Uncategorized

رواية خط أحمر الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

 رواية خط أحمر الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

رواية خط أحمر الفصل الرابع 4 بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد

انتهى من تناول العشاء مع زملائه بالعمل ثم أتجه إلى الخارج وتركهم وحدهم ، كان الجو باردا فعاد إلى غرفته وجلب سترته ثم دلف إلى الخارج مرة أخرى بعدما قام بارتدائها ، وضع يديه بجيبي سترته وتجول وسط هذا الظلام وعلى وجهه ابتسامة هادئة ، تخيل المستقبل وهو يقوم بحمل طفلته بين ذراعيه ويقبلها من جبينها بحب ، اتسعت ابتسامته تدريجيا مع تخيله وبتلقائية رفع رأسه لأعلى وقال بصوت شبه مسموع :
– يارب عدى الكام شهر دول على خير ونيران تقوم بالسلامة واشوف بنتي وافرح بيها 
جاء هذا الصوت المألوف من خلفه :
– آمين 
التفت بسرعة ونظر إلى وجهه لبضع لحظات محاولا تذكره ، ضيق عينيه وهو يحاول تذكر هذا الشخص فهو قد رآه لكن لا يعلم متى وأين ، ظل هذا الشخص منتظرا لثوانٍ حتى يتذكره «طيف» وعلى وجهه ابتسامة خفيفة وفجأة أسرع «طيف» وقال بحماس :
– افتكرت .. مش سعادتك المقدم يوسف رأفت اللي خلانا نغير العربية واحنا جايين على هنا ؟
ضحك «يوسف» وهز رأسه بالإيجاب وهو يؤكد ظنه :
– أيوة أنا المقدم يوسف رأفت ، كويس إنك فاكر اسمي كامل
لوى ثغره وابتسم وهو يقول مازحًا :
– انسى اسمك ازاي وانا من ساعتها بفكر ازاي ضحيت بنفسك وخليت العربية تتفجر بيك واحنا نعيش ، سعادتك عايش إزاي !
ضحك مرة أخرى ولكن تلك المرة بصوت مرتفع قبل أن يجيبه بثقة :
– عمر الشقي بقي ، متشغلش بالك عايش إزاي لأن دي كلها ترتيبات .. قولي بقى أنت الرائد طيف أيمن صح كدا
هز رأسه بالإيجاب واجابه بهدوء :
– صح كدا يا باشا ، غريبة عارف اسمي ازاي واحنا منعرفش بعض معرفة شخصية 
جلس «يوسف» على أحد الأحجار واردف :
– انت نسيت إن التلفزيونات مكانش وراها غيرك الفترة اللي فاتت ولا أيه
ابتسم «طيف» وجلس إلى جواره قبل أن يقول :
– اها صحيح الشهرة وسنينها 
نظر إليه مطولا قبل أن يقول بجدية :
– أنت همك التلفزيون يقول عنك أيه ؟
رفع أحد حاجبيه متعجبا من سؤاله قبل أن يجيبه :
– أكيد لا وكل المرات اللي ظهرت فيها على التلفزيون كانت بدون علمي وبتفاجئ بيها زي أي حد ، ليه سعادتك بتسأل السؤال ده 
فرك كفيه من البرودة واجابه وهو مسلط نظره على الأرض أسفل قدمه :
– عادي سؤال زي أي سؤال ، أنا لما سألت عنك قالولي إنك بتهزر كتير ودمك خفيف قولت أكيد ده فاشل بس لما شوفت المهمات اللي أنت نفذتها رجعت في كلامي وعرفت إن الشخصية ملهاش دعوة بالشغل والجد 
تعجب «طيف» أكثر من حديثه ولم يفهم المغزى منه لذلك قاطعه وقال بتساؤل :
– سعادتك عايز تقول حاجة ! بتمهد لحاجة هتقولها يعني !
تابع «يوسف» حديثه بصورة طبيعية وكأنه لم يستمع لحرف واحد من حديث «طيف» له :
– تعرف إني كنت زيك بالظبط في كل حاجة ، مكنتش ظابط .. كنت مهندس وكنت بحب الهزار لغاية ما فجأة لقيت حياتي اتحولت ١٨٠ درجة ودخلت في شغل عصابات ومافيا وهوب بقيت ظابط شرطة .. اتعرضت للموت الف مرة وابويا اتقتل بدون ذنب من عصابات المافيا وكل حاجة حلوة في حياتي بقت وحشة بس اللي صبرني على الحياة 3 حاجات ، الشغل .. امي .. مراتي
ابتسم ونظر إليه قائلًا :
– طبعا أنت محتار أنا بحكيلك ليه عن كل ده صح ؟
رفع «طيف» كتفيه بتلقائية ولوى ثغره قبل أن يجيبه :
– يعني .. الصراحة أيوة 
 ضحك «يوسف» وقال بإبتسامة :
– حبيت ابان عميق سيكا وانت ما شاء الله قلقت وحسيت إني بعملك اختبار
تنفس «طيف» الصعداء وقال مازحًا :
– سعادتك وقعت قلبي مش قلقتني بس ، أنا حسيت إنك هتقولي في نهاية الحوار إنك ملك الموت وجاي تاخد روحي
تعالت ضحكات «يوسف» وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقول :
– لا أنت فعلا مسخرة مش مجرد كلام بيتقال 
– شكرا يا باشا بس بردو حاسس إن الزيارة دي وراها حاجة 
هز «يوسف» رأسه بالإيجاب عدة مرات وهو يؤكد ما ظنه قائلًا :
– تروو هي فعلا وراها حاجة 
عقد ما بين حاجبيه لثوانٍ قبل أن يقول متسائلًا :
– وايه الحاجة دي ؟ 
وقف وسار خطوتين ثم التفت ونظر إليه مرة أخرى وهو يقول :
– مهمة جديدة بس سرية وخطيرة جدا وهتتحرك معايا بعد الفجر 
نهض هو الآخر وهز رأسه بعدم فهم وهو يقول :
– إزاي سعادتك ! أنا في مهمة مكلف بيها وضمن التيم هنا بتكليف من اللواء أيمن واللواء كامل ! 
شبك يديه خلف ظهره وقال بثقة :
– أنا عارف كل ده ونفس اللواء ايمن واللواء كامل هم اللي كلفوني بالمهمة الجديدة ، استغلينا بس وجود التيم للتغطية على المهمة التانية لأنها سرية زي ما فهمتك وأنا وأنت اللي هننفذها بس 
هز «طيف» رأسه بعدم فهم وتحرك خطوة وهو يقول :
– اشمعنا أنا ! فيه المقدم رماح اشطر مني كتير ومتدرب على أعلى مستوى 
عقد ذراعيه أمام صدره وقال بجدية لكي ينهي كل هذه التساؤلات :
– علشان المهمة محتاجة دكتور نفسي ، المفروض موضحلكش حاجة دلوقتي بس علشان تبطل أسئلة وفي البداية كدا أحب اقولك إن المهمة برا مصر ومش عايز حد من زمايلك في التيم يعرف انت رايح فين ، بعد الفجر هتقولهم انك هتتمشى شوية وهتيجي لوحدك من غير أي حاجة وكل الاوراق اللي هتحتاجها للسفر وأي حاجة هتبقى جاهزة وهتستلمها لما نتقابل ، هنتحرك واللواء كامل هيبلغهم إنك في مهمة تانية بكرا …
تركه ورحل ليبقى «طيف» وحده يفكر في تلك المهمة الجديدة والتي لم يذكر أباه شيئا عنها له وهذا ما أثار تعجبه كثيرا لذلك امسك بهاتفه وقرر مهاتفته إلا أنه وجد الساعة تخطت الثالثة والنص بعد منتصف الليل فتراجع عن هذا القرار لأن والده بالتأكيد نائم الآن ، دس الهاتف بجيب بنطاله ثم أتجه إلا المرحاض وتوضأ قبل أن يعود إلى عرفته ويقوم بأداء صلاة القيام ، قام بصلاة ركعتين ثم رفع يديه إلى السماء ودعى الله أن ينجيه وأن ينجي زوجته وطفلتهما وان يبعد عنهما كل سوء ، مسح على وجهه وظل جالسا مكانه إلى أن رُفع أذان الفجر وحضر «زين» إلى الغرفة فوجده يجلس باتجاه القبلة لذلك تحرك إليه ثم انخفض ووضع يده على كتفه قائلًا بتساؤل :
– مالك يا طيف ! غريبة انت بتحب تتكلم وتهزر وبتحب اللمة سيبتنا وخرجت ليه ؟ 
نظر إليه وهز رأسه وهو يقول بقلق لم يظهر عليه من قبل :
– مش عارف يا زين ، فجأة وأنا قاعد معاكم قلبي اتقبض أوي فخرجت اتمشى شوية وادعي ربنا ، أول مرة اقلق او قلبي يتقبض كدا .. حاسس بحاجة هتحصل ، يارب لو هتحصل حاجة وحشة تحصلي أنا ومتحصلش لحد من أهلي لأني مش هستحمل 
جلس «زين» بجواره على ركبتيه ثم ربت بهدوء على كتفه قبل أن يبتسم إبتسامة خفيفة وهو يقول بهدوء :
– قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، إن شاء الله مفيش حاجة يا طيف .. ممكن قلق عادي من طبيعة شغلنا وبعدين ربنا لو كاتب حاجة هتحصل ، متشغلش بالك وكمل عادي وإن شاء الله خير 
إبتسم «طيف» وهز رأسه بالإيجاب فتابع «زين» وهو ينهض من مكانه :
– يلا علشان نصلي الفجر ، الرجالة مستنينا علشان نصلي جماعة 
هز رأسه ونهض من مكانه وهو يقول بجدية :
– يلا بينا 
***
ارتفع رنين الهاتف ليعلن عن السادسة صباحًا ففتح «نائل» عينيه بصعوبة ثم حرك يده بجواره لكي يجد هاتفه الموضوع على الكومود وما إن وجده حتى ضغط على الزر الجانبي له كي يوقفه ثم اعتدل وجلس مكانه قبل أن ينظر إلى «ياسمين» ويضع يده على كتفها ويهزها بهدوء قائلًا :
– ياسمين حبيبتي .. ياسو 
حركت رأسها إلى اليسار قبل أن تكافح لتفتح عينيها بصعوبة ثم ابتسمت بهدوء له قبل أن يقول هو بابتسامة :
– صباح الخير يا حبيبتي 
بادلته الابتسامة وهي ترد عليه قائلة :
– صباح النور يا حبيبي 
نهض هو من مكانه ووقف بجوار الفراش وهو ينظر إليها قائلًا :
– أنا هخش اخد شاور واخرج علطول 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول :
– طيب يا حبيبي أنا مستنياك 
بالفعل دلف إلى داخل المرحاض ثم خرج بعد عشر دقائق ليجدها قد أعدت الإفطار فنظر لها بابتسامة قائلا :
– تسلم اديكي يا روح قلبي 
بادلته الابتسامة ثم رفعت رغيف الخبز ووضعت بداخله أحد أنواع الجبن قبل أن تمد يدها به إليه وهي تقول :
– الله يسلمك يا حبيبي ، خد بالهنا على قلبك 
لم يمسك برغيف الخبز وحده بل قبض على يديها وقام بتقبيلها بحب قبل أن يأخذ منها الخبز ويبدأ في تناوله …
انتهوا من تناول الطعام ثم اسرعت هي واتجهت إلى المرحاض بينما اتجه هو إلى خزانة الملابس وقام بتبديل ملابسه وما إن انتهى حتى خرجت هي وارتدت ملابسها هي الأخرى ، اتجهت له ووضعت يديها على صدره وهي تقول بحب :
– قمر في البدلة ، وحشني شكلك اوي وانت شغال 
وضع يديه على خصرها ومال برأسه عليها وهو يجيبها بابتسامة :
– وانا وحشني الآنسة ياسمين مديرة الشركة ، بس دلوقتي هتتغير حاجة بسيطة وهي إنك بدل ما تبقى آنسة ياسمين هتبقي مدام ياسمين .. مراتي مدير عام
قربت رأسها منه حتى التصقت برأسه وقالت بحب : 
– ونائب المدير العام لولا مجهوداته مكانش أسر قلب المديرة 
إبتسم وقبلها بحب ثم ابعد شفتيه عنها وهو يقول :
– بحبك 
اتصقت أكثر به ونظرت إلى عينيه وهي تقول :
– وانا بموت فيك
***
كان «يوسف» يقود السيارة متجها إلى المطار بينما كان «طيف» نائما في مكانه بالمقعد الأمامي بجواره فنظر إليه «يوسف» بتعجب ثم تحدث بصوت مرتفع :
– طيف !! اصحى يابني أنت نايم من ساعة ما اتحركنا 
تحرك في مكانه قبل أن يفرد ذراعيه في الهواء وهو يقول بصوت شبه نائم :
– صباح الخير يا حبيبتي
ضربه في كتفه بخفة وهو يقول بصوت مرتفع :
– حبيبتك مين ياعم أنا المقدم يوسف !
فُزع من صراخه وضربته واعتدل بسرعة وهو يقول بحرج :
– آسف يا باشا كنت نايم وبحلم مخدتش بالي 
نظر إلى الطريق أمامه وردد بجدية :
– إحنا خلاص داخلين على المطار أهو فوق بقى وركز علشان هشرحلك جزء من المهمة مفهوم ؟
 فرك عينيه بكفيه وهو يقول بصوت منخفض :
– طيب نفطر يا باشا هتشرح المهمة واحنا على لحم بطننا كدا ! 
رفع «يوسف» أحد حاجبيه ونظر إليه بغضب قبل أن يعاود النظر للطريق أمامه وهو يقول بنفاذ صبر :
– حاضر هنفطر في المطار بس ركز معايا دلوقتي علشان أي غلطة في المهمة بموت علطول 
– لا حول ولا قوة إلا بالله ، أشرح يا باشا أنا مركز معاك
نظر إليه وردد بجدية وهو يشير إلى جيب بنطاله :
– في البداية كدا تشيل الخط بتاع موبايلك وتجيبه ، مش عايز حد يعرف يوصلك خالص
عقد ما بين حاجبيه بتعجب وهز رأسه بعدم فهم وهو يقول :
– ازاي يعني سعادتك ! ولما حد من أهلي يحب يتطمن عليا هيوصلي ازاي ؟
أجابه وهو لا يزال مسلطا نظره على الطريق أمامه :
– ساعتها سيادة اللواء أيمن ضياء هيطمنهم ، مش هو والدك بردو ولا ايه يا طيف ؟ 
صمت لثوانٍ قبل أن يجيبه بعدم رضا :
– أيوة ابويا ، امممم طيب هديك الخط 
دس يده بجيب بنطاله وسحب هاتفه قبل أن يخرج منه شريحة الاتصال الخاصة به ويمد يده بها إليه قائلًا :
– اتفضل يا باشا الخط اهو
سحبه منه ثم فتح تابلوه السيارة ووضعه بها وهو يقول بجدية :
– كدا تمام ، لما نسافر هديك خط تاني تستعمله 
وقبل أن يخرج يده سحب عدة أوراق من ضمنها بطاقة شخصية ثم مد يده بهم له وهو يتابع :
– دي اوراق سفرك كلها ومعاهم بطاقة جديدة باسم تامر عبدالرحمن ، ده اسمك الجديد في المهمة .. الدكتور تامر عبدالرحمن .. دكتور نفسي وطبعا أنت بتعرف تتكلم انجليزي فهيكون هناك مكتب وهتشتغل عادي كدكتور نفسي ليه بقى وازاي هفهمهالك بعدين ، المهم انت دلوقتي تامر مش طيف ، أي اثبات شخصية تاني غير ده سيبه هنا في العربية قبل ما نخرج 
صمت لثوانٍ ثم نظر إليه وردد بتردد :
– بص يا باشا أنا مستعد انفذ كل حاجة هتقولها بس بالله عليك ما تبقى زي المقدم رماح
عقد «يوسف» ما بين حاجبيه بعدم فهم ونظر إليه وهو يقول متسائلًا :
– ماله المقدم رماح ! ليه مبقاش زيه مش فاهم 
رفع كتفيه وهو يقول بتوضيح :
– يعني مش كله جد جد ، تضحك تبتسم تهزر كدا يعني مش تنشنة طول الوقت 
إبتسم ونظر إلى الطريق أمامه وهو يقول :
– متقلقش خالص أنا اكتر واحد يهزر ويضحك بس وقت الشغل معرفش غير الجد 
– إذا كان كدا يبقى استعنا على الشقى بالله 
***
وقفت «ياسمين» بسيارتها أمام فيلاتها السابقة والتي كانت تقطن بها قبل زواجها ثم ترجلت منها قبل أن يتبعها «نائل» ، اتجها إلى الداخل ثم ضغطت هي على الجرس وانتظرت لثوانٍ قبل أن تفتح لها «نايا» التي تفاجئت بهما وفتحت عينيها وهي تقول بسعادة :
– مش معقول انتوا رجعتوا امتى ؟
حضنتها «ياسمين» بسعادة وهي تقول :
– إحنا يادوب لسة راجعين امبارح وقولنا نيجي نسلم عليكم قبل ما نروح الشركة ، صحيح فين زين ؟ هو لسة نايم !
عبثت ملامحها واجابتها بحزن :
– انتي متعرفيش ولا أيه ! زين في مأمورية وهيغيب اكتر من شهر ، ربنا معاه ويرجعه بالسلامة 
لم تصدق هي وقالت بوجه عابث :
– يااه أكتر من شهر ! أول مرة يطلع مأمورية ويغيب بالشكل ده .. ربنا يرجعه بالسلامة ويطمنا عليه 
رفعت «نايا» يدها إلى السماء واردفت :
– يارب 
ثم نظرت إلى «نائل» وقالت بابتسامة :
– اهلا يا نائل نورت 
نظر إليها واجابها بابتسامة :
– أهلا يا نايا المكان منور بأهله 
دلفوا إلى الداخل وبحث «نائل» بعينه عن شقيقته فوجدها تنزل الدرج وما إن رأته حتى انطلقت إليه بعدم تصديق وارتمت في احضانه بشوق وهي تقول :
– مش مصدقة نفسي .. وحشتني اوي يا نائل ، الشهر عدى من غيرك صعب متسيبنيش الفترة دي تاني 
إبتسم وهو يربت على ظهرها واردف بحب :
– مش هيحصل وهسيبك تاني يا حبيبتي بعد كدا هتبقي معايا علطول 
ثم أبعدها عنه وتابع :
– قوليلي نتيجتك ظهرت ولا لسة ؟
هزت رأسها بالنفي وهي تجيبه :
– لا لسة بس صحابي بيقولوا ممكن تظهر الاسبوع ده وانا خايفة أوي 
ربت بكلتا يديه على كتفيها وهو يقول مطمئنا لها :
– متقلقيش يا حبيبتي ان شاء الله تكوني من الاوائل وتفرحي وتفرحينا معاكي 
اقتربت منها «ياسمين» وحضنتها وهي تقول بابتسامة :
– عاملة أيه يا يارا وحشتيني اوي 
ابتسمت «يارا» ونظرت إليها بسعادة وهي تقول :
– وانتي اكتر والله يا ياسمين 
اقتربت «نايا» ولفت ذراعها حول رقبتها وهي تقول بحب :
– يارا دي قمراية مشوفتش في احترامها وفي ذكائها ما شاء الله من أول يوم حبيتها كتير 
ربتت «ياسمين» على رأسها وهي تقول بابتسامة :
– طبعا يويو قمراية 
ثم بحثت بعينها قبل أن تنظر إلى «نايا» وهي تقول متسائلة :
– امال فين رقية ؟ 
أشارت إلى الأعلى واردفت :
– لسة نايمة اكيد بس اطلعي صحيها ، دي كانت لسة بتسأل هترجعوا امتى امبارح 
نهضت «ياسمين» من مكانها وهي تقول بابتسامة وهي تتجه إلى الدرج :
– انا هصحيها دي هتفرح أوي لما تعرف إننا رجعنا 
***
انهى الاثنين تناول الإفطار وأمسك «طيف» زجاجة المياه قبل أن يتجرع منها المياه ثم تركها من يده وهو يقول :
– الحمدلله الواحد كان جعان بطريقة فظيعة ، متعشتش معاهم بليل فالدنيا كانت بايظة .. المهم عقبال ما يجي ميعاد الطيارة قولي يا باشا ازاي كنت مهندس ودخلت شرطة 
ابتسم «يوسف» وعاد بظهره إلى الخلف وهو يقول :
– طيب يا سيدي هحكيلك ، أنا اتولدت في عيلة تقدر تقول ميسورة ماليا وكنت متدلع اخر دلع المهم دخلت هندسة واتخرجت بس كنت مقضيها مع صحابي ومطنش للشغل خالص بس مع ضغط بابا الله يرحمه بقيت اروح الشغل وفجأة لقيت نفسي لبست تهمة قتل بدون تفاصيل واتهددت إني لو مبيعتش ارض المشروع لشخصية معينة هتعدم ومع الوقت قدرت اوصل لحل وسط وضحكت عليهم وخرجت وفي نفس الوقت كان فيه ظابط بيساعدني ومصدق كل كلمة بقولها وفجأة الناس دي خطفوني وطلعوا منظمة أجنبية واعلنوا خبر موتي وبعدين دربوني على أعلى مستوى وفي نفس الوقت اللي اعتبروني راجل منهم كنت بتواصل مع الظابط ده وبديله اخر الاخبار وقدرت اوقعهم كلهم بس للأسف بعد ما مات بابا ، اتجوزت حبي الوحيد في الحياة بس سيبتلها ادارة الشركة وانا بقيت ظابط شرطة بما إني متدرب على أعلى مستوي وعرفت طريقة الناس دي ، مع الوقت بقيت أنفذ مهمة ورا مهمة بس مش أي مهمات .. المهمات اللي بتكون شبه مستحيلة ومع الوقت بقيت المقدم يوسف رأفت اللي قدامك ده  
رفع «طيف» أحد حاجبيه واردف بتعجب :
– ياااه على كدا انت شوفت أيام صعبة كتيرة 
ضحك وهز رأسه بالنفي وهو يجيبه :
– هقولك على حاجة .. على أد ما هتدلع في حياتك وتعيشها بسهولة على أد ما هتتعب وهتتعذب ، أنا في بداية حياتي اتدلعت كتير اوي وعيشت حياتي اخر درمغة حتى بعد ما اتخرجت بكام سنة علشان كدا الفترة اللي بعدها كانت صعبة عليا اوي لأني مكنتش أد المسؤولية وعلشان اتعود على شيل المسؤولية والجد تعبت جامد بس أهو الحمدلله الدنيا مشيت
ابتسم «طيف» وهز رأسه بتفهم قبل أن يتذكر إحدى الجمل التي قالها فاردف بتساؤل :
– سعادتك قولت إن المهمات اللي بتطلعها بتكون شبه مستحيلة ! ده معناه إن المهمة اللي طالعينها دي شبه مستحيلة !!
ارتفعت ضحكاته وخبط بيده على يده الأخرى وهو يقول مازحًا :
– لا متقلقش المهمة مش شبه مستحيلة .. دي مستحيلة
ارتفع حاجبي «طيف» بصدمة وقال بقلق :
– ربنا يطمنك يا باشا مش عارف كنت هتطمن للمهمة من غيرك إزاي الصراحة
ربت على كتفه وقال بنبرة مطمئنة :
– متقلقش يا بطل المهمة صعبة اينعم بس متوقفة على ذكائك ، كل ما هتكون ذكي وتلقائي في كلامك وتعاملك كل ما المهمة هتبقى سهلة ونخلصها بسرعة 
لوى ثغره بتفكير ثم نظر إليه مرة أخرى واردف :
– طيب ما تديني نبذة كدا عن المهمة على الأقل اعرف هبقى دكتور نفسي ليه ؟
فكر قليلًا في طلبه ثم وضع قدما فوق الأخرى وهو يقول بهدوء :
– بص هديك نبذة بسيطة وهفهمك الدنيا لما نسافر ، أنت هتبقى دكتور نفسي وطبعا عندك المكتب اللي هتشتغل فيه وأنا هبعتلك بنت على إنك دكتور شاطر وممتاز ، البنت دي تعبانة نفسيا وطبعا انا معرفهاش بس هشقطها واكون معاها صداقة ولما تثق فيا هبعتهالك ، بصفتك دكتور نفسي هتقدر تعرف منها كل المعلومات اللي عايزنها وانا هفهمك طبعا طبيعة المعلومات اللي محتاجينها 
ابتسم بتلقائية وهو يقول بسعادة :
– هي دي المهمة ! أمال خوفتني وقولتلي صعبة ومستحيلة ليه ؟ 
أنزل قدمه ومال بجسده إلى الأمام وهو يقول بتحذير شديد اللهجة :
– أوعى تستهتر بحاجة ، المهمة دي من أصعب المهمات اللي هتعملها في حياتك لأنك مش هتبقى بس دكتور نفسي لا أنت هتبقى جزء من كارثة وهتعرف هي أيه ، إحنا في البداية هنجتهد علشان نخش وسطهم بس زي ما قولتلك بمجرد ما ندخل وسطهم مش هينفع نخرج غير واحنا معانا كل المعلومات اللي جايين علشانها وأي ذلة لسان أو غلط مش مقصود أو حتى شكوا فينا هنموت وبجد مش هزار ، إحنا حرفيا داخلين على كارثة لأن الناس دي أشباح تسمع عنهم بس متشوفهمش بس بطريقتنا هنشوفهم وهنكلمهم كمان
***
ارتفع صوت رنين الجرس بأرجاء المنزل فصاحت «اسماء» وهي تنادي ابنتها :
– شوفي مين بيرن الجرس يا رنة 
أتى صوت «رنة» من داخل المطبخ : 
– ثواني يا ماما انا قلبت الملوخية من غير ما اقصد على الأرض 
نهضت من مكانها وارتدت خمارا على رأسها وهي تقول بغضب :
– هو ده اللي فالحة فيه ، الخراب وبس .. هفتح أنا 
سارت بخطوات متعجلة باتجاه الباب وهي تقول بصوت مرتفع وغير راضي :
– جاية أهو يالي على الباب كل ده رن !
فتحت الباب قبل أن تتسع حدقتيها من الصدمة وهي تقول :
– تنة !! بنتي حبيبتي 
انطلقت وحضنت والدتها بقوة وشوق شديد وهي تقول بصوت باكي :
– وحشتيني اوي يا ماما 
ربتت على ظهرها بحنو شديد واردفت بعينان دامعتان :
– وانتي يا حبة عيني وحشتيني اوي ، يااه مكنتش متوقعة إنك هتيجي قبل كام شهر
استمرت «تنة» في البكاء بحضن والدتها فلاحظت هي أن ابنتها تعاني من شيء ما لذلك ابعدتها عنها بهدوء ونظرت إلى عينها وهي تهز رأسها قائلة :
– مالك يا تنة يا حبيبتي ! وفين حسام ! هو مسافرش معاكي ولا أيه 
انهارت وارتمت في حضن والدتها مرة أخرى وهي  تبكي بصوت مرتفع وهنا تأكدت «اسماء» أن هناك خطب ما بابنتها ، ربتت على ظهرها بحنو شديد وهي تقول بهدوء :
– اهدي يا حبيبتي وفهميني حصل أيه بس متقطعيش قلبي عليكي 
استمرت في البكاء لثوانٍ قبل أن تبتعد عنها قليلا ثم نظرت بعينيها الدامعتين إليها واردفت بألم :
– أنا وحسام اتطلقنا يا ماما ومش هنرجع لبعض تاني خلاص !
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *