رواية زوجة إبليس الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى
رواية زوجة إبليس الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى
رواية زوجة إبليس البارت الثاني
رواية زوجة إبليس الجزء الثاني
رواية زوجة إبليس الحلقة الثانية
وجدت على الملاءة ما أثار الرُعب بها ف صرخت بصوت مُرتفع ، ليفتح هو باب الغُرفة بهدوء ويسير بخطوات ثابته بإتجاه الفراش
هو ببرود : مالك !
رباب بفزع : حسبت في حاجة إتحرقت ، لقيت الرماد دا على الملاية وبيتحرك !
لم يُحرك به ساكناً بل ظل ينظُر لها ثُم قال بثبات : أنا كُنت بدخن ودي من السيجارة ، وطبيعي تتحرك عشان في هواء
وضعت يدها على قلبها وهي تنظر للفراش وتحاول تمالك أعصابها
هدأت قليلاً ثُم وجهت حديثها لهُ وقالت : ماما جابتلنا أكل الصباحية ، مش جعان ؟
هو بذات البرود : لا شُكراً ..
تجاوزته وهي تخرُج من الغُرفة وتقول : طيب براحتك أنا هروح أكل مش هيبقى جوع وملل ..
إنتهت من تناول الطعام ثُم قامت لتغسل يديها ، وجدت الصنبور عالق داخل دورة المياة ، ظلت تضربه بيدها عدة مرات عله يُنزل بعض المياه ولكنه كان عالق
فتحت الباب وهي تقول : هي الحنفية مالها مش بتنزل مياه ليه ؟ مُمكن تيجي تشوفها !
مرت ثوان قبل أن يظهر بجسده مُقترباً من الباب ، دخل دورة المياه ووقفت هي وراؤه تنظُر لما يفعله ، كان يُحرك مقبض الصنبور يميناً ويساراً ثُم قال بجدية : الحنفية بايظة ..
صفقت بيديها وهي تقول : معلومة مُهمة فعلاً ، طب ما أنا عارفة إنها بايظة أومال ناديتك ليه ؟ كُنت بتستخدمها إزاي دي
هو ب لا مُبالاة : مبستخدمهاش ف مش مُهتم بيها ..
رباب بإستغراب : إزاي يعني مش بتغسل إيدك بعد الأكل ولا وشك أول ما تصحى !
حرك كتفيه وهو يقول : أنا حياتي مُختلفة عنك شوية ، عامة هنزل أشوف حد ييجي يصلحها ..
رباب بسُرعة : مُمكن تاخدني معاك ؟
ظل ينظر لها قليلاً وهو مُتردد ، بإمكانه إصلاح الصنبور اللعين في ثانية واحدة .. ولكنه لا يود أن يُفزعها ويود التعود على حياتهم المُملة الرتيبة
رباب بهدوء : أسفة بس الشقة مُعظم ألوانها إسود وأنا بخاف ف مش حابة أقعد لوحدي حتى لو إنهاردة ، مش عارفة هتصرف إزاي بعد كدا لما آنت تروح الشُغل
لم يرمش بعينيه ولو لمرة وذلك ما أثار إنتباهها
ليرُد هو قائلاً : تمام جهزي نفسك هننزل
شعرت هي بسعادة غامرة وهي تركُض بإتجاه الغُرفة رغم بساطة المشوار
وضع يده تحت الصنبور من دون لمسه ف أنزل مياه
أبعد يده عنها سريعاً وهو ينظُر للمرأة بعينان سوداوان حتى البياض بهما تحول للون الأسود
إنتهت رباب من إرتداء ملابسها ووقفت بالقُرب من باب الشقة
خرجوا سوياً من باب المنزل هو يسير في الأمام وهي وراؤه ، إقترب من المصعد الكهربائي وضغط الزر في إنتظاره
إنفتح باب المصعد أمامهم ليدخُل هو وهي وراؤه
إنغلق الباب بعدما ضغط زر الأسفل
كان ينظر أمامه كالجثة الهامدة ولا يرمُش ، حتى إنفتح باب المصعد وخرجوا منه سوياً ، ساروا في الشارع بجانب بعضهم البعض وإنتظرت رباب أن يُمسك يدها ك زوجته لكنه لم يفعل ، كان يسير في خط مُستقيم وبثقة عالية من دون أن يتلفت حوله كأنه يحفظ عنوان مُصلح الصنبور عن ظهر قلب
أرادت هي أن تقطع الصمت السائد بينهم ف قالت : خليه يكشف كمان على الدوش ممكن يكون بايظ ، إتفقنا ؟
حرك رأسه بمعنى موافق ولم يتحدث معها ، ف قطعت الصمت مُجدداً وهي تسأله : هو مين سماك باباك ولا مامتك ؟ أصل بصرأحة إسم لؤي قديم أوي
هو ببرود : لوي مش لؤي ..
رباب من حديث الناس المُختلط لم تسمعه ف قالت : مسمعتش ؟ بتقول إيه
هو بذات البرود : بقول قربنا نوصل ، لكن في ريحة في الجو مضيقاني
حركت أنفها وهي تستنشق الهواء وتقول : مفيش ريحة ولا حاجة ، دي ريحة بخور
عقد حاجبيه وهو يقول : ريحته غريبة ، مش حلوة !
رباب بإبتسامة : ريحته عاملة زي مسك المدينة المنورة ومكة ، ربنا يُرزقنا زيارتهم
شعرت بحرارة شديدة مُفاجئة وهي تسير بجانبه ، تقدمها هو بخطوات في ضيق تاركاً إياها تنظُر إليه بحُزن وشرود
وصلوا أخيراً إلى متجر صغير في جانب الشارع ، وقف لوي أمام الباب وهو يقول : سعيدة ..
العامل : حزينة ، أؤمر يا باشا
وقفت رباب وراؤه ف أكمل لوي حديثه وهو يقول : في حنفية بايظة .. محتاجينك تصلحها
وضع العامل السيجار في طرف فمه وهو يقول : هعدي عليك بُكرة يا باشا بس إنت سيبلي العنوان
رباب بإعتراض : لا مش هينفع بكره إحنا محتاجين نستعمل الحنفية ، وبعدين أنا معرفتش أغسل إيدي عملتها بوايبس ، ما تقوله حاجة يا لؤي
رفع عينيه علامة الملل من حديثها الذي يُثير حنقهُ ف وجه حديثه للعامل قائلاً : أنا عاوزك إنهاردة ، مش بُكرة
العامل : معلش يا باشا مش هينفع إنت جايلي وأنا في إيدي شُغل ناس مستنيينه يخلص و ..
قاطعه لوي بضيق من ثرثرته الفارغة وقال : خلاص فهمنا !
أمسك بالقلم وكتب بخط إحترافي للغاية على الورقة عنوان المنزل ، حتى تظن عندما ترى خطه أنه كتبه على الحاسب الألي من شدة دقته
قال لوي مُمتعضاً : دا عنواني خلص شغلك وتعالى بكرة
خرج من المتجر بقميصه الأسود وخرجت وراؤه رباب وهي تقول بإنبهار : خطك روعة ، إتدربت كام سنة عليه ؟
أجابها بملل : ٤ سنين
رباب بهدوء : عشان كدا طالع يجنن ، هتعلمهولي في يوم صح ؟
لوي بملل : يمكن ..
نظرت رباب لجسده المُتناسق الرجولي وقالت : تعرف إنك لو لبست قميص أبيض هيكون لايق عليك جداً ؟
وضع يده في جيب بنطاله وهو يقول : مبحبش اللون الأبيض ، اللون الأبيض بيعكس الحرارة .. الإسود بيمتص الحرارة ويقربها لجسمك مش بيبعدها ، مفيش أجمل من اللون الإسود والأحمر .
رباب بضحكة : مش مُتخيلة شكلك بقميص أحمر ، بعتبر الأحمر وكدا للبنات بس
لوي بمُجاراة لحديثها : خلاص إبقي إلبسي إنتي أحمر
إبتسمت بخجل ظناً منها أنه يعدها بليلة رائعة بينهم اليوم ك زوجين
ما إن وصلوا ودخلوا الشقة غابت رباب في غُرفتها نصف ساعة
خرجت بعدها وهي ترتدي قميص للنوم بلون أحمر ، يُظهر أنوثتها بطريقة مُغرية ، وتضع على شفتيها ذات اللون
أقتربت منه وهي تقول بخجل : سمعت كلامك ، حلو الأحمر عليا ؟
ضحك هو لإنها فهمت حديثه على النحو الخاطيء ، لكنه وجد ملامحها تبهُت ظناً منها أنه يسخر منها
أراد أن يُصلح ذلك الخطأ ف إقترب منها وهو يُمسك ذقنها الصغير بإصبعيه ويرفع رأسها إتجاهه ويقول : إنتي جميلة .. في أي لون
إقتربت هي منه وهي تقف على أطراف اصابعها حتى حاوطت عُنقه بيديها ، وبشفتيها حصلت على قُبلة رقيقة من شفتيه وهو ثابت لا يتحرك فقط يُغمض عينيه
وبدون سابق إنذار حدث ما لم تتخيله رباب ..
يتبع ..
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية زوجة إبليس)