روايات

رواية ظل السحاب الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب الفصل الثالث عشر 13 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب البارت الثالث عشر

رواية ظل السحاب الجزء الثالث عشر

رواية ظل السحاب الحلقة الثالثة عشر

: مراد كان ظابط؟ ازاي؟
توسعت عينيها بدهشة وهي تهمس، ثم هبطت نيرة من مكانها وتمتمت: أيوة
تعجبت: دة أنا كنت فاكراه مهندس!!
: لا مراد مدخلش هندسة، كان ف كلية شرطة، واختار يكون ف المخابرات بسبب ذكائه ومهاراته العالية ف الفنون القتالية…
ثم تنهدت بثقل وندم: ويا ريته ما بقى، ماكناش وصلنا للنقطة دي، ولا كان مر بكل اللي هو فيه دلوقتي.
: ليه حصل إيه؟
سألت باهتمام، لتهبط بجذعها حتى ترفع الطنجرة التي وقعت بالأرض من صدمتها،
ثم تردف نيرة: حصلت حاجات كتير أوي، بس خلصي الأكل عشان هاخد منه لـ مراد، وهتعرفي كل حاجة واحدة واحدة.
لتقول باستهجان: كمان عايزة تاخديله من أكلي!! اشحال ما مهزأني قدام عينك!
ضحكت: معلش بقا، قلبك أبيض
_______
: …بعد ما عرضت كل النماذج اللي اشتغلتوا عليها ع المهندسين المتخصصين، قررت اقدم واحد فيهم، أنا متأكد إنه هيخلينا ناخد العطا بإذن الله .. والنهاردة هنقدمه
أنهى مراد كلامه العملي..
ليتحدث أحد المهندسين ويقول: طيب ممكن نعرف اخترت نموذج أي واحد فينا؟
لتنمو ابتسامة صغيرة ع ثغره ثم يقول: انتوا لسة متعرفوش نظامي، تقريباً معظم الناس القديمة اللي بتشتغل عندي، عارفين إني مبحبش أكشف أي سر خاص بالمشروعات اللي زي دي، وكمان بحتفظ بكل الأعمال لغاية ما المشروع ينتهي .. ولو المناقصة رسيت علينا، هقول مين اللي أخدت النموذج بتاعه وقدمته،
ومش بس كدة هيكون له مكافأة كبيرة زائد ترقية، زي مانتوا عارفين أنا مبحبش أضيع مجهود حد، حتى لو كنت عدلت شوية حاجات ف النماذج!
 ابتسم الجميع، بعد حديثه المحفز للغاية، ثم طلب منهم الانصراف .. لتدلف نيرة إلى غرفة الإجتماعات وتهتف بمرح طفيف
: أيوة ياعم داخل ع حاجة كبيرة شكلك! بس ما تبقاش تنسانا!
: أنا نسيتك خلاص!
تمتم ساخرًا، ليتجهم وجهها: أخص عليك أخص!
ثم تجلس ع مقعد بجواره وتردف: بقا بعد الاحتفال العظيم يوم عيد ميلادك تنساني، بقيت مكار أوي
لتقرص وجنته برفق، ويقول مستنكرًا: أنا برضو؟ ع العموم أنا ماتعودتش أنسى حبايبي مهما عملوا فيا، وإلا كان زماني عايش حياتي عادي من تاني، وانتي أكتر واحدة عارفة !!
كانت تعرف إلى ماذا يرمي، ليظهر الأسى ع معالمها، شفقة ع حاله الكرِب .. ثم أرادت أن تخفف عنه فقالت وهي تُخرج الطعام من حقيبة بلاستيكية..
: أنا عارفة طبعًا إنك مش مهتم بأكلك من ساعة ما سبت الڤيلا؛ فقولت أجيبلك حاجة مطبوخة ف البيت!
 هتف بنبرة حانقة: مش عايز
سألت بوجه منكمش: ليه يا مراد؟
رد ف عصبية طفيفة: مش الأكل دة هي اللي عاملاه!
: والأكل ماله ومال خلافاتك معاها؟ وبعدين دة أكلنا احنا وهي بتاخد عليه مرتب عشان هي تعمله واحنا ناكله، مش عشان نرميه !!
أردفت ببساطة، لكي يقتنع ويتناول معها الأكل، لكنه رد ف عناد: لا كلي انتي، مش انتي اللي رجعتيها
ضجرت: يوووه يا مراد بطل عند بقا، حتى الأكل هتعاند فيه كمان؟
أشاح بوجهه لتستعطفه: عشان خاطري؟
حرك رأسه قليلًا ثم تنهد وأومأ برأسه خاضعًا لرغبتها، توسعت ابتسامتها بسعادة ثم فرشت الطعام أمامهما .. وبدءا بتناول وجبة الغداء..
الطعام شهيّ للغاية لن ينكر هذا مهما كانت الخلافات بينهما .. اللقمة تذوب بين لسانه وفمه بليونة ويسر .. منذ اليوم الذي تركت فيه فريدة البيت لم يأكل طعام طيب البتة .. لكن هي السبب فلولا ما فعلت لكان هو الآن يمكث ف بيته ويستطعم بطهيها الفريد من نوعه، ولا زالت هي تعمل عنده، ع أي حال هو غير نادم ع رفدها..
لاحظت نيرة شروده وابتلاعه للطعام دون إدراك رغم اعتراضه ع تناوله بعد علمه بأن فريدة أعدته، وهذا جعلها تبتسم بمكر .. هو لا يستطيع الصمود أمام طعامها فما بال فريدة نفسها! .. ضحكت ف عقلها، وازدادت ثقتها التامة بفريدة وما ستفعله..
ليعود مراد بذاكرته للخلف قليلًا..
استلقى ع الفراش بنهك ليغمغم: أخ يا جدعان، حاسس إن منشار بيقطع ف عضمي، مهمة صعبة والمجرمين لففونا وراهم الكلاب
تمتمت وهي تقترب منه، وتحمل صحنًا به ماء: بعيد الشر عنك، شكلكم بتتعبوا أوي ف شغلتكم دي؟
: أوي بس؟ دة احنا بيتشال ويتحط علينا سيادتك
وضعته تحته وقالت: ربنا يكون في عونك
 اعتدل بسرعة عندما حاولت خلع نعله وسأل: انتي هتعملي إيه؟
: هقلعك الجزمة عشان أدلكلك رجلك
ردت ببساطة، ليمسك بيديها، ويضعها بجواره ع طرف السرير ويهدر بلطف: الايدين دول ما يدلكوش ولا يغسلوا، دول يتزينوا بالزهور والألماس!.
لتبتسم بوجع ثم تردف: الإيدين دول ياما غسلوا صحون، وسجاجيد، ومسحوا بلاط، وخرطوا بصل وفلفل كميات تكفي مصر كلها!
: ناس حقيرة مابتفهمش عشان يخلوا القمر دة يشتغل أصلاً .. وبعدين تعالي هنا انتي كنتي بتشتغلي إيه؟
سأل لتجيب بعد تنهيدة: كتير أوي .. مصانع، ومحلات، وحاليًا ف مطعم، بس أكيد استغنوا عني عشان من ساعة ما رجلي اتجذعت وأنا مش بروح!
ليردف بنبرة مخملية تحمل اللطف: ف داهية كل دول، اللي زيك يقعد ف قصر ملكي وتتوج ملكة ع عرش القلوب!
قهقهت، ثم قالت وهي وتسير خطوتين للأمام: طب بلاش مدح فيا بقا أحسن أتغر بجد
ليقوم خلفها ويهمس بالقرب من أذنها: طب وماله! من حق الجميل يتدلع ويتغر!!
إقشعر بدنها لهمسه ثم التفتت ببطء وهي تعلق مقلتيها بخضراوتيه .. جذبها برفق من خصرها دون وعي، حتى تيبس جسدها بفضل لمساته .. اقترب منها حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى أنفاسهم الحارة التي تكاد تفتك بهما معًا .. شفتيه لا تبعد عن خاصتها إلا بضع مليمترات، وجسدها الذي شعرت بأنه يتحول إلى قطعة سائبة، لولا يداه التي تحيط بها لكانت ارتمت أرضًا،
مراد كان غائبًا عن الدنيا، سارحًا ف عينيها اللامعتين الصافيتين كالسماء، اشتد قربه منها لتغمض عينيها ف استسلام تام، ولولا طرق الباب العنيف، لكان قد قطف أول قبلة بحياته، واستذاق طعم الحب لأول مرة!
ابتعدت عنه بفزع عند سماعها لصوت ذاك الباب .. تحت نظرات مراد المتعجبة فهو لم يشعر بحاله وهي بين يديه،
 حاول العودة لهيئته بعدما أدرك نفسه .. إلى ماذا كان يخطو، كان تهورًا منه أن يقترب كل تلك المسافة، لقد كاد أن يقبلها، ورغم أنه ف داخله كان يود فعلها وبشدة!؛ ولكن حمِد الله أنه قد أفاق قبل أن يقدم ع شئ قد يعرضه للعتاب منها بعد ذلك، الشكر لذلك الأبرم الذي يطرق الباب.
تحرك نحو الباب ثم فتحه ليجد شخصان يهتفان بهرتلة، فيصيح بهما ف زعج
: إيه ف إيه؟ بتزعقوا ليه؟
تقدم واحدًا منهما وكان طوله متوسطًا، شعره متعرج ملامحه غليظة، ويرتدي قميصًا عليه سترة جلدية بنيه أسفلهما بنطال بنفس لون القميص ..
ما أن رأته رغد دلفت إليه لتسأل ف لين وقلق: ف إيه يا عم جميل؟
فيهتف حانقًا: ف إن سيادتك متأخرة عن الإيجار بقالك 3 شهور، وأنا بصراحة عايز أأجر الأوضة لحد تاني
: طب استنى عليا حتى لآخر الشهر وان شاء الله، هدفعلك من اللي متأخر عليا!
كانت تستعطفه بنبرة انكسار، لكنه صاح غاضبًا: بقولك إيه أنا مش عايز رغي كتير سمعت منك الكلام دة مليون مرة، ويلا لمي هلاهيلك دي وأخرجي برة بدل ما أ…
وقبل أن يكمل جملته أخرسه مراد برأسية قوية دفعته للخلف بقوة، ليقع خارج الغرفة متألمًا، ليخرج وراء مراد وهي الأخرى تصرخ ف هلع..
: ليه عملت كدة يا مراد، حرام عليك!
رقد جميل أرضًا ويده فوق أنفه الذي سال الدم منه، ويتمتم بألم: انتي جايبالي بلطجي يستقوى عليا! طب وحياة أمي منا عاتقكم
جذبه مراد من مقدمة ثيابه بغضب وقول من بين أسنانه: البلطجي هو اللي بيتهجم ع واحدة عايشة لوحدها وعايز يرميها ف الشارع! .. وللعلم أنا ممكن أعمل معاك الصح وأخليك تقضي كام سنة حلوين بسبب اللي عملته معاها!
هدده ليبتلع الآخر لعابه مخافة من نبرة صوته التي تقول بأنه يقدر ع فعلها..
ليقول في صوت مهزوز ومرتبك: يا باشا أنا كنت هديها فرصة تلم حاجتها! .. بس طالما سعادتك مش عايزها تمشي يبقى خلاص، زي ما تحب
تركه مراد بقرف ليخرج من جيبه بعض النقود ويرميها بوجهه ويقول: كدة حسابك خالص وكمان عليهم كام شهر مدفوعين الأجر، ومش عايز اشوفك بتتعرضلها تاني، سامع؟.
تلقى النقود من الأرض ثم ردد قائلًا: تمام تمام يا باشا، آسفين للإزعاج
سحب الشخص الآخر معه وهرعا الاثنان سريعًا من أمامه ..
التفت مراد ليرى رغد تدلف لداخل الغرفة، فدخل خلفها ليجدها تجلس بإحباط وكسرة ع طرف الفراش، فيقترب هو منها ويستقر بمستواها، ثم يسأل ف حنو
: الجميل ماله مكسر ليه؟
أجاب وهي تتحاشى النظر إلى مقلتيه حرجًا: أنا مكسوفة منك أوي بجد، جمايلك مغرقاني ومش عارفه هقدر أردهالك إزاي!
ضحك، ثم أمسك بذقنها ليرفع بوجهها الذي يتملكه الخجل: يعني انتي شايفة إن اللي بعمله دة عشان أشيلك جمايل؟
: أمال عشان إيه؟ شفقة مثلاً؟
سألت برقة وعفوية، ليتحول وجهه إلى العبوس، ثم نهض من مستواه وهو ينظر لها ف ضيق
: يعني إنتي كونتي فكرة عني وعن سبب وقوفي جنبك وفسرتيه ع إنه شفقة؟؟؟؟؟؟
نبرة صوته كانت منفعلة حتى اندهشت منه رغد، هذه المرة الأولى التي يرفع صوته بهذا الشكل عليها، فكان دائمًا يعاملها بلطف ورقي، ما الذي جعله يثور هكذا؟
لتسأل ف تعجب وهدوء: انت زعلان أوي كدة ليه؟ هو أنا قولت حاجة غلط؟ مش انت اللي قولت إنك مش عايز تحس بالذنب ناحيتي؟
قبض ع راحة يديه بقوة، وهو يصطك ع أسنانه بحنق شديد .. هل كان ليقصدها من الأساس؟
ليقول ف هدوء زائف: بصي يا رغد ما تتكلميش معايا تاني، عشان كلامك بجد بقى مستفز، وأنا مش هعرف اتحكم ف نفسي كتير!
ليتحرك ويلتقط مفاتيحه ويهم بالمغادرة ..
: طب انت رايح فين؟
سألت بسرعة عندما وجدته اقترب من الباب، ليرد دون أن يلتفت: همشي، ويا ريت ماسمعش كلمة
أغلق الباب خلفه، ليتكون غشاء رقيق من الدموع في عينيها .. شعرت وكأن رأسها تدور بقوة .. دقات قلبها تزداد .. هل تركها؟ أغضب منها ولن تراه مجددًا؟ ستبقى وحيدة مجددًا؟
اهتزت الصورة أمامها حتى اسودت وسقطت مغشيًا عليها دون أن يدري بها مراد..
: والبت ماتت ولا إيه؟ منك لله يا مراد، كان لازم تتقمص من الكلمة يعني؟
هتفت بها فريدة بوجه باكٍ، وهي تجلس بالساحة مع نيرة التي أردفت: يا بنتي استني، هكملك حصل إيه!
لتقول ف حماس: كملي كملي يلا
كادت أن تردف لكن قاطعها صوت فتاة تدلف إليها: إزيك يا طنط نيرة؟
تقف نيرة وتتمتم ف تعجب: نانسي؟
اقتربت منها لتقول: معقول تيجي مصر ومتسأليش ع باقي قريبك؟
نهضت فريدة من مكانها بوجه يحقن الدماء: مش انتي يا بت بتاعة الڤلجر؟
لتحول نانسي نظرها إليها وهي عاقدة الحاجبين لتتذكرها: هو انتي؟ انتي ازاي تتجرأي وتيجي هنا؟
لتهتف مستنكرة: نعم يا حيلة أمك، هو مين اللي اتجرأ وجه؟
لتردف وهي ع تكظ أسنانها: أنا فعلًا مغلطش لما قولت عليكي (Vulgar) !!
هتفت وهي تحذرها: بقولك إيه أوعي تكوني فاكرة إني مش هعرف أرد عليكي، دة أنا اتعلمت شوية كلمات عشانك إنما إيه عنب! والله أطيرلك وشك بيهم!
صاحت الأخرى بحنق وهي توجه سؤالها لـ نيرة: مين دي يا طنط؟ وبتعمل ايه هنا؟
: ف إيه يا نانسي، بتزعقي كدة ليه، دي واحدة صحبتي
: إنتي بتصاحبي الأشكال دي؟
هتفت بتذمر لتندفع فريدة: أشكال مين يا مكنة مصدية انتي! ما تلمي روحك، ولا عشان أنا محترمة نفسي هتفردي جناحاتك عليا؟
: خلاص يا فريدة اهدي .. وانتي يا نانسي لو سمحتي عيب كدة، ماتنسيش إنها ف بيتي؟
قالت بضيق، لتزم نانسي شفتيها وتهتف: دة مش بيتك، دة بيت مراد، وأكيد ميرضيهوش أن بنت عمه تتهزأ بالطريقة دي!
: هو انتي لسة شوفتي تهزئ؟
لتهجم عليها فريدة وتلتهم ذراعها بين أسنانها، لتفتح نانسي فمها وهي تطلق صراخًا، ثم تصيح بألم
: ابعدي عني يا متوحشة، الحقــوني!
نيرة من كثرة الضحك غير قادرة ع إبعاد فريدة عنها .. هبط مراد من سيارته وألقى السلام ع العم بركات (البواب)، ليسمع صوت صياح عالي ويسأل
: إيه صوت الزعيق دة يا عم بركات؟
ليسمع الآخر ثم يردف: مش عارف والله سعادتك، يمكن الست نيرة ونانسي هانم
ليتحرك بسرعة نحو التراس لأنه يعلم مدى الخلافات التي بينهما، فيتفاجأ بفريدة تنقض ع نانسي، رفع حاجبيه مندهشًا بما تفعله تلك الطائشة ..
ثم تطلق صراح ذراعها، وتبتعد عنها تاركة طبعة كالساعة مكان أسنانها التي غرست وبقوة بين لحمها، وتلتقط أنفاسها المسلوبة..
: يا شرسة يا عضاضة
هتفت بوجه باكِ، وهي تمسك بذراعها وتنظر إليه بحزن والذي التهب فورًا، لتردف بعصبية: كدة شوهتيني!
: مراد!
صاحت بها نيرة ثم ركضت نحوه وهي تحتضنه: حمد لله ع سلامتك يا حبيبي، نورت بيتك
جرت إليه نانسي الأخرى وهي تهتف ببكاء: الحقني يا مراد، شايف الحيوانة دي عملت فيا إيه!
: والله ما تغلطي تاني لكون واكلة دراعك التاني!
رفعت بصوتها مهددة، وهي ترفع أحد حاجبيها لـ مراد والذي تنتظر ردة فعله
زمجرت: انت لازم تطردها، من هنا حالاً
: مراد، فريدة معملتش حاجة، نانسي هي اللي استفزتها
صرخت: أنا مستفزتش حد، بطلي انتي تتهميني بحاجات كدابة
ليتذمر مراد ويصيح بها غضبًا: ما تخرسي بقا، انتي هتقلي أدبك ع اللي أكبر منك وكمان تبقى عمتك؟
: تربية ناقصة
تمتمت فريدة بصوت مسموع، لتصعد الدماء وجه مراد، فيتقدم منها ويسألها ف تذمر: انتي إيه اللي خلاكي تعملي كدة؟ فاكرة نفسك بلطجية
تهتف غير عابئة لأي شئ وكأنها أتت بآخر ذرة صبر لديها: بقولك إيه يا بتاع انت، أنا ما يفرقش معايا اللي هتقوله ولا اللي هتعمله، ثم إنك ملكش دعوة بيا ومفيش بيني وبينك أي حوارات أصلاً، وع رأي المثل “جزرة وقطمها جحش”، بلا بقا طير انت عشان دماغي مش رايقة السعادي، ويا ريت تاخد ف ايدك العرسة اللي وراك، عشان خنقتوني!.
بدت ملامح مراد معقودة ومتجمة، نظرات عينيه لا تنبأ خيرًا .. واللتان ف الخلف تقفان جاحظتين العينين، بالأخص نيرة التي تيبس جسدها لبرهة، لا تعلم ماذا فعلت هذه الهوجاء بنفسها، ومن سينقذها من براثن هذا السبع؟!………
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *