روايات

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع 9 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي الفصل التاسع 9 بقلم عمرو

رواية حياة أحيت لي قلبي البارت التاسع

رواية حياة أحيت لي قلبي الجزء التاسع

حياة أحيت لي قلبي
حياة أحيت لي قلبي

رواية حياة أحيت لي قلبي الحلقة التاسعة

بعد تلك الحادثة وقد تجنبت تلك الحية الجميع … فقط تهاتف صديقاتها وتخرج غيظها وحقدها معهن ولكنها قررت الهدوء تماماً للعودة بخطة محكمة … فهى لا تعترف امام نفسها ان ما حدث مع طفلها ذنبها بل ذنب الاخرين .
اصبح اسلام يأتى تقريبا يومياً بحجج مختلفة واعذار غير مبررة ولكن عمران ويوسف كانا يفهمان عليه جيداً
فعمران يريد خلع رأس تلك الابله من يظن نفسه خصوصاً ان علاقته بحياة اصبحت ودية اكثر يبدو انها اعجبت بيه … لاااا مستحيل هذا يحدث والا جعلها تندم هي لن تهتم بأي احد الااا … الا طفله فقط …. نعم هو اراد قول هذا لنفسه .
اما يوسف كان مستمتع بتلك اللعبة فهو يريد اشعال نار الغيرة فى قلب ابنه
… فبرغم ان ولاء كانت طيبة وجميلة الا انها كانت هادئة وذو طبع عقلانى … اما تلك المجنونة المشاغبة فلها طبع خاص بها يجعل الجميع يستمتع بجلستها بالاضافة الى جمالها وبراءتها وصغر حجمها الذى يجعلها تبدو كالاطفال وهذا يجعل من يراها يرغب فى احتوائها كالرغبة فى احتواء القماش الفرو فى ليالي الشتاء .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى فيلا احمد
تنزل سارة من اعلى الدرج بحماس وهى تستعد للذهاب الى الجيم الخاص بعمران علها تلتقي بمن شغل تفكيرها مؤخراً ..
اوقفها صوت والدتها الحاد متسائلة _ على فين ان شاء الله ؟
التفتت سارة اليها فهى كانت تجلس على المقعد فى بهو فيلتها ترتشف من فنجان القهوة واضعة ساق على الاخرى بتكبر .
اردفت سارة بهدوء _ راحة الجيم يا ماما .
نظرت لها الفت بشك مردفة _ هو ايه الجيم اللى كل شوية تروحيه ده ! وبعدين اشمعنى الجيم بتاع عمران … ما عندك صالات تانية كتير … ولا تكونى معجبة بيه ؟
اتسعت عين سارة مردفة بصدمة _ بمين ؟ … بعمران ! .. لاء طبعاً يا ماما عمران عندى زى اسلام بالضبط .
هدأت قليلا مردفة وهى على نفس وضعها _ تمام … بس بلاش تختلطى اوى باولاد عمك … يعنى هما مش زي اسلام … هما اغراب عنك وخلى بينكم حدود … انتى بنت الفت الدمنهورى … يعنى لازم مستواكى يكون فوق .
غضبت سارة من حديث والدتها ولكنها اردفت باحترام _ انا بنت احمد الكومى يا ماما وحضرتك طبعا فى مكانة غالية عندى بس دول اهلى اللى حضرتك بعدتينا عنهم سنين عمرنا وانتى عارفة انى من زمان نفسى اتعرف عليهم …. واظن مافيش خطر علينا سواء من عمران او يحيى يعنى مافيش داعي تقلقي … القلق الحقيقي من اكرامى ابن طنط نوال صحبتك اللى كنتى عايزة تعرفيني عليه من كام يوم ..

 

 

 

 

وقفت الفت على حالها مردفة بحدة _ مالو بقى ان شاءلله … شاب كويس جداا وعنده شركات ورثها عن باباه .
تطلعت سارة فيها بحزن مردفة _ بس متجوز يا ماما .
اردفت الفت بتأكيد _ هيطلقها … هو اصلا عايز يتجوز علشان يحرق قلبها .
نظرت سارة الى والدتها بزهول وعدم تصديق مردفة _ وانتى عارفة كدة وموافقة ؟ … ليه يا ماما شيفانى ناقصنى ايه علشان تقبلي بوضع زى ده … دانا بنتك الوحيدة … ليه بتعملى كدة … مش كفاية الحياة اللى كنتى بتجبرينا عليها فى لندن …. ليه دايما بتختاريلنا حياتنا وكلها اختيارات معيوبة …. كفاية يا ماما …. كفاية لو سمحتى … خلينا نختار اللى يريحنا … انا لا يمكن هرتبط بانسان زى ده ابدا … عن اذنك .
قالتها وغادرت للخارج بينما وقفت الفت تنظر لأثرها بغضب … هى تريد حسب ظنها ان تجعلهما ذو نفوذ وسلطة وقوة ولا تريد لقلبهما ان يتحكم بهما فالقلب يضعف صاحبه ويهلكه .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
فى الفيلا ظهراً تجلس حياة مع ثريا ومروة التى اتت لزيارتها واخبارها بهذا الخبر السعيد .
تجلسن ثلاثتهن فى الحديقة كالمعتاد وقد احضرت لهن اسماء العصير وبعض قطع الكوكيز والسينابون .
اخذت حياة كوب عصير وناولته لمروة مردفة _ اشربي بقى يا مارو وقوليليى كنتى عيزانى في ايه .
اخذته مروة من يدها ونظرت لها مبتسمة ثم الى ثريا واردفت بفرحة _ انا حامل .
انفرج وجه ثريا بفرحة واردفت المباركة بينما حياة لم تصدق ما سمعته اذنها فقالت متسائلة بغباء _ يعنى ايه ؟
ضحكت ثريا عليها واردفت _ بتقولك حامل هو ايه اللى مش مفهوم فى كدة … يعنى هتبقي خالتو قريب يا حياة .
لم تحتمل حياة تلك المفاجأة السّارة فوقفت تصرخ بحدة وهى تميل على مروة تحتضنها بقوة وتقفز كالاطفال وهى متعلقة بها مردفة بسعادة _ مبروووك يا مارو … مبروك يا قلبي … انا هبقى خالتو … يااااا مش مصدقة بجد احلى خبر …ها قولتى لعوف ؟ …قالك ايه ؟ … اكيد فرح صح ؟
ضحكت مروة عليها مردفة _ ههههه طب اهدى يا مجنونة … اكيد قلتله وكان فرحان وقالى اخلى بالي من نفسى لما اقولك … فى الاول مكنتش فاهمة قصدو بس دلوقتى فهمت … براحة عليا يا بنتى انا لسة فى الشهر التانى .
ابتعد حياة عنها مردفة بتوتر _ معلش يا مارو اصلي فرحانة اوى … بس متقلقيش هي اكيد مبسوطة بفرحتى دى .
تعجبت مروة متسائلة _ هي مين ده ؟
اردفت حياة بجنون _ نور بنتك ! .

 

 

 

 

ضحكت ثريا بصخب مردفة _ وكمان سمتيها … لاء دانتى مجنونة يا حياة .
رفعت رأسها بشموخ مردفة بحركة مسرحية _ وليا الشرف .
كان كل هذا يحدث امام اعين ذلك الذى يقف فى شرفة غرفة صغيره وهو يحمله و يراقب حركاتها باهتمام وابتسامة لقد اعتاد على جنونها فهو سمع بكاء صغيره عندما كان يستعد للذهاب لعمله واتجه اليه ليراه فوجده قد استيقظ فحمله واراد النزول ولكنه استمع صرخة عرف صاحبتها فهلع الى الشرفة ليرى ماذا حدث فتسمر مكانه عندما وجدها تتحرك كالمجنونة تحتضن صديقتها …. يالله من اين اتت تلك المشاغبة التى تشغل عقله مؤخرا .
هز رأسه بيأس وقرر النزول مع صغيره … وصل الى الحديقة واتجه ناحيتهن فرأته ثريا مردفة _ عمران ! انت لسة هنا ؟
اومأ عمران مردفاً بهدوء وهو يطالع تلك الفتاة التى تنظر اليه _ ايوة يا ماما كنت نازل بس سمعت رحيم بيعيط … تقريبا صحى وملقاش حد جنبه .
قامت حياة مردفة وهى تتطلع حولها بحثاً عن جهاز التتبع ولكن يبدو انها انسته مردفة بأسف _ انا اسفة يا عمران بيه … شكلى نسيت الجهاز فوق … معلش بس لما شوفت مروة اتحمست شوية لانها اول مرة تزورنى هنا .
مال عليها ليعطيها الصغير بينما اردف بخبث وبصوت هادئ _ لو قصدك ع الصريخ والتنطيط اللى كان بيحصل دلوقتى فدة هبل مش حماس .
اخدت الصغير وابتعدت بوجه احمر بسبب خجلها وتوترها … لقد رآها ! … يا الاهي ماذا سيظنها الان …هي لا تدرى انه يرى معظم لحظات جنونها وليس الان فقط..
اردفت ثريا بخبث _ قلت حاجة يا عمران ؟
تحمحم مردفاً بمراوغة _ لا ابدا يا ماما كنت بوصي حياة على رحيم … يالا عن اذنكوا انا همشى لانى اتأخرت .
غادر هو بينما جلست حياة وهى تحمل الصغير الذى اوضعته على الكرسى الجانبي وناولته قطعة من حلوى الكوكيز الذى بدوره تناولها مباشرةً وقضمها بأسنانه بحماس وشردت تفكر كيف يظنها الان … هل يراها طفلة ام مجنونة … عليها ان تتعقل قليلاً خصوصاً امامه …. لا تدرى ان سبب انجذابه لها هو جنونها .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

 

 

وصلت سارة امام صالة الجيم … مسحت دموعها باحدى المناديل الورقية فهى كانت تبكى طوال الطريق بسبب افعال والدتها معها … هى لم تكن لها يوماً تلك الام التى تمنتها … كانت دائمة تريدها صلبة لا تخطئ ابداً وان اخطأت فالعقاب ليس بهين وهذا جعل منها شخصاية مترددة فى اغلب قرارتها …
نزلت من سيارتها فهى تتمنى ان ترى المقدم صالح …. هى تعلم طبيعه عمله التى عرفتها صدفة من عمران ولكنها قد رأته مسبقاً يأتى عصراً لذلك هى اتت .
دلفت الصالة تبحث بعيناها ولكنها لم تراه استقبلتها المسئولة عن قسم النساء مرحبة واتجهت سارة الى غرفة تبديل الملابس وابدلت ثيابها باخرى خاصة بالرياضة وخرجت تستعد للتمارين ..
بعد مدة شعرت بالارهاق فاتجهت تجلس فى الكافتريا الخاصة بالصالة كى تستريح قليلا ولكى تراه ..
جلست على احدى المقاعد وبحثت بعيناها ولكن دون جدوى … حتى لمحت دخول عمران من الباب الرئيسي ويتبعه دخوله يضحك بمرح وعمران بناظره ببرود ..
تهللت اساريرها ورفعت يدها تولح مردفة _ عمران .
اقترب منها عمران وخلفه صالح … ابتسم لها عمران بود مردفاً _ ازيك يا سارة … نورتى المكان .
ابتسمت له بامتنان مردفة _ Thanks .
ثم لفت نظرها الى صالح مردفة _ ازيك يا كابتن .
نظر لها صالح بتعجم مردفاً _ كابتن ! يا خسارة تعبك ياحاج .
تنحنحت سارة بحرج مردفة _انا اسفة اتلخبط … اقصد ازيك يا سيادة المقدم .
ابتسم لها صالح بعفوية مردفاً _ الله يسلمك يا … سارة مش كدة ! .
اومأت له بضيق هل يتأكد ! وقفت مردفة _ طيب انا هروح اكمل تماريني عن اذنكوا .
غادرت المكان ونظر صالح لعمران بتعجب مردفاً _ اللا مالها دى .
هز عمران كتفيه مردفاً _ معرفش … يمكن انت احرجتها علشان قالتلك يا كابتن !
لوى صالح فمه مردفاً _ انا هستغرب ليه مش بنت عمك واكيد بتتحول فجأة زيك .
ضيق عمران عينه مردفاً بتهديد _ صاالح … خدلك راجع علشان انا سكتلك وبعديلك تجاوزات كتير .
نظر له صالح بعمق مردفاً _ هو انا ليه بخاف منك مع انى مقدم والمفروض انا اللى ارعبك … هو انت ماسك عليا حاجة وانا معرفش .
غمزه عمران باستفزاز _ لاء يا حلو ولا ماسك ولا سايب بس كل ما فى الامر انى الوحيد اللى عارف حكاية سالي القلب .
اغتاظ صالح واردف بعند وتبادل _ اللا قولي يا عمران اخبار حياة ايه ؟
لكزه فى كتفه بغيظ مردفاً وهو يدفعه _ طب يالا ياخويا على التمارين … يالا دانت رخم ..
《》《》《》《》《》《》《》《》

 

 

 

 

فى المساء عاد عمران مرهقاً يريد اخذ حماماً دافئاً ثم النوم سريعا
دلف الفيلا قاصداً جناحه ولكنه تسمر مكانه حينما استمع صوت ضحكات أتية من غرقة المعيشة …. ضحكات يعلم صاحبتها جيداً بالاضافة الى صوت ابن عمه الذى اصبح يسمعه كثيرا فى تلك الايام ..
اردف بغضب قبل ان يتجه ناحيتهم _ استغفر الله العظيم يارب .
وقف على باب الغرفة وجد الجميع يجلس ويبدو من هيأتهم انهم مستمتعون ..
فثريا تجلس بجوار يوسف ويحيى بجانب زوجته التى تبتسم بتهكم ولكنها مجبرة فهى ترسم الود مؤخراً .
لف نظره على الجهة الاخرى وجدها …. ماذاا ؟! نعم هي تجلس على مقعد طويل بجانب ابن عمه ورحيم فقط هو من يفصل بينهما .
غضب وظهر الاحمرار على وجهه من شدة الغضب واسرع اليهما يلتقط الصغير بعنف مردفاً بغضب اعمى بسبب غيرته التى لم يعترف بها _ انتى ازاي سايبة طفل زيى ده سهران لحد دلوقتى … قاعدة هنا تضحكى و الصبح تصرخى ولا واخدة بالك من ابنى ولا مهتمة بيه خالص … انا مش فاهم انتى هنا ليه … قوليلي علشان ابقى عارف .
نظرت له بصدمة وعيون ملئتها الدموع التى حاولت ايقافها ولكنها لم تستطيع .
بينما انصدم الجميع من حدته واردف يوسف بغضب _ عمران … اعقل كلامك ميصحش كدة … قلتلك قبل كدة مليون مرة حياة هنا بنتى وانت لازم تعرف كدة كويس .
نظر عمران لوالده واردف باحترام _ انا اسف يا بابا بس لو كدة يبقى انا هجيب مربية لابنى تهتم بيه والهانم تعمل اللى هي عيزاه براحتها … لكن مينفعش حضرتها تلخبط نظام طفل صغير علشان خاطر هى انسانة مستهترة وبتدلع .
حمل صغيره وغادر المجلس بينما هى نظرت للجميع وفرت هاربة قبل ان تخونها قدماها وتعجز عن الحركة …. لقد اهانها … كانت فى الاول تتحمل اهانته لانها لم تكن تحبه … كانت تتحمل لخاطر تلك الصغير … ولكن الان بعدما اصبح قلبها ينبض باسمه لن تتحمل اهانته ولن تسامحه …لن تسامحه ابدا ..
صعد هو الى غرفته ومعه الصغير ودلف يغلق الباب بقدمه بعنف مما جعل رحيم ينتفض وبدأ فى البكاء … حاول تهدأة اعصابه حتى لا يرعب صغيره وبدأ يبتسم له مردفاً _ ايه يا رومى خلاص اهدى يا بابا مافيش حاجة ..
اما الصغير فهو يعلم ما يريده فلم يهدأ بل زاد بكاؤه فاضطر عمران الى الخروج الى الشرفة عله يهدأ قليلا … وبالفعل هدأ الطفل حينما رأى الحديقة من الاعلى وبدأ ينسجم مع تلك المشاهد وعمران يطمأنه ببعض الكلمات ولكن عقله مشغول بعيناها التى رأى بها الدموع ووجهها الذى انشحب لونه … ولكنه حينما دخل ووجدها تجلس بأريحية مع ذلك ابن العم جن جنونه … لقد اصبح يجلس معها اكثر منه هو ويراها اكثر منه … هو لا يعلم ماذا يحدث معه … يتمنى ان تخرج حياة من ذلك البيت ليته يعود كالسابق …. فى كل لحظة تمر من عمره ينعت عقله قلبه بالخائن … هو لا يريد ذلك ولكن الامر ليس بيده … حقاً هو فى حالة لا يحسد عليها .

 

 

 

 

 

اما عند تلك المسكينة .. التى لن تحظى بحياة هنيئة ابدا …. دلفت غرفتها وارتمت على الفراش تبكى بحرقة … لقد مزق قلبها …. لما فعل ذلك … لقد كان حنوناً معها فى الصباح وجعلها ترسم احلاماً وسبلاً … لمَ يتغير بهذه السرعة …. لم يهينها بهذه الطريقة امام الجميع … كان عليه ان يراعى مشاعرها …. كان عليه ان يعلم انها غير مقصرة فى حياة صغيره التى يهملها هو …ةكان عليه ان يعلم انها تكن له مشاعر وانه بإهانته لها كسر خاطرها وحطم روحها .
قامت تجلس على ظهر الفراش وتكفكف دموعها مردفة بقوة _ ماشي يا عمران …. وحياة حياة لخليك تندم وتعرف يعنى ايه تتكلم معايا كدة تانى مرة … لازم تتأسفلي قدامهم زى ما هنتنى قدامهم ..
استمعت الى بكاء الصغير الذى عاد مجدداً يبكى …. وقفت تتطلع من شرفة غرفتها وجدته يحمله ويحاول تهدأته ولكن الصغير لم يهدأ …
فكرت قليلاً ماذا عليها ان تفعل فهى لن تحتمل سماح بكاؤه … مسحت دموعها تماما وخرجت من غرفتها متجهة الى غرفته … وصلت امامها واظهرت قوتها ثم قامت بطرق الباب مرتين وفتحت الباب قبل ان يسمح لها …
اما هو فكان يحاول اسكات صغيره مجددا ولكن دون جدوى فالصغير يريدها هى …. سمع طرق على بابه اتجه ليفتح ولكنه تسمر مكانه حينما وجدها تفتح الباب بقوة ودلفت متجهة اليه بوجه محتقن غاضب ثم اتنزعت منه الصغير بحدة ونظرت له وقد تحولت نظرتها تماما حيث ابتسمت لرحيم مردفة بدلال وهى تقبله على وجنته _ ايه يا قلبي بتعيط لي … انت عايز هايا ؟ … تعالى يالا يا قلب هايا .
ثم التفتت ترمق ذلك الواقف مصدوم … نظرت له نظرة غاضبة ثم اندفعت للخارج واغلقت الباب خلفها بعنف جعلته يفيق من شروده فى امر تلك المجنونة …. ماذا فعلت هي ! … لا يصدق … هل دخلت غرفته وسحبت منه طفله ثم ابتسمت له وقبلته ثم عادت الى غضبها وغادرت !؟ … كيف لها ان تفعل تلك الامور فى وقت واحد … يا الهى سيجن … لا بل اصبح مجنون وقد كان .
《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》《》
مر يومين تجاهلت فيهم حياة عمران تماماً … حتى انها اثناء تواجده تعمدت ان تظل حبيسة فى غرفتها مع رحيم يلعبان بألعاب الذكاء وان اراد رؤيته ارسلته مع اسماء وطلبت منها اعادته اليها دون الخروج من غرفتها ..
اما هو فقد احس انه يريد رؤيتها ولكن شيئا ما بداخله يمنعه من ذلك الاحساس … يشعر بالخلو من دونها … يشعر انه بلا مأوى مجدداً … يريد الاعتذار منها خصوصا بعدما وبخه والده بشدة كذلك ثريا التى نصحته بالاعتذار منها ولكنها لا تعطى له فرصة حتى … ما طمأنه قليلا هو عدم حضور اسلام خلال تلك الايام … فأن رآه لم يتمالك نفسه فكل ما حدث قد كان هو المتسبب فيه ..
《》《》《》《》《》《》《》《》《

 

 

 

 

 

فى فيلا احمد تجلس العائلة حول المائدة يتناولن وجبة الغداء … اردف اسلام بهدوء وترقب _ بابا لو سمحت عايزك معايا فى مشوار النهاردة .
توقف احمد عن تناول الطعام متسائلا _ فين يا اسلام خير .
نظر اسلام الى سارة التى تعلم حقيقة الامر ثم نظر الى والدته بترقب مردفاً _عايز اتقدم لحياة .
شهقت الفت واردفت بحدة تاركة الشوكة من يدها بعنف _ نعم … مين ؟
تكلم اسلام بثبات مردفاً _ حياة يا ماما … مربية رحيم … قولت ايه يا بابا .
هنا ولم تحتمل الفت بل وقفت تصرخ بغضب _ هو ايه اللى قولت ايه يا بابا … طبعا مش هيحصل … تطلع مين حياة دى علشان ندخلها عيلتنا … لا يمكن يحصل يا اسلام انسى ..
وقف اسلام يطالع والدته بحزن مردفاً بثقة _ هيحصل يا ماما … انا مش صغير علشان حضرتك تختريلي … انا هتقدم لحياة ولو وافقت عليا هنتخطب … وحضرتك حابة تيجي معايا هفرح جدا … مش حابة ده شئ يرجعلك .
نظرت الفت الى احمد بجنون مردفة _ انت سامع اللى ابنك بيقوله … سامع وساكت .
نظر احمد الى اسلام مردفاً _ شوف حتروح الساعة كام وانا هاجى معاك .
صرخت الفت بغضب اعمى _ انت اتجننت … لا يمكن ده يحصل على جثتى .
وقف احمد يتطلع اليها بعمق مردفاً بثبات _ ممكن تسبونا لوحدنا شوية يا اولاد ..
اومأ اسلام وسارة وغادرا الغرفة بالفعل فأردف احمد بقوة وحدة _ اسمعيني كويس يا الفت … اللى حصل مع سارة ده لو اتكرر هكون مطلقك … انا سايبك على زمتى علشان خاطر اولادنا …. اوعى تفكريني احمد الضعيف بتاع زمان … لاااا دانا اطلقك ولا يتهز فيا شعرة … اوعى تفكرى انى نايم على ودانى ومش عارف اللى انتى عملتيه مع سارة …. عايزة تجاملى صحبتك على حساب بنتك ؟ … اد كدة انتى رخيصة …. اومال ايه الفت الدمنهورى اللى سرعتيني بيها طول السنين دى …. احمدى ربنا ان سارة قالتلى قبل ما كنت اعرف من برا لان وقتها كنت اتصرفت تصرف تانى …. والنهاردة انا هروح مع اسلام نخطبله البنت اللى عايزها …. وانتى هتوافقى غصبٍ عنك واخر مرة تدخلى فى حياة ولادى … لانك للاسف هتدمرى حياتهم زى ما دمرتي حياتى وضميري زمان .
غادر هو تاركاً المكان وهى تنظر لاثره بزهول … هل قال يطلقها ! … هل اصبح لا يهتم ولا يخاف كالسابق ! … ماذا حدث له وما سبب قوته تلك ! …. ايمكن ان يكون قد استقوى بالمال الذى حصل عليه من عمله طوال تلك الفترة ! … ام ان شبح الماضى يطارده بعدما حاولت جاهدة اخفاؤه …. عليها ايجاد حل سريعا قبل فوات الاوان …. فلن تسمح بدخول تلك الحثالة الى بيتها ابدا ….

 

 

 

 

عاد عمران مساءاً فى وقت مبكر عله يراها ويعتذر منها عن ما بدر منه فخلال تلك الايام والندم يتأكله ويبدو انها لا تبالي ..
دلف الفيلا وبحث بعينه وتصنت بأذنه ولكن لا وجود لها … كاد ان يصعد الدرج ويطرق بابها بحجة رؤية صغيره ولكن اوقفه نداء والده مردفاً بترقب _ عمران ! … كويس انك جيت بدرى تعالى عايزك ..
عاد عمران بعدما كان فى طريقه الى الدرج متسائلا باحترام _ خير يا بابا اؤمرني .
اردف يوسف بهدوء وتمعن _ عمك احمد واسلام ابنه جايين دلوقتى … عمك كلمنى وقال انه عايزنى فى موضوع مهم .
انسحب قلب عمران ماذا يمكن ان يكون هذا الموضوع وعن اي محتوى وما مدى اهميته ؟ … اردف بترقب وقلق _ طيب مقالش ايه هو الموضوع ؟
نفى يوسف برأسه ولكن بداخله كان قلق هو الاخر من ان يكون مايجول بخاطره صحيح …
قاطع وصال افكارهم رنين جرس البيت فاتجهت عفاف تفتح باب الفيلا واذ بأحمد وابنه اسلام يحملون وروداً ويبتسمون بود .
استقبلهم يوسف بترحاب باهت فقد علم سبب زيارتهم … بينما عمران تصنم مكانه كأنه علم هو الاخر سبب وجودهم من خلال تلك الورود اللعينة .
دلفوا جميعاً وجلس اسلام يبحث بعينه عن حياة مردفاً بتسرع كعادته _ اومال فين حياة ؟
نظر له عمران بضيق ولكن اردف يوسف بتعمن _ مع رحيم فوق … تشربوا ايه يا رجالة ؟
اردف احمد الى عفاف المنتظرة طلبهم _ ممكن قهوة سادة .
بينما اردف اسلام مماثلاً _ وانا كمان لو سمحتى .
اشار لها يوسف فاومات مغادرة فاستكمل يوسف حديثه بقلق _ خير يا احمد ايه هو الموضوع المهم اللى انت عايزنى فيه ؟
نظر اسلام لوالده يحسه على الحديث بينما اردف احمد بهدوء _ انا طبعا هنا من مدة قليلة و معرفش اي معلومات عن حياة مربية رحيم … بس انت قولت انها زى بنتك وانا محبتش اسأل عنها واعرف هي مين ومين اهلها وقولت اجيلك علطول واكيد بما انك بتحبها كدة يبقى هى حد كويس جدااا … علشان كدة مترددش لحظة لما لقيت ابنى اسلام معجب بيها وعايز يطلب ايدها منك … ونتمنى انك توافق لان اسلام ابنى حبها فعلا … وانا بصراحة عجبنى جدا اسلوبها وطريقتها مع الاولاد اللى دايما اسلام وسارة بيحكولى عنها .
نزلت تلك الكلمة على عمران كالصاعقة الكهربية التى ضربت قلبه الميت اعادت اليه نبض حياته …
فهل اخيراً سيعترف امام الجميع بتملك قلبه لها … ام ان صور الماضى وخوفه من عقله سيمنعه من الاعتراف ؟

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *