رواية جنون العشاق الفصل السابع 7 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق الفصل السابع 7 بقلم إيمي عبده
رواية جنون العشاق البارت السابع
رواية جنون العشاق الجزء السابع
رواية جنون العشاق الحلقة السابعة
صمت جاسر للحظات يفكر فى ما يحدث لشهد فقد إنتبه لكون هند تحتاج رعايته فشهد لا تجد من يرعاها ويحرص على مصلحتها كهند ولابد أن يكن له دورا فى حماية هند ورعايتها كما سيحمى شهد مهما كلفه الأمر
هند هى أخته قبل كل شئ وإذا كان الأب لا يهتم سوى بالمظاهر أمام الناس لذا يترك العنان لتسلط زوجته حتى يتحاشى لسانها السليط وأفعالها المشينه التى قد تتسبب فى إحراجه أمام الناس وإذا كانت الأم لا تفقه ما تعنيه الأمومه وتستغل ابنتها لصالح أطماعها ولا تهتم سوى لنفسها فهند هى أخته الساذجه التى تسييرها أمها كما تشاء وفى كل الأحوال سيسأل عنها لو لم يكن من الخلق فى الدنيا سيكون أمام الخالق العظيم فى الآخره لذا قد حسم أمره تجاهها فلن يتركها لأب وأم لا يدركان واجبيهما تجاه ابنتهما فهو ساقط من حسابتهما منذ زمن
لوحت بيديها أمامه لينتبه لها : يابووووى كل ديه
– جرى إيه
– دا أنى تنتنى ساعه اتحدت وإنت مش اهنه واصل
– بقولك إيه مش كنتى عاوزه تتفسحى
أومأت برأسها بقوه بينما عجز لسانها عن النطق من فرط فرحتها
– خلاص ياستى هفسحك فسحه مش هتنسيها عمرك
لم تجد نفسها سوى وهى تقفز عليه تحتضنه بقوه وتمطره بوابل من القبلات وهو يجاهد فى إبعادها عنه
قبض بيديه على معصميها محاولا إبعادها عن رقبته بعد أن كاد يختنق وهدر بها صارخا : بس بقى خنقتينى سيبى رقبتى بدل ما وربنا ما إحنا خارجين
ابتعدت عنه سريعا وهى تترجاه : له والنبى ربنا يرضى عنيك دا أنى ما صدجت
مسح على وجهه وإستغفر ليهدأ : طب روحى غيرى وتعالى
تهلل وجهها قائله : دجيجه ونجهز
ما إن همت بالركض حتى أمسك معصمها متسائلا : استنى هنا قصدك مين بنجهز
– باه أنى وأمى
ترك يدها ثم نظر لها بحده : لأ لو عاوزه تتفسحى معايا تيجى لوحدك
تعجبت متسائله : ليه ؟!
تنهد بضيق فهند كالدميه لا تستطيع الحراك بدون إشارات والدتها فحدثها بجديه : هتفضل طول السكه لا عاجبها حاجه ولا هتهنينا على حاجه وتحكى فى كلام ملوش طعم من الآخر هتنغص علينا فسحتنا وأنا مصدع لوحدى لو عاوزه تتفسحى تدخلى تغيرى وتيجى من غير ما تحس بيكى لو حست مفيش خروج
كان محق فوالدتها لا يملأ عينها شيئا ولكنها تخشاها فتطيعها مرغمه وتقلد أفعالها لتسعدها حتى لا تغضب عليها فلن ينقذها أحد من عقابها فالجميع غير مهتم بها ولكنها أجابته بلهفه فهذه الفرصه لن تعوض : له له معجولش هى لساتها نعسانه
تنهد بإرتياح : طب انجزى
أومأت برأسها ثم ركضت إلى الداخل ولحق بها ليذهب إلى غرفته ليتجهز للخروج و بعد ثوان عادت تعدل فى حجابها بصعوبه فمن فرط فرحتها لم تدرى ماذا تفعل فإرتدت أول عبائه قابلتها قبل أن تشعر والدتها بها وتستيقط وأخذت حجابها ووضعته لا تعلم كيف ولكن ما يهمها أنها تقف أمام غرفته تنتظره على أحر من الجمر وحينما خرج مرتديا ملابس أنيقه ونظر لها إبتسم فكم هى طفله رغم كل ما تفعله فكل أفعالها السيئه ماهى إلا إرشادات والدتها فأمسك بكتفيها وأوقفها أمامه فوجد أن عبائتها لا تناسب ما يفكر به ولكنها محتشمه وحجابها يحتاج للتعديل فسحبه من على رأسها وحينما حاولت أن تعترض أسكتها بإشاره من يده وبدأ يلف لها حجابها بهدوء وهى تنظر إليه مذهوله من تغييره الجذرى فهو دائما قاسى غاضب ينهرها دائما تخشاه بشده رغم أنها تعانده أحيانا ولكن غضبه يرعبها اما اليوم ولأول مره يعاملها كأخته الصغيره كإبنته رأت به حنانا لم تجده حتى بقلب تلك المدعوه والدتها فإبتسمت بسعاده جعلت عيناها تلمعان بحب كبير بينما إبتسم هو لأول مره بوجهها وهو يمسد على رأسها بحنان بعد أن إنتهى من حجابها وأمسك بيدها وخرجا سويا وأخبر الخادمه أنهما سيخرجان للتنزه وقد يتأخرا لذا لا توقظ والدتهما وتتركها حتى تستيقظ وحدها وإذا سألتها عنهما تخبرها أنهما خرجا ولا تقلق
خرجا يسيران بمحاذاة الشاطئ تبتسم هند وهى تلتقط أصداف البحر الملونه وتركض كالطفله تلامس قداماها أمواج البحر المرتطمه بشاطئه فالوقت مبكر والمكان شبه خالى فجعلها تخلع حذائها وحملهما عنها وتركها تمرح على راحتها حتى بدأ الناس بالإستيقاظ فإرتدت حذائها وتعلقت بيده وظلا يسيران سويا كلما مرا بشئ وأعجبها يشتريه لها بينما استيقظت عظيمه وعلمت بالأمر فإستشاطت غيظا وأرادت أن تهاتف ابنتها وتنهرها وتعيدها حالا فلن يجدى حديثها مع جاسر ولكنها تفاجأت بتركها للهاتف فمن فرط حماستها قد نسيته فهاتفت جاسر فوجدته يغلق بوجهها الإتصال فظلت تصرخ غاضبه حتى تعبت وجلست تقضم أظافرها غيظا فهند نسيتها تماما وكأنها غير موجوده لم تأتى لتتذلل لطلب إذنها وابنها لا يعيرها أى أهميه وهى ترغب أن تصبح ملكه متوجه تأمر الجميع بمن فيهم أبنائها ولكن لا أحد يجعلها تتلذذ بهذا الشعور سوا خادمتها المطيعه أم الخير وابنتها البلهاء هند
(((((((******)))))))
لم تذهب شهد لعملها فعقلها وقلبها فى حالة إنهيار وكانت هذه فرصه ذهبيه لكوثر لتذيقها تعليقاتها اللاذعه طيلة الوقت مما زاد من حنق عز ولسوء حظ رحمه أنها حاولت مضايقته كعادتها فصب غضبه عليها واتت فرح إثر صوته العالى لترى ماذا حل به فوجدته ينهر رحمه فتسألت عما يحدث فهو غاضب بشده ورحمه ملامحها مبهمه غضب ممتزج بضيق يرافقه قليل من التهكم
فرح : أنا مش فاهمه متعفرت ليه
لوت رحمه فمها ساخره : عشان بقوله يا زيزو
ازداد غضب عز من تهكمها الواضح : واما إنتى عارفه إن الاسم دا بيضايقنى بتنادينى بيه ليه
أجابته بملل : عادى
بينما نهرتهما فرح : بطلو هبل بقى مش هتكبروا
رحمه : قوليله
عز : تقول لمين امشى يابت مش ناقص هبلك
تحولت سخريتها لغضب من اسلوبه الفظ معها أمام فرح : سامعه خليكى شاهده عليه
زفرت فرح بضيق منهما : أنا صدعت منكم انتو مبتزهقوش
دارت الدائره ليصبح عز هو الساخر هنا : لا هى شغاله راديو مفتوح أربعه وعشرين ساعه
اغتاظت رحمه منه وهى تقول لفرح : سامعه قله ذوقه
سمعتهم شهد فقررت التدخل قبل أن تلاحظ كوثر وتحول الأمر إلى معضله
رسمت إبتسامه مشرقه على وجهها تخفى بها آلامها : مسا مسا يا عيال
ما إن رأتها فرح حتى استنجدت بها : الحقينى يا شهد
رفعت شهد حاجبيها متسائله : خير ؟
أشارت فرح تجاه عز ورحمه : الاتنين دول هيشلونى مبيبطلوش مناقره فى بعض
ابتسمت شهد : عادى يافرح حاجه وخدنا عليها اتعودى على كده
فرح : إيه البيت دا كله دماغه مسافره كده
شهد : آه ياختى بس مقولتليش الخناق المره دى على إيه
عز : وهتفرق
شهد : لأ يا زيزيزو يا حبيبى مش هتفرق دا انتو ممكن تتخانقو عالهوا اللى بتتنفسوه
عز : لأ ظريفه أوى إنتى
تصنعت الغرور وهى تشرأب بعنقها : طول عمرى
إيه دى ماما بتنده
تركتهما وغادرت وتبعتها رحمه بينما نظرت له فرح متعجبه : غريبه!!
عز : إيه؟
– طب ما شهد نادتك بنفس الإسم مضايقتش ليه
أجابها بهدوء : عشان شهد بس اللى مسموحلها بيه
– افهمها دى بقى
– افهمك بقى شهد وهى صغيره كانت بتلدغ فى العين والشين ومكنتش بتعرف تنطقهم
– آه صحيح دى كانت حتى بتناديك زز ههههه عمرى ما شوفت ولا سمعت عن حد بيلدغ فى العين غيرها بس دا إيه علاقته بالموضوع
– دا هو مربط الفرس اللدغه دى خلت كوثر تتريق عليها على طول خلتها تكره اسمى فملقتش حل غير إسم زيزو وبقت فرحانه بيه عشان بتعرف تنادينى بيه صح ومحدش يتريق عليها بس ازاى كوثر بقت هتطق وبقت تتريق عليها وتنادينى بيه بطريقه مستفزه لحد ماجبت أخرى وزعقتلها وقولتها متناديليش بيه تنادى لا هى ولا أى حد ولا حتى امى شهد وبس اللى تنادبنى بيه وعمى كان موجود جت تعارضتى زعقلها وقالها ملهاش دعوه بيا مهياش امى عشان تمشينى على هواها ومن هنا وجاى محدش ينادينى بالاسم ده غير شهد ولما بابا رجع من بره وقالتله وكان هيزعقلى عمى وقفله وقاله بقى هتمشى حديت الحريم علينا ولا إيه قام اشتغل العرق الصعيدى عنده وراح مزعقلها ومانعها تنادينى بالاسم ده
– ياه هى كوثر دى إيه حمى
– وباء بعيد عنك بس رد فعل ماما اللى كان صدمه
– أكيد زعلت
– بالعكس فرحت وقالتلى كويس انك قولت كده لو كنت قولت شهد وامى اللى ينادونى بيه كانت كوثر قومت الدنيا ومقعدتهاش وأبوك مكنش هيعدبها ولا عمك هيقدر يقنعه لكن كده حميت اختك من تريقتها اللى عقدت شهد
– مامتك دى عظيمه
تنهد بضيق متذكراً أفعال رحمه : فهمانى يا فرح عارفه لما يبقى اللى قودماك فاهمك وحاسك من غير كلام مش الدبه اللى كل كلمه تردهالى اتنين
– هههههه بكره تعقل
– مش باين
– مهو انت كمام مبتسكتش
– لأ اسيبها تعجن واقف اتفرج
– ههههههه مجانييين
(((((((*******))))))))
تناولا سندوتشات سريعه وإستكملا طريقهما ثم ذهبت هند لشراء ملابس لها فعبائتها لا تناسب المكان ولا الأماكن التى سيأخذها جاسر إليها تحتاج لملابس أكثر أناقه ومريحه أكثر وكانت سعادتها لا تضاهي الدنيا وهى تجرب الملابس وتعرضها عليه حتى إختارا سويا مجموعه رائعه من فساتين المحجبات وبناطيل واسعه مع كافة الكماليات المناسبه سواء حجاب أو إكسسوارات
إرتدت إحداها ووضعت عبائتها بحقائب الشراء ثم تناولا الطعام فى مطعم فاخر ومنها إلى آخر مكان تخيلت يوما أن تذهب إليه ومع من؟ مع جاسر إنه مدينه الألعاب لم يترك لعبه لم يجعلها تجربها حتى الألعاب التى أحست بالرهبه تجاهها جعلها تركبها و ركبها معها لكى تستمتع بلا خوف ثم أنهيا اليوم بطعام خفيف والحديث أثناء سيرهما سويا كان يوما لن تنساه بينما تعمد هو أن يتأخر بها حتى لا يتواجها مع والدته وتكدر هند وتدمر سعادة يومها ولكنها لم تتركها صباحا نهرتها وظلت طيلة اليوم تؤنبها وتسخر منها ومن الأزياء التى اشتراها لها حتى جعلتها تلملمها وتعطيها له مجددا وقلبها يعتصر حزنا فإستلمها منها دون تعليق فالرهبه التى استطاعت عظيمه زرعها بقلب هند على مدار سنوات عمرها واخضاعها الدائم لأمرها كانت أقوى من شجاعتها وحصولها على حقها فى الحياه لذا قرر قطع إجازته والعوده بهما وحينما هاتف والده ليخبره بعودتهم لم يتفاجئ فجاسر لن يتحمل عظيمه وهند اسبوعا كاملا
وضع حقائبه وأخرج الملابس التى اشتراها لهند ووضعها بحقائبها فى خزانة ملابسه علها ترتديهم يوما وهاتف محمد ليخبره أنه سيعود غدا إلى المشفى وسأله عن شهد فأخبره أنها اليوم لديها مناوبه ليليه معه فقرر أن يتناوب هو بدلا من محمد فهو فى أشد الحاجه لرؤياها فرحب محمد بالأمر فهو يحتاج للراحه
______________
كان يوم جاسر مزعج فقد تفننت عظيمه فى إزعاج هند وجعلت رحلتها البديعه نكبه تندم على القيام بها بينما لم يختلف يوم شهد عنه كثيرا لذا قررت الذهاب اليوم للعمل فالإنغماس فى العمل سيبعد عن تفكيرها مأساتها وستهرب من تعليقات كوثر اللاذعه التى لا تنفك تلقيها عليها لتستمتع بعذابها فلا مهرب لها سوى العمل الدؤب لإشغال عقلها عما يحدث ولكن حزن قلبها كان باديا بوضوح على ملامحها وبسمتها باهته تحاول جاهده أن تبدو طبيعيه ولكن آلامها أقوى هذه المره تنهدت بإرتياح بعد أن إطمأنت على تلك المرأه الحامل وجعلتها ترى جنينها من خلال الجهاز الجديد لتتيقن أنه صبى ولا تقوم بإجهاضه مصطحبه زوجها لكى لا ينفذ تهديده ويتزوج غيرها بعد أن إطمأن أنها تحمل وريثه المنتظر مما جعل الوضع يصبح بينهما معكوسا فقد بدأت المرأه سريعا تدلل عليه أكثر من اللازم وتطلب ما تشتهيه وما لا تشتهيه وهو مستمتع بدلالها بل ويشجعها كل هذا من أجل صبى قد يكون فى يوما ما سببا لنكبته إذا ما أفرط فى دلاله وهذا واضح مقدما لوت فمها ساخره مما ترى ولكن السخريه الحقيقيه هو ما تمر به هى وبعد أن إنتهت كشوفاتها ذهبت إلى مكتب محمد وطلبت منه تكثيف العمل فهى تشعر بفراغ ورغم عدم تصديقه لها البادى بوضوح على ملامحه إلا أنه وافقها لأنه أحس أنها تحتاج لذلك وجعل مناوبة الليله عليها بدلا من زوجته وطلب منها أن تبلغ رقيه بالأمر فهو منشغل الآن وإذا ذهب لإخبارها مؤكد سيتشاجران لأن مناوبته الليله وستضطر للمبيت عند والدتها لأنها تركت البنتين اليوم لديها لظنها أن كلاهما سيناوب وبالطبع ستلتقى بخالتها العزيزه وابنتها الحقود فكلتاهما تسكنان بنفس العقار الذى تسكنه والدتها
بينما كانت رقيه تنطر إلى الخضار التى استطاعت أن تأخذه من البائع بثمن زهيد نظرا لكونه يرغب فى التخلص منها فهى آخر كميه لديه ويرغب فى بيعها والعوده لمنزله
حدثت رقيه نفسها بسعاده قائله : الله شوية خضار معتبرين هيبقو مخلل عجب ربنا يهديكى يا شهد وترضى تعمليهوملى من آخر مره مش عارفه استطعم مخلل نفسها يجنن فى حاجه الأكل يابخته اللى هيتجوزها و ربنا يهدك يا كوثر زى مامبهدله الغلبانه دى
دلفت شهد لتجدها شارده تحدث نفسها فتعجبت من حالها : جرى إيه هو الحمل خلاكى هيستى ولا إيه
تهلل وجهها وهى تهتف : شهد حبيبتى جيتى فى وقتك
تعجبت من حديثها ثم انتبهت للخضار : إيه كل دا ؟! كل دا خضار؟!
– آه 😃
إقتضب جبينها وهى تتسائل بتوجس : اوعى يكون اللى فى بالى
– هو 😃
زفرت شهد بضيق وإنفعلت : تبقى اتهطلتى رسمى
فتذمرت رقيه : جرى إيه نفسى فيه
إزداد إنفعالها : نعم ياختى نفسك دا إيه
بررت رغبتها : مش حامل
رفعت أحد حاجبيها وهى تهزأ من تبريرها الساذج : رقيه إحنا مش هنصيع على بعض إنتى داخله على ولاده ياماما يعنى شهور الوحم خلصت من زمان
تذمرت قائله : يوووه استلمينى بقى
لامتها بهدوء خوفا عليها : يارقيه اعقلى مش كفايه استغليتى الحمل وشهور الوحم وسفيتى منه لما قولتى يابس مع إنى متأكده إنك متحومتيش عليه من أصله
إرتبكت مما تلمح إليه شهد فتلعثمت : أأ هه ال لأ إيه اللى بتقوليه ده أأ إن إنتى عرفتى ازاى
لوت فمها بسخريه : أصلك هبله محمد اللى عرف مش أنا
فغرت فاهها بصدمه : هاه
بينما إستكملت شهد حديثها مستهزئه بذكاء صديقتها : آه حضرتك كنتى بتتوحمى ساعتها على خوخ واتصلتى بأمك تساعدك ولما استغربت ليه مطلبتيش من محمد كريتلها عملتك الهباب ولحظك كان قريب وسمعك وعرف إن وحمك ملوش علاقه نهائى بالمخلل بس بتتلككى عشان تسفى منه
ضربت على صدرها براحه يدها : يالهوى محمد عارف
– آه يافالحه ويومها كان شايط ولما شوفته عرفت إنك عامله نصيبه فضلت وراه لما قالى
أمسكت ذقنها يإصبعيها وهى تهز رأسها بتفكير : اتاريه بعدها فضل إسبوع مطنشنى وأنا اللى فكرت إن العقربه لافت عليه ولا عشان عرف إن المولود بنت
إنفعلت شهد من غبائها صا ئحه بها : تانى تانى الحدوته دى فوقى يارقيه محمد بيحبك ومخلص ليكى وموضوع خلفة البنات دا مش فى دماغه وبنت خالتك الغياره دى هتخرب بيتك ولو عالمخلل إنتى عارفه إنك غلطانه الأملاح عندك عاليه جدا وانتى حامل ولما قررتى تتعالجى لا التزمتى بالعلاج ووقته ولا تابعتى كويس
– يوووه بقى ياشهد
– يابنتى اعقلى دا إنتى أم لعروستين زى العسل والتالته فى السكه الأملاح دى هتأثر بالسلب عليهم وكمان دماغك لازم تكبر شويه بلاش دايما تحسسى جوزك إنه اتجوز عيله هبله
أتى جاسر ليصطدم من منظر الخضار الذى يملأ المكتب : إيه دا انتو قلبتو المستشفى سوق خضار
إرتبكت رقيه : دكتور جاسر أأ
لكنه سلط نظره على شهد وهتف بإسمها بجديه : شهد
رفعت يديها عاليه وأجابته بسرعه : وربنا مانا دى رقيه
نظرت لها بحده : بعتينى يا جزمه
– آه أنا ضهرى لسه بيوجعنى من آخر مره رتبت فيها مخزن الأدويه واللى شغالين هناك ماصدقو قاعدين للرغى وبس وسيبينها تضرب تقلب
تعجب سائلا : إيه الكلام دا ازاى مفيش شكاوى عنهم
فأجابته بلهفه : لا والنبى إبعد عنهم بدل ما أتسوح
إزداد تعجبه ليسألها : وانتى مالك بيهم
أجابته بضيق : مهما هيعرفو إنى السبب مش أنا اللى رتبت المخزن آخر مره
حرك كتفيه بلا مبلاه : وإذا
أجابته سريعا بخوف : هروح فى شربه ميه
إقتضب جبينه بتعجب متسائلا : مش فاهم
فأجابت رقيه بغباء منقطع النظير : هههههه أصلهم جواسيس أبوها
– أفندم
غضت رقيه على شفاها ندما حينما لاحظت نظرات شهد الحزينه المنكسره فقد أدركت خطئها ولكن كالعاده متأخره
بينما نظر لهما جاسر بضيق :فى إيه متفهمونى إيه علاقه ابوكى بالناس دى ومالك خايفه منهم ليه
تنهدت بأسى فلا مفر وحتى إذا لم يعلم فلن يشكل الأمر فارقا كبيرا ففى كافة الحالات حلمها به لن يتم فحتى لو رحمها أباها من زيجتها من الفاشل قريب كوثر فلن يراها جاسر سوى فتاه بلهاء فهى لا تصدق حديث عز تظن أنه يرفع من معنوياتها فقط فأنكست رأسها خزيا : أأ أصلهم أأ بابا مخليهم يي يتجسسو عليا
تعجب متسائلا : ليه
إزداد حزنها وإرتباكها وهى تتلعثم فى الحديث فلسانها رافض للإقرار بهذا الخزى : عع عشان يي يشوفنى بب باجى أشتغل ولا لأ
– طبعا بتشتغلى اومال إيه
ربتت رقيه على كتفها بحنو ثم نظرت له وهتفت بغضب : الغبى فاكرها بتهلس هنا
إتسعت عيناه بدهشه : افندم
أإستكملت رقيه حديثها: طب بذمتك انت شوفت شهد وتصرفاتها صحيح مبقالكش كتير هنا بس اتعاملت معاها كفايه عشان تقدر تحكم عليها بقى بذمتك دى محل شك
إستنشق الهواء بهدوء ثم زفره بقوه ليهدأ: تصدقى ابوكى دا عمرى ما ارتحتله بس مكنتش أعرف إنه متخلف للدرجه دى
ترقرقت عيناها بالدمع وهى تحدثه بصدق : والله يا دكتور عمرى ما إتجاوزت مع شاب ولا خدت راحتى فى الكلام مع راجل غير هو عز
صر على أسنانه غاضبا وهو يحدثها بصوت حاول أن يبدو طبيعى : ومين دا بقى إن شاء الله
لاحظت غضبه فأجابت سريعا : عز يادكتور أخويا اللى شوفته حضرتك يوم ما اتكسر تليفونى أصلى وأنا بكلمه حضرتك دخلت وزعقت فجأه والتليفون وقع اتكسر ولما معرفش يوصلى قلق وجه يطمن عليا
تدخلت رقيه فى الحديث وهى تتذكر ما حدث : آه فاكره دا يا عينى كان جاى مرعوب قابلنى وهو داخل
إلتمعت عيناه بالأمل المصحوب بالدهشه وهو يسألها : استنى هنا دا دا اخوكى
أجابته شهد : آه
فأعاد السؤال ليتأكد بينما لم تخلو نظرة الدهشه من عيناه : اخوكى ؟! اخوكى ؟!
فأجابته مؤكده وهى تتعجب من تكراره للسؤال وعدم تصديقه لها : آه والله أخويا شقيقى فى إيه
إرتبك من سؤالها فلم يجد ما يجيب به وهو يحاول ان يوارى سعادته : لل لأ مم مفيش
أحس بقلبه يرقص فرحا وحاول جاهدا أن يخفى بسمته الفرحه بهذا الخبر ولكنه لم يستطع ففرحته الكبيره بأنها ليست على علاقه بأحد جعلت الأمل يتوغل فى شريانه من جديد
بينما إقتضب جبينها وهى تنظر له بضيق : جرى إيه يادكتور هو كلامى يضحك أوى كده
لم يسمع ما قالت فقد كانت سعادته تصم أذناه وما أن إنتبه نظر لها متعجبا : هه
إزداد إنفعالها فهو لازال مبتسما ببلاهه فهتفت به غاضبه : مش معنى إن بابا مبيثقش فيا إن حضرتك تستخدم الموضوع كماده للسخريه منى
حاول أن يفهم عما تتحدث : انتى بتقولى ايه مش فاهم معلش مكنتش مركز
تضاعف غضبها فهى تبكى قهرا لما تمر به بينما هو لا يبالى ولا يستمع لها فصاحت به : كمان يعنى مش معتبرنى بنى آدمه ممكن تسمعلها عن إذنك
رفع حاجبيه متعجبا وهو ينظر إلى رقيه متسائلا : إيه اللى حصل أنا قولت إيه لدا كله
لم ينتظر جواب رقيه بل لحق بها وتبعته رقيه فوجدوها قد اصطدمت بسيده ما وتبدو من ملامحهما الغاضبه أنهما يتشاجران
تأففت كوثر من مقابلة شهد الغاضبه : إيه شوفتى عفريت ولا ايه
أجابتها شهد بضيق : إنتى إيه اللى جابك هنا تكونيش عيانه وهتموتى ونخلص منك
هدرت بها صارخه : موته تشيلك إنتى وامك
رفعت شهد يداها عاليا تدعو : إن شاء الله انتى يابعيده وكل اللى زيك
تسائل جاسر عما يحدث : فى إيه يا شهد
بينما وجدت كوثر ضالتها فهى تبحث عما تذل به شهد وتجعلها تترك عملها وتصبح خادمتها : ياحلاوه هو دا بقى اللى بتيجى الشغل عشانه
إشتعلت عينا شهد بغضب وهى تصيح بوجهها : اخرسى قطع لسانك
لوت كوثر فمها ساخره : ليه مش دا حبيب القلب
صاحت بصوت أعلى فى وجهها فهذه الشمطاء تتعمد إحراجها وإهانتها وأمام من ؟ أمام عشقها الوحيد : حبك عفريت مش أنا اللى تلف مع الرجاله يا زباله
أشارت لنفسها بغضب ووعيد لشهد : أنا زباله طب وربنا لأخلى ابوكى يأدبك
لم تكن تدرى بنفسها من الغضب فقد تدمرت حياتها بسبب تلك الحقود ولا تزال ترغب فى إيذاقها المزيد من الأسى : كان أدبك إنتى الأول ياشيخه روحى إلهى ربنا يحرق دمك يارب زى ما إنتى كسفانى ومشردانى قودام الخلق
غضب جاسر مما يحدث : ماتفهمونا مين دى
أشارت لها رقيه بملل : دى كوثر
رفع حاجبه وهو يلوى فمه من غباء رقيه : أهلا وسهلا برضو مين
إنتبهت رقيه لعدم معرفته فأوضحت له : دى مرات أبوها
إقتضب جبينه : وإذا دى مستشفى مش نادى اجتماعى عاوزه بنت جوزها يبقى فى البيت ولا بره مش هنا لأ وبتزعق كمان والمرضى محتاجين هدوء
أنكست شهد رأسها خجلا : أسفه يادكتور
إزداد ضيقه وهو ينظر لكوثر : مش غلطتك غلطه البتاعه دى اللى مش محترمه حد
صاحت كوثر وهى تشير لنفسها بعدم تصديق : بتاعه أنا بتاعه يا حيوان
تغلغل الغضب إلى مقلتيه : بتقولى لمين حيوان يا بقره إنتى
إزداد صياحها وهى تتوعد له : أنا بقره طب اما خليت جوزى يطردك طردت الكلاب بره البلد ميبقاش أنا
هدأ قليلا ليسخر منها : هه ليه إن شاء الله متجوزه ملك القطيع
فغرت فاهها متعجبه : هاه
بينما إستكمل سخريته اللاذعه : مهو أكيد قطيع البقر اللى إنتى منه بيحكمه طور أحول
جحظت عيناها غير مستوعبه لما تتعرض له من مهانه وهى تهدده : انت اتهبلت متعرفش أنا أبقى مرات مين
أجابها بملل : مين يعنى
فقالت له بمنتهى الغرور : عزت الشهاوى
فرمقها بملل وهو يلوى فمه ساخرا : طظ
إتسعت عيناها بذهول : هاه
أشار تجاه الباب : الباب اللى هناك ده بابا الخروج هتمشى منه ولا اخليهم يجرجروكى من شعرك بره دا لو عندك شعر ومطلعتيش قرعه
كانت تنفجر وهى تقول : كده طيب أنا هوريكم
خرجت غاضبه تتوعد للإنتقام منهما بينما نظرت رقيه إليه بضيق : كده هتعمل مشكله
وضع كلا يداه فى جيبا بنطاله وأجابها بثقه : ولا تقدر تعملى حاجه
تنهدت بضيق : عارفه ومبتكلمش عنك اللى هيشيل الليله الغلبانه شهد
فأجابتها شهد بإبتسامه منكسره : مش مهم علقه تفوت ولا حد يموت يعنى هيا أول مره يعنى المهم إنها اتهزقت وشاطت
تملكه الغضب بشده وهو يستمع لحديثها فكم تعانى مع هذا الأب القاسى : طيب أنا ممكن اكلم والداك واشرحله الحقيقه و
قاطعته برعب : لالالالا كده هتثبتها عليا وبدل ما تبقى علقه وشويه جروح وكدمات هتبقى بكسور
نزل حديثها كالصاعقه على مسامعه : إيه
كانت معالمها مرتعبه كثيرا فبالرغم من اعتيادها على قسوة أباها إلا أن تعرضها للإهانه والضرب يريتعد له اوصالها كل مره تتظاهر بالشجاعه واللامبالاه ولكنها حقا تهلع فجسدها لا يتحمل ما يحدث معها بينما ظل جاسر متجهم الوجه غاضب من إحساسه بالعجز لأنه لا يستطيع حمايتها ولكنه قرر ألا يصمت وسيحميها ويذيق تلك الحقود الندم جراء فعلتها
هاتف جاسر ياسين وطلب منه تحديد موعد مع عزت غدا فى الظهيره لتذهب العائله للتعرف على العروس وبذلك ينتقم مما فعلته عظيمه مع هند ومما فعلته كوثر مع شهد ويحمى شهد من العقاب المنتظر
وطلب من محمد أن يجعل شهد تتأخر قدر المستطاع بالعمل حتى لا يتثنى لكوثر وعزت إيذائها قبل موعد الظهيره بالغد كما سأله عن علاقة شهد عامةً بكوثر حتى يعلم كيف يَحُبك خطته
___________
كانت عظيمه كمن سُكِبَ على رأسه دلو ماء مثلج فى منتصف شهر طوبه لا تصدق أُذناها ما أخبرتها به أم الخير عما سمعته من النساء عن كتب كتاب ياسين وفرح وهن يتشفين فيها وما أكد لها الأمر أن ياسين أخبرهم بموعد الظهيره اليوم فتيقنت أن لا فائده من خطتها فلو كانت إبنة عزت هى العروس لدبرت المكيده لها ولكن فرح عشقه الأبدى منذ الصغر فكيف ستتخلص منها
كانت تحترق غيظا ومازادها إشتعالا أن هند لم تهتم كثيرا لم تغضب لم تحزن وكيف تغضب وتحزن فالأمر لا يعنيها هى فقد تنفذ ما تأمره بها عظيمه ولكنها لاتكن لياسين أى مشاعر بل لا تكن لأى أحد مشاعر مطلقا فليس من حقها أن تشعر أو تتنفس إلا بأمر عظيمه التى صبت غضبها عليها وبعد أن هدأت قررت أن تنتقم من الجميع بتدمير هذه الزيجه بيد ياسين مستغله تمسكه بعادات قديمه باليه هى من زرعتها برأسه منذ صباه وستجعل فرح تندم على هذه الزيجه وتجعل ياسين يأتى ساجدا لها رافضا فرح ومرحبا بهند ولكن ليس الآن فلكل حادث حديث
بينما بدأ عزت فى ذبح الذبائح والتحضير لإستقبالهم بأروع ما يكون فحتى لو فشلت الزيجه التى خطط لها لإبنته من ياسين إلا أن ياسين أصبح زوج فرح وهى كإبنته أى أنه لازال مستفيدا من الأمر فهذا النسب سيُعلى من شأنه
وصلت العائله وكما هو متوقع من عظيمه الغرور وعزة النفس الكاذبه ولكن لم يهتم بها أى من الموجودين ويعلو شأنها كما توقعت سوى شبيهتها كوثر فقد تجمعتا على الحقد سويا بينما توقف قلب كوثر حينما علمت من هو الطبيب الذى كانت تحتقره وتهينه بالأمس وتنتظر عودة شهد من عملها بفارغ الصبر لتخبر عزت وتذيقها الأهوال كالعاده فى نفس توقيت عودة شهد من عملها التى تعجبت لحضورهم ولكن لم تهتم بل ذهبت لترتاح بغرفتها ولكن والدتها أخبرتها أن من المشين ألا ترحب بالزوار إكراما لفرح فهم أهل زوجها فنزلت لتجد كوثر تحاول جاهده ألا تنظر إلى جاسر فلم تعقب وجلست تتابع ما يحدث بينما كان عبدالرحمن يرحب بهم : منورينا
إبتسم راشد : منوره بيكم
– يدوم الذوج
– جرى إيه يا عبد الرحمن دا إحنا بجينا أهل ولا إيه
– اومااال ربنا يجعله نسب خير
– خير ان شاء الله اومال فين عروستنا
وصلت فرح قائله بمرح : أنا جيت
إلتمعت عينا ياسين وهو يهمس بحب : نورتى الدنيا
لوت عظيمه فمها بإمتعاض ففرح أصبحت بدرا منيرا فى سماء الجميلات وهتفت بإبتسامه مصطنعه : منوره يامرت ولدى
التفتت لها بإبتسامه هادئه : أهلا وسهلا
لوت فمها ساخره : إهيه إكده من بعيد تعالى دا إنتى مرت الغالى
إحتضنتها بقوه مبالغ فيها ورتبت على ظهرها بحده كادت تكسر عظامها فإنتفضت فرح مبتعده عنها وهى تتحسس كتفها بضيق وتنظر إليها متعجبه ثم تذكرت حديث شهد ورحمه عنها فأدركت الأمر
بينما مال ياسين هامسا لجاسر : استر يارب إلحقنى يا جاسر
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)