روايات

رواية لا أبالي الفصل السادس 6 بقلم ريناد يوسف

رواية لا أبالي الفصل السادس 6 بقلم ريناد يوسف

رواية لا أبالي البارت السادس

رواية لا أبالي الجزء السادس

لا أبالي
لا أبالي

رواية لا أبالي الحلقة السادسة

كيان اول ما سمع كلام عن عمه كامل وقف منتور وبصدمه سأله : كاميليا مين اللي هيتكتب كتابها يا عمي؟
كامل: كاميليا بنتي يا ابني هو احنا معانا كام كميليا يعني!!
كيان كمل بنفس الصدمه :ايوه بس ده حصل امتى وازاي ومين اللي كاميليا هتتجوزوا ده؟
كامل :دكتورها في الجامعه انسان محترم وابن ناس ما يتخيرش عنك يا حبيبي
كيان :بس اللي اعرفه ان كامليا كانت رافضه فكرة الجواز نهائي يا ترى ايه اللي غير رايها بالسرعه دي؟
كامل :النصيب بقي و ربك لما يريد…
كيان فمحاولة معافره : ايوه ياعمي بس انت بتقول كتب كتاب علي طول؟؟
وبصراحه الاستعجال في الامور دي مش كويس.. واديك شوفت بنفسك انا وشهد اختلفنا فوجهات النظر ازاي وقدرنا نتراجع بمنتهي التحضر لما اكتشفنا اننا مننفعش نكمل مع بعض ، فحالة كاميليا بقي هتعمل ايه لو اكتشفت ده وهي مكتوب كتابها وتعتبر مراته وكل شيئ منتهي والانسحاب هيكون خيار مش متاح؟
كامل ابتسم وقام راح ناحية الورود وابتدا يرشها بالبخاخ وهو بيرد علي كيان :
ربك هيستر باذن الله و بيني وبينك يا كيان مخبيش عليك انا مستعجل على جواز البنات مع اني عارف ان المفروض استني عليهم لحد مايكملو دراستهم …
لكن انا يبني مريض قلب وبقالي يجي سنه حاسس ان وجع قلبي بيزيد،

 

 

 

ولما كشفت الدكتور قالى اني عايزه عمليه والعمليه فيها نسبة خطوره عاليه واحتمال كبير تفشل فحابب افرح بالبنات قبل ما تجرالي حاجه الواحد مش عارف ساعته هتيجي امتى وخايف اموت واسيبهم لوحدهم في الدنيا دي من غير راجل يحاجي عليهم ويراعيهم.. عايز لو عيني غمضت اقابل ربنا وانا مستريح ومطمئن على حبايبي
كيان رد عليه بقهر: الف سلامه عليك يا عمي ربنا يديك الصحه وطولة العمر. الاعمار بيد الله… بس يعني المفروض ما كنتش استعجلت وكنت عالاقل سألت على العريس ده كويس الاول اصل الجواز مش سلق بيض!!!
كامل:
لا يا ابني مسألش ازاي؟ انا سالت عليه والولد واهله لاغبار عليهم اصل وفصل وادب واخلاق وعلم وابن ناس محترمين ميتخيرش عنك ياحبيبي …
كيان لما شاف انه خلاص مفيش فايده من محاولاته وجواز كاميلبا اصبح امر حتمي وانها بتضيع منه قرر فلحظة تهور انه يحكي لعمه كامل علي كل حاجه واللي يحصل يحصل…
كيان : عمي انا عايز اقولك حاجه..
كامل كان لسه بيرش الورود وبيتنقل من سله لسله ولما كيان قاله كده وقف ولفله ورد عليه بأبتسامه حنونه : قول ياحبيبي.. عايز تقول ايه..
كيان بصله وحس بشفقه عليه وهو شايف ملامحه البشوشه المبتسمه والفرحه اللى فعنيه ومهانش عليه كل دا يتحول لقهر وصدمه ممكن يروح فيها الراجل الطيب وقلبه الضعيف ميستحملهاش لو اعترفله بحبه لبنته كاميليا..
واكيد كامل هيسأله حبيتو بعض امتا وازاى وهنا مش هينفع تتقال غير الحقيقه لو كيان حب يبرأ نفسه، لكن كاميليا وشهد هما اللى هيلبسوا ..
يااما هيقول انه حبها وبكده هيطلع قدام كامل خاين وعينه زايغه وعديم الاخلاق عشان كسر قلب بنت من بناته عشان اختها عجبته اكتر ..
كامل لما شاف سكوت كيان طول همسله بابتسامه : اتكلم يبنى انا سامعك كنت عايز تقول ايه ؟
كيان بضعف وصوت مخنوق وبقلة حيله وعيون لمع فيها الدمع رد عليه وهو بيضرب اديه فجنبينه : كنت عايز اقولك انى بحبك …وانك غالي عندى اوى ياعمى …قالها وغصب عنه دمعه اتجمعت فعينه خلت كامل قلبه رفرف على كيان بعد الكلام دا، وجرى عليه اخده فحضنه وابتدا يطبطب عليه بحنان ابوى ورد عليه :
وانا كمان بحبك اوى ياحبيبي وربنا العالم …دقايق فضل فيهم كامل واخد كيان فحضنه وطول الوقت حاسس بانفاسه اللى بتترعش كأنه بيبكى …بعده عنه وقبل مايبص فوشه كيان لف الناحيه التانيه وداره دمعته وهو بيبص للورود وقال لكامل :
حلوه اوى الورود دى ياعمى اسمها ايه ؟

 

 

 

كامل ابتسم وهو بيقرب من السله بتاعت الورود ومسك منها وحده طلعها ومدها لكيان ..
دا ورد جورى ..من احب الورود لقلبي ..
كيان اخدها من ايده وابتسم بحزن وهو بيمشى ايده على اوراقها وبيمسح من عليهم رزاز الميه المتكون عشان يشكل حبات تشبه الندى وسرح وهو باصصلها مفاقش غير على صوت كامل وهو بيقوله : كيان انت فيك حاجه ياحبيبي ..حاسس ان جواك كلام كتير اوى ومتردد تقوله ؟
كيان : مش كل الكلام بينفع يتقال مهما كان كتير وتقيل وكاتم على انفس صاحبه ..كمل هزله دماغه بتفهم ورد عليه : فعلا فيه حجات مينفعش تطلع برانا …بس لو حسيت فأى وقت انك محتاج حد تتكلم معاه ..انا موجود ياحبيبي وكلى اذان صاغيه …
كيان هزله دماغه وابتسم وكامل كمل . ..
هتيجي يا كيان مش كده مش هتكسفني وهتقف معايا في اليوم ده زي ابني وتحسسني اني مش لوحدي صح؟
كيان وهو بيهز دماغه لكامل بموافقه وبصله بنظره مكسوره وهو بيرد عليه :
هاجي ياعمي متقلقش… لازم آجي..اصل مينفعش ماحضرش جواز كاميليا ، قالها وهو بيبتسم بألم وبعدها دور وشه وطلع من المحل بسرعه وهو بالعافيه قادر يسيطر علي دموعه عشان متلمعش فعنيه وكامل يشوفها وتفضح اللي اللسان مقدرش ينطقه..
******************ا
واقف كيان فالحمام قدام المرايه بملامح جامده.،خاليه من اي تعبير وهو بيتأمل الانعكاس اللي شايفه.. واللي حاسس انه ميعرفش صاحبه.. كأنه مش هو..
سأل نفسه ياتري راح فين كيان القديم وده مين اللي اخد مكانه.. ده انسان ضعيف ومكسور وتايه وكيان عمره ماكان كده…
كيان طول عمره قوي ومر بمشاكل وشال هموم زي الجبال وعمر ماحاجه اثرت فيه بالشكل ده…
معقول المشاعر تقدر تعمل اللي ضغوطات الحياه كلها مقدرتش تعمله؟ اسئله كتيره كيان كان بيسألها لنفسه وللاسف ملقيش اجابه لأي سؤال فيهم

 

 

 

رفع ايده اللي فيها ماكينة الحلاقه وابتدا يحلق دقنه بثبات وهو مزكز عنيه فالمرايه وشايف الشعر بينزل واتمني لو الهموم والمشاكل والعقبات اخترعولها اله تشيلها وتفصلها عن البني إدم بضغطة زر زي مالشعر بيتحلق وبينزل بسهوله كده…
خلص حلاقه واخد شاور وراح علي اوضته لبس بدلته الغاليه اللي كان فرحان بيها اوي يوم اشتراها فيه عشان كان جايبها يحضر بيها فرحه…
لبسها وبص لنفسه فالمرايه واخد ساعته لبسها ورش من برفانه وخرج بخطوات ثابته وبأصرار ناحية جحيمه..
كام شارع مشيهم ووصل تحت العماره وبص لفوق وغمض عنيه بألم وهو شايف الزينه والانوار فبلكونة عمه كامل ورجع فتح عنيه واخد نفس عميق وزفره وهو بيستعد انه يخطي اول خطواته ناحية الاحتفال بطلوع روحه وابتدا يطلع السلم ومع كل سلمه يطلعها كان حاسس كأنه بيدوس علي قلبه ….ولو هيوصف حاله فاللحظه دي هيشبه نفسه بواحد عرف ساعة موته والناس قررت تعمله جنازته مسبقا وهو رايح يحضرها..
***************ا
اما كاميليا فالوقت دا فكانت قاعده جمب اشرف وبتنقل عنيها مابين الناس بعدم استيعاب للي بيحصلها كأنها عيله تاييهه من مامتها فوسط مولد وبتدور علي امها بين الوشوش والناس بتحتفل ومحدش واخد باله ليها…
شهد كانت قاعده علي كرسي قريب علي كاميليا وعلطول بصالها ومبتسمه وطول الوقت تهز دماغها لكاميليا وتلفت نظرها للتكشيره اللي على وشها وتشاورلها عشان تضحك
لكن كاميليا كانت فى حته تانيه خالص وفاصله عن شهد وعن الكل حته مفهاش غيرها هي وشوية مشاعر وذكريات عاملين مابينها وبين كل اللي بيحصل دا سور عالي مش مخليها شايفه منه اي حاجه ولا اي حد..
حنان جابت كاستين عصير وقدمتهم للعرسان عشان يشربو وكل واحد يسقي التاني من كاسته فاعتقاد متوارث بأن دا بيولد المحبه بين العرسان
وبالفعل الاتنين اخدو العصير وشرب كل واحد من كاسته واشرف شرب كاميليا من بتاعته وجه الدور عليها عشان تشربه…
قربت الكاس من بوق اشرف وثواني بس كاميليا رفعت عينها فيهم وجم علي باب الشقه وشافت الواقف علي الباب وحست بعدها ان الدنيا وقفت..
وكل الدوشه اللي حواليها سكتت والناس اختفت ومش شايفه غيره هو بس ولا سامعه غير صرخات طالعه من قلبه اللي بيموت واستنجاد من عنيه عشان تنقذه، ومحستش علي نفسها غير وشهد بتشد ايدها وبصت شافت انها غرقت اشرف بكباية العصير وهي مش داريه بنفسها ولا حاسه باللي عملته…
بصت لأشرف واعتذرتله بخجل وهو بابتسامه قالها انه محصلش حاجه وقام راح عالحمام ينضف هدومه وسط ضحكات اغلب الموجودين عليه وعلي شهد وهو كان واخد الموقف بفرحه وبيضحك معاهم هو كمان..
خطوات اتقدمها كيان بثبات ناحية كاميليا وهو بيتأملها من فستانها لمكياجها لكل حاجه فيها زي ماتكون حوريه نازله من السما…
وقف قدامها ومد ايده ليها وابتسم ابتسامه حزينه وهو بيقولها بصوت مكسور: مبروك ..
كاميليا مدت ايدها تسلم عليه عشان المنظر قدام الناس وهمستله بعتاب : ايه اللي جابك ياكيان؟
كيان رد عليها بنفس الهمس : كان لازم إجي عشان اباركلك ياكاميليا …وكمان عشان اقولك انك عمرك ماهتتهني ولا ترتاحي فحياتك ..
عمرك ماهتفرحي عشان انتي ادتيني وعد وانا مش هحلك منه وهكون خصيمك من هنا ليوم الموقف العظيم وهطلب من ربنا يخلصلي حق قلبي منك فكل دقيقه..
كاميليا ردت عليه بوجع :ليه ياكيان كده ؟

 

 

 

كيان وهو بيهزلها كتافه : هو كده ياكاميليا.. انا ليا حق عندك ومش مسامح فيه.. وانتي بقي علي حسب درجة اعترافك بحقي اللي عندك واحساسك بالذنب قيسي عذابك من ربنا بسبب دعوة مظلوم وشوفي حياتك هيكون شكلها ايه…
قالها ولف علي صوت عمه كامل اللي كان جاي عليه وهو ماددله دراعاته ومبتسم وبيرحب بيه واخده بالحضن وبعدها عرفه علي دكتور اشرف اللي كان خرج من الحمام والاتنين سلمو علي بعض ورحبو ببعض وبعدها اشرف راح قعد جمب كاميليا وهي فاللحظه دي ابتدت ترفرف برموشها عشان تطرد قطرة دمع اتجمعت فعنيها..
وفضلت بتحاول بشتي الطرق انها تمنع عنيها متبصلوش لكنها بتفشل فكل مره وغصب عنها تلاقي نفسها محاوطاه بعنيها منين مايروح مع باباها وهو بيلف بيه يعرفه على اهل اشرف
وفمره من المرات اثناء مابتبصله شافت كيان عينه راحت علي مكان بصتله بفضول وشافت شهد واقفه فيه مع صحبتها الاء وهي كمان كانت بتبصله وبمجرد ماعنيهم اتلاقت شهد نزلت عنيها منه بخجل وهي بتنزل طرحتها علي صدرها اكتر وكأنها حاسه ان كيان شايفها عريانه.. وبكسره اتحركت بسرعه ودخلت المطبخ تستخبي منه كانها عامله عمله…
وفاللحظه دي كاميليا اتأكدت تماما ان قرارها بالبعد عن كيان كان اكبر صح ومش مهم عذابها او عذابه… العمر قدامهم هما الاتنين والايام كفيله انها تنسيهم كل حاجه… لكن اللي كان هيترتب علي ارتباطهم لو وافقت كيان كان هيبقي اصعب بكتير، وعمر حاجه زي دي ماكانت هتنفع لاسباب كتير منها:
ان شهد اختها لما تتجوز جوزها اكيد هيكون عارف ان كيان كان خطيبها فالاول فالبتالي هيمنع شهد من انها تزورها او تحتك بيها وهتكون قطيعه مابينهم وحتي لو جمعتهم الصدفه فمناسبه هيحصل بعدها مشاكل لشهد… دا غير انها هي كمان عارفه بالتجاوزات اللي حصلت بين شهد وكيان فالبتالي كأي ست هتتسلل الغيره لقلبها لو شافت اختها وكيان بيبصو لبعض مجرد نظرات عابره زي اللي حصلت من شويه دي،…. والعيشه بالطريقه دي هتكون عذاب للجميع، والحب لوحده مش هيقدر يتغلب عليه ولا يصمد كتير قدامه ..
ساعه او اقل فضلها كيان ونزل بعدها علطول بعد ماادي لكاميليا قبلها نظره طويله فهمت منها ان كيان بيودعها وهو كمان بيتودع منها…
نزل كيان ومع كل خطوه يخطيها حاسس انه سايب قلبه فالمكان دا وكل مايبعد يحس ان مكان قلبه فاضي واجوف…
فضل يتمشي فالشوارع وهو حاطط ايده فجيوبه ومش عارف هو ماشي رايح فين ولا مشي اد ايه ومانتبهش علي نفسه غير علي صوت بينادي عليه… كيان.. انت يامسطول.. يابني رايح علي فين يخرب بيتك !!

 

 

 

لف كيان وشاف عادل بصله باستغراب وسأله بعد مابص حواليه وشاف نفسه فشارع غريب ميعرفهوش حتي ولا يعرف اسمه ايه واول مره يعدي منه : عادل؟ انت ايه اللي جابك هنا!!
عادل وصل عنده وهو بينهج : يبني حرام عليك قطعت نفسي.. بقالي نص ساعه ماشي وراك من ساعة ماعديت من قدام بيتنا ندهت عليك من البلكونه عشان تطلع مسمعتيش، نزلت وراك اشوفك جاي منين ورايح فين ومهما ندهت عليك حضرتك ماشي بالخطوه السريعه زي ماتكون بتهرب من كلب سعران جاي وراك ومش سامعني!!!
كيان : معلش ماخدتش بالي والله ياعادل بالي مشغول شويه..
عادل وهو بيهز دماغه بنفاذ صبر : كيان بجد انت حالك مبقاش عاجبني بالمره.. يبني تجاوز بقي وانسي وشوف غيرها دانت الافوكاتو كيان علي سن ورمح والف من تتمناك وتتمني تعيش تحت رجليك وانت عايشلي دور الحبيب المغدور علي اقل من شهرين خطبت فيهم!! يااخي دا اللي بيحب سنين وساب حبيبته مبيعملش زيك كده؟
كيان ابتسم واتحرك وهو بيرد علي عادل : مأفورها انا صح
عادل : بغباء ياجدع وعايش الدور اوووي
كيان ضحك وهو باصص قدامه ورد عليه : عادل عايز اروح اقضيلي يومين حلوين فاي مكان ايه رأيك تيجي معايا؟… وقبل ماترفض كله علي حسابي قولت ايه؟ بس قبل ماترد وقبل دا كله بصلي كده علي اي مكتب سفريات عايز احجز تزكره للكويت علي بعد اسبوع؟
عادل بصدمه : اسبوع اللي هو ازاي يعني.. والجواز اللي جاي تتجوزه جنابك؟
كيان : انسى خلاص
عادل : انسى خلاص؟ انسى اللي هو ازاي يعني؟
كيان : اللي هو زي الناس… انا الظاهر مليش حظ فالبلد دي لا فشغل ولا فحب ولا فجواز ولا فعيشه… فهاخد بعضي واسافر تاني والظاهر كده شكلي هستقر هناك ؟
عادل : طيب وحلمك ياكيان اللي كنت بتعد الايام عشان ترجع وتحققه فبلدك؟
كيان رد عليه بابتسامه اوسع : برضو انسى.. لم اعد ابالى..
قالها وضحك بصوت عالي علي الكلمه اللي بسببها اتقلبت حياته رأسا علي عقب وهي الوحيده اللي اخدها من بيت عم كامل ومن بناته ومن بلده كلها وهيسافر بيها ….
*****************ة

 

 

 

بعد اسبوع بالظبط فالمحل عند عم كامل.. وقف تاكسي ونزل منه كيان ودخل المحل لكامل اللي اول ماشافه ابتسم ووقف وراح عليه وحضنه بفرحه وهو بيرحب بيه: ازيك يابني عامل ايه ياحبيبي… طولت عليا بقالك اسبوع بحاله مجتش تسأل علي عمك كامل!!
كيان : معلش ياعمي غصب عني سامحني كنت مسافر..
كامل حمداله علي سلامتك ياحبيي.. وكمل وهو بيشد فيه وبيتكلم بحماس : طيب تعالا اقعد دنتا واحشني اوي ونفسي اتكلم معاك كلام كتير إد كده…
كيان وهو بيمسك ايد كامل اللي بتشد فيه باديه الاتنين ويبتسم… لأ معلش مش هينفع اقعد المرادي.. انا جاي النهارده اسلم عليك واقولك اني مسافر وطيارتي بعد ساعه… ومكنش ينفع اسافر من غير مااجي اودع اطيب واحن قلب قابلته فحياتي… اشوف وشك بخير يابابا…قد ايه كنت اتمني اننا نتعرف فظروف غير كده وفوقت بدري عن كده…
مع السلامه وخلي بالك من نفسك وسلملي عالبنات وعلي ماما حنان وقولها كيان عمره ماهينسي عمايل اديكي ونفسك فالاكل اللي عمره ماداق زيه ولا بطعامته حتي من ايد مامته نفسها…ومتنسانيش فدعاك يابابا وانا عمري ماهنساك وهدعيلك طول الوقت… ربنا يديك الصحه وطولة العمر واجي الاجازه الجايه الاقيك منور وسط ورودك زي دلوقتي..
كامل حضنه مره وحده وباسه فكتفه وهو بيقوله : اوعدك يابني عمري ماهنساك وهدعيلك يكتبلك فكل خطوه سلامه..ومش هخلف بوعدي غير والروح رايحه عند خالقها واللسان عاجز عن النطق والقلب فارق الحياه.. ساعتها بس هبطل ادعيلك.. مودع بالله ياحبيبي ربنا يحفظك بحفظه ورعايته…
خلص كامل كلامه وكيان بسرعه بعد عن حضنه واتحرك علي الباب وركب التاكسي وبص لكامل اللي واقف باصصله ومبتسم وبيشاورله بأيده يودعه وكيان كمان رفع ايده وشاورله والتاكسي اتحرك واخد معاه كيان وفضل كامل مراقبه بحسره وهو بيتمني لو مكانتش حصلت مشاكل وكان ربنا قسمه لشهد كامل كان هيبقي اسعد واحد فالدنيا..
كامل رجع البيت وقاعدين كلهم يتعشو وكامل كان ساكت علي غير العاده.
حنان : مالك ياكامل فيه حاجه حصلت ولا ايه؟
كامل : اتنهد وبعدها رد عليها : مفيش ياحنان.. بس كيان عدي عليا النهارده سلم عليا وهو مسافر وبصراحه حاسس انه هيقطع بيا اوي… انتي متصوريش انا حبيت الولد دا اد ايه وبقاله غلاوه فقلبي كده مش عارف اتكونت ازاي وامتا؟
حنان : هو الحق يتقال الولد ده بيدخل القلب كده علي طول…

 

 

 

كامل : علي فكره بيسلم عليكم كلكم وباعتلك معايا رساله ياحنان… وابتدا يقولها كلام كيان وشهد بتسمع وتاكل بعدم اهتمام ومحدش واخد بالله للي كانت ساكته وباصه بعيد بصدمه زي ماتكون شايفه ملك الموت اللي جاي يقبض روحها…
شهد بصت لكاميليا وانتبهت لحالتها وبخوف سالتها : كاميليا مالك انتى تعبانه ولا ايه؟
خلصت شهد كلمتها والكل بص لكاميليا وبسرعه مامتها جريت عليها وصرخت وهي شايفاها بتطوح فدماغها وجفونها بتفتح وتقفل بتقل وكانت اسرع لها من شهد اللي كانت جمبها وسندتها قبل ماتقع من على الكرسى من بعد ماجسمها ارتخى وفقدت الوعى تماما
كامل بسرعه شالها ونيمها على الكنبه وشهد ومامتها كل وحده ماسكه ايد وبيفوقوا فيها وهي مش بتفوق…
حنان بصت لكامل اللي واقف محتار وبيتحرك فمكانه رايح جاي وملخوم وهو شايف حالة بنته ومش عارف يعمل ايه وزعقت فيه :
كامل اتصل بالاسعاف بسرعه البنت مش بتفوق مش عارفه مالها…
كامل بسرعه طلع التليفون كأنه كان ناسى امره وبسرعه اتصل عالاسعاف وقفل واتصل بأشرف اللي اول ما سمع اللي حصل لشهد خرج يجري بهدوم البيت وبالشبشب وطلع بعربيته عليها زي الطلقه..
فالاثناء دى شهد ومامتها كانو هيموتو نفسهم من البكي وقرب يغمي عليهم هما كمان من الخوف على كاميليا اللي مهما بيحاولو يفوقو فيها مبتفوقش..
عشر دقايق تقريبا وكانت واصله عربية الاسعاف وبمجرد مالمسعفين وصلو باب الشقه كان اشرف وصل تحت العماره وطلع السلم جري علي نفس واحد ودخل مع دخول المسعفين واتقدم قبلهم بلهفه علي كاميليا وقعد جمبها ومسك ايدها وهو بيسال بخوف وقلق : مالها ياجماعه جرالها ايه؟
كامل : والله ماحنا عارفين يابني قاعدين نتعشى فأمان الله فجأه وقعت وسطنا كده!!!
كيان وسع مجال للمسعفين وهما اتقدمو منها وقاسو الضغط لقوه واطي جدا وضربات القلب سريعه..
ادوها حقنه للضغط وحطولها حبايه تحت لسانها تظبط ضربات القلب علي ماينقلوها للمستشفي وهناك تتعملها التحاليل والفحوصات اللازمه لتحديد سبب الاغماء وخصوصا بعد ما عرفو انها اول مره يحصلها اغماء..
اتنقلت كاميليا للمستشفى ومامتها ركبت معاها عربية الاسعاف والباقى ركبو مع اشرف عربيته ومشيو ورا عربية الاسعاف مباشرة..
كاميليا بتفوق وفتحت عنيها وابتدت تتلفت حواليها وشافت دكتور ماسك ايدها وباصص فساعة ايده وبصت حواليها لقت نفسها فاوضة مستشفي واتكلمت بضعف وهي شايفه مامتها : ماما انافين.. هو حصل ايه..
مامتها لسه هتتكلم لكن الدكتور هو اللي تولى مهمة الرد بدالها :محصلش اي حاجه كل ماهنالك انك الظاهر بتشوفي غلاوتك عندهم..
كاميليا اتفاجات بصوت أشرف بيتكلم ورا الدكتور وبيساله : طمنا يادكتور هي مالها عندها ايه وليه اغمى عليها وتعبت بالشكل دا؟
الدكتور : انت تقربلها ايه الاول ؟
اشرف : انا جوزها يادكتور
جوزها؟ … كلمه غريبه على مسامع كاميليا لسه مش متعوده على نغمتها برغم ان اشرف قالهالها كذا مره قبل كده لكن فكل مره تسمعها تحس بتقل وقع الكلمه دي على مسامعها وعلى قلبها وعلى روحها وتتخنق منها كأنها طوق من حديد بيتلف حوالين رقابتها… غمضت عنيها بقلة حيله وسمعت الدكتور وهو بيرد على اشرف.:
يبقي اللوم كله انت اللى هتاخده بقى يابطل.. المدام عندها ضعف وفقر دم شديد وانميا هما اللي وصلوها لحالة الاغماء الاولى ليها ولو متعالجتش واهتمت بأكلها وشربها مش هتكون الاخيره وهتتكرر كتير بعد كده
اشرف بخوف رد عليه وعينه علي كاميليا.. لا يادكتور هناخد بالنا منها من هنا ورايح ومش هنسمح بحاجه زى دي انها تتكرر تانى ابدا…
الدكتور : برافو عليك.. يلا اسيبكم انا هي بقت كويسه واطمنا عليها خلاص.. اول مالمحلول يقرب يخلص حد ينادي للممرضه تشيلهولها…

 

 

 

 

اشرف : حاضر يادكتور..
للدكتور خرج واشرف بص لحماته بلوم ولسه هيسالها جاوبته هي قبل ماتسمع سؤاله :
والله يابني غلبت معاها اقولها كلي يابنتي كلي وهي مفيش بقالها يجي ٢٠ يوم اكلتها يعتبر اتمنعت الا من لقمه متشبعش عصفوره ومن قبلها برضو اكلتها بقت ضعيفه خالص معرفش ليه؟
اشرف :لا ياطنط انتي مش مهتمه بمراتي وعشان كده انا هاخدها منكم واهتم بيها بنفسى.. انا هقدم ميعاد الجواز ياعمي ومش هستني لبعد الامتحانات بعد اذنك..
انا عاوز مراتي فبيتي وتحت عيني ورعايتي..
كامل : والله يابني دي حاجه تخصكم انتو الاتنين وانتو اللي تقرروها.. شوفها ولو وافقت انا اول الفرحانين والمباركين..
اشرف بص لكاميليا وابتسم وهو بيرد علي باباها : لا كاميليا سيبها عليا انت بس..
كامل : سبتها عليك ياسيدي.. وقام وقف.. هه يلا بينا احنا نستني بره شويه ياحنان انتي وشهد خليهم يتكلمو ويتفقوا…
كاميليا بملامح جامده : مفيش حاجه هنتكلم فيها حددو الميعد اللي يعجبكم وانا موافقه عليه..
كامل :برضو اتكلمي مع جوزك الاول قبل اي حاجه واتفاهمو علي كل حاجه.. يلا ياجماعه..
خرجوا كلهم وقفلو الباب وبمجرد ماعملو كده اشرف بسرعه راح علي كاميليا وقعد جمبها علي السرير ومسك ايدها باسها
وبصلها بلوم وعاتبها بنبره حنونه وهو بيهمسلها : ينفع برضو تقلقيني عليكي بالشكل دا… انتي مش عارفه انك روحي ولما اي حاجه تحصلك اكنها بتحصلي انا بالظبط؟
كاميليا ابتسمت باحراج وهي بتسحب ايدها من ايده وهو بصلها بتفحص وزفر بقلة صبر وهو بيقولها : كاميليا انا مش قادر استحمل اكتر من كده بجد احنا لازم نتجوز بقي..
كاميليا : وانا مش لسه قايله يااشرف اللي عايز تعمله اعمله وانا موافقه علي اي حاجه تقررها..
اشرف بحيره :حاسك مش فرحانه؟
كاميليا بضيق : اشرف انا تعبانه فامش هقوم اتنطط من الفرحه يعني!!!!
اشرف هزلها دماغه بتفهم ومحبش يعاتبها اكتر ولا يضغط عليها وهي فالحاله دي،
وكمان هو من اول ماخطب كاميليا وهو حاطط فحسابه ان كاميليا محبتهوش، فبالتالي مش منتظر منها مشاعر او تصرفات ولا ردود افعال اكتر من اللي شايفها منها دي، فعشان كده مبيعتبش عليها، لانه واثق انها بمجرد ماتكون فبيته هيستخدم معاها الف طريقه ومليون اسلوب لحد ماينجح فانه يخليها تحبه زي مابيحبها واكتر وواثق من ده تمام الثقه، عشان طول عمره ماشي بمبدأ ان الاصرار بيولد النجاح والمقوله دي بيطبقها علي كل حاجه فحياته…
اما كاميليا فاسلمت امرها لله ورضيت باللي كاتبهولها ووكلته علي حياتها الجايه اللي داخلاها وهي قافله قلبها علي اللي دخله قبل اي حد وعشش فيه ومتأكده انه مش هيرضي يخرج منه تاني ابدا…
*******************ا

 

 

 

كامل وهو داخل من باب الشقه ضحك بسعاده وهو شايف رزان بنت بنته صاحبة الخمس سنين واول حفيده ليه جايه بتجري عليه وهي بتضحك وبتتكلم بنبره طفوليه وفرحه واضحه : جدو كامل ..جدو كامل ..
كامل وهو بيشيلها من الارض : ياقلب وروح وعيون جدو كامل.. القمر كله عندنا النهارده يامرحب يامرحب… كامل لسه بيتكلم وبيبوس فرزان وسمع صوت كاميليا من جوه : قولتلك مليون مره بغير ياكيمو لما بتعمل كده مع المفعوصه دي وتفضل تحب فيها كده وتطنشني انا.. بعد كده هسيبها مع جدتها واجيلكم هنا لوحدي..
كامل ضحك وهو بيتقدم عليها وبيبوس جبينها بحب وبعدها قالها : انتي الاصل يام رزان.. انتي شجرة الورد اللي لولاها مكانتش وردة حياتنا دي شرفت ولا فرحت قلوبنا…
كاميليا وهي بتبوس باباها فخده : ربنا يحفظك لينا ياحبيبي يارب ومايحرمنا منك..
كامل وهو بيبص فالمطبخ : حنان فين امال مش فمحرابها كالعاده يعني ؟
كاميليا :ماما بتصلي جوا… هات رزه وادخل غير هدومك وانا هحضرلك الغدا
كامل : هو جوزك جاي؟
كاميليا : اه هيخلص محاضراته عالساعه ٣ وييجي يعني قدامه بالظبط.. ساعه ونص… قالتها وهي بتبص فساعة ايدها
كامل : خلاص انا هستناه اتغدي معاه متحضريش حاجه
كاميليا : بس هتجوع كده؟.
كامل :لا مش هجوع انا اصلا اكلت طبق كسكسي بالسمن البلدي الصبح وشبعان منه لحد دلوقتي..
فجأه الاتنين سمعو شهقة حنان وهي خارجه من الاوضه وبعدها زعقت: سمن بلدي ياكامل؟ سمن بلدي وانت ممنوع من اي دهون وماصدقنا انك. بقيت كويس عايز شرايين قلبك ترجع تتسد مره تانيه؟
كامل بهمس : اقففففش… رحت فداهيه ياكامل.. وبص لكاميليا وغمزلها عشان تخلصه من المازق دا وكاميليا غلوشت علي مامتها واخدتها للمطبخ عشاو تعمل لاشرف الكريم كراميل اللي بيعشقه من ايدها واللي بيجي مخصوص عشانه وبيوصي عليه حماته من قبل ماييجي.
وكامل ماصدق نفد منها ودخل علي الاوضه غير هدومه وخرج يلعب مع رزان فالصاله …
اشرف رجع وكاميليا ومامتها حطو الغدا وقعدو كلهم عالسفره وكامل مقعد رزان علي رجله وبيأكل فيها هو واشرف وحنان كل واحد مهمته يأكلها من حاجه وهي بتاخد منهم بالترتيب كل واحد فدوره تلف رقابتها عليه وتفتح بوقها وهو يأكلها ويضحكو عليها..
كامل : اللمه دي كانت ناقصاها شهد وجوزها كانت هتحلو اوي..

 

 

 

حنان : معلش منتا عارف ظروف شهد بقي وانه مش بأيدها ادعيلها ربنا يكون فعونها ويصبرها ويقويها…
كامل وكل الموجودين دعولها وحنان امنت وراهم وخصتها بدعوه طالعه من القلب بأن ربنا يقف معاها ويرجعها ليها بالسلامه…..
اتغدو وكامل واشرف قعدو مع بعض شويه يلعبو طاوله ويتكلمو مع بعض وحنان دخلت تريحلها نص ساعه مع رزان بعد مانيمتها وكاميليا شطبت المطبخ وغسلت المواعين وبعدها اخدتلها دش وخرجت شافت اشرف بيستعد للخروج..
كاميليا :علي فين؟
اشرف : معلش ياحبيبي هنزل ساعه كده ولا حاجه شريكي اتصل بيا الظاهر فيه مشكله فالكافيه وعايزني اروحله حالا..
كاميليا هزت دماغها بتفهم : طيب خلي بالك من نفسك..
اشرف وهو بيبوس جبينها : حاضر ياحبيبي.. يلا لا اله الا الله
كاميليا : سيدنا محمدا رسول الله ياحبيبي…
ونزل اشرف وسابها وهي بصت لباباها لقته قاعد فالبلكونه بيلعب مع نفسه ومندمج واتلفتت جواليها ملقتش حد تقعد معاه فراحت علي اوضتها القدبمه هي وشهد وفتحت الدرج بتاع مكتبها بالمفتاح اللي دايما حطاه فشنطتها وطلعت منه دفتر زكرياتها وتليفونها القديم ونفضت عنه التراب ومسكت التليفون وراحت حطته عالشاحن وطلعت قلم من شنطتها وابتدت تكتب فالدفتر وهي مبتسمه..
بقالي كتير مكتبتش حاجه فمذكراتي…
.. طبعا هتسالوا ايه اللي حصل معايا انا واختي ومعانا كلنا فالفتره اللي فاتت دي وتحديدا من وقت ماتحدد فرحي علي اشرف…
انا هحكيلكم…..

يتبع…

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *