رواية عشقت كفيفة الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم رنا هادي
رواية عشقت كفيفة البارت الرابع والأربعون
رواية عشقت كفيفة الجزء الرابع والأربعون
رواية عشقت كفيفة الحلقة الرابعة والأربعون
يقف بجانبها فى صالة الانتظار يشعر بالغيظ منها فهو قد اتى خصيصا ليعلم بهوية ذلك المدعو بسام الذى تتحدث عنه من ذلك اليوم الذى علمت به خبر مجيئه، وكان هذا ما يثير حنقه فهى فى اليومين المنصرمين كانت تتجاهله تماما وهذا ما جعله يشعر بالفراغ فقد توعد بالفترة التى قضاها هنا ان تكون معه ودائما ما تحدثه وراغم انه كان ينثل لها انه غير منتبه بما تقول الا انه كان ينصت اليها بتركيز مستمعا لما تقول..
ليخرج من شروده ومحمود ابن عمه يقول له وهو يضع كفه على كتف مصطفى قائلا بجدية وهو ينظر الى هاتفه ويعقد ما بين حاجبيه
=مصطفى معلش انا لازم امشى جالى مكالمه شغل ضرورية، استقبل انت سامر وخد مفاتيح العربية انا هاخد تاكسى، خلى بالك من سما
ليومأ له مصطفى وهو ياخذ من ابن عمه مفاتيح سيارة الاخير قائلا بنبرة هادئة
=مفيش حاجة روح انت شوف شغلك
ليغادر محمود المكان بخطوات اشبه بالركض بينما مصطفى يلتفت ينظر الى تلك التى تقبع امامه منتظرة ان تصل طائرة ذلك المدعو بسامر ولكنها تدل له باسم سام وعذا ما يثير حنقه..
وما كاد يجلس بجانبها حتى سمع صوت نداء معلن عن وصول الطائرة التى ينتظرونها، لتنتفض سما بسعادة مقتربة من المكان الذى يأتى منه القادمون لتمر عدة دقائق ليست بالكثيرة يسمع صوت احد القادمون ينادى باسمها ليلتفت الى مصدر الصوت يجده شاب من مظهره يبدو انه فى اواخر العشرينات او اول الثلاثينات يمتلك قدر عالى من الوسامه والجاذبية يمتلك عينان باللون البنى الفاتح وشعره البنى الفاتح الذى يميل الى الاشقر الباهت وبشرته البيضاء … ليجده يركض باتجاه سما وهى ايضا تركض باتجاهه وما ان اصبحت امام ذلك الشاب سحبها اليه فى عناق قوى ليدور بها وهما يضحكان بسعادة
لينزلها بعد لحظات وما زالا يضحكان ليضم وجهها بين كفيه قائلا بسعادة
=سمسم قلبى وحشا…..
وما كاد يكمل جملته حتى شعر بارتطام وجهه للجهه الاخرى من شدة اللكمة التى ضربه بها مصطفى، ليسحبه مصطفى من ياقة قميصه بعيدا عن سما يلكمه مرة اخرى قائلا بفحيح
=اديك لو لمستها هقطعهالك
لم يستوعب سامر ما يحصل ومن صدمته من ما فعله مصطفى لم يكن يدرك ان مصطفى سيلكمه مرة اخرى بتلك القوى ليختل توازن سامر ويرجع الى الوراء خطوتين، لتقترب سما سريعا من سامر تساعده فى الوقوف معتدلا صائحة بمصطفى قائلة بغضب
=ايه اللى انت بتعمله دا انت اتجننت…
قاطعها سامر وهو يضغط على ذراعها بخفة ليجعلها تصمت وينظر الى مصطفى بمكر قائلا بتلاعب
=محصلش حاجه يا سما بس الظهار ان مصطفى بيه بيحب يرحب بناسيبه بطريقة خاصة
ليشعر مصطفى بالغيظ منه ومنها واسلوبهما الفظ فى الحديث ليردف قائلا وهو يعقد حاجبيه باندهاش غاضب
=ناسيب ايه وبتاع ايه اللى يخليك تقعد تحضن فيها بالمنظر دا…
لتقاطعه سما بغضب
=ايه اللى انت بتقوله دا؟! سامر ابن خالتى ويبقى….
قاطعها سامر وهو يسحبها من يديها قائلا بعدم اكتراث مصطنع
=خلاص يا سما هو اكيد ميعرفش اللى بنا
لتنظر سما بغضب ممزوج بالالام الى مصطفى من حديثه السام فنبرة صوته كانت تحمل من الاتهام والشك، لتسير بجانب سامر لينظر مصطفى فى اثرهم بغضب ونيران من الغصب تشتعل بصدره وهو يراها تسير بجانب الاخر ويضع يده على ظهرها.
___________#رنا_هادي
وتتوهّم أحياناً أنك بقلب أحدهم شيء كبير، ولكن يمرّ موقف يجعلك تضحك على سخافة ظنّك 💔
=اخيرا قررتى تحنى علينا وتنزلى
تحدث مهاب بتلك الجملة قائلا بسعادة وهو يرى تولين تنزل الدرج، لتبتسم بخفة قائلة
=عامل ايه يا مهاب؟ وحشنى اوى والله
اردف بابتسامة حنونه
=الحمدلله حبيبتي، انتِ عاملة ايه دلوقتي؟ ايه فترة الاكتئاب خلصت
انهى كلامه بنبرة مازحة لتردف هى بضحك
=لا خلاص راحت لحالها
لتتنهد بطول وهى تكمل بجدية .. هرجع الشغل من تانى واحاول انسى اللى عدا
ليعقد مهاب حاجبيه باستغراب لكنه تدارك الامر سعريعا قائلا بتفهم
=كدا احسن وان شاء الله كل حاجه هترجع زى الاول واحسن.. ايه رايك نروح نتغدى برا
انهى حديثه بنبرة مرحة
لتهس لنفسها بالم بانه من الصعب ان تعود كما كانت وخاصة عندما لم يأتى مالك فقد مر يومان ولم يهاتفها او يتواصل معها، لتردف قائله بابتسامة
=معنديش مانع دقيقة هطلع اجيب شنطتى من فوق
ليوما لها براسه محدثا نفسه وهى يراها تغادر
=خسارة فيك يا مالك بقى مش شايف حبها ليك، والله خسارة فيك بس كله عشان تولين
______________
رواية عشقت كفيفة بقلمى رنا هادي
يجلس امام مكتبه يراجع بعض الاوراق التى امامه ويشعر بألم شديد فى بطنه، ذلك الالم الذى يصاحبه منذ فترة لكنه لا يهتم كان يشغل وقته بالعمل حتى لا يشعر بتلك الالام لكن الان الالم غير محتمل ليصدر تاوه وهو يضع كفه فوق بطنه بالم
ليدلف مساعده الشخصى الذى قد ابدله بعد عاد للشركة من جديد جاء ليتحدث كريم مساعده لكن قبل ان يبدأ الحديث قد لاحظ ملامح وجه مديره المتألمة ليردف قائلا بقلق
=امير بيه حضرتك كويس؟
تحامل امير المه الذى يعصف بداخله ليردف بنبرة حاول جعلها بقدر الامكان هادئة الا انها خرجت منه متألمه
=كويس يا كريم قولى بس المندوب اللى جاى من الشركة اللى هتشارك معانا جه ولا لأ
ليردف كريم بجديه وهو يشعر بالقلق تجاه مديره الذى منذ مجيئه الى هنا للعلم وهو يعامله بكل تقدير واحترام مع مراعة الفرق بينهم عكس ما يسمع من باقى زملائه بالشركه عن قسوته وتعصبه بالعمل
=هو موجود بس انا ممكن بسهولة الغى الميعاد المهم حضرتك…
ليقاطعه امير قائلا بجدية وهو ينهض من مكانه بتعب واضح
=لا انا رايح دلوقتى اوضة الاجتماعات…..
ولم يكد يكمل جملته وسقط مغشى عليه فوق الارضيه الصلبة مستسلمًا لتلك الغيمة السوداء التى سحبته اليها غارقا فى الامه التى تعصف به
إننا جميعا نتحول يومًا بعد يوم إلى اشخاص أقل إكتراثًا من قبل، ولا أعلم إن كان هذا أفضل مافي الأمر أو اسوأه لكنه مؤلم
_________________ #رنا_هادي #عشقت_كفيفة
أشعرُ و كأنما ثمّة شيء يركضُ على قلبي ،
في ظلامٍ تحرثهُ الأيام بداخلي ,
فياربُ سلّم قلبًا كان جادًا في بياضه و لا يعرفه أحدٌ غيرك .. 💔
في غرفه سارة كانت نائمه علي فراشها و يبدوا عليها الخوف و الانزعاج و جبينها المتعرق الذي يدل علي انها تحلم حلما مزعجا …
الي أن فاقت و هي تطلق صرخة فزع سمعتها ملك التى كانت تجلس بخارج الغرفة لتتجه الي غرفتها و عندما دخلت وجدتها تجلس فوق الفراش تبكي بكاء حار ووتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فجلست بجانبها و اخذتها بين ذراعيها تحتضنها و تربت فوق كتفها ..
لتقول سارة ببكاء و صوت متلعثم =ا..مي.ر يا ملك امير تعبان .. انا حاسه بيه …..
لتبعدها ملك وهى تنظر اليها باستغراب لتقول بحده غير مقصوده
= انت عاملة كل المناحة دى عشان خاطر سى امير ما يولع و لا يروح فى داهية يا سارة…
لتقاطعها سارة و هى يزداد نحيبها و صوت شهقاتها أصبح يملأ الغرفة
=حرام عليكى يا ملك مش كده .. بالله عليكى اتصلي بيه .. انا حاسة ان هو فى ضيقة و تعبان
لتتألم ملك و هى ترى اختها بتلك الحالة من الانهيار لتقول بهدوء
=طب اهدى بس عشان متتعبيش وكمان عشان خاطر ابنك وهكلمهولك وادعى ان مالك يتأخر برا شويه .. معاكى رقمه و لا اى حاجة نعرف نوصله بيها
لتمسح سارة دموعها و تبتسم ابتسامة مرتعشة ودموعها مازالت تسيل فوق وجنتيها و هى تقول بارتعاش
= هو كان اخد التلفون منى قبل كدا عشان يسجل رقمه بس مش عارفة سجله ايه .. شوفى انتى
لتقول ملك بمرح مصطنع حتى تخفف عنها حزنها و قلقها
= اخد الفون و سجل رقمه كمان لا دا احنا واقعين اوى و اوى كمان … الظاهر عمو العقل مكنش مسيطر الفترة اللى فاتت
لتردف سارة بضيق =مش وقتك يا ملك دورى بس بسرعه على رقمه
ملك ووهى تبحث فى سجل الأسماء
=مفيش حد عندك اسمه امير
لتصمت قليلا من ثم تتحدث وهى تعقد حاجبيها وتقول باستغراب
= دا مين دا اللى متسجل “for ever” (الى الابد) لا و حاته ايموجى …..
لتضحك ضحكة بلهاء و هى تقول بسخرية
=بوسة يا سارة … يا نهار ابيض دا انا بعد كده هتعلم منك
احمرت وجنتى سارة من الخجل وهى تفكر انه هو من سجل نفسه بذلك الاسم لتقول بغضب
=اسجل مين يا هبلة و انا اصلا مش بشوف .. انا مش لسه قايلة ليكى ان هو اللى مسجل الرقم
لتقاطعها ملك وهى تنظر الى الاسم والخط الزخرفى الذى يسجل به لتقول بحزن مصطنع
= لا بيفهم الواد امير يا خسارة الشتيمه اللى كنت بشتمها له…….
قاطعتها سارة وهى تضرب يدها بالهواء تريد ضربها لكنها ضربت قدمها لتقول بألم
= ااه انت يا زفته قعده فين انجزى اتصلى قبل ما مالك يجى انجزى انا قلبى وجعنى عليه اوى
لتقول ملك بسخرية
=يا سيدى على الحنيه … اهو بيدى جرس بس محدش بيرد
= افضلى وراه لحد ما يرد
لتستمر ملك بالاتصال مرة و إثنان و ثلاث مرات و عشر مرات لتقول ملك بضجر
= خلاص يا سارة دى عاشر مرة و محدش بيرد
لتقول سارة ببكاء وقد تحول شكها الى يقين فى ان كان قد اصابه شئ
= مرة اخيرة يا ملك عشان خاطرى
لتزفر ملك الهواء قائلة بهدوء
= حاضر يارب خير
لياتى لها الرد بعد ثانى جرس لكن اتى من صوت ذكورى غريب
=الوو
لتردف ملك بهدوء وجدية =مش دا رقم امير
ليأتيها الرد من الطرف الاخر =حضرتك امير بيه فى المستشفى حاليا هو اغمى عليه فى المكتب
لتردف ملك بارتباك = طب سبب الإغماء ايه ..
= لسه منعرفش
لتقول بتوتر = طيب شكرا
لتردف سارة بدموع ونحيب وتشعر بنصل حاد مسموم ينغرز بقلبها وعقلها يصور لها انه يعانى
= إغماء ايه يا ملك امير ماله و مين اللى رد عليكى
لتردف ملك بتوتر وقلق من رد فعلها
= بصى من غير لف و لا دوران امير اغمى عليه فى الشركه ونقلوه المستشفى
= مين دا اللى نقلوا المستشفى يا ملك …..
كان ذلك سؤال مالك الذى وصل منذ لحظات لتنظر ملك الى سارة التى و كأنها اصبحت فى عالم آخر
______________بقلم رنا هادي
لم يعد هناك شيء بداخلي لتحطيمه، أو مشاعر أُكِنها لا أحد ، لم يعد شئ من هذا القبيل، لا أشتاق لا أهتم لا أنتظر لا أراقب ضهور أحد، لكن التفكير يقتلني طوال الوقت، و.يوجد آسف داخلي لنفسي فقط.
صوتا يهمس باسمه من بعيد لكن غير بواضح لا يعلم مصدره يركض فى طريق شديد الظلمة لا يوجد به اى ليصدر ضوئا ساطعا من بعيد فجأة، يضع يده فوق عينيه من قوته، ليسير باتجاه الضوء ببطئ و حذر و كأن ذلك الضوء به مغناطيس يسحبه دون اراده منه، ليجدها هى هى من سرقت قلبه و عقله هى معذبة فؤاده تقف بذلك الفستان الرقيق الذى يتطاير اطرافه من حولها بفعل الرياح .. ما ان رأته هى ابتسمت له ليبتسم هو لابتسامتها
تهمس باسمه بصوت رقيق
=امير
ليجيبها بعشق و هو ينظر الى عيونها الخضراء
= قلب و عمر امير و روحه
لتردف قائلة بحنان
= فوق يا امير و حارب التعب انت قوى
ليردف هو بحزن = بس الحياة وحشة اوى من غيرك
هى بنبرة واثقه = لا الحياة فيها حاجات احلى منى بكتير فوق و حارب.. حارب عشانى وعشان ابننا
ليقول هو بنبرة ضعيفة نادمه = انا السبب فى موت ابننا وموتك
لتبتسم هى باسف قائلة = انا سامحتك لانى عرفت الحقيقة بس مش هنرجع لبعض وعرفت اللى عمله مصطفى واللى قاله
امير بدموع وهو يراها تبتعد شيئا فشئ =سارة انا حاسس انك لسه موجوده مش قودر اصدق انك خلاص موتى
لتتحدث و هى تبتعد عنه
= لانك مش متقبل الوضع الجديد اقبله وارضى باللى ربنا كتبه ليك يا امير
لتتختفى من امامه و كأنه سراب ليلتلت حول نفسه يبحث عنها لكنها بلا اثر غير موجودة يصرخ باسمها
= سارة سارة .. متسبينيش يا سارة
ليفتح عينيه بتعب ليرى صورة طبيب امامه يحدث شخص اخر ليغيب بعدها عن الوعى فى نفس الوقت الذى يشعر بألم فى ذراعه..
شعور الخيبة يعلّمك أن ” جروحك تجي من أحبابك ” وللأسف مايترك بـ يدك اي اعتذار او تبرير تقدمه لقلبك او نفسك، كل اللي تقدر تقوله وقتها ليت ربي ما خلقني بكل هالمشاعر وكل هاللطف .. وتبتلع خيبتك وتسكت .. كلما راودني القلق يوماً، تذكرت أنني كنتُ دائماً بوجهٍ واحد، أنني عبرت الطريق لوحدي دون أن أنحني أو أتوقف، و أنني كتبت لكل الذين أُحبهم أني أُحبهم.
_______________بقلم #رنا_هادي
اردفت ملك بتوتر وقلق من رد فعل اختها
= بصى من غير لف ولا دوران امير مغمى عليه فى الشركه بتاعته ونقلوه على المستشفى
= مين دا اللى نقلوا المستشفى يا ملك …..
كان ذلك سؤال مالك الذى وصل منذ لحظات لتنظر ملك الى سارة بارتباك التى كانت و كأنها اصبحت فى عالم آخر و عندما طال صمتها دلف مالك الى الغرفة حيث كان يقف خارجها ينظر الى ملك و يعيد سؤاله لها
= مين دا يا ملك اللى نقلوا المستشفى؟
لتتحدث ملك بارتباك و تلعثم و هى لا تعرف بما تجيبه فإذا اخبرته بالحقيقة مؤكد سيثور عليها هى و اختها
= بس … هو .. انت .. انت عارفة اللى…
ضيق مالك مابين حاجبيه و لم يفهم اى كلمة مما قالته ليلتفت بنظره الى سارة .. ليفزع عندما رأى وجهها الأحمر من كثرة البكاء وتلك الدموع التى مازالت تنهمر فى صمت .. ليذهب اليها على الفور يحيط وجهها بيديه وعينيه تتفحصها الا يكون قد اصابها مكروه
ليتحدث بقلق ظاهر
= سارة فى ايه ليه بتبكى فى حاجة وجعاكى
لتمد سارة اناملها تتلمس وجهه و كأنها تحفرها فى ذاكرتها ليزداد قلق مالك عندما استمر صمتها ليقول مالك بقلق و خوف من ان كان قد اصابها مكروه
= سارة بالله عليكى ما تقلقينى مالك يا قلب اخوكى مش هتحكى ل لوكه حبيبك
لتبتسم سارة بألم و هى تنفجر فى البكاء ليحتضنها مالك و يسحبها بين ذراعيه لتدفن هى نفسها و كأنها تريد ان تدخل بداخله لتختفى من العالم و هى تقول من بين بكائها
= انا تعبانه اوى يا مالك قلبى واجعنى اوى .. ليه بيحصل كل ده معايا ليه مش قادرة انسى ليه .. ايه الحاجة الوحشة اللى عملتها فى حياتى عشان اتعب قصدها التعب ده ليه منفضلش صغيرين طول العمر فى حضن بابا و ماما ليه سابونا لوحدنا .. بقيت خايفة من كل حاجة .. خايفة من بكرة و من حالتى…..
كانت شهقات بكائها عالية و دموعها كالشلال فوق وجنتيها يستمع اليها مالك و ملك، مالك الذى كان يستمع اليه وبريق الدمع يلتمع بعينيه وهو يشعر بالمها كلما تصدر منها شهقة بكاء يشعر و كأن نصل حاد ينغرز بفؤاده يشدد على ضمها اليه .. يريد ان يدخلها داخل صدره يحميها من كل تلك الآلام و ذلك العالم القاسى فلطالما كانت سارة هى القريبة الى قلبه هى توأمه
بينما ملك تستمع اليها بألم و لم تستطع منع دموعها من السيل .. لم تكن تعلم أن اختها تحمل كل تلك الآلام بداخلها
مازالت شهقات سارة مستمرة تكاد ان تخنقها و وجهها يزداد احمراراً .. تصدر منها آه ممتألمه كل حين
فكيف لي أن أشرح لك بأني متعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة الحيلة، ومتعب أيضًا من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو منتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، من دون أن تشعر بأنني أبالغ ؟
_____________
=وحشتيني
همس بها تيم وهو يميل على اذن سيدرا ويقبل وجنتها لتغمض الاخيرة عينيها باشتياق لكنها اردفت قائلة بعصبية مصطنعه
=اتأخرت ليه؟
ليجلس تيم امامها قائلا بضيق مصطنع وهو يعقد حاجبيه
= يا ساتر يارب، دا بدل ما تقولى وانت كمان يا حبيبى
لتلتفت براسها بعيدا عن نظره حتى لا يرى بسمتها على حديثه لتنتبه الى حديثه وهو يقدم لها البوم به تصاميم خاصة للديكورات لتسحبه منه قائلة بسعادة
=واو تيم هى دى ديكورات البيت اللى انا طلبته
ليومأ لها بابتسامة عشق وهو يرى فرحتها الجالية قائلا بحنان
=ايوة هنختار ونبعتها لمهندس الديكور المسئول
لتنهض هى لتجلس بجانبه بسعادة وهو تفتح الالبوم على احدى التصاميم
=بس اكد عليه يا تيم على معاد التسليم
ليردف قائلا بخبث وهو يقترب منها يشبك يده بيدها
=كبيرك شهر وتقعى تحت ايدى يا نجمتى
لتشعر هى بالحرارة فى وجنتيها وقد فهمت مقصده لتردف باسمه بحده مصطنعه لكن صوتها خرج بخفوت، ليضحك بصخب وهو يرى خجلها فهى دائما ما تمثل الجدية لكنها معه تخجل وتصبح تلك الصغيرة التى تخجل منه
لتلتفت براسها عنه بخجل لكن ما لفت انتباهها هو دخول الياس صديق تيم لتنبه تيم تقول له
=تيم مش دا الياس صاحبك مين البنت اللى معاه… دى ديما
انهت حديثها بنبرة مندهشه، ليضحك تيم يهمس لنفسه
=دا هرب من مالك ازاى؟
لتنظر سيدرا له باستغراب
=بتقول ايه؟!
ليفنى براسه قائلا بلا مبالاة
=مفيش حبيبتى سيبك منهم احنا جيز نقعد مع بعض ونتغدا سوا
لتفنى براسها وهى تسحب يده معها
=تعالى نقعد معاهم نسوف بيعملوا ايه؟
ليصيح بها تيم قائلا
=وانا مالى بسى الياس دا انا بشوفه كل يوم، انا جاى اقعد معاكى ونتغدا سوا تقوليلى اقعد مع الياس اقعدى يا سيدرا مش ناقص هبل
لتجلس مرة اخرى مستمعه الى ما قاله وهى تزم شفتيها كالاطفال لكن ما جعلها تفتح عينيها على وسعيها هو همسه لها فى اذنيها
_______________
=هتنزلها مصر تشوفه؟
كان ذلك سؤال ملك الى اخيها مالك تسأله عن قراره القادم فى امر اختهما
ليردف مالك بجدية وهو يستند بذراعيه على سور الشرفة ينظر الى السيارات المارة بتركيز
=كدا كدا امير لازم يعرف متنسيش انها حامل فى ابنه بس حاليا مفيش فلوس تكفى ان كل شوية سفر واساسا غلط عليها السفر وهى فى الشهور الاولى
لتكمل ملك وهى تذم شفتيها بعد ان صمت اخيها
=اه والله دى ضعيفة خالص ربنا يكملها على خير بس انت مقولتليش هتنزلها؟
لينظر لها مالك وهو يزفر الهواء بصبر قائلا بنبرة هادئة قدر المستطاع
=مش دلوقتى يا ملك
لتربت ملك على كتف اخيها وهى تستند براسها عليه قائلة بتعاطف، فهى لم تفكر فى العناء الذى يحمله اخيها من مصاريفهم ففى الفترة الاخيرة كانوا ينفقون الكثير من المال
=هتتعدل وان شاء الله ربنا يرزق بالخير كله
ليقبل مالك راسها بحنان الذى تسندها فوق كتفه وابتسامه هادئة تزين ثغره ويعود بنظره مرة اخرى الى السيارات المارة
_______________
تسير بخطوات شبه راكضة يسابقها مهاب الذى يركض امامها ليقفا امام احدى غرف العمليات التى وجدت جدها يجلس امام بابها لتقترب من جدها الذى ما ان راها نهض معناقا لها يربت فوق ظهرها بحنان بينما هى دموعها تسيل بصمت، لتبتعد عنه قليلا تردف قائلة
=ماله امير يا جدو
ليردف عاصم بتعب وهو يعود للجلوس مرة اخرى
=المرارة بيشلها
لتومأ هى براسها بحزن وتجلس فوق الكرسى مقابل له بينما اردف مهاب قائلا بهدوء
=خير يا جماعه ان شاء الله، امير قوى وهيقوم بالسلامه
ليكمل وهو ينظر الى تولين قائلا بجديه
=تولين بعد اذنك ينفع موبيلك اعمل مكالمه عشان تلفونى فصل شحن
لتومأ له براسها قائلة بتأكيد زهى تخرجه من حقيبتها وتقدمه له
=اه طبعا اتفضل
ليأخذه منها بابتسامة بعد ان فتحته له، ليبتعد به قليلا ويعبث به قليلا حتى ابتسم ما ان ظهر الرقم الذى يبحث عنه ليقوم بالاتصال به لينتظر قليلا الا ان اتاه ذلك الصوت الذكورى من الطرف الاخر
=تولين
لكن مهاب قاطعه وهو يقول بنبرة هادئة
=انا مهاب يا بشمهندس مالك
ليعقد مالك حاجبيه باندهاش قائلا بغضب وليد اللحظة
=وتلفون تولين بيعمل معاك ايه؟ وهى فين؟
ليبتسم مهاب بخفة وقد لاحظ نبرته التى تملؤها الغيرة قائلا
=لا هى تولين متعرفش انى بكلم حضرتك، انا بس عاوز ابلغ حضرتك انك لازم تنزل مصر فى اقرب وقت
ليشعر مالك بالضيق وهو يستمع الى ذلك الشخص فهو كان سيذهب الى مصر عندما اخبرته تولين بحاجتها له لكنه لا يملك المال الكافى الذى يسمح له بالعودة الى مصر وان يعود مرة اخرى لالمانيا بالاضافة انه يخشى ان تكون تريده فقط من اجل انه لم ينفصل عنها الى الان ليردف بجدية قائلا
=ان شاء الله قريب بس اخلص امورى هنا……
قاطعه مهاب بنبرة صارمه غير قابلة للنقاش وقد استفزه مبرر الاخر
=بشمهندس مالك تولين حامل وهى لحد امبارح كانت مستنياك بس لما مجتش فقدت الامل فيك.. وقبل ما تفكيرك يروح ليعيد وانها خبت عليك والكلام دا هى خافت تقولك لتيجى عشان خاطر البيبى مش عشانها، خسارة فيك ان انا اقولك بس انا بكلمك عشانها انا مش هشوفها بتموت نفسها من الحزن كل يوم على واحد مش سأل فيها من الاساس
ليغلق الخط مباشرة دون ان يستمع الى رد الاخر يتنفس الهواؤ بغضب من الاخر بينما من الجهة الاخرى كان مالك ينظر امامه بتيه وكلمات مهاب تترد براسه يتسال بانها تخشى انه اذا علم بخبر حملها سيذهب اليها من اجل طفله الا تعلم تلك المجنونه انه يخشى ان يذهب خوفا من ان تطلب منه الانفصال الرسمى ليبتسم وتتحول بسمته الى ضحكه سعيدة ويحدث نفسه بسعادة
=انا هبقى اب تولين حامل هبقى اب..
ليقاطع فرحته تلك هو دلوف صديقه الياس قائلا بسعادة وهو يقترب من صديقه
=مالك التحاليل طلعت كويسه وسارة هتعمل العميلة وترجع تشوف من تانى..
يتبع…
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت كفيفة)