Uncategorized

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم فرح طارق

 رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم فرح طارق

رواية منقذي وملاذي الجزء 2 الفصل العشرون 20 بقلم فرح طارق

اردفت صبا بملل عِندما استمعت لصوت طرقات على باب غرفتها وهي جالسة على فراشها، تتصفح هاتفها : أدخل..
دلفت مروة للغرفة، وأغلقت الباب وتقدمت ناحية صبا، وجلست على الفراش أمامها واردفت : جاية أتكلم معاكِ شوية يا صبا.
نظرت لها صبا ببرود واردفت : نعم يا ماما.
مروة بسخرية : وايه لازمة ماما بقى مع بصتك دي!!
ثم تنهدت بضيق واردفت بجدية : ع العموم يا صبا أنا جاية أتكلم معاكِ ف حاجة مهمة وأتمنى تسمعي للآخر وتفهميني.
نظرت لها صبا بتركيز شديد، بينما أكملت مروة : جوازي من ابوكِ مكنش زي ما انتِ فاهمة كدة، ولا غادة الي دخلت علينا وخربت حياتنا، ولا أنا بنفس الصورة الكويسة الي ابوكِ وصلها ليكِ عني، بالعكس أنا لحد ما اتجوزت ابوكِ كنت أسوأ ما يكون، وكله كان بفعل الظروف، لفيت وضحكت على هشام واتجوزته عُرفي وهو متجوز غادة، وف الأول كنت عايشة مع ناس بيتاجروا ف المُخدرات والسلاح وشُغلهم كلوا شغل عصابات، وأنا دخلت على هشام علشان أضحك عليه واخد منه المزرعة الي عنده، ولما اتجوزته حبيته، وقررت أغير نفسي علشانه، وخدته من مراته ليا، وطلقها، وأعلن جوازي منه قصاد كل الناس وبقيت أنا الي مرات هشام..
انهمرت دموعها بغزارة وهي تتذكر ما كان يحدث معها واكملت : بس مكنش بمزاجي، وأنا صغيرة أهلي ماتوا، يومها واحد شافني ف الشارع وخدني وعِشت معاه وأنا لسة طفلة، كبرت لقيت نفسي ف بيت مشبوه، واتفرض عليا اكون زيهم ومعاهم، كل الناس كانت بتشوفني حاجة وحشة ما عدا ابوكِ، كنت بطير معاه من الفرحة لما كان بيقولي كلمة بحس بيها إني فعلًا إنسانة اتحب..
نظرت لصبا التي وجدتها تنظر لها بشفقة وحزن عليها، ومسحت مروة دموعها واكملت بجدية : أنا جيالك علشان أقولك حاجة واحدة بس يا صبا، وهي عن شيري، ظروفها كانت نفسي ظروفي متختلفش عنها يا صبا، وانتِ غلطتي معاها، وهي معملتش حاجة، بالعكس دخلت البيت ومأذتش حد فيكم، خدت جمب وبعدت عن الكُل، أه منظورها لينا كان وحش إنما كانت بعيدة، مأذتش حد بس هي الي كانت بتتاذي، هي وبس يا صبا وأنا أكتر واحدة عارفة معنى الشعور والإحساس ده..
كادت أن تتحدث صبا ولكن قاطعتها مروة : وحاجة كمان قبل ما تكملي، جوزك سمع كلامك مع شيري يومها، بس لما لقاني أنا دخلت واتكلمت هو سكت ومرضيش يدخل علشان ميحرجش شيري بسبب كلامك، قومي كلميه وشوفي ماله لأن شكلك ولا لاحظتي أصلا إنه مضايق منك ف حاجة..!
نظرت لها صبا بخجل من نفسها، واردفت وهي تحك ذقنها : عندك حق..
– وشيري تعتذري ليه، ولو كلامك حاسة إنك مش هتتقدري تتعاملي معاها يبقى تبعدي عنها خالص ومتأذهاش بكلمة منك أو بنظرة حتى..
– حاضر يا ماما هعتذر لشيري..
ابتسمت لها مروة برضا، بينما اقتربت منها صبا واحتضنتها واردفت بدموع وحزن : يااااه كل ده يا ماما عانيتِ منه؟
تجمعت دموع مروة واردفت : وشايفة كل ده؟ شيري عاشت نفسه يا صبا وانجرحت يمكن أكتر مني، متظلمهاش يا حبيبتي واعرفي كويس أوي إن الكلمة كفيلة إنها تحيي شخص، وكفيلة إنها تموته يا صبا.
مسحت صبا دموع والدتها واردفت : حاضر يا ماما.
احتضنتها مروة واردفت : حضرلك الخير يا قلب أمك.
في الشركة…”
دلف جاسر لمكتب زياد الذي وجده يرتدي نظارته ويتابع عمله بتركيز شديد، وما إن وجد جاسر حتى خلع نظارته، ونظر لهُ وهو يبتسم واردف : جاسر باشا بنفسه هنا..! إيه سِر الدخلة السعيدة دي؟
جلس جاسر أمامه، ونظر لهُ نظرة مُطولة لم يفهمها زياد، الذي نظر لهُ رافعًا حاجبيه، بينما اردف جاسر : كبرت يا زياد، وبقيت تخبي عني كل شئ يخصك ما بتتكلمش معايا..!
زياد بإبتسامة : مش كدة، بس أنت مشغول مع مراتك والشركة، وحاجات كتير ف مش هشغلك معايا بردوا..!
رفع جاسر حاجبيه واردف : وده من امتى بتقول كدة؟
– من وقت ما شوفت وعرفت معنى المسئولية الي أنت فيها، ولما كنت ف المستشفى وسيبتني أنا وقاسم مكانك، وعرفت قد إيه بتتعب ف الشركة، ومع مراتك الي حاولت بكل جهدي إني أخد بالي منها هي وابنك.
طالعه جاسر يفخر وهو يرى تربيته لابنه، حقًا ابنه، ف هو يعتبر زياد وليان أولاده، هو من رباهم، وليس ماجد، هو من كان يتكفل بِهم وبِكل ما يخصهم، ويتحدث معهم بكل شئ خاص بهم، وعن حياتهم، ولكن تلك الفترة الأخيرة منذ أن سافر لشيري وعاد مرة أخرى وهو يشعر بأنه ابتعد عنهم بشكل كبير، وقرر أن يعيد علاقته بهم من جديد..
جاسر بجدية : مالك يا زياد؟ 
حرك زياد شفتيه ويديه بعدم فهم، واردف : مالي؟
– أنت عارف قصدي إيه، بلاش لف معايا وقول مالك؟ في إيه؟ بقالك أيام وانت فيك شئ غريب مش عارف أحدده، متخانق أنت وصبا؟
تنهد زياد وهو يشعر بأنه لن يقدر على الصمت مرة أخرى، وأرجع رأسه للخلف واردف بوجع : صبا، وأه من صبا والله..
– مالها؟ 
لازال زياد على نفسه وضعيته، وهو يطالع السقف، واردف بتشتت وحيرة : مش عارف، مش عارف مالها، أوقات كتير بشُك ف إنها فعلًا بتحبني؟ ولا هي وافقت عليا لمجرد إننا متربيين سوى وعلى طول مع بعض، وفيه مواقف كتير بينا وعايشين مع بعض ف بيت واحد، ف اتعودت على وجودي معاها..! طريقتها معايا كلامها، كنت متقبلها علشان بحبها، وأقول هو دي طريقتها وكلامها، وبحبها يبقى اتقبلها زي ما هي وزي ما اتعودت تكون، بقالي فترة قولت أبعد شوية أشوف هي هتعمل ايه؟ هتلاحظ إن فيا حاجة!! متغير حتى شوية! بس مفيش، مفيش أي رد فعل منها، ولو حصا صدفة جمعتنا ف البيت بتبقى نفس طريقتها معايا، كلامها الدبش وبس..
أعاد رأسه مرة أخرى ونظر لجاسر واردف : تصدق عمرها ما قالتلي بحبك!! يعني لما اعترفت بحبي، سكتت وقالتلي وأنا كمان، بس.. كل مرة أقولها بحبك، مرتدش، بفكر إنها اتكسفت مثلا!! 
تنهد بحيرة وتشتت واردف : مش عارف يا جاسر، بجد مش عارف..المشكلة إني بحبها، بعشقها كمان مش بحبها، وده مخليني خايف، خايف اواجهها بتفكيري يطلع فعلًا معايا حق، نبعد، خايف أوي..
تحدث جاسر بعقلانية : وهتفضلوا كدة؟ لازم تكلمها، وتشوفوا. توصلوا لحل، يمكن أنت شايف الموضوع من وجهة تانية و وازن بطريقة غلط، كلمها وشوف هتقولك إيه، على الأقل لو معاك حق هتقطع تفكيرك وبدل الحيرة هتعرف أنت واقف ف أنهي نقطة! 
– شايف كدة؟
أجابه جاسر بتأكيد : طبعًا، قوم يلا روح واتكلم معاها وشوف هتوصلوا مع بعض لإيه، وبعدين مش يمكن أنت فيه حاجة من ناحيتك أو تقصير من نقطة معينة وأنت مش واخد بالك! كلمها وأعرف منها.
نهض زياد من مكانه وهو يلملم أغراضها بلفهة : عندك حق، سلام..
ضحك جاسر عليه وهو يراه يغادر بلهفة، ونهض من مكانه وهو يذهب لمكتبه، وأخرج هاتفه من بنطاله على صوت رنينه..
أبتسم جاسر بسعادة وهو يرى إسم زوجته ينير شاشة هاتفه، واجابها بحب : قلبي بيرقص من الفرحة على نغمة التليفون لما شاف أسمك انتِ.
ضحكت شيري بخجل وشروق جالسة بجانبها تنتظر أن تخبره بأمر خروجهم، واردفت : احم كنت عاوزة أقولك حاجة..
– قولي يا روحي.
– أنا وماما رايحين المول، بقالي كتير مخرجتش وهي كمان ف هنروح سوى.
ابتسم جاسر بحب واردف : ماشي يا روحي، بس هتروحوا مع الحرس، ماشي؟
– ماشي يا حبيبي.
اردف جاسر بعشق : بحبك.
– ماما بتسلم عليك.
ضحك جاسر بشدة عليها، ف هي تخجل أن تقول لهُ ع الأقل وأنا أيضًا أمام والدته!! واردف : سلميلي عليها يا روحي، يلا سلام وكلميني وانتِ ف خارجة.
– ماشي يا جاسر.
أغلقت معهُ الخط، ونظرت لشروق التي تطالعها بإبتسامة، وسعادة لسعادتها التي من الواضح أن ابنها ليس بأقل سعادةٍ منها، واردفت : نلبس؟
شيري بإبتسامة : أه، أنا هروح اودي قاسم للمُربية بتاعته، وبعدين هجهز على طول.
– ماشي يا حبيبتي.
مر الوقت وغادرت شيري وشروق الفيلا وذهبوا للتسوق بإحدى المولات التجارية..
في السيارة..
نظرت شروق للسائق بقلق واردفت : في حاجة ولا إيه؟ عمال تحود بالعربية كدة ليه؟
السائق بتوتر : مش عارف يا مدام فيه عربتين ورانا عمالين يقطعوا علينا، وقطعوا على عربية الحراس الي ورانا وفصلوها عننا..
تبادلت شروق وشيري النظرات بتوتر، واردفت شيري : طيب بلاش قلق وحاول تعديهم، وأنا هتصل بجاسر..
– ماشي يا مدام..
هاتفت جاسر، الذي كان بإحدى الإجتماعات الخاصة بشركتهم، وما إن وجد رقمها، حتى انقبض صدره بخوف لا يعلم مصدره، واستاذن من الجميع واجابها بقلق : شيري أخبارك إيه يا روحي؟؟
شيري بدموع : جاسر، فيه عربتين ورانا وفصلوا عربية الحراس الي معانا عننا، والسواق بيحاول يهرب منهم..
سقط قلبه بين قدميه واردف بهلع : طيب متقلقيش، أنا هاجيلكم، انتوا فين دلوقت؟
نظرت حولها بخوف، واملت عليه الطريق الذي يسيرون من عليه، وظل معها على الخط، الذي بلحظة قد انقطع وانقطعت معهُ روحه وهو يصرخ بها..
غادر جاسر الاجتماع، بخوف اثار الرهبة بداخل الجميع، والغى قاسم وماجد الإجتماع وذهبوا خلفه، ف حالته ايقنت بداخلهم أن الأمر شديد الخطورة..
وصل جاسر، وسيارة ماجد وقاسم خلفه، للمكان الذي أخبرته شيري بِه، ولكنه وجد السيارة والسائق بداخله مُصاب بالرصاص، وزجاج السيارة من الواضح أنه تعرض لضرب ناري، ف هو مُكسر بالكامل..
رجع للخلف ونبضات قلبه تعلو بخوف شديد وهو يردد إسم زوجته..
بينما ماجد لم يكن حاله أقل منه، ف زوجته ايضًا كانت معها..! 
رفع ماجد هاتفه الذي صدح صوت رنينه، وما إن وضعه على هاتفه حتى وجد صوت يوسف : ماجد بااشا، إيه رأيك ف المفاجئة بتاعت الشاذلي؟ بس مش عاوز اقلقك، مراتك ومرات إبنك ف أمان معايا، وعاوزك بس تفتح المايك علشان الكلام يوصل لابنك بردوا..
ضغط ماجد على زر مكبر الصوت وصدح صوت يوسف أرجاء المكان واردف : أتمنى تكون مفاجئتي نالت اعجابك يا جاسر، بس تعرف! كنت دايمًا أقول ليه فادي مش عاوز يأذي مراتك وبيسعى إنه يطلقها منك ويعالجها بنفسه!! 
نظر يوسف لشيري المُكبلة أمامه، بنظرات جريئة مُتفحصة، واردف : بس فعلّا طلع عنده حق يتهوس بيها كدة!! 
ثم أكمل بوقاحة : طول عمرك محظوظ يا جاسر، بس الصراحة المرة دي، للأسف أنا هاخد حظك ده واحطه عندي، أما أمك بقى!! 
طالع شروق بنفس الجرأة واردف : ف أنا دلوقت عرفت حظك جامد كدة لمين، طلع لابوك وأنا معرفش!! دا أنا جبتهم وأنا مكنتش عارف أحدد مين مرات الإبن ومين الحما فيهم!! بس بشكركم أوي على الهدية الجميلة دي..
صدح صوت جاسر الغاضب : والله يا يوسف، لو بس لمست أمي أو مراتي لأكون دافنك حي..
تعالت ضحكات يوسف بسخرية واردف : مش لما توصلي الأول؟ ع العموم يلا هسيبك دلوقت لآني مش بحب تضييع الوقت الصراحة..
أغلق الخط معهم، وصرخ جاسر بغضب وهو يضرب زجاج السيارة بيده، واردف : وربي ما هرحمه، أشوفه واقتله..
ثم نظر لقاسم واردف : تعرف فادي فين دلوقت؟ 
أجابه ماجد وهو يصعد بداخل السيارة : أنا أعرف أركب..
صعد الثلاثة بالسيارة، واتجهوا للمكان الذي بِه فادي..
في مكان آخر تحديدًا مبنى المخابرات المصرية..”
في مكتب كيان..
هدر صوته الغاضب : يعني إيه؟ هسيب مراتي بين ايديه!! افرض نفذ تهديده وقتلها..!
اللوا رِفعت : متقلقش، هو هيفضل معاك لحد النهاية، وهيفضل يهدد لحد ما إحنا نقبض عليه، وهنقدر نقبض عليه قبل ما يعمل فيها حاجة..
كيان بسخرية : لأ والله!! وهفضل أنا سايب مراتي بين ايديهم وأنا هنا ماشي ف اجراءت حبسهم؟ الي هي اجراءات قتل مراتي!! 
– كيان، أعرف أنت بتكلم مين وبتتلكم إزاي!!
كيان بغضب : أتكلم إزاي!! أنت عملت أيه لما بنتك كانت مخطوفة؟؟ عملت إيه وقلبت الجهاز إزاي لحد ما رجعت!! وأنا مراتي بين ايديهم دلوقت!
– عارف يا كيان ومقدر موقفك وعصيبتك كويس، والي أقصده إنك تتحكم ف عصيبتك علشان تقدر تتصرف وتفكر هتعمل ايه معاهم، وتوصل لحل يرجع مراتك و ف نفس الوقت تقدر تحبسهم..
– عن أمهم ما اتحبسوا!! عنهم ما اتحبسوا!!
اردف بها كيان بغضب شديد، وهو يدور المكتب ذهابًا وايابًا كالثور الهائج، وهو يفكر بزوجته التي أصبحت بين أيدي وحوش لا ترحم، وهو واقفًا مكانه مُكبلًا الأيدي.
تنهد اللوا رِفعت بحزن لأجله، ف كيان مثل إبنه ويعلم شعوره حقًا ف ابنته قد خُطِفت من قبل وكان قلبه كـ نيران مُشتعلة بداخل جسده..
: بص يا كيان، أنت هتكلمهم وتبلغهم بأنك موافق على إنك تسلمهم كل الأدلة الي بتداينهم..
نظر لهُ كيان بلهفة واردف : بجد!
– أه، وعرفنا ناخد مراتك والأدلة ف نفس الوقت، خير، معرفناش ف أنت تنقذ مراتك ونفكر ف طريقة تانية نرجع بيها الأدلة أو نجمعها من تاني..
لم يجيبه كيان بل أمسك بهاتفه بلهفة شديدة، وهو ينظر للساعة، ف قد أخبروه بأنهم سيُهاتفُنه بوقتٍ محدد حتى يعرفون قراره..
– فاضل تلت ساعة ويتصلوا..
– تمام أهدى كدة واعرف هترد وتقول ايه بالظبط..
نظر لهُ كيان بإمتنان : شكرًا ليك بجد..
ابتسم لهُ رِفعت واردف : مفيش شكر يا كيان، دي مراتك وأنا مقدر موقفك إيه، ودول فعلا ناس غدارة ميتوثقش فيهم وممكن ف لحظة يغدروا بيك، وممكن ميقتلوهاش ويعملوا زي ما حصل مع بنتي ويغت..
لم يتسطع إكمال الكلمة وصمت، وهو يشعر بخنجر يضرب صدره، بينما نظر له كيان بحزن واردف : والحمدلله قدرنا نقبض ع الي عمل كدة، وخد إعدام كمان..
طالعه رِفعت بإنكسار واردف : وبنتي؟ كرامتها وروحها البريئة الي اتدبحت؟ روحها الي لسة عمرها ١٩ سنة!! 
تنهد رِفعت واردف : ومش هسمح بأن مراتك يحصل فيها حاجة وخصوصًا إن قدامنا حل نعمله.
في مكان آخر..
وقفت ليان تنظر لليخت الذي يتوسطه اسمها بسعادة، واردفت : وحشني أوي أوي..
احتضنها أسر من الخلف واردف بحب : وانتِ كمان وحشتيه..
اردفت ليان وهي تصفق بحماس : يلا ندخل جوة..
أمسك أسر بيدها، واردف بسعادة لسعادتها : يلا يا روحي..
دلفوا لداخل اليخت الذي ما إن خطت أقدامهم، حتى شعرت ليان بِه يتحرك..
نظرت ليان لأسر بقلق واردفت : هو هيمشي؟
– أه، هنقضي بيه وقت ف وسط البحر..
احتضنته بخوف وهي تتشبث به واردفت : لأ لأ بخاف لأ يا أسر أنا كنت بحسب هيفضل واقف زي المرة الي فاتت..
حاوط أسر خصرها بدهشة واردف : خايفة من إيه يا روح أسر؟ 
أبعدها عنه واحتضن وجهها وأكمل بحنو : مش عاوزك تخافي من حاجة خالص وانتِ معايا يا ليان وف حضني، ماشي؟ 
حركت رأسها بمعنى نعم، بينما قبل أسر رأسها واردف : يلا نتفرج عليه كله لأنك المرة الي فاتت متفرجتيش ومجيناش بعدها تاني..
صفقت بحماس واردفت : أه يلا..
كادت أن تتحرك ولكنها شعرت بحركة اليخت، وتشبثت بذراع أسر مرة أخرى بخوف، بينما ابتسم هو بسعادة من ذاك الشعور..
شعور أنه الامان الذي تحتمي بداخله من أي شئ يخيفها أو يبعث القلق بداخلها، شعوره بأنه امانها وملجأها من كل شئ، يجعل قلبه يتضخم بفتور وسعادة وعِشقٍ لها فقط..
في فيلا ماجد..”
وصل زياد للفيلا، وصعد سريعًا لغرفة صبا وهو حاسم لأمره بأن يتحدث معها مثلما أخبره جاسر، ف هو أقنعه بأن الهرب من الشئ لا يحل الأمر سوى ازدياد الفجوة أكثر وأكثر..
وصل لغرفتها ولم يترُك الباب بل فتحه بتلقائية، ولكنه تسمر مكانه حينما وجدها تقف أمام المرآة وهي تجفف شعرها المُبتل، وتلف المنشفة حول جسدها..
نظرت صبا من المرآة و وجدته واقفًا خلفها، ويُطالعها بنظرات اخجلتها، وشهقت بخجل، وكادت أن تهرول ناحية المرحاض ولكنه كان الاسرع وقبض على ذراعها ودفعها نحوه، حتى اصطدمت بصدره..
صبا بتوتر وخجل :, ن..نعم؟ على فكرة فيه باب تخبط عليه!! مينفعش تدخل بالطريقة دي!! 
– بتحبيني يا صبا؟
عقدت حاجبيها بدهشة من سؤاله، ولكنها اردفت : زياد، لو سمحت اطلع برة..
أعاد سؤاله مرة أخرى وهو ينظر لداخل عيناها وينتظر إجابتها على سؤاله..
– أه..
– أه إيه؟ بتحبيني؟ وليه بتحبيني؟ علشان مثلا ابن عمك الي اتربيتوا سوى وكبرتوا سوى ف اتعودتي على وجوده معاكِ؟ ولا لسبب تاني؟ 
نظرت لهُ بخجل من قربه ومن وضعهم هذا وهي أمامه بتلك الطريقة، واخفضت رأسها واردفت بخجل : أه بحبك، ومش علشان السبب الي أنت قولته، بحبك علشان وأنا صغيرة كان حُب طفولتي هو أنت، وف سن المراهقة كان حب المراهقة هو أنت، ودلوقت حبي هو أنت، بحبك؛ علشان كنت أنت الوحيد الي وأنا صغيرة و وأنا كبيرة كنت بجري عليه وأنا زعلانة أو وأنا فرحانة أو فيا أي حاجة، وكنت بجري عليك وأنا خايفة علشان مش بطمن غير وأنت معايا، بحبك علشان أنت زياد، بحبك علشان قلبك وبس..
نظرت لعيناه التي لمعت بعشق شديد، وصدرها يعلو ويهبط من ذاك الإنفجار الذي انفجرته للتو، ولكنها لا تعرف كيف أخبرته بكل هذا!! احقًا من نظراته التي شعرت بالتوسل بِها بأن تتحدث معه وتفصح عن مشاعرها؟ ام لأنها ملت من كون أنه زوجها ودائمًا تتحدث بداخلها عن كم تحبه ولم تخبره بذلك يومّا؟
بينما لو ينطق زياد بحرفٍ واحدٍ، بل رفع رأسها إليه، وطبع شفتيه على ثغرها يقبلها بعشق شديد، قُبلة يخبرها بها كم يعشقها، وكم كان يطوق لسماع تلك الكلمات من بين شفتيها..
يتبع…
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
للعودة للجزء الأول : اضغط هنا

‫3 تعليقات

  1. تسلم ايدك يا فرح يا قمر كل سنه وانتي طيبة وبخير يا حبيبتي يلا بقا انزلي باللي بعده بسرعه ????????

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *