رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل العاشر 10 بقلم عائشة حسين
رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل العاشر 10 بقلم عائشة حسين
رواية أنبض بقلب حبيبي البارت العاشر
رواية أنبض بقلب حبيبي الجزء العاشر
رواية أنبض بقلب حبيبي الحلقة العاشرة
-كان نصل السكين من نصيبها وكأنها تحتاج لجروح اخرى فوق جروحها ،نقاط الدم تسربت وعكرت بيضاء ارض المطبخ…
بريق الدم لمع في عين قاسم ليهتف مذهولا ،ويديه تبحثان بين اجساد الثلاث عن المصابه… ..
جحظت الأعين وتوقفت الأنفاس داخل الصدور…
هتف قاسم وهو يتأمل ثوب زوجة عمة الذي استحال لبحيرة دماء
-مرات عمي…
اتجهت ياسمين ناحية والدتها تطلق صرخات عاليه ،لكن تلك الصرخات لاتجد غير الجزع سداً منيعاً داخل الصدور ..بينما ارتبكت العمة وتركت السكين تسقط ارضاً وغادرت… .
ساعدها قاسم على النهوض ،واشار لياسمين أن ترتدي ملابسها… انطلقت ياسمين كالقذيفة..لحجرتها ارتدت عباءتها… وهبطت… ساعدت قاسم في نقل والدتها لسيارته…
على الفور انتقل قاسم لمقعد القيادة وغادر لأقرب مشفى ..
***********
-قاسم ماما كويسة ..؟
هتفت بها ياسمين وهى تبسط كفيها وتريحهم على صدر الأخر بعفوية ..ارتد جسده للخلف يسيطر على ارتباكة ،يمسح عرق وهمي على جبهته… .نظراته تهتز بغير هدى… ليجيب بتلعثم
-تمام كويسة… ساعه وهناخدها معانا…
جلست على أقرب مقعد… حبيسة جدران نيران صدره المستعرة عينيها تلمع بحزن وتحتجز الدموع قسراً،… .قسر الكبرياء، وطواعية تائه ..
أشفق قاسم على حالها فوجهها يعكس مابداخلها برغم بررودها وصمتها التي تغلف به نفسها .
جلس بجانبها يشمل وجهها البرئ بحنان ليهمس بحنان
-ياسمين… متقلقيش هتبقا كويسة .
تلك الشفاه التي تحمل إغواء العالم بإكتنازهما ،حملت بإلتوائها سخرية تعب من مجابهتها ..
-متفرقش… .يا ..ابن عمي… كده كده تايهه…
ابتسم مردداً بمشاكسة
-كويس انك فاكره أني ابن عمك .
قهقت بصوت عالي حتى ادمعت ،فيما ظل هو مدهوشاً ..هتفت من بين ضحكاتها بإزدراء
-افضلك متفكرنيش انك ابنه ..
حزن لمع بمقلتيه ليردف بثقة
-اتكلمي يمكن اقدر اساعدك ..
تبدلت ملامحها الضاحكة لأخرى تحمل شراسة نمرة… لتردف بصدق
-سيبوني فحالي… وأنت بالذات ياقاسم… دور الطيب الي انت عامله ده بلاش منه…
رفعت كم عبائتها لتشير لعدة حروق متفرقة قائلة
-شوف… عايزني اصدق أن ابن الراجل الي عمل فيا كده طيب وغيره… مستحيل .
نثر نظراته المرتجفة على اثار الحروق العديدة ،ليرفع لها عينين ذاهلتين ويهمس
-ايه كل ده ..؟
نهضت تعقد ذراعية وهي تهمس بلا مبالاة
-اسأله… ….ثم صمتت لترفع الكم مره أخرى وتشير لواحده
-ولا اقولك هقول انا ..دي علشان كان نفسي فغزل البنات… وانتقلت لأخرى هاتفة
-ودي علشان طلبت مصروف اروح بيه المدرسة ..ودي علشان كان نفسي فلبس جديد للمدرسة بدل الي اتقطع واحيانا مبيسترنيش ..
ودي علشان كان نفسي فعروسة… وغيرها وغيرها……
والسبب اني بنت اتحمل عاري… .اتجوز امي الي رفضته زمان علشان تتجوز اخوه… فبيدوقها الصاع صاعين…
وعمتك… شايفة اني زي امي غدارة… امي خدت اخوهم وقسته عليهم… واني زيها… .بتتلذذ بتشوية جمالي الي شبه جمال أمي ..
تقطعت نبرتها وتحولت لأنين مزق احشائه
-حتى المدرسة… شايفين انهم صرفو عليا كفايه ..واني ممكن اسببلهم مشاكل .
اقتربت تصرغ بأعين متسعه وشفاه مرتعشة
-قولي انت احبكم ليه واطمنلك ليه…
جميلة شرسة قوية رغم ضعفها ،تشبه زوجة عمة ايقونة الخير لطالما تمنى ان يتزوج من يشبهها من حديث عمه عنها… .وها هي فراشة بالوان زاهية خليط ومزيج من القوة الضعف… معها يكون الاكتمال ..
وعد اطلقته نظراته قبل لسانه .
-اوعدك محدش هيلمسك تاني ياياسمين وهترجعي مدرستك…
نال نظره محتقرة من طرف عينيها لتطلق تنهيدة يوازيها لا مبالاتها
-متفرقش…
نهض يضيق عينيه متسائلا
-لما انتِ قوية كده مبتدافعيش عنك عن والدتك ليه ..
اختنق من نظرات احتقارها وشفتيها المتأمرة عليه بسخريتها ..ردد لسان حاله
-مهلا ياقاسم ستنال من تلك الشفتين… وتنفس فيهما عن كل غضبك… وعد لن اتراجع عنه .
اشاحت بذراعه قائلة
-متفرقش… ..ساعات كتر الوجع بيموت القلب ..
دس كفوفة داخل جيوب بنطاله قائلا
-بتقولي كلام كبير
ردت بثبات ..وبرود
-العمر مش بعدد السنين ..دا بحجم التجارب ..وانتو ربنا يخليكم ليا… هرتوني تجارب ..
همس قاسم بعزم ملأ نبرته
-ربنا يصلح الحال… .
فاقت زوجة عمه ونقلها للمنزل… .وبعد ان اطمئن عليها خرج…
****************
-كفاية بقا يامستر… .
هتفت بها هنا وهي تتمطأ وتتململ في جلستها من فرط تعبها ..
رفع حاجبه واراح ظهره قائلا
-لازم تجيبي اعلى درجة .
مطت شفتيها معترضة
-دا امتحان شهر .
تخلل خصلاته قائلا
-شهر ولا نص تذاكري كويس وتجيبي أعلى درجة… .
تفخت هنا بضيق قائلة
-أووووف بقا .
صاح ياسين معترضاً
-سيبها ياعم… .ترتاح نصاية…
نهضت هنا مسرعة واتجهت ناحية ياسين قائلة
-فعلا… .ثم اشارت لياسين
-بتأكل ايه… ؟
ياسين وهو يطالع السندوتش
-ساندوتش جبنه وعليه مربى وعليه كاتشب ..وشريحتين تفاح…
حملقت هنا بدهشة ،قائلة
-ليه كل ده ..؟
لوح ياسين ممتعضاً
-هو أنا لسه هحشي كل واحد لوحده ..
نهض سيف وجذب منه الساندوتش قائلا
-هقوم اجهزلك انا… ..قوم شوف مذاكرتك .
انتفض ياسين وهتف بقهر
-باخد هدنه الله ..!
سيف مشيراً بتحذير
-قوم يلا… .
هتفت وداد من بعيد قائلة
-سيف اعملنا قهوة .
تطلع لهم سيف ،وهتف موافقا
-حاضر… .ثم غمز لهنا مشاكساً
-ماتيجي ياتلمذتي الشقية تعملي معايا القهوة وبالمرة اراجعلك النحو .
اومأ هنا واتجهت خلفه… وقف يصنع القهوة ..فيما وداد وماجدة تراقبنهم عبر الباب…
همس سيف وهو يقف أمامها متصنعاً الجدية
خليها بلاغة… واشرحي يلا
-بلى أنا مشتاق وعندي لوعةُُ… .
انطلقت هنا بآلية تشرح البيت لاتنتبه لنظرات الأخر التي امتلأت شقاوة وغمازته التي تألقت من شدة ابتسامتة .
القى لها سيف حبة جزر قائلا
-خدي يلا يمكن نظرك يقوى .
التقطتها والتهمتها بنهم ثم تابعت تسميع القصيدة كاملة ..
انهى سيف اعداد القهوة واشار لها أن تُخرجها وتعود ..اخرجتها وعادت ..جلست تُعد معه السندوتشات ..
همس بخجل وهي تقطع حبات الطماطم
-سيف…
سيف دون أن يرفع نظره
-نعم يانونه .
همست هنا وهي تعض شفتيها
-هو أنت عايز تتجوزني ليه ..؟
ترك سيف ما بيدة ورفع راسها يتعمق النظر لعينيها ،بحاجبين منعقدين…
طال صمته الذي رافقة تأمله لها ،سؤال ربما لم يُجيب عليه بينه وبين نفسه من قبل …
ليبتسم متعللاً
-علشان أنتِ هنا ..
زمت شفتيه وهي ترد برزانه ساخرة
-إجابه منطقية… اقنعتني ..
تابع عمله مشيحاً براسه
-في إجابات ..حلاوتها تطلع بعفوية وبدون ترتيب وفوقتها ،لو طلعت بترتيب ياهنا مبيكونش ليها نفس لذة ..المفاجآة… سيبي الاجابه تجيلك فوقت تحسي بيها اكتر من غير طلب .
هزت راسها بإقتناع هامسة
-هستنى ..لان يمكن لو محصلتش على الأجابه الي بتمناها يبقا ملوش لزمة اتعب قلبي .
تعمقت عقدة جبينه ليردد مذهولا
-تقصدي ايه ..؟
هنا وقد نهضت تصف الساندوتشاات
-خليها فوقتها يااستاذي… ثم غمزت متابعة… وبلاش ابيات الشعر الصعبة دي .
خرجت تحمل الاطباق بينما ابتسم هو مردداً بسعادة
-يابنت المجنونة وعاملة عبيطة .
******************
دخل قاسم للمنزل يحمل العديد من الاكياس… صعد للأعلى بخفة… .
مر من أما حجرة زوجة عمه ،الانارة وشت بإستيقاظهم…… تفادى الحجرة بخطوتين ..لتفتح ياسمين وتستوقفه
-قاسم… ماما سخنه…
استدار قاسم وعاد ،دخل الحجرة خلفها ..وضع الأكياس… جانباً وجلس على طرف الفراش يتحسس جبين زوجة عمه… ليهتف متلهفاً
-هاتي قماشه نضيفة ومية ساقعه بسرعة ..
اسرعت ياسمين واحضرت ما طلبه… فيما ظل هو مستيقظاً يصنع لها الكمادات…تاركاً الباب مفتوح على مصراعيه
امسك المصحف واشار لياسمين قائلا
-روحي اوضتك ..مش هينفع تفضل سوا لوحدنا… وخدي الاكياس دي معاكِ
التفتت متسائلة
-دي فيها ايه ..؟
فتح المصحف وهمس دون ان ينظر اليها
-خديها وهتعرفي…
اخذتها وعندما اقتربت همس برجاء
-ياريت تغيري نظام لبسك ده… .أكيد انتِ كبيرة وعارفة الصح من الغلط… طول ماانا فالبيت او اي راجل ميصحش تطلعي كده قدامة .
نظرت لمنامتها بخجل ،فقد لمست الصدق والمنطقية في حديثة ..فلم تراوغ واستسلمت هامسة
-حاضر… .
خرجت وتركت الباب مفتوحاً فيما ،جلس هو على الكرسي الجانبي يقرأ قرآن… ويستثمر وقته في طاعة الله… فأبنة عمة تكاد تفقده صوابة منذ أتى .
فتحت الأكياس بلهفة شديدة،لتجد زي مدرسي جديد… برقت عيناه بسعادة واحتضنته… فتحت الأخر فوجدت دُمية جميلة… وكمية معقولة من انواع متعددة من الآيس كريم ،شيكولاتات ..انواع شيبس متعددة ،واخيراً حقيبة مدرسية جميلة لم تحظى بواحدة من قبل مثلها ..فتحتها لتجد مبلغاً مالياً… ودفاتر واقلام واوراق… ..
جلست بإنهاك تحتضن كل ذلك في فراشة ،تستمتع بالاكل بينما تحتضن دميتها… حتى غفت وذهبت في نوم عميق ولاول مره منذ عشرة اعوام تشعر بالسعادة والرضا… .
استيقظت صباحاً ارتدت جلباب ووضعت وشاح على راسها خرجت تتفقد والدتها لتجد الأخر نائم على الكرسي…
ترددت اتشكرة ام لا لكن صوت صدع بعقلها بان ذلك من حقها وأموال والدها التي يسفحونها ،وأنه لا يستحق الشكر فهو يريد أن يظهر بمظهر الحَمل الوديع ،
استيقظ على حركتها ،تطلع حوله متثائباً ،لينهض بعدها ويطمئن على زوجة عمه وبعدها يغادر…
صوت سخريتها صفع مسامعه
-لو مستني مني شكر… .انسى دي فلوسي الي ابوك بيسفحها .
مسح وجهه بكفه ،يتمالك غضبة… ليغادر بعدها ويتركها تتميز غيظاً وتتجرعه ،كما جرعته له .
***************************
… .. اقناع ارفقه قاسم بمبلغ مالي… من حرتعبه وغربته ليقنع والده بأن تذهب معه ياسمين للمدرسة ،
بعد أن اطمئن على زوجة عمة ،وأحضر لها العديد من الوجبات السريعه ..لانه يعرف لن يهتم بها أحد في غيابة…
رافقتة ياسمين بسعادة لمدرستها ،دخلت صفها سلمت على صديقاتها…
دخل سيف الصف دار بعينيه ليفاجئ بياسمين ..
هتف سيف برسمية شديدة
-ازيك ياياسمين .
ابتسمت ياسمين مردده بثقة
-ازي حضرتك يامستر ..
اما الاخرى فهيهات أن تصمت ،وتترك تلك الابتسامات تنعم بالتبادل البرئ…
هتفت هنا وهي تلوي فمها بغيظ
-بلاغة ،ولانحو… ولا أيه يامستر ..؟
تنحنح سيف مجلياً صوته الرخيم ،ليستدير ناحية لوحة الحائط حتى يتفادي سهام الأخرى المصوبه تجاهه بتوعد…
دخول تامر الصف قطع عليه شرحة وانسجامة في عمله…
تامر وهو يتقدم مستأذناً
-سيف اخبارك ..
هتف سيف بإنتباه
-حبيبي اخبارك… .
نظر تامر للورقة مردداً
-يابنات في رحلة ..مين يحب يطلع …؟
نقل سيف نظراته لهنا التي تصنعت الانهماك ،ليبتسم ويميل ناحية تامر يهمس في أذنه .فيبتسم تامر…
عدد تامر الفتيات ليضيف في اخرهم هنا… انتبهت من شرودها لتهتف بدهشة
-بس أنا مشتركتش .
تامر بضحكة ماكرة وهو يغادر
-هتروحي وده إجباري يا ماما ..،الحكومة امرت .
نظرت لسيف الذي اشاح براسه مدعياً عدم الاكتراث ..
اتسعت ابتسامتها ترافقاً مع هزة راسها ،ليبادلها بعدها سيف الابتسامة ويشرع في عملة بجدية .
بينما تقبلت هنا اللكزات من صديقتيها ،وهمسات مغبطة
-سيدي ياسيدي… .اوعدنا يارب ..
*********************
ما إن عرفت بأمر خطبتة وقد تناقلتها افواه الفتيات ،قررت مواجهته والاعتراف بحبها… .له… عزمت ارتدت قناع اللامبالاة… وتحفزت ..
ولسوء حظة كان في الحجرة بمفردة ،ابتسامة نصر تسللت لشفتيها الجافتين حينما لاحظت خلوو الحجرة ..
غفلت ونال الشيطان من تهورها وإندفاعها…
دخلت الحجرة واغلقت خلفها ،صوت إنغلاق الباب صدع بأذنه ليرفع رأسه وماإن يراها يهتف بدهشة
-ياسمين ..!
ضحكة بملامح الشيطان وكره عبق أنفاسه
،عندما رأي ذهاب الأخرى وإغلاقها للباب خلفها خبث أحاط عقلة ليتجه ناحية الباب ويغلقه بالمفتاح… ويغادر مغمغماً
-جود لاك ياسيف… على جثتي تتهنى بالمزة… قبلي
حضر شريف يجر خلفة المديرة والوكيل ،اقتربا من حجرة المعلمين امسك مقبض الباب ..ليفاجئ بهنا تفتحه وعلى وجهها ابتسامة هادئة ..
فُتح الباب ليجد الجميع بالداخل ،تامر سيف ياسمين ،قاسم… ملك .
جحظت عيناه بصدمة ،وابتلع كلماته ،لتهتف هنا ساخره
-مستر شريف ازيك… بجد لسه كنت هنادي لحضرتك… ثم اتجهت ناحية الطاولة وقربت علبة كعك قائلة
-حلوان خطوبتي أنا والاستاذ سيف .
تقدم سيف يرحب بالمديرة ،..لتأخد المديرة من هنا وتلقي مباركة على سيف وهنا وتغادر وهي تطالع شريف بتوعد قائله
-استاذ شريف حصلني على مكتبي… ثم اشارت لهنا وسيف قائلة
-وانتو كمان ياريت تحصلوني ..
غادرت المديرة ليقترب لتامر ويربت على كتف شريف ساخراً
-تشرب شاي ولا تاكل شيكولا .
نفض شريف ذراعة وغادر،ليهمس سيف لهنا بصوت لايسمعه سواه
-بحبك .
شهقة اردفتها بنظرة للواقف بجانبها همسه اذابها بينما هو لايظهر عليه اي شئ.
وقفت مبهوته ،ليغمز لها ويتجه ناحية تامر… بينما اختلفت الوجوة
ياسمين حزينة غاضبة ساخطة ،
وملك التي كانت تحتبس حقدها وكرهها بعد ما رنى لمسامعها ،حينما اقتربت من هنا وسيف ..
همسه صفعها بقوة فهو لم يعترف لها يوماً بحبه ..ولم ينطقها صراحة كما فعل مع تلك الصغيرة ،خلاف اللمعه التي تحتل مقلتيه حينما يطالعها ..
أما قاسم فظل جامداً ،في أخر تصوره أن تفعل ياسمين مافعلته …..
هتف سيف
-قاسم ايه ساكت ليه… ؟
اخذ نفساً عميقاً ليردف بحزن
-معلش تعبان… .
ناوله تامر كوباً من الشاي قائلا
-خد وروق… .انت لسه اول يوم،..
غادرت ياسمين بتزمت ،وتبعتها هنا… ..
*******************
خرجت هنا بصحبة سيف وعمرو وياسين ،… تجولا في المولات… .
دخل سيف وياسين محل ملابس رجوليه ،لتتسلل الأخرى ناحية محل لبيع الهدايا … .ظلت تتجول حتى وقفت مشدوهه أمام هدية عبارة عن مركب تميل بمنتصفها مصنوعه من الزجاج … ظلت تتفحصها مشدوهه… فجأة هدرت انفاس ساخنه لظهرها لتستدير وتشهق
-سيف ..
همس بحنان
-واقفه هنا ليه ..؟
هزت كتفها بنزق وهي تخطو للخارج
-عادي بتفرج ياسيدي ..
همس وهو يعقد ذراعيه
-عاجباكي ..؟
هزت رأسها برفض ،لكنه جلبها معه ودفع ثمنها وغلفها جيداً ليخرج بعد ذلك ويعطيها لها هامساً
-مينفعش اشوف حاجه عجبتك ومجبهاش .
فغرت فمها مردده بسعادة
-متشكرة… أوي .
همس بسخرية
-الشكر لله… ثم اشار ممتعضاً
-يلا نتغدا علشان يكمل الشكر .
،… تناولو طعام الغداء سوياً ،ليذهبا بعد ذلك لحديقة واسعه ..تجلس هنا وبجانبها سيف بينما ينضم عمرو وياسين لبعض الشباب يلعبون كرة القدم .
-نونه أنتِ شوفتي ياسمين ازاي .
هتف بها سيف وهو يطالعها بحنان
لتبتسم هنا وتهتف بغيظ اختلج بحديثها
-انا كنت جايه اسالك عن الرحلة ،وفجأة شوفت ياسمين دخلت وقفلت الباب ودي مش عادة طالب يدخل ،بعدها شريف قفل الباب بالمفتاح ونزل… بصيت لقيته رايح غرفة المديرة…
معرفتش أعمل ايه ،نزلت ادور على عم جابر اجيب نسخه منه… لقيته بيصلي هو واستاذ قاسم… خدت المفتاح وطلعت جري وكان ورايا استاذ قاسم… بس كان مهم محدش يفتح ويشوف قبلي…
وفعلا فتحت زي ماشوفت ،والباقي جه ورايا… .
هتف سيف وهو يلتقط نظراتها الخجولة
-خفت من جنانك وقتها ،بس ضحكتك بعد مافتحتي الباب خلتني حمدت ربنا.
ضحكت هنا مسترسلة
-لا… ماانا شفت بس تصدق ياريتني عملت زعلانه واتدلعت يومين…
مسك سيف كفها متخللا اناملها كمااعتاد ليهمس بحب
-مش محتاجه اتدلعي ولا يهمك .
عضت هنا شفتيها من فرط خجلها ،ونظراته التي تتغلغل لقلبها وروحها ليضرب سيف الارض بكفه معترضا
-ماقولنا ممنوع من الصرف… الله .
عبست مستفهمة بحاجبين منعقدين
-هو ايه… ؟
غير سيف الحديث قائلا
-بس جبتي الكحك والحلويات دي منين .
هتفت هنا بضحكة مشبعه ببرائتها
-ههههههه انا فعلا خدتهم اوزعهم علشان الخطوبة وكنت ناوية اديهم ل ميس ملك .
قهقه سيف عالياً ،ليهدأ بعدها مشاكساً
-كانت رميتك من الشباك ياقادره .
تحولت ملامح هنا للجدية لتهمس بترقب اختلط بخوفها
-هي ياسمين قالتلك ايه ..؟
ارتبك سيف وتلعثم .ليشيح قائلا
-عادي في حاجات مش فهماها بسبب غيابها…
يعلم انه كاذب لكنه لا يستطيع تشويه سمعتها فهنا وإن كانت خطيبته فهي متهوره غيوره وقد تؤذي الفتاة وهذا مالا يريدة… هو متيقن ان ياسمين تمر بمرحله صعبه وتعلقها به ماهو الا مراهقة وطوق نجاة لمشاعر كانت تغرق… ..
افاق من شروده على نداء ياسين وعمرو لينضم معهم .نهض مستغلا الفرصة هارباً من نظرات هنا .التي تقتحمه فهو يعلم انها لا تقتنع .
*************
يقتحم رأسها الماً منذ ان رات الصور والرسائل… جلست تحتسي كوباً من القهوة بعد أن ذهبت فتاتيها في هدنة… وقيلولة ..
رنين هادئ لجرس الباب جعلها تنهض متكاسلة ،وماإن فتحت الباب وطالعت وجه من امامها حتى صرخت باسمها والقت نفسها بأحضانها .
-جهاد… ..
احتضنتها الأخرى بسعادة ،عناق دام على طول المدة التي غابا فيها،
جلست جهاد بجانب تتامل ملامحها قائلة
-اخبارك ايه ياأمل…
لازت روحها بالفرار خلف ابتسامة منمقة لتجيب ببساطة كاذبة
-تمام ..الحمدلله .
خلعت جهاد حجابها ،ونظرت في الانحاء قائلة
-البنات فين… وحشوني .
همست أمل وهي تلف حجاباً حول رأسها
-لسه نايمين…
نثرت جهاد خصلاتها قائلة
-بتربطي راسك ليه ..؟
همست أمل بوجه خالي من التعابير
-صداع يا جهاد .
اقتربت جهاد تتفحصها باهتمام
-مالك بهتانه كده ،ووشك (وجهك) أصفر .
برغم صداقتهم المتينه الا انها امتنعت عن الحكي ،اتفضح من ستره ربه ،والاكبر انه زوجها… خلاف انها ستشوة صورة رسمتها ببراعه امام الجميع ،صورة الزوجة السعيدة والرجل المثالي…
ان فضفضت ستفضح نفسها.… .قبلة ..افاقت من شرودها الذي لاحظته جهاد على صوت مفتاح يدور في الباب… غطت جهاد شعرها بسرعة فيما وقفت أمل وذهبت تستقبله ..
-جيت بدري ياشريف ..
هتفت بها أمل ممتعضه ،مما جعل شريف يقترب راغباً في قُبلة ..تقهقرت أمل بنفور… لينتبه شريف على وجود جهاد ويتقدم مرحباً
-مش معقول جهاد المراغي بنفسها عندنا .
بادلته جهاد الترحاب بإقتضاب ،أما هو فلم يرحمها من نظراته المتفحصه ..وعينيه التي تلتهم جسدها… .
تأوهت أمل داخلها حزناً وقهراً سيفضحها أمام صديقتها ..وإن شعرت به جهاد ستردعه بكلماته ولن تخشى العواقب مهما تكن .
لاحظت وكيف لا تلاحظ ونظراته تنقلت على جسدها بطريقة مقززة ،مما دفعها لتنهض وتجذب حقيبتها وتغادر… القت تحية عابرة على أمل وغادرت بهدوء ..
دخل شريف يوازي دخوله هتافه
-حضريلي الغدا يا موله عندي حصله .
جلست أمل تأن تصارع دموعها ،تكبت روحها داخل قفصها النيراني .
*****************
زيارة مفاجئة لمفتش ومُوجه عام في اللغة العربية ،دخلت ملك الصف تسأل هنا
-هنا دفاتر سيف فين… .؟
طالعتها هنا ببرود مردده
-ليه… ؟
كادت ملك تحطم كوب النسكافيه في يدها ،لكنها تمالك ورددت
-سيف عايزهم ضروري ،
امتنعت هنا عن إعطائها ،
-اسفه ..هو الي ييجي ياخدهم…
اخذت ملك نفساً عميقاً لتردف بثقة
-المدير طلبت مني اجيب كل دفاتر المدرسين وسيف قالي بتاعته معاكي .
عقدت هنا ذراعيه هاتفة بإستنكار
-هوديه انا…
صاحت ملك بغضب شديد من افعال هنا
-هنا لوسمحتي… في مفتشين وزيارة مفاجئة ومش وقت دلع البنات ده .
نهضت هنا تكز على اسنانه بغضب ،لتهتف ببرود
-ميخصنيش ..
دخول سيف المفاجئ وهتافه ،جعلها تطالع ملك بغيظ
-هنا ادي الدفتر لملك… .ثم اشار لملك قائلا
-المديرة طالباكي بسرعة ياملك ..
اومأت ملك برضا
-حاضر ياسيف جايه حالا .
استسلمت هنا بغيظ واخرجت الدفاتر واعطتها لملك ..ولكن فكرة شيطانيه قفزت بعقلها…
تقدمت واعطتها الدفاتر ..رنين هاتف ملك اجفلها لتتصنع هنا الاصطدام بها وينسكب النسكافيه على ملابس ملك ويطال دفاتر سيف ..
شهقت ملك بفزع
-مش تفتحي ياغبية .
هتفت هنا وهي تريح كفها على خصرها
-أنا مش غبية ،حضرتك الي غبية وستين غبية…
جملتها وصلت لأذن المسئول الذي دلف بصحبة سيف للحجرة ،ليتقدم ناهراً
-ايه الي بيحصل ده… .طالبه بتهين معلمة .
رحبت ملك بدخوله ،فيما اشاحت هنا بشموخ محتميه بالأخر الذي كان مقلتيه تطلقان شرارات غاضبه لو طالتها لأحرقتها .
بدأ المسئول بنهر الطالبات وإعطائهم دروس في كيفية احترام المعلم ،وخص هنا بذلك كما انه جعلها طوال الوقت واقفة ،لا يغفل عن سبها بقلة التهذيب والاحترام…
جلس المسئول يطلب دفاتر سيف ،ليقدمها سيف بخجل بعد ملاحظته ما لحق بها من تشوة ..
اغلق المسئول الدفاتر بإشمئزاز ،ودفعهم يطالع سيف بغضب قائلا
-دي مش منظر دفاتر يااستاذ ..دي تلفها وتعمل بيها ساندوتشات…
نهض المسئول وقبل أن يخررج ،طلب من هنا أن تُحضر ولي امرها ..
طالعها سيف بيأس امتزج بغضبه ،فبادلته نظره حادة غاضبة .
ظل سيف مزعوجاً مما حدث ،فلاول مره يعاملة أحد بهذه الطريقة ،خلاف انه يهتم بأغراضه جيداً ولا يحب العبث بها… .فهي واجهته ..
انتهى اليوم الدراسي ،هنا وسيف كلاهما يشعر بالغضب من الأخر… .هاتف عمرو سيف واخبره انه معزوم لديهم على العشاء ،هبط سيف فيماامتنعت وداد لتعبها…
استقبله عمرو ورحب به وأخذه وجلس به في حجرة الصالون… .كادت هنا تنفجر غضباً… مما حدث اليوم وعدم دفاعه عنها ،فقررت الخروج والنَيل منه…
تقدمت تتهادى في خطواتها ،وحينما وقفت أمامه خلعت خاتم الخطبة الغير مكتملة والقته بوجهه وسط ذهول عمرو وترقب سيف للأتي .
صفعة لم تكن بكفها لكن كانت بما زين به أناملها ،نفساً عميقاً وبرود غلف به نفسه ليلملم به بقايا كبرياء بعثرته تلك الغبية بفعلتها .
ابتلع غصة مريرة وتقدم يدوس على الخاتم الملقى على الارض تبتلع السجادة اصطدامة بها لكن هذا الاصطدام احدث صوتا بداخله وشرخاً بائناً افترشته ملامح وجهه الجامده…
هتفت وهي تُلقي هدية قد حفظها لها بوجهه ..
-متلزمنيش… .ولا أنت ولا هداياك طالما معملتليش كرامة ،مش هعملك ولو سمحت متجيش عندنا تاني ..
ضم قبضتيه يعتصرهم بقوة غضب حبيس صدره ،خطا ناحية باب الشقة فيما هي وقفت بكل غرور تشمله بنظرة محتقره .
هتف عمرو بضيق
-ايه الي عملتيه ده ..بتطرديه ..وانا ايه خيال ..
صرخت في وجهه فكان كفه رادع…
ليلقي عليها سيف ابتسامة ساخرة متحدية ويغادر .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أنبض بقلب حبيبي)