Uncategorized

رواية الاستاذ المتنمر الفصل الاول 1 بقلم مجهول

 رواية الاستاذ المتنمر الفصل الاول 1 بقلم مجهول
رواية الاستاذ المتنمر الفصل الاول 1 بقلم مجهول

رواية الاستاذ المتنمر الفصل الاول 1 بقلم مجهول

فجاه لاقيت المُدرِس اللي دايمًا بيتريق عليا ويحسسني إني أقل من صحابي في كُل حاجة واقف قُدامي وبيضحك وهو مشاور عليا وبيقول:
– وإنت نفسك تكون إيه لما تكبر بقي يا خالد؟
” فضلت أبص يمين وشمال ولاقيت صحابي كُلهم مركزين عليا، فـ وقفت وقُلت:
= نفسي أكون دكتور قلب كبير ومشهور وأعالج كل الغلابة ببلاش.
” بص عليا وفضل ساكت وفجأة لاقيته إنفجر بالضحك، وشاور علي واحد صاحبي وقال:
– طب يوسف أبوه مُهندس وهو عايز يطلع مُهندس زيه.
“وشاور علي بنت”
– وآية باباها دكتور مشهور في الجامعة وهي نفسها تكون زيه.
“وراح مقرب مني جامد وهامس في ودني:
– إنت قولتلي باباك شغال إيه؟
” قلبي بدأ ينبض بسرعة وإتوترت، فـ بلعت ريقي وقُلت:
=  بيطلع كل يوم الفجر ويقعد علي الطريق واللي بيحتاجُه في أي شُغلانة بيروح معاه.
فـ راح مخبط علي كتفي وقال:
– إنت شكلك موهوم يابني، فـ نصيحة مني لو حِلِمت في يوم، إحلم حِلم صغير، ها!!
حلم صغير أوي علي قدك يا خالد.
“العصفور لما يتقص جناحُه وهو صغير، مستحيل ييجي عليه يوم ويطير فوق السحاب”.
في اليوم ده فضلت سهران طول الليل ومن كُتر التفكير ماعرفتش أنام، فـ رُحت أتسحّب بِراحة علي أوضة أبويا وأمي علشان مايصحوش، وأول ما وصلت حطيت راسي فوق قلب أبويا وأنا عمال أعيط وكاتم صوتي بالعافية، وبفكر في كلام المُدرس السلبي، وخايف أوي إن القلب ده يُقف لإن أبويا قالي لو وقف هيموت ومش هيكون موجود معانا.
فـ روحت مطبطب علي قلبه وقُلت وانا بهمس:
– مش هيقف يا حبيبي ماتخفش ولما أكبر هعالجهولك.
في اليوم ده أخدت قرار إن مِن وانا لسه في إعدادي هحوش كل مصاريفي وأجيب كُتب جراحة قلوب وهفضل اقرأ فيها لحد ما أبقي دكتور قلب كبير وأعالج كل قلب موجوع وماحدش حاسس بيه.
ودخلت أوضتي ومسكت قلم ألون وكتبت علي الحيط:
“طول ما أحلامك في طوعك
 كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام.”
واليوم يجيب أسبوع والشهر يجيب سنة وطول الفترة دي مابعملش حاجة غير إني بذاكر وبقرأ في الكُتب اللي بشتريها وبس.
“مع كل أول نبضة لقلب طفل لسه خارج للدُنيا، بيكون فيه قُدامها ضريبة إن واحد قلبه ينبض نبضتُه الأخيرة”
وجِه اليوم اللي أبويا هو اللي دفع فيه الضريبة دي، وراح جمب أكتر حد حنين وهيحس بالوجع اللي كان في قلبه وهيعوضُه كل خير.
ساعتها ماكنتش عارف أعمل إيه، وحسيت إن كُل حاجة عملتها رجعِت للصِفر، فأخدت ولاعة ودخلت أوضتي وحطيت كُل كُتب الطب وولعت ورقة علشان أرميها وسطهم.
بس عيني جت علي جُملة:
“طول ما أحلامك في طوعك
 كمّل وإمشي لـِ قُدام.
مش نهاية الكون وقوعك.
النهاية في الاستسلام.”
في الوقت ده افتكرت لما قُلت للمُدرِس:
إني هعالج كل الناس الغلابة ببلاش، وافتكرت كمان أبويا وإنه قد إيه هيفرح لما يشوفني بعمل كدة، وبريح الناس من وجع كان تاعبُه.
فـ طفيت الورقة وخرجت ناحية المدرسة الإعدادي اللي كنت فيها وسألت علي المُدرس اللي كان بيتريق عليا، ولما عرفت إنه في حصة دخلت الفصل اللي موجود فيه من غير إستئذان ووقفت قدامه.
= أنت ليه ما سألتنيش عن السبب اللي خلاني أقولك أنا عاوز أطلع دكتور قلب!!
“فِضِل ساكت ومستغرب مِن الموقف وكلامي”.
“فبصيت في عينيه بغضب”
= أبويا اللي كنت بتتريق عليه كان مريض قلب، وبرغم ده كله كان بيخرج كل يوم يشتغل ويشيل فوق طاقتُه علشان يوفرلي رغيف أقدر أعيش منه، يوفرلي فلوس أقدر أتعلم منها، كان بيعلمني إزاي أطلع راجل في وقت الرجالة فيه بقت مُجرد كلمة بتتكتب في البطاقة.
أيوة زي البطاقة اللي في جيب حضرتك دي بالضبط.
أنا موجوع، وجوايا كراهية الدنيا كلها من ناحيتك، ومن ناحية كل واحد مُتنمر بيهد في طموح وشغف غيره، كراهية لكل شخص معدوم الإنسانية كل تفكيره إن ابن الدكتور بيطلع دكتور، والمهندس لازم إبنه يكون زيه، وأي حاجة غير كدة لا.
أنا دلوقتي جايلك مكسور وقلبي موجوع ومليان نار، وبقولك إن من رَحِم الوجع والكلام السلبي بيتولد النجاح والمُعجزات.
أنا جايز ماقدرش في يوم إني أعالج القلوب بـِ الطِب زي ما أنت قولتلي، بس واثق إني هقدر أعالجها حتي لو بكلمة حلوة تطيّب بخاطرها.
في اليوم ده مشيت وسيبته وقررت إني بدل ما بتعلِم وبذاكر الطب بس، لا أنا هشتغل كمان وأصرف علي أمي اللي مابقاش حد ليها غيري..
كنت شوية ببيع مناديل، وشوية بقول عسلية سمسمية وأنا ماشي في القطر، اشتغلت في كل حاجة تقريبًا،
صحيح خسرت كتير من صحتي وطفولتي.
بس كسبت نفسي ورجولتي وفهمت كلام الراجل العجوز لما قال:
– إن الدنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين.
وفجأة وفي غمضة عين
عدِت الدنيا وسرقت مني سنين وسنيييين.
ودلوقتي قاعد في جنينة المستشفي 
ويبدأ العد التنازُلي قبل ما أتِم مِن عُمري السِتين.
يااااه بقالي ١٠ سنين مسافر برا بلدي!! 
وعمال افتكر في ذكريات قديمة ووشوش قديمة، تفاصيل سايبة جوا القلب علامة، بس صدق اللي قال إن الدنيا زي الدوامة.
بنفضل نلف جواها ونعافر ونفكر في بُكره، وبرضو مابنخدش غير رزقنا اللي مكتوبلنا.
ومرة واحدة شوفت كيس عصير بعيد مرمي علي الأرض روحت ناحيته ولسه بوطي علشان أشيلُه:
– لا يا دكتور ماينفعش والله، إيه اللي أنت بتعمله ده بس!!!
” خبطت علي كتف محمود عامل النظافة في المستشفي بتاعي وابتسمت وقُلت:
= هو أنت أحسن مني يعني علشان تنضف المستشفي وأنا لا؟
– لا ماقصُدش والله بس….
= كلنا في الدنيا واحد يا محمود، ماحدش أحسن من حد، واللي يلاقي حاجة غلط يصلحها من نفسه ومايستناش التاني ييجي علشان يعملها، عارف كيس العصير ده لو فضل مكانه إيه اللي هيحصل؟
” بص عليا بـ استغراب:
– إيه؟
= كمان أسبوع هيكون مقلب زبالة كبير، هي الدنيا كدة يابني، والمشكلة بتبدأ بغلطة صغيرة أوي تكاد لا تُذكر ولما بنهمِلها بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تتحول لكارثة.
فلو ما عالِجناش المشكلة في أولها عواقبها هتكون مستحيلة الحل.
مسكت كيس العصير وروحت ناحية صندوق الزبالة ورميته ولسه بلف وشي.
وفجأة….
 لفت انتباهي ظرف موجود جوا الصندوق، فـ وطيت وجيبته وبدأت اقرأ اللي مكتوب جواه:
” دكتور “خالد المصري” أنا الحاج كريم من أسوان عندي ٥٥ سنة، شغال علي باب الله، بطلع كل يوم الفجر أقعد علي الطريق وأستني أي حد ياخدني معاه أشتغل، والدنيا حقيقي صعبة معايا لإني مابقتش أقدر أفرِد ضهري، ودلوقتي جايلك من غير ما مراتي تِعرف علشان أقدملك طلب إنك تعالج بنتي.
 أنا ومراتي متجوزين من ١٥ سنة وربنا ما أنعمش علينا طول المدة دي بنعمة الخِلفة، وبعد كل الصبر ده بنتي جت للدنيا من ٣ شهور، ومحتاجة عملية قلب مفتوح في أسرع وقت، لإن حالتها كل يوم بتسوء عن اللي قبله.
بالله عليك أقف جمب أب الزمن دوِّب قلبُه”.
دموعي نزلت غصب عني..
 الراجل ده ظروفه كانت زيي بالضبط، وشغال نفس الشغل بتاع أبويا!!!
لفيت ضهر الورقة لاقيت مكتوب عليا:
“بنتي الغالية ياسمين، أعذريني يا نور عيني، بس معلش حظك قليل في الدنيا، والدكتور طلع مسافر برا مصر واللي شغالين عنده مش راضيين يقبلوا حالتك.
أشوفك في جنة ربنا يا حتة مِن قلبي وروحي.
 الغلابة اللي زينا يابنتي تقريبًا مالهُمش مكان وسط القلوب السودا اللي في الأرض.
بكره معادنا في الجنة وأحس بقلبك وهو سليم وأكون فرحان بيكي وأنا شايفك جميلة وبتضحكي.
والله أبوكي عمل المستحيل علشانك، لدرجة إنه استلف فلوس المواصلات علشان يعرف ييجي لحد هنا فسامحيني يابنتي.
سامحيني يا جنة من ربنا جاتلي علي الأرض بس ماليش نصيب كبير فيها.”
” في اللحظة دي قلبي كإنه إتخلع من مكانه، وركبت العربية بتاعتي وبدأت أسوق بسرعة زي الملهوف علي بنته من الموت وسافرت من القاهرة لأسوان، سافرت ١٢ ساعة بتحدي فيهم الزمن الوقت، لحد ما وصلت للعنوان ووقفت قدام الباب، وبدأت آخد نفس طويل، وأطلعه بالراحة علشان أهدأ.
وفجأة..
سمعت صوت الأم بتصرخ وبتتكلم بسرعة أوي:
– يااااااارب، بنتي لا ياااارب.
 مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله… 
“وصوت عياطها بقي عالي”
في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما، وكإني شايف قلب أبويا في اللحظة اللي وقف فيها، ومش عاوزها تتكرر تاني.
وأول ما خبطت علي الباب، لاقيت راجل ضهره محني وماشي بالعافية..
– أنت مين يا أستاذ؟
= أنت الحاج كريم؟
– أيوة.
“دموعي سالت زي الشلال”
= هو الدعاء ممكن يغير القدر يا حاج؟
– أكيد يا أستاذ، رب المسحيل قادر يخلي كل شيء جايز.
“وصوت الأم بيقاطع كلامنا وهي بتقول:
– مُعجزة من عندك يارب بنتي قلبها هيُقف يااارب.
= الجواب ده بتاعك؟
” أول ما عينه شافت الجواب، لاقيته بيعيط بصوت عالي وطلع الشارع وبص للسما”
– أنا يارب!!! وقفت جمبي أنا يارب؟؟
ده أنا عصيتك كتير ويأست أكتر.
وقفت جمب كريم الضعيف اللي الزمن حني ضهره وكسر قلبه؟؟
جمب كريم اللي مالوش حد في الدنيا يساعده؟؟
” أخدتُه في حضني وبدأت أهدي فيه وقُلت:
= ربك جمبك، وهو الوحيد اللي يقدر يساعدك ياعم كريم.
” مسح دموعه وبص في وشي بـ استغراب”
– بس أنت مين يا أستاذ، شكلك إبن ناس ومليان هيبة! 
= أنا؟
– أيوة إنت.
” حسيت بخنقة شديدة في قلبي ومابقتش قادر أتحكم في دموعي وقلت بصوت متقطع:
= أنا واحد أبوه كان زيك بالضبط ومات علشان ماكنش معاه فلوس يتعالِج وماحدش وقف جمبه، أنا واحد الزمن كسر ضهره زيك برضو وصِبر فوق صبر الدنيا ألف صبر كمان.
أنا الدكتور “خالد المصري” أشهر دكتور جراح قلوب في ألمانيا، وصاحب المستشفي اللي أنت كنت جاي عندها علشان تكشف فيها علي بنتك يا حاج.
” إيده بدأت ترتعش وبص للسما”
– مراتي دعتك بمُعجزة، أنت سمعتها؟؟؟
سمعتها وبعتتلي الشخص اللي أنا لفيت الدنيا كلها علشان بس أشوفه!!
باعتهولي لحد بيتي؟؟؟
” في اللحظة دي حطيت إيدي علي قلبه وقُلت:
= هو حقيقي الدعاء بيغير القدر يا حاج كريم؟؟
“فضل يمشي قدام البيت وهو باصص للسما وبيقول بصوت واطي وكلام مش واضح:
– رب المُعجزات قادر علي كل حاجة..
رب القدر قادر علي تغيير القدر.
ربنا سِمِعني، ربنا سِمِعني وبعت المُعجزة لمراتي.
” أخدتهم معايا في العربية وطول الطريق كنت متابع حالة البنت وأول ما وصلنا المستشفي كانت أوضة العمليات جاهزة، وبدأت في تنفيذ عملية قلب مفتوح وتوسيع شرايين وتبديل صمامات لطفلة لسه ماتمتش ٣ شهور، عملية كانت تكاد مُستحيلة.
واللي إتمنيته زمان بقي دلوقتي قدام عينيا.
إني أبقي دكتور قلب كبير، وأعالج قلوب الغلابة ببلاش.
وإن الدكتور مش لازم يكون أبوه دكتور.
بس ثواني، وقبل ما قلبي يُقف والدنيا تتحول.
فيه أمل جديد إتولد، وهيحكي عُمري من الأول.
_______
صوت المكان هادي تمامًا وكله مستنيني أكمّل كلامي،
فـ مسِكت المايك وقُلت بصوت عالي:
يتبع…
لقراءة الفصل الثاني : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *