روايات

رواية قصر فهمي الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي الفصل الثاني 2 بقلم أحمد سمير حسن

رواية قصر فهمي البارت الثاني

رواية قصر فهمي الجزء الثاني

قصر فهمي

رواية قصر فهمي الحلقة الثانية

وهذا لفت نظر (زُهير) وعماد حُسني إلى زائر الليل هذا الذي يسكن الشرفة الخارجية (محمود)
وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى كان محمود في الشارع يركض كمن لم يركض من قبل
ما إن هبط محمود من المواسير إلى الأرض
حتى وجده أحد المارة وهو (تامر السقيل)
يقول له باندهاش:
– محمود .. إنت بتعمل ايه ع المواسير .. انت بتسرق! وعاملي فيها مُثقف
لم يهتم محمود بالرد عليه فقط دفعه وركض مُسرعًا إلى المنزله
فتح الباب وأيقظ نسمة:
– قومي .. قومي الله يخربتيك وديتينا في داهية .. ألبسي بسرعة واعملي حسابك هنسيب أم البيت ده
= في ايه؟ ايه حصل؟ هنروح فين؟
– أيي داهية .. بسرررعة ..

أرتدت نسمة ملابسها بسرعة وسط طلبات محمود زوجها بأن تُسرع كل عشر ثوانِ
ووست أنفاسه المتقطعة ووجهه الذي تغير لونه
كانت تُدرك نسمه أن هُناك مُصيبه ما قد حدثت .. الخوف البادي على محمود غير عادي أبدًا
بعد أن أرتدت نسمه ملابسها سحبها من يدها إلى الشارع وظل يركض وهي تتبعه
في الوقت الذي خرج فيه زُهير من مدخل عمارته وتابع ركض محمود وزوجته في الشارع
لم يُطاردهم ظل واقفًا مكانه يرمقهم فقط ويستمتع بالخوف البادي على محمود
ظل هكذا حتى خرج أ. عماد حُسني (عضو مجلس الشعب ورجل الاعمال) هو الآخر من المدخل وقال لـ زُهير:
– عرفت هتعمل ايه؟
فأجابه (زُهير) بصوته المبحوح:
– مش مستاهله قتل يا باشا .. ده عيل جبان .. هرب هو ومراته .. مش هيعمل حاجه..
قال عماد حُسني بعصبية:
– طيب، طالما شايف كده لو الواد ده عمل أي حاجه .. أنت هتلبسها، وتيتو اتقتل في بيتك .. يعني مش صعبة عليا .. فا هتنجز وتنفذ من غير كلام كتير ولا ايه!
= حاضر يا باشا .. اعتبر العملية تمت .. بكره الصُبح هتصلي عليه .. هو صحيح حضرتك مُسلم ولا مسيحي .. أقصد يعني هتصلي معانا عليه؟
– زُهير، نفذ .. من غير كلام كتير. (قالها أ. عماد حُسني وهو يجزر على أسنانه من فرط العصبية)

في نفس الوقت لم يَكُف محمود على الركض وفي يده نسمه التي لا تدري ما حدث .. لا تعرف شيئًا سوى إنها خائفه بسبب محمود .. مصدر الأمان الوحيد
وآخر ما تبقى لها من الدُنيا ..
فبعد وفاة والدتها التي كانت تحيا نسمة معها وحيدة .. لم تجد أي مأوي أو شخص تلجأ إليه
فقبلت بأول عريس يتقدم لها ..
على الرغم من الفوارق الكبيرة بينهم
فهي تهوى قراءة روايات الجريمة
وهو يهوى مصادقة مُرتكبي الجريمة
هي كانت تحلم بـ لف العالم
وهو دائمًا ما يحلم بـ (لف الحشيش)
وافقت نسمة على الحياة معه .. تقاسما الحياة .. بمرها .. والأكثر مراره
فـ الأعباء المادية دائمًا ما كانت تُطاردهم .. وتجعلهم لا يستمتعون بأي شيء في الحياة
ولكن وسط كُل هذه الأعباء أحبته
لقد أعترفت لنفسها بهذا ..

كانت تنتظر الفرصة المناسبة منذ فترة لتُخبره بأنه سيُصبح أبًا
ولكن متى يأتي الوقت المُناسب؟
رُبما عندما يبيع 5 روايات من المكتبة في يومٍ واحد
وقتها سيكون سعيدًا لأنه سيكون جنى قدرًا جيدًا من المال
ووقتها فقط سيكون مُتفائلًا عِندما يعلم أن مصاريف شخصًا إضافيًا سَتُضاف على الأعباء ، ووقتها لن يُبالي بها .. وسيسعد بكونه سيُصبح أبًا
وهي ستؤدي أخيرًا الوظيفة التي تمنت يومًا أن تؤديها وهي وظيفة الأم
في وسط تفكيرها في هذا كله تسائلت .. (هل كانت أجاثا كريستي أمًا؟)
بعد أكثر من ساعتين من الركض والمشي السريع وصل محمود ونسمة إلى حي النزهة الجديدة
وبالتحديد شارع طه حسين لمح محمود بطرف عينه (عصائر فرغلي) لم يُغلق حتى الآن
نظر لنسمة وأخبرها بأن تنتظره هُنا بمدة دقائق وأنه لم يتأخر
نظرت له بتعجب وقالت:
– رايح فين؟ متقلقنيش عليك يا محمود!

= متخافيش .. اطلبي عصير عقبال ما تشربيه هكون جيت
– خلي بالك على نفسك
قالتها نسمة .. فقبل محمود رأسها ورحل
ذهب إلى مدخل رقم 17 وهو المكان الذي يسكن فيه الأستاذ عماد حُسني
فقد جاء محمود ليخبره بأنه لن يفعل شيء بالصور الذي صورها .. وسيمسحها أمامه
وأنه لم يَكُن المقصود
ظل محمود يُفكر ويُرتب الكلمات الذي سيقولها وهو يرتجف رُعبًا
وقبل أن يهم بالصعود إلى الشقة وجد ثلاثة أشخاص ينزلون على السلالم معهم حقائب، كان منظرهم مُريبًا بعض الشيء
ذهب أثنان منهم إلى الخارج .. وضعوا الحقائب في سيارة
أما الثالث فقد جاء إليه وقال له:
– بتدخن؟
فأجابه محمود:
– آه

فأعطاه الرجل الغريب علبة سجائر من نوع (ميريت) وهي باهظة الثمن لمن لا يعرفها ثم قال له:
– خُدها .. هبقى اجيبلك منها كتير .. وعد
ثم اخرج الرجل الغريب قناعًا من جيب بنطاله وأرتداه وذهب إلى كاميرا المراقبة التي تُغطي المدخل .. وأزال عنها غطائًا كان موضوعًا ليُحجب الرؤية عن منطقة المدخل، هُنا تأكد محمود من شكوكه
اقترب من الرجل الغريب أكثر وقال له، بغباء:
– هو أنت كنت بتعمل ايه فوق؟
= لما تدخل السجن .. هبقى اجيبلك أكل وسجاير قولي أكلتك المُفضله
– سجن! سجن ايه يا عم انت؟ ربنا ما يجيبه يا عم .. أنت في ايه بالظبط
= قولي أكلتك المُفضلة .. وأنا هجاوبك
– أكل ايه يا عم أنت مصطبح ولا ايه

= بُص ياااا .. تصدق نسيت اسألك عن اسمك .. مش مُهم أنت حظك وحش إنك واقف هنا دلوقتي .. وحظك أوحش لأن شكلك مش من هنا أصلًا ولا حد يعرفك .. عمارة رقم 22 ساكنها دكتور نفسي .. اسمه ياسر .. أنا وأخواتي ولله الحمد .. خليناه على الحديده .. الكاميرا حاجبين عنها الرؤية .. وزي ما أنت شفت زي ما شيلت الغطا حاجب الرؤية ده من غير ما أظهر فيها .. حطيته برضه من غير ما أظهر .. وأنا دلوقتي بقالي أكتر من 5 دقايق لابس ماسك وبتكلم معاك ووشك للكاميرا .. تعرف ده معناه ايه؟ معناه إنك معايا .. أنك سارق الشقة إللي فوق دي .. وناسي موضوع الكاميرا .. أنا دلوقتي هطلع أجري .. لو جريت ورايا يبقى أنت بتثبت التُهمه على نفسك .. تخيل كده واحد نزل معاه مسروقات منهم ساعتين تمن الواحدة فيهم 10 ألاف دولار واقفين يتكلموا وبعدين جريوا ورا بعض؟ أي حد هيشوف إنهم أختلفوا صح!
– أنت بتقول ايه يا عم .. بالله عليك انا ما ناقص مشاكل .. أنا جاي هنا أحل مشكلة متلبسنيش في غيرها .. ابوس إيدك بلاش تهريج من النوع ده

= مش هسيبك .. متخافش أنت دخلت دايرتنا بدون إرادتك .. لكن حقيقي هيعود عليك مكسب مادي كبير .. وجودك لحد دلوقتي وكلامك بالهدوء ده بيلبسك الجريمة أكتر قدام الكاميرا
قال جملته الأخيرة وضحك
ووضع محمود يده على رأسه في خوف ونظر إلى الكاميرا في حركة غبيه
في قد يفهم من يراها أنه وضعها خوفًا من الكاميرا التي رآها صدفه
قال الرجل الغريب وهو يهم بالرحيل:
– هتلاقي كمان 10 دقايق رجل أنيق ببدله طالع شقته وبعديها بدقايق نازل يصرخ ويقول اتسرقت .. لو شفته قوله عمرو رمزي قالك اكتر من مره (هذا الطريق أخرته لحن حزين) بس إنت إللي مسمعتش الكلام
ضحك (عمرو رمزي) مره أخرى
وقال وهو بدأ في الركض بعيدًا .. هتابعك وهجيبلك مُحامي متاخفش
تردد محمود وقتها بدأ في الركض خلفه وبعد أقل من 30 ثانية قرر العودة للكاميرا
اقترب جدًا من كاميرة المراقبة وبدأ في الحديث لها ويقول:
– أنا معرفهوش .. هو حرامي!

لم يَكُن يعلم أن الكاميرا تُسجل صورة فقط بلا صوت
ولكن من حظه السيء أنه كان يقول هذه الجملة في الوقت الذي جاء فيه الأستاذ عماد حُسني الذي جاء لمقابلته
ولم يفهم الرجل سوى شيئًا واحدًا فقط
وهو أن (محمود زعتر) جاء ليفضحه هُنا .. وينظر لكاميرا المراقبة ويقول أن (عماد حُسني) حرامي
قال عماد حُسني بإندهاش:
– أنت بتعمل ايه يالا إنت هنا!
= أستاذ عماد أقسم بالله أنا ما هعمل حاجه بالصورة .. انا جيت بالغلط في التوقيت ده أقسم بالله .. أنا همسح الصورة قدام سيادتك هنا والله والله ما كنت اقصد حضرتك
نظر عماد حُسني باستهزاء وأشار إلى الكاميرا وقال:
– واضح .. بس يا صعلوك أنت .. مش من مصلحتك تعمل أي حاجه .. بإللي انت عملته ده كده كده هتموت! .. لو مكانش بسبب الإعدام بسبب الراجل إللي أنت قتلته، هيكون مني أنا لو شفتك في أي حتة تاني .. عامة أنا قدمت بلاغ ضدك .. وفي أي وقت أمين شرطة هيشوفك فيه هيسحبك على أقرب قسم

قال محمود بمزيج من الخوف والإندهاش:
– قتل ايه . أنا مقتلتش حد .. انا والله لأفضحكم . أنا مش هسكت
هُنا بدأ عماد حُسني في الإتياظ وكاد أن يُمسك من محمود ملابسه ليحاول ضربه ولكنه أفلته نفسه منه وبدأ في الركض
في هذه اللحظة نزل الطبيب الذي يصرخ بسبب سرقة شقته
فقال (عماد حسني) :
– شفت الحرامي .. لما شفته في العمارة هنا شكيت فيه لأنه من سكان المطرية في الدايرة إللي أنا ماسكها .. جيت أمسكه زقني وهرب إبن الجزمة .. هتلاقي ده في الكام بتاعة المراقبة .. بس متقلقش .. أقسم بالله 24 ساعة وهجيبلك أمه
بدأت المصائب تنهال بسرعة كبيرة على محمود واحدة تلو الأخرى
فهو الآن قاتل

وسارق في يومٍ واحد
وهو لم يرتكب أي من الجريمتان
ركض محمود حتى وصل إلى زوجته تتسارع أنفاسه وينظر خلفه كل بضعة دقائق
وصل إلى نسمة فوجدها واقفه والخوف بادي عليها:
قال محمود بنفس متقطع:
– مالك؟ في ايه؟
نظر خلفه فعرف سبب إصفرار وجهها والخوف البادي عليها ..
وجد مَن يُشبه الدُب القطبي حجمًا
وجد من تُشبه تصرفاته وملامحه الحيوانات
وجد مبحوح الصوت الذي أوسع محمود ضربًا منذ ساعات في شارعه
ولكن هذه المره (زُهير) يرى محمود بشكلٍ مُختلف .. يراه وهو لديه تعليمات بقتله!

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع فصول الرواية اضغط على ( رواية قصر فهمي )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *