ثم قالت بضيق : أوووف مستفز وسخيف بجد
– ندى ضاحكة :ههههه أهدي أهدي هو قالك أيه ضايقك كده
لم تستطع حلا أخبار ندى لانها تعلم أنها لا تتذكر الحادث وبالتالي لا يمكن أن تقص عليها تبعاته فقالت لها بضيق
– ولا حاااجة أهو أي سخافة والسلام سيبك بقا من اللي قاله أيه رأيك فيه بذمتك مش عندي حق
– ندى : بصراحة لأ بالعكس باين عليه هادي ومحترم وطيب وابن ناس
– حلا : هو أنا بسألك عن رأيك ف أخلاقه أنا بتكلم على شكله بذمتك مش عيل
– ندى : يمكن شكله أصغر من سنه بس مش لدرجة عيل يا لولو وبعدين أنتي بس متغاظة منه عشان اتريق عليكي
– حلا بغيظ : اتريق علياااا ! حتى أنتي ماااشي يا ندى ماااشي
في الخارج كان حمزة يسير مع زياد متسائلا :
– أنا مش فاهم بقا يا دكتور هي ندى كده فقدت الذاكرة بجد؟ بس هي فاكرة لحد كلامي معاها لكن ناسية الموقف بتاع الحادثة بكل اللي حصل فيه
– زياد شارحا : بص يا حضرت الرائد في حاجة أسمها فقدان ذاكرة انتقائي يعني الشخص لما بيتعرض لصدمة ما أقوى من قدرته على التحمل والتصديق بيلجأ عقله الباطن لحيل مختلفة منها انه يمسح الموقف أو الحدث اللي كان السبب في الصدمة ديه وكأنها محصلتش بس طبعا الفقدان ده غالبا بيكون مؤقت والشخص ممكن يفتكر الموقف ده بعدين أمتا الله أعلم ف أحنا بنحاول نبعد الشخص عن أنه يعيش مثلا موقف مشابه أو تحصله صدمة مشابهة لانه ساعتها هيفتكر بس هيكون التأثير مضاعف بتاع الموقفين كمان يفضل نبعدها تماما أنها تفتكر حاليا الأفضل تفضل ناسية لحد ما عقلها يبدأ يستوعب تدريجيا وياريت متتقابلش مع الراجل ده خااالص
– حمزة متسائلا : أزاااي ؟! طب والبلاااغ لازم هي اللي تقدمه بنفسها
– زياد: رأيي أن حضرتك تراجع نفسك فموضوع البلاغ ده هي مش حمل مواجهه أو صدمة ومش بس هتشوفه مرة واحدة لأ هتضطر تشوفه أكتر من مرة وكمان هتحكي اللي حصل وده ضغط نفسي عليها جداا
– حمزة وقد زفر بضيق قائلا : طب وبعدين يعني اسيب حقها يضيع
– زياد : متهيألي أنك أخدت حقها وضربته علقة معتقدتش هيقوم منها سليم وأكيد عمره ما هينساها ده غير زمايلك في القسم هيقوموا معاه بالواجب يبقا كفاية كده مش عشانه بس عشانها هي مش هتقدر تتحمل المواجهة ديه نهااائي والصدمة هتكون قوية جداا
– حمزة بعدم اقتناع : طيب هشوووف
– زياد : ممكن أسألك سؤال مهم جداا أعرف أجابته عشان أقدر أعالج آنسة ندى صح
– حمزة : أكيد أتفضل
– زياد: اللي فهمته من كلامي معاها أن علاقتكوا مش عادية والواضح كمان أن كلامك معاها اللي قبل الحادثة علطول كان صادم جداا وعقلها ونفسيتها مضغوطين جدااا بسببه كمان عندها احساس قوي بالندم تجاهك ممكن حضرتك تتكلم معايا بصراحة وتوضحلي الأمر وده مش بدافع الفضول مني لكن معرفتي بالأمر هتساعدني جداا في فهم الحالة كويس وأزاي أقدر اساعدها وأتعامل معاها
تنهد حمزة وهو يتذكر الحقيقة التي هو نفسه لم يستوعبها حتى الآن أن زوجته هي نفسها زوجة صديقه لا بل أرملته ..أرملته التي أوصاه عليها ثم بدا يقص ل زياد كل ما حدث دون أن يذكر أنها هي من عرضت عليه الزواج بل أخبره أنه من عرضه عليها حماية لها لا يعلم لماذا قال ذلك لكنه لم يريد أن تتأثر صورة ندى أمام أحد ومع ذلك اشار له بأنها حاولت الانتحار خشية أن تفكر فيه مرة آخرى وحتى يعلم الطبيب أنها قد وصلت لمرحلة اليأس في لحظة ما ثم حدثه أخيرا بالمفاجأة التي نزلت به كالصاعقة حينما علم من تكون زوجته وما أن انهى حديثه حتى قال زياد معلقا:
– ياااه هي مرت بكل ده يبقا أنا عندي حق لازم تسحب بلاغك وتحاول تنسى الموضوع والأفضل أن آنسة ندى تفضل نسيااه ومتلمحش حتى الراجل ده وإلا ممكن حقيقي تدخل في انهيار عصبي وهي عندها استعداد نفسي ل كده
– حمزة : ربنا يسهل بقا
انصرف زياد بعدما أخبره أنه سيتصل به في صباح الغد للاطمئنان عليها وقد يمر عليهم للتأكد أنها صارت أفضل وأن عليه أن يقنعها بالذهاب إليه لحضور جلسات علاج نفسي وتأهيل حتى تستطيع تجاوز صدمة موت زوجها السابق والصدمات المتتالية لتستطيع العيش مجددا والبدأ بحياة جديدة
أما حمزة فقد بلغ به التعب مبلغه فقرر أن يدلف إلي غرفته ليرتاح وفي الصباح يقرر ماذا يفعل مع هذاالحقير
وما أن وصل لفراشه حتى اتصل بشقيقته وطلب منها أن تراعي ندى وتهتم بها وإذا احتاجته تتصل به فورا دون تردد
وأخيرا سمح لجسده بأن يتهاوى على الفراش بجوار طفله الذي احتضنه وناام بعمق بعد يوم طوييل عامر بالأحداث والمفاجاآت
وفي الصباح استيقظ حمزة واتصل بالضابط الموجود في قسم الشرطة المحتجز فيها هذا المتحرش وأخبره بأن زوجته مازالت مريضة وغير قادرة على مغادرة الفراش وأنه سيأتي بها غدا ما إن تستطيع الحركة
قال ذلك حتى يكسب بعضا من الوقت ليفكر فيه وإن لم يجد حلا آخر غير التنازل عن البلاغ يكن قد حجز الرجل هناك حتى يعودوا من تلك الرحلة ولا تراه ندى فتتذكر ما حدث وتسوء حالتها
كان آدم قد استيقظ هو الآخر ف اتصل حمزة بشقيقته التي اخبرته أن ندى قد استيقظت هي الآخرى ودخلت لتأخذ حماما دافئا ليزيح عن كاهلها بعض الآلام الجسدية التي تشعر بها جراء ما حدث أمس مصاحبا ل عذرها الشهري وأنها لن تستطيع النزول من الغرفة وتفضل قضاء اليوم فيها لأنها بحاجة ماسة للراحة ف طلب من شقيقته أن تأتي هي لتصحب آدم للمطعم ليتناولا فطورهما وهو وندى سيتناولا فطورهما بالغرفة وما إن حضرت حلا لغرفته حتى أخبرها قائلا :
– حلااا هتنزلي تفطري مع صحباتك البنات البنااات بس يا حلا فهماااني وخلي بالك من آدم ميغبش عن عينك لحظة أنا طبعا مش عايز أسيبكم لوحدكم بس مش هينفع نسيب ندى كلنا وننزل لأنها ممكن تتعب ف لازم حد مننا يكون معاها
– حلا مطمأنه أخيها : متخافش عليااا يا موووزة أختك راااجل ومش هكلم شوبااااب ومش هاخد حاجة من حد غريييب ولو حد قالي أخوكي عااايزك مش هصدقه ومش هروح معااه ولو حد أداني حاجة أصفره مش هشربهاااا في حاااجة تااني
– حمزة وهو يجز على أسنانه بغيظ قائلا : بتتريقي حضرتك ماااشي يا حلا أنا هوريكي
– حلا : يا موووزة أنتا مش قادر تفهم ليه إني كبرت والله ومبقتش حلا الطفلة
– حمزة : وهو لازم تكوني طفلة عشان أخاف عليكي بالعكس كل ما تكبري بخاف عليكي أكتر وبعدين هي ندى كانت طفلة لما حصل اللي حصل والله لولا عارف أنك هتضايقي ويبوظ عليكي اخر يوم ف الرحلة ما هخليكي تتحركي من جنبي وإن جيتي للحق أنا قفلت أصلا من الرحلة ديه ولو عليا هرجع القاهرة مش من دلوقتي من امبارح لكن مضطرين نكملها عشانكم وعشان ندى كمان متحسش بحاجة غريبة
– حلا بحذر: طب ورحلة اليخت يا موزة مش هنروحها أنا كان نفسي فيها أوي
– حمزة : عااارف ومتقلقيش يا ستي أنا رتبتها في رحلة طالعة النهاردة مش عليها ناس من الفندق أصلا عشان ندى متشوفش حد من اللي شافوا الحادثة وحد يكلمها ولا يقولها أي حاجة هتطلع كمان ساعتين فانجزي بقا والحقوا افطروا وأنا هقنع ندى عشان هي كمان كان نفسها تطلع رحلة اليخت ديه أوي ولازم تغير جو أكيد مش هتتحبس في الأوضة طول اليوم
– حلا : أومااال هنرجع معاهم في الباص أزااي ؟؟
– حمزة بتقرير: مش هنرجع معاااهم أنا هحجز جو بااص ونبقا نقولها أي حاجة حصلت لغبطة وناس اضطرت ترجع معاهم فعرضوا علينا أنهم يحجزولنا 4 كراسي ف أي سوبر جيت واحنا وافقنا وخلاااص اتفقنا؟؟
– حلا : اتفقنا
– حمزة : طب يلا بقا أنتي أنزلي أنتي وآدم وأنا هروح ل ندى وهبقا أكلمك أقولك وقت ما يكلمني مشرف رحلة اليخت عشان نتجمع
– حلا وقد شبت على أطرااف أصابعها لتطبع قبلة رقيقة على وجنة أخيها قائلة بكل الحب : حبيبي يا موووزة ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك أبدااا
كان آدم قد وقف صامتا مشبكا ذراعيه الصغيرين أمام صدره تماما كما يفعل والده وكأنه نسخة مصغرة منه ثم قال ساخرا بلهجة طفولية :
– هاااا خلصتوا التلام تله”الكلام كله” ولا لسة يلا بقااا يا بابا أنا تعبت هنفضل واقفين تده تييير ” كده كتييير” الوااحد زهق
– حمزة وقد رفع حاجبه قائلا : كده كتييير ! والواااحد زهق ! أنا ليه حاسس إني بكلم جدي مش طفل أعوووذ بالله منك لمض لماااضة
– آدم بضيق : لأ يا بابا آدم حلووو مش لمض حلوتي هي لمضة بس
– أشارت حلا على نفسها بذهول قائلة : أنااااا لمضة يا دومييي مااااشي طب أنا هاكلك بقا
ثم حملته بين يديها وظلت تدغدغه بفمها وهو يضحك بشدة
صاح حمزة بهما قائلا :
– بااااااس يلا خلصوا بقا خليكم تلحقوا تفطروا دومي حبيب بابا خد بالك من حلااا
– آدم بطفولية : مش أنتا قولت أنا أسد يا بابا خلاااص آدم الأسد هيآتل “هيآكل “أي حد يقرب من حلوتي
– ضحك حمزة عاليا ثم قال مازحااا : يا آدم يا جااامد أوووي ابن حمزة صحيح
وقبل أن تخرج حلا مرافقة للصغير من الغرفة لمح حمزة شيئا في جيب شقيقته يضيء وينطفيء دون صوت فسألها قائلا :
– تليفونك ده اللي بيرن صاامت في جيبك ؟؟
– مدت حلا يدها لجيبها ثم أخرجت الهاتف الموجود به بعدما خبطت على مقدمة رأسها بتذكر قائلة : ده موبايل ندى كان معايا من امبارح أنا نسيييته خااالص ثم نظرت في شاشته للتعرف على هوية المتصل ثم أردفت : ديه أختها اللي بتتصل
– حمزة وقد مد يده ليأخذ منها الهاتف قائلا : هاتيه وروحي أنتي يلااا وأنا هوديهولها
أعطته حلا الهاتف ثم انطلقت للخارج هي والصغير متجهين نحو مطعم الفندق وتوجه حمزة حيث غرفة ندى طرق الباب فلم تجيبه إلا بعد عدة لحظات ف علم أنها مازالت في الحمام ف ظل واقفا خارج الغرفة بعدما أخبرها أنه بانتظارها بالخارج هنا لاحظ الهاتف في يده يضيء وينطفيء مرة آخرى باتصال آخر من شقيقتها يليه ثالث ورابع واخيراااا رسالة منها جعلته يتسمر مكانه كان فحواها كالتالي “ندى ردي عليااا ضروري في واااحد اسمه كريم بعتلي رسالة غريبة بيهددني فيها وبيقولي أني أقولك أنك السبب في أي حاجة تحصلي أنا مش فاهمة حاجة ومش عارفة مين ده وعايز مني أو منك أيه ؟؟”
لحظات مرت على حمزة كأنها الدهر الصدمة قد شلت جميع حواسه وعقله يشعر أنه توقف تماما عن العمل لا يعلم ماذا يتوجب عليه فعله انتظر اتصالها مرة آخرى لكنها لم تتصل وبعد دقائق مرت عليه كأنها سنوات رن الهاتف في يده مرة آخرى وفي نفس اللحظة انفتح باب غرفة ندى وقد خرجت منها بعدما أنهت حمامها وارتدت ملابسها وهي تعلم انه بانتظارها بالخارج كما أخبرها منذ دقائق وما إن لمحها حتى خبأ هاتفها في جيبه سريعا وأخبرها أن حلا تتصل به لأمر ضروري سيذهب لتفقدها ثم يعود مجددا إليها تحرك مهرولااا خارج الممر المؤدي للغرف وما إن ابتعد كان قد فتح الهاتف أثناء تحركه حتى لا تغلق شقيقة ندى المكالمة لكن ما إن هم بالرد عليها حتى وجدها قد اغلقت الخط مرة آخرى حينما لم يأتيها رد لحظات وأعادت الاتصال به فأجابها سريعا لكنه قبل أن يتحدث وجد صياح على الجانب الآخر بث القلق في نفسه خشية أن يكن قد اصابها مكروه من هذا المدعو كريم لكنه ما إن أدرك كلماتها حتى كاد يقع أرضا من فرط الضحك فقد كانت تتحدث بصوت عال قائلة :
– يا حيوااانة يا جزمة يا كلبة البحر يا أنثى الفيل يا بنت أخت السلطعون مبترديش علطووول ليييه ؟؟ وبعدييين مين كريم ده ؟؟ ومبتكلمنيش بقالك كام يوم ليه ناس ليها جوازة وناس على وشك تكون ف جنااازة ؟؟ أنتي مبترديش ليه طبعااا تلاقيكي قعدة جنب عريس الغفلة والله تلاقيه كلب البحر زيك يا خوفي يكون شبه دكر البط المزغط …….
هنا أخيرااا انتبهت لصوت نحنحة على الجانب الآخر لم تكن تسمعه على الرغم أن حمزة حاول تنبيهها من بداااية المكالمة لكنها كان تسترسل في الحديث دون توقف ف تسائلت بترقب :
– ألووو مين معااياااا ؟؟
– حمزة محاولا وأد ضحكاته ف تنحنح مرة آخرى قائلا : أحمممم معاكي دكر البط سيادتك قصدي الرائد حمزة جوز ندى أو ممكن كلب البحر بردو عاادي زي ما تحبي
– شقيقة ندى بتلعثم ووجه كاد ينفجر احمرارا من شدة حرجها فقالت : أأا ..أأ..أأأأأ أنا …أناااا
– حمزة محاولا أمتصاص حرجها قائلا بمزاح : أخت كلبة البحر تشرفنااا
– ردت بغيظ قائلة : أنا نسمة ..أسمي نسمة ثم أردفت متسائلة أنتا جوز ندى بجد ؟؟
– حمزة : أه والله أومااال جوزها بهزاار اسمك نسمةههههه مش بااااين خاااالص على العموم تشرفنا يا آنسة نسمة المهم قوليلي كلب البحر ديه عاادي بس معرفش ليه حسيت أن دكر البط ده تشبيه فيه اسقاااط ولا كان تشبيه بريييء أنا بطمن بس
– تنحنحت نسمة بخجل قائلة : أحمممم لأ ولا اسقاط ولا حاجة أهو أي كلام المهم هي ندى فين ؟؟ وأنتا رديت على تليفونها ليه ؟؟ هي كويسة ؟؟
– حمزة : أه الحمد لله هي بس تعبت بالليل شوية وكانت ناسية التليفون معايا ولما شوفت رسالتك خوفت أقلقها عليكي ف رديت أنا من غير ما هي تعرف
– نسمة بفزع : ندى تعبااانة ؟؟ مااالها فيها ايه أنتا عملت ف أختي أييه ؟؟
– حمزة : متقلقيش هي بقت كويسة الحمد لله وبعديين أنا بريييء والله معملتش ف أختك حاجة هي تعبت لوحدها أنا مليش دعوة بس هي أعصابها كانت مشدودة شوية واتعرضت لكذا مفاجآة ف اتصدمت وأغمى عليها المهم بس طمنيني عليكي الرسالة اللي بعتيها قلقتني جداا
– نسمة بتذكر : أااه صحيح مين كريم ده أنتا تعرفه ؟؟ وبيهددني ليه ؟؟ وعايز أيه من أختي ؟؟
– حمزة : بصي ده موضوع يطوول شرحه المهم أنتي مش لازم تفضلي عندك ولا في اسكندرية كلها
– نسمة بتساؤل :أومااال هروح فين يعني ؟؟
– حمزة : هتنزلي القاهرة عندي في بيتي أمي هناك هتكون في استقبالك واحنا جايين بكره بإذن الله هنتحرك من هنا الساعة 12 الضهر ممكن نوصل بالليل الساعة 9 أو 10 وممكن قبل أو بعد كده على حسب الطريق أنا هبعتلك حد ياخدك من مكان ما أنتي موجودة ويوصلك لحد البيت عندي ومتروحيش غير مع الشخص اللي هبعتهولك ده ويقولك كلمة سر هنتفق عليها أنا وأنتي
– نسمة بتفكير : لأ مش كلمة سر خليه يقولي موقف أو حاجة بيني أنا وندى وبس مش يمكن أنتا كمان تكون بتضحك عليا وتكون تبع كريم ده وتكون سرقت منها التليفون وعاملين عليا لعبة بقولك أيه يا أما تسمعني صوت أختي وتكلمني وتقولي أنك جوزها فعلا أو تعرف منها موقف أو حاجة ميعرفهاش غيرنا رتب نفسك وكلمني
– حمزة : خيااالك واسع أووي على العموم مااشي المهم قوليلي الشخص ده يجيلك فين ؟؟
– نسمة : حاليا أنا في المستشفى عندي شغل وبخلص الساعة 3
– حمزة : أسم المستشفى أيه ؟؟
– نسمة: لأ مش هقولك أسال ندى وهي تقولك ويستحسن تديني أختي اطمن عليها بنفسي
– حمزة موضحا : ما قولتلك مش عايزها تقلق عليكي هي أعصابها تعبانة بجد ومش حمل أي ضغط نفسي وأكيد مصلحتها تهمك وعشان كده متتصليش بيها تاني عشان أنا هديها تليفونها وهي أكيد لكا تشوف مكالماتكهتتصل هي بيكي المهم متعرفيهاش حاجة قليلها أنك كنتي بتتطمني عليها عادي وقلقتي لما مردتش وأنا هتصرف وامسح رسالتك وهديكي رقم تليفوني وهاخد رقمك أي حاجة تكلميني فورا فاهمة ومتسبيش المستشفى وتروحي البيت خاالص الشخص اللي هيجيلك هياخدك من المستسشفى ويوديكي بيتك لو عايزة تجيبي هدوم أو أي حاجة ليكي وهو هيستناكي تحت
– نسمة بسخرية : وده مين بقا الشخص الثقة ده السواق بتاعك ولا عسكري عندك في القسم
– حمزة: لأ صاحبي بس هو قادر يحميكي ويحافظ عليكي لحد ما نرجع ثقي فيه
– نسمة بنفس لهجتها الساخرة : مش لما اثق فيك أنتا الأول
– حمزة : بصي عشان تتأكدي إني جوز أختك وتطمني هخليكي تسمعي صوتها وأنا بكلمها وهبقا حاطط الموبايل في جيبي بس لما تتأكدي تقفلي علطول وأنا هشوف حجة أخليها تفتحلي موبايلها عشان أمسح الرسالة بتاعتك
– نسمة: تمام موافقة
أغلق حمزة هاتف ندى ثم وضعه بجيبه ثم أتصل بشقيقتها من هاتفه وفتح الخط بينهما ثم وضعه بجيب بنطاله الآخر وعاد من جديد حيث غرفة ندى طرق بابها ف سمحت له بالدخول ف نظر لها قائلا :
– أيه أتأخرت عليكي ؟؟
– ندى : لأ خاالص حلا و آدم كويسين
– حمزة : أه كويسين الحمد لله مفيش حاجة المهم طمنيني عليكي بقيتي أحسن حاسة أن أعصابك أهدا من امبارح
– ندى بامتنان : أه الحمد لله أحسن كتيير شكرا ليك بجد يا حمزة عل وقفتك معايا وجنبي أنا تعبتك أوي من وقت جوازنا
هنا تأكدت نسمة أن محدثها بالفعل هو زوج شقيقتها فأغلقت الخط
أما حمزة ف خبط على مقدمة رأسه بتذكر :
– ااااخ صحيح نسيت أديكي تليفونك كان مع حلا من امبارح وهي ادتهولي عشان أديهولك
فأخرجه من جيب بنطاله ومد يده ليعطيها الهاتف لكن قبل أن تسحبه منه جذبه مرة آخرى قائلا :
– أه معلش ممكن بس تفتحيلي تليفونك عشان عايز أعمل مكالمة ضروري جدااا ومش عايز أعملها من تليفوني عشان مش عايز الشخص ده يعرف رقمي
– تعجبت ندى لكنها أماءت رأسه بالايجاب قائلة : أااه طبعاا أكيييد ثواني
حينما أمسكت بالهاتف وقف هو إلى جوارها يستحثها على الاسراع فقالت :
– أيه ده في missed call كتيير ثواني أشوف مين
– حمزة بسرعة : ديه أختك تقريبا حلا قالتلي أنها اتصلت بيكي أكتر من مرة وحتى اتصلت دلوقتي وأنا رديت عليها وقولتلها أن الموبايل مكنش معاكي
ثم جذب منها الهاتف سريعااا قبل ان تتفحصه وانطلق من أمامها مهرولا وهو يقول :
– هعمل المكالمة وأجيبهولك علطول عشان تكلميها
خرج تجاه الشرفة بعدما أغلقها خلفه ثم مسح رسالة شقيقتها ثم بدأ تصنع الحديث في الهاتف
دقائق ودلف للداخل بعدما أعطاها هاتفها قائلا :
– شكرااا يا ندى أتفضلي
– ندى : العفو أما أكلم نسمة بقا عشان زمانها قلقت عليا
– حمزة متظاهرا عدم المعرفة : نسمة مين ؟؟
– ندى : نسمة أختي
– حمزة بمرح: أيه ده هي أختك اسمها نسمة يعني أنتي ندى وهي نسمة الواضح أن باباكي كان بيحب الهدوء أوووي
– ندى : هههههه لو شفت نسمة مستحيييل كنت تقول كده
– حمزة وقد رفع حاجبه باستغراب قائلا : أشمعنا ؟؟
– ندى : عشان أختي لا تمت للهدوء بصلة هي عكس اسمها خااالص بتحب الهزار والضحك والدوشة هااايبر طول الوقت ودمهاا خفييف جدا لو شوفتها لا يمكن تقول أن ديه دكتورة بس بصراحة هي في شغلهاا حد تاااني خااالص ومااشاء الله شاطرة جدا
– حمزة : ربنا يخليكم لبعض خلاص كلميها تحبي أخرج استناكي بره لحد ما تخلصي مكالمتك
– ندى: لأ مش مستاهله عادي خليك أنا هكلمها علطول اطمن عليها بس هي طبعا متعرفش طبيعة جوازنا زي مقولتلك وفاهمة أننا طالعين أجازة احتفالا بالجواز وكده ف هي مش هتطول في المكالمة
– حمزة ضاحكا : هههههه اجازة احتفالا بالجواز ومعايا ابني وأختي ههه ونعم الاحتفال على العموم أنا هستناكي في البلكونة لحد ما تخلصي
وهم بالتحرك تجاه الشرفة لكن ندى استوقفته قائلة بخجل وندم:
– حمزة أنا آسفة ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)