روايات
رواية وريقة الحناء الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani
رواية وريقة الحناء الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani
رواية وريقة الحناء البارت الأول
رواية وريقة الحناء الجزء الأول
رواية وريقة الحناء الحلقة الأولى
……… عاش في قديم الزمان رجل مع ابنته اسمها وريقة الحناء التي ماتت أمها فتزوج بعدها امرأة مات زوجها بعد أن رزقت منه فتاة أسمها كرام كانت وريقة الحناء فتاة رشيقة القوام جميلة الوجه كريمة النفس هادئة الطبع فيما كانت كرام فتاة قصيرة القامة دميمة الوجه شرهة النفس خشنة الطبع .
وكان الأب ينظر إلى الفتاتين نظرة متساوية يقسم بينهما حنانه الأبوي كما لو كانتا ابنتيه فلا يفضل واحدة منهن على الأخرى ويعمل على تقسيم الأعمال المنزلية بينهن بالتساوي
ففي اليوم الذي كانت تتولى فيه وريقة الحناء مهمة رعي الأغنام تتولى كرام مهام أعمال المنزل من طبخ وكنس وغسل ملابس ليتبادلا الأدوار في اليوم التالي حيث تقوم كرام برعي الأغنام وتحل وريقة الحناء مكانها في تولي مهام الأعمال المنزلية وهكذا
إلا أن أم كرام التي كانت تأكلها الغيرة من جمال وريقة الحناء وحسن أخلاقها وطباعها دأبت على إرهاقها بالعمل لتخفف بذلك عن كرام ابنتها التي كانت تفضلها على وريقة الحناء في المعاملة اعتادت كلا من وريقة الحناء وكرام على أخذ طعام جالإفطار معهن عند خروجهن في الصباح الباكر إلى مناطق رعي الأغنام حيث تقطن في ذلك المكان امرأة عجوز وحيده في كوخها الذي لا يزوره أحد.
وكانت وريقة الحناء كلما شاهدت تلك العجوز قابعة تحت ظل الشجرة القريبة من كوخها تلقي عليها التحية وتتقدم نحوها وهي تفتح رباط فوطتها الذي تضع فطورها بداخلة ثم تقتطع جزء منه وتقدمه للعجوز وهي تقول لها أطعمي من فطوري هذا يا جـده .
فتتناوله العجوز وهي تدعو لها قائلة :زادك الله فوق عقلك عقل
وكانت العجوز كلما أزداد الحك في رأسها الأشيب تنادي وريقة الحناء القابعة بالقرب منها وتقول لها القمل أكل رأسي ساعديني على التخلص منها .
فترد عليها وريقة الحناء بأدب: انتظريني ريثما أسوق الأغنام إلى المكان الخصيب وسأعود بعدها للتفتيش عن القمل في رأسك .
فتقول لها العجـوز مطمئنة :لا تتعبي نفسك يا بنيتي أجلسي وقولي أرعى وقرب وسترتعي الأغنام لوحدها وبعد أن تشبع ستجدينها بالقرب منك دون أن تكلفي نفسك عناء البحث عنها.
فتقول وريقة الحناء ذلك ثم تجلس بجانب العجوز التي تطاطئ لها رأسها ،وتبدأ بتقليب شعرها الأشيب بأصابعها وتبحث عن القمل وكانت كلما عثرت على قملة التقطتها بطرف أصابعها وهي تنظر إليها قائلة :هذه مثل قملة أمي .
فتسمع ذلك منها العجوز وتدعوا لها قائلة :زادك الله فوق عقلك عقل .
هذه القملة بحجم قملة أمي .
وترد عليها العجـوز :زادك الله فوق عقلك عقل وهكذا تستمر وريقة الحناء بالتفتيش عن القمل كلما طلب منها العجوز القيام بذلك إلى أن يحين موعد العودة فتقبل نحوها الأغنام لوحدها وقد امتلأت كروشها ولم تعد تقوى على السير إلا بصعوبة .
أما كرام فقد اعتادت على تجنب الجلوس في المكان الذي تقبع عنده العجوز التي ما أن تراها تبدأ بتناول فطورها فتناديها قائلة: إني جائعة وا كرام أعطيني من فطورك .
فتسمعها كرام وترد عليها محتجة وهي تصرخ بوجهها :
كم هو فطوري وكم سأعطيك منه يا الله وهو يكفيني أم أنك تريدين أن أموت نفسي جوعاً من أجلك .
وكانت العجوز تسمع منها ذلك فتدعوا عليها قائلة :زادك الله فوق جنانك جنان .
وكانت عندما يأكل القمل رأسها تطلب من كرام مساعدتها في تخليصها منها كما تفعل معها وريقة الحناء وتقول لهـا:
القمل أكل رأس يا كرام ساعديني في البحث عنها
فترد عليا كرام بنبرة متعالية : إنني جئت هنا لأرعى الأغنام لا لكي أفتش عن القمل الذي يأكل رأسك .
إلا أن العجوز التي لم تقوى على تحمل الحك الذي ينهش رأسها تستمر في إلحاحها ورجائها فتوافق كرام على مضض على تخليص العجوز من قمل رأسها
وقبل ان تهم بالقيام بذلك كانت تطلب منها العجوز عدم الاكتراث بأمر الأغنام وتقول لها لا تخافي على أغنامك قولي لها جـوع وبـاعد وسوقيها نحو المرعى .
فتقول كرام ذلك وتجلس إلى جانب العجوز التي تطاطئ لها رأسها وتبدأ بالتفتيش عن القمل بين شعرها الأشيب وكانت كلما عثرت على قملة أمسكت بها بطرق أصابعها وصاحت :
الله ما أكبرها إنها بحجم الثعبـان
الله ما أكبرها إنها بحجم الحيـه
الله ما أبشعها أنها تشبه العقرب
والعجوز تسمعها فترد عليها قائلة : زادك الله فوق جنانك جنان
وتستمر كرام بالبحث عن القمل المنتشر برأس العجوز مكرهة كلما ألحت عليها العجوز القيام بذلك إلى أن يحين موعد الرجوع إلى البيت فتبتعد الأغنام عن مكانها المألوف وتقضي هي الساعات الطويلة في البحث عنها من مكان لآخر لتجدها خاوية البطون وتنصرف عائدة بها إلى المنزل .
وفي إحدى الأيام وبينما كانت وريقة الحناء تتأهب للعودة إلى المنزل مع أغنامها. نادت عليها العجوز وأخذت تخاطبها وهي تشير لها بإصبعها إلى مكان يقع خلف التل قائلة:
أذهبي يا بنيتي إلى ذلك المكان وستجدين هناك ثلاثة برك مملوءة بالماء ستغمز لك الأولى طالبة منك بأن تغتسلي بها فلا تطاوعيها وستجدين البركة الثانية ماءها راكداً وهي لا تشير لك بالاغتسال بها فاغتسلي بها .