رواية عشقت قاسياً الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسياً الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة رجب حلمي
رواية عشقت قاسياً البارت الحادي عشر
رواية عشقت قاسياً الجزء الحادي عشر
رواية عشقت قاسياً الحلقة الحادية عشر
ايمان: أنا ماقصدش كده.
حسام: لأ، تقصدى.
شعرت إيمان أنها إذا أقرت بما يقوله سيسبقها إلى الهاتف ويأخذ منه الرقم وسينكشف بذلك كل شئ، وستعرض حسام للهلاك أمام الشيطان تامر، وستكون وقتها ليس سببآ فقط فى إتهامه بشئ لم يفعله، بل ستكون هى من قضت عليه، فقررت أن تنفذ فكرة حضرت إلى ذهنها لتخرج من هذا المأزق.
حسام: إنتى ساكتة كل ده ليه؟
إيمان: أصلللل، أصل قررت أقولك الحقيقة.
حسام بفرحة: بجد يا إيمان هتقولى؟؟؟
إيمان: أيوا هقول، بس أنا محتاجة أطلع أرتاح شوية، وبعد كده هحكيلك.
حسام: مش هينفع تطلعى خلاص، النجار زمانه جاى، إدخلى إرتاحى فى أوضتى.
توترت إيمان بشدة: بسسسسس عايزة أجيب حاجات من الشقة ضرورى قبل مايجى.
حسام: طب إنتى حاسة إنك كويسة؟، لإن الدكتور قال إنك محتاجة تتعرضى على طبيب نفسي.
إيمان: لا مش للدرجة دى، لسه فيا شوية عقل.
حسام: مش لازم اللي يروح لدكتور نفسي يبقى مجنون، هو قال إن نفسيتك تعبانة ومحتاجة طبيب معاكى فى المرحلة دى.
إيمان بتهكم: أروح لدكتور نفسي عشان يظبطلى نفسيتى عشان ترجع تتعبهالى تانى!!
حسام: مانتى لسه قايلة من شوية إنى عندى حق فاللي بعمله معاكى.
عادت جميع الأحزان لذاكرة إيمان فردت وهى مخفضة الرأس: أيوا قولت كده وماكنتش بكدب، إنت عندك حق فاللي تعمله.
شعر حسام أن التطرق لمثل هذا الكلام سيعديها بشكل ما للحالة التى كانت عليها أمس، فأردف مغيرآ الحديث: طب يلا إطلعى هاتى اللي إنتى عايزاه وانا هتصل بالراجل أستعجله، عشان تعرفى تطلعى ترتاحى فوق فى أقرب فرصة.
إبتسمت إيمان بسعادة لشعورها بحنان قلبه الماضي، ثم صعدت لمنزلها الذى أصبحت تشعر ولأول مرة بأنه منزلها حقآ، وأن جدرانه دافئة، تحميها، وتغلف قلبها المضطرب بحنان فقدته لأيام كثيرة.
أما بالنسبة لحسام فقد كان فى صراع شديد، بين أن يستمر فى معاملته الهادئة معها وبين شعوره الشديد بالندم أنه يعاملها بهدوء، فكلما تذكر إبتسامتها السعيدة على إثر كلماته الودودة لها، كلما شعر أنه يريد أن يعيد تلك اللحظات ليعاملها بقسوة ليس لها مثيل، ردآ بسيطآ على مافعلته.
حسام محدثآ حاله: إوعى قلبك يحن ليها تانى، إوعى، وش بريئ بروح شيطان مخادع، إنت حبيتها صحيح، بس كنت مخدوع فيها، ماكنتش تعرف حقيقتها، أكيد اللي حصل وراه سر كبير أوى، والسر ده يدينها وعشان كده مخبياه، وبتمثل إنها مخبياه عشان خايفة علينا نتإذى، وكإن اللي إغتصبها ده هولاكو!!، مش حتة عيل تافه زيها، أكيد ليها يد فالإغتصاب، متصدقش بدور الملاك الطيب اللي بتحاول تضحك عليك بيه، إرجع زى مانت تانى، حتى لو إنهارت، هيبقى جزء بسيط من حقي اللي عندها ولسه مخدتوش، وبرضو الحقيقة جزء من حقى اللي لازم آخده واللي قالت إنها هتعترف بيه.
******************
دلف ماهر إلى المنزل حاملآ بين يديه أكياس تحوى خضروات وفواكه، ثم نادى على ندى.
هاجر: أيوا يا خالو، ندى فالحمام، منفعش أنا.
ماهر مبتسمآ: تنفعى طبعآ يابنتى، ده انتى منورة البيت والله.
هاجر: ربنا يخليك يا خالو، هات عنك الشنط دى.
ثم أخذت من يديه الأكياس وتوجهت بها إلى المطبخ.
جاءت ندى على عجل، فوجدتهم واقفون داخل المطبخ.
ندى: كنت بتندهلى يا بابا؟
ماهر: أيوا يا ندى، كنت عايز أقولك إنى قابلت قاسم وانا بشترى الحاجات دى وحددت معاه ميعاد يجوا فيه، وهيبقى بكرة إن شاء الله.
ندى: إن شاء الله يا بابا.
هاجر بسعادة: هييييييييه، عندنا عرووووسة.
ضحك ماهر ثم أردف: أيوا كده ياهاجر حسسينا بالفرحة اللى غابت عن بيتنا، وحاولى تفرحى البت الكئيبة دى.
ندى مبتسمة: مش كئيبة يا بابا ولا حاجة، بس لسه مستنية أعرف عنه أكتر عشان أفرح عن إدراك بس.
ماهر: هو عمك قاسم بصراحه مالى إيده منه أوى، ولما نشوف بنفسنا برضو.
هاجر: أنا واثقة إن الطيبون للطيبات، وندى مفيش زى طيبتها وقلبها الحنين وأكيد اللي هتكون من نصيبه هيكون زيها ومحظوظ كمان.
ماهر: هههههه والله إنتى بنت حلال يا هاجر، عقبالك يابنتى، مش هقولك ربنا يرزقك بابن الحلال والدعوات المفتوحة دى، هقولك ربنا يرزقك بمروان، هههههههههههه.
خجلت هاجر بشدة واحمرت وجنتها ثم أردفت: أنا هروح أصحى ماما وأفرحها إن العريس جاى بكرة.
ثم جرت مسرعة إلى الداخل وسط نظرات ماهر وضحكاته عليها، فهو يعلم أن هاجر ومروان يحبون بعضهم ولكن ظروف هاجر الأخيرة وقفت أمام هذا الحب، ولكن بشكل مؤقت…
************************
أمسكت إيمان الهاتف الذى كان ملقيآ بإهمال، ونظرت به فوجدت عدة مكالمات من تامر، تصحبهم رسالة واحدة، ففتحتها على عجل، وبدأت فى قراءتها.
تامر؛ هتجيلى يا إيمان، عشان لو مجيتيش أهلك اللي إنتى مخبية عليهم هيعرفوا كل حاجة، أنا معايا صور توديكى فى داهية، فهمتينى يا إيمى؟، باى ياحلوة.
وقعت إيمان على الأرض بتعب وإنهاك وشعور بالضياع يكاد يفتك بها، حاولت أن تبكى، ولكن الدموع تحجرت فى عينيها، حاولت أن تتحرك ولكن قدماها لا تحملها، حاولت حتى أن تموت قهرآ، ولكن الموت جفاها، فشعرت بأن كل شئ لا يريدها أن تلقى بنفسها بين أحضانه، حتى مشاعر الضياع ترفضها، كل شئ يبتعد عنها، وكأنها شئ سئ للغاية، لا يريد أحد الإقتراب منه حتى المشاعر الدنيئة!!
شعر حسام بتأخرها، فنادى عليها بصوت يوحى بعودة الجحود لقلبه المعذب، فانتفضت هى فى مكانها على إثر صوته وأمسكت بهاتفها سريعآ وحذفت المكالمات والرسالة، ووضعته فى جيب بنطالها، ودلفت إلى حسام مسرعة ووقفت أمامه لا تستطيع النظر فى عينيه.
إيمان: نعم.
حسام بلهجة حادة: كل ده بتجيبى حاجة من فوق!!.
كانت إيمان فى صراع داخلى شديد، فلم تنتبه أبدآ لتغير لهجته معها: أصل أصل دخلت الحمام.
وقبل أن ينطق حسام سمع صوت الجرس.
حسام: طب إتفضلى جوة وهنزل أفتح للناس وهنطلع فوق نركب الحاجة، ويارب تكونى شيلتى حاجتك على جنب.
إيمان بتوتر وعدم فهم لما يقوله: أيوا أيوا.
فرمقها حسام بنظرة وهو لا يفهم ماحل بها، ولكنه تركها سريعآ ليفتح باب المنزل الرئيسى للنجار.
دلفت هى إلى غرفته، فسمعت صوت زينب يناديها.
إيمان: نعم.
تحدثت زينب وهى لا تنظر إليها: عاملة إيه دلوقتى؟
إيمان: هتكلمينى وإنتى مش بصالى؟، طب ليه غيرتى معاملتك؟
رمقتها زينب بحدة: أنا موقفى واحد من ناحيتك من وقت اللي حصل، متغيرش ومش هيتغير، لو كنت عاملتك شوية كويس، فده عشان خاطر حبيبتى فرح، وشوية الذكريات اللي بينى وبينك، وإحترامآ للسؤال عليا منك كل شوية، وقد إيه كنتى مبتحبنيش أقعد لوحدى وكنت عارفة إن قعدتى مملة على قلب أى شابة فى سنك وبرغم كده كنتى مداومة على زيارتى، وعايزة دايمآ تونسينى وتودينى، حاجات مش بالسهل تخلينى أتغير معاكى 180 درجة، بس كان لازم أتغير برضو، الطعنة اللي خدناها منك مش شوية، على قد الخير اللي عملتيه فيا بدون مقابل، على قد الوجع اللي زرعتيه فى قلبى على إبنى اللي محلتيش غيره، لما تبقى حياتنا مستقرة ويبقى ماليش غيره بعد موت بنتى وجوزى وتعملى فيه كده، تفتكرى هقدر أفضل زينب بتاعة زمان؟، طب إزاى!!، وإنتى مبقتيش إيمان بتاعة زمان…
إيمان بأسى: عندك حق فى كل كلمة قولتيها وهتقوليها، وأنا معترفة بكلامك، وإنتى أم مهما كان، ولو معملتيش كده كنت هستغرب، بس أنا كنت شايفة فيكى أمى، أرجوكى يا أمى متأسيش عليا فى وقت تعبى ده على الأقل، إستنى بس أخرج منه، وهعمل زى ماقولت لحسام هجيلكم وأقولكم إعملوا اللي إنتوا عايزينه فيا.
زينب: ويفيد بإيه مهما عملنا يا إيمان؟!!، هو إنتى فاكرة إننا بنتعمد نضايقك عشان تطلبى نبطل شوية ونرجع وقت ماتبقى كويسة؟؟!، المعاملة القلب اللي بيفرضها علينا يابنتى مش إحنا اللي بنتحكم فيها.
إيمان: حاجة توجعنى أوى، إن قلبك فرض عليكى تعاملينى كده فى وقت تعبى، ده معناه إن معنديش رصيد من الرحمة والحب فى قلبك.
زينب بسخرية: رحمة!!!، ليه بتقولى كده؟، إنتى لحد دلوقتى شوفتى منى حاجة لو أى واحدة مكانى كانت عملتها معاكى؟؟.
إيمان: لا والله، إنتى أطيب الناس.
زينب بإنفعال شديد: وأنا مش عايزة أبقى أطيب الناس، أنا عارفة إن إبنى راجل وهيعرف يجيب حقه، بس لإنى أطيب الناس بلاقى نفسي بدل مابشجعه على تصرفاته، بلوم عليه وأعاتبه، أخرجى يا إيمان، أخرجى، سيبينى لوحدى.
ثم جلست على فراشها بتعب وهى تبكى ووضعت يدها فوق رأسها وإستطردت قائلة: عشان ذكرى بنتى اللي ماتت بضيع حق اللي عايش، أااااه ياوجعى على ولادى.
دخلت إيمان إلى غرفة حسام وأخذت تبكى بحرقة، فقد أدخلت التعاسة على هذه الأسرة البسيطة، التى كانت تحمل مايكفيها من أحزان على من إفتقدتهم، ولكن إيمان أتت لتحملهم المزيد، ولكن دون قصد، فهى حقآ لم تكن لتقصد أبدآ، فهى تحب هذه السيدة.
قطع حبل أفكارها دخول حسام المفاجئ.
حسام: بقالى كتير بنادى عليكى، مابترديش ليه؟
إيمان: ماسمعتش.
حسام: طب إطلعى نضفى الشقة مكان تركيب الحاجة، ساعتين تلاتة وهجيب كام سجادة كده تفرشيهم، أنا خدت المقاسات ونازل دلوقتى.
إيمان: أنا بجدد طلبى، إنك تاخدنى معاك أختار.
تطلع بها حسام لثوان معدودة، ثم إختفى من أمامها دون رد.
فعادت للجلوس على الفراش بأسى، فقد فشلت محاولتها فى التقرب منه، فشلت محاولتها حتى فى أن تفهمه، فتارة يكون طيب القلب، وتارة القسوة تطل من عينيه تكاد أن تلتهمها.
صعدت لمنزلها، فهكذا أصبحت تسميه، فهى تأمل أن يومآ ما سيصبح منزلها الهادئ الذى تنعم فيه بالراحة، دخلت وتأملت جمال الشقة بعدما فرشت، ودققت نظرها فى إختياراته للأثاث، فعلمت أنه ذو زوق راقى.
بدأت فى تنظيف الأرض، ووضع ملابسها داخل الدولاب وتوزيع أشياءها فى أماكنها، وما أن إنتهت حتى وجدت حسام يفتح الباب.
حسام: تعالى دخلى السجاد معايا.
خرجت بسرعة وحملت بعض المشايات الخفيفة وأدخلتها.
إيمان: مش هقدر أشيل الكبيرة دى.
حسام: خلاص سيبيها.
ثم حملها حسام بدلآ منها ووضعها فى مكانها ثم فردها.
كانت إيمان شاردة فى كلمات تامر التى قرأتها عبر رسالته النصية، فشعرت بغصة فى حلقها وقلبها، وخوف شديد يتملكها.
حسام بحدة: وبعدين معاكى، فى إيه!!!!
أفاقت إيمان من شرودها فجأة بفزع: فى إيه، حصل إيه؟
حسام: بنادى عليكى لتانى مرة النهاردة وإنتى ولا انتى هنا.
إيمان: معلش كنت سرحانه.
حسام بإنفعال: إتفضلى أقعدى.
إيمان: حاضر.
جلست إيمان ونظرت له بتسائل.
حسام: إتفضلى بقى قولى الحقيقة اللي وعدتينى تحت إنك هتعترفيلى بيها.
إيمان: مش وقته أنا تعبانة.
حسام بإنفعال شديد: إنتى هتستهبلى!!!، إنتى هتتكلمى يعنى هتتكلمى.
جرت دموع إيمان وهى تقول: مابقاش ينفع، لو كان ينفع فخلاص مابقاش ينفع.
حسام: ليه حصل إيه؟!
إيمان: ماتضغطش علياااا.
أمسك حسام بذراعها بقوة جعلتها تتألم: هضغط عليكى وهدفنك مكانك لو متكلمتيش.
إيمان: هددنى بحاجة تخوفنى، ده أكتر وقت بتمنى فيه الموت ونفسي فيه.
نظر حسام داخل عينيها وهو مقترب منها بشدة ويتحدث بصوت شبه هامس يغلفه الغضب: بتتمنى الموت دلوقتى مرة، بس أنا ممكن أخليكى تتمنيه ألف مرة ولا تطوليه.
ثم دفعها دفعة قوية ونظر لها بإستحقار وخرج من المنزل بسرعة قبل أن يقتلها من شدة غضبه دون أن يشعر.
******************
فى فيلا غاية فى الجمال ينام شاب فى مقتبل العمر على فراشه عاريآ الصدر، ملابسه ملقاة بإهمال على الأرض من حوله، مما يدل على الفوضى التى يعيش بها.
طرق خادمه باب الغرفة ثم فتح الباب ووقف بجانبه مناديآ.
الخادم: تامر بيه.
تامر بعصبية: عايز إيه ياحيوان.
الخادم: فى واحدة عايزة تقابل سعادتك وقاعدة مستنية تحت.
تامر: مين اللي جاية عالصبح دى!!
الخادم: العصر أذن من بدرى يابيه.
تامر: طب غور فى داهية.
خرج الخادم من الغرفة، فألقى تامر بوسادته على الأرض ونهض من فراشه ليأخذ حمام ساخن قبل النزول لضيفته التى تجلس بالأسفل فى إنتظاره.
وعندما نزل الدرج وجدها تنظر إليه والغضب باديآ على محياها.
تامر: شيرين هنا بنفسها!، إيه النور ده كله.
شيرين بغضب: عايز تفهمنى إنك مبسوط عشان شايفنى هنا؟!!!
تامر: طبعآ، هزعل ليه؟
شيرين: هتزعل عشان إنت كداب وأنا كشفت كدبك، ليه قولتلى إنك ساكن فى شقة فى أكتوبر، وإنت ساكن فى فيلا فى التجمع.
تامر: ههههههههههههه، هو ده السر الخطير اللي إنتى إكتشفتيه؟!!، هههههههههه.
شيرين بغيظ: إنت بتضحك على إيه!، ماتضحكنى معاك.
تامر: بضحك على هبلك، وإيه المشكلة لما يبقى عندى شقة فى أكتوبر وفيلا فى التجمع كمان!!
شيرين: المشكلة فى مكان السكن، قولتلى إنك عايش فى شقة أكتوبر، بس اللي شوفته بعينى حاجة تانية، شيفاك عايش هنا ولسه مصحينك من النوم قدامى أهو، يبقى إزاى بقى؟، وليه غشتنى بإنك عايش فى الشقة.
تامر: ياحبيبتى وقت ماقولتلك كنت عايش هناك فعلآ، هو أنا أقدر أكدب عليكى.
قالها وهو يقترب من فمها بشدة.
فابتعدت عنه شيرين بشكل مفاجئ، إرتفع صوتها بغضب.
شيرين: قولتلك مليون مرة إنى بكره الأسلوب بتاعك ده، ولو إتصرفت كده تانى هقطع علاقتى بيك.
تامر: لأ طبعآ مقدرش على بعدك، بس أنا إتخنقت من تحكماتك دى، ماتفكى كده وبلاش رخامة.
شيرين: الأخلاق مش رخامة يا تامر، وبعدين المفروض تفرح إن دى أخلاق البنت اللي هتتجوزها.
تامر: ياحبيبتى ماهو عشان أنا هتجوزك، بقولك بلاش تعقديها معايا، ماهو أنا اللى هتاخدى راحتك معاه وأنا برضو اللى هتتجوزيه، يبقى ليه تخنقينا.
شيرين بتعجب وإنفعال: إنتى بتقنعنى بإيه؟!!
تامر: خلاص خلاص، مش بقنعك بحاجة.
شيرين: طيب أنا همشي بقى، وأتمنى نكون قريبين لبعض أكتر من كده.
تامر بخبث: مانا مستعد وإنتى اللي مش عايزة.
شيرين: أكيد مقصدش القذارة اللى فى دماغك يا أستاذ تامر، أنا أقصد نكون قريبين يعنى متخبيش عليا حاجة عنك وأعرفها بالصدفة زى موضوع الفيلا.
تامر: صدقينى أنا مش مخبى حاجة عنك وبكرة الأيام تثبتلك.
شيرين: لما نشوف، يلا سلام.
تامر: سلام بيبى.
خرجت شيرين من الفيلا وهو يتتبعها بنظرات تصحبها إبتسامة سمجة.
تامر محدثآ نفسه: هتعملى عفيفة إنتى كمان، هتاخدى بالجزمة، أنا مش فاهم إنتو إزاى مخكم الغبى صورلكم إنى أبص لأشكال زيكم من مستوى زبالة ومنحط، إنتو اللي زيكم بيكونوا مجرد سناكس خفيفة تسلي ومتشبعش، عملتى ذكية واكتشفتى سر الشقة اللى باكل فيها السناكس وعرفتى إنها مش سكنى الأساسي، بس مش مهم خالص، نغير الشقة المرة دى، وماااله أنا بحب البنت اللي تحيرنى قبل ماوقعها، وعندى روح المغامرة…
***************
كانت ندى تقف بجوار خزانة الملابس تحاول أن تستقر على الثياب التى سترتديها لمقابلة الرجل المتقدم لخطبتها.
هاجر: العروسة بتعمل إييييه؟
ندى: كويس إنك جيتى كنت لسه هندهلك.
هاجر: أنا فى الخدمة ياعرووووسة، أنا فداء الساعة اللى أخدم فيها عروستنا.
ندى مبتسمة: طب تعالى يا غلابوية، إختارى معايا ألبس إيه عشان خلااااص إحترت وزهقت من التفكير.
هاجر: إممممممم، الفستان ده حلو أوى.
ندى: بس اللون فاتح أوى، وضيق عليا شوية لإنى زدت بعد ماشتريته، لأ إختارى حاجة غيره.
هاجر بتعجب: طب ماطبيعى يبقى فاتح أوى، دى مقابلة تعارف تنم على سعادة من الطرفين، مش عزا ولا ذكرى وفاة حد عشان تغمقيها يعنى.
ندى: مانا مش عايزة أكون ملفتة برضو بالنسبة لإنه ضيق شوية.
هاجر: نعم!!، لو مكنتيش ملفتة يوم ماواحد يتقدملك، أمال هتبقى ملفتة إمتى؟!!
ندى: يا ستى حرام أكون ملفتة خالص، هو من حقه يشوف شكلى وبس، لكن حرام أنا بقى أظهرله شكل جسمى بطريقة تلفت إنتباهه وتضطره يبصلى ويركز فيا.
هاجر: أنا مش هفتى فى الدين، بس بيتهيألى عادى مش حرام، ده مشروع جواز يعنى ولازم ياخد واحدة عاجباه.
ندى: لو بيحب المليانة هيمشي عشان أنا مش مليانة ولو بيحب الرفيعة هيمشي برضو عشان أنا مش رفيعة، ولو بيحب الوسط هعجبه ويبقى عايز يتم الجوازة، وبالنسبة للوش فدى حاجة ترجع للقبول، يخصه في إيه بقى يركز فى تفاصيلى!!، لأ حراااام.
هاجر: يابنتى إهدى عليا، مالك محسسانى إنى بقولك خليه يركز فى تفاصيلك، أنا بس الفستان عاجبنى بجد وعايزاكى تلبسيه.
ندى: لأ لأ شوفى غيره.
هاجر: اللهم طولك ياروووووووووح.
ندى بإبتسامة: إختارى وإنتى ساكتة…
*******************
قضت إيمان ساعات اليوم المتبقية وحدها يلعب بها التفكير ويضعها على كل جانب حتى تمام التعذيب، وتأكدت أحزانها من أنها أنهت على جميع دموع عينيها فلم يتبق منها ماتسترسل به حزنآ ووجعآ.
وهى على هذه الحالة سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق بقوة، فوقفت فى مكانها بسعادة، ولكن حسام لم يعبئ بها، ولم تحن منه مجرد إلتفاتة نحوها لإنه توجه إلى غرفة النوم، مايشير إلى إنه سينفذ ما وعدها به، بأنه سينام فى الغرفة ويتركها تنام على المرتبة الإسفنجية بالخارج فى صالة الإستقبال.
مما جعلها تعبث مرة أخرى وتمشي بخطوات متعبة إلى حيث تقف المرتبة مستندة على أحد جدران المنزل، فأنزلتها بهدوء على الأرض ثم وضعت عليها الوسادة والغطاء وأرخت جسدها عليها، ولكنها شعرت بالوحدة التى أخنقتها بشدة، وخوف لا مثيل له، تشعر بأنها خائفة بطريقة لم تكن تعرفها أبدآ ولم تألفها فى حياتها الماضية، فسمعت صوت حسام يتمشى فى ممر الغرف متوجهآ نحو المرحاض، فجرت إليه بسرعة من يراها لا يصدق أنها هى من كانت تتلوى ألمآ منذ دقائق.
وصلت إيمان إليه، ووقفت أمامه بشوق ورجاء.
إيمان بعينين تملؤهما الدموع: حسااام، أنا محتاجة حضنك أوى يا حسام، أرجوك تحضنى.
تطلع فى عينيها بحب وحيرة، ولم يشعر بنفسه إلا وهو يعانقها بحرارة…….
يتبع..
- لقراءة الفصل التالي:اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (عشقت قاسياُ)