روايات

رواية ظل السحاب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم آية حسن

رواية ظل السحاب البارت الثاني والعشرون

رواية ظل السحاب الجزء الثاني والعشرون

رواية ظل السحاب الحلقة الثانية والعشرون

#ظل_السحاب
#آية_حسن اثنان وعشرون ????????????????
دق هاتف فريدة والذي كان بحوزة نيرة فما أن رأت إسم «بابا» ينير الشاشة تيبس جسدها، لا تدري أتجيب أم لا، فماذا ستقول له؟ وإن لم ترد سينتابه القلق، لذلك أمسكت بالجوال، ثم ضغطت رد فما لبثت أن سمعته يهتف
: انتي فين يا فريدة؟ اتأخرتي كدة ليه؟

 

 

بالكاد أخرجت صوتًا مضطرب: أنا مش فريدة يا عز
ليتعجب: نيرة؟ تليفون فريدة بيعمل إيه معاكي؟ هي كويسة؟
سأل في لهفة وقلق، لترد قائلة: اهدى يا عز فريدة بخير، هي بس مشغولة شوية
: مشغولة ف إيه؟ اديهالي يا نيرة لو سمحتي، عاوز اطمن عليها!!
من أين ستأتي بها الآن؟ لماذا أجابت وجلبت لنفسها هذه الورطة؟
ردت بنبرة مرتبكة: مش هينفعش، عشان هي بعيد عن الفون أصلها بتساعدني ف ترتيب شوية ورق
ردت دون تفكير وترتيب للكلام، ثم سأل
: هي فريدة عندك ف الشركة؟
: أه
: طب انتوا إيه اللي مقعدتكم لغاية دلوقتي هناك؟ الساعة داخلة ع 8!
سأل مستغربًا، لترد بتوتر في صوتها: أصل مراد داخل مشروع جديد وبيرتب الورق والمستندات القديمة عشان هينقلهم مكتب تاني؛ فـ أنا طلبت منها تساعدني، أنا عارفة إنك هتضايق من الكلام دة عشان كدة بعتذرلك ع تأخيرها!
قالت برقة وبراءة ثم أردف بهدوء: لا يا نيرة مش هضايق ولا حاجة، أنا بس قلقت عشان هي مقالتش هتتأخر!
كانت نبرته لينة تحمل الصدق، يود أن يصلح بها ما جال في عقلها على أنه لا يريد لابنته أن تصادقها، كما أخبرته فريدة عن مدى استيائها لكونه منعها من العمل لديهم
: متقلقش، هي كويسة وأنا بنفسي هوصلها لغاية البيت لما ترجع!
قالت بعفوية دون أن تنتبه، ليسأل بتعجب
: ترجع منين يا نيرة!

 

 

 

وضعت أناملها على فمها لإدراكها تفوهها الأخرق، وبسرعة حاولت تصليح الأمر
: أقصد يعني لما تخلص شغلها ف الأرشيف وترجع هقولها إنك اتصلت، وهجيبهالك!
ضحكت ضحكة خفيفة صفراء، ليرد
: ماشي، معلش هنتعبك معانا!
: تعبك راحة، متقولش كدة
ودعها وانتظر حتى تغلق الخط لكن لم تفعل، فتعجب
: انتي مقفلتيش ليه؟
فزعت من سماع صوته، كانت تظن أنه أقفل الهاتف
: مالك يا نيرة متوترة كدة ليه؟
هو من يربكها ويجعلها لا تعي ما تفعل أو تقول، ليست معتادة أن تختلق الأكاذيب عليه، حقًا إنه أمر صعب عليها .. ليتساءل في حرج

 

 

 

: هو انتي مضايقة إنك بتكلميني؟
ماذا يقول هذا الآن؟ هل يترجم حالتها هكذا؟
: لا يا عز طبعاً، أنا بس مرهقة شوية
: طب خلاص روحي كملي اللي وراكي الظاهر عطلتك، سلام
انهى حديثه ثم أغلق الخط في استياء، لتتمتم نيرة بوجه بائس
: يوه بقا هي ناقصة زعلك يا عز .. يا ترى انتي فين يا فريدة وعملتي إيه!!!!
نكست وجهها بحيرة ويأس عما قضته اليوم من أمور عجيبة.
__________
: انت عبيط ولا إيه وقف العربية الغبية دي، ونزلني
صاحت فريدة وهي تضرب بيدها فوق التابلوه، ثم فجأة ضغط مراد على المكابح بغضب .. فزمجرت
: إيه اللي انت بتعمله دة؟ وازاي ترميني ف عربيتك بالشكل دة، واحد قليل ذوق!
قالتها بتأفف، ثم اندفع برأسه نحوها، لترى غشاوة من اللهـ*يب تغلف عينيه، لتبتعد بظهرها للخلف وهي تنظر له بوجه طفولي..

 

 

: إيه يا تنين السنين، هتبخ نا*ر من بوقك ولا إيه؟
اصطك على فكيه وهمس من من بين أسنانه
: مش عايز أسمع نفسك، بقا انتي بتتلامضي مع الظابط اللي بيحقق معاكي؟
صاحت: الله بقا، هو انت كنت بتتفرج عليا؟ تلاقي كنتوا عاملين حفلة عليا يا ولاد التيت!
تمتمت بهمس ليصرخ بها: اخرسي، هو انتي فاكرة نفسك بتلعبي لعبة الجلاد؟ وتقوليله جدك لوا؟
استهجن لترد: أه، كان قائد عنتيل
: عنتيل؟
صاح بعصبية، لترد بنبرة متقطعة: جبا*ر يعني في لعبه وكدة…
ثم تنهدت بحنق، لتعتدل من جلستها لأنها قاربت على السقوط من المقعد..
: بقولك إيه يا اسمك إيه انت، ملكش دعوة بيا عشان أنا مش عايزة أكلمك تاني، بعد ما بلغت عني وقولتلهم إني بحاول أمو*تك، مع إني أنقذت حياتك بس طلعت متستاهلش!
قالت باستياء، ليكمش على ذراعها وتجعر بمواء، لكن لم يهتم
: أنا آه جبتك، بس ما كنتش فاكرك هتتصرفي بغباوة كدة، قاعدة تهزري مع الظابط ولا كإنك تعرفيه من مية سنة، هو انتي أي حد تعرفيه أو متعرفيهوش تتعاملي معاه بصحوبية؟
تضايقت: وانت مالك! وبعدين مسمحلكش تتهمني كدة، وأنا مبصاحبش رجا*لة عشان تكلمني بأسلوبك بالمستفز دة
صاح بصرخة جمدت الد*ماء في عروقها
: أنا مالي؟ هو دة اللي ربنا قدرك عليه؟
تحاول انزال يده وهي تردف بوجه مستاء: أوعى إيدك ياض انت، بقيت تمسكني من دراعي كإنه دراع اللي جا*يبينك، وكدة كتير ومش من حقك، أصلاً دة ف القا*نون يعتبر تحمرش!
نظر إلى يده القابضة عليها فاستغرب نفسه، ليرخي قبضته ويبعد يده عنها، ثم نظر أمامه وأخرج سيجارة ليشعلها وينفخ الدخان .. ليسمعها تقول
: ع فكرة السجاير مضرة بالصحة!
حرك رأسه إليها وقبل أن يرد، ارتفع رنين جواله .. حسس على بنطاله ثم أخرجه ووجد نيرة هي المتصلة
: أيوة يا نيرة .. معايا متقلقيش .. ما كنتش سامع الفون .. خلاص يا نيرة بقا قولتلك معايا .. ماشي سلام
انهى الكلام سريعًا ثم وضع الهاتف فوق التابلوه بإهمال وأكمل تدخين السيجارة.. راقبته فريدة بعينيها ثم همست باسمه
: مراد …!
همهم فأردفت متسائلة: هو انت سبت شغلك ليه ف الشرطة؟
تود أن تفتح حديث معه في هذا الموضوع بالخصوص؛ حتى يروي لها القصة بنفسه ويصارحها بما في قلبه مع أنها تعرف رده، لكنها ستنال شرف المحاولة على أي حال
نظر لها ليقول: هو انتي مش سألتني السؤال دة قبل كدة وقولتلك ملكيش دعوة؟
أكد لتعض على شفتيها بغيظ، ثم تقول: ع فكرة تلاقيك اترفدت يا فا*شل!

 

 

 

رمقها بطرف عينه ثم أردف بهدوء عكس توقعاتها
: طب خلي ناس تانية تتكلم عن الفشل، يام 20 درجة!
سخر لتتوسع عينيها وأكمل: والله دة لو عيل ف حضانة ما هيجيب الدرجة دي! لا وكمان بتطمحي تشتغلي ف شركة، أنهو بقف يرضى يشغلك بدرجتك دي؟
استنكر بتهكم، فأردفت وهي تشبك ذراعيها أمام صدرها: مهو قاعد جنبي أهو!
شزرها بحدقته فابتلعت لعابها: قصدي يعني، مش انت عايز موظفين؟
رد باستهجان: دة أنا مش مستحملك ف البيت لما هجيبك كمان ف الشركة؟ لا وزاد البنت والولد دول اللي عايزين يشتغلوا وبيتخانقوا مع بعض ع الوظيفة!
: قصدك نرمين وهادي؟ أهو دول بالذات بقا لأ متشغلهمش عندك
اعترضت بشدة ليقول بمكر: ليه يعني؟ انتي مبتحبيش الخير لغيرك؟
: لأ
: أنا كنت عارف كدة!
قال وهو يرفع أحد حاجبيه، لتلحقه هي نافية: مش قصدي، أكيد بحب يعني
: بتحبي نفسك أكتر، بدليل إنك فضلتي نفسك عنهم !!
لم يقصد الجدية، لكنها قطبت وجهها بضيق والصقت ظهرها بظهر المقعد وهي تنظر أمامها، ثم تمتمت
: ع فكرة والله أنا بحب نرمين وبحب ليها الخير، وأنا كنت بهزر لما بقولك متشغلهمش
فتفاجئت برده الساخر: دة ع أساس إني هسمع كلامك؟
: إيه الإحراج دة!
لتندهش بضحكته تدوي بالسيارة، كانت هذه أول مرة تراه يضحك عاليًا، حتى الابتسام كان يحاول دائمًا ألا يظهره، تاهت في لآلئه الناصعة كأن الشمس تخرج من بين ثناياه، ووجهه الذي أشرق كالنور،
كان يجب أن تقع رغد في غرامه يا لحظها السعيد! هي أكثر فتاة حظًا في هذه الدنيا، رجل مثله شجاع، جرئ، متقن وبارع في عمله، له مكانة خاصة في المجتمع حتى بعد أن ترك الشرطة، غير أنه وقف بوجه العالم من أجلها، أيّ فتاة تصبح تعيسة بعد كل هذا؟
لاحظ مراد شرودها فلوح بيديه أمام عينيها وهو يقول
: روحتي فين؟
: أنا…!
سألت ببلاهة ليرد: أمال يعني أنا؟
: تلاقيني بنام ع نفسي
أردفت بأعين زائغة ثم رمى مراد بالسيجارة من النافذة وقال وهو يدور العربة
: طب يلا نمشي عشان متتأخريش!
رغم كونها لا تريد أن تغادر، لأن هذه اللحظة لا تتكرر مرتين، لكن أومأت برأسها وانطلق ذاهبًا بها..
__________
وبعد وقت ليس طويلًا وصل بها مراد إلى أمام بيتها وأبطأ المحرك ثم هتفت بسرعة وحماس
: تعالة انزل معايا، هنعشيك كفتة وكباب
ضحك بخفة، ثم أردف: بصي هو عرض مغري مش هنكر، بس أنا اتأخرت ع نيرة وزمانها قلقانة
: طيب مش عيب يعني تبقى واقف قدام بيتنا ومتدخلش؟ دة بابا هيفرح أوي لما يشوفك!
انكمش وجهه في تجهم عندما ذكرت اسم عز، فقال وهو يكبح تذمره عن الخروج
: انزلي يلا
ابتعلت لعابها من نظرته، مجرد نظرة جعلت تلجم لسانها لبرهة، تعلم كرهه لأبيها لذلك لن تضغط عليه حتى لا يتشنج وترجع لنفس النقطة وهي ما صدقت أن تحصل ع تلك الهدنة..
رسمت ابتسامة لطيفة ثم قالت: تصبح على خير، ابقى سلملي ع نيرو
أومأ برأسه: وانتي من أهله
هبطت من السيارة ولوحت له قبل أن تدلف إلى البيت، ثم ذهب مغادرًا..
فما لبست أن دخلت لتسمع صوت أبيها الذي يقف أمامها
: حمد لله ع سلامتك يا فريدة.
شعرت بالربكة قليلًا: بابا أنا…
قاطعها: بعد كدة لما تحبي تتأخري يا ريت تبلغيني عشان مفضلش قلقان كدة عليكي! وكمان عشان محرجش نفسي مع نيرة!
قال وهو يقطب وجهه بعبس، ثم تعجبت
: نيرة؟
: اتصلت بيكي ع تليفونك لما انشغلت عليكي وهي ردت عليا
أدركت لتوها: يا نهار لامع وبيضحك، دة أنا نسيت تلفوني ف مكتبها لما كنت ف الشركة!
: مش مشكلة، خشي نامي شكلك تعبانة
هزت رأسها ثم هرولت وهي تتوجه نحو غرفتها، حمدت الله أن والدها لم يشعر بشئ، وأيضًا بالتأكيد نيرة قد قامت بالواجب وتصرفت بذكاء وأخبرته أنها معها لذلك لم يسألها شيئًا..
ارتمت على الفراش بسعادة وهي تتذكر مع حدث مع مراد وكيف كان يضحك ويتحدث معها لأول مرة بروانة، تمنت لو أن هذه اللحظات لم تنته، وتدوم طويلًا ولا ترحل أبدًا.
_________
باليوم التالي دلفت نيرة باندفاع مكتب مراد الذي كان يخرج من المرحاض، فسارعت بسؤاله عند رؤيته
: مراد، فين فريدة خرجت معاك ولا لأ؟
: في إيه يا نيرة، طب قولي ازيك واطمني عليا أنا الأول، دة انا من امبارح مشوفتكيش
كانت نبرته هادئة وكأنه لا يهتم، ثم قالت بنفس لهفتها
: انت كويس أهو، طمني بقا ع فريدة؟
أردف وهو يتحرك خلف مكتبه ليجلس
: يعني هي بقت أهم مني دلوقتي؟
تقدمت خطوتين وهي تقف أمام المكتب متذمرة من بروده فتقول
: اخلص بقا، ما تبقاش غتت
نهض من مجلسه وقال باستنكار وهو غير مصدق: غتت؟ انتي مين اللي قالك الكلمة دي؟
وضعت يدها ع فمها كي لا تضحك ثم همست: فريدة
ليؤكد حانقًا: طبعاً لازم تكون الست هانم، وهو في غيرها بيقول الألفاظ دي .. دي كانت بتتعلم ازاي تشـ ـتم بالإنجليزي!!!
قهقهت ثم قالت: أيوة مهي قالتلي، أصلها كانت عايزة تشـ*تم نانسي زي ما شتـ ـمتها .. قوللي بقا حصل إيه ف التحقيق معاها
: زفت على دماغها..
تذمر حينما تذكر ما حدث ليظهر القلق ع وجه نيرة، ثم أردف: بس متخافيش هي كويسة، وزمانها بتشخر ف بيتهم
أطلقت نيرة تنتهيدة قوية ثم جلست لتتساءل
: أمال بتخضني ليه وتقوللي زفت؟
: أكيد هتيجي وتحكيلك كل حاجة بالتفصيل، مهي بقت من أعز أصدقائك وأقرب حد ليكي!
كان يرمقها بغيظ لتندهش: انت بتغير يا مراد؟
هذا واضح، فمنذ أن ظهرت فريدة بحياته وقد احتالت على كل شئ يملكه بما فيهم نيرة التي تقضي الوقت كله بصحبتها ونسيته هو!.
قطب جبينه وهو يقول: هو مش من حقي ولا ايه؟
نهضت بسرعة وراحت تحتضن رأسه بحب، لتهمس برقة
: مفيش حد ممكن يبقى أغلى منك ف حياتي، ولا ممكن يبقى أقرب منك ليا، دة انت صاحبي وأخويا وكل ما ليا
ليرفع وجهه لها ويقول بتهكم: ماشي يا عم، هحاول أصدقك، وأكدب عنيا!
ضحكت نيرة وهي تشعث شعره الحريري بمشاكسة، ليزيل يدها عنه برفق، ويهتف متصنعًا التذمر
: شعري يا ستي في إيه!
: أصله عاجبني أوي
قالت وهي ما زالت تشاغبه بمداعبة، ليعترض: لا روحي العبي ف شعر الهانم، أهو طويل وناعم وجمـ…
بتر كلمته بعد أن أدرك حاله ثم مالت بجذعها نحوه وهي تهمس له بمكر..
: وإيه كمان يا مراد؟
نهض وهو يغير مجرى الحديث: ولازم تمشي دلوقتي لإنك عطلتيني!
أردفت وهي تحول على محياها ابتسامة لعوب: ماشي يا باشا، همشي، بس سؤال هو انت ليه ما بتنطقش اسم فريدة؟
ضيقت عينيها بسؤالها الماكر، ثم رد عليها في برود
: اسمها وحش، وأخرجي برة وبطلي استفزاز !
حذرها بصرامة لينة، فقالت بخبث: حاضر
وع حين غرة، اندفعت نحوه وعبثت بشعره بقوة، ثم هرعت إلى الخارج وهي تضحك قبل أن يمسكها، ليضحك هو على شيطنتها البريئة
_________
: كتكوت ضعيف الجناح والدنيا غدرت بيه…
كان عماد يتغنى بطريقة غريبة ومضحكة وهو يضع ساقيه فوق سطح المكتب، ويسمع مقطع لأغنية في سماعة الأذن .. ثم فجأة وهو منسجم مع الأغنية ترتفع السماعة برنين مختلف يصدح بأذنه، يجعله يقفز بفزع ويخرج السماعة بسرعة قبل أن تخترق طبلة أذنه..

 

 

 

 

فيضغط رد ويقول: منك لله، كنتي هتخرميلي ودني
لينطلق صوت صراخ عالي من السماعة: جرى إيه يا زفت، ما بتردش ليه بقالي ساعة برن ع التليفون ورقمك خارج نطاق الخدمة!
ليلقي الهاتف من يده من صياح تلك الهوجاء فيسمعها من الهاتف، تصيح مزمجرة
: وكمان مبتردش عليا! وحياة أمي وأمك وأمـ*ـة المسـ ـلمين، لكون قايلة لأبويا يفسخ ميـ ـتين الخطوبة اللي مش خطوبة دي واقول ف كل بيت إنك را*جل قُلة، عشان متلاقيش كلـ*بة تعبرك بعد كدة
التقط الهاتف مسرعًا فيرد بنبرة متحشرجة: ليه بس يا فاتن يا حبيبتي، دة أنا بقول عليكي الليدي فاتن، عاوزة تسو*ئي سمعتي ليه؟ دة أنا بعد كام سنة هبقى جوزك يعني!!
جعرت بغلظة: نعم يا حيلتها، كام سنة إيه؟ دة أنا خللت جنبك، هستنى لما شعري يشيب يعني عشان حضرتك تحن عليا وتجيب المأذون؟ دة حتى دبلة ما هان عليك تربطني بيها يا مـ ـعفن، يدوب قريت فاتحة وخلعت!
حمحم ليقول بنبرة مهزوزة: مش انتي قولتيلي قبل كدة بدل ما نجيب دبل ونصرف فلوسنا ع حاجات فاضية، أديكي نص المرتب عشان تحوشيه ونجهز شقتنا؟
صاحت متذمرة: منا جبت العفش كله، والشقة مش ناقصها غير رجل أهلك، دة أنا جهزت 4 عرايس من الجهاز اللي عتّق بسبب الركنة!
همس بنبرة هادئة: طب يا حبيبتي اهدي انتي متعصبة كدة ليه؟ جهزي أربعة كمان وأهو كله ف ميزان حسناتك!
وقبل أن يسمع جوابها، دخل مراد عليه فألقى الهاتف أمامه بسرعة، لينهض ويسأل
: خير يا مراد باشا، في حاجة؟
: ما جبتش ورق الخاص بالمناقصة من الإدارة ليه؟
: أصل أنا نسيت أقولك، أنهم اتصلوا وقالوا لازم تروح تستلمه بنفسك!
تعجب مراد: اشمعنى يعني؟
رفع عماد كتفيه، ثم هز مراد رأسه: طب تعالى عشان عايزك
وقبل أن يغادر سمع صوت غريب يقول
: انت يا*بن برميل الطرشي ما بتردش عليا ليه؟
هالت ع ملامح عماد الدهشة لأنه نسي أن فاتن خطيبته ما زالت معلقة على الهاتف..
: إلهي يجيلك بلل مبكر يا بعيد.
همس مراد وهو يرفع حاجبيه: بلل مبكر؟؟!!!
لينكمش وجه عماد في بكاء، فيقول مراد وهو يردع ابتسامته التي ظهرت من شكل عماد الأبله
: خلص حمامك وبعدين تعالى، قصدي المكالمة!
ثم ذهب وهو يتمتم: اتنين مجانين ف حياتي يا ربي
_________
وصلت إلى كافيه وهي تدور بعينيها على جميع الطاولات بحثًا عن أحدهم، حتى أشار إليها شخصًا فانتبهت إليه وذهبت نحوه.. لتقول نيرة بعد أن جلست أمامه
: ما صدقتش لما كلمتني وقولتلي إنك عايز تشوفني!
ليبادر ويجلس بالمقعد جوراها ويمسك بيدها يقبلها بلهفة وأسف، ويردف بصوت شجي
: أنا واقع في ورطة كبيرة يا نيرة، وماحدش هيساعدني فيها غيرك
اعترى القلق ملامح نيرة فتهتف: إيه اللي حصل يا معتز ورطة إيه؟!!…………….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *