رواية جعفر البلطجي 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي 2 البارت السابع والعشرون
رواية جعفر البلطجي 2 الجزء السابع والعشرون
رواية جعفر البلطجي 2 الحلقة السابعة والعشرون
أنهى حديثه وهو ينظر إلى جعفر الذي كان ينظر أمامه بهدوء وبرود دوّن أن يتحدث، خرج مُنصف في هذه اللحظة مِنّ بِنْايته وهو يرتدي ملابس العمل ويسير بهدوء دوّن أن ينظر إلى أحد
نظروا إليه فيما عدا جعفر الذي لَم ينظر إليه مِنّ الأساس، مَرّ مِنّ أمامهم ليقول لؤي بنبرة عالية:دا احنا شفافين فعلًا بقى … دلوقتي بقينا مش متشافين
لَم يُعطيه مُنصف أي أهمية لـ يقول لؤي مجددًا بنبرة عالية بعض الشيء:يا طنط زينة جهزي الشربات عشان هنفرح قُريب أوي
توقف مُنصف فجأة عندما استمع إلى تلك الكلمات لـ يلتفت بهدوء وينظر إلى لؤي نظرات غاضبة تحت نظرات شيرين التي كانت قد عادت مجددًا وسمعت ما قيل وتحت نظرات رمزي ولؤي وحسن وسراج المترقبة
توقفوا أهل الحارة أماكنهم يُشاهدون ما سيحدث بين مُنصف الذي كان ينظر إلى لؤي نظرات غاضبة لـ الغاية ولؤي الذي كان ينظر إليه ببرود، أقترب لؤي مِنّهُ بهدوء شديد تحت نظرات الجميع المترقبة
وقف أمام مُنصف الذي رمقه بغضب وأبتسم قائلًا:ايه أضايقت … كلنا عارفين إنها هتتجوز عم فريد … مش كدا ولا ايه يا رجالة
نظر فتوح إلى فتحي بذهول الذي كان ينظر إليهم يُتابع ما يحدث بهدوء، تحدث لؤي بهدوء قائلًا:ايه يا مُنصف ساكت ليه ما تتكلم وتقول ايوه انا أمي هتتجوز فريد … دول أهل كرم وهيوجبوا معاك أوي على فكرة
نظر رمزي إلى جعفر وقال بذهول:انتَ أزاي ساكت على المهزلة دي هو الواد دا أتهبل فـ دماغه مش مِنّ شويه كان بيسأل عليه عشان يقعد معاه
نظر جعفر بهدوء إليهما دوّن أن يتحدث، تحدث لؤي مجددًا وهو ينظر إلى أهل الحارة وقال:متزعلوش مُنصف كان عاملهالكوا مفاجأة أصل مُنصف بيموت فـ المفاجآت … مش كدا ولا ايه يا مُنصف
وقفت شيرين بجانب مُنصف وهي تنظر إلى لؤي نظرات عتاب ولوم على ما يقوله ويفعله أمام أهل الحارة أجمع دوّن أن ينتبه أنه يتحدث على صديقه، تحدثت وقاطعت ما يحدث بنبرة حادة قائلة:جرا ايه يا لؤي … مش ملاحظ إنك بتكلم صاحبك وأخوك
نظر إليها لؤي وقال:لا يا شيرين … خليه يفوق بقى مِنّ الأوهام اللي معيش نفسه فيها دي … بقولك ايه يا مُنصف أبوك ميت وأمك معلش فـ الكلمة يعني محتاجه تشوف حياتها فـ متعملش فيلم هو مش هيحتل مكان أبوك يعني وبعدين دي حياتها وطالما هي موافقة يبقى خلاص بتعقدها ليه سيب الست تفرح
مُنصف:تكونش أمك وانا معرفش … أبسط حاجه هقولهالك عشان انا مش طايقك ولا طايق أي حاجه ملكش فيه … أمي وموضوعها يخصني زيي زيها … فـ متجيش تتفلسف عليا عشان انا على أخرى … مش عايز أخسرك انتَ كمان
نظر إليه جعفر عند سماعه إلى تلك الكلمة نظرة ذات معنى، نظرة مليئة بـ اللوم والعتاب وخيبة الأمل، نظر إليهم مُنصف ثم نظر إلى شيرين وقال:إطلعي يا شيرين فوق ومتفتحيش لحد
تركهم وذهب لـ ينظر إليه لؤي قائلًا بنبرة عالية متهكمة:حد … دلوقتي بقينا حد … ماشي يا مُنصف كلامنا لسه مخلصش
نهض جعفر وذهب والغضب والضيق يحتلان معالم وجهه لـ ينظر إليه رمزي وسراج وحسن بحزن وعدم، نظر رمزي إلى حسن وسراج وقال:ياريت تكلموا لؤي وتفهموه إن اللي بيعمله دا قلة أدب وذوق … سيرتنا هتكون على كل لسان دلوقتي
تركهم وذهب بينما نظر حسن إلى سراج الذي كان ينظر إلى لؤي نظرة ذات معنى وقال:بتخر ب أكتر يا صاحبي ما هي خربـ ـانة … يا خوفي منشوفش بعض بكرا ولا نفتكر بعض مِنّ الأصل
تركه حسن وذهب إلى منزله بينما شعر سراج بـ الضيق ولذلك ذهب إلى منزله دوّن أن يتحدث تحت أنظار الجميع
_____________________
“هو إحنا مينفعش نتدخل ونحاول نصلح الدُنيا؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
نظر إليه هاشم وقال:نصلح ايه بس بعد اللي حصل دا … انتَ طيب أوي يا بشير
بشير:أصل صعبان عليا أوي صداقتهم تضيع بسبب شويه تفاهات زي دي … يعني إني أفضـ ـح صاحبي بـ المنظر دا مش صح حتى لو بينا مصانع الحداد راعي على الأقل إنك كلت معاه عيش وملح ودخلت بيته
هاشم:انا مش عارف ايه اللي حصلهم والله … لو على مُنصف هنعرف نحلها بس لو كانت مع سراج كان جعفر أخويا دفن لؤي مكانه
بشير بتساؤل:طب ليه مع سراج يعمل كدا ومُنصف لا هو مُنصف ميستاهلش يعني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هاشم:لا طبعًا جعفر معندهوش تفرقه بين صحابه كلهم واحد ولو حتى سراج الأقرب فـ مبيظهرش دا قدامهم … جعفر أخويا عاقل برضوا وعارف إنه لو عمل كدا هيكـ ـرههم فـ بعض
بشير:بقولك ايه هو مين الصـ ـورم دا
عقد هاشم ما بين حاجبيه ونظر إلى الأسفل وقال بتساؤل:أنهي واحد فيهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اشار بشير نحوه وقال:دا
هاشم:دا فتحي … أهو فتحي واخويا جعفر ميتجمعوش فـ مكان واحد لو حطيتهم جنب بعض هيبقى كل سنة وانت طيب
بشير:وانتَ طيب … هيحصل ايه
أبتسم هاشم بتهكم وقال:هو إحنا ينفع نجيب القلعة جنب البحر
صمت بشير قليلًا ثم قال:لا
هاشم:أهو جعفر وفتحي نفس النظام الاتنين كان بينهم مشاكل كتير أوي ودلوقتي بينهم مصانع الحداد … أصل فتحي كان عايز يتجوز بيلا وعمل بلاوي وفضـ ـحها إنها كدا يعني مع أخويا
جحظت عينين بشير بصدمة وهو ينظر إليه لـ يصمت للحظات ثم يقول:أختي انا
حرك هاشم رأسه برفق ليقول هو:مع أخوك
حرك هاشم رأسه برفق أيضًا ليقول:كانوا بيتكلموا تحت البيت يعني
رمقه هاشم بضيق وقال:يا أخي يخربيت سلكانك يا أخي انا مش عارف أخويا جعفر مقتنع إنك هتكون بلطـ ـجي زيه أزاي
صمت بشير وهو يُحاول ترجمة ما يقوله هاشم ولَكِنّ عقله لا يستوعب أي شيء آخر، نظر إليه وقال:حصل ايه يعني مش قادر أجيب حاجه تانيه
زفر هاشم وقال:فتحي مِنّ الآخر كدا قال إن بيلا بتمشي مع جعفر وكدا ومتخلنيش أتعمق معاك عشان انتَ لسه صغير
نظر إليه بشير بذهول وقال:أختي انا … أه يا زبا لة
هاشم:الحمد لله إنك فهمت أمك مربياك خمسين مرة هي مكانتش بتزهق؟؟؟!!!!!
بشير:خالص والله العظيم عشان لما أقولكوا إني مش همشي فـ سكة البلطـ ـجة دي تصدقوني … كمل ايه اللي حصل بعد كدا
ارتشف هاشم القليل مِنّ العصير وقال:بس بدأت بقى المشاكل تزيد أختك حاولت تنتـ ـحر بعد ما أبوك غصب عليها تتجوز فتحي وجعفر قام بـ الواجب وهرب أختك واتجوزها بعدها بكام يوم عشان يحط أبوك قدام الأمر الواقع ومِنّها ضـ ـرب عصفورين بحجر أتجوز بيلا وضحك على أبوك وفتحي
بشير بـ إعجاب:يا ابن الناصحة يا جعفر … الواد دا طلع مش سهل خالص … كمل
هاشم:بس مشاكل عائلية بقى كل شويه وحوارات لحد ما المعلم عَرّف كل واحد مقامه … بس قصة حُبّ جعفر وبيلا دي على قد ما هي غريبة وكانت مستحيلة بس بحب أسمعها على طول
نظر بشير إلى فتحي بقرف وضيق ثم بصق عليه، أختبأ كلاهما سريعًا قبل أن يراهما فتحي لـ ينظر هاشم إلى بشير قائلًا بصدمة:يخربيتك انتَ تفيت عليه بجد
نظر إليه بشير وقال بخوف:كانت النية تفة وهمية والله معرفش قلبت جد أزاي
هاشم:هيعمل مِنّك بطاطس محمرة وشاورمة بـ فخادك
أدعى بشير البكاء وقال:لا كله ألا فخادي … انا بحب فخادي أوي
رمقه هاشم بغيظ لـ يسمع فتحي يتحدث بعلو صوته في الأسفل وهو يسُبّ مَنّ فعل ذلك بغضب جحيمي، جحظت عيني بشير وهو يقول بصدمة بعدما أستمع إلى سبّاب فتحي:يا ابن الجز مة … انا عيل ومتربتش … دا انا هوريك دلوقتي يا ابو لسان طويل
خرج بشير ونظر إليه وقال بنبرة عالية:مين دا اللي عيل ومتر باش يا حيو ان انتَ انتَ فاكرني هسكوتلك ولا ايه
نظر إليه فتحي وقال بغضب:هو انا موعود بـ عيلة جعفر دي ولا ايه واه انتَ عيل ومتر بتش ليك شوق فـ حاجه
نظر بشير إلى هاشم وقال بتساؤل:يعني ايه ليك شوق فـ حاجه دي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هاشم بغيظ:انتَ مسكت فـ دي يا أهبل وسايب وصلة الشتا يم اللي بيقولهالك
بشير:اه صح
نظر إلى فتحي مجددًا وقال:تصدق إنك راجل وا طي وقليـ ـل الأدب ومتر بتش يا تربية حميـ ـر
نظر إليه فتحي وقال بصدمة وهو يُشير إلى نفسه:انا … تصدق إنك زبا لة ومتعرفش يعني ايه تربية
خرج جعفر ومعه بيلا إلى الشرفة وهو ينظر إلى فتحي ثم إلى بشير الواقف فوقه والذي قال:بقى انا برضوا يا أبو عين زايغة يا اللي عينك زايغة يا اللي كنت بتد حلب عشان تاخد أختي غصب يا راجل يا معـ ـفن دا انا شامم ريحتك المعفنة مِنّ عندي انتَ آخر مرة أستحميت فيها كانت أمتى أصل طلعت ظاهره بتقول إن اللي مبيستحماش كتير بيهرش كتير واللي على راسه بطحة يحسس عليها وأقولك على حاجه بقى انا اللي تفيت عليك وأدي التانية أهيه
أنهى حديثه وهو يبصق مرة أخرى على فتحي الذي صر خ بغضب، أبتسم بشير ونظر إليه بـ إغاظة وهو يقول:إبن حلال وتستاهلها والله لو أطول أغرقك هغرقك بس حرام برضوا أضيع تفتي على واحد زيك انتَ كدا كدا شكلك مهزق
أبتسم جعفر بـ رضا وهو ينظر إلى فتحي وقد أعجبه حديث بشير، نظر إليه فتحي وقال بغضب:انتَ ابن جز مة وزبا لة
جحظت عينين بشير وأشار إلى نفسه قائلًا:دا انا
فتحي بوقا حة:اه انتَ
نظر إليه بشير بتوعد ثم مال بجذعه وأمسك برميل المياه الكبير بعض الشيء واستقام بوقفته مجددًا وبدون تردد سكبه عليه، أتسعت أبتسامه جعفر بسعادة وهو يُتابع بهدوء شديد ومعالم الرضا بادية على معالم وجهه، ألقى بشير البرميل أرضًا وهو يقول:يلا بقى قلـ ـة أدب بـ قلـ ـة أدب وأعلى ما فـ خيلك أركبه ولعلمك بقى انا مش عيل انا عندي خمسة وعشرين سنة يعني ميغوركش الإحترام والابتسامه اللطيفة دي انا أقدر أخر سك خالص بس عامل أحترام لـ جعفر بس غير كدا كنت فتحت على السابع
أجابه جعفر وهو ينظر إلى فتحي وقال:أفتح على السابع وملكش دعوة
نظر إليه بشير وقال:ما بلاش يسطا الموضوع هيفلت وهشيل الليلة انا فـ الآخر
جعفر:متخافش … وراك أسد … أفتح وملكش دعوة
نظر بشير إلى هاشم وهو يقول:أعمل ايه وسعت مِنّي دي وانا معرفش ايه اللي فـ السابع دي
رمقه هاشم نظرة ذات معنى وقال:هتمو تني يا بشير صدقني
نظر بشير إلى فتحي بقرف ثم قال:إنجد أخوك الصغير يسطا
عبث هاشم في الهاتف قليلًا ثم أعطاه إياه وهو يقول:هو دا السابع يا أبو قلب جامد
نظر بشير إلى شاشة الهاتف وهو يقرأ ما هو مكتوب لـ تجحظ عينيه بصدمة قائلًا:يا نهار أسود دا انا وسعت مِنّي جامد أوي فعلًا … هو انا المفروض هقول الكلام دا بجد
هاشم:مش انتَ اللي فتحتلي صدرك أوي إشرب بقى
نظر بشير إلى فتحي الذي كان ينظر إليه بغضب شديد لـ يبتسم لهُ ثم ينظر إلى هاشم قائلًا:انا عرفت هقولها أزاي
هاشم:أبهرني
نظر بشير إلى فتحي مرة أخرى وقال:أيها القبيح لا تظن أنك شاهد كابور أو سلمان خان بل هذه وقا حة وتشبيهك بهم يجعلني أتقيء .. لا تسوي حالك جامد يا طعمية … أستيقظ لـ الكلام
جحظت عينين جعفر وخرج قليلًا بجسده وهو ينظر إلى بشير بحده بينما زجره هاشم وهو يقول بغيظ:انتَ بتهبب ايه
بشير:بقولها بـ الفصحى
هاشم بـ أستنكار:فصحى؟؟؟؟!!!!!!
بشير:أه فصحى أهون مِنّ العامية
هاشم:وهو دا اللي مكتوب فـ الموبايل
بشير:لا بس انا لقيت إن دا كلام قليـ ـل الأدب فـ قولت أهـ ـبد مِنّ عندي أحلى
هاشم بغيظ:دا خليجي على فصحى
بشير:مكس جامد والله انا … دا انا هاين عليا أديني بوسه والله أراهنك إنها هتعلق مع الناس
هاشم بغيظ:ششششس أسكت
نظرا إلى جعفر الذي تحدث ببرود وهو ينظر إلى فتحي قائلًا:عادي يا فتحي مش أول مرة يتف عليك محموق أوي كدا ليه … دا انتَ مِنّ كتر ما بيتف عليك سميتك فتحي تفة
بشير:دي چي فتحي تفة ريمكس
ضحك هاشم وقال:تصدق حلوة … تريند حارة درويش دي
جعفر:لِم اللي باقي مِنّ كرامتك يا فتحي وأصطبح وقول يا صبح … دا لو لسه عندك كرامة يعني
تركهم ودلف إلى الداخل بينما تحدث بشير بسعادة وهو يقول:أيوه يا جعفر يا جامد
هاشم بـ أبتسامه:دشمل يا قلب أخوك زي ما انتَ تحب الحارة حارتك والمكان مكانك واللي مش عاجبه يخبط دماغه فـ أعرض حيطة
دلف خلف بشير تاركًا فتحي يقف في الأسفل وهو يستشيط غضبًا، دلفت بيلا خلف جعفر وجلست بجانبه حيث جلس على الأريكة وضمته واضعة رأسها على كتفه
قام هو بـ لف ذراعه حولها واستند بـ رأسه على رأسها بهدوء دوّن أن يتحدث، دام الصمت بينهما قليلًا ثم قطعته بيلا بقولها:هتعمل ايه يا جعفر
زفر جعفر وقال:جعفر مش عارف يلاحق على ايه ولا ايه يا بيلا … تايه
بيلا:ند مان
صمت لحظات ثم قال:ساعات بند م وأأنب نفسي وأقول أزاي قدرت تعملها وتضر به وقدام الكل … وساعات بقول لا انا عملت الصح وهو يستاهل … مبقتش عارف انا صح ولا لا … ولا عارف فريد حصله ايه ولا عارف أريح بنتي مِنّ اللي بتحس بيه دا أزاي ولا عارف ألاقيها مِنّ الشغل وشايل هم المصاريف وفي طفل جاي فـ الطريق محتاج مصاريف … مبقتش عارف أعمل ايه
بيلا:انا ممكن أساعدك و…..
قاطعها جعفر قائلًا:بيلا انا سبق ونبهت عليكي متفتحيش الموضوع دا مهما حصل … قولتهالك كلمة فلوسك لنفسك مش ليا ومتفتحيش الموضوع معايا تاني عشان بيضايقني يا بيلا
زفرت بيلا وقالت:وأخرتها طيب
زفر جعفر وقال:خليها على ربنا … مسيرها تتحل
______________________
“وبعدين انتَ هتقف تتفرج عليهم وهما بيقطعوا فـ بعض كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
نظر إليها سراج وقال:أعمل ايه طيب … كان فـ أيدي حاجه أعملها ومعملتهاش … انا مش عارف هو أزاي عمل كدا أصلًا
جلست مها أمامه وقالت:لؤي غلطان … مهما كان اللي بينكوا مينفعش يعمل كدا … الناس هتقول ايه دلوقتي
سراج:مش عارف يا مها … أعمل ايه انا مش عارف
مها:أتصرف يا سراج … أتكلم مع لؤي
سراج:انا مش عارف ايه اللي حصلهم … انا مجاش فـ دماغي أي حاجه مِنّ اللي حصلت دي .. ولا حتى لؤي واللي عمله … لازم يتعملنا قاعدة لو أتسابت أكتر مِنّ كدا هتخر ب
مها:جعفر فيه حاجه يا سراج
نظر إليها سراج وقال:معرفش … مبقتش عارف جعفر حصله ايه يا مها سرحان ومش مركز وتايه … تحسي إن مِنّ ساعه ما فريد تعب وهو حاله أتبدل مية وتمانين درجة … انا هقعد مع مُنصف لَما يرجع وهسمع مِنُه زي ما بنسمع مِنّ جعفر وحسن لازم أسمع مِنُه أكيد عنده أسباب
مها:حلو أوي وانا بأيدك وشويه كدا وهروح لـ شيرين واتكلم معاها وإن شاء الله خير انا واثقة
سراج:انا مقلق مِنّ اللي هيحصل النهاردة
نظرت إليه مها وعقدت ما بين حاجبيها وقالت:ايه اللي هيحصل النهارده
نظر إليها وقال:مش عارف جوايا إحساس بيقولي إن اليوم دا مش هيعدي على خير
زفرت مها وقالت:ليه كدا يا سراج إحنا ناقصين
سراج:مجرد إحساس
مها:ما المشكلة إن إحساسك دايمًا صح
زفر سراج وقال:خلاص أعتبريني مقولتش حاجه واللي يحصل يحصل
نظرت إليه مها وقالت:يعني ايه اللي يحصل يحصل … هو انا هستنى لَما ألاقي أخويا فيه حاجه
سراج:خلاص يبقى تصدقيني
حركت رأسها برفق وقالت:تمام … انا زي ما قولتلك هروح لـ شيرين وبعدين هعدي على جعفر وأكلم جنة تيجي عشان تكون جنبه … هو أكيد محتاجنا بس مش عايز يقول عشان ميزعجش حد كـ العادة … المهم تتكلم مع مُنصف
حرك سراج رأسه برفق وقال:تمام … ربنا يستر
_____________________
“في تمام الرابعة مساءً”
دلف جعفر إلى مكتب الطبيب الذي نظر إليه وقال:أتفضل
أغلق جعفر الباب خلفه واقترب مِنّهُ بهدوء وجلس أمام المكتب ونظر إليه، نزع الطبيب نظارته الطبية ونظر إلى جعفر وقال:جاي تطمن على صحة فريد
جعفر بهدوء:هو كويس مش كدا
الطبيب:كويس … كل اللي حصله دا أزمة صحية عادية خالص زي اللي بتحصل لـ معظم كبار السن
جعفر بترقب:يعني دا مش بسبب الزعل … النفسية … أي حاجه ليها علاقة بـ الضغط النفسي
الطبيب بنفي:لا خالص .. فريد السكر عنده عِلِي شوية الواضح إنه كَل حلويات مِنّ غير ما تعرفوا تسببتله فـ غيبو بة سُكر بس الحمد لله هو دلوقتي بقى أحسن ولو كان بسبب الزعل أو النفسية أكيد كنا هنعرف بس أول حاجه شكينا فيها السُكر عشان كدا عملناله تحليل سُكر وأتضحت الأمور على طول
تحدث جعفر بهدوء شديد وكأنه تلقى صدمة كبيرة قائلًا:هو فريد عنده السُكر
الطبيب بتعجب:ايه دا هو أنتوا مكنتوش تعرفوا إنه عنده السُكر!!!!!!!!!!
حرك جعفر رأسه نافيًا بهدوء شديد وهو يقول:لا … مكناش نعرف حاجه زي دي … حتى هو مقاليش أي حاجه عنّ الموضوع دا
الطبيب:أزاي بقى دا حتى كان بييجي يكشف ويعمل تحاليل هنا أزاي معرفكش حاجه زي دي هو انتَ مش أبنه برضوا
وعند هذه النقطة توقف عقل جعفر لا يعلم ماذا يقول وكيف يُجيب على هذا السؤال، نظر إلى الطبيب الذي قال:عمومًا كويس إنك عرفت عشان تخلي بالك مِنُه بعد كدا والدك لازم يمنع نفسه حتى لو نفسه هفاه سُكره بيعلى بسرعة ودا مش فـ مصلحته العصاير مقدور عليها أي عصير خالي مِنّ السُكر لَكِنّ الحلويات لا
حرك جعفر رأسه برفق وقال بنبرة هادئة:هو انا مُمكن أشوفه
حرك الطبيب رأسه برفق وقال:طبعًا
_______________________
دلف جعفر إلى الغرفة القابع بها فريد وأغلق الباب خلفه واقترب مِنّ فراشه بهدوء وهو ينظر إليه، جلس على المقعد المجاور إلى فراشه ونظر إليه قليلًا بينما نظر إليه فريد ولَم يتحدث
أبتلع جعفر غصته ونظر إليه وقال بهدوء ولوم:ليه يا فريد … ليه تعمل فـ نفسك وفينا كدا … مقولتليش ليه موضوع السُكر دا … خبيت ليه وكملت لوحدك
فريد بهدوء:محبتش أعرفك حاجه … قولت أخليها بيني وبين نفسي
جعفر:بس دي مفيهاش بينك وبين نفسك يا فريد … انتَ عارف انا حسيت بـ ايه وانا شايفك مرمي على الأرض ونبضك ضعيف وداخل فـ مرحلة انا مش حاببها … يا فريد انتَ عارف انتَ ايه بـ النسبالي … بتعيشني أيام انا مش عايز أفتكرها ولو بـ الغلط ليه
فريد بهدوء:حقك عليا يا جعفر … انا معرفش نفسي كانت رايحة على الحلويات ومقدرتش أقاوم مش هعيش حياتي كلها محروم يعني
جعفر:بس دا سُكر يا فريد … السُكر دا مرض … ملعون بيموت صاحبه
زفر جعفر ومسح على خصلاته وقال بقلة حيلة:أعملك ايه انا طيب أخترعلك حلويات مِنّ سُكر عشان أريحك يعني … هتجنني يا فريد وصلتني أفكر أعملك حلويات مِنّ غير سُكر
ضحك فريد لـ ينظر إليه جعفر نظرة ذات معنى قائلًا:بتضحك يا فريد
فريد بضحك:جديدة دي … تصدق فكرة حلوة
أبتسم جعفر وقال:فكرة حلوة ايه بس يا فريد انتَ هتجنني أقسم بالله … المهم انتَ كويس
فريد:كويس متقلقش
جعفر:متأكد يا فريد
فريد:متأكد
جعفر بتحذير:فريد
فريد:ما قولتلك كويس ياض مالك … هات حضن عشان وحشتني
نهض جعفر وعانقه لـ يضمه فريد بهدوء، ربت جعفر على ظهره برفق وهو يقول:آخر مرة يا فريد
فريد:أدعيلي
ربت جعفر على ظهره وهو يقول بتحذير:آخر مرة يا فريد بقول
فريد:خلاص آخر مرة … متقلبش عليا ياض انتَ وتشوف نفسك
جعفر:لو تعرف تمنعني أتفضل
أبتسم فريد وربت على ظهره قائلًا:لا مقدرش انتَ حبيبي
طبع جعفر قْبّلة على رأسه وهو يقول:حبيبي يا هيرو
____________________
“في تمام السادسة مساءً”
دق باب منزله بهدوء ثم يليه الصمت، أقتربت بيلا وفتحت الباب لـ ترى جنة ونور أمامها، أفسحت لهما وقالت بهدوء:أتفضلوا
دلفا لتتحدث جنة بتساؤل قائلة:في ايه يا بيلا جعفر أخويا كويس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دلفت جنة واقتربت مِنّ أخيها وهي تقول بقلق:في ايه يا جعفر انتَ كويس يا حبيبي تعـ ـبان أوديك لـ الدكتور
نظر إليها جعفر ومسدّ على ذراعيها بهدوء وقال:متخافيش يا حبيبتي انا كويس وزي الفُلّ … انتِ بس وحشتيني
نظرت إليه جنة نظرة ذات معنى وقالت بترقب:بجد يا جعفر … انتَ مش بتضحك عليا صح
أبتسم جعفر وقال بهدوء:لا مش بضحك عليكي ولو حتى هو انتِ بيغيب عليكي حاجه
أبتسمت جنة لـ يتحدث نور قائلًا:أوعى تكون مخبيلنا مصـ ـيبة جديدة يا جعفر أوعى
نظر إليه جعفر وقال:طب ايه رأيك بقى عشان خاطر الكلمتين دول اه فيه وهلبسهالك انتَ
نور بـ أستنكار:نعم يا عينيا؟؟؟!!!!
جعفر بترقب:عندك أعتراض
تراجع نور وقال:لا يا باشا معنديش براحتك على الآخر يعني
دق باب المنزل مجددًا لـ تذهب بيلا وتفتحه وتجد مها وسراج وهاشم وكايلا وبشير، عقدت ما بين حاجبيها ونظرت إلى جعفر الذي نظر إليها نظرة ذات معنى
دلفوا جميعهم لـ تُغلق الباب خلفهم وتلحق بهم، نظرت بيلا إلى جعفر وقالت بتوتر:هو في ايه يا جعفر … مجمعنا كلنا كدا ليه
نظر جعفر إلى سراج وقال:اللي قولتلي عليه ايه أخباره
سراج:على وصول
دق باب المنزل مرة أخرى نظرت بيلا إلى جعفر وهي تقول بضيق متجهة إلى الباب:هو في ايه كل شوية هفضل رايحة جايه على الباب ما تيجوا كلكوا دفعة واحدة وتريحوني
فتحت الباب لترى أصدقاء جعفر، دلفوا بهدوء ومِنّ ضمنهم مُنصف الذي جاء رغمًا عنّه بعد إلحاح مِنّ سراج للحضور
تحدث سراج بهدوء وهو ينظر إلى مُنصف قائلًا:تعالى يا مُنصف عايزك انتَ والباقي
نظر إلى جعفر وقال:تعالى انتَ كمان
دلفوا إلى غرفة ليان بينما أغلق رمزي الباب خلفه واقترب مِنّهم بهدوء، وقف رمزي في المنتصف بينهم بهدوء وقال:نصلي كلنا على النبي أول حاجه
“عليه أفضل الصلاة والسلام”
رمزي:مِنّ غير عصبية … مِنّ غير زعيق … مِنّ غير قلـ ـة أدب وغلط فـ بعض … مِنّ غير تهور نحِل كل حاجه بهدوء وعقل … مُنصف عنده أسباب وجعفر عنده أسباب وزي ما مِنّ حقنا نسمع جعفر مِنّ حقنا نسمع مُنصف وبعدين إحنا عِشرة تلاتين سنة يعني العُمر كله صعب أوي تضيع بسبب تهور ات وردود أفعال طا يشة … مُنصف هيتكلم وهنسمعه لحد الآخر واللي عنده أي حاجه يقدر يضيفها
نظر إلى مُنصف وقال:أتكلم يا صاحبي وقول كل حاجه متخبيش حاجه مهما كانت ايه هي
دام الصمت قليلًا بعد حديث رمزي لـ ينظروا جميعهم إلى مُنصف الذي كان يبدو الهدوء مسيطرًا عليه، قرر مُنصف قطع هذا الهدوء قائلًا:زي ما كل واحد فيكوا بيغلط ونعديله غلطه انا كمان مش أقل مِنّكوا حاجه … انا أتحملت بما فيه الكفاية … شيلتكوا فوق راسي ومأثرتش مع واحد فيكوا ولا بخلت عليه بـ أي حاجه وبدون ذِكر … مُنصف عايزك معايا حاضر … مُنصف أعمل كذا حاضر … مفيش على لساني ليكوا غير كلمة حاضر معرفتش أقولكوا لا … ليه لَما أغلط مرة دون قصد تقفولي على الواحدة … ويبقى مُنصف اللي فيه كل الوحش … حصلت كام مرة مِنّكوا أولكم جعفر
نظر إليه جعفر بصدمة وهو لا يصدق ما سمعه، أهو المقصود حقًا، أشار إلى نفسه وقال:انا
صاح بهِ مُنصف وقال:أيوه انتَ … متحسسنيش إنك ملاك بجناحات مبتغلطش لا انتَ بتغلط يا جعفر وبتكدب وبتنكر دا عشان متتشافش إنك كداب عايز تفضل أبيض يا ورد مفيش غلطة جعفر البلطـ ـجي عملها قبل كدا
جعفر:غلطت معاك فـ ايه يا مُنصف … كل دا عشان ضربتك بـ القلم
أنفعل مُنصف وقال:لا يا جعفر متنطش كدا انا لسه موصلتش لـ النقطة دي متسبقش
رمزي بتهدئة:يا جماعة براحة قولت
نظر إليه جعفر وقال:انا معملتش حاجه انا بتكلم براحة هو اللي زعق
رمزي:الراجل أتحمق يا جعفر قدره مش مرة يعني … كمل يا مُنصف عاتب زي ما تحب كلنا سامعينك
مُنصف:انا وارد أكون غلطت مع حد فيكوا … بس أكيد أعتذرت بعدها عشان محبش أقرب الناس ليا يكونوا شايلين مِنّي … بس أنتوا جيتوا عليا أوي هو أنتوا فاكرين إن جواز أمي دا سهل عليا … هو أنتوا بتحكموا عليا على أساس ايه بس عشان أكون فاهم … انا مش قابل الفكرة دا يوم ما قولت لـ لؤي يتجوز أمك اتحمق عليك … يعني الإجابة واضحة وصريحة انا كمان مِنّ حقي أتحمق وأزعق وأرفض دي أُمي انا عارف يعني ايه أُمي انا يعني انا أحق واحد يرفض أو يوافق
جعفر:انتَ بتلقح عليا … هما زي ما بيقولوا اللي على راسه بطحة وانا البطحة على راسي فعلًا عشان انا اللي وافقت وخليتهم يقروا الفاتحة … بس انا غلطت فعلًا … انا مكانش ينفع أتدخل مِنّ البداية عشان هي حاجه متخصنيش فعلًا … انا شوفت فريد مبسوط أوي وعايز الموضوع يمشي وقولت لَما أعمله دا هيفرح أكتر
مُنصف بغضب:آه وانتَ عشان تفرح فريد تفرحه على حسابي انا تجوزه أُمي مِنّ غير رأيي ولا موافقتي لقيتني عائق روحت شايلني خالص يلا ما هي كوسة بقى
جعفر:هي مش كدا يا مُنصف … بس انا بحب فريد وعايز أفرحه بـ أي حاجه دا أبويا التاني
مُنصف بتهكم:أبوك آه
جعفر:هو انا ليه حاسك بتتريق … ايوه فريد أبويا … زي ما طنط زينة أُمي
مُنصف بـ أنفعال غاضب:مش أمك يا جعفر … دي أُمي انا بس مش أُم حد تاني … فاهم ولا لا
سراج بتهدئة:ايه يا مُنصف اللي بتقوله دا مش كدا يا عم
جعفر بهدوء:سيبه يا سراج … هو بيتكلم صح … انا غلطت فعلًا انا وحيد وشكلي هفضل كدا فعلًا أمك فعلًا مش أُمي … اللي فـ قلبك طلع يا صاحبي ووصلي
نظر سراج إلى مُنصف وهو يرمقه بعتاب، نظر مُنصف بضيق إلى الجهة الأخرى بضيق لـ يقول رمزي:يا جماعة في ايه إحنا كدا مش بنحل حاجه إحنا بنحط البنزين جنب النار في ايه
مُنصف:هو انتَ عايزنا نعمل ايه ناخد بعض بـ الأحضان
رمزي:آه طبعًا … علاقتنا مش سنة ولا اتنين … دا احنا عِشرة عُمر يا جماعة دا إحنا لو واحد فينا كان بيقع فـ مشكلة كنا بنقف جنبه لحد ما تعدي وتخلص … وقت ما كان واحد فينا بيقع بنمدّله إيدينا ونشده عشان يقف على رجليه تاني … فاكر يا جعفر لَما واحد ضربك وإحنا صغيرين وجاب صحابه عشان يضربوك … أول واحد كان فـ ضهرك مُنصف … مُنصف كان أول واحد ياخدلك حقك … بعدها مسك الواد ودارت بينهم خناقة وإحنا أتدخلنا … ايه لحقتوا تنسوا كل دا … في ايه يا جدعان بقينا نعاير بعض ليه بـ اللي غيرنا محروم مِنُه … مبقناش نراعي مشاعر بعض ليه … ليه يا جماعة نفضح بعض ونعا ير بعض
نظر إلى لؤي وقال:وانتَ يا لؤي
نظر إليه لؤي وقال:انا ايه
أبتسم رمزي بخفة وقال بـ أستنكار:انتَ ايه … لا متعملش نفسك بريء اللي طلع مِنّك الصبح دا مش هيتعدى كدا وبعدين تعمل دا بُناءً على ايه .. وسط الحارة يا لؤي … قدام الناس تعمل كدا فـ صاحبك
صمت لؤي ولَم يتحدث ليقول رمزي:ايه متكلمتش ليه انتَ كمان زي جعفر ولا عشان معندكش حاجه تقولها
تقدم جعفر ووقف أمام مُنصف الذي نظر إليه ببرود، نظروا جميعهم إليه لـ ينظر إليه جعفر قليلًا ثم قال:انا عارف إني بغلط مفيش إنسان مبيغلطش كلنا بنغلط بس غلط عنّ غلط يفرق … انا غلطت لَما مدّيت إيدي عليك فـ المستشفى وأتهمتك إنك السبب فـ اللي حصل لـ فريد … انتَ ملكش ذنب اللي حصل لـ فريد كانت أز مة صحية
وها هو قد صدق حدثه وهو الذي كان يقوم بـ تأنيب نفسه طوال الساعات الماضية على ما فعله ولَم تكن سوى أز مة صحية وقد تذكر الآن حديثه مع زوجته عندما أخبرها أنه لن يسامحهم البتة إن كان ما حدث لـ فريد هي الأ زمة الصحية
تحدث جعفر مجددًا وهو يقول:انا مش عايزك تكون شايل مِنّي انا غلطت وزي ما ضر بتك قدامهم وسمعتك كلام زي السِـ ـم انا دلوقتي قدامهم بعتذرلك وبطلب مِنّك تسامحني انتَ ملكش ذنب الدكتور قالي بسبب السُكر
نظروا إليه بصدمة ليتحدث حسن بصدمة وهو يقول:سُكر … سُكر ايه
نظر إليهم جعفر وقال:فريد عنده السُكر ودا مبانش غير لَما عملوله تحاليل
أبتسم مُنصف بمرارة وقال:مش هقدر
نظروا إليه ومِنّ بينهم جعفر الذي قال:مش هتقدر فـ ايه
مُنصف:مش هقدر أسامحك
جعفر بترقب:يعني ايه
مُنصف:انا خدت قرار إني لو مظلوم ومليش دخل فـ اللي حصل لـ فريد مش هسامحك … ولا مسامح لؤي على اللي عمله معايا الصبح … يا خسارة يا صاحبي … يعز عليا بس انا مش قادر صدقني
ألتمعت عينين جعفر وهو ينظر إليه بهدوء بينما كان مُنصف ينظر إليه بهدوء أيضًا وهو يُحاول التماسك قدّر المستطاع، حرك جعفر رأسه برفق ثم تركهم وخرج، نظروا إليه بهدوء ثم نظروا إلى بعضهم البعض لـ يخرج سراج خلفه بهدوء ومعه حسن وهكذا أنسحبوا خلف بعضهم بهدوء
نظر هاشم إلى أخيه الذي كان هادئًا لـ الغاية بشـ ـك وهو يشعر بعدم الراحة، عدة طرقات على باب المنزل قاطعت هذا الصمت لـ تذهب جنة وتفتح الباب لترى شخصًا يخفيه الوشاح الأسود، شعرت جنة بـ شيءٍ ما تجاهها لتسمع سراج يقول:دخليها
نظرت إليه وهي لا تفهم شيء ثم أفسحت لها الطريق لـ تدلف الأخرى بهدوء وتتبعها جنة، وقف في المنتصف وأمام جعفر مباشرًة، وقفت جنة بجانب هاشم الذي كان ينظر إلى هذا الشخص بترقب شديد وقد أستيقظت غريزته الدمو ية داخله
نظر جعفر إلى الذي يقف أمامه لـ يعقد ما بين حاجبيه قائلًا بنبرة جامدة:انتِ مين ولا انتَ مين
ساد الصمت المكان بعد جملة جعفر تلك قليلًا تعجبوا هم على أثرها، نظر سراج إلى هاشم الذي بدأت غريزته تستيقظ معلنًا عنّ إنذار تحذيري، اقتـ ـحم ڤيكتور المكان وهو يتقدم مِنّهم بهدوء ويقف ينظر إلى الذي يقف أمام جعفر
نظر ڤيكتور إلى سراج نظرة ذات معنى لـ تجحظ عيني الآخر بخوف وتوتر مما هو قادم بعدما فَهِمَ نظرة ڤيكتور إليه، تحدث جعفر مجددًا وهو يقول:هتفضل زي التمثال كدا يعني ولا ايه مش فاهم
تحدث ڤيكتور وهو يقول:الأنجليزية جعفر
نظر إليه جعفر وعقد ما بين حاجبيه ثم نظر إلى القابع أمامه وقال:مَنّ أنت
رآه يرفع يديه والتي لم تكن سوى يد امرأة وهي تُمسك بـ وشاحها الأسود بهدوء، لحظات ورفعته بهدوء شديد تحت أنظار الجميع المترقبة لـ يظهر وجهها أمام أنظار الجميع وهي تنظر إلى جعفر تحت نظرات الصدمة والذهول مِنّ هاشم وجنة وسراج
همست جنة وهي تنظر إليها بذهول قائلة:شيراز
نظرت شيراز بطرف عينها إلى جنة وهاشم نظرة ذات معنى وهي تبتسم أبتسامه خفيفة ثم نقلت بصرها إلى سراج وڤيكتور اللذان كانا ينظران إليها بهدوء وتحفظ
نظرت شيراز إلى مها التي كانت تقف بـ القرب مِنّ جعفر وهي تدقق النظر إليها وهاجمتها الذكريات وما حدث في الماضي، صرخات وبكاء وقهرة، كل ما حدث يمُر أمام عينيها وكأنه شريط فيلم مُسجل
نظرت إلى جعفر وأبتسمت قائلة:جعفر … مش كدا
جعفر بهدوء:أيوه انا
نظرت بيلا إلى جعفر ونير ان الغيرة تنهش فؤادها وهي تتسأل كيف عَلِمت أسمه، نظرت إلى مها وقالت:مها
شعرت مها بـ القلق ونظرت إلى سراج ثم إلى أخيها وهي تتسأل كيف عَلِمت أسمها، تحدثت شيراز بهدوء بعدما رأت ليان أمامها وهي تنظر إلى جعفر قائلة:أنا أعلمُكَ عنّ ظهر قلب جعفر … أعلمُكَ جيدًا وأنت كذلك تعلم مَنّ أكون
جعفر بهدوء:ولَكِنّ هذه أول مرة أراكِ بها مِنّ أين لي معرفتكِ
تحدثت شيراز وهي تنظر إليه نظرة ماكرة قائلة بتخابث:صغيرتكَ تعلم مَنّ أكون لِمَ لا تجعلها تُخبرك مَنّ أكون
عقد جعفر ما بين حاجبيه ونظر إلى صغيرته التي كانت تقف بجانبه وتتمسك بهِ، نظر مجددًا إليها وقال بنبرة باردة:ولِمَ أسأل أبنتي … أنتِ تستطيعين التحدث
تحدث سراج بهدوء وهو يُعطيه سماعة صغيرة قائلًا:أمسك هذه ڤيكتور وأرتديها ستقوم بترمجة ما يُقال لكَ الآن
نظر إليه ڤيكتور وأخذها بهدوء وأرتداها لـ يقوم سراج بتشغيلها إليه قائلًا:فاهم كدا
ترجمت إليه السماعة ما قاله سراج لـ يُشير إليه قائلًا:نعم أفهمُكَ
حرك سراج رأسه برفق ونظر إليهم مجددًا، أبتسمت شيراز وقالت بهدوء شديد:شيراز
جحظت عينين جعفر بصدمة وهو ينظر إليها ومعه بيلا التي نظرت إليها بعدم تصديق بينما لَم يفهم أحد شيء سوى سراج وڤيكتور وهاشم وجنة وجعفر وبيلا، تحدثت شيراز قائلة:عرفت انا أبقى مين
مفاجئة جديدة لهم، إنها تتحدث العربية، زفرت شيراز ونظرت حولها وهي تقول:طول الوقت وانا شيفاك قدامي … أربعة وعشرين سنة بدور عليك في كل مكان ومش قادرة أوصلك … أربعة وعشرين سنة وانا بحاول أعرف إذا كنت عايش ولا ميـ ـت … أربعة وعشرين سنة عايشة بدور عليك ومش قادرة للأسف أمسكك … طبعًا مش فاكرني بس مش مشكلة انا أفكرك … رانسي عدنان … أختك مِنّ الأب
صدمة أخرى تلقاها جعفر دوّن سابق إنذار، ولـ الحق لَم تكن صدمة إليه وحده بل كانت صدمة إلى الجميع، الجميع دوّن أستثناء، أبتسمت شيراز وقالت:عرفتني مش كدا .. انا قولت هتعرفني على طول الإسم مش هيغيب عنّك برضوا ولا ايه
نظرت مها إلى جعفر بصدمة وبدون شعور تمسكت بهِ وهي تنظر إليها بخوف، نظرت شيراز إلى هذا المشهد وها هو يتكرر أمامها، عندما كانت والدتها تقتـ ـل زوجها وزوجته كانت شيراز تقف وتنظر إليهما، كانت مها تختبئ خلف جعفر مثلما فعلت أمامها الآن وها هي أولى الذكريات تضر ب رأسها
تبدلت معالم وجه جعفر سريعًا ونظر إلى شيراز وأرتسم الغضب على معالم وجهه، أبتسمت شيراز وقالت:ايه أتفاجئت صح … كنت عارفه إنك هتتفاجئ … أتغيرت خالص يا جعفر … اللي يشوفك وانتَ صغير طفل بريء مُبتسم وهادي ميشوفكش وانتَ راجل بدقن ومجنون … جعفر الطفل أتحول لـ شاب عد واني متهـ ـور … بعد ما كان عايش في شقة واسعة ونضيفة … بقى عايش في حارة وشقة يادوبك … فرق شاسع أوي بين الماضي … والحاضر … بس انتَ برضوا معيشتش حياة مستقرة وزي أي إنسان … انتَ أتمسح بيك تراب الأسفلت … زي المساحة اللي بنمسحها بيها الأرض كدا مفرقتش عنّها حاجه … بس رغم إنك كان طالع عينك وطافح المُر والفقر طفح لَكِنّ مستسلمتش … عاندت الظروف والعيشة المُر … تؤ … انا مش عارفه انتَ أزاي كدا حقيقي مستغرباك … ورغم كل دا نسيت نفسك وعُمرك اللي أتسـ ـرق مِنّك فجأة … كان زمانك دلوقتي معاك بدل الطفلة أتنين وتلاتة … بس هي دي الحياة … مبتديش لـ الواحد كل حاجه
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية ساخرة وقال:دا انتِ مذاكراني أوي
أبتسمت شيراز وقالت:فوق ما تتخيل … بقولك بالي مكانش مشغول غير بيك يا جعفر ايه انتَ لحقت تنسى ولا ايه
جعفر ببرود:لا مبنساش … وانتِ بقى بنت الزوجة الشريفة الأولى … أو هقول شريفة ليه … أقول المجر مة بقى … المجر مة اللي قتـ ـلت أُمي وأبويا
شيراز بحدة:انا أُمي مش مجر مة
جعفر بحدة:لا مجر مة والكل عارف إنها مجر مة قتـ ـلت روحين بكل وحـ ـشية وحقـ ـد مِنّ غير تفكير تبقى مجر مة
صر خت بهِ بغضب وقالت:أُمي مش مجر مة بقولك انا أُمي كانت بتاخد حقها مِنّ أبوك … أبوك الخا ين اللي راح أتجوز أمك على أُمي فـ السر … أمك الخا ينة اللي ضحكت على صاحبتها وأتجوزت جوزها تبقى خا ينة ومش متر بية وبتاعت رجالة
صفـ ـعها جعفر صفـ ـعة قوية دوى صوتها المكان وهو يصر خ بها قائلًا بغضب شديد:أُمي مش خا ينة يا زبا لة قطـ ـع لسان اللي يتكلم على أُمي كلمة مش كويسه انا أُمي أنضف وأطيب ست في الدُنيا
رفعت شيراز رأسها مجددًا ونظرت إليه وهي تُحاول أستيعاب أنه قد تم صفـ ـعها توًا، بينما كان هو ينظر إليها بغضب جحيمي وصدره يعلو ويهبط مِنّ شدة إنفعا لاته بينما كانوا جميعهم في صدمة كبيرة مما يرونه ويسمعونه
أبتسمت شيراز بجانبية وتهكم وقالت ساخرة:هستنى ايه مِنّ واحد أمه خطا فة رجالة وإبن شوار ع
أكتست الحُمرة عينيه والتمعت الدموع في عينيه ولَم يستطع تمالُك نفسه لـ المرة الثانية وصفـ ـعها أقوى ثم لَم يُمهلها فرصة لـ فعل شيء وجذبها بعـ ـنف مِنّ خصلاتها وهو يقول بغضب شديد:انتِ كدا حكمتي على نفسك بـ المو ت
____________________
وما هو الإنتقام سوى إرضاء النفس، ونفسك أمارة بـ السوء يا رفيقي فلا تُحاول إطاعتها في ما يؤذيك وها نحن نخطو آخر خطواتنا في قصتنا التي أوشكت على الأنتهاء
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جعفر البلطجي 2)