روايات

رواية أهداني حياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت التاسع عشر

رواية أهداني حياة الجزء التاسع عشر

أهداني حياة
أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة التاسعة عشر

وهم بالتحرك تجاه الشرفة لكن ندى استوقفته قائلة بخجل وندم:
– حمزة أنا آسفة ….
– حمزة متحدثا بمرح : يا ترى ندى آسفة بتعتذر على أيه المرادي

– ندى وقد خفضت راسها أرضا: يعني عشان الكلام الزفت اللي قولتهولك امبارح .. أنتا أكيييد بجد مش زعلان مني ؟؟
– حمزة متظاهرا بالنسياان : أنهي كلام ده أنا مش فاكر أنك قولتيلي كلام وحش ولا حاجة
– تنحنحت ندى قائلة : أحمم الكلام اللي قولتهولك بعد ما عرفت إني مرات ص…
– قاطعها حمزة بنبرة جادة قائلا : ندى قولت مش فاكر أي كلام وحش انسيييي يلا كلمي أختك بقااا

قال جملته وخرج واقفا في الشرفه بانتظار انتهاء مكالمتها مع شقيقتها المسماة خطاً ب نسمة
وبالداخل كانت ندى في نفسها ممتنة كثيرااا ل حمزة لتسامحه معها ونسيانه ل كلامها الجارح بالأمس

اتصلت بشقيقتها واطمأنت عليها ولم تخبرها أنها مريضة لكن اخبرتها انها فقط انشغلت عنها أمس ولم تستطع الاتصال بها لأنها كانت بالخارج حتى وقت متأخر وأنها قد نسيت الهاتف اليوم في الغرفة وتحركت بدونه مازحت نسمة شقيقتها ولم تخبرها هي الآخرى عن الخطر المحدق بها وحاولت أن تبدو على طبيعتها حتى لا تقلق عليها فقد بدا عليها الارهاق وقد ظهر هذا جليا من نبرة صوتها المجهد التي لاحظته نسمة بسهولة ما إن حدثتها
أغلقت ندى الخط ونادت على حمزة الذي لحظات وكان أمامها بالداخل
والذي سألها قائلا:
– ها أطمنتي على أختك ؟؟ كويسة ؟؟
– ندى وقد اماءت رأسها بالايجاب قائلة : أااه الحمد لله بخير
– حمزة : الحمد لله طيب هروح أكلمهم عشان يطلعولنا الفطار هنا في الأوضة وأكلم عمر صاحبي عشان اتصل بيا أكتر من مرة امبارح ومعرفتش ارد عليه
– ندى: حمزة ممكن تنزل تفطر مع حلا وآدم أنا حقيقي مليش مزاج للفطار أصلاا أنا حاسة بجد إني بوظتلكم الرحلة
– حمزة : ندى بلاش عبط لو سمحتي ماااشي وبعدين استعدي عشان هنطلع رحلة اليخت كمان ساعة
– ندى معترضة : لأ لو سمحت يا حمزة أنا مش …..
– حمزة مقاطعا : مفيش لأ ومش يا ندى مش عايز اعتراض أنا حجزت خلاص هي رحلة طالعة تبع فندق تاني عشان ملقتش رحلات تبع الفندق هنا كلهم مكتملين العدد ف هنطلع مع أجااانب ونهييص بقااا

 

 

 

أطمأنت ندى حينما علمت أنها لن تقابل نفس الوجوه التي رأتها بالأمس وكانوا شهود على حادثة الضرب واتهام هذا الحقير لها أنها من تطارده فوافقت حمزة على اقتراحه لكنها قالت بابتسامتها الرقيقة :
– موااافقة اطلع رحلة اليخت عشان أشوفك وأنتا بتهيص مع الأجااانب يا حمزة
– حمزة ضاحكا : ههههه ده أنا هخربهاااا ثم أردف قائلااا
بقولك أيه متنسيش تكلمي ست الناظرة تطمنيها عليكي عشان كلمتنا كلنا امبارح ولما سألت عنك قولنالها أنك عندك بوادر برد ونايمة ف طمنيها عليكي لحسن مفكرانا خاطفينك
– ندى ضاحكة : ههههه حاضر هكلمها
– حمزة : وأنا هنزل علطول واجيلك عقبال ما تكوني كلمتيها

خرج حمزة من غرفة ندى واتصل ب عمر الذي أجابه سريعا قائلا :
– طبعاااا ناس تبلبط وتعربد وناس ت…
– قاطعه حمزة موبخاً : مهو أرك ده يا حيوان اللي جايبنا ورااا اسمع يا زفت تسافر حااالا على اسكندرية هبعتلك عنوان المستشفى اللي شغالة فيها نسمة ت…
– قاطعه عمر متسائلا : نسمة ميييين ؟؟ واسكندرية ومستشفى ايه اللي أروحهم دلوقتي ؟؟ وليييه ؟؟
– حمزة : نسمة أخت ندى يا عمر ركز شوية هي دكتورة وشغالة ف مستشفى في اسكندرية هتروح تجيبها من هناك وتوديها عند ماما زي ما قولتلك
– عمر وقد عقد بين حاجبيه متسائلا : اشمعنا دلوقتي ؟؟ هو الحيوااان اللي اسمه كريم هددها أو عملها أي حاجة
– حمزة : أااه بعتلها رسالة والبنت متعرفش أي حاجة عن الموضوع ندى مقلتلهاش عشان متقلقهاش المهم دلوقتي زي ما قولتلك تسييب اللي وراك يا عمر وتسافر حااالا على اسكندرية ولما توصل هقولك كل التفاصيل معلش يا صاحبي بنتعبك معانا بس مش هطمن على البنت مع حد غيرك
– عمر بمزاح : ويا ترى بقا نسمة دييه حلوووة شبه ندى كده؟؟
– حمزة بغضب: عمررر الهزااار مش كده
– عمر : الله وده من أيييه طيب ملناش دعوة بمراااتك خلينا ف أختهااا حلوووة ؟؟

 

 

– حمزة محذرا : ملكش دعوة بمراااتي ولا بأختهااا ومتبصلهااش حتى ديه أمااانة يعني تحاافظ عليهااا فاااهم
– عمر : فااااهم يا عم والله أنا بهزر يا رمضااان أنتا مبتهزرش
– حمزة بنبرة مهددة : لأ أزاااي بهزر طبعااا لما أجيلك ههزر معاااك للصبح
– عمر ضاااحكااا: لأاااا بلاااش أنتا هزاارك تقييل أوووي
– حمزة بنفاذ صبر: اخلص يا عمر واتحرك حالااا يلا سلااام
– عمرمتذمراا : طييييب الفلبيني بتاعكم أناااا سلاااام

أغلق حمزة الخط وتوجه حيث مكتب استعلامات الفندق وطلب فطار لشخصين وأعطاهم رقم غرفة ندى حتى يرسلوه إلى هناك ثم مر في طريقه نحو مطعم الفندق ليطمئن على شقيقته وصغيره اللذان وجدهما يتناولا أفطارهما مع اتنين من صديقات حلااا فاطمئن عليهما وانصرف عائدا ل ندى وقبل أن يصل غرفتها اتصل بنسمة ليخبرها عن عمر لكنه وجد هاتفها مغلق حاول مرارا وتكرارا وفي كل مرة نفس الجواب الهاتف مغلق ف لم يجد أمامه حلا سوى الانتظار ….

دقائق قليلة بعدما دلف الغرفة ووجد طرقا على الباب كان أحد العاملين ومعه طعام الافطار أخذه منه ثم شكره وجلسا معااا تناولا إفطارهما وكلا منهما شارد في امر ما حمزة في نسمة التي لم تجيبه حتى الآن وندى في كذبة نسيان حادثة التحرش التي تعرضت لها أمس وخشيتها أن تنكشف كذبتها أمامه فيتمسك بتقديم البلاغ ويضر بسمعته من أجلها وهذا جل ما تخشااه هو أن يتأذى بسببها أحد….

فرغا من افطارهما وظل حمزة يتحدث معها عن شقيقتها محاولا معرفة أمور لا يعلمها سواهما وأخيرا وجدها سر صغير كانت تقصه عليه وهي تضحك فجأة استأذن منها وأجرى اتصالا بعمر يخبره بهذا السر الصغير كأمارة أنه من طرف شقيقتها لانها مازال هاتفها مغلق أو خارج نطاق التغطية كان كلما مر الوقت ولم تجيبه وهاتفها مازال على وضعه يتفاقم القلق بداخله خشية أن يكن هذا الحقير كريم قد تعرض لها أو أذاها بأي طريقة حتى وإن كان لا يتوقع ذلك
اتصل به المشرف المسئول عن رحلة اليخت فأخذ ندى وتقابل مع حلا وآدم عند مدخل الفندق وذهبا معا لقضاء عدة ساعات في عرض البحر
كانت الطبيعة هناك رائعة تخطف العيون بسحرها وابداع خالقها
لكن من يتمتع سوى خال البال فقد ظل حمزة ذهنه مشغول بشقيقة ندى خاصة مع عدم وجود تغطية ل هاتفه هو الآخرفي هذا المكان حمد الله أنه أخبرعمر بكافة التفاصيل للوصول ل نسمة من اسم المستشفى التي تعمل بها وعنوانها والأمارة التي أرادتها تلك المشاكسة لكنه يريد الاطمئنان عليها وأن صديقه قد وصل إليها وأنها أصبحت في أمان معه

أما على الجانب الأخر فقد كان عمر قد وصل بعد ثلاث ساعات ونصف تقريبا إلى مدينة الاسكندرية ظل يتصل بصديقه مرارا وتكرارا لكن دون جدوى ف هاتفه هو الأخر مغلقا وكان حمزة قد أخبره قبل التحرك لرحلة اليخت أنه قد لاتوجد تغطية للشبكة في تلك المنطقة

أغلق عمر المكالمة بعدما أطلق سبة قبيحة لصديقه بسبب عدم رده عليه وانطلق نحو عنوان المشفى التي تعمل بها شقيقة ندى والتي لم تجيبه هي الآخرى وكان هاتفها مغلقا مثل صديقه فنالها من سبابه جاانب

 

 

 

بعدما وصل إلى المشفى سأل عنها في الاستقبال ف أخبره الموظف هناك أن يسأل عنها في قسم الاطفال التي تعمل به
تحرك عمر سريعا إلى هناك وسأل عنها فأخبرته احدى زميلاتها أنها خرجت من المستشفى منذ دقائق ولا يعلما أين ذهبت سأل عن مواصفاتها الشكلية وعما ترتدي وأخبرهم أنه أتى إليها من القاهرة لأمر هااام وعاجل يخص شقيقتها فأخبروه أنه قد يلحق بها عند بوابة المستشفى من الجهة الآخرى إذا تحرك سريعا
خرج متجها نحو الباب الآخر للمستشفى وهو يسب حمزة ونسمة معااا فلا أحد منهما يجيبه وهاتفهما الاثنان مغلق ف كيف يصل إليها أذن
وعند بوابة الخروج من الجهة التي أشارت له زميلتها أنها توجهت نحوها سأل فرد الأمن الواقف هناك عنها فأشار له على أمرأة لا تبعد عنه كثيرا ف هرول باتجاهها وظل يحاول لفت انتباهها لكن دون جدوى واخيرا لحق بها لكنها كانت على وشك ركوب الحافلة ف اضطر لجذبها من حقيبتها ..

لحظة ..لحظة واحدة فقط ولم يعلم عمر ماذا حدث بعدها تلك النسمة القصيرة ما أن لمحته يقترب من حقيبتها حتى صرخت هاتفة
– حرااااامي الحقوووني حراااامي عااايز يخطفني الحقووني
تجمع الرجال حوله وانهالت عليه اللكمات من كل حدب وصوب لم يعد يعلم من أي جهة يصد فالكثرة تغلب الشجاعة لم يكن يرى سوى اقدام تتحرك حوله حاول التحدث إليها لكنه لم يستطع ف هؤلاء المتجمهرين حوله يبدو أن لديهم طاقة ورغبة في ضرب احدهم و يفرغونها فيه حاليا واخيرا استطاع أن يزيحيهم من عليه للحظة فوقف أمامها قائلا بسرعة :
-أنا من طرف حمزة جوز أختك بأمارة الغمازة اللي هي أصلا غرزتين من وقعه السلم ..
هم أحدهم بجذبه داخل حلقة الرجال مرة آخرى لكنها اوقفتهم صارخة بهم
– خلاااص سيبوه سيبوووه أنا أعرفه
بعد تكرارها الجملة لأكثر من مرة اخيراا انتبه الرجال لما تتفوه به فابتعدوا عنه متمتمين له باعتذار ومشيعين تلك الواقفة بنظرات مختلفة إحداها حانقة واخرى غاضبة وتبعتها كلمات موبخة ولائمة
أحدهما قال أنها تبدو خطيبته وقد تشاجرا فأرادت تلقينه درسا والآخر قال اتقوا الله في الرجال وآخر قال بالفعل أنهن ناقصات عقل ودين
وآخر ظل يضرب كفا بكف متمتما بالحوقلة

وأخيرا ً أنفض الجمع الملتف حولهم ولم يتبقى سوى نسمة وعمر فقالت الأولى متسائلة :

 

 

– أنتا اللي بعته حمزة جوز ندى أختي؟؟
– عمر بتأفف وهو يتحسس وجهه بأصابع يديه: أيووه أنا يا ستي اللي جاي من القاهرة ل اسكندرية جري عشان اتضرب
– نسمة باعتذار: معلش أنا آسفة بس العيب عليك أنتا بردو
– عمر بصدمة : العيب عليااا أنااا!! ليه إن شاء الله
– نسمة بعصبية : أيوه بتشدني من الشنطة ليه خضتني وافتكرتك حرامي أو تبع الحيوان اللي بعتلي الرسالة
– عمر : ما أنا كنت عمال انده عليك واقولك يا دكتورة يا دكتورة وأنتي ولا أنتي هنا لا حياة لمن تنادي ولقيتك كنتي هتركبي الميكروباص فقولت لأ بقا يا ألحقك بأي طريقة يا أما مش هعرف أوصلك لأن سيادتك موبايلك مقفول وحمزة باشا شرحه
– خبطت نسمة على رأسها بتذكر : أاااخ نسيت أنا فعلا موبايلي فصل شحن ومش معايا الشاحن المهم تعالا معايا المستشفى عشان أطهرلك الجروح اللي ف وشك ديه ده أنتا اتشلفطت خااالص
– عمر بقرف: اتشلفطت ! في دكتورة تقول الألفاااظ ديه وبعدين أنتي دكتورة أطفال ومتهيألي إني عدت مرحلة الطفولة من زماااان
– جذبته نسمة من ذراعه متجاهلة حديثه ثم قالت وهي تتحرك معه: تعااالا معااايا بس وبطل رغي وبعدين ديه كلها مجرد جروح سطحية مش محتاجة دكتوور أصلا
– عمر وقد نفض ذراعه من يدها قائلا بغضب: أنتي بتشديني وراكي كده ليه أنتي غريبة أوووي والله مشوفتش كده ف الدنيا
– وقفت أمامه فجأة قائلة بابتسامة شقية : لأ في أنااااا معااك دكتورة نسمة
– ضحك عمر قائلا : بس متقوليش نسمة قولي رياااح زعابيييب أعاااصير قال نسمة قاال أنتي متأكدة أنك أخت ندى أصلااااا

كانا قد دلفا داخل المستشفى وقد توجهت به نحو إحدى غرف الكشف ودخلت معه ثم أغلقت الباب خلفهما واجلسته على سرير الكشف احضرت بعض المطهرات والقطن وجلست أمامه ثم سألته بينما يدها تطهر جروحه :
– أنتا تعرف ندى أختي ؟؟ أنا كنت فاكراك من طرف جوزها
– عمر وقد هز رأسه عدة مرات لأسفل تأكيدا على كلامها قائلا : أنا فعلا صاحب حمزة بس بردو أعرف ندى هي كانت زميلتي في المدرسة قبل ما اسيب الشغل واشتغل في الجيم
– نسمة بتساؤل : وأنتا كنت بتشتغل أيه مع ندى في المدرسة مدرس ؟؟
– عمر : أكييد مدرس أماال فراش هشتغل أيه في المدرسة يعني
– نسمة : لأ بس شكلك ميديش مدرس خاالص وحضرتك بقا مدرس أيه عربي زي ندى ؟؟

 

 

– عمر بسخرية : بقولك بشتغل في الجيم يبقا أكيد مش مدرس عربي مش محتاجة ذاكااء على العموم أنا كنت مدرس لياقة بدنية
– نسمة بلامبالاة : ألعاااب يعني
– عمر بغيظ : ألعااااب ! أألعاااب ليييه أحنا في الكوكي بااارك أيه ألعاب ديه
– نسمة بضحك : والله ده أنا كده كرمتك كماان أنتا حتى محصلتش مدرس ألعاب كنت بتضرب بره ومعرفتش تدافع عن نفسك
قالت كلمتها الأخيرة وهي تضغط على احدى كدمات وجهه فـتأوه قائلا:
– أااه ما بالراحة شوية أيه بتعالجي حماار شكلك دكتورة بيطرية مش اطفااال وبعدين يا دكتورة في حاجة اسمها الكثرة تغلب الشجاعة وبعدين أنا مقدرش أأذي حد لأنهم أصلا مش غرضهم أذيتي هما بس كانوا بيدافعوا عنك بعد ما حضرتك قومتي بالوجب وصوتي ولمتيهم عليا
– نسمة بعدم تصديق : قال يعني كنت تقدر تعملهم حاجة أصلااا لما حمزة قالي أنه هيبعت حد من طرفه تخيلته هيبعت ظابط زيه أكشن بقا وحركات مش واحد بيقع من أول قلم أوعى تكون فااكر إني بصدق العضلات والشويتين دول أنا عارفاكم يابتوع الأماينو والنفخ أنتو
– عمر وهو يستغفر في سره : أماينووو ونفخ أييه أنا مدرب لياقة وفنون قتالية وعندي الجيم بتاعي اللي بدرب فيه يعني أنا الكابتن وأنا اللي بدرب حمزة أصلا وزمايله
– نسمة ساخرة : جيم وكااابتن قال يعني كابتن حسن شحاته يا عم روووح
وأنتا اللي بتدرب حمزة يا عيني عليكي يا ظباط مصر يعني كلهم فستك زيك كده
– عمر وقد رفع حاجبه بدهشة : فستك ! أنتي متأكدة من موضوع أنك دكتورة يعني خريجة كلية الطب ولا معهد فني صحي
– نسمة وقد حركت شفتيها بابتسمة سمجة ثم قالت بضحة مصطنعة: هاهاها دمك تقييل أووي يلا قوووم أنا خلصت خلاااص
– عمر بتساؤل: أنا نفسي أعرف بقا مش حمزة كان قايلك متتحركيش من مكانك ممكن أفهم كنتي خارجة من المستشفى ورايحة فين كده
– نسمة وقد خبطت مقدمة رأسها بيدها قائلة : أوووف الله يسامحك نستني أنا كنت رايحة ل مودي
– عمر وقد لوى شفتيه بامتعاض قائلا : مودييي ؟ مودي مين اللي كنتي رايحاله ؟؟
– نسمة موضحة: مودي أخو أحمد زميلي هو اتصل بيا على تليفون المستشفى وقالي أن أخوه تعبان ومامته ست كبيرة مش بتقدر تنزل السلم وتطلع وكمان مش هتقدر تشيل مودي ف أستأذني اروحله البيت أكشف عليه عشان تعباان من الصبح وبيرجع
– عمر : طب وهو زميلك ده مجبهوش لييه ؟؟

 

 

– نسمة : أيه الذكاااء ده مهو أكيييد مش ف البيت هو مسافر بيقضي مصالح عندهم ف بلدهم
– عمر بدهشة : وأنتي بقا كنتي رايحة لوحدك بيت صاحبك مش يمكن يكون بيضحك عليكي وأخوه مش تعبان ولا حاجة وهو عاملك كمين عشان يجيبك البيت ويتعرضلك مثلااا وي…
– قاطعته نسمة وهي تضحك بشدة قائلة من بين ضحكاتها : ااه ويقولي أخويا تعبان جوه ف أوضة النوم ف أنا أصدقه وادخل يقوم يتغرر بيا والهوا يخبط في الشباك والموج يخبط في الصخرة أييييه الافلااااام العربي القديييمة ديه بقولك زميييلي مش واحد من الشارع
– عمر : والله الحرص واجب ومينفعش بنت تدخل شقة راجل غريب لوحدها
– نسمة : تاني هيقولي راجل غريب بقولك زميلي وبعدين هو مش ف البييييت وأنا عارفه مامته وهي كلمتني
– عمر بخبث: عاارفة مامته ..أممم قولي كده شكله مش زميييل بس
– نسمة : قصدك أيييه بقاا ؟؟
– عمر ببراءة مصطنعة: أناااا ! ولا حاجة
– نسمة بضيق: أوووف طب يلا تعالا وديني البيت اطمن على الولد وبعدين رجعني بيتي عشان أقول ل ماما إني هسافر وأجيب هدوم وحاجات ليا
– عمر : نعمممم ليه هو حد مفهمك إني السواااق بتاااعك أنا ماالي أنا هوديكي بيتك بس مليش دعوة أنا ب موضوع صاحبك ده
– نسمة بعناد: بقولك ايه حمزة قالي أنك هتوديني أي حتة أنا عايزة أروحها ولو مودتنيش أنا هروح لوحدي ويااارب اللي اسمه كريم ده يخطفني عشان حمزة يعلقك
– عمر : والله شكلك أنتي اللي هتتعلقي أنا مش فااهم أيه لسااانك ده أعووذ بالله لسااانك أطول منك بجد مش قادر أصدق أنك اخت ندى مستحيييل بجد حقيقي شتااان بينكم مفيش أي وجه شبه
– نسمة : يا سلااام وهي عشان أختي لازم أكون شبهها وبعدين معروووفة هو الكبير دايما طيب وهاادي واهبل والتاني معروف أنه هايبر ودمه خفيف وسكر وعسل وبيشيل المسئولية وبيعمل كل حاجة حلوة في الدنيا
– عمر بابتسامة : وناقصله جناحين ويبقا ملاااك صح ؟؟ ده أنتي مشكلة حقيقي
– نسمة بنفاذ صبر: المهم يلا يا كااابتن مودي زمانه تعبان وأحمد مش هيعرف يوصلي عشان الموبايل فاصل فأنجز بقاا
– عمر باستسلااام : أمرري لله يلا بينا

تحرك عمر أولا وخلفه نسمة حتى وصلا لمكان سيارته ف استقل مقعد القيادة وركبت هي بجانبه وانطلقا حيث بيت زميلها وهناااك كانت نسمة ترغب في الصعود بمفردها لكنه عمر رفض بشدة قائلا:
– متحاوليييش أنا قولت لأ يعني لأ هطلع معاكي وأتاكد أن في ست فوق وبعدين هنزل أنتي اماانة ولازم أوصلك بخير
– نسمة محاولة اقناعه : اسمع بس يا كااابتن هتطلع معايا فوق بصفتك أيه هيبقا شكلنا وحش جداا
– عمر : عاادي قوليلها اي حاجة أخوكي ابن عمك قريبك اي حاجة
– نسمة بمجادلة : يا سلاااام هي عارفة إني مليش أخواات إلا ندى ولو ابن عمي بردو هيطلع معايا لييه
– عمربإصرار : قوليلها ابن عمي وصعيدي ودماغه قفل واصر أنه لازم يطلع معايا عشان يطمن عليا وكفاية رغي عشان مش هرجع ف كلامي يا دكتورة
– نسمة وهي تضرب الأرض بقدمها قائلة بضيق : أوووف طيييب اتفضل قدااامي

 

 

– عمر : لأ اتفضلي أنتي قدامي حضرتك اللي عارفة المكان
– نسمة : أولا أنا معرفش المكان وديه أول مرة آجي هنا لأ تاني مرة أول مرة جيت مع مامته كانت عندنا في المستشفى بتعمل كشف دوري وأنا وصلتها لحد البيت ف حلفت أني لازم اطلع اتغدا معاها وأحمد مكنش موجود ثانيا أنا مش هطلع قدامك وحضرتك تطلع ورايا وتقعد تبحلق فيا أنا معرفكش ومعرفش أخلاقك أيه
– عمر وهو ينظر لملابسها الغير محتشمة بالمرة بضيق قائلا : والله لو خايفة أوي كده لحد يبحلق فيكي كنتي لبستي اللي يسترك ويبعد العيون عنك مش اللي كاشف أكتر ما ساتر
– نسمه بحدة : وأنتااا مالك متهيألي يا كابتن تلزم حدودك أنا حرة ألبس اللي يعجبني وحضرتك ملكش الحق تعلق على لبسي أصلا
– عمر وقد شعر أنه تسرع في حديثه لها : عندك حق وأنا آسف اتفضلي بقا
– نسمة بإصرار : لأ حضرتك تتفضل قبلي
– عمر : حااضر

صعدا معا هو يتقدمها وهي خلفه وما إن وصلا حتى باب الشقة أفسح لها مجالا ل تدق جرس الباب
لحظات وفتحت سيدة تستند على عصاة طبية وإن كانت لايبدو عليها الكهولة تنحنح عمر قائلا :
– سلام عليكم
– وعليكم السلام ثم نظرت تجاه نسمة الواقفة بجواره متسائلة :ده خطيبك يا نسمة ولا أيه أحمد مقاليش أنك اتخطبتي ؟؟
– نسمة مسرعة : لأ لأ خطيبي أيه ده مش خطيبي ده ده…
– لحقها عمر قائلا : أنا ابن عمها ولما عرفت أنها جاية عند حضرتك أصريت أوصلها ل باب الشقة أحنا صعايدة ومنسبش بناتنا تروح شقق ناس منعرفهاش لوحدها هي قالتلي أنها تعرفكم بس أنا حبيت أطمن بنفسي حضرتك عارفة الدنيا مبقاش فيها خير بس طالما شوفتك واطمنت يبقا هنزل أنا استناها تحت
– السيدة : عندك حق والله يا ابني مبقاش في أمان طب اتفضل أدخل ميصحش تقف في الشارع اتفضل استناها جوه
– عمر وهو يخفض بصره أرضا تأدبا واحتراما لحرمة البيت : لأ ميصحش يا حاجة أنا راجل غريب وحضرتك لوحدك ومفيش راجل مرة تانية بإذن الله
– السيدة: يا ابني مينفعش أنتا زي ابني
– عمر: لأ معلش يا حاجة خليني براحتي انا هستناها تحت وكمان في كام مكالمة شغل كده هعملها اتشرفت بمعرفة حضرتك وألف سلامة على ابنك

أنهى كلماته وهو يتحرك هابطا للسلم مرة آخرى
أما نسمة فقد دلفت حيث غرفة محمد “مودي ” لأجراء الكشف عليه وكتبت له بعض الأدوية وأخبرت والدته أنها ستذهب هي بنفسها لاحضارها وتعود مرة آخرى وحينما هبطت وجدت عمر بانتظارها في السيارة لم تهتم بأخباره أنها ذاهبة للصيدلية وحينما لمحها هو تبتعد عنه خرج من سيارته مسرعا وهتف باسمها قائلا
– دكتورة نسمة على فين أنتي مش شايفة العربية قدامك ولا أيه ؟؟

 

 

– نسمة ساخرة : ليه حد قالك إني مبشوفش أنا رايحة أجيب الدواء من الصيدلية
– عمر بغيظ : طب مش تقولي للبني آدم اللي مستنيكي ف العربية ولا أيه ؟؟
– نسمة : أيييه ! المفروض أستأذن جنابك يعني

وقبل أن يجيبها عمر رن هاتفها التي وضعته في شاحن سيارته منذ أن ركبت معه وكان في يده ليعطيها اياااه وقبل أن يمد يده إليها كانت قد جذبت الهاتف منه ثم أجابت سريعا على المتصل :
– هاي دكتور أحمد ..لا متقولش كده ولا تعب ولا حاجة ده مودي أخويا الصغير .. عنده نزلة معوية الظاهر كل حاجة من بره هكتبله على حقن ياخدها بس معلش هتديهاله أنتا بقا لأن أنا مسافرة القاهرة لأختي..
لأ معرفش هرجع أمتا أنا خدت أجازة مفتوحة ..ظروف كده عند أختي ولما الدنيا تتظبط هرجع تاني بإذن الله
اجابته بهيام: أنتا كمااان هتوحشنا أووي يا دكتووور أحمم قصدي كل الزملاء يعني والمستشفى ..أجابته بوجه ممتقع وبنبرة مختنقة :أااه أكيد طبعا أخوااات ..أممم ماااشي يا دكتور سلااام
– نسمة وهي تتحدث مع نفسها بصوت عال : أخوااات قال أخوااات قال ابو شكلك غبي
– سمعها عمر فقال لها مشاكسا : أنا قولت بردو من الأول أنها مش خدمة عادية لوجه الله طلعت أخواااات ههههه بس أيه قصف جبهة محصلش شكلك وحش اووي
– نسمة بضيق: مهو أنتو كلكم أغبيا كده بقالي أكتر من 8 سنين يا مؤمن بكرااش عليه وهوه ولا هو هنا أنا مش عل باله أصلااا هو عشاان حلو وموززز حبتين تلاتة هيتقل علياااا يعني والله لأوريه ولا على أيه أديني سيبهاله مخضرة ومسافرة يكش يحس البعيد صمتت لحظة بعدما ادركت أنها تحدثت أكثر من اللازم وباحت بسرها لشخص لا تعرفه من الأساس فقالت بحرج وبعدين أنتا مااالك أصلااا بتدخل ف اللي ميخصكش ليه
– عمر : أوووف أعووذ بالله لسانك ده عايز قصه والله ليه حق الدكتور ينفضلك هو في واحد عاااقل يبص ل واحدة مجنونة زيك
– نسمة بغضب : ديه مين ديه اللي يتنفضلها يا سكر أنا ألف واحد يتمنى بس أشاورله اعمل أيه في المنيل على عينه اللي مش عايز غير الموز ده من أول ما عيني وقعت عليه
– عمر بتساؤال : منيل على عينه مين ؟؟
– نسمة بتوضيح: قلبي هو في غيره موديني ف داهية
– عمر : هو أنتي متأكدة أنك أخت ندى ؟؟
– نسمة بتركيز : أنتا بقا اللي متأكد أنك صاحب حمزة جوز ندى ولا صاحب ندى نفسهااا أنتا عااارف أنتا قولت اسم ندى كام مرة من ساعت ما شوفتك
– عمر بحرج وتوتر : أنا صاحب حمزة وزي مقولتلك أستاذة ندى كانت زميلتي بس مش أكتر كل الحكاية إني مستغرب أنك أختها لأن مفيش بينكم أي وجه شبه
– نسمة بشك : بقت استاذة ندى !! أممم …….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *