روايات

رواية لاجئة في بيت الظالم الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية لاجئة في بيت الظالم الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية لاجئة في بيت الظالم البارت الأول

رواية لاجئة في بيت الظالم الجزء الأول

رواية لاجئة في بيت الظالم الحلقة الأولى

تأملها وهي تتقدم نحوه .. تتهادى بخطواتها وملامحها غامضة تماما كما عهدها …
كانت جميلة ولا ينكر هذا ..
جمالها مختلف عن ذلك الجمال المعتاد عليه في قريته …
ربما بسبب ملامحها الأوروبية قليلا أو بسبب مظهرها المختلف كليا عن النساء حوله ..
كانت أول مرة يتمعن النظر فيها إليها بإهتمام منذ أن وطأت قدميها أرضه ..
نعم هي تمتلك نسبة عالية من الجمال لكن جمالها لا يروقه ..
جمالها جامد لا روح فيه …
ورغما عنه تذكر أخرى بجمالها الذي يتدفق في أي مكان تدخله بشكل خطير ..
كانت تختلف تماما عن تلك التي تسير نحوه فالأخرى لديها جمال خاص بها وملامح آخاذة …
توقف عن أفكاره وهو يسمعها تردد بحماس تشكل فوق ملامحها التي تخلت عن جمودها لأول مرة :-
” انا جاهزة …”
تأمل ذلك الحماس الذي طغى عليها فمنح وجهها حياة وإشراق مختلف …
رد وهو يومأ برأسه بنبرة إعتيادية :-
” هيا بنا …”
سارت جانبه بطولها الفارع المقارب قليلا لطوله تتأمل المكان حولها عندما تقدم نحو سيارته العالية الضخمة الحديثة للغاية فأشار إليها بنبرة لا تخلو من الآمر :-
” إركبي …”

 

 

 

أطاعته مرغمة وهي تركب جانبه عندما حرك سيارته يسير في شوارع القرية وهي تتأمل ما حولها من خلف زجاج النافذة حيث الشوارع والأراضي والزرع بترقب وإقدام مفكرة إنها أخيرا خرجت من ذلك القصر المقيت وستتحرك في الأراضي الشاسعة وتستمتع بحيوية المكان ..
أوقف سيارته قرب إحدى الأراضي وهبط منها لتفعل هي المثل متغاضية عن كونه لم يفتح لها الباب لتهبط بدورها كما يفعل أي رجل منمق ..
هزأت من أفكارها وهي تذكر نفسها إنه مختلف .. لا يشبه الرجال الذين عرفتهم طوال حياتها ولا يفهم أصول الإتيكيت التي تربت عليها ..
” هيا يا رُلى ..”
قالها بجدية فهزت رأسها وهي تسير خلفه وتتمتم ببعض الكلمات المعبرة عن ضيقها من إسلوبه الجلف معها ..
إلتفت لها فجأة فشهقت بفزع وكادت أن تسقط وهي التي تسير خلفه بمسافة ضئيلة للغاية فأوقفها على الفور يمسكها من ساعدها فشكرته بخفوت ليسألها بعدما حرر ساعدها من كفه القوية :-
” هل كنت تقولين شيئا ..؟!”
ردت بسرعة:-
” أنا .. إطلاقا …”
” سمعتك وأنتِ ترددين بعض الكلمات بخفوت …”

 

 

قالها بجدية لتهتف بسرعة :-
” نعم ، كنت أتحدث مع نفسي .. أتحدث عن روعة المكان …”
تأمل الأراضي بعينيه وهو يهز رأسه مؤكدا :-
” هذه الأراضي جميعها ملك لنا .. ”
” حقا ..؟!”
قالتها بإهتمام قبل أن تضيف بتعمد :-
” الأراضي وحدها أم العاملين فيها أيضا …؟!”
صمت للحظة .. لحظة واحدة قبل أن يجيب ببرود :-
” هذه المنطقة بكل ما فيها ملكي يا رُلى .. ”
أضاف بصرامة :-
” ولا داعي لتكرار ذلك الحديث مجددا وتذكري إنك الأخرى في أرضي لذا فأنت لا تختلفين أطلاقا عن جميع من حولك ..”
همت بالرد لكنه أشار لها بحزم أن تصمت مسترسلا :-
” والآن يجب أن أغادر فلدي أعمال يجب أن أنتهي منها …”
أردف وهو يشير الى رجلين من رجاله :-
” عاطف وحامد سوف يبقيان هنا معك … يمكنكِ أن تتعرفي على المكان كما تشائين … ما إن تنتهي من رحلتك الإستكشافية سوف يعيدانك الى القصر …”

 

 

 

أنهى كلماته وغادر دون أن ينتظر ردا لتزفر أنفاسها بحنق وهي تتأمل الرجلين الذين يقفان على بعد مسافة عنها فتخبرها بصوت مرتفع قليلا :-
” سوف أسير داخل الأراضي قليلا .. يمكنكما البقاء هنا وأنا سأعود بعد قليل ..”
ثم إتجهت داخل الأراضي تسير بين الزرع وقد عاد الحماس يسيطر عليها مجددا خاصة وهي تحيي الفلاحين والعاملين بعفوية وتتشاطر الأحاديث مع بعضا منهم رغم إمتناع الأغلبية عن الرد عليها أو النظر لها حتى مكتفين برد تحيتها بوجوه منخفضة أرضا …
أخذها الحماس وهي مستمرة في رحلتها التي طالت لأكثر من ساعة وقد دخلت الى أراضي جديدة مليئة بأشجار الفاكهة الطازجة فأخذت تقطف بعض الثمار بسعادة وقد شعرت إنها عادت طفلة صغيرة …
بعد دقائق وقفت أسفل إحدى الأشجار الضخمة وقد شعرت بالحرارة الشديدة فخلعت سترتها ثم لفتها حول خصرها ليظهر قميصها الأسود الحريري بحمالاته الرفيعة …
سارعت ترفع شعرها عاليا بذيل حصان قبل أن تحمل إحدى الثمار وتبدأ بتنظيفها متغافلة عن ذلك الرجل الذي لمحها فركض لسيده يخبره عن وجودها في أرضه …
لحظات قليلة وبدأ الحديث ينتشر بين الفلاحين عن وجود فتاة غريبة بملابس فاضحة في إحدى أراضي آل الجابري عندما تقدم البعض منهم بفضول لرؤية تلك الفتاة فعرفهم البعض على الفور فهي تلك الفتاة الغريبة التي أتت لقصر مقداد السراي مدعية إنها إبنة عمته …!!

 

 

شعرت رُلى بشيء مريب فوجدت العديد من الرجال يقفون بعيدا عنها يتأملونها وهم يتبادلون الأحاديث الغير راضية بينما إندفع من بينهم رجل مريب الملامح حتى وقف أمامها يتأملها وهي تقف بتلك الملابس التي تكشف أكثر مما تخفي وفي يدها تفاحة أكلت معظمها فإبتلعت رُلى ريقها وهي تردد بخفوت :-
” أنا …”
صمتت ثم أخذت تتأمل المكان حولها فسألت بهدوء تخفي إرتباكها وذلك الرجل يتفحصها بنظراته الجريئة :-
” أين أنا ..؟!”
رد الرجل بملامح لا تخلو من الخبث :-
أنتِ هنا في أرضي .. أرض الجابري .. وأنا صاحب هذه الأرض … علام الجابري ….”
تجمدت ملامحها وهي تستمع لإسمه وقد تذكرت فورا عائلة الجابري التي سمعت بعضا من الأحاديث عنهم خلال الأيام السابقة والتي لم تكن سارة إطلاقا ..
شعرت إنها وقعت في الفخ وتورطت فعليا لكن ورطتها الحقيقية بدأت عندما صدح صوت جهوري تحفظه عن ظهر قلب يردد بنبرة جامدة حادة :-
” علام …!!
نظرت نحوه مباشرة فجمدتها نظراتها المرعبة بينما تأمل هو هيئتها بغضب إنتشر في أوردته كاللهيب وعقله يخبره أن تصرف كهذا تستحق أن تدفن حية بسببه ..!!

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية لاجئة في بيت الظالم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *