روايات

رواية جنون العشاق الفصل الثامن 8 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل الثامن 8 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت الثامن

رواية جنون العشاق الجزء الثامن

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة الثامنة

لاحظ جاسر أن والدته تتأمل شهد بينما تهمس كوثر فى أذنها ويبدو أنها تقص لها خرفاتها حتى تلهيه عنها ولا يخبر عزت عما فعلته فهتف بجديه حينما رمقها تشير تجاه شهد وتنتوى أن ترحب بها كما فعلت مع فرح : أنا بقول نخلى البنات تقعد مع بعض وترحب ببعض ويتعرفو فى الجنينه أحسن
إعترضت عظيمه : وه مسلمش عليها إياك
رفع حاجبه وعيناه تتحداها فهو الأدرى بخبثها:عندها برد يلا ياشهد خدى هند وبنات عمك وفرجيهم عالجنينه ولا إيه يا مدام كان اسمك إيه
تلعثمت فى الحديث فقد أدركت تلميحاته : هه أأ أأ أنا أنا هجيب عصير
أجابه بسخريه : لمين
إبتلعت ريقها بخوف : للرجاله
إبتسم بجانب فمه ساخرا منها: أنهى رجاله هو اللى زيك بيعمل حساب لرجاله
تعجب عزت من طريقته معها ومن معرفته بشهد فتسائل : جصدك إيه ؟!!
أشار لكوثر وهو يتحدث بحده : إسأل مراتك اللى هتخليك تطردنى من البلد طردت الكلاب
جحظت عيناه وهو لا يصدق ما يسمعه : ايييه
نظر الجميع تجاه جاسر حتى أن الفتيات لم يخرجن بل ظللن واقفات والجميع يخشى مما قد تصل إليه الأمور فجاسر ليس كياسين لا يهتم بالعادات والمقمات يفعل ما يراه صوابا فقط وغضبه قاتل
إستكمل جاسر حديثه المقتضب : تانى مره عرفها تفتح وتشوف بتكلم مين قبل ما تهدد وتقول كلام مش أده
تعجب عبدالرحمت متسائلا : جرى إيه يا جاسر بيه هى عِملتلك إيه
أشار نحوها بإحتقار : أهى قودامكم أهه إسألوها
تلعثمت كوثر بخوف : أأ أنا أنا مم مكنتش أعرف هه هو مين
جحظت عينا عزت وهو يهدر بها صارخا : عِملتى إيه يا بت المحروج
أجابه جاسر بسخريه لاذعه : أقولك أنا الهانم جايه المستشفى تردح معرفش ليه ولما قولتلها دى مستشفى محترمه والمرضى عاوزين هدوء شتمتنى وهددتنى وكان ناقص تضربنى كمان ولما حاولت أفهمها إن تصرفتها غلط قالتلى إنك هترمينى بره البلد لأنى فكرت أقولها إنها غلطانه لا وإيه لما لقت بنتك ساكته هددتها إنها هتقولك إن أنا وهى بينا حاجه غلط عشان يبقى حسابى مضاعف وبالمره بنتك تاكل علقه تمام مهو ازاى تسكت كانت عاوزاها تهزقنى هى كمان الظاهر إنك مش عارف تحكمها
غشى الغضب عينا عزت فأمسك بمعصمها بقوه ينهرها بغضب : يابت الفرطوس يومك أغبر
تعثرت فى فمها الكلمات وهى تبحث عن مخرج فحاولت بغباء ردعه عن عقابها بإتهام جاسر : أنا أنا هه هو دا دا بيدارى
سخر جاسر من حماقتها : مش بقولك لأ وغبيه لسه بتحاول لو أنا كداب إسأل دكتوره رقيه كانت واقفه معايا لما سمعنا الهانم بتردح ولما روحنا نشوفها مين دى وبتزعق ليه لقيناها جايه عشان تفرج الخلق على بنتك اللى معرفتش تفش غلها فيها هنا جايلها المستشفى
صاح عزت فيها : خبرك مطين بطين جبتيلى العار يا حرمه شوم
حاولت التحدث : أنا
ولكنه أمسكها من شعرها وهو يقذف بها على الأرض ويصيح : غورى من جدامى يا بوز الخراب وجريبك اللى ينحرج ديه جوليله ميورنيش خلجته بتى مهواش طايل ضفرها غورى
ركضت تتعثر فى جلبابها حتى سقطت على وجهها أكثر من مره ووصلت لغرفتها تبكى وتنوح على غبائها الذى دمر كل مخططاتها والآن لن تُذل شهد وهى من ذُلت
بينما أنكس عزت رأسه خزيا : حجك عليا يا جاسر بيه
وضع يداه فى جيب بنطاله ورفع رأسه بشموخ وهو يجيبه : محصلش حاجه المهم تبقى تخليها تقصر لسانها شويه وتعرف حدودها
فإستكمل عزت إعتذاره : وبتى محجوجالك
نظر لشهد فوجدها تنكس رأسها وحاجبيها مقتضبين فحدث عزت بجديه : بنتك مغلطتش فى حاجه كفايه إنها تربية أمها اللى مافى حد فى البلد ولا هنا اللى ما بيشكر فى الست ساميه وأخلاقها وماشاء الله سواء بنتك ولا بنات أعمامها ولا حتى أخوها الخلق كلهم بيحلفو بأخلاقهم وتربيه الست ساميه ليهم مش عارف ازاى تبقى متجوز واحده بالأخلاق والذوق ده وتاخذ حيزبومه زى دى
إمتعض عزت مجيبا : النصيب بجى
فسخر جاسر متمتما : آه هه مانا واخد بالى
تهلل وجه ساميه وهى تنظر لجاسر بإمتنان بينما إغتاظت عظيمه بشده فقد ظنت أنها ستستفيد من غضب إبنها ولو لمره واحده ويفسد هذه الزيجه ولكن لم يحدث
نظرت إليه شهد وهى ترغب فى القفز عليه وتقبيله من فرط سعادتها ولكنها كتمت رغبتها وركضت بصحبة الفتيات إلى الحديقه بينما كان قلبه يقفز عشقا وهو يراها سعيده هكذا وعيناها تنظران له بسعاده بالغه أعتطه الأمل من جديد
بينما تفاجأت هند بحسن المعامله وروعة صحبتهن فأحبتهن جميعا وكذلك هن وذلك ما أغضب عظيمه فهى لا ترغب لإبنتها فى التعرف على أحد حتى بتثنى لها السيطره الكامله عليها
____________
بعد مغادرة عائلة الأسيوطى لمنزل عائله الشهاوى عاد عز متأخرا من عمله فوجد الفتيات يجلسن بالحديقه فمر يلقى عليهن السلام فلاحظ ضيق رحمه وبدأ الجدال بينهما فتنهدت فرح وشهد بنفاذ صبر منهما ودلفتا إلى الداخل تاركان هذان المزعجان يتقاتلا حيث هتف عز بإنزعاج : يابت لسانك لأقطعوهلك
بينما تخصرت رحمه وهى تتمايل ساخره : لأ وأنا هقف أتفرج على جمالك أظن دا أنا هقطع ايدك قبلها
أمسك بمعصمها وجذبها نحوه بقوه حتى إرتطمت بجسده وهو يصر على أسنانه بغضب تحول فجأه لضيق حينما ثقلت أنفاسه وهو يتأمل وجهها عن قرب وهى ما إن شعرت بهذا القرب حتى أغمضت عيناها مستسلمه له وهذا ما جعل غضبه يشتعل من جديد وينفضها بعيدا عنه ثم إبتعد شبه راكضا إلى غرفته حيث تعجب الجميع من هيئته الغاضبه وعدم جوابه على أى أحد يناديه ولكن الجميع أدرك أن رحمه السبب حينما وجدوها تتبعه وهى مستشيطه من الغضب فيبدو للجميع أنهما تشاجرا كالعاده لكنها حينما دخلت ولم تجده صعدت إلى غرفته تطرق بحده ففتح الباب وهو فى قمة غضبه وإذا بها تصيح به : ياحيوااان بقى أنا تهنى بالطريقه دى
لم يعلم كيف رفع كف يده وهوى به على وجهها فقد تمكن الغضب منه حتى أصبح لا يرى الأمور بشكل صحيح ولكن سقوطها أرضا إثر هذه الصفعه جعل عقله يعمل من جديد فقد كانت صفعته قويه حتى أنه أدمى شفاهها وأطلقت صرخه قويه وسقطت مغشى عليها حينما إرتطم رأسها بالأرض فأتى الجميع مرتعبين من سماع صرختها وتصنموا جميعا حينما وجدوا عز يقف يبتلع ريقه بصعوبه وهو يقترب منها برعب ويحاول أن يجعلها تفيق فقدماه من الخوف أصبحتا كالهلام وعقله توقف عن العمل وغير مدرك لمن تجمعو حوله إلا حينما تحدثت والدته : يامرى مالها رحمه
هنا تنبهت حواسه فحملها ووضعها على الفراش ثم نظر لشهد فأدركت مقصده وأسرعت إلى غرفتها وأحضرت أدواتها الطبيه وطلبت من الجميع الخروج لتفحصها بينما وقف خارجا مستندا بظهره إلى الحائط رافعا رأسه لأعلى مغمض العينين لا يريد أن يتحدث أو يفكر يريد الصمت عله يهدأ حتى حينما سأله عمه عما حدث لم يجيب فغضب عبدالرحمن وصاح غاضبا : جرى إيه ياولد أنى بسألك عِملت لبتى ايييه
فحاولت ساميه تهدئته : اهدى ياخوى دلوك شهد تطمنا وإن شاء الله خير
فأجابها بحزن : خير منين عاد ما وعيتيش ليها وهى كيه الجتيله
حاول عزت مواساته : خلاص يا عبدالرحمن اصبر ودلوك نعرف إيه اللى جرى
فتسائل عبدالرحمن بضيق : طب هو ساكت ليييه؟!!
فأجابته ساميه بهدوء : همله لحاله دلوك موعيش له كنه مضروب على راسه
فرح : شكله تعبان أوى ومش قادر حتى يتكلم
صمت الجميع حينما خرجت شهد وهى تحاول أن تبتسم فأسرع عبد الرحمن بالسؤال : بتى جرى لها إيه
فأجابته بهدوء : اهدى ياعمى مفيش حاجه تخوف هى جالها هبوط عشان مكلتش حاجه طول النهار
تنهد عبد الرحمن بإرتياح وهو يسب رأسها اليابس فتعجبت شهد : ليه كده بس مهى بقت كويسه وفرخه شامورت مسلوقه بشوربتها المعتبره من إيد ماما هتبقى فل
فزفر قائلا بغيظ : جطيعه تجطع الريجيم عاللى بدعوه عاوزه تخس إيييه أكتر من إكده دى بجت معضمه
إبتسمت فرح : روق ياعمى وسيبها ترتاح وأهو درس تتعلم منه تحرم تهمل فى أكلها
بعد أن إطمئن الجميع عاد عزت وعبدالرحمن بصحبة فرح لمناقشة ترتيبات الزواج معها حتى تسرع فى شراء مستلزماتها فليس لديها كثير من الوقت بينما ذهبت ساميه إلى المطبخ تعد الطعام لرحمه وكوثر منذ أن ضربها عزت وهى متكوره على نفسها فى فراشها تخشى ما قد يحدث لها فيما بعد ولم يظل سوى شهد التى تنظر لعز بملام وهو منكس الرأس خجلا من فعلته فقد تسترت عليه أو هكذا ظن وحينما حاول أن يبرر لها ماحدث وجدها تقول : أنا مش عارفه إيه اللى حصل بالظبط بس الأكيد إن صوابع إيدك المعلمه على خدها كانت هتفضحك لو أبوها شافها
إكتسى وجهه بالحزن : أنا غلطان مفيش شك كان لازم أتمالك نفسى أكتر من كده ومنجرفش ورا غضبى مهما استفزتنى بس ياشهد البنى آدم طاقه ورحمه بتوصلنى لدرجه مببقاش شايف من غيظى منها
لامته قائله : عز البت خدها وارم بشكل مش طبيعى يعنى انت نزلت على خدها بكل قوتك لدرجه إن شفتها انفتحت ومن قوة الضربه وقعت والوقعه كانت قويه ومفاجأه دماغها اترزعت فى البلاط وانفتحت وخبطه زى دى ممكن تعملها إرتجاج فى المخ
إزداد ندمه ومعاتبة نفسه وهو يضرب يده فى الحائط فمنعته شهد : كفايه اللى جوه مش هتبقى انت كمان اهدى عشان نعرف نتصرف دلوقتى أى حد هيشوفها هيعرف إن اللى قولتهولهم كدب دماغها اتفتحت من الواقعه ماشى ونقول شفتها ماشى بس صوابعك المعلمه دى إيه
– أنا اللى يهمنى دلوقتى هى
– عملتلها اللازم وفاقت ولما سألتها سكتت شويه وقالتلى جالها هبوط مفاجئ مقتنعتش لأنى شوفت خدها وكان واضح إنه كف قبل ما يزرق ويورم وميبقاش باينله ملامح ساعتها خدت كدبتها وقولتهالهم مرضتش تقول الحقيقه عشان متضركش انت عارف لو عمك عرف هيولع فيك هو بيعتبرك إبنه مش إبن أخوه بس لحد رحمه وممكن يعتبرها مسألة تار
تنهد بإرهاق : طب ممكن أشوفها
– ادخلها وشوفها بس لو رفضت تكلمك اخرج فورا لتنفعل وتصرخ أو تعمل أى حركه مفاجأه والجروح تفتح
– حاضر
دلف إلى الداخل بهدوء ونادى عليها بصوت هامس : رحمه
فأدارت وجهها بعيدا عنه لكنه لم ييأس : ليكى حق تسمحيلى اتكلم معاكى
أدارت وجهها نحوه وهى تشير نحو وجنتها المتورمه وتحدثه غاضبه : شوهت وشى ياعز وارتحت
إقترب منها ثم مال عليها فإنكمشت خوفا ولكنها فتحت عينيها بذهول حينما أحست بشفتيه تقبل مكان صفعته برقه ثم همس بجانب أذنها : آسف
حينما تنبهت مره أخرى وإستفاقت من ذهولها وجدته خرج من الغرفه ودخلت شهد تسألها بإبتسامه هادئه : ها عامله إيه دلوقتى
فأجابتها بهدوء : الحمد لله أحسن
تعجبت من خجلها الواضح متسائله : مالك يابت ؟
فأجابتها بتوتر : هه مفيش
لم تعقب وسألتها : هببتى إيه خلتيه يعمل فيكى كده عز لا عنيف ولا عصبى لما توصل لكده يبقى أكيد طينتى الدنيا عالأخر
فنظرت لها مترجيه : شهد
– نعم
– اتصرفى ودارى عالموضوع مش عاوزه بابا ولا أى حد يعرف الحقيقه وساعدينى أغطى أى أثر لصوابعه قودام العيله لننكشف
– بسيطه بشويه مكياج هيدارى وعالصبح الورم هيكون فش بس مش هتقوليلى السبب
أنكست رأسها خزيا : شتمته
لوت شهد فمها ساخره : مش جديده غيره
فإستكملت بندم : لأ المره دى شتمته بجد وعليت صوتى عليه وشويه وكنت هديه بالجزمه
رفعت حاجبيها وهى تنظر لها بصدمه : يخربيت عقلك دا لو واحد غيره كان علقك من شعرك وأنا اللى بلومه دا لو أبوكى نفسه عرف هيديكى بالجزمه إحنا آه سيبنا البلد من زمان وعيشين فى المدينه ومتأثرين بيها بس برضو لسه العرق الصعيدى فى دمنا
تذمرت قائله : يووووه بقى أهو اللى حصل
فنهرتها شهد بحده : والله تستاهلى إنتى أصلا من ساعة ما رجع من شغله وانتى شايطه مش عارفه ليه
لمع الغضب بمقلتيها : أصلك ماشوفتيش السكرتيره بتاعته
فتعجبت شهد متسائله : وهشوفها ليه؟! ثم إنتى مالك بيها أصلا ؟! وشوفتيها فين ؟!
أجابتها رحمه بضيق : كنت عنده إمبارح فى الشركه
تنهدت شهد بنفاذ صبر ثم سألتها بضيق : بتهببى إيه هناك
فنظرت إلى أصابعها التى تعبث بها معا تحاول أن تخفى خجلها من عشقه الذى يشعر به كما تظن وعضت على شفاهها وهى تقص لها ما حدث : الصصراحه أأ أول إمبارح كككان قاعد قى الفراندا وونسى تليفونه
أحست شهد بإرتباكها فرتبت على كتفها بحنو وهى تبتسم لها مطمئنه فتنهدت رحمه وأكملت حديثها : تليفونه فضل يرن الفضول كلنى أعرف مين اللى عمال يرن ده لقيته إسم بنت فتحت عليها لقيتها بتستغرب أنا مين وفتحتلى محضر كأنى أنا اللى بتصل مش هى وفى الآخر لقيته رجع يدور عليه واتعفرت لما لاقانى رديت وجرى إتصل بيها وهو ملهوف وخرج قولت مبدهاش وروحتله مخصوص واتحججت إنى قريبه وقولت أعدى أسلم رحب بيا أوى بس هيا لما شافتنى كأن عقرب لدعها ولما طلبلى مشروب نظرتها ليا الصراحه رعبتنى خوفت أشرب تكون حطالى حاجه وطريقتها وهى بتكلمه ولبسها المستفز إيه ده حاجه تقرف وفى الآخر يجى متأخر النهارده وميحضرش العزومه لازم كان معاها مستحملتش
رفعت حاجبيها وهى تنظر لها متعجبه : ياااه دا فيلم هندى صينى يابانى متكلف
لوت فمها غاضبه: إنتى بتتريقى
فأجابتها شهد بهدوء حتى لا تنفجر بها : آه عشان إنتى هبله واضح إنها بترسم عليه ومش لاقيه منه رجا وإلا ماكنتش شاطت لما روحتيله الشركه دا غير إن عز مش نسوانجى وانتى عارفاه طول عمره دوغرى وإذا فكر يتجوز هياخد اللى تصون إسمه وشرفه مش زى ما بتقولى لبسها معرفش إيه كأنها بتقول اللى ما يشترى يتفرج دا غير إنك معندكيش ثقه فى نفسك ولا فيه ولو طفش هيبقى من تصرفاتك المزعجه
قضبت حاجبيها بغضب وهى تصيح : طبعا ماهو اخوكى لازم تقفى فى صفه
حركت رأسها يمينا ويسارا بحركه رتيبه وهى تلوى فمها بيأس : كده طب اتخمدى بقى بدل ما اورملك باقية وشك
وفى صباح اليوم التالى بفضل الأدويه وعناية شهد بها هدأت جراحها نوعا ما ولكنها ظلت بغرفتها طيلة اليوم حتى لا يراها أحد وما ساعدها هو تفهم ساميه للموقف فهى طيبه القلب عطوف ولكنها ليست ساذجه فهى تعلم أن رحمه تناولت طعامها بالأمس وشهد هى من لم تأكل كما أنها إذا أغشى عليها ضعفا فلم صرخت هكذا ووجه إبنها المذعور يؤكد أن له يد فيما حدث ولكنها لن تتدخل بينهما فكلاهما عنيد يابس الرأس وليسا صغارا فليتحملا نتيجه تصرفاتهما ويقودا علاقتهما الغامضه بنفسيهما بينما تعمد عز الإنشغال فى عمله حتى لا يفكر بالأمر فيكفيه أنه لم يزر النوم مخدعه ليلة الأمس بسبب تفكيره فيما حدث وإحساسه بالندم ولكن إنشغاله جعلها تضمر الحقد فى نفسها تجاهه لظنها أنه على علاقه بأخرى
بينما بدأت شهد يومها بخبر مؤلم فوالدها العزيز لم يرفض قريب كوثر بالأمس بسبب فعلتها مع جاسر لا فهو كان ينتوى ذلك لأن هناك من له مصالح تجاريه معه قد تقدم لخطبتها وسيدفع مبلغ لا بأس به وليس لها رأى فقد هو من يقرر فأحست بالدنيا تدور من حولها وغمغم الحزن عليها مما لفت إنتباه جاسر الذى ظن أنها ستأتى سعيده بعد ما حدث بالأمس ولم يستطع سؤالها عن سبب حزنها خشية أن تنهره لتدخله فى شؤنها وتذكر حديثه بالأمس مع رقيه بعد مغادرة كوثر للمشفى حيث لاحظ شرود شهد فسألها : رقيه
– نعم
سألها بقلق : شهد مالها
تنهد بضيق مجيبه : والله مانا عارفه حاولت أفهم مرضيتش تقولى هى لمضه آه لكن لما بتزعل بتبقى كتومه أوى بس أكيد أبوها السبب
تمتم بضيق : أبوها تانى
سخرت بحزن : هو فى نكد ف حياتها غيره هو ومراته الله يحرقها
تنهدت ثم أكملت حديثها بأسى : شهد غلبانه أوى وتعبانه فى حياتها ومبتتفكش إلا هنا
تنهد بغضب فأفعال عزت بها تدفعه إلى قتله ثم قرر أن يسألها وليكن ما يكون فذهب إلى غرفه الأطباء ليجدها وحدها تقف ظهرها له وتتحدث بالهاتف : ياماما اتصرفى أبوس إيدك يعنى إيه هتفضلى ساكته لحد إمتى أنا مش هتجوزه حتى لو بموتى مش أفضل العمر دا كله مستحمله أذاه على أمل يجى بنى آدم يخلصنى منه بقى وارتاح وفى الآخر يدبسنى فى واحد معرفوش عشان مصالحه أنا مش بهيمه بتبعوها للى يدفع أكتر هو أنا مش بنته ياماما أنا تعبت وخايفه أقول لعز لو وقف قصاده تانى هتبهدل كفايه بقى حرااام أنا تعبت تعبت
ثم سقطت أرضا تبكى بألم مما هيا مقبله عليه فلم يتحمل أغلق الباب خلفه وأسرع يحتضنها بقوه بينما هى حينما وجدت نفسها بين ذراعيه لم تبالى فقد أحست بأمان لم تجده أبدا فحتى حضن والدتها مشوبا بالخوف من أباها وكذلك أخاها بكت كثيرا وهيا تنتفض حزنا حارقا حتى هدأت فى الأخير وحاولت أن تبتعد قليلا ولكنه لم يتركها حتى سمعها تطمئنه عليها بهدوء : خلاص بقيت كويسه
نظرت بعيون تقطر حزنا وهو يهمس : متأكده
أومأت له بخجل : امممم
– شهد
– نعم
– تتجوزينى ؟
إتسعت عيناها وهى تتمتم بصدمه : إيه
أعاد سؤاله بقلق : تتجوزينى؟
ظنت أنه يفعل ذلك من باب الشفقه فإقتضبت وهى تجيبه بضيق : متشكره يا دكتور لسه موصلتش لليأس لدرجه اتجوز شفقه
أجابها سريعا : مين قال
نهضت تهندم ملابسها : عن إذنك
أمسك معصمها ليوقفها وهو يؤكد : استنى بس أنا عاوز اتجوزك بجد
نفضت يدها من يده وحدثته بحده مبالغ فيها : كفايه لو سمحت أنا أفضل انتحر ولا اتجوزك انت بالذات شفقه
تعجب من حالتها وحديثها متسائلا : أنا بالذات اشمعنى
أدركت ما تفوهت به عن غفله فركضت إلى الباب ولكنه كان أسرع منها حيث وضع يده على الباب وهو ينظر لها بضيق ويتحدث بهدوء مخيف : مفيش خروج من هنا إلا أما أفهم
توترت من نظراته وإصراره : أأ انت تفهم إيه
– ليه أنا بالذات
توترت كثيرا وهى بهذا القرب منه فإبتلعت ريقها بتوتر واضح وهى تجيبه : أأ عع عشان عشان آه عشان أنت رئيسى فى الشغل ودا هيعقد الدنيا وأنا أنا عع عاوزه اتججوز جواز طبيعى فيه حب وواحترام مم مش شفقه
إزداد ضيقه من سوء ظنها وهو يحاول أن يوضح الأمر : ومين قالك إنه
قاطعه طرق على الباب فتأفف وهو يبتعد عنها ثم توجه إلى غرفة مكتبه وهو فى قمة غضبه تلك الحمقاء تظنه يشفق عليها ولا ترى عيناه التى تشتاق لرؤياها كل لحظه بينما وقفت هى تلهث لا تصدق ماحدث كادت تكشف نفسها وتخبره بعشقها له وخيم الحزن على قلبها فهو فقط يشفق عليها فتنهدت بحزن وفتحت باب الغرفه لتجد أحلام أمامها تنهرها لغلقها الباب وتسألها بحده لما أغلقته لم تبالى شهد بصياحها وتركتها وخرجت لتباشر عملها حتى لا تفكر بما حدث
تعمدت شهد أن تتحاشى التعامل مع جاسر قدر المستطاع بعد ما حدث كذلك عز ورحمه التى تكاد أن تجن وعقلها يخبرها أن سكرتيرته من شغلت قلبه وأبعدته ولا تدرى أن افعالها وأفكارها الخاطئه هى السبب ولا تعلم أنه يجهد نفسه فى العمل حتى يستقر ماديا بعيدا عن والده ويستطيع أن يتزوجها ولهفته على هاتفه وصياحه بها لأنه كان ينتظر مكالمه هامه من سكرتيرته فشركته تنفذ مشروعا هاما إذا ما أتمه على أكمل وجه سيُغير مجرى حياته سيجعله مستقلا لا يستطيع عزت أو كوثر التدخل فى حياته مجددا سيتطيع أخيرا إنقاذ شهد من طمع والده ورغم ما تفعله رحمه وتقودها غيرتها لإزعاجه إلا أنه يمنى قلبه بعشقها وهذا ما يدفعه لتحمل كل ما يمر به
مر الوقت سريعا بين تحضيرات العرس وفرح تتعمد ألا تلتقى بياسين فقد لكى تجعله يشتاق وتستمتع بلهفته وسؤاله عنها لكن ياسين كان يغضب من ذلك وهذا ما جعله سهل الإنصياع خلف عظيمه التى إستطاعت إستغلال غضبه وغباء فرح ببراعه حيث نصبت لها فخا وبأفعالها الصبيانيه وقعت به حيث حاكت عظيمه مكيدتها وأقنعت ياسين بإتمام الزفاف فى القريه حيث تعجب الجميع ولكنهم إقتنعو لأنه لا يصح أن يتم زفاف كبير القريه خارجها سيظن الناس أنه يتعالى عليهم أو هكذا إستطاعت عظيمه إقناعه وهو بدوره أقنعهم بينما كانت فرح سعيده بذلك فهى تعشق القريه وأعراسها وغفلت عما يحدث فى هذه الأعراس حيث تم الزفاف على طريقة هذه القريه فالرجال فى مكان والنساء فى مكان وإستطاعت عظيمه أن تنفرد بياسين لحظات قبل أن يلتقى بعروسه لتنفث سمها فى عقله وتتم خطتها الشيطانيه ولكنه حينما دلف إلى داخل غرفته ورأى فرح نسى كل شئ وتهلل وجهه فقد كانت ملاكا ساحرا فلم يفكر مرتان فإقترب منها سريعا وإحتضنها بشده لا يصدق أنها أخيرا أصبحت له ولكنه ضغط عليها دون أن يشعر فدفعته وركضت بعيدا عنه فركض خلفها وهى تضحك حتى قفزت على الفراش وهى تصيح به ضاحكه : إعقل يامجنون إعقل
وقف يلهث وهو يخبرها بسعاده : أعقل إيه بقيتى مراتى وفى بيتى وأوضه نومى وتقولى أعقل
كانا يمرحان غافلان عن تلك الحقود التى توقعت أنه لن يتمم خطتها وحينما سمعت صوت ضحكاتهما تيقنت أنه سيفسد مخطتها فقررت أن تجبره على ما تريد وجعلت أم الخير تنشر الخبر وتجعل الرجال ينتظرون حيث تعجب الجميع فقد ظنو أنه لن يفعل ذلك فهو رغم تمسكه بعادات قريته وتصرفاته وكأنه منهم إلا أنه من عائله الأسيوطى فمنذ الجد وهم لا يقدمون على هذه العاده كما أن عائله الشهاوى متبرئه من هذه العادات منذ زمن وقد أصبحوا ذو طباع مدنيه كما أن فرح تربت فى بلاد الغرب فكيف توافق على هذا ولكن إذا كان هذا قراره فلن يمنعه أحد
نزلت فرح من على الفراش وهى تركض ضاحكه فى كافة أنحاء الغرفه وهو يلاحقها مستمتعا بمشاغبتها له ولكن صوت طرق عنيف على باب الغرفه من زوجه عمه تخبره أن الرجال ينتظرون وهذا ليس وقت الدلال
فقضب حاجبيه وتحول وجهه البشوش لكتلة غضب
فتعجبت فرح متسائله : مالك؟ ومرات عمك عاوزه إيه؟ ورجالة إيه اللى مستنيه؟
فأجابها بجمود : مستنيين يتأكدو
إزداد تعجبها سائله : يتاكدو من ايه؟!
– منك
– مش فاهمه
تلعثم وهو يجيبها : عاوزين يعرفوا لو لو يعنى إنك إنتى لسه ببنت ولا لأ
صاحت فى وجهه بصدمه : نعم انت بتخرف تقول إيه
فرد على صياحها بصياح مماثل : مهو عيشتك الملخبطه السبب وفضلتى وسط طبقه من الناس بتقلدو الخواجات و
فقاطعته بغضب : استنى هنا طب هما عاوزين يتأكدو وانت إيه؟
أجابها بجمود : أنا بقول ننجز الوقت مش فى صالحنا
ثم نظر لها بمكر وهو يكمل حديثه : ولو مكسوفه هجيب سكينه وأعور إيدى وأوريهم اللى عاوزينه هما يرتاحو وأنا وإنتى قدامنا الليل طويل
قتلتها تلك النظره التى يخبرها بها أنه يتستر على الجرم الذى يظنها اقترفته فأجابته بهدوء وعينان خاليتان من الحياه : وعلى إيه انتو شكين أنا موجوده
إقتضب حاجبيه وهو ينظر لها بغير فهم : مش فاهم
أسقطت عنها ردائها وهيا تنظر له بجمود وكأنها لا تراه :اتفضل إعمل اللى انت عاوزه
– إيه دا ازاى تقفى كده قدامى إنتى اتجننتى
أسرع بتغطيه جسدها فتصرفها جعله يشعر أنه مقبل على إغتصابها ونسى تماما أنها زوجته
نظرت نحو الطاوله فوجدت سكينا بجوار طبق الفاكهه فأمسكت بالسكين ونظرت نحو ياسين وهى لاتزال نظراتها كالأموات : خلاص لو مش عاوز الحقيقى خلينا فى المزيف
إبتلع ريقه بخوف وهو يقترب منها بحذر : قصدك إيه ومال السكينه بالموضوع
لم يستطع أن يتحدث بعدما وجدها قطعت أعلى ذراعها بقوه وهيا تكتم ألمها والدماء تسيل بكثره وتقول : اتفضل الدم كتير أهوه إشبع منه
ركض نحوها وهو يصيح غاضبا : إنتى اتجننتى رسمى
نزع من يدها السكين وأسرع بإحضار صندوق الإسعافات الأولية وضمد جراحها بهدوء لكن لم تمهله عظيمه فرصه للتفكير أو التراجع فقد عادت تطرق الباب بقوه مره أخرى لتعيد على مسمعه ما قالته سابقا
فإبتعدت عنه فرح وهيا تنظر إليه بحسره : إسمع انت عاوز تتأكد وهما كمان أنا هساعدك
لم يستوعب ما تقول حتى وجدها قد خلعت كافه ملابسها واستلقت على الفراش متوسطه تلك القماشه التى لاحظتها منذ أن دخلا الغرفه ولكنها لم تبالى بها حتى علمت الآن لما هيا هنا فهو يشك بها منذ البدابه نظرت إلى الأعلى وهى جسد بلا روح تفكر كم كانت بلهاء غفلت عن حقائق عده لعشقها الجارف به فرغم ما مر من سنوات فقد كانت تحتفظ بقلبها من أجله ورفضت كل من حاول التقرب منها ولم تنتبه لما أصبح عليه ونسيت حديث شهد ورحمه عن كونه متمسك بالعادات وإنشغلت بالتجهيز للزفاف ومشاغبته بدلال لم يكن له أى سبب سوى العبث وغفلت عما ينويه من جهتها شردت فى هذه الأفكار بعد أن أخبرته بجمود : اتفضل أنا جاهزه
كاد أن يصرخ بها ويغطى جسدها العارى وينهرها على فعلتها لولا طرقات تلك اللعينه
فلم يجد هناك بد فإقترب منها وأنهى الأمر فى حين كانت تتحامل على آلامها فألم قلبها جعلها لاتشعر بشئ مما جعله يشك بها أنها قامت بذلك من قبل ولكن صدمته لم يكن يوزايها صدمه حينما تأكد منها حينما أيقن غباؤه فقد أهانها بشده وعلم أنها كانت مستسلمه لأنه قتل كبريائها ولم يعلم أنها تألمت ولكنها تحدته بالصمت كعقاب له فإبتَعد عنها ليجدها تنظر للأعلى جاحظه العينين لا تعطى أى رد فعل فإقترب منها قلقا : إنتى كويسه
أجابته بجمود دون أن يغمض لها جفن : آه
تنهد بإرتياح : الحمد لله
بينما اعتدلت لتجلس ثم سحبت الغطاء عليها وإلتفت به ثم وقفت تنظر له بإحتقار :مش خدت اللى انت عاوزه واقف ليه روح للى مستنيينك بس إبقى فكر فى جواب لسؤالى لما انت شاكك فيا اتجوزتنى ليه عشان تذلنى ولا عشان ترضى غرورك لإنى أهنتك أول مره شوفتك وأنا معرفكش ولا ليه أنا داخله أخد شور على ما تخلص باقى المراسم المهمه بتاعتك
وما إن إستدارت مبتعده عنه حتى هتف بلهفه : استنى
فأجابته دون أن تنظر نحوه : عاوز إيه هاخد شور ولو لسه ما شبعتش أنا موجوده
كان كلامها يقتله فهيا أصبحت تتعامل معه وكأنه مغتصب أو الأسوأ كأنها زانيه تعاشره بمقابل أنهى الأمر مع الرجال وعاد حزينا لم يستطع مواجهتها
بينما تدثرت وهى منكمشه على نفسها وأعطته ظهرها بينما ظل هو ينظر إليها بحزن وندم فإقترب من الفراش وحاول الحديث معها ولكن بمجرد أن لمست أطراف أنامله كتفها حتى إرتعد جسدها وإنكمشت أكثر فإبتعد ونام مواليها ظهره
ظلا كلاهما حزينا حتى بلغهما سلطان النوم فى وقت متأخر من الليل لم يشعرا بالوقت من تعب قلبيهما

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *