Uncategorized

رواية رحلة عسل الفصل الاول 1 بقلم أمل نصر

 رواية رحلة عسل الفصل الاول 1 بقلم أمل نصر
رواية رحلة عسل الفصل الاول 1 بقلم أمل نصر

رواية رحلة عسل الفصل الاول 1 بقلم أمل نصر

جالسة بجوار النافذه وهى تنظر للطريق الذى تقطعه السياره فتمُر بالابنيه والطرقات واعمدة الاضاءه العموميه الكبيرة تتمنى لو قفزت من باب السياره .. وعادت من حيث اتت فتتجنب هذه الرحله المقيته والثقيله على قلبها كثقل حجر كبير يكتم على انفاسها حتى تزهق روحها .
–  ياربى صبرنى على ما بلانى .
قالتها لنفسها بصوت واضح دون أن تدرى..فاجفلت من صوت والدتها المتهكم 
– يصبرك على ايه ياختى.. تقصدينى انا ما بلاكى صح ؟
زفرت بصوت عالى بعد ان اللتفت لها حانقة 
– هو انتِ حد كلمك ؟ دا ايه النيله دى ؟
– نيله فى عينك يابعيده .. ياام لسان طويل انتى !
صاحت فى والدتها :
– ماشى ياماما انا مش هارد عليكى.. واستمرى فى ظلمك ليا استمري. 
شهقت رجاء والدتها مصدومه:
– بقى انا ظلماكى ياسحر ! .. وظلمتك فى ايه ان شاء الله. 
صاحت مره اخرى بتصميم:
– ايوه ظلمانى عشان بتجبرينى دلوقتي اروح معاكى فرح واحده اصغر منى بسبع سنين .. دا غير اخوها وحكايته معايا هو والزفته منال .. ولا هاتنكرى .
ضربت رجاء بيدها على عجلة القياده وهى تصُك على اسنانها:
– مفيش فايده.. هافضل اشرح من هنا للصبح وبرضوا اللى فى دماغك مابيتغيرش .. ربنا يهديكي ياسحر ربنا يهديكي. 
تركت والدتها وهى تلهث من فرط ما تشعر فالتفت مره ثانيه للطريق تستعيد زكرى  مرت عليها عدة سنوات .
فلاش بالك .
كانت سحر خارجه من دوام الدراسه مع بعض زميلاتها  لتفاجأ بابن خالها هاشم وهو واقف بجوار سيارته ينظر لها ويضحك.. طار قلبها من السعاده حينما رأته فهرولت اليه تحدثه بحبور .
– السلام عليكم.. انت هنا من امتى ؟
عيناهُ ذهبت اولا لصديقاتها ثم عادت اليها وهو يردف بمرح :
– وعليكم السلام خدى نفسك الاول .. على طول كده اسئله :
ضحكت اولا لتردف :
– انا اسفه ياسيدى.. بس مستغربه شويه ان رجلك خدت عالمدرسه يعنى!
اومأ براسه مبتسماً 
– عند حق ياسحوره .. طب ماتيجى تركبى معايا اوصلك عشان تعرفى السر .. وبالمرة اندهى لصحباتك اوصلهم معايا .
شهقت بفرحه :
– تانى ياهاشم .. انت كده هاتفرهد معانا .. مش كفايه المره اللى فاتت .
زاد اتساع ابتسامته قائلا:
– ملكيش دعوه ياست سحر .. تعبك راحه وصحابك يكرموا عشان خاطرك .. يالا بقى روحى اندهيلهم روحى وخلى عندك زوق .
شعرت بتسارع دقات قلبها وكانه سيخرج من صدرها فهرولت لصديقاتها لتخبرهم بالامر .
وفى السياره وهى جالسة فى الامام وكأنها ملكت العالم بما فيه وصديقاتها الثلاث” نهله وسهام ومنال “يجلسن فى الخلف وهو يلقى النكات عليهم ويداعب سحر بكلماته والاربع فتيات يضحكن معه بأعجاب .. وبعد ان اقل الثلاث الى منازلهن ولم يتبقى غير سحر .. وجدته يتحدث بجديه : 
– سحر انا كنت عايز افاتحك فى موضوع كده ومكسوف. 
اجفلت اليه تسأله :
– موضوع ايه ؟ هو احنا بينا كسوف ياهاشم !
تنحنح اولا قبل ان يقول :
– بصراحه الموضوع ده لازم اتكسف منه لانه موضوع جواز .
شعرت بتوقف دقات قلبها عن النبض وهى فى انتظار ماسيخبرها به فااخيرا .. سيعترف لها بحبه ويطلب منها الزواج .. لقد تحقق ظنها اخيرا بعد شكها طوال الايام السالفه .. بتلميحاته ونظراته وحججه الفارغه كى يأتى لمدرستها ليُقلها هى وزميلاتها.. اخيرا سينطق وهى ستوافق ويصبح زوجها  فاكمال تعليمها بالجامعه ليس بالامر المهم فهو حلم كل الفتيات ..وهى المحظوظة به .
– روحتى فين ياسحر انا بكلمك ؟
افاقت من شرودها على كلامته فأجابت مجفلة :
– ها .. انت كنت بتقول ايه ياهاشم ؟ وضح بالظبط انت عايز ايه؟
اوقف السياره على جانب الطريق فالتفت اليها ينظر فى اعيُنها يقول :
– بصراحه كده ومن الاَخر .. انا عايزك تكلمى منال صاحبتك وتعرفى رايها .
هزت برأسها تستوعب :
– ومنال مالها بالكلام ده انا هابقى اقولها بعدين. 
داس على شفته بحرج وعينيه تدور فى كل شئ حولها  فااجلى حلقه ليردف بمكر وكأنه لم يفهم مقصدها :
– ازاى بس ياسحر ؟ يعنى هاتجوزها من غير مااخد رايها .. امال انا قاصدك انتى ليه ؟ عشان تاخدى رأيها !
ضربة قوية اصابت رأسها وههشمت روحها لأجزاءٍ متفرفقه .. تسمرت لدقائق وهى تنظر اليه .. لاتدرى ماذا تفعل وبماذا تجُيبه وهو قرأ وفهم مايدور بعقلها ولكنه استمر على مكرهُ وتصنعهُ البغيض بعدم الفهم دون ان يرأف بها وبما اصابها ..فسألها:
– مالك ياسحر سكتى ليه ؟ .. هى منال مخطوبة ولا مرتبطه؟
رفت بأجفانها واجلت حلقها وهى تُجمع شتات نفسها فأجابت  :
– لأ طبعاً مين قال كده ؟
ابتسم بسماجه يقول :
– طب الحمد لله مدام مفيش .. هتكلميها تشوفى رأيها بقى ؟
اومأت برأسها بصوت بالكاد يخرج ؟
– هاكلمها حاضر واخد رأيها كمان .. ممكن بقى تروحنى عشان اتأخرت. 
ابتسامه بغيضه ظهرت على وجهه وهو يدير المحرك ويقول:
– من عنيا يااحلى سحورة.. دا انتى لو عايزه تروحى المريخ انا معاكى 
بعد ان اقلها لمنزلها ومن غير مقدمات .. دخلت على غرفتها وارتمت على فراشها تبكى بمرارة .. شاعرة بتحطم قلبها وضياع حلم حياتها فى القرب منه ..بكت وبكت حتى تعبت من البكاء ومع ذلك فى اليوم الثانى ورغم صعوبة المهمه ولكنها حملت فوق طاقتها.. واخبرت صديقتها فى موضوعهِ والأخرى رحبت بلهفه موافقتها على الزواج من هاشم.. وكانت البداية السعيده لهم وبداية العذاب لها ..حيث المقابلات والمغازلات امامها وهى المسكينة التى كانت تضغط على اعصابها حتى لا تنفضح مشاعرها امامهم ولكنها مع كثرة الضغط .. اتى هذا اليوم الذى انفجرت فيه امام والدتها تخبرها بما بكل شئ حتى تجد لها حلاً من هذا العذاب.. وكان هذا رد والدتها :
– جاتك نيله عليكى وعلى سنينك ..وتحملى نفسك فوق طاقتك ليه يابت ؟ مايغوور فى اى داهية بعيد عنك ولا يفاتح اى حد غيرك عشان يتجوز الغندوره .. ليه تقبليها على نفسك ؟
تابعت سحر بالبكاء:
– طب،اعمل ايه يعنى ؟ ارفض افاتحها عشان يفتكرنى حاقده عليها ولا تفتكريني هى غيرانه منها .
صاحت والدتها بصوت عالى :
– ما يتحرقوا بجاز وسخ حتى .. انتى تحسيهم ليه ؟
شهقت بصوت عالى :
– اهو اللى حصل بقى .. اعمل ايه دلوقتى ؟ انا مش قادرة اتحمل ؟!
تنفست رجاء بلهاث من فرط ماتشعر به ثم قالت :
– طب اسمعى بقى  .. انا كده كده كنت مسافره عشان اترقيت فى شغلى .. فا ايه رأيك بقى انا هاخدك ونسكن فى القاهره فى شقتنا القديمه واقدم طلب نقل  ..عشان انا اساساً قرفت من عيشة الريف وليكى عليا اخليكى تكملى تعليم جامعة هناك ومش هسيبك ترجعى البلد دى غير وانتى متجوزة سيد سيده المعفن ده .. 
وكان هذا طوق نجاتها .. فعادت سحر مع والدتها الى موطنها الاصلى فى القاهرة قبل ان يتوفى والدها وتعود بها والدتها لتسكن مع اسرتها فى الريف .. ومرت سنوات الجامعه بسلام و استطاعت الحصول بعدها على وظيفه ولكنها لم توفق فى ايجاد رجلُ يصلح للزواج حتى بلغت السابعه والعشرون وهاهى تعود إلى بلدة والدتها خالية الوفاض لتحضُر زواج” منه” ابنة خالها اصغر اخواتها .. فى رحلة ثقيله على قلبها وعقلها وجسدها وروحها وو..
– انتى يازفته؟
– ايه فى ايه ؟
قالتها سحر بفزع بعد اجفلها صراخ والدتها عليها 
– خلاص دخلنا الشارع يامحروسه .
زفرت بضيق لتردف بحنق :
– ااه وبعدين يعنى .. اقوم ارقص بقى ؟!
ضربت رجاء بيدها على مقود السيارة تردف بغضب :
– اتقى شرى يا”سحر” وكلامى يتسمع .. اعدلى وشك ده وحطى ابتسامة جميله عليه كل ماتشوف حد من خلانك ولا عيال خالك ولا اى حد من البلد فهمتي ولا اعيد تانى ؟
قالت الاخيرة وهى تنظر اليها بتهديد فردت عليها بخوف:
– حاضر ياماما .. هانقذ كل اللى بتقولى عليه .. عايزه حاجه تانى ؟
اشاحة رجاء بوجهها ترد:
– لا ياختى مش عايزه.
لتستغل سحر الفرصه فتمتمت بصوتٍ خفيض :
– ست ظالمه ومفتريه !!
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *