روايات

رواية جاريتي 3 الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت السابع عشر

رواية جاريتي 3 الجزء السابع عشر

رواية جاريتي 3 الحلقة السابعة عشر

ظهرت الصدمه على الجميع من كلمات ذلك الرجل الغريب …. اقترب ادم بغضب من ذلك الرجل وامسكه من ملابسه وهو يقول
– انت بتقول ايه …انت مين … وتعرف الى عمل كده منين …و هو مين اصلا ؟
نظر عزمى ليد ادم وابتسم ابتسامه صفراء وهو يقول
– انا جاى اساعدكم ايه بقا لزمتها المسكه دى ؟
– سيبه يا ادم
قالها سفيان أمرا ًلينفذ ادم أمر والده فورا و ابتعد عن الرجل الذى تقدم خطوه للداخل وقال
– روان الشامى
قطب سفيان حاجبيه وكذلك ادم ومهيره ليكمل عزمى قائلا
– روان هى الى اجرت واحد علشان يقتلك
كان الثلاثه ينظرون الى عزمى بأندهاش … وكان هو يعرف مدى صدمتهم الان خاصه وهم لا يعرفون من هو ولماذا يساعدهم وايضا لماذا تقوم تلك الروان بشئ كهذا
وكان سفيان يفكر هل حفاظه على كرامه زوجته وحبه لها اصبح جريمه يستحق القتل بسبهها او فقد احد ابنائه اقترب عزمى من سفيان واخرج من جيب بنطاله كرت ذاكره ومد يده به لسفيان وقال
– هنا تسجيل صوتى لروان وهى بتتفق مع القاتل
حين امسك سفيان الكارت ابتسم عزمى وقال
– انا كده خلصت مهمتى استأذن انا
وقبل ان يغادر سمع صوت انثوى ناعم يقول
– بس انت ايه مصلحتك فى اننا نعرف الحقيقه ؟
كانت نظرات سفيان لها فخوره فو لم يتوقع وهى تشعر بتلك الصدمه ان تسطيع التحدث
التفت عزمى اليها و قال بابتسامه شيطانيه
– اكيد ليا مصلحه بس مصلحتى دى لا هضركم ولا هتنفعكم فطبعا مش لازم تعرفوها
غادر سريعا حتى لا يتحدث احد اخر بشئ … ظل ادم ينظر الى والده وقال
– انا مش فاهم حاجه ليه الست دى كانت عايزه تأذيك يا بابا ؟
ظل سفيان صامت يفكر فى كل ما حدث يحاول ان يرتب افكاره فقتربت منه مهيره وقالت
– سفيان ما تتعبش نفسك بكره الشرطه جايه تاخد اقوالك اديهم الميمرى ده وهما بقا يعرفوا هى عملت كده ليه
نظر اليها وابتسم ابتسامه صغيره فخوره وقال
– انا هعمل كده بردو
اقترب ادم من امه وقال
– يلا بقا يا ست ماما سيبى بابا يرتاح و تعالى انت كمان ارتاحى شويه
هزت راسها بنعم واقتربت من سفيان تعدل خلف راسه الوسائد حتى يستطيع النوم وقبلت وجنته بحب وقالت
– انا جمبك لو عزت اى حاجه
ليرفع ادم عيونه للاعلى وهو يقول
– الرحمه يارب … يا ست ماما انا صاحى و موجود اهو ممكن تنامى شويه بقا
نظرت اليه وقالت بعد تفكير لثوانى
– انام ايه انت الى مفروض تنام .. انت اللى تعبان يا حبيبى ومتصاب
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
– نامو انتو الاتنين احنى كلنا محتاجين نرتاح
نظر الاثنان لسفيان بأندهاش ليكمل سفيان بعد ان غمز لمهيره
– ادم نام على السرير علشان دراعك …. ومهيره الكنبه هتبقا كبيره عليها اصلا
نظر ادم الى ابيه بنصف عين وقال باستفهام
– بقا سيفو هيسيب مهرته تنام على الكنبه … الموضوع ده فى انه انت ناوى تغفلنى ولا ايه يا كبير
ليقول سفيان بجديه شديده اقنعت ادم متغاضيا عن اخر جزء فى حديث ادم
– يا ابنى انت تعبان و واقف على رجلك من امبارح رغم اصابتك فلو هختار مين ينام على السرير و يرتاح يبقا انت يا حبيب بابا
اقتربت مهيره من ادم ودفعته برفق حتى صعد الى السرير و وضعت عليه الشرشف وقالت بصوتها الحانى
– ارتاح يا حبيبى الف حمد لله على سلامتك انت واختك وابوك
و بالفعل كان ادم شديد التعب و الارهاق فغفى سريعا بمجرد ان وضع راسه على الوساده ابتسم سفيان وهو يقول بصوت هامس
– نام
هزت راسها بنعم ليمد يده لها وقال
– تعالى بقا
ابتسمت بخجل لم يمحوه السنين واقتربت منه ليتحامل على المه ويبتعد قليلا ويترك لها مساحه لتصعد بجانبه ليضمها بيده السليمه و وضعت راسها فوق كتفه برفق ليقول هو
– اخيرا حسيت براحه … اكتر حاجه كانت مخوفانى انى ابعد عنك يا مهره قلبى وكنت خايف على الولاد اوى كل ما افكر اننا كنا ممكن لقدر الله نخسر حد من الولاد بحس بخوف عمرى ما حسيته غير مره واحده بس
نظرت اليه باستفهام ليقول بحب
– فى وقت زى ده لما صحيت و ملقتكيش جمبى وقتها حسيت بالخوف زى الى حسيته النهارده
قبلت كتفه القريب منها وهى تقول
– ربنا يخليك ليا انت و الولاد وميحرمنيش منكم ابدا
اخذ نفس عميق وهو يقول باستفهام
– نفسى افهم ايه الى عملته غلط مع الست دى علشان يكون جواها الحقد ده كله
نظرت اليه مهيره طويلا ليرى داخل عيونها غيره كبيره وهى تقول
– بتحبك وكانت شيفاك كتير عليا مثلا
ليقطب جبينه وكاد ان يقول شئ ولكنها قالت
– انسى اى حاجه المهم انك بخير ومعايا
قبل راسها قبله طويله وعميقه ثم قال
– خلينا ننام شويه انا و انت محتاجين نرتاح
لتبتسم ابتسامه صغيره وهزت راسها بنعم واراحت راسها على كتفه واغمضت عينيها ليأخذ هو الاخر نفس عميق محمل بعطرها المميز واغمض عينيه
***************************
مر الليل على الجميع بصعوبه فجر التى لم تستطع النوم الا بصعوبه شديده و محاولات كثيره من أواب … وايمن الذى يشعر بالقلق على زوج اخته وبشكل عام على عائلتها فمن ذلك الذى يريد قتلهم بتلك الطريقه البشعه
و ملك التى يزداد المها بشده ولكنها تحاول اسكاته بالمسكنات فهى ترى الوضع الذى لا يسمح لها بزياده الحمل يكفى انهم يتحملونها و الجميع يحاول مراعاتها
وزين الذى قرر البقاء بجوار سفيان هذه الايام وايضا حتى تستطيع فرح مراعه ملك وبناتها ومعها زينه و كانت جودى تجلس بين ذراعى حذيفه تبكى بخوف فكل ما مرو به ليس بهين ابدا و خوفها على اخيها لشئ صعب التحمل
وكان هو رغم قلقه على صديقه كان يشغل عقله بالتفكير فى من ذلك الذى يكره صديقه لدرجه القتل فقديما زين من قام بذلك حفاظا عليه اما الان من ذلك القاتل
********************
و عند صهيب كان يجلس فى شرفه غرفته ينظر الى السماء علها تلهمه الصبر للغد علها ايضا تخبره باسرار نور
حين دلفت ميما اليه تنظر اليه بقلق وهى تقول
– مالك يا صهيب ؟ ايه الى مغير حالك كده ايه الى شاغلك بالشكل ده ؟
وقف صهيب سريعا و امسك يد والدته و اجلسها على كرسيه وجثى امامها و وضع راسه فوق قدميها وهو يقول
– محتار … وخايف … خايف اووى يا امى لاول مره احس بخوف بالشكل ده
لتقطب ميما حاجبيها باندهاش وقلق ليكمل هو قائلا
– عمرى ما تخيلت ان قلبى ينشغل بحد … كنت بشوف حبكم انتى و بابا انكل صهيب وطنط زهره وقول لنفسى انتوا استثناء انا لا يمكن احب كده … اكيد مش هلاقى البنت الى تخلينى اكون زى الطفل الصغير الى ماسك طرف هدوم امه خايف لا يتوه منها زى انكل صهيب او اكون زى بابا افكر فى الى بحبها قبل ما افكر فى نفسى … اهتم لزعلها على اى حاجه تانيه لحد ما شوفتها
كانت تستمع اليه وهى تشعر بالاندهاش كيف يرى حب والده لها وحب صهيب لزهره ولكنها قالت باستفهام
– هى مين دى يا حبيبى ؟
رفع راسه ينظر اليها بحيره ثم قال بتوهه
– انا مش عارف بحبها على ايه … انا فيا انوثه عنها و ساعات بكون رقيق وبعد الى عرفته … عرفت ليه هى كده بس
– بس ايه ؟
قالتها باهتمام شديد وبعض الغيره ليأخذ نفس عميق ثم قال
– مش هقدر اقولك حاجه يا امى … بس ادعيلى ارجوكى
ظلت ميما تنظر اليه بتفكيرو قلق و خوف ثم قالت
– ربنا يحميك ويبعد عنك كل شر
انحنى يقبل يديها لتغادر وعاد هو الى مكانه من جديد ينظر الى السماء وحين اغلقت باب غرفته وجدت جواد ينظر اليها بأستفهام لتقول بضيق لم يفهمه جواد
– ماقلش حاجه … بس شكل البنت الى بيحبها وراها مشاكل كتير وانا خايفه عليه
ظل جواد صامت لعده ثوان ثم قال بتأكيد
– انا واثق فى عقل صهيب … و متأكد انه هيكون بخير
اخذت نفس عميق ثم قالت بتفكير
– ربنا يستر
ليقترب جواد منها وحاوط كتفها وهو يقول
– هيستر ان شاء الله … بس اسمعى كلامى
لتنظر اليه باندهاش وقالت
– اسمع كلامك فى ايه هو انت قولت حاجه !
ليبتسم وهو يقول بعد ان دخلوا غرفه نومهم واغلق الباب
– ما انا هقول اهو مستعجله ليه بس
ليضمها برفق وانحنى يقبلها بشوق بادلته اياه وحين وضعها على السرير وبدء يتعمق فى قبلته ابتعدت عنه قليلا وهى تقول بصدمه
– يكونش بيحب الواد يا بت الى بتشتغل معاه دى …. دى تبقا مصيبه
ظل جواد ينظر اليها بغيظ ثم قال
– اقسم بالله انت فصيله يا ميما ده وقته ده
وغادر السرير وهو حانق بشده وكانت هى تفكر بضيق اذا كان الامر الصحيح فكيف ستتصرف
*************************
جالس فى غرفته بعد ان عاد من المستشفى يفكر ان الظروف جميعها تقف ضده من موت والدته والحاله النفسيه السيئه الذين يشعرون بها جميعا لاصابه سفيان وادم هو لا يفكر فى اتمام الامر الان ولكن على الاقل يحدث كلام رسمى يضمن به ان تكون له
عليه ان يذهب غدا لوالدها على الاقل يخبره برغبته وانه بسبب الظروف المحيطه مجبر على التأجيل
ولم يكن محمد اقل منه تفكيرا فهو ايضا منذ فاتح زين فى الامر ولم يحدث جديد ما يريحه قليلا انهم يعرفون بكل ما يمرون به و كانوا قد اخبروه بالموافقه المبدئيه
ولم يكن اسر اقل منهم فهو الاخر يشعر بالخوف يخشى ان ترفض طلبه او يعارض اخوتها فى الامر و لكنه متمسك بها سوف يحارب العالم وهى اوله اذا رفضت و لن يتنازل يوما عنها هى له مهما كلفه الامر
*****************************
كانت تجلس ارضا فى شرفه الشقه التى اصبحت تسكن بها من وقت اعترافها لصهيب بجزء من الحقيقه تفكر فى كلمات اكرم الذى قالها
ماذا عليها ان تفعل ان الحمل يتثاقل عليها لم تعد تحتمل حمله بمفردها وايضا لا تعلم كيف تتحدث الى اى شخص بما تعرف او بما يحدث لها … لا تستطيع رفع الستار عن كل ما مرت به ان ما تخبئه مؤلم بقدر بشاعته
*********************
كان يجلس على السرير جذعه عارى ومتعرق بشده و بجانبه سوط اسود مخيف منهك القوه … ينظر الى ذلك الجسد المتكوم اسفل قدميه لا يصدر عنها سوا اه الم من وقت لاخر … يشرب سيجارته بأستمتاع كبير فلقد اشبع رغبته كما يريد تماما … لقد مارس كل الوسائل التى كان يحلم ان يمارسها و بأسوء الطرق … اخرج من جيب بنطاله حفنه من النقود وضعها على ذلك الجسد و بعد عده دقائق وقف على قدميه و اخذ قميصه الملقى على الارض وعبر من فوق ذلك الجسد بعد ان سدد ضربه قويه لمعدتها وغادر البيت كله وبعد عده دقائق دخل اشرف الى الغرفه وجثى على ركبتيه بجانب جسدها المتورم من كثره الضرب والذى ينذف من عده اماكن اخذ المال و وضعه فى جيب بنطاله ثم وضع يديه على عنقها ليتأكد من النبض وحين اطمئن حملها وخرج من الغرفه وغادر الشقه
****************************
كان يجلس فى غرفه نومهم ممد على السرير يفكر فيما حدث اليوم مع نور لا يعرف لما سألها ذلك السؤال ولكنه شعر بذبذبات جسدها المتشنجه وايضا الكارهه لا يعلم اذا كان هذا الكره للرجال ام لنفسها وللنساء نظرات عينيها هيئتها وايضا حضورها مع ذلك المدعو صهيب كل تلك الاشياء عكس بعضها وتجعل التكهن صعب … انتبه من افكاره على دخول علياء الى الغرفه وهى تقول
– واخيرا نامت البنت دى متعبه اوووى هو انت كنت شقى وانت صغير
ليبتسم وهو يقول بمشاغبه
– لو كانت امى عايشه كنت سالتها … بس انا من يومى طيب و محظوظ
وقال الاخيره وهو يغمز لها لتبتسم بخجل وهى تخلع مأزرها وتصعد بجواره الى السرير وقالت
– هتحكيلى
لينظر اليها بأستفهام ثم ابتسم ابتسامه صغيره وقال
– هو باين عليا اوى كده
– من ساعه ما جيت وانت سرحان ومتوتر و بتبقا كده لما بتجيلك حاله وتحس من جواك انها ضحيه … احكيلى بقا
كان يستمع الى كلماتها بسعاده حقيقه هو لم يتخيل يوما ان يصل هو وعلياء الى ما هم عليه الان خاصه بعد اليوم الذى اتم فيه زواجهم و بكائها الشديد وشعورها بالذنب الذى ظل معها لمده اسبوع كامل اليوم الذى كان من اجمل ايام حياته كان اسؤهم بالنسبه لها بعد استشهاد حمزه فهو ذلك الوقت لم يفكر بعقليه اكرم الزوج التى تبكى زوجته على فراق شخص اخر او انها اصبحت له فى وقت كانت لابد انت تكون للاخر صحيح هو لم يعد موجود فى هذه الحياه لكن كان هذا حالها بالفعل … ولكنه فكر بعقليه اكرم الطبيب النفسى احتوى تلك الحاله وظل بجوارها حتى قل تماما شعورها بالخيانه خاصه بعد التقائها بتمام الذى بارك لها زواجها وتمنى لها الزريه الصالحه
عاد من افكاره ينظر اليها بحب وقال
– حاله جديده بس حكايتها صعبه اوووى
امسكت يديه وقالت بصدق
– ربنا يعينك ويلهمك الصواب معاها … انت قدها يا اكرم
رفع يديها الى فمه قبلها بحب وقال
– ربنا ما يحرمنى منك يا عليا
لتبتسم بخجل وهى تجيبه برقه
– ولا منك ابدا
****************************
اشرقت شمس اليوم التالى و الكل قد اتخذ قرار فى قصته
وقف محمود فى شرفه غرفته واتصل برقم والد ندى وحدد معه ميعاد
ايضا محمد اتصل بزين وطلب مقابلته و لكن زين اجل الموعد قليلا ….. كذلك مريم اليوم سوف تعود الى عملها وعليها مواجه عمر بعد ما حدث اخر مره … عليها ان تكون قويه وثابته عليها ان تتوقع كل الاحتمالات و الاحتمال الاقرب والاقوى هو الرفض
و أواب قد اخذ قراره هو لن يتنازل عن حب حياته سيواجه الحياه معها رغم يقينه من ان ذلك الطريق مفروش بالشوك ولكنه مستعد للجراح من اجل فجر استيقظ ادم على مندوب الكليه الذى اتطلع على كل التقارير الطبيه وسمح له بأجازه لمده اسبوعان مع عرضه على اطباء الكليه
اسر لم يعد يحتمل فذهب لوالده قبل ان يعود الى كليته وطلب منه طرح موضعه على ساحه النقاش فهو يخشى ان يتقدم اليها احد وتوافق عليه
رغم اعتراض زين على التوقيت لكنه يشعر بولده ويريد ان يطمئنه فمنذ قليل كان يحدثه محمد فى نفس الامر
*******************
كان ايمن يجلس على طاوله الطعام يتابع نظرات شمس وليل المتبادله يشعر ان هناك امر ما بينهم لكنه لا يفمه
قال بصوت حانى
– طمنونى عليكوا يا بنات … انا عارف ان انا وماما مقصرين معاكم اليومين دول بس انتوا شايفين الظروف
ابتسمت ليل ابتسامتها الرقيقه وقالت بهدؤها المعتاد
– ربنا يشفى ماما وعمو سفيان وابيه ادم … ويكون فى عونك يا بابا احنى اكيد مقدرين
كانت شمس تنظر اليها بكره شديد وقالت من بين اسنانها
– عادى يا بابا الامور كلها تمام احنا مش صغيرين
تلك النظرات اسلوب الحديث كل ذلك اكد له ان هناك خطب ما بين الفتاتان و كلمات ادم تقتحم عقله الان هو بعيد تماما عنهم لا يعلم عنهم شئ ابسط الامور لا يعرفها
عليه ان ينتبه اكثر ولكنه حقا داخل دوامه لا تنتهى قلقه على زوجته خاصه وحالتها تزداد سوء
وكل الاحداث الاخرى التى توالت بعد ذلك
اخذ نفس عميق وهو يقرر ان يحدد موعد يوميا يجلس مع توأمتيه يعرف اخبارهم ويتحدث معهم يطمئنهم ويطمئن بهم
***********************
حضرت الشرطه وجلست مع سفيان الذى اخبرهم بكل ما حدث حتى حضور ذلك المدعوا عزمى البيومى واعطائهم كرت الذاكره … و الذى بعد ان تم تفريغه وسماع ما به صدر أمر بالقيض على روان الشامى التى كانت فى حاله زهول وصدمه من كل ما يحدث
وفى التحقيق لم تستطع الصمود طويلا واعترفت بكل شئ ولكنها احتفظت بالسبب حتى ترى سفيان
وفى ذلك الوقت عزمى لم يتركها ارسل اليها ثلاث محامين وطلب زيارتها
وحين قابلها ضمها بحنان كاذب وحاول تهدئتها رغم نظره الانتصار الواضحه فى عينيه الا انها لم تلاحظها وطلبت منه ان يسعادها فى الخروج من تلك القضيه
– ارجوك يا عزمى ما تسبنيش .. خرجنى من هنا
امسك يديها وقال بصوت حنون
– متقلقيش ده انت روح الروح … ينفع اسيب روحى تتحبس
ابتسمت له ابتسامه مهزوزه وقالت بسعاده
– متحرمش منك يا عزمى انا ممكن اموت لو مخرجتش من هنا
ليقول بلوم وحزن مصطنع
– تفى من بوقك يا روحى … بصى يومين .. يومين بس واجيلك بالحل ماشى
ظلت تنظر اليه بعدم تصديق وبرجاء و توسل ليربت على وجنتها و غادر مع ابتسامه واحده و تاكيد انه سيأتى بعد يومين بالحل الاكيد الذى يخرجها من ذلك المكان
و كانت هى تشعر بخوف شديد واختناق كأن روحها تغادر جسدها … وكان لديها شعور قوى تحاول ان تكذبه انها النهايه
**********************
حين دلفت الى الورشه اجتمع الجميع حولها يطمئنون عليها و يدعمونها بقوه وكان هو يقف بعيدا ينظر اليها بشوق لو فقط تنظر اليه لرأت ذلك الشوق الكبير والراحه لرؤيتها من جديد و لكنها لم تنظر فى اتجاهه ابدا وكأنها تتجنب رؤيته تتجنب مواجته او ترفض و فى كلتا الحالتين شعر بحزن شديد وظل يفكر الم تشتاق اليه كما اشتاق هو رغم حديثهم القليل الا انها قد اذاحت ذلك الحجر الكبير عن صدره وجعلت شعاع واحد من نور يصل اليه وتركته يشتاق لرؤيه الشمس تابعها بعينيه وهى تتوجه لمكانها والجميع يعود الى عمله اقترب منها و وقف خلفها وقال بصوت حاول قدر امكانه ان يكون عادى
– حمدالله على السلامه يا انسه مريم والبقاء لله
التفتت تنظر اليه بعد ان استجمعت شجاعتها ان تكون هادئه تماما وتكون نظره عينيها عاديه قالت بهدوء
– الله يسلمك يا استاذ عمر … البقاء والدوام لله .. شكرا
وعادت تنظر الى لوحتها من جديد ظل هو صامت لدقيقه كامله ثم قال
– انا كنت حابب اجى اعزيكى فى البيت بس انت عارفه انا مش بقدر اخرج كتير
التفتت اليه من جديد ونظرت الى ساقه المبتوره و قالت بتفهم
– اه طبعا فاهمه … شكرا على كل حال
شعر انها لا تريد التحدث معه او ربما يأست منه او ربما تشعر بالاحراج من اجل اخر حديث لها معه فقال
– انسه مريم
نظرت اليه سريعا وقالت بنفاذ صبر
– استاذ عمر انا عندى شغل متأخر … وحضرتك فى الاساس مش بتحب الكلام فى وقت الشغل فممكن نتكلم فى البريك
ظل ينظر اليها يود لو لم يقف معها من البدايه ولكنه تأكد الان انها محرجه بسبب ذلك اليوم فهز رأسه بنعم وتحرك ليعود الى مكانه و هو يخبر نفسه انه قد خسر الشمس و انه كتب عليه ظلام روحه الى الابد
و كانت هى تلوم نفسها على تلك الطريقه التى تحدثت بها انها بيديها تقوم بقطع كل الطرق بينهم ولكنها تشعر بأحراج شديد مما حدث ولكنه ابدا لن يتكلم لن يأخذ الخطوه ماذا عليها ان تفعل
*******************
كانت تقف امامه تنظر اليه باستفهام وهو ينظر الى ابنته التى كبرت واصبحت شابه جميله يتقدم لها الراغبين فى الزاج منها
كان يفكر فى ما حدث فى مكتبه صباحا حين حضر محمود اليه
كان ينظر اليه بتمعن و كأنه يتفحصه … فهو حين اتصل به صباحا شعر بالحيره ان ندى اخبرته ان لديها دكتور بالجامعه قد طلب رقمه وهذا كان منذ اكثر من ثلاث اسابيع بعدها لم تخبره شئ ولم يسألها هو وحين اتصل به شعر بالاندهاش والان وهو يجلس امامه يشعر بالصدمه حقا
انه شاب ذو هيبه شخصيه قويه وحضور طاغى … ايضا وسامه مفرطه… يحترم مواعيده فقد حضر فى معاده بالضبط يجلس امامه بأحترام و يتكلم بأدب شديد .. بأختصار هو شاب مميز
شعر بالارتياح له من اول دقيقه صراحته و ضوحه كل شئ جعله يشعر انه رجل حقيقى يأتمنه على ابنته عاد من افكاره ليضم ابنته الى صدره وهو يقول
– كبرتى يا ندى و بقيتى عروسه و بيجيلك خطاب
لتحمر وجنتاها خجلا وهى تخفض راسها ولكن الخوف تسلل الى قلبها لتقول بصوت هادئ
– بس انا لسه بدرس يا بابا
لينظر اليها بتمعن ثم قال بدهاء
– يعنى ابلغ دكتور محمود انك مش موافقه
– لا طبعا موافقه
قالتها سريعا دون ان تنتبه ثم شهقت بصوت عالى وغطت فمها بيدها وركضت الى غرفتها ليضحك عماد بصوت عالى وهو يقول
– طيب تعالى اقولك اتفقنا على ايه
ذهب اليها قبل ان يذهب الى الشركه منذ امس وهي بحاله غير مفهومه لم يستطع ان يغفوا لدقيقه واحده من كثره التفكير يريد ان يطمئن عليها احضر معه بعض الشطائر و طرق الباب برفق عده مرات حتى فتحت الباب تنظر اليه بعيون ناعسه ولكنها منتفخه بشكل كبير دليل على سهر وبكاء شديد ابتعدت عن الباب فى صمت ليدلف الى الداخل وهو يقول
– صباح الخير … عامله ايه النهارده
– هو عمى سأل عليه فى الشركه
قالتها مباشره دون رد على صباحه و وقف هو مكانه يفكر ماذا عليه ان يقول لها هل يخبرها عن زيارات عمها المتكرره و ايضا هو لا يفهم سبب سؤالها المباشر
نظر اليها وقال
– ايوه … جه ثلاث مرات
اقتربت منه وقالت بخوف
– ليه مقولتليش
نظر اليها وقال بصدق
– مش عايز اخوفك يا نور …مش عايز اشوف النظره دى فى عيونك … انت بدأت علاج و مش عايز حاجه تأثر عليكى
توجهت الى اقرب كرسى وقالت بيأس
– هو انت مصدق انى هخف او فى امل انى اكون طبيعيه
اقترب منها بعد ان وضع ما بيده على الطاوله و جثى امامها و هو يقول
– طبعا يا نور هتخفى وهتكونى طبيعيه … اى مشكله فى الدنيا ليها حل وطالما بدأنا الخطوات الصح ممنوع اليأس والخوف … ممنوع التراجع
ظلت تنظر اليه بتوتر وخوف فتحت فمها واغلقته اكثر من مره تريد قول شئ ما ليشجعها هو قائلا
– قولى اى حاجه نفسك فيها … طلعى كل الى فى قلبك
اخفضت راسها وهى تقول بخجل
– قولى عمى عمل ايه … اكيد … اكيد
ليقاطعها و هو يمسك يدها يضمها بين كفيه بحنان وقال
– متقلقيش انا عارف اسيطر على الوضع .. وهو اكيد هيزهق .
قال كل ذلك و هو يتذكر اخر زياره من ذلك الرجل
كان يجلس فى مكتبه حين دلفت اليه السكرتيره الجديده واخبرته ان هناك شخص يريد مقابلته وليس لديه ميعاد سابق انتبه لكلماتها و قال باندهاش
– وده مين ده !
ليدلف الرجل مباشره وهو يقول
– انا … اشرف سيد محرم اكيد فاكرنى
ظل صهيب ينظر اليه دون ان يظهر اى تعبير على وجهه رغم ان داخله نار مشتعله نار تريد ان تحرق ذلك الواقف امامه ينظر اليه بابتسامه واسعه لا يعرف سببها ابتسامه لزجه
نظر صهيب الى السكرتيره وقال
– اتفضلى انت .
ثم اشار للرجل بالجلوس فقترب اشرف مسرعا وجلس وعلى وجهه نفس الابتسامه وقال بسماجه
– انا عارف انى جاى من غير ميعاد بس معلش بقا انت اكيد عاذرنى انا اب قلبه محروق على بنته
ابتسم صهيب ابتسامه صغيره وقال
– الانسه نور لما قدمت طلب الوظيفه اسمها كان نور محرم سيد محرم مش نور اشرف
لتتسع ابتسامه اشرف وهو يقول
– اه ما هى بنت اخويا وانا ربنا مرزقنيش بأولاد فبعتبرها بنتى
ثم رفع يديه يستند على المكتب وهو يقول بصوت منخفض
– هى لما اقدمت على الوظيفه قدمت على اساس انها بنت
ليقطب صهيب حاجبيه بعدم فهم وهو يقول باستفهام مندهش
– اومال هتقدم على انها راجل
اعتدل اشرف فى جلسته و قال بصوت حزين
– ليه كده بس يا نور ادى تزوير فى اوراق رسميه كمان
ليقول صهيب بنفاذ صبر
– انا مش فاهم حاجه ما تقول انت جاى ليه و عايز ايه
عاد اشرف ينظر اليه وقال بصوت منخفض
– اصل نور مش بنت … دى عامله عمليه تحويل وبقت ولد من كام سنه .. انا توقعت انك اكتشفت ده من اول ما اشتغلت معاك
كور صهيب قبضتى يده فى محاوله لان يهدء وقال من بين اسنانه
– وانا المفروض كنت اكتشف ده ازاى يعنى
ليعتدل اشرف جالسا و وضع قدم فوق الاخرى وقال بوقاحه
– بص يا بيه ومن الاخر انا عايز ثمنها لو هتخليها ولا تخليه ليك خالص او لو انت هتبقا تشغلها بس ثمنها يوصلنى … اه انا مش كروديا
حين فهم صهيب معنى حديث ذلك القزر وقف سريعا وتوجه صوبه وانحنى يمسكه من ملابسه وقال له بعصبيه
– انت بتقول ايه يا حيوان … ايه القزاره الى انت بتتكلم فيها دى .. بنت اخوك مش هنا منعرفش عنها حاجه .. واذا كانت بنت و لا واد ما بقتش تلزم شركتى من الاساس طالما ليها عم زيك
ودفعه بقوه ليتراجع اشرف عده خطوات حتى استطاع التوازن و نظر الي صهيب و هو يشعر بالخوف للحظه ولكنه عاد الى طبيعته السمجه من جديد وهو يقول
– انا متأكد ان البت دى معاك … واتاكدت دلوقتى انها كانت بتضحك عليا علشان تهرب من تحت ايدى … لكن على مين … ده انا اشرف الى مفيش حرمه جت تحت ايدى وفلتت
اقترب خطوتان من صهيب واشار له بأصبعه وهو يقول
– قولها تجيلى بمازاجها بدل ما اجبها انا متشوهه بمايه النار
كاد صهيب ان يهجم عليه ولكنه توقف فى اخر لحظه لا يريد ان يؤكد له بتصرفاته انها بالفعل معه حين غادر اشرف مكتبه اتصل صهيب فورا بالامن وامرهم
– البنى ادم الى نازل ده لو هوب نحيه الشركه تانى اطلبوله البوليس ولو دخل الشركه مره تانيه هسجنكم كلكم
و جلس مكانه يحاول استيعاب كل ما قاله ذلك الحقير يحاول ربط كلمات نور وكلماته ليشعر بصدمه كبيره من مجرد تخيل حياتها مع عم قواد قزر الى ذلك الحد
عاد من افكاره على صوتها الهامس
– انت سرحت فى ايه .. هو عمى عملك مشكله فى الشركه
ليبتسم ابتسامه صغيره حتى يطمئنها ثم قال وهو يمد يديه يخرج الشطائر ويعطيها احدهم
– خالص … ولا يقدر متقلقيش خالص انا بس عايزك تركزى فى علاجك
هزت راسها بنعم ولكن داخل عيونها خوف كبير وشئ اخر لم يستطع صهيب تفسيره
*************************
كانت لمى تجلس فوق اقدام والدها تداعب لحيته بأصابعها الرقيقه وهى تقول بحزن
– خدنى معاك مش هعمل صوت يا بابا … انا هروح اقعد مع مين هناك
ليبتسم حذيفه بحنان وقال بمهادنه
– طنط فرح هناك وكمان طنط ملك وشمس وليل موجودين وزينه وكلهم هيخلوا بالهم منك على ما نروح نطمن على خالو ونرجع
كتفت الصغيره يديها وهى تقول بأقرار
– انا كمان عايزه اطمن على خالو اشمعنى أواب راح لفجر من بدرى … و جورى كمان ولا انت مش بتتشطر على حد غيرى
رفع حذيفه حاجبيه بأندهاش وهو يقول
– ايه يا بنتى الى انت بتقوليه ده … جورى و واقفه جمب خطيبها وكمان أواب و انت لسه صغيره
لترفع الصغيره كفيها للدعاء وقالت
– يارب اتخطب بقا انا زهقت بقالى كتير مستنيه اكبر تعبت
صدمه ما يشعر به الان هو صدمه فنادا بصوت عالى
– يا جودى تعالى شوفى بنتك دى
اقتربت جودى وعلى وجهها ابتسامه صغيره وقالت
– قومى يا لمى البسى يالا علشان منتأخرش غادرت لمى سعيده
لتقترب جودى من حذيفه وهو ينظر فى اثر ابنته ورفع اصبعه وهو يقول باندهاش
– مين دى ؟
لتضحك جودى بصوت عالى وهى تقول
– دى بنتك يا حبيبى اخر العنقود
ليقول لها بأندهاش
– هى عندها كام سنه … هى بتتكلم كده ليه و ازاى
لتربت على كتفه وهى تقول
– متشغلش بالك يا حبيبى ده ده العادى بتاعها
ليشعر بالزهول … حقا ما يحدث معه كثير انه شعر و كأنه يتحدث لجدته
*******************
كانت تجلس على سريرها تنظر الى اختها التى تعد نفسها للذهاب مع والدها لزياره العم سفيان و الاطمئنان عليه فهو اقترح عليهم ان يقرروا بأنفسهم من يذهب معه حتى تبقا الاخرى تساعد الخاله فرح وتكون بجوار امهم ايضا فقررت شمس بكل هدوء و ذلك ادهش ليل بشده وكانت تشعر بغرابه الموقف ان تذهب ليل مع والدها وتبقا هى مع والدتها
دلفت ليل الى الحمام لتخرج شمس من الغرفه بعد ان اخذت هاتف اختها وظلت ممسكه به لعده دقائق ثم عادت الى الغرفه و وضعت الهاتف مكانه وغادرت من جديد
فى نفس الوقت كان أواب يجلس فى حديقه القصر بجانب فجر يحاول اطعامها شطيره صغيره قبل الذهاب الى المستشفى وهى رغم احساسها ببعض الاطمئنان ولكن اهتمامه ومحاولته المستميته فى اخراجها من قلقها و خوفها و اصراره على البقاء بجانبها كلها محاولات تسعدها بشده …. تجعلها تتدلل حتى يستمر فى محاولاته
خرج ايمن وليل من باب القصر وتبعه أواب و فجر للذهاب الى المستشفى و بعدهم بدقائق خرجت شمس دون ان تخبر احد .

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *