Uncategorized
رواية نار وهدان الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد
![]() |
رواية نار وهدان الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد |
رواية نار وهدان الفصل العاشر 10 بقلم شيماء سعيد
ضيّق أسامة عينيه مردفا بإصرار شديد ….مش هطلچها ولو
چطعتوني حتت حتت .
فزفر وهدان غضبا …. .إكده تبچى أنت حكمت على نفسك
بالموت ، بس بردك هنسيبك تفكر يمكن ترچع في كلامك ، أما
لو صممت يبچى تفكر عايز تموت بإيه ؟
بالمسدس ولا نشويك كيف السمك ولا نغرچك في المية .
ثم ضحك وهدان بإستهزاء …شوفت أنا چلبي حُنين كيف ؟
عايز أموتك على مزاچك .
يلا فوتك بعافية ثم أمر زين باللحاق به خارجا .
وبالفعل خرج وهدان ولكن زين تأخر عنه محملقا للحظات
في وجه أسامة مردفا بغيظ ….مش عارف عچبتها في إيه ؟
عشان تفضلك أنت عني يا بن البواب!؟ .
تنهد أسامة زافرا بضيق ….على الأچل أنا عارف أبوي مين
وهيشتغل إيه ؟
الدور والباچي عليكم أنتم ولا أبو ولا أمو ولا أصل ولا فصل
وفلوس ملهاش آخر ، الله أعلم چت كيف ؟
شعر زين بالإهانة فصفعه بقوة على وجهه حتى إزرق من أثر
الصفعة ولكنه لم يتأوه ألما بل قال ….أضرب كومان عاد ،
مهو الچبان هيضرب راجل متكتف .
أما لو فاكر نفسك راچل صوح ، فكني ونتعارك راچل براچل
ونشوف مين اللي هيطلع راچل صوح ؟
احتلَّ الغيظ جوارح زين وأخرج سلاحه وصوبه نحو رأس
أسامة وكاد أن يطلق عليه النار ولكن وجد من يصرخ به من
ورائه ….زين وچف عندك .
فأنزل مسدسه خجلا ولكنه توعد أسامة بنظرة حادة
قائلا….هچيلك تاني چريب .
نظر وهدان نظرة غاضبة لـزين ولكنه لم يتحدث وتركه مرة
أخرى ، فخرج وراءه زين يجر أذيال الخيبة، حتى وقف
أمامه صاغرا .
وهدان معاتبا له …..مش عيب عيل زي ده ، هيخليك تطلع
عن شعورك بكلمتين ملهمش عازة وتعمل عچلك بعچله .
زين بحرج ….غصبا عني يا وهدان ، وكنت سبتني أخلص
منيه ونخلص من الچرف ده كله .
وهدان. ….ومفكرتش لما قمر تعرف إنك موته بيدك ، هتعمل
إيه ؟
زين ..هتعمل إيه ؟
وهدان …….مش بچولك طور مهتفهمش .
هتكرهك أكتر يا طور أكتر مهي كرهاك .
فوضع زين يده على رأسه واتسعت عيناه قائلا …أيوه أيوه ،
خلاص إچتله أنت ، تكرهك أنت مش مشكلة .
فضحك وهدان ….مفيش فايدة فيك يا طور .
زين…أمّــــــال نچيب واحد غيرنا يچتله ؟
وهدان….لا يا فالح هو هيموت لحاله ونخلص من غير شبهة .
اتسعت عيني زين متسائلا بإندهاش ……كيف ده ؟
وهدان …..چرّب إكده مني وطأطأ ودانك وافهمني زين ، ثم
أشار إلى رأسه ، عشان عارف أنا دماغك دي كيف المهلبية
بيضه وهتفمهش حاچة واصل .
فكيف يا ترى سيموت أسامة ؟؟
………
مكثت نچية في المشفى شهرين تتعالج من الكسور التي
أصابتها بسبب سقوطها على الدرج ، ولم تبرح الدموع عينيها
حزنا على وفاة ابنتها الصغيرة زينب .
نچية ……يا عينى عليكِ يا بتي ، روحتي فدا وش الشوم دي
اللي دخلت علينا بالخراب ، كنا عايشين ومتهنيين چبلها .
بس أنا لزمن آخد بتارك منيها ومن ولدها اللي چي ويستحيل
أسيبهم كده بالسّاهل .
يا بتي وحشتيني، ثم واصلت بكاءها على ابنتها حتى غفلت
عينيها، لتأتي لها العرافة في أحلامها .
معالي ……چولتلك أنك ملكيش بنات غير بت واحدة
مصدچتنيش يا نچية .
نچية ….لا لا راحت وحدة بس وفضلي عاد تنين ربي
يحفظهم .
معالي بضحك …..لسّاكِ عاد ممصدچاش، طيب خلي بالك
منيهم ، ومش هما بس ، من نفسك كومان يا بت الصوامعي .
دورك لسه چي ، عشان الحساب يتچفل ، وكل واحد ياخد
حچه .
فصرخت نچية…لا محدش هيچدر عليه واصل ، أنا نچية
الصوامعى ، أنا فوچ الكل .
لتأتي الممرضة على صراخها االذي تعودت عليه منذ ولوجها
للمشفى فحقنها بمهدىء لتغوص مرة أخرى في نوم عميق
هادىء .
ثم تخرج الممرضة ( منى ) لزميلة أخرى مردفة……أخيرا
نامت بت الصوامعى ، من ساعة مچت وهي صدعتني بكي،
غير عاملة نفسها مديرة المستشفى وهتأمر وهتنهي
وهتشخط فيه كأني خدامة عنديها في بيت العمدة .
الممرضة الأخرى ( هناء ) ..أنتِ هتچوليلي ، مش عارفه كيف
چوزها هيحبها چوي إكده ورايج چي يطمن عليها .
منى………محظوظة بت اللئيمة ، مع أنها مهتستهلش .
هناء……بس تعرفي أنه مچوز تاني عليها ؟
منى…….بچد ، أمال كيف هيحبها بچا ؟ بس أچولك هو
الرچالة إكده چلبهم زي الرمان وعيشچوا كتير .
بس تستاهل عشان مناخيرها اللي حطاها في السما دي، خليها
تنكسر ، عشان مفيش حاچة تكسر الست غير لما چوزها
يچوز عليها .
……..
تمتعت بدور ببعض الهدوء في غياب نچية عن البيت ، وكان
سالم يتسلل لها خلسة في غياب الخدم خوفا من أن تراه
نعيمة فتخبر سيدتها بذلك .
ولج سالم إليها وأغلق الباب بحرص شديد كي لا يصدر
صوتا .
فعاتبته بدور… ..مالك إكده هتچفل الباب بشويش زي
مايكون حرامي خايف حد يسمعه .
سالم بحدة……اختشي يا بت واچفلي بوچك ، يعني أنا
غلطان اللي چي أطل عليكِ وأطمن على ولدنا .
ده بدل متطبطبي عليه ، عشان بتي اللي راحت چدام عينيه
ثم جلس بجانبها وعينيه تلمع بالدموع .
فأشفقت عليه بدور ومرّرت يدها بحنو على ظهره مردفة..الله
يرحمها ، دي عيلة وهتكون شفيعة ليك يوم الچيامة .
بس حاول يا عمدة تتچي ربنا فيه شوية ، لأنك هتتسئل
عليه ، أنا مرتك كيف منچية مرتك .
فزمجر سالم بضيق قائلا…عايزة تساوي نفسك ببنت زهران
الصوامعى ،اتجننتي إياك، ولا فاكرة نفسك عشان مرتي
خلاص ، هتعملي فيها ست الدار؛ الدار ليها ست واحدة بس هي نچية .
فبكت بدور ووضعت يدها على وجهها .
فوقف سالم غاضبا وضم شفتيه ثم أطلقها بقوله …أنتِ يا بت
غاوية نكد ، أنا چي أنسى الدنيا حداكِ هتبكي، يا مرارك
يا سالم .
بدور ……أعمل إيه ؟ مهو من كتر غلبي ، أنا مش خابرة
أچوزتني ليه ؟
سالم …لا خابرة عشان تچيبي الولد ؟
بدور …بس أنا حلمت أنك ممكن تحبنى يا عمدة ، وأكون
مرتك صوح على طول ، مش عشان الولد بس .
لكن للأسف لو كنت أعلم إكده بس مكنتش أجوزت وظلمت
نفسي واللي في بطني .
حاول سالم تلطيف الجو بعض الشيء فانحنى ومسح على
شعرها ثم قبل جبهتها مردفا …وبعدين معاكِ يا بت منا چي
أحبك أهو .
فابتعدت عنه بدور وتعابير الغضب ملأت وجهها …..لا ، أنت
چي لنفسك مش عشاني ، وخلاص أنت عملت اللي رايده
وأهو حبلى فاستنى بچا لما أولد .
غير إكده هملني لحالى أحسن محد يحس بيك ويچول
لمرتك ، أنا مش ناچصة كفاية اللي عملته فيه واللي كانت
ناوية تعمله وربنا سترها .
سالم ….چصدك إيه يا بت ؟؟
فتلعثمت بدور خوفا أن يعرف ما حدث ، فتبطش بها نعيمة
فرددت …لا مچصديش يا عمدة، أنا عايزه أنام دلوك بعد إذنك .
فكور سالم يده وضرب بها الحائط غضبا وأردف …بچا إكده
يا بت إن ما وريتك أيام سودة ،مبچاش أنا سالم العمدة .
بدور …أكتر من إكده ، فوضت أمري لله ، وحسبي الله ونعم
الوكيل .
تمالك سالم نفسه ، حتى لا يبطش بها ويؤذيها وهي تحمل
ولده ، فخرج غاضبا إلى غرفته .
سالم موبخا نفسه ……أنا غلطان إني أتچوزت ، كانت چوازة
شوم من الأول بس على الله في الأخر تچيب الولد إلا لو چابت بت ، هرميها هي وبتها الكلاب بن اسماعيل حارس المواشي .
………………..
كان سالم في مكتبه الذي يخصصه لإدارة شؤون العمودية .
حيث ولج إليه شخصان يتعاركان مع بعضهما البعض ويسبون بعض بأفظع الشتائم ويمسكهما الغفير زعزوع من تلابيب ملابسهما ويقوم بضرب كل واحد على مؤخرة رأسه حتى يردعهما عن ضرب بعضهما .
رأى سالم هذا فغضب وترك مقعده ووقف مردفا بحدة..ياصلاة النبي أحسن .
هي حصلت هتضربوا بعض چدامي كومان .
مفيش حيا ولا خشا.
زعزوع ….أعمل إيه فيهم يا چناب العمدة ، چولتلهم إكده .
احترموا نفسيكم وانتوا داخلين على العمدة ، بس مفيش فايدة .
فأمسك سالم ببندقيته وأطلق عيارًا في الهواء ، فارتجف جسدهم ووقفوا ساكنين .
قال أحدهم ويدعى جابر…السماح يا عمدة ،معلش غصبا عني ، هو اللي هيستفزني .
فحدثه الآخر ويدعى حماد…أنا بردك يا غراب البين أنت وهمّ أن يضربه .
ولكنه توقف عند سماعه صوت سالم ….أنت مسمعتش ولا إيه ؟
هاته الزفت ده يا زعزوع وعلچه من رچله چدام الدوار ، عشان يكون عبرة لمن لا يعتبر .
جابر…….خلاص يا عمدة ، معدتش أتكلم ثم وضع يده على فمه هامسا…..سكت خالص أهو .
سالم ……اتكلم أنت يا حماد ؟
حوصل إيه ، مخليكم إكده زي مايكون أمكوا زلطتكوا فوچ رأس بعض ؟
حماد……يا جناب العمدة ، جابر مصمم إني مدفعتش حج شهرية الفدان اللي هأجره منه .
وأنا دافعله حچ الشهر بالتمام و الكمال .
جابر……..محصلش يا عمدة ده كداب ويارتني موفجت بالشهر ده وكنت عملت زي الناس وقبضت حچ سنة بحالها ، لكن هو يدفع شهر ويهرب شهر .
سالم …وليه إكده ؟ مش فيه وصُلات بتتكتب، يعني كل ما يدفع شهر ، هتديله وصل باللي دفعه .
حماد…….ياريت كان صوح كتبنا ،مكنش ده حالى مع الراچل الكداب ده .
وچال لما أخدت منه الأرض ، إننا واحد ومفيش بينا ورچ .
وكلمة الراجل شرف ودين .
سالم باستهزاء….يا سلام عليكم يا ناصحين ، وأنا دلوك أعرف كيف مين الصادچ فيكم ومين الكاذب .
مفيش حاجة اسمها كلمة الراچل شرف ودين ، فيها حاجة اسمها دليل وحچة أحكم بيها بنتكم، أو حتى شهود كانت واچفة ساعة مدفعت له الشهرية .
حماد ….مكنش حد واچف غير الحمار بتاعي.
سالم….تصدچ أنك حمار فعلا .
غور من وشي أنت وهو .
جابر …وحچي يا عمدة ، أعمل فيه إيه من الراچل ده ؟
سالم …خد الحمارة بتاعته واسرح بيه شهر .
حماد ….وأنا أركب إيه ، أروح بيه الغيط يا عمدة في الشمسية دي .
سالم …..اركب رچلك عشان تحرم تفرط في حچك تاني، ولازم تاخد وصل كل متدفع الشهرية .
ثم أمر زعزوع بإخراجهما .
خدهم برا يا زفت يا چطران ، أنا مش ناچص چرف ، ناس مهتفهمش .
فأخرجهم زعزوع وهم على حالهم يضربون بعضهم البعض ولا نعرف من هو الكاذب فيهم والصادق .
فهل تعلموا ؟؟
…………
خرجت نچية من المشفى وفرح لخروجها تلك الفتاتان .
منى…..ناوليني چولة أكسرها وراها .
هناء …متستهلش وحياتك تمن الچولة ، خسارة فيها .
يلا عاد نشوف شغلنا بلا حرچ دم ، أهي غارت مطرح ما چت .
ولجت نچية لغرفتها وتصارعت الأفكار في عقلها من جديد عن طرق التخلص من بدور قبل أن تأتي بالمولود الذي سيكون عقبة في حياتها .
فجال على فكرها أن تضع في طعامها سم فئران لتنهي حياتها وتتخلص منهما دفعة واحدة .
نچية بصوت يشبه فحيح الأفعى …أنتِ يا بت يا نعيمة .
نعيمة…..نعم يا ست الكل .
نچية……..لما تيچي تدخّلي الوكل عند الزفتة بدور ، هاتيه الأول ، رايدة أعرف هتاكل إيه وش الشوم دي إلا تكونوا من ورايا هتزودلها الوكل عشان حبلى .
نعيمة…….لا يا ستي، هو هو _ وكل أچل من وكل العصافير .
نچية……بردك هاتيه عشان أشوف بعيني.
فنظرت لها نعيمة بعين الريبة فحدثت نفسها …شكلك ناوية على حاچة تاني يا نچية ، مكفكيش اللي حوصل ، بس يلا وأنا مالي، إن شاء الله يچطعوا بعض ، المهم أن رزچي ميتچطعش ، أنا عندي عيال عايزة أربيهم .
نعيمة ……حاضر يا ست نچية ، هدخلك الوكل أنتِ الأول تشوفيه وتطمني .
نچية ….وهاتيلي معاكِ سم الفيران ، عشان هسمع صوت هينچر في الدولاب ألا يكون فار .
أدركت نعيمة ما تنوي عليه نچية فحدثت نفسها …يا لهوي سم فيران ، هتچيبي لنفسك مصيبة وأنتِ مش دارية .
المرة اللي فاتت ربنا سترها وراحت فيها بنتك أنتِ ،لكن السم هيعرفوه هيعرفوه .
أعمل إيه يا خلچ، مفيش فايدة ، هسمع الحديت وهما حرين بچا إن شاء الله يخلصوا على بعض .
نعيمة…….حاضر ، طلباتك أوامر يا ست الكل .
فأسرعت لإحضار سم الفئران من المطبخ وكانت بهية قد أعدت طعام بدور وكان عبارة عن شوربة لسان عصفور وبقايا لحم دجاج بسيط لا يسد الجوع .
نچية…….هاتي يا بت يا بهية الصينية دي أنا هطلع بيها للمتسمى بدور .
بهية ……مش بعادة يعني يا نعيمة ، مكنتيش بتحبي تدخللها حاچة واصل ، وكنتِ عتچولي ، بت السايس دي مخدمهاش بيدي واصل ، أنا أحسن منيها بكتير .
حمحمت نچية وتلعثمت كلماتها ومدت يدها وحملت الصينية مردفة…….يوه الحچ عليه عشان حسّاكِ تبعتي من الوچفة فچولت أريحك من السلم هبابة وتريحي شوي.
بهية …..إيه والله ، رچلي ورمت من الطلوع والنزول .
تسلميلي يا چلب أختك وربنا يهدّي النفوس ، دي بت غلبانة والله ، ربنا يچومها بالسلامة .
نعيمة………طيب سدّي خشمك ده الا لسانك عايز يتچطع من لغليغه .
بهية….مش خابرة ليه محتبهاش يا بت يا نعيمة وكأن بينكم تار .
فتنهدت نعيمة وأغلقت عينيها بألم ثم أردفت….ملكيش صالح أنتِ وخليكِ في نفسك وبس .
بهية…….طيب يا بت أبوي على حالك .
ثم توجهت نعيمة بالطعام إلى غرفة نچية ولسان حالها يقول : يلا خلينا نخلص من التنين مرة واحدة، بدور تموت هي ولدها ونچية تتحبس ويكرها سالم بعد موتت ولده اللي هيتمناه .
ثم أخفت الابتسامة التي زينت ثغرها وهي تحدث نفسها بتعابير أخرى غير مبالاة .
فطرقت الباب لتأذن لها نچية بالدخول .
نچية….أدخلي يا بت .
نعيمة……..كيف ما أمرتي يا ست نچية ،لتضع الطعام أمامها.
ثم حدثتها بمكر ومشيرة للسم في يدها……..جوليلي هتسمعي صوت نچير الفار العفش ده فين ، عشان أرش السم ؟؟؟
فتلون وجه نچية مرددة…….لا هاتيه أنا هرشه وأنتِ روحي اعمليلي فنچان جهوة بسرعة عشان مصدعة شوي.
قطبت نعيمة جبينها مردفة: ألف سلامة عليكِ يا ست الكل ، دچيچة ويكون عندك أحلى فنچان من يدي دي .
نچية……..تعيشي يا نعيمة .
لتتركها نعيمة وهي تعلم جيّدا ما ستفعل بالسم .
لتلقطه نچية سريعا وتضعه في شوربة لسان العصفور وتقلبه معه جيدا متمتمة ..يلا بالهنا يا بدور، هتكلي وتنامي للأبد يا بت إسماعيل .
ثم سمعت طرقات على بابها فظنت أنها نچية ، فأذنت لها ثم تفاجأت بأن الطارق لم يكن نعيمة بل والداها زهران الصوامعى ، فتوترت ووضعت صينية الطعام بجانبها ووقفت لوالدها ولكن بجسد مهتز بعض الشيء .
لاحظ زهران توترها فحدثها بقوله…مالك يا بتي مش على بعضك إكده ليه ؟
وكيفك ؟
اتوحشتك كتير وچيت أطل عليكِ.
فاقتربت منه نچية واحتضنته بحب مردفة ..وأنا كومان يا بوي اتوحشتك كتير چوي .
ابتعد زهران برفق مردفا: لو كنت اتوحشتك كنتِ چيتي طليتي عليه شوي.
ثم ابتسم بتهكم…بس شكلك معيزاش تسيبي سالم مع عروسته وحديهم .
منا عرفك چوية ولما سمعت إنها حبلى چولت كيف ده ؟
بلاسلكى إياك ثم ضحك زهران حتى رمى بنفسه على المقعد الذي خلفه .
احتل الغيظ قلب نچية ونظرت لوالدها بعتاب وقبضت على يدها بقوة مردفة: ٱكده يا بوي، هتغيظ فيه وتتمچلس عليه .
مش دي شورتك السودة بردك ، وأنا كتر خيري چبلت بالوضع ده عشان خوطرك .
أنا مكنش يهمني عمودية ولا غيره ، أنا يهمني چوزي بس .
وأهو مهيصدچ يلاچيني نايمة ، فيتسحب يروحلها .
شعر زهران بمرارة ما تعانيه ابنته فأراد أن يخفف عنها بعض
الشيء بقوله ……يا بتي ، أنتِ خابرة أنها چوازة إكده سوري،
يعني فترة وتعدي ، فمعلش استحملي هبابة عچبال متخلف الواد .
وأنا بنفسي هاچي وأرچعها بيت أبوها .
فحركت نچية رأسها بإستنكار مردفة…يعالم يا بوي .
باللي هيحوصل .
زهران……..شليها أنتِ بس من دماغك ، دي بت غلبانة چوي .
نچية بسخرية…محدش غلبان في الزمن ده يا بوي .
زهران…مفيش فايدة فيكِ ، دماغك كيف الحچر الصوان،
يلا أهي فترة وتعدي، ثم أمسك ببطنه متألما .
فذعرت نچية وتسائلت …إيه مالك يا بوي ؟
فيك إيه ؟
زهران…مفيش يا بتي ، شكلي أخدت برد في
معدتي،وهتوچعني من الصبح حتى خرچت من غير غدا
فوقع بصره على صينية الطعام.
زهران : إيه ده ، شوربة لسان عصفور ، والله چية في وچتها ،
أهي حاچة خفيفة إكده على المعدة .
ناوليني الصينية دي يا بتي ، عشان چعان .
ليفاچأ زهران بقولها بحدة: لااااااااا يا بوى لااااااااا
زهران …لأ إيه يا بت ؟
بچولك چعان ومش رايدة توكليني ؟
من إمتى يا بت أنتِ بخيلة إكده ؟
ابتلعت نچية ريقها بصعوبة قبل أن تردد …لا مش قصدي يا بوي ، اصلو الشوربة بچلها يچي ساعة وزمنها بردت .
أنا هنادي البت نعيمة تاخدها وتچبلك واحدة سخنة أحسن لمعدتك .
ولكنها تفاجأت بوالدها وقف وتقدم للصينية وقام بحملها وأردف قائلا لها… أنا لسه هستنى لما تنزل وتسخن وتچيب .
ملكيش صالح أنتِ أنا هكولها ٱكده على حالها .
تسمرت نچية في مكانها ولم تدري ما تفعل وما تقول له حتى تصده عن تناول الحساء .
حتى وجدته قد مد المعلقة بالفعل في الحساء وصوبها نحو فمه ؟؟؟
……..
فماذا سيحدث لزهران الصوامعى هل سيكون ضحية أخرى
من ضحايا نچية مثل ابنتها زينب .
ما سر كره نعيمة لنجية وبدور ؟
كيف سيموت أسامة وما ستفعل قمر بعد موته ؟؟
وما مصير الطفل!؟