روايات

رواية وقعت في شباكه الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية وقعت في شباكه الفصل الثاني 2 بقلم سولييه نصار

رواية وقعت في شباكه البارت الثاني

رواية وقعت في شباكه الجزء الثاني

رواية وقعت في شباكه الحلقة الثانية

الفصل الثاني(حب سام )
بعد عشر سنوات ….
في غرفة بها كل مظاهر الترف تدل علي ثراء صاحبها وتحمل طابع رجولي غامض يليق تماما بشخصية امير الشناوي صاحب الثامن والعشرون عام …
كانت تقف هي ترتجف كورقة شجر ضعيفة امام الرياح …عينيها مثبتتان علي الأرض بينما هو يوبخها بشدة ..
-اخبرتك عدة مرات الا تدخلِ غرفتي ولا تقتربِ مني هل انتِ غبية ؟!!الا تفهمين اني لا اطيقك …أنا اكرهك واكره وجودك هنا ؟!!اكره ذلك الهواء الذي نتشاركه سوريا …حتي المنزل اصبحت أكرهه حتي غرفتي لأنك ولجتِ إليها …فأرجوكِ ابتعدِ عني !!!
-‏كان امير يصرخ بجلنار التي اطرقت وجهها للاسفل بينما شعرها الأسود الناعم الطويل غطا تقريبا نصف وشهها …كانت تضغط علي شفتيها الوردية بقوة لتمنع دموعها المحبوسة من الخروج بينما تسمع كلماته التي كانت كالسكين الحاد تمزق قلبها …وسؤال يائس يدور في عقلها هل هي تستحق هذا يا تري ؟!! هل هي ستُعاقب علي اخطاء غيرها …هل هي من ستدفع الثمن …الي متي سوف يفرغ غضبه من والده فيها هي …وما ذنبها ؟!!هل جريمتها ان ابنة تلك السيدة التي تزوجها والده ؟!!هل سوف تُعاقب علي تلك الجريمة !!! … اسئلة كثيرة تدور في عقلها حتي كاد ان ينفجر من التفكير لتشهق من الرعب عندما امسك ذراعها بغتة وقال:

 

 

-‏-اسمعيني جيدا …أياكِ ان تقتربِ مني ..لا تدخلِ غرفتي ولا تنطقِ اسمي حتي أنا لست اخاكِ ولن اكون …انتِ بالنسبة ليا ابنة المرأة التي سرقت ابي من والدتي هل فهمتِ ؟!!
-‏هزت رأسها بطاعة ثم ركضت من امامه مسرعة خارج من غرفته تكتم شهقاتها بكفيها …تنهد هو بغيظ ثم اتجه الي طاولة الزينة واستند إليها ونظر الي نفسه في المرأة لقد مر عشر سنوات …عشر سنوات وهو لم ينسي ولم يغفر …عشر سنوات وتلك النيران تضطرم في قلبه …تعذبه …نيران الانتقام مريعة …مؤلمة عندما تتملك من قلب شخص فإنه يعيش الجحيم بعينه …يصبح الانتقام هدفه …تقف حياته عند هذا الهدف ليصبح الألم من نصيبه وهذا ما حدث لأمير …هو ما زال اسير الانتقام والكراهية ولن يتحرر الا عندما يري ابنة صفاء تعاني كما عانت والدته الحبيبة….تلك الفتاة …كم يكرهها … كم يكره والدتها ووالده يرغب بحرق قلبها كم احترق قلب والدته ولكن كيف يفعل هذا ؟!….كيف يحرق قلب ابنة صفاء ؟…كيف يجعلها تعاني؟ …هذا السؤال كان يدور في عقله …هذا السؤال جعله لا ينام لليالي كثيرة وهو يفكر في الطريقة التي سيكسرها بها ..يجب أن تعاني كما عانت والدته هذا هو العدل ابتسم بإنتصار وهو يتذكر نظرات الانكسار بعينيها ….يعلم كم تعاني بسبب رفضه واهاناته ولكنه لن يتوقف ابدا …سيستمر بإذائها حتي تنهار …يريد ان يراها منهارة كما رأي والدته من قبل…هز رأسه وهو يطرد تلك الافكار من رأسه …امسك هاتفه واتصل بأصدقائه ليقابلهم …
-‏…..
ولجت جلنار لغرفتها ركضا وهي تخفي دموعها …اغلقت الباب جيدا ثم انهارت في البكاء وهي تشهق بعنف ….قلبها كان يتمزق وهي تتذكر كلماته ونظراته …الكره بنظراته جعلها في صدمة …لماذا يكرهها لهذا الحد؟! …وضعت كفها علي قلبها وهي تبكي …يؤلمها كثيرا ان يكرهها امير بالذات …كم تمنت ان تقترب منه وتكلمه ولكنه دوما كان يصدها ببرود …يخبرها بمنتهي القسوة انها ليست جزء منهم …يشعرها دائما انها عبأ عليهم ..اقتربت من الفراش وجلست عليه ثم سحبت من تحت الوسادة صورته التي تخبيها ثم نظرت إليها …مررت اصابعها علي ملامحه الوسيمة…شعره الناعم وعينيه الآسرتين …عينيه التي لم تمنحها الا الكراهية ولكن رغم ذلك اسرتها …لم تري ابدا الحب بهما…احيانا تحسد والدته وجميلة عندما تري كيف ينظر اليهما بحب واحترام. اما الكراهية فهي من نصيبها …يشعرها دائما انها دخيلة …مطرودة خارج قلبه تقف امام اسواره ولا تنال الا الكراهية …

 

 

-‏انتفضت عندما طرق أحدهم الباب …خبأت الصورة سريعا ومسحت دموعها وهي تقول بصوتها اللطيف :
-‏-تفضل …
-‏ولجت جميلة لغرفتها ووجهها محمر من الخجل مما فعلته لقد تركت جلنار لتواجه امير ولابد انه افرغ غضبه بها كالمعتاد …هذا واضح من عيني جلنار الحمراء وشفتيها المرتعشتين …اقتربت جميلة منها ونظرت إليها بشفقة ثم امسكت كفها وهي تقول بلطف:
-‏-انا حقا اعتذر منك جلنار…لقد تركتك مع أخي ولابد انه اطال لسانه كالمعتاد ….
-‏عندها لم تتحمل جلنار وانفجرت بالبكاء …
-‏بهتت جميلة لتضم جلنار اليها وهي تقول:
-‏-اهدئ عزيزتي …اهدئ
-‏ولكن جلنار لم تستطع التوقف …ارادت البكاء لعلها افرغ ذلك الحزن القابع في اعماق روحها
-‏-انه…انه يكرهني جميلة. ..أنا ليس مرحب بي هنا …اريد الذهاب …
-‏ابعدتها جميلة وقالت:
-‏-ماذا تقولين انتِ جلنار تتركين منزلك!!
-‏هزت جلنار رأسها وقالت بآسي:
-‏-هذا ليس منزلي جميلة …هذا منزلك …ومنزل امير والخالة مريم …أنا دخيلة هنا .. .ابنة المرأة التي تزوجت بوالدك سرا …
-‏اطرقت برأسها لتمسك جميلة بكفها وقالت بغضب :
-‏-ما هذا الهراء جلنار ؟…هل عاملك احد كأنك غريبة او دخيلة؟ …أنا ووالدتي نحبك كثيرا جدا وامي تعاملك كأبنتها …اخي امير طيب القلب لكنه عصبي قليلا ارجوكِ لا تستائي منه …
-‏هزت جلنار رأسها وقالت:
-‏-ما قاله اليوم مزق قلبي بقسوة جميلة …لقد اهانني بطريقة جعلتني اشفق علي نفسي …أنا لا أريد أن امكث هنا …لا يمكنني أن ابقي هنا واواجه كل تلك الكراهية…هذا صعب علي …صعب كثيرا ….
-‏كانت جميلة ان ترد ان الا وجود مريم في الغرفة فجأة اوقف الكلمات في حلقها …
-‏-امي

 

 

قالتها جميلة بتوتر …لتنهض جلنار وهي تري مريم وتبتلع ريقها بتوتر …نظرت مريم الي جلنار وقالت:
-‏-ماذا فعل معك امير ؟!!
اطرقت جلنار وقالت بخفوت:
-‏لا شئ يا خالة …
-‏اقتربت مريم منهما ثم وجهت كلامها لجميلة وقالت:
-‏-اخبريني انتِ يا جميلة !
-‏-لا بأس يا امي انس…
ولكنها اوقفتها بإشارة من كفها وقالت:
-تكلمي يا جميلة ….ماذا فعل امير ليوصل جلنار لتلك الحالة؟!!
عضت جلنار شفتيها بتوتر حتي شعرت بطعم الدماء في فمها بينما قررت جميلة ان تتكلم !
-‏….
خرج امير من غرفته وهو يرتدي ثيابه المعتادة..بنطال اسود وقميص ابيض …ترك شعره الطويل مبعثر كالعادة… فاليوم هو العطلة الوحيدة له من العيادة حيث يعمل كطبيب عيون …فجأة توقف وهو يري والدته امامه …نظراتها لا تبشر بالخير ابدا
.نظر بطرف عينه الي جلنار الواقفة بعيدا ومطرقة برأسها ارضا كالعادة لتحتل شفتيه ابتسامة ساخرة ويقول:
-‏-هل اشتكت مني ؟!بتلك السرعة !!عرفت انها مجرد طفلة غبية .
-‏عضت جلنار شفتيها ولم تتحدث بينما تحارب الدموع التي تصاعدت لعينيها. ..
-‏-أنا لن اسمح لك ان تعامل جلنار هكذا امير !
-‏قالتها والدته بحزم وهي تنظر الي ابنها الذي كان ينظر بكراهية الي جلنار …كراهية اخافتها كثيرا علي الفتاة ….علي رغم مرور كل تلك الاعوام الا ان أمير لم يتحرر بعد من الماضي …لم يغفر…وهذا ما يجعله يؤذي الفتاة …

 

 

رفع امير رأسه وقال:
-‏اذا من الأفضل الا تتعامل معي من الاساس ولا تحاول الاقتراب مني فأنا لست شقيقها وهذا ليس منزلها كي تتجول فيه كيف تشاء…أنا لن اسمح بذلك العبث…ابنة صفاء يجب أن تلتزم حدودها وتعرف ان والدتها كانت مجرد سكرتيرة رخيصة عند والدي …
-امير !!
صرخت مريم وهي تصفعه بقوة …بينما وضعت جلنار كفها علي فاها وهي تشعر بنيران مؤلمة تشتعل داخلها…لقد اهان للتو والدتها الميتة …
لمعت عيني امير السوداء بحقد عندما صفعته والدتي لتقول مريم وهي ترتجف :
-انا حقا اسفة لاني لم اربيك جيدا !!هل هذة تربيتك يا امير تهين شخص ميت وفتاة لا ذنب لها …انسي ما حدث وعد لوعيك امير لقد مر عشر اعوام وجلنار لا ذنب لها فيما حدث…وان كنت ستأذي تلك الفتاة سأعتبر انك لست ابني ….أنا لن اظلم فتاة لا ذنب لها …
نظر إليها أمير بصدمة وشعر أن أعصابه تغلي علي مراجل من الجحيم وقال:
-‏-هل أنتِ واعية لكلامك امي …أنها ابنة تلك المرأة التي سرقت زوجك …
-‏-والدك ليس غرض ليُسرق امير….هو رجل راشد يعي ما يفعل وقد تزوج …صحيح هذا دمرني ولكن لن اكره فتاة بريئة بسبب اخطاء الاخرين …
اصبح وجه امير كتمثال من الرخام وهو ينظر لوالدته لتكمل الاخري بجدية :
-لو حدث واشتكت جلنار منك يا امير سوف اخذها واخذ شقيقتك واذهب ولن تعرف طريقي ابدا ….
-‏تركزت نظرات امير علي جلنار ….كانت عينيه مشبعة بالكراهية بشكل اوجعها جدا …تهربت عينيها الرمادية من نظراته واطرقت للاسفل وهي تفرك كفيها ..لتبهت بينما مريم تقول جملتها الأخيرة:
-‏-هيا يا امير ..اعتذر من جلنار ولا تزعجها مجددا وتذكر انها في مقام شقيق….
-‏- لا تقولي انها شقيقتي
-‏صرخ امير بعنف بشكل جعلها تنتفض وتخاف واكمل وهو يصرخ في وجه والدته للمرة الاولي :
-‏-تلك ستظل ابنة صفاء …المرأة التي اكرهها اكثر من اي شئ ..وبيني وبينها لن يكون الا الكراهية …وان ارادت الا تواجه كراهيتي انصحها ان تبتعد عني …

 

 

-‏ثم ذهب غاضبا تاركا والدته تغلي من الغضب وفي قلبها خوف كبير …امير لن يفهم …هو سيظل يعذب تلك المسكينة….نظرت الي جلنار بيأس لتنسحب جلنار بهدوء وتدخل غرفتها وتستعد لتذهب لجامعتها …
-‏…….
في النادي ….
-‏ما بك امير لست سعيدا اليوم ؟!!
قالتها فتاة بملامح شرقية جميلة وهي تلمس كتفه …تأفف امير وابتعد عنها قليلا لينظر حسام إليه بدون رضا ويقول:
-‏-سها اتركِ الرجل وشأنه ..
نظرت سها الي امير وقالت:
-‏-لا .أريد أن أعرف ما الذي دمر مزاجك اليوم … تبدو تعيسا …
ابتسم امير بسخرية وقال:
-‏-ومن غيرها …جلنار
-‏-اه…تقصد ابن زوجة ابيك الغبية تلك …اخبرتك ان تقنع والدتك ان تطردها من البيت
نظر حسام إليها بذهول وقال:
-‏-اتقِ الله يا سها …
هز راسه وهو ينظر لساعته ويكمل :
-‏-انا يجب أن أذهب الأن امير سأذهب مع زوجتي للمشفي …
هز امير راسه بينما اقترب حسام منه وقال بصوت منخفض:
-‏-ارجوك أمير …لا تستمع لتلك الشيطانة …واخرج جلنار من راسك انها مسكينة …
ثم تركه وغادر بينما غرق امير في افكاره متجاهلا محاولات سها للاقتراب منه …
-‏…….
بعد ان انتهت محاضراتها ..خرجت من الجامعة وهي تبحث بعينيها عن سيارة أجرة عندما رأت سيارة تقف امامها وتخرج منها امرأة جميلة بشعر اشقر …بدت المرأة جد مألوفة والاغرب ان تلك المرأة كانت تنظر إليها هي ….اقتربت تلك السيدة منها ثم عانقتها بقوة وهي تقول:
-‏-اه…جلنار الغالية…اشتقت لكِ حبيبتي …
ابتعدت جلنار ونظرت الي السيدة بصدمة …لتضع السيدة كفها علي صدرها وتقول بلهفة:
-‏-انا كريمة جلنار اخت والدتك !!
-‏ ……

 

 

في احد المقاهي الفاخرة …
-‏كانت تجلس جلنار بتوتر وهي تفرك كفها بينما تختلس نظرات الي تلك المدعوة خالتها وابنها الوسيم …ابتسمت كريمة وقالت بحماس :
-‏-اه يا حبيبتي كم اشتقت اليك . كم أنا نادمة لاني لم اقف بجانبك جلنار …لقد اخذتني الحياة بالخارج ولم أقف بجوار ابنة أقرب الناس لقلبي..
-‏ولكن كل شئ انتهي الآن …نحن سنكون سويا للأبد …
-‏نظرت إليها جلنار بدون فهم ليتكلم ولاول مرة ابنها سليم ويقول:
-‏-والدتي تعرض عليكِ ان تعيشِ معانا …نحن عائلتك واولي بك …
-‏نظرت إليه جلنار وقالت بخفوت:
-‏-انا بالفعل لدي عائلة احبها وتحبني …
بالطبع ما عدا امير
فكرت وهي تبتلع غصة مؤلمة …ولكن من جهة اخري كان ذلك العرض فرصة ذهبية لها لكي تتحرر من قيوده هكذا اخبرها العقل …ولكن القلب كان له رأي مختلف تماما …هي لن تستطيع العيش دون امير …
ابتسم سليم وهو يري حيرتها وقال:
-‏-نحن أولي بك يا جلنار ولكن في الاول والاخر تلك هي حياتك وانتِ حرة.
ثم اخرج بطاقة مدونة عليها رقمه واعطاه إليها وقال:.
-‏-لو حدث وغيرتي رأيك كلميني !
-‏ …….
كانت تجلس بغرفتها …عقلها يدور في متاهات لا نهاية لها …حقا لا تعرف ماذا تفعل ؟!! هل تبتعد وتحتفظ بكرامتها او تبقي اكراما لقلبها … اغمضت عينيها وهي تتذكر كيف اهانها في الصباح …لقد تمنت ان تموت وقتها ومع تذكر كل اهاناته انتصر الكبرياء علي القلب وقررت ان تترك هذا المنزل …
-‏…….
كانت مريم جالسة بصالة المنزل عندما تقدمت منها جلنار …
-‏-خالة مريم …اريد التحدث معك ..
نظرت مريم إليها وقالت:
-‏-بالطبع حبيبتي اجلسي

 

 

جلست جلنار وفركت كفيها بتوتر وهي تنظر لمريم وقالت:
-‏-خالة مريم تعرفين جيدا ان اخت والدتي اتت أخيرا من فرنسا هي وابنها وقد تواصلا معي …
تلكأت الكلمات علي شفتيها وهي تنظر لعيني مريم التي لمعت بذكاء واحتلها شبه عتاب وهي تقول بنعومة :
-‏-اكملِ عزيزتي
شعرت جلنار بالذنب تجاه تلك السيدة الجميلة …كيف انها تعطيها حب دون مقابل وهي تريد أن تتركها …ولكن وجودها هنا سوف يحدث الصدع بين علاقة الأم وابنها …اغمضت عينيها بآسي وهي تتذكر نظرات الكره التي وجهها له …لم تكن نظرات بل كانت خناجر مزقت قلبها ونيران احرقت روحها …ستكون في خطر كبير إن مكثت في هذا المنزل اكثر من هذا …فأمير لن يتواني عن قتلها بكلماته وهي لن تتحمل …لن تتحمل أن تُهان منه هو بالاخص. …استجمعت شجاعتها الواهية ونظرت الي مريم وقالت:
-‏-كنت افكر أن أعيش مع خالتي كريمة …هي نادمة لأنها تركتني بمفردي وانا صغيرة وتريد أن تعوضني عما حدث ..وانا أظن أنه من الأفضل …
-‏-هل تريدين تركي جلنار ؟!
قالتها مريم بعتاب ناعم …اقتربت منها ثم أمسكت كفها وقالت:
-‏-هل تترك الابنة والدتها ؟!!
تصاعدت الدموع بعيني جلنار وقالت بحروف متقطعة ؛
-‏-لا استطيع أن ابقي هنا أكثر من هذا .
-‏.امير يكرهني ولا يرحب بوجودي …صحيح كنت أشعر بهذا منذ البداية ولكن الآن كرهه لي أصبح واضحا …كلماته تمزق روحي يا خالة …أنا لا اتحمل أن أكون منبوذة بتلك الطريقة …
-‏-انا استطيع ايقاف امير عند حده …
قالتها مريم بأمل بينما شئ ثقيل بشع علي قلبها وهي تشعر انها جلنار ستبتعد عنها …رغم كل شئ لقد احبت الفتاة …اعتبرتها ابنتها ونست تماما انها ابنة ضرتها ….لم تكرهها يوما ولم تفكر في هذا …جلنار استطاعت سرقة قلبها …ولكن امير ما زال علي حقده عليها …رغم انه مخطئ تماما …لكن امير الوحيد الذي عايش المأساة التي عاشتها هي …هو الوحيد الذي وقف بجوارها حتي تعافت تماما …امير يعشقها كثيرا …تعرف هذا جيدا …ولكن حبه لها ليس مبرر ليأذي فتاة لا ذنب لها …يجب أن يتخلص من كرهه تجاهها …الا يبقي اسير الانتقام والا هو من سيخسر في النهاية …قلبها اوجعها علي ابنها وجلنار …ليته ينسي ويعامل الفتاة جيدا …ولكن للأسف استطاع بتصرفاته ان يجعلها ترغي بالرحيل من هنا …بالطبع لن تلومها …فما فعله امير لا يتحمله احد …

 

 

-‏-ابقي جلنار …
قالتها مريم بنبرة توسل لتنفجر جلنار بالبكاء وتحتضن مريم وتقول:.
-‏-انا احبك كثيرا … انتِ امي …ولكني لا استطيع البقاء أنا اسفة …لا أستطيع أن اتحمل كل تلك الكراهية …
ابتعدت وهي تمسك كف مريم وتمسح دموعها وقالت:
-‏-اتوسل اليك دعيني اذهب …ارجوكِ
-‏هزت مريم رأسها وقالت:
-‏-هل ستزوريني جلنار ؟!…
-‏-بالطبع دوما سأتي اليك …
امسكت جلنار كف مريم وقبلته ثم ذهبت ولم تنتبه لذلك الذي بهت عندما سمع الحوار…انتبهت مريم الي امير واقتربت منه قائلة:
-‏-هل ارتحت الآن ؟!!ها هي ستذهب للأبد …بسببك ابنتي ابتعدت عني …لن اسامحك علي هذا يا امير …ابدا …
-‏ثم ذهبت وتركته غارق في صراعاته …

 

 

-‏….
كانت في غرفتها تستعد للنوم عندما دق الباب …
-‏اذنت للطارق بالدخول ليتوقف قلبها عن العمل للحظات وهي تراه شخصيا امامها …ارتجف جسدها بينما يقترب هو منها وتجمدت كليا الا من عينيها التي تنظران إليه بذهول ….وقف أمير امامها وقال :
-‏-انا لا اريدك ان تذهبِ …ابقي جلنار ارجوكِ!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وقعت في شباكه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *