رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي الفصل الخامس عشر 15 بقلم أروى مراد
رواية أسرار عائلتي البارت الخامس عشر
رواية أسرار عائلتي الجزء الخامس عشر
رواية أسرار عائلتي الحلقة الخامسة عشر
كادت مريم تجيبها لولا دخول خالد وياسين تلاه عودة رسلان، تطلعت إليه مريم بصدمة ثم صرخت بشكل مفاجئ:
– رسلااان!
رفع رأسه إليها بإستغراب تحول إلى صدمة، ركضت إليه بفرحة تحت إندهاش الجميع وعانقته قائلة:
– وحشتني اوي يا حبيبي، مجيتش عندنا ليه من زمان؟
وقبل أن يفيق أحدهم من دهشته كانت عائشة تتساءل:
– هو انتِ تعرفي رسلان؟
إلتفتت مريم إليها ثم قالت بتفكير:
– ايوه، وأعتقد اني حكتلك عنه قبل كده.
عقدت حاجبيها بمحاولة للتذكر لكنها لم تستطع فقالت:
– حكيتيلي عنه امتى؟ أنا مش فاكرة اني سمعت إسم رسلان قبل كده أصلا!
– لا حكيتلك عنه، فاكرة لما كنت بقولك ان عندي أخ في الرضاعة قمر ولو مكنش أخويا وماما رضعته مع اخويا الكبير كنت اتجوزته؟
ضحك أكرم في تلك اللحظة هاتفا:
– مريم؟! معرفتكش والله كبرتِ واتغيرتِ اوي.
طالعته بإستغراب ثم فتحت عينيها بصدمة وصاحت:
– لا لا! متقوليش ان ابن الشوقر دادي بتاعي طلع عمو أكرم!
تطلع إليها الجميع بعدم فهم بينما تمتمت عائشة بغيظ:
– فضحتينا!
تجاهلت نظراتهم ثم إتجهت نحو أكرم وهي تفتح ذراعيها مستعدة لإحتضانه لكنها شعرت بيد تدفعها بعيدا فنظرت إلى صاحبها لتجد تلك التي كانت تحتضنه تطالعها بنظرات نارية، إقتربت منها مريم بغضب وصرخت:
– انتِ مجنونة؟ عملتِ كده ليه؟ وانتِ مين أصلا؟ أنا فاكرة ان مفيش بنات في عيلة رسلان.
أجابت ببرود محافظة على نفس نظراتها:
– انتِ متقربيلوش حاجة، يبقى ملكش حق تحضنيه، وأنا ابقى بنته والبنت الوحيدة في العيلة ولو مش عاجبك في حيطان كتيرة في القصر اختاري منهم واحد واخبطي راسك فيه.
إستفزتها طريقتها في الكلام كثيرا وكادت تحضرها من شعرها لولا أكرم الذي تدخل وهو يهمس لبدور:
– خلاص يا بدور! هي عملت ايه لكل ده؟
لوت شفتيها بتذمر هامسة:
– كانت هتحضنك! وانا مسمحش لاي بنت غيري انها تحضنك!
قرص خدها قائلا بضحكة:
– بتغيري عليا؟
أومأت بتأكيد قبل أن تنتبه إلى تلك التي تنظر إليها من أعلى إلى أسفل بقرف، إغتاظت بشدة من نظراتها لكنها تظاهرت بعدم الإهتمام وحضنت والدها قائلة بصوت عال:
– محدش مسموح ليه يحضن بابا غيري!
خطفت نظرة نحو رسلان قبل أن تركز بنظرها نحو غريمتها الجديدة بتحدي. إبتسمت مريم بخبث حين لاحظت نظرتها السريعة نحو أخيها فإقتربت منه وحضنته قائلة بإستفزاز:
– مش مهم، أنا حضن رسلان مكفيني!
واصلت إظهار اللا مبالاة رغم الغيرة التي تكاد تأكلها من الداخل وهتفت ببرود مصطنع:
– ميهمنيش، أنا لما بحضن بابا بحس بحنانه بس رسلان ده بارد ومش حنين خالص!
صدحت ضحكات أكرم وخالد في المكان بينما رفع رسلان حاجبه بإستنكار، إلتفتت إليها مريم وصرخت بغضب:
– متقوليش على أخويا بارد! ده كل البنات بتتمنى بس بصة منه.
إبتعدت عن والدها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهز كتفيها بعدم إهتمام قائلة:
– أنا مش منهم ..
وقبل أن تنطق الأخرى كان رسلان يكمم فمها بكفه هامسا بملل:
– خلاص يا مريم، بطلي خناق معاها!
أبعدت يدها عنه وهمست هي الأخرى بغيظ:
– طب يرضيك الي بتقوله البت دي الي مش عارفة لحد دلوقتي هي بنت عمو أكرم ازاي وعمو أكرم كان عنده بنت وحدة وما …
قطعت كلامها وهي تفتح عينيها بصدمة ثم تطلعت إليه فأومأ مؤكدا:
– ايوه، هي دي بنته الي كنا فاكرين انها ماتت.
– ازاي؟
نظر إلى بدور التي بدأت تحدث عائشة متصنعة عدم إهتمامها لما يقولان، لوى شفتيه بسخرية ثم حاوط كتف مريم بذراعه بحركة أشعلت غيرتها وهي تطالعهما بطرف عينيها، وإستأذن الجميع ليصعد بها إلى غرفته بنية الحديث معها.
…
دخل غرفة والده حين أذن له بذلك فوجده يجلس على سريره ويمسك بإطار يحمل صورة إبنته الراحلة وعائلتها، جلس بجواره بصمت فبادر والده بالحديث قائلا:
– اتكلمت معاها يا عامر؟
– ايوه، وكلامي كان صح، هناء مخرجتش معاه لمجرد انها حبته أو انه عرف يضحك عليها.
– امال خرجت معاه ليه؟
سكت قليلا ينظر إلى صورة أخته ثم أجاب بتردد:
– قالتلي ان الي كانت بتخرج معاه هو .. هو الي قت’ل أختي حلا وجوزها عابد.
تطلع إليه والده بصدمة ثم قال:
– وهي عرفت منين؟
– قالتلي ان عابد وأبوه كان بينهم عدا’وة، وهي شكت فيه لما بدأ يتقرب منها بعد مو’ت عابد وحلا.
عقد حاجبيه بحيرة متسائلا:
– أبوه الي هو مين؟ وهي عرفته منين أصلا؟
– بتقول ان اسمه كامل الدمنهوري، عارفه؟
ضيق عينيه بتفكير ثم نفى برأسه قائلا:
– حاسس اني سمعت اسمه قبل كده بس مش فاكر فين.
أومأ عامر بتفهم ثم تنهد قبل أن يستمع إلى صوت والده يردف:
– وايه سبب العدا’وة الي بينه وبين عابد؟
قوس شفتيه بجهل مجيبا:
– معرفش، وحتى هناء متعرفش وكل الي هي عارفاه ان في بينهم عدا’وة كبيرة وبس.
أخفض رأسه بحيرة ثم رفعه محدثا عامر:
– سيبني لوحدي دلوقتي يا ابني.
هز عامر رأسه بطاعة ثم خرج من الغرفة ونزل إلى قاعة الجلوس وما قصته عليه هناء لا يزال يشغل باله. وجد إبنة أخته الصغرى دينا ترتدي ملابس الخروج وتحاول إقناع هناء بالخروج معها. جلس قريبا منهما وقال مقاطعا دينا:
– هناء متعاقبة يا دينا، لو عايزة تطلعي روحي لوحدك.
لوت شفتيها بتذمر وصاحت:
– يعني ايه متعاقبة؟ هي مش صغيرة عشان تتعاقب من الخروج وبعدين انا رايحة عند جيراننا هنا يعني مش بعيد!
نفى برأسه بإعتراض فإتجهت نحوه وجلست بجانبه هامسة:
– بليز يا خالو! أنا عايزة اعمل اي حاجة عشان اطلع هناء من المود الي هي فيه، وأنا متأكدة انها لو اتعرفت على بدور هتطلعها منه.
عقد حاجبيه بإستغراب وتساءل:
– بدور مين؟
أجابت وهي تشير إلى مكان عشوائي:
– صاحبتي في الجامعة وهي ساكنة هنا جنبنا.
مط شفته السفلى بتفكير قبل أن يومئ بموافقة:
– اوك، بس خدي بالك منها ..
– أكيد!
صاحت بها دينا ثم عادت إلى إبنة خالتها وقالت بحماس:
– يلا اطلعي جهزي نفسك عشان نروح!
…
كانت تجوب الغرفة ذهابا وإيابا مسببة الإزعاج لتلك التي تجلس على السرير وتراقبها بملل، توقفت أخيرا متمتمة بنفاذ صبر:
– أنا مش فاهمة بيعملوا ايه في الاوضة من ساعة؟
أبعدت الأخرى الكتاب الذي كانت تقرأ فيه وزفرت بضيق قائلة:
– يعني هيكونوا بيعملوا ايه يا بدور؟ واحد وعايز يتكلم مع أخته الي مشافهاش من زمان لوحدهم عادي!
صرخت وهي تجلس أمامها بعنف:
– لا مش عادي يا عائشة مش عادي! انتِ عارفة يعني ايه الي بيحصل ده؟
رفعت حاجبها بإستغراب وتساءلت:
– يعني ايه؟
رفعت بدور رأسها بتفكير ثم طالعتها قائلة بقهر:
– معرفش، بس الي انا عارفاه انه يعني حاجات كتيرة اوي!
قلبت عائشة عينيها بملل ثم قالت قبل أن تعود لقراءة كتابها:
– بطلي غيرة يا بدور، ومتنسيش انها أخته مش حد غريب عنه.
عقدت ذراعيها أمام صدرها ورفعت رأسها متمتمة بلا مبالاة مصطنعة:
– مش غيرة ولا حاجة، أنا بس حاسة انهم بيخططوا لحاجة مش كويسة، مانا أخته برضه وعمره ما قعد معايا لوحدنا كد …
قاطعتها عائشة بنظرة غريبة:
– أنا عارفة انك مش أخته، مش محتاجة تمثلي قدامي.
نظرت إليها بإستغراب وتساءلت:
– عرفتِ منين ومن امتى؟
– من بعد ما جيت، خالد حكالي عن حاجات كتير وعرفت كل حاجة عن العيلة تقريبا.
أومأت بتفهم ثم سكتت قليلا قبل أن تسأل بتردد:
– طب هو ممكن أعرف .. عمي محمد طلق مامتك ليه؟
أجابتها بهدوء على عكس توقعها:
– ماما كانت بنت متدلعة وعيلتها كانت من الطبقة الغنية وعايشين في قصر وعندهم خدم زي هنا بالضبط، ومكنتش مهتمة غير بأصحابها وخروجاتها وحفلاتها وكده، ولما اتعرفت على عمو محمد حبوا بعض وعمو محمد مهتمش بانها متعرفش تعمل حاجة في البيت لانه عايش في قصر فيه خدم زيها فاتجوزها، بس بعد ما خلفت اخواتي حس انها مهملة اوي ناحيتهم وكان ديما بيحذرها بس هي مهتمتش، لحد ما أخويا عدي كان هيغرق قدامها وهي موجودة ومخدتش بالها منه وعمو محمد لحقه بس طلقها لانه شاف انها متنفعش تكون أم ليهم ..
إستطاعت بدور ملاحظة نبرة الحزن التي حاولت الأخرى إخفاءها فتمتمت محاولة مواساتها:
– متزعليش طيب، انتِ دلوقتي عندك خالد وعدي …
– أنا مش زعلانة منها، أنا زعلانة عليها .. هي صحيح مكنتش مهتمة بيا اوي زي مانا عايزة بس عمرها ما عاملتني وحش ابدا.
– زعلانة عليها ليه؟
لم تنتظر إجابتها كثيرا عندما سمعت صوت ضحكات مريم يصدح في أرجاء الرواق. تحولت ملامحها إلى الغضب وتمتمت بغيظ وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها:
– بصي بتضحك ازاي؟ ده كان بارد ومصدرلنا الوش الخشب ولما حبيبة القلب جت اتحول تماما وبقى بيضحك وبيضحكها ..
حاولت عائشة منع إبتسامتها من الظهور قائلة بنبرة ذات مغزى:
– أولا، دي أخته مش حبيبة القلب، ثانيا .. وانتِ مالك بيهم أصلا؟ على فكرة انتِ ملكيش حق تغيري عليه لأن مفيش بينكم حاجة اعتقد، إلا لو كنتِ معجبة بيه أو حاجة زي كده …
نظرت إليها بدور بإستنكار وهتفت سريعا:
– معجبة بيه؟! لا يا بنتي ده مش ذوقي أصلا، وانتِ فاهماني غلط، أنا مش غيرانة عليه ولا حاجة .. أنا بس بعتبره أخويا وخايفة عليه من الساحرة الشريرة الي برا دي!
حركت رأسها بقلة حيلة ثم قالت:
– انتِ بتغلطي في البيست الفريند بتاعتي على فكرة!
طالعتها بدور بعدم فهم قبل أن تفتح فمها بصدمة صائحة:
– نعمم؟! بقى انتِ يا عائشة بتصاحبي ساحرات شريرات زي دي؟ لا ده انتِ خيبتِ أملي فيكِ يا عائشة!
قالت جملتها الأخيرة بخيبة أمل مصطنعة، وقبل أن تنتظر رد فعل عائشة على كلامها كانت تتجه نحو الباب لتفتحه قليلا وتختلس النظر إلى تلك الساحرة الشريرة ورسلان.
إحمر وجهها من شدة الغيظ وهي ترى كيف تتعلق برقبته من الخلف وتقول بدلال:
– اشتريهالي النهاردة يا سولي .. بلييز!
عضت على شفتيها بغضب وحاولت رؤية ملامحه لكنها لم تستطع لأنه كان يوليها ظهره وإكتفت بالإستماع إلى ما يقول:
– ماشي يا مريم، هشتريهالك بس مش النهاردة لاني تعبان.
أخفضت ذراعيها عن رقبته قائلة بإستسلام:
– ماشي ..
لاحظت بدور إلتفاته ليظهر لها وجهه الذي رسم عليه إبتسامة صغيرة وربت على شعر مريم ثم تركها ونزل إلى الأسفل.
أغلقت بدور الباب بغيظ ثم قالت بسرعة مخاطبة عائشة بعد أن وقفت أمامها:
– بصي، أنا ميهمنيش الساحرة الي برا دي هي ايه بالنسبالك بس عايزاكِ تسأليها هو ايه الي عايزة رسلان يشتريهولها؟
أجابتها دون أن ترفع عينها عن الكتاب الذي تقرؤه:
– دي أكيد عايزة تشتري رواية.
رفعت حاجبيها متسائلة بدهشة:
– ايه ده؟ هي طلعت مثقفة وبتقرا روايات؟
كتمت ضحكتها ثم نفت برأسها قائلة:
– مثقفة ايه يا بنتي؟ دي بتقرا روايات رومانسية عشان تتعلم ازاي تتعامل مع جوزها في المستقبل!
ضحكت بدور بسخرية معقبة:
– رومانسية؟! وأنا الي انصدمت لما افتكرت انها مثقفة بس الاشكال دي مش ممكن تكون مثقفة أبدا .. ده حتى الرومانسية مش لايقة عليها!
فتح الباب بعنف إثر إنتهاء كلامها لتدخل من خلاله مريم وتتجه للوقوف أمامها صائحة بشراسة:
– مين دي الي الرومانسية مش لايقة عليها يا عينيا؟!
أجابت ببرود وإبتسامة مستفزة:
– انتِ ..
إحمر وجهها وأخذت شهيقا عميقا تنوي إطلاق سلسلة من الشتا’ئم من بين شفتيها لكن إنفتاح الباب ثانية منعها عن ذلك، إنتبهت بدور إلى دينا التي دخلت وهي تسحب خلفها فتاة تبدو أكبر منهن سنا فهتفت بإستغراب:
– دينا؟ بتعملي ايه هنا؟
أجابت وهي تجلس بجانب عائشة على السرير:
– زهقت وكنت عايزة اكلمك بس فونك كان مقفول فجيت عشان اطمن عليكِ وجبت معايا هناء عشان اعرفك عليها.
أشارت في نهاية حديثها إلى التي أحضرتها معها والتي إبتسمت لها ببعض الحرج وهي تلعن دينا بداخلها، بادلتها بدور الإبتسامة دون أن تحدثها حين شعرت بإحراجها ثم استمعت إلى سؤال دينا وهي تشير إلى عائشة ومريم:
– وانتِ مش هتعرفيني على الي معاكِ؟
أشارت بدور إلى عائشة قائلة:
– دي عائشة، أخت خالد ابن عمي من أمه ..
ثم أشارت إلى مريم وهي تلوي شفتيها بقرف مضيفة:
– ودي وحدة عقر’بة والا حرباية والا جرادة مش عارفة ايه بالضبط بس هي اي نوع من الحشرات غير الفراشة أكيد!
رفعت دينا حاجبيها بإستغراب بينما إتسعت عينا مريم بصدمة ثم أخذت شهيقا ثانيا مستعدة لشت’مها حقا لكنها فشلت هذه المرة أيضا بسبب دخول التوأم سرين وإيلين وإسراعهم نحو بدور قائلين بلهفة وبصوت واحد:
– انتِ كويسة يا بدور؟
تطلعت إليهما بإستغراب متسائلة:
– اه، في ايه؟
أجابت إيلين بتنهيدة راحة:
– فونك كان مقفول من اول ما روحنا من الجامعة وسبناكِ عشان كده قلقنا عليكِ.
رفعت حاجبيها بتعجب ثم إبتسمت هاتفة بمرح:
– ايه ده؟ كل ده عشان فوني كان مقفول بس؟ امال لو استخبيت وعملت نفسي مخطوفة هيحصل ايه؟
كانت تقول ذلك وهي ترمق مريم بنظرات ذات مغزى وكأنها تريد أن توصل إليها رسالة ما، لكن الأخرى لوت شفتيها بقر’ف وأشاحت بوجهها بعدم إهتمام إستفز بدور وبشدة.
…
كانت الفتيات تتبادلن أطراف الحديث بغرفتها بعد أن إنضمت إليهم براءة وكذلك رحمة التي قدمت لتطمئن على والدتها، نظرت بدور إلى ساعتها لتقطع الحديث قائلة بحماس:
– بنات! ايه رايكم تفضلوا هنا لحد العشا ونتعشى مع بعض؟
أجابت رحمة سريعا:
– أنا كده كده كنت هفضل مع ماما وسيبت اخويا الصغير عند جارتنا، سوو موافقة!
تبع كلامها موافقة دينا وهي تقول:
– وأنا وهناء هنفضل هنا برضه، أكيد خالي هيوافق!
همست لها هناء بإعتراض:
– خلينا نروح يا دينا، خالي أصلا لو عرف اننا في قصر العمري المعروف بأن كل الي فيه شباب هينفخنا.
هزت كتفيها بعدم إهتمام قائلة:
– متقلقيش مش هيعرف.
إلتفتت بدور إلى إيلين التي إلتفتت بدورها إلى سرين فأجابت الأخيرة برفض:
– أسفة، بس احنا لازم نروح.
صاحت إيلين بإعتراض:
– ليه يا سرين؟ احنا لو كلمنا ماما هتسمحلنا نفضل هنا عشان بدور ..
قاطعتها توأمها بإصرار:
– ده لانها واثقة فينا، بس أنا مش هقبل باني افضل في قصر اصحابه كلهم رجالة وانتِ عارفة سمعنا ايه يومها عن …
قطعت كلامها وهي تشير إلى براءة بنظرة خاطفة ففهمت إيلين قصدها وكذلك بدور التي سارعت بالحديث:
– احنا مش هنختلط بالشباب أبدا متقلقيش، وبعدين الموضوع ده انتِ فاهماه غلط وأنا هشرحلك بعدين ..
كانت بقية الفتيات تنظرن إليهن بعدم فهم ولكن لم تتجرأ إحداهن على السؤال فمن الواضح أنه سر بينهن ولا يحق لهن معرفته، ولكن رغم ذلك حاولن جميعا إقناع سرين إلى أن رضخت إلى طلبهن في النهاية.
تطلعت عائشة إلى مريم متسائلة:
– وانتِ يا مريم؟ أكيد أخوكِ هيسمحلك تفضلي لو عرف ان رسلان وعمو أكرم هنا.
كادت مريم تجيبها لكن بدور قاطعتها هاتفة بإعتراض:
– وهتفضل معانا ليه؟ انا مكنتش بقصدها مع البنات، أنا مستحملاها بالعافية أصلا بس مش عايزة ابقى قليلة الذوق معاها واطردها ومستنياها تحس على نفسها وتروح بكرامتها احسن ما تروح من غيرها!
جحظت عينا مريم ثم ضغطت على أسنانها وصاحت بغيظ:
– على اساس انك ذوق اوي معايا يعني! وبعدين أنا قاعدة هنا عشان عائشة مش عشان سواد عيونك مثلا؟!
إبتسمت بإستفزاز وتمتمت:
– ميهمنيش قاعدة عشان مين، بس الي انا اتأكدت منه انك عديمة الكرامة لاني طردتك بطريقة غير مباشرة وانتِ لسه قاعدة هنا.
وقفت مريم من مكانها وهي تصرخ بغضب مشيرة لنفسها:
– أنا عديمة الكرامة يا قليلة الذوق يا زبا’لة انتِ؟!
أخذت نفسا عميقا تهدئ به نفسها ثم أردفت بتوعد:
– ماااشيي! انا هشتكيكِ لرسلان، وعلى فكرة هو مش هيسكتلك!
توجهت للخروج من الغرفة لكن سكوت بدور إستفزها فوقفت وهي تضيف:
– وهقوله برضه انك بتعملي معايا كده لانك غيرانة مني لاني حضنته وانتِ لا، وهقوله كمان انك معجبة بيه!
غادرت الغرفة قبل أن تفيق بدور من صدمة ما قالته وكذلك الفتيات اللواتي صدمن أكثر وهن يرون بدور وهي تتجه نحو أحد الأدراج وتخرج منه مشرطا حادا ثم تتجه ناحية الباب تتبع مريم وهي تصرخ:
– استني هنا يا بنت الك’لب! مين دي الي غيرانة منك؟ أنا بقى هقتلك واخلص منك!
فزعت الفتيات عند رؤية المشرط وركضن خلفها غافلين عن وجود الشباب بالأسفل وحيث تتجه مريم وخلفها بدور.
كانت دينا تركض خلف الفتيات عندما لاحظت عدم وجود هناء معهم، وقفت قليلا تفكر في الأمر لتجد أن بدور لا يمكن أن تؤذي مريم وأنها فقط قد جنت قليلا فهزت كتفيها بلا مبالاة ثم صعدت الدرج ثانية لتعود إلى أختها، ولكن قبل وصولها وعند وقوفها في منتصف الدرج سمعت صوتا رجوليا لم تعرف صاحبه يهتف بإسمها:
– دينا؟
يتبع ..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسرار عائلتي)