Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العاشر 10 بقلم فرح طارق

دلف للغرفة بغضب، و وقف بمنتصف الغرفة وهو ينظر لها بأعينه الغاضبة بشدة..
جاسر بهمس حاد : قومي يا شيري عاوزك.
أشارت لهُ بأن يصمُت حتى لا يوقظ قاسم الصغير فقد نام لتوه..
أكمل جاسر بحدة : أنا خارج، دقيقتين والاقي ورايا، ماشي!
خرج من الغرفة بينما نظرت هي لهُ بدهشة من غضبه ونهضت بهدوء شديد وحذر من جانب صغيرها وخرجت وراء جاسر.
دلفت للغرفة الأخرى و وقفت وهي تضع يدها بخصرها واردفت : ممكن أفهم ليه متعصب كدة ومش طايق دبان وشك حتى!
التف لها جاسر واردف بغضب : وهو حضرتك جاية من المستشفى علشان تفضلي واخدة إبنك ف حضنك؟
شيري بدهشة وذهول : وحشني يا جاسر! وبعدين في إيه؟
جاسر بغضب : يعني هو وحشك وأنا لأ!
توسعت عيناها بذهول أكبر من حديثه ولكنها تقدمت منه وحاوطت رقبته واردفت بإبتسامة : طبعًا وحشتني، بس أنا كنت بشوفك ف المستشفى إنما قاسم لأ، بقالي ٣ شهور مش بشوفه خالص، وده مش معناه أنك موحشتنيش بالعكس وحشتني كتير أوي بس…
جاسر مقاطعًا لها بسخرية : لأ واضح!
شيري : مالك يا جاسر؟ حصل إيه؟
– حصل أن سيادتك سايباني وقاعدة من وقت ما جيتِ مع إبنك!
قبلته شيري من وجنته واردفت : أنا آسفة.
لوى فمه بسخرية واردف : بتتأسفي لقاسم!
عقدت حاجبيه واردفت بتساؤل : وهو الأسف بيكون إزاي؟
حاوطها بيده من خصرها وقربها منه وهو يميل ناحيتها ويقبلها من ثغرها بعنف خفيف، وابتعد عنها بعد وقت واردف : كدة.
ابتسمت لهُ بعشق وهي تقف على أطراف أصابعها وتضع يدها خلف رأسه وتقبله هي الأخرى بسعادة غامرة، لا تعلم لِما راقتها تِلك الغيرة من وجودها مع إبنه وتركها وحده، ولكنها راقت لأنوثتها..
ابتعدت عنه بعد وقت واردف جاسر بخبث : بقينا جامدين اوي وبنعرف ن..
وضعت يدها على فمه واردفت بذعر : شششش بس بس بتقول إيه!
ضحك بشدة على خجلها، بينما نظرت هي لهُ بعشقك جارف واردفت : ضحكتك حلوة أوي يا جاسر.
أقترب منها برأسه واردف بإبتسامة وهو يقبلها بجانب فمها : علشان انتِ السبب فيها يا قلب جاسر.
ثم أكمل وهو يغمز لها : بحبك يا كيرڤي.
ضحكت شيري بدلال واردفت بحزن مُصطنع : كيرفي إيه بقى دا أنا خسيت خالص.
جاسر : علشان كدة أول ما ننزل مصر حجزتلك مع دكتورة تغذية تبدأيي معاها وترجعي كيرڤي من تاني يا كيرڤي.
شيري : لأ مش عاوزة اتخن تاني.
جاسر بهمس أمام وجهها : تؤ تؤ وأنا عاوزك تتخني تاني واكتر كمان.
أنهى جملته وهو ينقض على ثغرها ويأخذ ها معهُ لعالمه الذي صنعهُ لأجلها خصيصًا حتى يبُث بِه أشواقه وحُبه لها.
في مصر تحديدًا الدوار..”
في صباح يوم جديد..
لازال ناظرًا لها وهي نائمة بين أحضانه، ابتسامة عاشقة مُرتسمة على وجهه، ليس فمه فقط بل ملامحه جميعها مُبتسمة حقًا لوجودها بين أحضانه الآن، كم عشِقها منذ أن كان عُمرها دقائق فقط، منذ أن حملها بين ذراعيه وهي طفلة صغيرة خرجت للتو من داخل اغشاء والدتها وجاءت بين ذراعيه هو.
بينما هي فتحت عينيها ببطئ من الضوء المُتسلط بالغرفة، ونظرت لهُ بخجل حينما فتحت عينيها و وجدته أمامها يُطالعها بأعين لامعة بِعشق.
كيان بإبتسامة : صباح الخير يا فريدة قلبي.
فريدة بصوت هامس : صباح النور.
أقترب منها وقبلها برقة وابتعد عنها واردف : قومي يلا خدي شاور علشان نفطر.
فريدة : حاضر.
بعد وقت كان يجلس الإثنان يتناولوا الطعام سويًا، وكيان يجلس فريدة على قدميه ويطعمها بيده..
فريدة : هتأكلني ولا أنت الي هتاكل!
كيان بإبتسامة وهو يرجع خصلات شعرها خلف أذنها : يكفي إنك بتاكلي من ايديا ودي حاجة تشبعني، بس مش جوعي يا فريدة.
عقدت حاجبيها بتساؤل واردفت : أمال؟
كيان بنبرة عاشقة : تشبع شوقي ليكِ الي طال سنين، تشبع قلبي الي من كتر ما انتِ وحشاه ومُشتاق لليوم الي هيجي ويحس براسك محطوطة عليه وهو بقى بيخلي عقلي يتخيلك ف حضني دايمًا.
نظرت لهُ بذهول مما يقوله لها، بينما أكمل هو وهو يبتسم لذهولها الواضح على ملامحها : يوم ما اتولدتي، نزلتي من بطن أمك بعدها جدتك شالتك، بعدها مكانك انتهى ف حضني، وامبارح مكانك انتهى ف حضني بردوا يا فريدة، مكانك هو حضني وبس مهما حصل ومهما كل واحد فينا انشغل ف يومه، يومنا هينتهي وانتِ ف حضني.
وضعت فريدة رأسها عِند موضع قلبه واردفت : بحبك أوي يا كيان.
قبل كيان رأسها واردف بنبرة حانية : وأنا بعشقك يا قلب كيان.
ثم أكمل : عاوز اطلب من فريدة قلبي طلب، وخايف تخذلني
فريدة بتركيز : أطلب.
– هتخذليني؟
– أوعدك هنفذه.
كيان بضحك : وكمان وعد! طب افرضي طلبت طلب مش ولا بُد كدة، هتنفذي بردوا؟ انتِ وعدتي ها.
فريدة بخجل : لأ قصدي وعد هنفذه لو طلب محترم.
ضحك كيان بشدة على فريدته كما لقبها، واردف بجدية بعدما أنهى ضحكاته : عاوزك تلبسي الحجاب.
عقدت حاجبيها واردفت : اشمعنا؟
– مش عاوز شعرك يبان لحد غيري، ممكن؟
نظرت لهُ فريدة بتردد، بينما قبل هو رأسها واردف : بصي يا فريدة، إحنا ف نفس البيت ساكن معانا إبن عمي وده راجل غريب عنك، ثانيًا بحبك ولو أطول اخبيكِ عن العالم كله هعمل كدة يا فريدة، ومش معقول هبقى عاوز اخبيكِ عن العالم واسيبك تخرجي للعالم بشعرك!
فريدة ولازالت مُترددة : ماشي يا كيان.
قبلها كيان برقة واردف : ماشي يا قلب كيان، وأنا واثق أن فريدة قلبي هتبقى أحلى وأجمل ف الحجاب، لأنه هيكون فيكِ ليه شكل خاص وانتِ هتكوني ضايفة ليه جمال خاص، وصدقيني هيكون فيكِ حلو، وكمان متنسيش أنه فرض عليكِ وربنا أمرك بكدة، بأنك تخبي جمالك علشان ميكونش فِتنة لأي حد، وأنا مش هستحمل إن أي حد يبُص ليكِ بصة إعجاب ف هحاول على قد ما أقدر إني اخبيكِ.
ابتسمت فريدة بإقتناع من حديثه واردفت : ماشي يا كيان.
قبلها كيان من ثغرها برقة واردف : ماشي يا روح قلب كيان من جوة.
في أمريكا..”
كان مُلقي بجسده على الفراش وشيري نائمة بين أحضانه بينما جاسر يُمسد بيده بحنو على شعرها..
جاسر : أنا هحجز أول طيارة ونرجع مصر، لأن قاسم كلمني وشكل فيه حاجة ف الشغل وعاوزني أرجع.
رفعت برأسها لهُ واردفت : ماشي يا حبيبي.
جاسر : رغم اني كان نفسي افسحك شوية قبل ما نرجع، بس الظروف بقى، بس أوعدك أشوف فيه إيه ف مصر ونسافر مكان تاني مش أمريكا، ممكن اوديكِ باريس أو دُبي إيه رأيك؟
شيري بسعادة : ايطاليا يا جاسر نفسي أروح هناك أوي.
قبل رأسها بحنو واردف : عيوني يا قلب جاسر، هنرجع مثر واظبط الأمور هناك ونروح أنا وانتِ إيطاليا وكمان هنسيب قاسم مع ماما ونسافر لوحدنا.
احتضنته شيري واردفت بسعادة : بحبك أوي يا جاسر.
– بعشقك يا قلب جاسر، خدتي علاجك؟
– أول ما قومت من جمب قاسم خدته وجيتلك على طول.
جاسر بإبتسامة : بالشفا إن شاء الله يا روحي.
ثم أكمل حديثه بجدية : يلا قومي جهزي الشنط، وأنا هكلم أحمد علشان إحتمال نرجع مصر سوى.
– ماشي يا حبيبي.
بعد يومان من حجز جاسر للطائرة وتجهيزه بالرجوع لأرض الوطن، هبطت الطائرة ونزل منها جاسر وشيري وأحمد ومعهم قاسم.
أحمد : يااااه مصر وحشتني أوي أوي بجد، سنين مدخلتهاش خالص.
جاسر : أنت هتروح على فين؟ 
ابتسم أحمد بحزن واردف : شقتي القديمة.
جاسر وهو يقف أمام السيارة بعدما صعدت بها شيري وقاسم : طيب أركب تعالى معايا الفيلا واتغدى هناك بعدين روح بيتك
أحمد : لأ هروح وخليها يوم تاني، محتاج أرتاح شوية.
جاسر : ماشي الي يريحك، بس هستناك ها.
أحمد بإبتسامة وهو يتجه ناحية السيارة التي طلبها حتى تقله : أكيد يا صاحبي، سلملي على أبوك بقى عقبال ما اجي.
جاسر بضحك : أبوك بردوا؟ يا أبني مبتحرمش!
أحمد بضحك : مش عارف ليه بيحبني أقوله ماجد بس، يلا سلام يا صاحبي.
أشار لهُ جاسر وصعد بالسيارة، ورحل كلٍ منهما ناحية وجهته.
في سيارة جاسر..
شيري بدموع : دماغي وجعاني أوي يا جاسر.
جاسر : معلش يا حبيبتي، بس علشان السفر وعملتي مجهود..
ثم أمسك بإحدى زجاجات المياه واعطاها إليها وهو يعطيها مُسكنًا واردف : خدي المسكن بتاعك، ونروح تنامي وهتصحي كويسة بإذن الله.
أخذت شيري المسكن من يده وتناولته بينما كان جاسر يُطالع ملامحها التي بُهتت و وضح عليها ارهاقها وتعبها بقلق.
بعد وقت وصل أحمد لشقته، ودلف لداخل الشقة، وألقى حقائبة بإهمال وهو يتطلع حوله بحزن والماضي بات يُهاجمه من جديد.
زفر بضيق وهو يخلع قميصه ويلقيه ارضًا بإهمال وأصبح عاري الصدر واتجه ناحية غرفته.
بالوقت ذاته، كانت تقف أسفل البناية بقلق شديد وهي تمسك طفلة بيدها وتطلع للبناية بقلق وتردد لا تعلم اتتقدم على ما سوف تفعله، أم تعود من حيث جاءت من جديد!
نظرت بحزن لابنتها التي تمسك بيدها، وهي تفكر أن عادت كيف ستُطعمها اليوم؟ زفرت بحزن وهي تحسم أمرها ودلفت للبناية، متجهة للمكان المنشود..
في شقة أحمد، خرج من المرحاض وهو ينشف جسده وارتدى إحدى البناطيل البيتية المُريحة، واتجه ناحية باب الشقة حينما استمع لجرس الباب يرُن..
فتح باب الشقة بإهمال وهو عاري الصدر، وما أن رآها أمامه حتى همس باسمها بصدمة وذهول شديدان : سجى.
نظرت لهُ والدموع اجتمعت بعيناها، وهي تراه بعد سِت سنوات واقفًا أمامها الآن، لم يتغير كثيرًا بل ازداد وسامةً وجمالًا حقًا.
نظرت للأسفل بخجل حينما اكتشفت بأنه عاري الصدر، بينما كان هو يتطلع بتلك التي تقف أمامه وترتدي عبائة سوداء والتي من الواضح عليها التهالُك الشديد.
لم تتغير كثيرًا بل ازدادت جمالًا بعيناه، بشعرها الغجري، وبشرتها البيضاء، واعيُنها التي بلون السماء الصافية..
نزلت أنظاره لتلك الطفلة التي تتشبث بيدها بخوف، ترتدي ملابس اطفال و واضح عليها أنها لم تُغيرها منذ وقتٍ طويل، ولكنها تُشبه سجى كثيرًا، نفس الأعين الزرقاء البريئة، شعرها غجري كـ سجى، بشرتها بيضاء مثلها أيضًا، أنها نُسخة منها حقًا.
انتبه من شروده بهم على صوت سجى التي تمسك بيد ابنتها وتفرُك بها بتوتر : ازيك يا أحمد.
أحمد ولازال على صدمته : الحمدلله.
– مش هتدخلنا؟
ابتعد عن الباب فورًا واردف : ط..طبعًا أدخلي يا سجى.
دلفت للداخل بتوتر وهي تنظر حولها، لم تتغير الشقة، لازالت كما هي، باثاثها التي اختارته هي منذ سِت سنوات، بلمساتها التي وضعتها بها، لازالت كما تركتها.
التفت لأحمد الذي لازال ينظر لهم بصدمة ولم يستوعب حتى الآن أنها تقف أمامه..
سجى بتوتر : ه..هتفضل كدة كتير؟
– كدة إيه؟
أشارت لجسده بيدها بتوتر واردفت بصوت هامس خجول : ق..قصدي كدة.
انتبه لصدره العاري واردف : أه ث..ثواني هلبس واجي.
امأت لهُ بينما أغلق هو الباب ودلف للغرفة سريعًا، وأخذت هي تتجول بالشقة.
بعد وقت قصير شهقت بفزع حينما شعرت بتلك اليد التي حاوطتها من الخلف، وراسه دُفنت بعنقها واردف بعُمق شديد : كل ده يا سجى؟ ٦ سنين قدرتي تكوني فيهم بعيدة عني؟ 
أبعدته عنها بتوتر شديد، واردفت وهي تشير لابنتها التي تنظر لهم بدهشة مما يحدث : م..مكة.
نظر للطفلة واردف : أختك؟
نظرت سجى للأسفل واردفت بهمس بالكاد سمعه : بنتنا.
رجع للوراء بصدمة شديدة واردف : إيه! مستحيل!
رفعت انظارها إليه واردفت : إيه المستحيل؟ نسيت الي حصل من ٦ سنين؟ أهي مكة جت نتيجة غلطتك دي!
أحمد بغضب : بردوا غلطتك! نفس الكلمة! 
ثم أكمل وهو ينظر للطفلة : انتِ كنتِ عارفة إنك حامل لما كنت بتحايل عليكِ نتجوز؟
نظرت للأسفل بتوتر واردفت : أيوة.
قبض على ذراعها بشدة واردف : أيوة! يعني كنت شوية شوية هبوس رجلك علشان نتجوز وكنتِ حامل ورفضتي وخدتي بنتي ومشيتِ؟
رفعت نظرها إليه واردفت بلهفة : أنت صدقت أنها بنتك؟ كنت خايفة تكدبني وتخليني أمشي.
ضحك أحمد بسخرية واردف : لا يا شيخة؟ كنتِ خايفة اخليكِ تمشي بجد! ومخوفتيش انتِ تمشي بيها ليه من ٦ سنين؟
– علشان أنت..
أحمد بغضب وصراخ : علشان أنا إيه؟ هقولك أنا علشام إيه، علشان واحد اتفق مع أمك بمنتهى الحقارة وحطولي حاجة ف العصير يوم ما جيت اتقدملك وبعدها خلوني اعتدي عليكِ.
سجى بصدمة : ماما! ماما الي عملت كدة!
أحمد بسخرية : إيه مش مصدقة؟ أه أمك عملت كدة، علشان ابوكِ رفض جوازك من قريبها و وافق عليا أنا، وهي اتفقت معاه أنهم يحطوا راس ابوكِ ف الأرض ويخلوني اعتدي عليكِ و يوروا ابوكِ اختياره ليا كان غلط إزاي، شوفتي اذيتك إزاي؟ لأ وكمان جيتِ انتِ كملتي عليها وكنت شوية شوية هبوس رجلك واقولك اني مكنتش واعي لاي حاجة حصلت، وخلينا حتى نتجوز فترة علشان متكونيش لا منك متجوزة ولا منك مش متجوزة! قولتلك نتجوز واعترفت بغلطي الي أنا أصلا كنت ضحية زيي زيك وقولتلك هصلح كل الي حصل بينا، بس حضرتك عملتي إيه؟
أقترب منها وهو يكمل بغضب والشر يتطاير من أعينه : ها، عملتي إيه؟ ابوكِ طردك لما عرف وبدل ما تفضلي معايا ونتجوز سبتيني وهربتي وانتِ كمان عارفة إنك كنتِ حامل، بس بردوا عملتي الي ف دماغك واختفيتي، قعدت ٣ سنين ادور عليكِ لحد ما خلاص فقدت الأمل أني الاقيكِ وسافرت برة.
قبض على ذراعها بعنف واردف بغضب : غبية ومبتفكريش وبكره غبائك يا سجى، ودلوقت تقدري تقوليلي كنتِ عايشة فين انتِ وبنتي؟
ترك ذراعها واتجه ناحية ابنته واردف وهو يشير إليها : شايفة وصلتي نفسك وليها لايه؟ شايفة طفلة خلتيها عايشة إزاي؟ 
اردف بصراخ : ردي عليا، شايفة؟
اقترب منها واردف وهو يقبض على ذراعها مرة أخرى واردف : كنتوا عايشين فين وازاي؟ 
سجى ببكاء : ف..ف بيت أجرته وقعدت فيه لحد ما ولدت.
اقترب منها بترقب شديد واردف : وصرفتي منين؟ و ولدتي إزاي؟ وبعدها كنتِ بتصرفي منين؟
ظلت صامتة بينما كانت تشهق من كثرة بكائها، واردف أحمد بصراخ : انطقي..
سجى بخوف : ه..هقول أهو، ك..كان فيه واحدة جارتي ف البيت و..و وديتني جمعية خيرية ساعدوني بفلوس و ودلت وبعدها كنت ببيع ورد.
أحمد بصراخ : بقى أنا بنتي بتلفي بيها تبيعي ورد؟ بنتي تلف ف الشوارع زي الشحاتين تبيع ورد وأنا عايش! لو أطول اقتلك يا سجى كنت قتلتك صدقيني.
فاق من غضبه على صوت بكاء ابنته، واقترب منها وجلس على قدميه بلهفة واردف : حبيبتي مش قصدي اخوفك مني أنا آسف..
ظلت تشهق الطفلة وهي تدفعه بخوف، وجرت مُسرعة نحو والدتها.
وقف أحمد ونظر لسجى بغضب شديد، بينما قابلت نظراته بخوف، وجلست أمام ابنتها واردفت وهي تمسح دموعها : مش كان نفسك تقابلي بابا؟ أهو ده بابا يا مكة، مش شوفتي صوره وعارفاه؟
مكة ببكاء : بس هو ليه بيزعق وخلاكي تعيطي.
سجى : مش لما مكة بتغلط أنا بزعقلها علشان متعملش غلطها تاني؟
مكة وهي تمسح دموعها بيدها الصغيرة : أه.
سجى بحنو : وماما غلطت وبابا دلوقت كان بيزعق ليها علشان متعلمش الغلط ده تاني.
أحمد بسخرية : وياريتها بتتعلم!
أمسك أحمد بيد ابنته وقدمها نحوه، وجلس بها على الأريكة واجلسها على قدمه واردف بحزن : كان نفسك تشوفيني؟
أمأت مكة برأسها بطفولية بمعنى نعم، بينما ابتسم لها أحمد بحزن وأكمل : أنا آسف أني خوفتك وأوعدك مش هخليكِ تخافي تاني، اتفقنا؟
ضحكت لهُ مكة واحتضنته بيدها الصغيرة واردفت بسعادة : كان نفسي أشوفك أوي يا بابا.
ضمها أحمد بحنو واردف : وأنا يا قلب بابا.
– هو أنت مش هتخلي ماما تشتغل وتخليها تقعد معايا طول اليوم صح؟
نظر أحمد لسجى ومن ثم لابنته مرة أخرى التي أكملت ببراءة : أصل هي قالتلي وأحنا جايين أني هاجي أشوف بابا، وهو مش هخلينا ننزل الشارع تاني ونبيع ورد.
مسد احمد على شعرها بحنو واردف : آه يا حبيبتي، هتفضلي انتِ وماما هنا مش هتروحوا ف حتة.
نظرت مكة حولها بسعادة واردفت : الله هو احنا هنعيش هنا؟ هو ده بيتك يا بابا؟
أبتسم بسعادة على تكرار كلمة بابا التي تُلقيها عليه وسط حديثها واردف : وبيتك انتِ كمان يا حبيبت بابا، قومي اتفرجي عليه يلا.
نهضت مكة بسعادة لتدور بجميع أنحاء الشقة، بينما نهض أحمد واتجه ناحية سجى التي تقف بالزاوية تشاهدهم وهي تبكي فقط.
وقف أحمد أمامها و وضع يده بجيوب بنطاله واردف بهدوء : ليه جيتِ؟ مش معقول دلوقت قلبك كلك وقولتي يا حرام لازم يعرف بنته وضميرك صحي دلوقت!
اخفضت رأسها للأسفل واردفت : عاوزة أنسب مكة لاسمك وتدخلها مدرسة.
أحمد بهدوء مخيف : انتِ عارفة أنا ممكن أعمل إيه دلوقت؟
رفعت راسها إليه ونظرت لهُ بتوجس وخشية بينما أكمل أحمد ولازال على نفس هدوئه : أقدر أوي يا سجى اطردك من هنا واخد مكة، وعمرك ما هتقدري ترفعي صوتك علشان تاخديها، واخدها وأرجع تاني أمريكا ونعيش أنا وهي هناك، إيه رأيك ف اللي ممكت أعمله؟
نظرت لهُ بخوف والدموع تنهمر من عينيها بغزارة، بينما أكمل هو : بس أنا مش زيك علشان احرمها منك يا سجى، للأسف أنا مش كدة ومش هقدر أعمل كدة، ضميري مش هيسمح أنها تيجي يوم وتقولي فين ماما؟ أنا مش زيك هقدر اخترع ليها كدبات وأمها موجودة.
ابتسمت لهُ بأمل ولازالت تبكي بينما أكمل هو : هننزل دلوقت هكتب كتابي عليكِ واصلح الغلطة الي بالنسبالك كنت أنا السبب فيها ف أنا هصلحها دلوقت برغم أني مش مُجبر على كدة نهائي، وهتعيشي معايا هنا بصفتك أم لبنتي وبس، وهنسبها ليا وهدخلها مدرسة خاصة.
سجى بهمس : إحنا ممكن منتجوزش.
أحمد بسخرية : بتمنى والله، عارفة ليه؟
أكمل بجدية : لأن عمري ما هأمن عليكِ زوجة ليا يا سجى بعد الي عملتيه، وللأسف لازم اتجوزك علشان اقدر أنسب مكة ليا بقسيمة جوازنا وأنك مراتي، ثانيًا حطي ف بالك ده كويس أوي، مكة هتفضل معايا، حبيتي تكملي وتفضلي على ذمتي هتعيشي مع بنتك، طلبتي تطلقي يبقى هتخرجي من هنا من غيرها، ولو هتفضلي هيبقى وظيفتك بس وجودك مع بنتك غير كدة هتكوني زيك زي الكرسي بالنسبالي، واظن إنك فاهمة كلامي كويس يا سجى.
سجى بألم وهي تشعر بكلماته كالطعنات بداخل صدرها : ماشي يا أحمد.
أحمد بجدية : تمام هروح دلوقت أجيب هدوم جديدة لمكة وبعدين هنروح نكتب الكتاب.
ثم نظر لها من أعلاها لاسفلها بسخرية واردف : وليكِ انتِ كمان بدل الشوال ده.
ظلت صامتة ولم تجيبه، ودموعها تنهمر بألم وانكسار من حديثه، وانكسار ايضًا مما قاله، أمها من فعلت بها ذلك! هي بالأساس ليست أمها بل زوجة أبيها، ولكنها لم تتخيل يومًا أن تفعل بها ما فعلته! ومن غبائها عاقبت أحمد على ذلك وابتعدت وحرمته من ابنته لـ ٦ سنوات.
بعد وقت عاد احمد ومكة بيده واردف : يلا.
سجى بتلقائية : هو أنت ليه صدقت من أول ما قولتلك إن مكة بنتك؟
صمت وهو لا يعلم ما يجيبه، حقًا لا يعرف لماذا صدقها منذ الوهلة الاولى، هل لأنه منذ أن رآى تلك الفتاة معها وشعر بأنها ابنته؟ أم لأنه لازال يثق بسجى ثقة عمياء حتى تلك اللحظة؟ أم للسببين معًا!
أحمد وكأنه لم يسمع منها شيئًا : يلا عشان منتأخرش.
في فيلا ماجد..”
وقف الجميع يستقبلوهم بسعادة، وماجد يحتضن جاسر وابعده عنه واردف : كل ده يا جاسر؟ 
جاسر : معلش يا بابا، الشركة خدت وقت معايا.
شروق وهي تنظر لشيري بدقة : مالك يا شيري؟ شكلك تعبانة كدة ليه؟ وشك وجسمك خاسس خالص وباين عليكِ التعب! انتِ كويسة يا بنتي؟
احتضن جاسر ذراع شيري الذي شعر بتوتر جسدها واردف : شيري كانت حامل وتعبت واجهضت، ومن وقتها وهي زعلانة وده تعبها أكتر.
نظرت شيري لجاسر بصدمة بينما اردفت شروق بإبتسامة وهي تتقدم نحوها : حبيبتي المهم إن انتِ بخير، وأن شاء الله ربنا هيعوضك وتحملي تاني وتجيبي أخوات كتير لقاسم، والطفل متعلميش لو كان الحمل كمل كان ممكن يجي مُشوه بعد الشر! أو انتِ حصلك حاجة و وقتها احنا مكنش حد فينا هيفرح بالعيل أكيد! المهم إنك بخير وصحتك كويسة ونفسيتك كويسة ودول أهم حاجة وطالما دول كويسين هتخلفي تاني بإرادة من ربنا بإذن الله.
أدمعت أعين شيري وتقدمت منها بتلقائية وارتمت باحضانها، بينما تفاجئت شروق بفعلتها ولكنها رفعت يديها وأخذت تُربت على ظهرها..
شعرت شروق ببكاء شيري بين أحضانها وظلت تُربت عليها بحنو حتى هدأت شيري قليلًا وابتعدت عنها واردفت : ا.. أنا آسفة بس..
قاطعتها شروق بحنو وهي تمسح دموعها : آسفة ليه؟ أنا هنا معاكِ حضني مفتوحلك دايمًا، أي حاجة تزعلك تعالي جري ف حضني، الواد ده يزعلك..
ثم أشارت لجاسر واكملت : بردوا تعالي ف حضني واعاقبه ليكِ.
ضحكت شيري بينما اردف جاسر بغضب : واد!
شروق : أه واد، هتكبر على أمك يا جاسر ولا إيه؟
قبل جاسر يدها واردف : وأنا أقدر يا ست الكل؟
ثم نظر حوله واردف بتساؤل : أمال فين ليان؟ 
نظر الجميع لبعضهم بتوتر، بينما أعاد جاسر سؤاله : فين ليان؟
ماجد : ارتاح طيب وهحكيلك يا جاسر.
جاسر مقررًا لسؤاله : ليان فين؟
شروق : جاسر مش هيسكت غير لما يعرف، ليان اتجوزت.
جاسر بصدمة : اتجوزت! ومحدش قالي ليه؟ ومستنتونيش ليه؟
ماجد : ده الموضوع الي خليتك تيجي علشانه يا جاسر، ف قولتلك اطلع ارتاح شوية وبعدين أنزل ونتكلم ف المكتب براحتنا.
نهض جاسر واردف : أنا مرتاح أهو، يلا 
قاسم : خلاص يا عمي جاسر مش هيسكت فعلا غير أما يعرف حصل إيه.
بعد وقت في مكتب ماجد بالمتواجد بالفيلا، كان يجلس قاسم وجاسر وماجد وهشام وزياد..
جاسر بصدمة : ومين الي عمل كدة؟ طب أسر سافر برة هيتعالج برة!
قاسم : أسر عمل عمليتين لحد دلوقت ومفيش فايدة.
جاسر : ليه؟ هو عينه حصل فيها إيه؟
ماجد : بص دلوقت يا جاسر، أنا خليتك تيجي علشان مكنتش هأمن إنك تكون أنت و مراتك وابنك بعيد عن عيني وكمان أننا كلنا سوى ده هيكون احسن.
جاسر : أنت كلمت كيان؟
قاسم : أيوة وهو لسة متجوز من كام يوم، ف هينزل القاهرة بس مش دلوقت.
جاسر : وأنت يا بابا، معندكش أي شك مين ممكن يكون مساند فاروق؟ يعني حضرتك افتكر كدة كان فيه أعداء تاني عندك غير فاروق!
نظر ماجد لهشام نظرة ذات معنى، واردف هشام : لأ، كان فاروق وحسان أخوه الي هو جدك، والاتنين كانوا شاغلين ف مصر لوحدهم والي ساندهم كان من برة مصر، ولما فاروق اتحبس هو وحسان ف أكيد دول شالوا ايديهم منهم.
جاسر : وليه ضامن أوي كدة أنهم شالوا ايديهم منهم؟ ما يمكن إبن فاروق ده هو الي بيشتغل معاهم دلوقت! ومع دول مفيش حاجة اسمها أكيد بالعكس كل شئ تفكر فيه معاهم لأن بالنسبة ليهم كل شئ مُباح.
زياد بتركيز : طب وأحنا هنعرف منين؟
جاسر : ف دي لازم نستنى كيان يجي، لأن هو الي هقدر يجيبلنا اتصالات فادي بـ برة مصر وسفره وإذا كان يعرف حد من برة مصر ولا لأ، ولحد ما كيان يرجع ف أنا عيني هتكون عليه وأحاول أعرف أي حاجة تسهل علينا الي هيحصل لما كيان يجي.
زياد بتصفير : والله نينجا يا جاسر، تفكيرك يستاهل طبق بسبوسة من ايد شروق فعلا.
قاسم بسخرية : بسبوسة!
ماجد : أيوة اتكلم يا عاقل أنت.
قاسم : طب قول حمام محشي، أكل يرُم العضم كدة.
نهض قاسم سريعًا من ماجد الذي وجده يقترب نحوه حتى يضربه.
جاسر بضحك : بابا وقاسم وزياد، تلاتة أطفال والله مش هيكبروا.
نظر جاسر لهشام الذي يجلس مكانه صامت وكأنه شارد بشئ ما..
جاسر : بتفكر ف إيه يا عمي؟ فيه حاجة تانية بابا مخبيها؟
– لأ يا جاسر.
– أمال في إيه شاغل عقلك كدة؟
– مش عارف، بفكر ف فاروق وايه الي ممكن يكون عاوزه! وايه كان ممكن يحصل لو كان لما ضربوا أسر يومها خدوا ليان!
جاسر : متقلقش، فاروق برغم قوته جبان، أجبن من أنه يقف قصادي، وبعدين فاروق كان بيهوش مش أكتر علشان أنا أظهر معاكوا ف الصورة لما لقاني مُختفي كدة، وأنا ظهرتله خلاص.
– ما أبوك قال نفس الكلام.
– أيوة، وأنا ظهرت، متقلقش مش هيقدر يعمل حاجة لأي حد فيكوا لأنه جبان.
هشام بتنهيدة : ربنا يصلح الحال يا رب.
نهض جاسر من مكانه واردف : أنا هطلع أنام شوية لأني مش قادر خالص وكمان عاوز اصحى أروح لـ ليان علشان وحشتني.
هشام : هو ماجد راح فين؟
جاسر بضحك : خرج يجري ورا قاسم.
ضحك هشام بشدة وهو يتخيل ماجد يجري وراء إبنه..
بينما في الخارج..
ماجد بلهاث : أقف يخربيتك قطعت نفسي.
قاسم : إيه يا ماجد كبرت ولا إيه؟ لأ أصغر كدة مراتك لسة ف عز شبابها مش أنت تكبر وهي تصغر أحسن تضيع منك.
ماجد : والله يا قاسم لو مسكتك لادفنك.
قاسم : الحق عليا يا عمي أني بخليك تتأكد من صحتك لسة بخيرها ولا لأ 
ماجد بغضب : وأنت مالك ومال صحتي يا زفت أنت؟
قاسم بغمزة : يا حبيبي علشان نعرف لسة رافع راسنا ولا خلاص كبرت وعجزت.
زياد من خلفهم : خلاص يا بابا سيبه.
جاءت شروق ومروة وشيري وصبا على صوتهم العالي واردفت مروة : في إيه؟
ماجد بغضب : في أن جوزك مرباش إبنك!
قاسم بغمزة : أبقي اسألي الحاج بقى مكنش فاضي يربيني ليه.
زياد لقاسم : يخربيتك فيه بنات واقفين.
نظر قاسم لصبا وشيري واردف : اطلعوا على اوضكوا يا حبايبي أصل ده كلام كبار شوية.
تأوه قاسم أثر تلك اليد التي قبضت على عنقه وما كانت سوى يد هشام الذي أردف : وجوزها فاق دلوقت وهيطلع عين أهلك يا قاسم.
قاسم لزياد : أهو كلوا منك أنت، كان لازم تتنيل وتقول صنية بسبوسة!
زياد : وسيادتك كان لازم تتنيل وتقل ادبك!
هشام : أهو أنا هعمله الأدب دلوقت 
قاسم : عيب عيب يا بابا دا أنا حتى على وش جواز يا جدع! جاي تعلمني الأدب دلوقت؟ 
شروق بضحك : خلاص يا جماعة سيبوه كفاية ويلا الغدا جهز.
ماجد : الواد ده مش هياكل معانا.
قاسم :, ليه أن شاء الله ناكرة أنا ولا ناكرة! 
ثم نظر لشروق واردف بإبتسامة : ألا انتِ عاملة أكل إيه يا شوشو؟ هو كل الأكل من ايدك تحفه أكيد.
جاسر لزياد : اقرى الفاتحة على قاسم دلوقت، زمانه هيتسال بين ايدين ربنا.
ماجد بغضب : نعم يا روح امك!
فلت قاسم من يد هشام وهو يجري ويصرخ : يا شروق يا شوشو
وماجد يجري خلفه بغضب.
وقف ماجد بلهاث واردف : ورحمة أبويا ما أنا سايبك يا قاسم، وهتقع تحت ايدي يعني هتقع.
تقدمت شروق ناحية ماجد و وضعت يدها على كتفه واردفت : خلاص يا حبيبي والأكل هيبرد، سيبه دلوقت وابقى ربيه براحتك بعدين، متنساش أن جاسر جاي من سفر ومراته تعبانة وأكيد جعانين.
نظر ماجد لشروق بغضب واردف : ماشي يا شروق، عديني.
افسحت له شروق الطريق وهي تحاول كبت ضحكتها.
بعد وقت في غرفة جاسر وشيري..
شيري : شكرًا يا جاسر 
عقد جاسر حاجبيه واردف : على؟
– إنك يعني مقولتش لحد أني.
– وانتِ فِكرك أني كان ممكن أقول لحد ؟
شيري بتوتر : بس دول م..مش حد دول عيلتك.
تقدم جاسر ناحيتها و وقف أمامها واردف : دول عيلتي وانتِ مراتي، ايًا كان إيه بيني وبينك لا قبل كدة ولا دلوقت ولا بعدين مسموح لأ حد يعرفه غيري أنا وانتِ يا شيري..
احتضن وجهها بين يديه وأكمل بإبتسامة : أنا وانتِ مرايات لبعض، كل واحد فينا مرايته كشفاه للتاني، ومينفعش حد فينا يكون مراية لشخص تالت ماشي يا حبيبي؟
شيري وهي تشعُر بسعادة تغمرها من جمال كلماته : ماشي يا حبيبي.
ضمها جاسر لصدره واردف : يلا بقى ننام احسن أنا تعبان اوي، وكمان عاوز اروح لـ ليان.
– نام يا حبيبي وقولي عاوز تصحى امتى تروحلها واصحيك.
– تؤ تؤ إحنا هنام و وقت ما نصحى هروح، يلا يا روحي.
أخذها جاسر للفراش ونام جاسر وأخذها بين أحضانه ونام الإثنان في نوم عميق..
بينما في غرفة صبا..”
دلف زياد للغرفة و وجدها يسودها الظلام، واشعل الأنوار بها و وجد صبا جالسة بجانب النافذة وهي تبكي..
تقدم زياد ناحيتها واردف : ليه الدموع دي؟
جلس أمامها وأخذ يمسح دموعها، بينما ألقت هي نفسها باحضانه واردفت ببكاء : أنا آسفة يا زياد، والله ما كان قصدي أرد عليك قدامهم، بس أنا دايمًا أنا وأنت بنرد على بعض بالطريقة دي، معرفش بابا زعقلي وهو عنده حق مينفعش أكلمك واكسفك كدة قدامهم أنا آسفة.
زياد : ششششش، بطلي عياط بس، وبعدين أنا مش متعود غير على صبا الدبش الي بترد عليا الكلمة بعشرة وبس، غير كدة مش متعود، وأنا حبيت صبا الدبش الي بلسانين دي.
ضحكت صبا على حديثه بينما نظر لها بعشق وأكمل وهو يرجع خصلات شعرها للخلف : بس بيني وبينك مش قدام حد، ردي عليا كأني واحد صاحبك براحتك، وكوني دبش وأنا هستقبل منك كل حاجة بصدر رحِب وهرد عليكِ بهزارك وأسلوبك طالما انتِ حابة كدة ودي حاجة بتسعدك وأنا ميهمنيش أي حاجة ف الدنيا غير سعادتك وبس، بس بيني وبينك، وأحنا لوحدنا وبس، اتفقنا؟ 
حركت صبا رأسها بمعنى نعم وأكمل زياد بإبتسامة : بصي يا قلب زياد، فيه حاجات كتير هتكون بينا محدش هيفهمها غيرنا، ممكن حاجة نعملها كل الناس تقول دول متخلفين إنما احنا نكون مبسوطين بكدة، حاجة تبسطنا فعلا من جوانا وتضحكنا بجد.. ممكن نعمل حاجة وتكون بالنسبة لناس كتير تافهة، وبالنسبة لينا مهمة جدّا وتفرق معانا، ف علشان كدة أي حاجة بتحبي تعمليها معايا تبقى بينا وبس، يعني مثلا لو أنا حبيت أعمل كدة..
نظرت لهُ بتركيز وهي تنتظر باقي حديثه، بينما غفلها وهو ينخفض نحو ثغرها ويقبلها بلهفة وشوق..
ابتعد عنها بعد وقت واردف بعشق : أكيد هتكون بيني وبينك بس صح؟
حركت رأسها في خجل بينما ضحك هو على خجلها وأكمل : علشان كدة بقولك أي حاجة تحبيها تكون بينا وبس.
قبلها برقة مرة أخرى واردف : اتفقنا؟
صبا بخجل : اتفقنا.
– ومش عاوز حبيبت قلبي تعيط تاني ماشي؟
ابتسمت صبا لهُ واردفت : حاضر.
في شقة أسر وليان..”
ليان وهي تقفز بسعادة : اسورتي..
ذهبت لهُ بلهفة وسعادة واردفت : الكيكة طلعت حلوة يا أسر، هتبرد وادوقهالك، طلعت تحفه بجد..
أبتسم أسر وهو يستشعر سعادتها، ويتخيل ملامحها وهي سعيدة لتلك الدرجة واردف : مش حبيبتي الي عملاها؟ طبعًا هتطلع حلوة.
قبلته ليان من وجنته بسعادة واردفت : قلب حبيبتك، أنا مبسوطة أوي، حاسة أني علمت إنجاز كبير خالص.
أسر بحنو : وهو فعلا إنجاز يا روح قلبي، وكبير كمان وحبيبت قلبي عملته.
ليان : ممكن طلب يا أسر؟
– طبعا يا حبيبت أسر.
ليان بتوتر : إحنا من وقت ما اتجوزنا وأنا مش بنزل خالص، ف ممكن ننزل أنا وانت؟
– هنروح فين؟
ليان بترجي : أي حتة يا أسر المهم ننزل، أقولك تعالى نروح عند باباك ومامتك، وحشوني أوي يا أسر عاوزة أشوفهم.
أسر بتنهيدة ف هو يكره خروجه من البيت ولكن حقًا شعر بالشفقة عليها، ف هي لا تخرج من البيت سوى أنها ذهبت معه مرتين لإجراء العمليتين فقط، ومن وقتها وهو محتجزها في المنزل لا يسمح لها بالخروج منه : ماشي يا ليان، هنروح عند ماما.
احتضنته ليان بسعادة واردفت : هيييي بحبك يا قلب ليان من جوة.
يتبع…
لقراءة الفصل الحادي عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *