روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الخمسون 50 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الخمسون 50 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الخمسون

رواية جاريتي 3 الجزء الخمسون

رواية جاريتي 3 الحلقة الخمسون

كان يجلس داخل ورشته يتابع العاملين فيها بعينيه فقط لكن عقله دائر في دوائر الحيرة … لقد مر اكثر شهر الان و هى تغلق امامه كل الأبواب و لا تسمح له بمجرد المحاولة للوصول اليها
اخذ نفس عميق بتثاقل و هو يتذكر اول الايام التي مرت عليهم بعد اعترافه بكل ما بداخله
– قومي من على الارض مينفعش تفضلي قاعده كده
ظلت تنظر الى يديه الممدودة امامها لعده دقائق ثم تجاهلتها و تحاملت على نفسها و وقفت بمفردها ثم نظرت اليه نظره لم يستطع تفسيرها و مرت من امامه و دخلت غرفتها و اغلقت الباب و ظلت بداخلها ثلاث ايام كامله لا تخرج منها طوال بقائه في البيت … و كلما حاول التحدث معها قوبلت محاولاته بالصمت لم يحتمل الامر اكثر من ذلك و فى اليوم الرابع طرق الباب باصرار و الحاح قوى و لكن لا ايجابه فقال بصوت عالى
– مودة لو مفتحتيش الباب انا هكسرة
ظل على وقفته لدقيقه كامله و حين رفع يديه حتى يطرق الباب مره اخرى سمع قفل الباب و هو يفتح ثم ظهورها امامه تنظر اليه بلا تعابير واضحه ليغمض عينيه براحه و هو يزفر انفاسه بقوه و كأنه كان يحبسها داخل صدره من شده القلق و الخوف عليها
ظل الصمت سيد الموقف لعده دقائق يتبادل الاثنان فيها النظرات حتى قطع هو ذلك الصمت و قال
– تعالى كلى انا مسخن الاكل
وقبل ان تقول اى شئ اشار لها باصبعه مصاحبه لنظره تحذيريه و هو يقول
– مش هقبل اى اعتراض انت بقالك اربع ايام حابسه نفسك فى الاوضه …. و لو حكمت هكتفك و اكلك بأيدى
ظلت صامته تنظر اليه … ودون اى كلمه تحركت خطوه واحدة خارج الغرفه ليفسح لها المجال لتتوجه مباشرة الى طاوله الطعام وجلست بنفس صمتها التى عليه و بدأت فى تناول الطعام بسرعه و لهفه ليجلس هو الاخر على الكرسى الذى امامها يتابعها و هى تاكل بسعاده داخليه كبيره
و كانت هى تضع كل تركيزها فى تناول الطعام فهى كانت جائعه بشده منذ ليله امس لم تاكل شئ … نظرت اليه بطرف عينيها و هى تشفق عليه حقا انه يظن انها لم تاكل شئ طوال الايام الاربع الماضيه لكنها كانت تنتظر وقت ذهابه الى الورشه و تخرج من الغرفه تتناول الطعام و تشاهد التلفاز و قبل موعد رجوعه الى البيت بوقت كافى تعود الى غرفتها و تغلق الباب … فهى كانت بحاجه لاستيعاب كل تلك الحقائق الذى القاها امامها كانت تحتاج الى التفكير بعمق و هدوء فى كيفيه تحمله لكل ذلك الالم دون ان يظهر عليه اى شئ و لا يشعر به أحد … اخذها تفكيرها لسؤال مهم و هو … هل وصيه راجح كان سببها الرئيسى معرفته بحب بلال لها .. مستحيل كيف كان سيتقبل موقف كهذا و كيف كان لاخر لحظه يتعامل معه باحترام و تقدير …كانت تريد ان تعلم كيف ستتعامل معه .. و هل ستتقبل كلماته و احساسه ام ستأخذ موقف حاسم منه و حتى الان لم تستطع اتخاذ قرار … انتبهت على حركته و هو يغادر الطاوله متوجها الى المطبخ ثم عاد و بين يديه كوب من العصير و وضعه امامها و هو ينظر اليها نفس النظره التى تعنى لا اعتراض لتمسك الكوب تشرب ما فيه بأستمتاع و صمت و حين انتهت حملت الاطباق و دخلت الى المطبخ تنظفهم ثم مباشره الى غرفتها و اغلقتها عليها الباب و هكذا طوال الشهر
عاد من افكاره و هو يأخذ نفس عميق فهو لا يستطيع فهم موقفها و هل ما تقوم به هو تقبل تدريجى لحياتها معه و تقبله هو فى حياتها …. انه حقا يشعر بالحيره وقف على قدميه و توجهه الى باب الورشه و هو يقول بصوت عالى
– انا خارج اجيب الحاجات اللى ناقصه و راجع على طول يا رجاله
و صعد مباشره الى سيارته دون ان ينتبه الى تلك العيون التى تراقبه و ليس من اليوم فقط بل منذ اكثر من شهر
*********************************
كان يجلس داخل غرفته بالكليه يشعر بضيق شديد صحيح مر اكثر من شهر على قرار صديقه الغبى من وجهه نظره رغم تفهمه لوجهه نظر صديقه اغمض عينيه و هو يتذكر اخر حديث بينهم حين حضر صفى الى الكليه حتى يقدم اعتذار عن تكمله الدراسه و حين وصله الخبر ركض اليه رغم تحذير القائد له من انه سيعاقبه ان غادر الصف لكنه لم يهتم لكلمات قائده فهو يشعر بنار تحرق قلبه من قرار صديقه و يريد ان يفهم ما سبب ذلك القرار الغريب
لحقه قبل خروجه من البوابه بمسافه قليله و قال من بين انفاسه اللاهثة
– انت رايح فين يا صفى ؟ و ايه اللى انا اسمعته ده ؟
نظر اليه صفى بابتسامه حزينه و قال
– رايح على بيتى يا صاحبى … تعرف ان انت هتوحشنى اووى يا آسر
ليمسكه آسر من ملابسه و هو يقول
– انت بتهزر صح … انت مش هتسيب الكليه يا صفى مش هتضحى بمستقبلك يا صاحبى
اخفض صفى راسه و هو يقول بحزن
– انا بضحى بحلم عتمان علشان خاطر امى و بنته اللى هو كان هيضحى بعمره كله علشانهم و علشانى
كان يستمع اليه غير مستوعب لكلماته و لا لمنطقه رغم انه يعلم صحه كلامه جيدا ليكمل صفى بهدوء
– امى محتچانى و بنت اخوى محتاچه أب … و الارض محتاچه رعايتى و اهتمامى
ظل آسر صامت امام كلمات صديقه التى لا يستطيع الاعتراض عليها او ايجاد حلول تجعل من صديقه يكمل دراسته فهو يعلم صعوبه اكمال دراسته و ترك والدته و ابنه اخيه بمفردهم … لكن كيف يتحمل بعد صديقه الوحيد و المقرب و كيف يتحمل انهيار حلمه بصمت
شعر صفى بحيرته و غضبه المكتوم و ايضا يقينه مما يقول و من كل مبرراته فأقترب منه و ضمه بقوه و هو يقول
– هستناك تزورنى … و لما تتچوز ابجا تعالى انت و مرتك عندينا
شدد آسر من ضمه الى صفى و لم يستطع ان يقول اى شئ … و بعد عده ثوان ابتعد عنه و هو يقول
– ربنا يسعدك يا صفى … و يريح بالك
– يااارب يا صاحبى ياااارب
قالها صفى بأحساس متالم بسبب ما يمر به من احساس بالذنب و عدم القدره على مسامحه نفسه فيما حدث لاخيه
عاد من افكاره على صوت هاتفه يخبره بوصول رساله ليبتسم نصف ابتسامه و هو يرى اسمها ينير شاشته فهو لم يراها منذ شهر و لن يراها لشهر اخر بسب العقوبه التى اوقعها عليه القائد حين خالف التعليمات و خرجه من الصف فتح الرساله لتتسع ابتسامته حين وجدها ارسلت له
– وحشتنى اوووى يا آسر … طمنى عليك
بدء فى كتابه الرد على كلماتها البسيطه و لكنها تظهر اهتمام كبير به و ايضا تقراب حلم به كثيرا نظر من النافذه ينتظر ردها على كلماته و هو يتخيل كيف ستتلون وجنتيها خجلا و يتوقع ايضا بما ستجيب على كلماته
( اه يا ديچه … لو تعرفى نفسى دلوقتى فى حضن مطارات …. و حاجات تانيه كتير بس بعدين هبقا اقولهالك )
انتبه من افكاره على صوت وصول الرساله ليضحك بصوت عالى و هو يقرئها
– انت قليل الادب و انا غلطانه انى بطمن عليك اصلا
– انا بحبك و مليش غيرك ربنا ما يحرمنى من سؤالك و اهتمامك و حنيه قلبك
ارسل كلماته سريعا بمجرد قرأته لكلماتها فهو بالاساس كان قد كتبهم ليقينه من ردها على كلماته الجريئه لترسل اليه
– خلى بالك من نفسك … و ديما طمنى عليك .. و انزل اجازه بقا
وضع الهاتف جانبا بعد ان انهى حديثه معها و توجه الى سريره ليغط فى نوم عميق و كان كلماتها بلسم لجروحه و ضيقه
***************************
خرجت من غرفتها بعد ان تأكدت من ذهابه الى الورشة صحيح هي لم تتخذ قرارها حتى الان … و انها مازالت تحب راجح و قلبها مليئ بحبه و روحها تشتاق اليه فى كل لحظه الا ان بلال استطاع ان يشغل جزء كبير من تفكيرها الحيره تملئ قلبها و عقلها و لكنها لا تستطيع الاستمرار بالاختباء فى غرفتها عليها ان تقوم بواجباتها فى المنزل لا تستطيع ان تظل تستقبل منه فقط عليها ان تعطى ايضا
وقفت فى وسط المطبخ لا تعلم ماذا تعد له من الطعام فهى لا تعلم بعد ما هى اكلاته المفضله جلست على احدى كراسى طاوله الطعام الموجوده داخل المطبخ و هى تفكر فى الوجبات التى اعدها قبل ذلك و لكنها تريد ان تعد شئ مختلف … شئ لم يتناوله من قبل … انها بارعه فى اعداد اشهى وصفات السمك و لكن هل هو يحبه … ظلت واقعه فى تلك الحيره حتى قررت ان تتصل به و تسأله و لكن بشكل غير مباشر
امسكت هاتفها و اتصلت به .. لحظه واحده و سمعت صوته قبل حتى ان تسمع صوت الرنين … انتبهت ان صوته كان ملهوفا و قلقا لتقول هى بخجل
– انا كويسه بس كنت عايزه اسألك على حاجه
– اسالى خير
اجابها سريعا لتقول هى بتردد
– انا هطلب ليا سمك .. اطلبلك معايا و لا مش بتحب الاكلات البحريه
ليصمت لعده ثوان يستمتع بصوتها الخجل و يتمتع بلحظه من اللحظات النادره من اهتمامها به ثم قال بطريقه موحيه
– لا بحبه .. بحبه جدا كمان
فى تلك اللحظه علا صوت طرقات على الباب و بألحاح شديد ليقول هو سريعا
– متفتحيش الباب يا موده شوفى مين من العين السحريه من غير ما تفتحى و لا تطلعى صوت
– حاضر
همست بها بصوت منخفض و توجهت الى الباب على اطراف اصابعها تنظر الى الطارق لتجد شخصان لا تعرفهم ضخام الحجم لتبتعد سريعا و هى تعود الى المطبخ و تقول بخوف
– فى اتنين شكلهم غريب … و يخوفوا اوووى
– خليكى مكانك انا جاى دقيقتين بالظبط و اكون عندك ما تخفيش هقفل ثوانى و هكلمك تانى ماشى
وقبل ان تعترض اغلق الهاتف و اتصل بالشرطه يبغلهم بالامر .. ثم عاد ليتصل بها ليجدها تبكى بشده فظل يطمئنها
– متخافيش انا معاكى يا حبيبتى … متخافيش
قالها بصوت هادئ قدر امكانه حتى يجعلها تهدء رغم ان قلبه يرجف من الخوف عليها و قدمه تضغط على دواسه البنزين و السرعه التى يقود بها جنونيه و زادت خاصه مع صرختها و صوت تحطم شئ ما
لم يشعر بنفسه كيف وصل الى البيت ليركض سريعا الى الاعلى ليجد اثنان ضخام الحجم يقومان بتكتيفها و وضعها داخل كيس كبير بعد ان كمموا فمها ليدخل سريعا يضرب الاول بتلك العصاه الكبيره الذى احضرها معه فوق راسه … ليسقط ارضا مغشى عليه ليترك الثانى مودة ارضا و اخرج ذلك السكين الصغير و هجم على بلال الذى تفادى ضربته سريعا و حاول ان ينهى الامر سريعا بضربه قويه على راسه لكن الثانى كان منتبه لكل حركات بلال فى وسط كل ذلك استعاد الرجل الثانى وعيه و هجم على بلال من الخلف ليقيد يديه و اسقط من يديه العصاه ليقوم الاول بجرح بلال اكثر من جرح فى ذراعه و معدته و قدمه و اخيرا جرح فى وجنته و لكن صوت همهمه موده و صوت بكائها المكتوم جعله يتغلب على تلك اللالم التى تحيط جسده كله و تحامل على جسد الرجل الذى يقف خلفه ورفع قدميه يحاوط عنق الرجل الذى امامه و قبل ان يقوم بكسر عنقه اقتحمت الشرطه المنزل و سريعا قاموا بالقبض على هذان الرجلان …. ليتحرك بلال سريعا فى اتجاهها و بدء فى فك وثاقها و ضمها الى صدره بقوه غير عابئا بتلك الجروح التى تملئ جسده و لا الدماء التى لم تتوقف امام انظار الضابط الذى اتصل بالاسعاف سريعا حين لاحظ الدماء الكثيره التى ينذفها و حين هدأت موده قليلا اقترب منهم و هو يقول
– انا اتصلت بالاسعاف و هى هتوصل حالا
… و بالفعل تم نقل بلال الى المستشفى الذى فقد وعيه بعد ان اطمئن على مودة انها بخير و ان الامور اصبحت بين يد الشرطه
**************************
كانت تجلس على الكرسى بجانب سريره تمسك يديه بخوف غير عابئه بخصلات شعرها المتناثره دون حجاب و لا بملابسها التى يغطيها الدماء … كانت تنظر الى وجه الذى تغطيه ضماضه كبيره و ذراعه و معدته و قدمه … كانت دموعها تغرق وجهها و هى تتذكر كلمات راجح لها عن بلال سابقا (( بلال اكتر حد ممكن تسقى فيه .. و اكتر حد هكون مطمن عليكى معاه ))
اغمضت عيونها و هى تبكى بقهر و هى تقول من بين دموعها
– انا اسفه يا بلال …. انا اسفه على كل حاجه
و انحنت تقبل يديه ليضم اطراف اصابعها بضعف لتنظر اليه و هى تقول بابتسامه صغيره من وسط دموعها
– قوم يا بلال قوم انا خايفه اوووى اوعى تسيبنى انت كمان
ليضم اصابعها من جديد بضعف لتقول هى
– ارتاح انا هنا جمبك … مش هسيب ايدك بس انت قوم بالسلامه
و انحنت تقبل يديه من جديد و هى تقول
– قوم يا امانى .. قوم يا كل ما ليا في الدنيا … قوم يا حمايتى و سندى
و فى قسم الشرطه كان يتم التحقيق مع هؤلاء الرجال الذين اقتحموا بيت بلال و من اقوالهم اتضح ان من حرضهم على اختطاف مودة هو والدها المدعوا مصيلحى التى تم ارسال قوه من الشرطه لالقاء القبض عليه
و بالفعل تم القبض عليه وهو في منزله … فهو كان يعتقد ان الامر سيمر كما اراد هو … و لن يستطيع بلال كشف الامر او انقاذها …. و كان سيقلب الامر عليه بأنه لم يستطع حمايه الامانه و انه ليس بالزوج الكفىء لابنته و يجعله يتركها او ان يعطيه المال الذى يريده … و لكن ان ينتهى الامر به امام النيابه يتم تحقيق معه بتهمه التحريض على خطف ابنته و قتل زوجها ان هذا كثير عليه جعله يفقد اعصابه و بدء في قول ما يدينه اكثر
****************************
كان يقف في وسط الارض يتابع كل ما يقوم به الفلاحين … يقوم بما كان اخيه يقوم به … فبعد ان قدم اعتذار عن متابعه الدراسه في كليه الشرطه اصبح مكان عتمان هذا هو قدره … رغم النار الحارقه التى تحرق قلبه بسبب كل الحقائق التى تم اكتشافها عن تلك الماده التى كانت تضعها في الطعام و كيف كانت تخطط ان لا يتم اكتشاف الامر
اخذ نفس عميق و هو يتذكر ذلك اليوم الذى كان الجميع متواجد داخل مبنى النيابه حين كان يتم التحقيق معها بعد تحليل الماده الموجوده في الزجاجات و اكتشاف انها دم فاسد (( دم الحيض )) و تم الضغط عليها بالفيديوهات و التسجيلات الصوتيه و تحت تأثير الحاله النفسيه السيئه التى اصبحت عليها بسبب ضرب السجينات لها كل ليله اعترفت برغبتها في التخلص من عتمان حتى تتزوج صفى حب حياتها … الذى تخلى عنها من اجل اخيه … و انها كانت تضع لعتمان الدم الفاسد في كل شئ يأكله او يشربه حتى ينتهى الامر سريعا … و كم كانت صدمه الحجه صفيه و هى تسمع كل تلك الحقائق
حين علم والديها بما قامت به تبرئ والدها منها و وقف امامها و قال بحزن و كره
– انا مكنتش اعرف ان جلبك اسود و ضميرك عفش اكده … من النهارده لا أنت بنتى و لا اعرفك و لا عايز اشوفك و لا اسمع عنك
و غادر من مبنى النيابه غير عابئ بصراخها و عويلها لتلتفت الى صفى وحاولت الهجوم عليه و هى تقول بكره و حقد كبير
– انا بكرهك يا صفى بكرهك … انت السبب في كل اللى انا فيه ده …. مش هسيبك و لا هسيب تارى … حتى لو اتسچنت مش هسيبك مش هسيبك يا صفى
كانت نظرات الحجه صفيه غامضه و كارهه و لكنها تمسكت بصمتها و هدؤها المعتاد …. وكان صفى ينظر اليها بغضب مكتوم و رغبه قويه في قتلها بيديه الان لقد اكتشف كم هى انسانه بشعه لا يعلم كيف احبها و كان يتمنى ان تكون زوجته و كيف لعتمان ان يخدع فيها و يحبها حد العشق
عاد من افكاره على صوت احد يناديه التفت ليجده ذلك العسكرى الذى اتفق معه ان يخبره بأخبار فتون اذا حدث جديد معها
– الصراحه المسچونات اللى معاها مش طيجينها وكل يوم واحده فيهم تتلكك لها على أي حاچه و تضروبها
لم يشعر بالشفقه عليها و لكن بالعكس كانت تلك الكلمات كلما سمعها تثلج قلبه و تشعره ان حق اخيه يعود لهم اخذ نفس عميق و هو يدعوا الله ان تمر الايام سريعا حتى يسمع الحكم الذى سيريح قلبه و روحه و يريح اخيه في قبره و يطفىء و لو قليلا من تلك النار المشتعله في قلب الحجه صفيه
****************************************
اوقف السياره امام المستشفى لينظر اليها ليجدها تنظر اليه بتأمل و كأنها تراه لأول مره و على وجهها تلك الابتسامه الرقيقه التى يعشقها …. رفع حاجبيه باستفهام لتخفض نظرها ارضا بخجل ليقول هو بمشاغبه
– هو الحلو معجب و لا ايه ؟
لتضحك بمرح و هى تقول تسايره في مرحه
– اه معجبه في اعتراض … و بعدين انا معجبه و مغرمه و اسيره هواك و خصوصا من وقت ما صحيت يوم ما كنت تعبانه و لقيتك قاعد جمبى
كان ينظر اليها بسعاده و شغف لتكمل هى بسعاده
– لم فتحت عينى و شوفتك نايم وانت ساند على ايدى و اول ما ندهت عليك فتحت عيونك و كنت مخضوض و خايف و لما اطمنت انى كويسه و عيونك ابتسمت حسيت ان قلبى خرج من مكانه وسكن جمب قلبك حسيت بأمان و راحه … حسيت انك نعمه كبيره من ربنا
كان يلتهمها بعينه بشوق و عشق كبير … و حين انتهت من كلماتها لم يهتم اين هم او ان يراهم احد وضمها الى صدره بقوه و هو يهمس جوار اذنها
– انت اللى نعمه كبيره اووى يا بلسم … انت بلسمى الشافى .. انت حب حياتى و شغفى … انت كل دنيتى
كانت تبتسم بسعاده كبيره و هى تضمه بقوه كما يفعل هو و كأن كل منهم يريد ان يتغلل داخل الاخر و يكون اقرب له من الدم الذى يسير في اوردته
ابتعد عنها رغم عدم رغبته في ذلك … ثم نظر الى المستشفى و قال
– مستعده تدخلى تشوفى نور
هزت راسها بنعم بعد ان اخذت نفس عميق ليقول هو موضحا
– انا كلمت متر عزيز من فتره علشان يجبلنا تصريح بالزياره انا بطمن عليها من دكتور فهمى ديما بس محبتش اجى ازورها مره تانيه الا وانت معايا
ابتسمت ابتسامه صغيره و ربتت على يديه التى تحتضن يديها و قالت بحب
– انا واثقه فيك يا صهيب … و انا جايه النهارده مش من باب الغيره … انا جايه علشان عايزه اتعرف عليها … هى بجد صعبانه عليا جدا اللى مرت بيه مش سهل و لا طبيعى انا بجد مش قادره اتخيل هى ازاى قدرت تستحمل كل ده
صمتت لثوان ثم اكملت كلماتها
– انا حبيتك من كل قلبى لان قلبك يستحق يتحب تعرف حتى مغيرتش لما قولتلى انك تعبت علشانها و علشان مقدرتش تعملها حاجه او تساعدها او لظنك انك بتحبها … ساعتها حسيت انت قد ايه قلبك كبير و نقى و حساس … قد ايه انت انسان بجد عندك اهتمام بالاخرين مش مجرد شاب غنى مغرور و انانى .
كانت عينيه يرتسم بها الاندهاش يصل حد الصدمه و زاد ذلك مع كلماتها التى جعلته يقع في حبها مره اخرى … يعشقها مره اخرى .. يصبح اسير هواها مره اخرى
ظل ينظر اليها بصمت غير قادر على ان يقول اى شئ يعادل تلك الكلمات التى جعلته يشعر انه الرجل الوحيد على هذا الكوكب او انه الكائن الوحيد في العالم الذى حصل على السعاده المطلقه اغمض عينيه لثوان و اخذ نفس عميق ثم قال
– انزلى يا بلسم .. انزلى يا حبيبتى بدل ما اعمل فعل فاضح في الطريق العام …. و اعملى حسابك ان فرحنا كمان اسبوع
لتضحك بصوت عالى و هى تترجل من السياره يلحقها هو الاخر و قد اتخذ قراره
*********************
كان يقف امام نور بعد ان فهم تطور حالتها الاخيره … و شاهد ذلك بعينيه حين دخل اليها و تجاهلها له في بدايه الامر و زاد اندهاشه بل صدمته حين سمعها تتحدث الى ذلك المدعوا سراج
– طيب انا مالى هما اللى بيجوا يزورونى … همشيهم بسرعه و ارجعلك
ثم نظرت اليه و قالت ببعض الضيق
– مين دى ؟
لينظر الى بلسم التى تقف عند باب الغرفه تنظر الى نور بابتسامه صغيره و لكن نظره عيونها بها الكثير من الشفقه و الحزن ثم قال
– دى بلسم مراتى
لتنظر اليها بأبتسامه واسعه و هى تقول بسعاده حقيقيه
– بجد … انت اتجوزت
– – ايوه … ايه رايك فيها حلوه و لا اغيرها
قالها ببعض المرح لكنها تركته و تقدمت من بلسم و وقفت امامها تنظر اليها بابتسامه سعاده و قالت
– بتحبيه
– اوووى
اجابتها بلسم سريعا و بصدق … لتقول نور مؤكده
– و هو يستاهل … خلى بالك منه … و حافظى عليه
لتنظر بلسم الى صهيب الذى اقترب من مكان وقوفهم … في نفس الوقت التى اكملت نور كلماتها
– قلبه كبير … و راجل حقيقى … مش هتلاقى زيه كتير في الزمن ده
لتبتسم بلسم و هى تومئ براسها قائله
– انا عارفه كده و متأكده كمان .. و متقلقيش في عيونى و جوه قلبى
لتبتسم نور من جديد و هى تنظر الى صهيب قائله
– بتحبك حافظ عليها
ليومئ براسه نعم لتبتعد خطوه عنهم و هى تقول
– يلا بقا امشوا علشان سراج غيران .. بس كمان مبسوط علشانكم و بيباركلم
و تركتهم على وقفتهم و توجهت الى النافذه من جديد تتحدث مع رفيقها الخيالى … الذى يأنس وحدتها و فراغ روحها
ظل صهيب واقف ينظر اليها بحزن في نفس اللحظه التى كانت دموع بلسم تسيل فوق و جنتيها ليحاوط كتفها بحنان و غادر الغرفه و قلبه عاد ليؤلمه من اجلها من جديد ولكن تلك المره بلسم تشاركه ذلك الالم
**********************
مر اسبوع و الحمد لله بدء بلال في استعاده صحته رغم ان جروحه لم تلتئم بعد لكنها لم تفارقه لحظه واحده .. .. و كان لوجود موده جواره و اهتمامها به خاصه مع كلماتها التى قالتها و هو نائم جعلته يقاوم اى الم و يفتح عيونه ليرى بنفسه ذلك الحب و الاهتمام الذى كان يحلم به طوال حياته فهو لا يستطيع ان يجزم انها احبته او ان حب اخيه خرج من قلبها و لكنه لا يريد الان اكثر من لهفتها و خوفها عليه و اهتمامها به اغمض عينيه بتذكر كلماتها
((- انا اسفه يا بلال …. انا اسفه على كل حاجه
– قوم يا بلال قوم انا خايفه اوووى اوعى تسيبنى انت كمان
– ارتاح انا هنا جمبك … مش هسيب ايدك بس انت قوم بالسلامه
– قوم يا امانى .. قوم يا كا ماليا في الدنيا … قوم يا حمايتى و سندى ))
اخذ نفس عميق و هى يتذكر ملمس شفتيها على بشره يديه و دموع عينيها التى كانت رغم انها تؤلم قلبه و تحزنه الا انها تفتح ابواب الامل امام حبه الحبيس داخل صدره من سنوات طويله
و كانت هى تفكر في كل ما حدث امام عيونها و تلك الحاله التى كان عليها حتى يستطيع انقاذها رغم جروحه و الامه و الدماء الكثيره التى فقدها … كانت تقف ترتب ثيابه داخل الخزانه و هى تتذكر حين حضرت الشرطه في اليوم التالى لتأخذ اقوالهم و تخبرهم ان والدها هو من كان وراء كل ذلك …. كانت صدمتهم قويه فرغم معرفتهم بحقاره مصيلحى و حبه للمال الا انهم لم يتوقعا ان يصل به الامر الى ذلك .. كان بلال كل تركيزه معها و على صدمتها القويه فنظر الى الضابط و قال
– انا متنازل عن حقى و مش عايز اقدم بلاغ في حد
لتنظر اليه بصدمه و ابتسم الضابط و هو يقول باقرار
– حتى لو اتنازلت .. القضيه مش هتتقفل و بعدين هما اعترفوا خلاص
ثم وقف الضابط على قدميه و قال قبل ان يغادر
– حمد لله على سلامتك
نظر بلال الى موده بأسف و قبل ان يقول اى شئ قالت هى
– اوعى تحس بالاسف اللى غلط يتحمل نتيجه غلطه .
ثم اقتربت منه و هى تقول بأسف
– انا مش عارفه اقولك ايه انا بجد اسفه يا بلال … اسفه على كل حاجه
و تركته و غادرت قبل ان يتحدث في اى شئ و حين عادت طلبت منه الا يتحدثوا في الامر مره اخرى و هو احترم رغبتها … و قرر الانتظار حتى تهدء
بعد ذلك الامر بيومان حضرت والدتها لكى تطمئن عليها و على بلال الذى طمئنها انه لن يأخذها بذنب زوجها و انها كوالدته رحمها الله و مرحب بها في بيته ان ارادت العيش معهم و لكنها رفضت بعد ان شكرته بشده
انتبه اليها انها قد انتهت مما تقوم به فنادها برفق لتنظر اليه بابتسامه صغيره ليطلب منها الاقتراب و الجلوس امامه ليقول مباشره
– انت كويسه ؟
هزت راسها بنعم ليقول من جديد
– اسمعينى يا موده لاخر مره … انا مش هتكلم في الموضوع ده تانى … و القرار اللى هتخديه انا هحترمه و هنفذه
لتهز راسها بنعم مره اخرى و عيونها تخبره ان يتحدث بما يريد
– لازم تتأكدى ان عمرى ما هنسا راجح و لا يوم هيغيب عن تفكيرى و لا عمره هيفارق مكانه في قلبى … لكن ده مينفيش انى بحبك و انك دلوقتى مراتى و انى اطلب منك انك تدينا فرصه و تحاولى تخلقيلى مكان في حياتك و مش محتاج غير جزء بسيط جوه قلبك
كانت تستمع اليه بهدوء شديد و انتباه دون ان يظهر على وجهها اى تعابير واضحه ليكمل قائلا
– خدى وقتك لحد ما اخف فكرى و قررى و انا عليا انفذ قرارك مهما كان
هزت راسها بنعم دون كلمه اخرى ليقطع كل ذلك صوت طرقات على الباب و دخول الممرضه تقول
– معاد الدوا
و اقتربت من بلال حتى تجلسه جيدا لتعطيه الدوء لتوقفها موده بنظره حاسمه معناها ممنوع الاقتراب و وضعت هى الوساده خلف ظهره و اجلسته جيدا و ظلت واقفه جواره حتى اعطته الممرضه الدواء و غادرت لتبتعد عنه و تجلس على الاريكه التى تواجهه السرير بصمت .. و كان هو يشعر من داخله بأمل و لو صغير … يجعله سعيد و متفائل

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *