روايات

رواية تمرد عاشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق البارت الثالث والثلاثون

رواية تمرد عاشق الجزء الثالث والثلاثون

رواية تمرد عاشق الحلقة الثالثة والثلاثون

أخبروها
إنها الأمنية التي أغمض عيني
عليها في نهاية كل يوم
وأتمنى أن لا تنتهي ابداً
فانتي لستي شيئاً عادياً بحياتي
لستي إحـ ساساًعابراً
ولستي ألماً يمكن الشفاء منه
انتِ في عمري شيئاً لا أستطيع الأستغناء…
رجع مساء من عمله دلف للمنزل وجد الهدوء يعم المكان.. أسرع للغرفته فتح الباب بهدوء… جحـ ظت عيناه مما رأى
كيف هذا الملاك التي أصبحت في حبها ملاكا لي… وأنا كنت المتمرد بل أصبحت القا سي لقلبي وقلبُها… بل أصبحت الجلا د
نظر إليها كانت كحورية بحر بمنا متنها التي تذهب العقل لتجعلك كالسـ كران… تقف في منتصف الغرفة بطلتها البهية ورائحتها الخلا بة
ماذاتفعل بي طفلتي؟
هل رُمـ يت بسـ هم العشق الذي لايشبع مهما ارتوى؟
الآن أنا كالمد من حبيبتي الذي اعتاد على جر عته من رحيـ قك واقتر ابك …
وكيف يداوي المد من إلا بمـ صله لما لا وانتِ اصبحتِ مـ صلي لشفائي… أصبحتِ ثنايا الروح… أصبحتِ الحياة لحياتي
في قانون العشق يقولون…
داخل كل امرأة
طفلة بريئة لا تكبر على اللعب
وعاشقة لاتكبر على الحب
وانثى لا تكبرِ على الحنان
لهذا لاأشـ عر بوقتي مهما مر معكي
فر كت يـ ديها وهو تلتفت في جميع الاتجاهات كانت
تضع منضدة متوسطة الحجم بجانب الشرفة.. مع الموسيقى الهادئة والشموع الحمراء… حقا كان مكانا بمشـ اعر رومانسية
خطى إليها بهدوئه المعتاد.. كانت نظراتهما تحتـ ضن كلاهما… اختـ رق قانون العشق المسافة بينهما.. وعيو نه تلا حقها… اقسم بربه لم يري في جمال عينا ها.. فهي كترا نيم مقد سة لقلبه
حاوط خـ صـرها مستـ نشقا عطرها بلـ ذة عا شق حد النخاع…
أخذ شهـ يقا عميقا لتسـ رى را ئحتها وتتغلغل في ثنا يا دوا خله… ساد الصمت بينهما ورغم ذلك تتحدث النظرات بالكثير والكثير من الإشتياق الطا غي عليهما
– وضع رأ سه بين خـ صـلاتها وأردف محاولا كبت رغـ بته بها بالحال
– وحشتيني… رغم إنها بسيطة ولكن لواقعها الكثير والكثيرفي القلوب لتلحن معزوفاتها النا بضة
استمع لنبـ ضاتها المرتفعةوصـ درها الذي يعلو ويهبط أمامه بانتـ شاء رفعها من خــ صـ رها.. متوجها بها لداخل الغرفة.. طو قت عنـ قه بمجرد حمله لها.. رفعت نظرها لتفاحة آدام خا صته داعـ بتها بشـ فاها مما اثـ ارت رجـ فة لذ يذة في جـ سده
جلس وأجلسها على سا قيه.. مرر أنا مله الخشنه على وجهها الطفولي… اغمضت عيناها من لمـ ساته
– “جواد وحشتني ” اردفت بنبرتها الحنونة العاشقة له
كم يعشق إسمه من شـ فـتاها… رغم الكثيرات اللاتي كانوا أمامه… ولكنها هي سواهم… إمرأة ذا بت جليد قلبه من عشقها
قرّ بها منه حتى تلامـ ست الشـ فاه بمزيج العشق… حـ محم حتى يقو على الحديث- “روح وقلب جواد ياحبيبي ”
نظر لداخل مقلتيها…
– ناوية تعملي فيا ايه تاني ياجنيتي؟
تلعـ ثمت خـ جلا وطافت عيناها يمينا ويسارا
– حبيت أعملك غدا خاص في الأوضة… رفعت يـ ديها ولامـ ست زر قميصه…
وتحدثت بصوت رقيق
– بيقولوا أقرب حاجة لقلب الرا جل معدته… وانت عمرك ماطلبت حاجة معينه مع إني عارفة كل أكلك… بس النهاردة خرجت عن وجبات جواد الألفي المألوفة وحبيت أكله على ذوقي ثم
رفعت اهدا بها وتفحـ صت تقسمات وجـ هه التي تعشقها حد الجنـ ون… رافعة أناملها تتحـ سـ س وجهه
– لازم تاكل من عمايل ايـ دي النهاردة… اقتر بت وهمـ ست بجانب اذ نه
– مر اتك وقفت في المطبخ علشان تأكلك من ايـ ديها
ظل يقاوم نيـ رانه الملـ تهمة بها…. ولكن فقد عجزه واقترب متناولا ثغـ ر ها ليتـل ذذ بطعم شهـ دها ناهيك عن كلماته التي اصـ هرتها تحت يـ ديه… ماهي إلا لحظات وضعت يـ ديها على صـ دره لتوقفه عما انتواه
– حبيبي قوم خد شاور علشان نتغدى وبعد كدا أنا معاك… انت مهمل في أكلك خالص ياجواد
وقف ومازالت بأحضـ انه متجها للطاولة الطعام… ليتفحص مابها
رفع بعض أغطية الأطباق ليرى مااعددته جنيته له…
– أشوف عظمة مرا تي في الأكل الأول
– ايه دا ياغزل…؟ رفع سا قيه على المقعد واجلسها عليها
قاطب حاجبه مع ابتسامة شـ قت ثغـ ره
– حمام ياغزل… قهقه عليها مما جعلها تخـ جل وتضع رأ سها في حنا يا عنـ قه
– أنا سألت ماما عن الأكل المفضل… فقالتلي على الحمام… اتجهت يـ ديه للطبق الآخر ورفعه
جحـ ظت عيناه وهو يضحك بصوته كله ويقر بها لقلبه… مستحيل تكوني انتي اللي عملتي دي
– طيب الحمام معروف ياقلبي… إنما دي عرفتيها ازاي… لكـ مته في صـ دره
– بس يارخم أنا معرفش البتاعة دي ماما اللي عملتها وقالتلي اقدمهالك
ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه وهو ير توي من عشقها له
تعرفي بحبك أد إيه؟
ضيقت عيناها وأردفت بمشاكسة وهي تضع يـ ديها بخـ صرها
– لا لسة معرفش ياحبيبي
ظل يقهقه عليها… ثنى ركـ بتيه وحمـ لها متجها بها إلى الأريكة… قطب جبينه ونظر لها انتِ تخنتي ياحبي ولا إيه!!
– إنت اللي معنتش قادر تشيل ياحبيبي
وقف مكانه جا حظا عيـ ناه بها
– بتغلطي ياحبي ودا هيطلع عليكي..
رفعت يـ ديها لذ قنه
– ماهو إنت اللي بتحـ سـ سني إني بغله
دا عب وجـ هها بأنـ فه
– لا ياحبي إنتِ أجمل سيد ات العالم
بسط جـ سدها على الأريكة ودقات قلبه وأنفا سه بالإرتفاع وحاوطها بيـ ديه وأردف مشا كسا حتى يخرج من حالته
– شايفة حبيبك مقصر معاكي فقولتي أعمله حاجة ترم عضـ مه… وضعت يـ ديها على عيـ نيها أردف بها وعينيه تتأ كل ملا محها الجميلة
احـ مرت وجـ نتيها بحمرة الخـ جل وهربت بأنظارها منه من مغـ ذى كلماته
أنزل برأسه ليد فن أنفا سه بعـ نقها… مما أدى الى تغلغل رو حها.. فرفعت يـ ديها تلـ مـ س خـ صلاته الحريرية
رفع نظـ ره وابتسم بوجهها
إنتِ عارفة لو أكلت الحاجات دي دلوقتي ممكن تباتي في المستشفى مر اتي الحلوة
– جواد متبقاش رخم… أنا بحثت وعرفت إن الر جالة بتحب تاكل الحاجات دي
ظل يناظرها بهدوء
– جو زك زي أي حد يازوزو… مستني أكل علشان يقو يه
تمتمت بكلمات مستاءة من رد فعله وضحكاته
قر ص وجـ نتيها… بمو ت فيكي ياحبي وانتِ بتهتمي بجو زك حبيبك…
قبّـ ل يـ ديها بحب
– تسلم إيـ دك حبيبي… ريحة الأكل تحفة بس أنا مش مسؤل عليكي تمام
أعتدل بقامته متوجها للمرحاض… خمس دقايق وراجع علشان التـ هم الكوراع بتعتك دي مع إني مبحبهاش بس هاكلها ياحضرة الدكتورة نشوف فايدتها إيه… رفع حاجبه وأكمل بانتشاء
– ومتسأليش عن نفسك بعد كدا
ألقـ ته بالوسادة… ظل يقهقه عليها
– يارب يصبرني عليكي ياجنيتي… شكلي هاجي اكـ لك بدل الكوارع والحمام
❈-❈-❈
في الفيوم
ظهرا
تجلس أمام الشلال تنـ ظر لجمال الطبيعة بهدوء يسكن رو حها… تمدد بجـ سده وضع رأسها على سا قيها متمتما
– ايه رأيك في المنظر اللي يخـ طف العقل دا… لمـ ست شعـ ره بأنا ملها مبتسمة
بقالنا أكتر من سنتين متجو زين يعني بعد كتب كتابنا أول مرة تجبني هنا
أنا أسمع على جمال الفيوم وطبيعتها الخـ لابة بس بصراحة أول مرة اجيها بعد مااتجو زنا… ناظرته
– جينا يوم فرح جواد بس… ومشينا على طول
تمتم حزينا :
– من يوم مو ت جاسر الله ير حمه وعمو ماجد… وإحنا ماجناش غير كام مرة على السريع… اعتدل جالسا
– تعرفي كان كل سنة نيجي آخر اسبوع في رمضان ونعمل موائد الرحمن هنا… ابتسم بحزن لذكريات مازالت عالقة في الروح
آخر رمضان كنا هنا كلنا… وقت ماغزل وجواد دخلوا في معركة العشـ ق الممـ نوع… المهم جاسر دا كان ملاك العيلة… انسد لت دمو عه عنوة عنه وارغم عن الذكريات المؤ لمة
-كنا لازم نروح نصلي العيد… وكنا نشيل غزل ونجري بيها.. وجواد يتجـ نن ويرفع غضـ به علينا ويقول
– بس ياحمار منك له… مـ سحت د موعه بحنان ووضعت رأ سها في احـ ضانه
– ربنا يرحمه حبيبي… تعيش وتفتكره دايما بالخير…
ناظرها بهدوء:
– جنى كمان أول ماجت الفيوم قالت عليها زيك… فيكوا شبه كبير اوي يانهى
ترقرت عبر اتها عبر وجـ نتيها بسرعة لا تعلم
لماذا انشـ طر قلبها من فكرة إنه مازال يحن لذكرياتها…؟ فهدف سؤالها صميم قلبه… ليحول قلبه لشـ ظايا الآسف على ماتفوه به
صرا ع عنـ يف اند لع بداخلها ووخـ ز قلبها باشو اكا عندما تذكرت حبه لها
شـ عرت بأنه سدد طـ عنة لقلبها قوية بنصل سكـ ين با رد… رفعت وجهها واردفت متسائلة
– لسة بتفكر فيها بعد اللي صار دا كله؟
رد عليها بلوم واستنكار
– ليه الدموع دي حبيبتي لمـ س جانب وجهها بأصـ بعه
– مش معنى إني ذكرتها يبقى لسة بفكر فيها… الكلام جاب بعضه، نهى دا مجرد كلام بس
وضعت رأ سها متزعلش مني.. هرمونات الحمل… وضع يـ ديه على أحشائها
– كنتِ عايزة تخبي عليا… لولا عرفت بالصدفة
ابتسمت بو جع.. مـ طت شـ فاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بنبرة حزينة
– محبتش أعلقك بيه زيي وفي لحظة مش نلاقيه… إحنا المرة اللي فاتت مكنش نعرف وتعبت جدا بعدها
تنهدت بحزن وأكملت
– حقيقي معرفش أنا كنت تعبا نة من فقدانهم قبل ماأعرف بوجودهم ولا تعبانة من اللي شوفته
قبّـ ل رأسها “كل مايصيبنا إلا ماكتبه الله لنا”
في منزل والده بالفيوم
تجلس بأحـ ضانه على عشب الحديقة
ابتسم حازم لذكريات الطفولة
– كنا بنلعب هنا لحد مانتـ هد وننام على الأرض… ويجي عمو ماجد الله يرحمه
ينام جنبنا ويحكي لنا حواديت
أكمل استرسال ذكريات البراءة
– مرة جواد ركب العجلة وراح الدرس وانت فضلتي تعـ يطي علشان تروحي معه على العجلة… فعمو ماجد راح جبلك عجلة مخصوص وعلمك عليها في الحديقة كلها
استدار ورفع وجـ هه إليها
– جاسر اخـ دك من إيـ دك ومـ سح دمو عك وقتها معرفش اضيقت ليه لما حطيتي را سك في حضـ نه… مع إننا كنا لسة ولاد
اغمـ ضت عيناها والذكرى تصـ فعها… حتى خيالها صوره بالكامل… ضحكاته… همـ ساته لمـ ساته… حتى قبـ لاته… فتحت عيناها فجأة وقد غـ زا الحزن ملامح وجهها… حجبت الد موع عنها رؤيتها لحازم وكل ماتراه جاسر فقط… طلعها حازم مرتقبا رد فعلها…
واند لع لهيـ ب الحزن بقلبه عندما وجد صرا عها الداخلي أمامه… جذبها لأحضـ انه متناولا ثغـ رها ليخرجها من حالة التيه والإر تياب التي غـ زت قلبها
رغم نظرته التي أحـ س بقبضة قويه تعتـ صر قلبه لتخيله انه لمـ سها قبله.. من قُبـ لاته التي رأها ذات مرة اشـ علت لهـ يب قلبه واعتـ صرته وجعلته كنيـ ران متأ ججه ورغم ذلك أردف
– جاسر كان غالي على الكل ياقلبي… أنا مش هضايق منك صدّقيني لأني عارف ومتأكد حبي في قلبك… ابتسم بو جع
كفاية إن اخته السبب في جمع شملنا.. يعني حتى بعد مو ته ذكراه جمعتنا
تذكر ذلك اليوم
صر خ بوجهها…
-إمشي من هنا يامليكة “امي دبـ حتني وانتِ دو ستي عليا بكل جبروت”
أمـ سكها من ذرا عيها بغضـ ب وحدجها والشـ رر يتطاير من مقلتيه
اللي بيحب بيثق في حبيبه بيوقف قدامه ويواجهه.. انتِ عملتي إيه
قفلتي على نفسك ومواجهتيش… وأول عريس اتقدملك وافقتي عليه كأنك ماحبتينيش وأنا دلوقتي بقولك
أنا كمان محبتكيش… وياله روّحي عايز ارتاح
اهتـ زت نظر اتها أمام ثو رته فلم تسعفها الكلمات… فهو محق ولكن كيف تخبره بأنها أحبت غيره… جاسر كان كمرهم ليطيب جر احها… أنساها حزن قلبها
بخطى متعثرة اند فعت خارجة تر كض بضع خطوات بلا هدي قبل أن تشـ عر بصد متها عندما وجدت غزل تقف على باب الغرفة ودمو عها تنسدل بغزاره
وزعت نظراتها بينهما ور جفة قوية اعتصـ رت فؤادها على ذكريات آخيها التي بدأت تتلا شى شيئا فشيئا
– كنتوا بتحبوا بعض… يعني سبب سفرك السنوات دي كلها خطوبة جاسر لمليكة
حاول أن يتحدث ولكنها مـ سحت دمو عها
خطت بخطوات هز يلة
– ليه خبيت عليّا… ارتجـ فت يـ ديها وهي تر فعها على وجهه، وخـ زة أصـ ابت قلبها
– أنا بشوف فيك جاسر… أكتر واحد شوفتو هو إنت،حتى واخد من ملا محه كتير … عصـ رت عيناها بدمو عها الملـ تهبة لعيناها
أسرعت له وألقت نفـ سها بأحضـ انه وهي تبـ كي بنشـ يج… لا تعلم سبب بكا ؤها
هل سبب محو جاسر تماما من حياة مليكة
أم إنها تبـ كي عندما علمت بعشق حازم لمليكة اي أنها لا تبتعد عنها وآخر بغريب سيأخذها بدلا عن جاسر
اتجهت لها مليكة واردفت بشـ فتين مر تعشتين
– غزل اللي سمعتيه دا من زمان أوي من قبل حتى ماأحب جاسر
صا عقة هـ زت جـ سده بالكامل من كلماتها
مازالت تؤ لمه بدون رحمة… آلان تنسب حبها لشخصا آخر أمامه
أغمض عيـ ناه يدعي ربهِ بالثبات أمام غزل حتى لا يؤ لم روحها
خرجت من أحـ ضان حازم ونظرت له فهي تشـ عر بو جع قلبه لأنها عاشت أو جاعه
كنت بتحب مليكة يازومي… ابتسمت بو جع
لا إنت مكنتش بتحبها أنت مازالت بتحبها والدليل الحزن اللي دايما بشوفه في عيونك… امـ سكت وجـ هه بين را حتيها
– قدرت تستحمل دا كله إزاي ياحبيبي.. انسد لت دمو عها بغزارة
أنا اكتر واحدة احـ س بيك ياحبيبي.. بس الفرق بينا إن ربنا عوضك بحبك ورجعهولك… حافظ عليه ياحازم… مليكة طيبه ومعذورة والله
استدارت لها
– هي كمان بتحبك صدقني..
مش كدا يامليكة… أقتر بت منها وهمـ ست لها “: عيشي حياتك حبيبتي الحي أبقى من الميـ ت وحازم زيه زي جاسر
امـ سكت يـ ديها ووضعتها بأيـ دي حازم
– عيشوا حياتكم الحياة قصيرة.. واللحظات السعيدة بقت قليلة جدا.. رفعت نظرها لحازم
الفرصة جت لحد عندك اغتنمها صح ومتخليش الماضي عدوا لك..
احتوت كفـ ه بين را حتيها وتحدثت بهدوء منافي للموقف وآلا م قلبها ورغم ذلك اختارت كلمات منتقاه أصـ ابت كليهما
– الحب بيجي مرة واحدة حقيقي قدامنا.. يانغتنم الفرصة دي ونحاول نحافظ على حبنا ياإما نيأس ونسيب اليأس عدوا كالشيطان.. قدامكم أمل ترجّعوا حبكم ربنا بعتهولكم… ياريت تجيلي نص فرصتكم دي
اتجهت خارجة ولكنها تسّمرت بمكانها عندما وجدت جواد يقف يستند على الحائط ويضع يـ ديه بجيب بنطاله
خرج من شروده وذكرياته
جـ ذبها لأحضـ انه مُقـ بّل جبهتها
جاسر هيفضل عايش في قلوبنا ياحبيبتي
❈-❈-❈
عند سيف وميرنا
يجلس فوق الشجرة ويلـ قي لها بعض حبات التوت التي عا لقة بالشجرة
– والله هنزل بقولك اهو بطلي ضحك
قهقهت عليه بصوتها الرقيق وهي تنعته بالحر امي متسلق الأشجار
– الله وأنا مالي… مش حضرتك اللي عاملي سبع الليل وقولت لازم اجبهولك من الشجرة
جلس على غصن الشجرة وهو يناظرها بحب…
عارفة والله لا فكر بها ولادنا واحكي لهم عن يوم كتب كتابنا إني سر قت توت لأمكم
ظلت تقهقه عليه سحر ته بضحكاتها التي أنارت حياته…
– خلاص اتجو زنا وجبنا ولاد وكمان بتحكي عن انجازتك في السرقة
– إنتِ هبلة يابت كلها عشر ساعات وتكوني مرا تي
وضعت يـ ديها على شـ فتيها
– ايوة ياحبيبي عارفةان شاء الله هكون مر ات حضرة البشمهندس العظيم سيف الألفي
ظل يطالعها بحب حتى لم يلاحظ انكـ سار الغصن إلا عندما ارتطم جـ. سده بالأرض
ارتجـ ف قلبها عندما وجدته يتأ لم من رك، بيته… أسرعت وجلست أمامه
– إيه اللي حصل وازاي وقعت كدا؟
أصا بها الهلع عندما أغمض عيناه من الأ لم… ابتلع الآ مه ونظر لها
– أنا كويس متقلقيش.. صمد عن الآمه وحاول الوقوف… أمـ سكت يـ ديه واستند على ذرا عيها ووقف ولكن وجد جرح بر كبتيه
اشفقت عليه كثيرا :
– أنا أسفة والله ياسيف مكنش قصدي ابداً
ابتسم لها ولا يهمك ياقلبي… أنا كويس… الجر ح سطحي بس البنطلون اتقـ طع قالها بضحكات صاخبة
قطبت جبينها
– صعبان عليك البنطلون ياسيف… ثنـ ى ركـ بتيه مستندا عليها…
– مش موضوع بنطلون الموضوع، الموضوع إنك لما تسمعي كلام صهيب عن البرندات بتعته تقولي الحاجات دي هتعيش العمر كله… ثم اشار لها على البنطال
– وشوفي من وقعة حصله ايه.. جـ ذبت يـ ديه وهي تضحك على كلماته وعلى مظـ هره
وصلا حيث جلوس مليكة وحازم… اتجهوا وجلسوا بجانبهما
نظر حازم لبنطال سيف
– إيه اللي قطع بنطلونك كدا ياسيف… قهقه فجأة
– دي جزاة الحرامي… قطبت مليكة جبينها
– سرقت ايه ياسيف المرادي… هو ياحبيبي كل مانيجي الفيوم لازم تعملك مصيبة وأنا اللي بقول عليك عقلت
ضيقت ميرنا عيناها
– سيف كان بيعمل مصا يب هنا… قالتها وهي تنا ظره بغضـ ب… ابتسمت مليكة لها
الصراحة مش هو بس ياميرو هو و البت غزل… بس غزل عقلت وهو زي ماانت شايفة
نظر لميرنا ورفع حاجبه بمعنى
متسمعيش كلامها بتضحك عليك..
ابتسمت بسخرية
– ايوة فعلا هي بتضحك عليا،
أسبلت اهد ابها متحاشية النـ ظر إليه وكلمات مليكة تصُم أُذنيها هو وغزل
ناظرته بغضـ ب
– وياتري كنت بتعمل اي ياسيفو… قاطع حديثهما اتجاه ليلى لهما
– صباح الخير على الحلوين… قاعدين في الشمس ولا إيه؟
– الجو فعلا جميل.. حبيت اشمس ابني ومامته.. جلست بجواره مربتة على ظهـ ره بحنان
ربنا يكملها على خير ياحبيبي… نظرت لبطن مليكة التي بدأت في الظهور وأردفت متسائلة
– لسة قدامك أد إيه ياحبيبتي..؟
ملـ ست على بطنها وابتسمت
– باقي أقل شهرين إن شاء ويشرف ولي عهد حازم الالفي… أردفت بها وهي تضع رأسها على كتـ فه
نظرت ليلى حولهما
– هي غزل لسة ماجتش من القاهرة… وصل صهيب ونهى وهما يتمازحان
السلام عليكم يااهل الكهف… اخيرا صحيتم
وزعت نظرها بينهما
– انتوا كنتوا فين كدا… جلست نهى بجوارها وهي تخـ طف حبات التوت من ميرنا… روحنا الشلال شوية لما لقينا الكل نايم
– هو إيه التوت الأخضر دا ياميرنا هو التوت بيظـ هر في الشتا
ضحك سيف مردف
– اه التوت الحر امي… دا توت جبلي بس معرفش الراجل دا جايبها وزرعها هنا ليه
– هو فيه توت جبلي؟
تسائلت بها نهى
ضحك عليها سيف: بيقولوا لما ادخل زراعة هاعرف
هو جواد لسة ماوصلش…؟ أردف بها صهيب بحيرة
اجابه حازم:
-” لا ” كلمته من شوية قالي لسة خارجين من القاهرة راحت عليهم نومة
اومأ برأسه بمعنى تمام… تحرك متجها لمنزله… قابله والده
– صهيب أنا كلمت المأذون وهيجي بعد صلاة العشا… والعمال بدأو يجهزو للحفلة
دقق النظر إليه:
❈-❈-❈
– مالك ياصهيب
ابتسم لوالده ابتسامة لم تظـ هر لعينيه
– سلامتك ياحبيبي أنا كويس… هدخل اخد شاور العصر هيدن اهو…
ربت على كتـ فيه
– متأكد إنك كويس ياحبيبي… رفع وجهه لوالده ووضع يـ ديه أنا كويس حبيبي.. بعد اذنك
وصل لغرفته
جلس فوق فراشه بظـ هر منحني وكتـ فين متهدلين اثقلهما الو جع لذكريات ألـ يمة اليوم، لا يعلم عن أي ذكرى يحزن … مـ سح وجهه برا حتيه وهو يتمتم… اللهم ألهمنا الصبر ياارحم الراحمين
رجع بجـ سده للخلف مستند على فراشه متذكرا مقابلته ببثينة
كان يجلس بالشركة يعمل على جهازه الحمول.. يرتدي نظارته الطبية التي اعتطه وقارا… دلفت السكرتارية الخاصة به
– حضرة الضابط جه يافندم وبيقول لحضرتك منتظرك في مكتبه ضروري
قطب مابين حا جبيه وأردف متسائلا
– غريبة أوي جواد يجي النهاردة المفروض يكون في اسكندرية النهاردة… رفع نظره إليها
– تمام روحي إنت على شغلك… أغلق حاسوبه واتجه لمكتبه… دخل كعادته بمزا حاته
– معقول العريس ساب أجازته وجايلي هنا ولكنه فجأة قطع حديثه… عندما شعـ ر كأن شل لسانه ولم يقو على خروج الحروف عندما وجدها تجلس أمام جواد
سكن لثواني… شـ عر بصـ فعة قويه على وجهه وكأنه يجد جنى التي تجلس بمقابلته
وقف جواد واتجه له عندما وجد حالته
شـ عر باخـ تناق صـ دره كأن الاكسجين انسـ حب من حوله… رفع نظره وطالع جواد
نظراته تائهة، حائرة… أشار بيـ ديه ولسانه مازال لم يقو على الحديث
سكن لثواني… ضـ مه جواد وهمـ س له
– صهيب الماضي انتهى ومش هيرجع تاني، لازم تفوق من الماضي، لازم تدفنه ولازم تواجه مش هتفضل طول عمرك بتهرب منه
رفع وجهه بين راحتيه
– زمان طلبت مني إني أنسى واسامح وأعفو فاكر قولت إيه
– إحنا عبيد والحكم والرحمة لرب العبيد… ليه هتفضل تهرب.. ليه هتفضل تد فن نفسك بالماضي… إنت لازم تفوق
أشار بيـ ديه
– جاية هنا ليه… عايزة ايه مني تاني؟
اتجه بنظره لجواد
– دي بعتتلي رسالة يوم فرحي ياجواد… عارفة بعتت اي، عارف عملت فيّا ايه؟
نظر لها جواد بحزن
وضعت رأ سها في الأرض ندما على مافعلته
ربت على كتـ فه
– انسى ياصهيب هو أنا اللي هقولك.. فين صهيب الدكتور النفسي اللي كان مجنن العيلة… لكـ مه لكـ مة خفيفة بصـ دره
– ارجع اتشـ قى واعمل دكتور عليا يالا… علشان أحـ س إنك بجد دكتور،
اتجه بنظره لبثينه
– انا هسبكم شوية مع بعض… إتجه لأخيه
عايز أقولك الضغينة عندك مش اقل من اللي كانت عندي… أردف بها مغادر
جلس بمقابلتها
– عايزة إيه يابثينة؟
– موّ تي فرحتنا، وجاية دلوقتي وبتخططي لأيه؟
اقتر بت منه
– عايزك تسامحني… والله أنا ماكنت أقصد ولا أعرف إن دا هيحصل… أنا كنت مفكّرة أنه هيكون كلام بس
وقف وصر خ بو جهها
– الكلام معدش منه فايدة، النتيجة واحدة إن جنى اند فنت في التراب، لبست الأبيض بدري بس للأسف كان كـ فنها مش فستان فرحها
زفر بغضـ ب واتجه لها
– اوعي تفكري اني سبتك علشان صعبتي عليا أبداً… أنا سبتك علشانها… علشان دي اللي كانت بتربطنا ببعض… علشان لما نتقابل متقوليش ليه عملت في أمي كدا
إبتسم بسخرية واسترسل
– ماهي اصلها طيبة كانت مفكراكي كل حياتها… أقترب وتحدث بصوتا كفـحـ يح الثعبان:
– متعرفش إن أختها با عت حياتها علشان شوية فلوس… ر كل الكرسي وتحول لإنسان أول مرة تراه
واستطرد:
– متعرفش إن أختها هي السبب في مو تها، متعرفش إن أختها كانت بلا شر ف ورمت نفسها للشيطان… وبدل ماتيجي وندواي جرو حنا، لا راحت أشعـ لت البنزين في الجر وح… رفع نظـ ره وناظرها بغضـ ب
– متعرفش إن الشيطان يرفعلها القبعة والله وهي بترسم وتخطط ازاي تقـ تل روح بريئة… لا وكمان عايزة بنت في ربيع الظهور كانت عايزة حد يغتـ صبها
جلس وهو يضع رأ سه بين را حتيه… مع انسدال دموعه
– متعرفش انها حولت شخص من شخص مليئ بالحيوية والنشاط لشخص ميت جـ سد بس مفهوش روح… شخص كان بيدعي كل ليلة إن ربنا يختاره علشان يوصلها… رفع نظره مره أخرى
واكمل مفسرا
– للأسف يابثينة هانم
– إنت موّ تي حاجات كتير حتى لو من غير دم.. وأول اللي مو تيه
موّ تي اخلا قك ودينك… مو تي تربية أبوكي وأمك فيكي… مو تي أختك.. موّ تي جواد لما كان بيتحاسب على قضية اغتـ صاب… ضحك بسخرية
– بقى أخويا اللي بيتعامل بكل احترام من الكل تيجي واحدة زبا لة عايزة تنسف تاريخه وشر فة بقضيه عا ر…
جاية وعايزة أسامحك على إيه… أنا لو هسامحك، هسامحك علشان حاجة واحدة بس “انك بعدتي عني وارتحت منك”
تحرك مغادرا ولكنه وقف على باب الغرفة وتحدث وهو مواليها ظـ هره
– انا بدأت حياة جديدة… ياريت تبعدي عن حياتي زي ماكنتي بعيدة… وشكرا لدعوتك عليّا… قالها وغادر متحسرا على نفسه من ماضيا مازال يصـ فعه بقوة
قابلته نهى وهي تبتسم وحضـ نته
– عندي مفاجأة حلوة… بس مش هنا ولا دلوقتي.. أنا هسبقك على البيت متتأخرش
قالتها مُقبّـ لة خـ ديه ثم خرجت سريعا… حمد الله كثيرا إنها ذهبت ولم تراه بهذه الحالة .. من غضـ به ووجع قلبه
❈-❈-❈
خرج من شروده عندما دخلت الغرفة
– صهيب قاعد كدا ليه… قولت هتطلع تأخد شاور وتنزل إيه اللي حصل
جـ ذبها بقوة حتى سقـ طت بأحـ ضانه
اقترب من شـ فتيها وألتقـ طها لينسى بها همومه وأحزان قلبه التي تكـ ويه
قطع قُبـّ لته وهو ينهج
– مستني مرا تي الحلوة ناخد شا ورنا سوا… حتى ابننا يعوم معنا
ملـ ست على أحـ شائها بحب
– أنا فرحانة اوي حبيبي.. ربنا يباركلنا فيه ويجي على الدنيا بكل خير وسلامه
جـ ذبها لأحضـ انه
– ربنا يخليكي ليا ياحبيبة قلبي… قرب وجهها منه
– بحبك اوي يانهى إوعي تزعلي مني حبيبي… عايز أقولك الماضي اتمـ سح من قلبي مفهوش غير ذكريات بس… مجرد ذكريات بس اللي هنا إنتِ وبس قالها مشيرا لقلبه
جلست على سا قيه وحاوطت عـ نقه
– لو عندي شك في كدا صدقني كنت خرجت من حياتك حتى لو بمو ت فيك
لمـ ست جانب وجهه وقبّـ لته بعشق
– عارفة إن دي ذكريات واللي مالوش ماضي مالوش حاضر ياحبيبي… استرسلت مفسرة:
– أنا ماليش أحاسبك على الماضي ياصهيب.. أنا أحاسبك بعد ماعرفتني وأرتبطنا… نظر لها بأعين عاشقة
– وحشتيني ومتقوليش علشان الولد.. وحشتيني يعني وحشتيني… أقتـ رب متناولا ثغـ رها ليذهب بها لجنة خلدهما

في القاهرة
استيقظ جواد قُبيل الفجر
فتح عيناه ببطئ كان شـ عرها يغطي وجهه بالكامل… ازا حه بهدوء رافعا رأ سها من على صـ دره جـ اذبا إياها لذر اعيه… ابتسم عندما تذكر ليلته المجنونة مع عاشقة رو حه
أقترب من أنفا سها التي تمثل له نعيم الحياة.. ظل يملي عينه من جمالها الخارق لقلبه… تسـ حره بكل ذرة بكيانه… نعم لقد فُزت بجنة الدنيا أيها الرجل… هذا مااردف به لنفسه
ابتسامة غزت محياه مما أشـ عرته بتضخم دقات قلبه داخل صـ دره لأمتلاكه لها
ألتقـ ط ثغـ رها المكتظ حتى يشـ عر بجمال صباحه.. فتحت عيناها ولكنها اطبقتهما مرة آخرى عندما شـ عرت بإرهاق جـ سدها… ذهبت لنومها مرة آخري وهي تهمهم باسمه بين شـ فتيها
مـ ست كيانه وتغلغت روحه بابتسامة مشرقه مجرد سماعه لإسمه من بين شـ فتيها
د فن أنفا سه في عـ نقها وتحدث بصوتا مبحوحا.. مفعم بالمشا عر
– حبيب قلبي قومي وحشتيني… رفع رأسه ليرى تفاصيل وجهها عندما تستقيظ
صوّرها بقلبه كلوحة فنان مبدع… رمـ شت بأهد ابها تحاول فتح عينيها
– جود الساعة كام… رجع لوضعيته مرة آخرى وأردف حتى لفـ حت أنفا سه الحارة عنـ قها… ويـ ديه تتحرك بحريه على جـ سدها اللين تحت الغطاء ا لناعم
– الساعة أربعة… لسة ساعة وشوية على الفجر… “صوته… لمـ ساته.. أنفا سه الحارة زلـ ز لت كيـ انها مما جعلها تشـ عر بكهرباء تسـ ري بعمودها الفقري… شـ عرت بلـ ذة خفيفة بجـ سدها… جعلها تفتح رمديتها بالكامل… رافعة أنا ملها بشـ عره الناعم الغزير
– إيه دا إحنا منمناش غير ساعتين بس
اعتدل برأ سه حتى اختـ لطت انفا سهما.. أقترب اكثر ملـ تقطا شـ فتيها… وكانت أكثر من مر حبة بقبّـ لته التي لم يفصلها سوى احتياجهما للهواء
دا عب وجهها بأ نفه
– شوفتي عملتي في جو زك ايه… قولتلك بلاش الأكل دا
رفعت يـ ديها على وجهه تتحـ سـ. سه.. ثم أردفت بصوتا هامـ س جعله متيما لعشقها الأبدي
– جو زي مش محتاج أكلة ولاغيره… لامـ ست شفـ تيه وأكملت
حبيبي حبه اللي بيحركه… ناظرته برماديتها
– مش حبك ليا اللي بيحرك مشا عرنا… قالتها وهي مازالت تتلمـ س وجهه
أغمض عيـ ناه تحت يـ ديها وهو يذ وب كجليد في فصل الصيف… وتحدث وهو مازال مغلق عيناه
-حبيبك بيندم على كل لحظة بعد عنك فيها… حبيبك لأول مرة يتمنى يرجع للعشر ينات عشان يقدر يستـ متع بحبه أكتر وقت
جـ ذب خـ صرها مما اختـ رق قانون عشق المسافات بينهما
فتح عيناه ونا ظرها
– بحبك حب مش طبيعي… حب مخليني عايش في الجنة ولو وزعت فلوسي كلها علشان أحمده على النعمة دي مش هتكفي
ألقت بنفسها عليه
– وانا بعشقك وبعشق كل لحظة قرّبنا فيها من بعض وبكره كل لحظة بعدنا فيها عن بعض… دفـ نت رأسها في عنـ قه… مما اشعـ لت جـ سديهما بالكامل ليشـ عر بأن جـ سديهما لم يتقابلا منذ أيام بل شهور وماهي إلا منذ ساعتين فقط… جـ ذبها بقوة حتى أصبحت فو قه بالكامل… ليغوص بفن عشقهما للمرة التي لا يعلمون عددها كطائر النورس فوق البحار…
بعد فترة اتجه بها إلى حمام الغرفة وأنزلها بهدوء لبانيو الاستحمام عندما وجد علامات الإرهاق على جـ سدها بالكامل… دلف هو الآخر لداخل البانيو… جلس خلفها
حتى ألقت ثقل جـ سدها بالكامل عليه لعدم قدرتها على الحركة
بعد فترة كانت تجلس بجواره بعد انتهائهما من صلاتهما
جلس يرتل بعض آيات الذكر الحكيم.. بينما هي كانت تقوم بالتسّبيح على أنامله
ثم اتجهت لقراءة أذكار الصباح مع بعض الدعوات… إنتهت من أذكارها… ألقت برأ سها على سا قيه
تستمع لصوته العذب في تلاوته للقرآن لسورة البقرة… انتهى بعد قليل من تلاوته
ولكنه رجع لسورة الفاتحة.. قرأها بتمهل
قطبت مابين جبينها واعتدلت جالسة بعد انتهائه
– ليه قرأت الفاتحة مرتين… ابتسم لها ثم جـ ذب رأ سها لأحـ ضـانه
مش عيب تبقى كبيرة كدا وتسألي ومتعرفيش أهمية المثاني السبع
ضيقت عيناها وتسائلت المثاني السبع؟
ارجع بجـ سده للحائط جـ اذبا جـ سدها معه
كان عندي اتناشر سنة وقت ماعرفت وتيقنت من أهميتها… ناظرها وأردف متسائلا
ليه قراءة الفاتحه شرط أساسي في الصلاة.. دا مش أساسي لا بدونها الصلاة باطلة
وضعت رأ سها على كـ تفه
– مرا تك زيرو في المعلومات الدينية آخرها تصلي، تصوم، تقول أذكار، دعوة حلوة وقت المطر… ابتسم بوجهها
– مرا تي أحسن واحدة في الدنيا بس عايزة تقتحم عالمها الديني
بصي ياستي الفاتحة سميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة… يعني لازم نقرأها في كل ركعه.. حيث قال رسولنا الحبيب
“من صلى صلاة لم يقرأ فيها ام الكتاب فصلاته ناقصة.”.. وخلي بالك دا حديث موثوق من ابو هريرة
ثم أكتمل حديثه
وسميت بالفاتحة وأم الكتاب
لانها تبدأ في بداية المصاحف.. ومن شرفها وعظمتها للمؤمن والمسلم
إنها بين ربنا وبين عبده
رفعت رأ سها وتسائلت: بمعنى؟
– أجابها: لأنها قسمت بين العبد وبين ربه.. اتجه بجـ سده وأعدل جلستها… بصي يازوزو:
– إيه اللي بين الإسلام و بين الأديان التانية؟
-الصلاة حبيبي… هم ممكن يكون لهم صلاواتهم بس غيرنا طبعا، يعني إحنا ربنا ميزنا بالفاتحة أو السبع المثاني أو أم الكتاب أي أسم يعجبك ازاي بقى
-يعني وإحنا بنقرأ الفاتحه
” الحمد لله رب العالمين ”
ربنا بيرد عليه ويقول “حمدني عبدي…”
– نكمل” بالرحمن الرحيم ”
قال الله عزوجل: “أثنى عليّ عبدي”
إذا أكمل وقال:
– “مالك يوم الدين…”
قال الله عزوجل… “مجدّني عبدي”
وإذا قال: “اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم”
يقول الله عزوجل: “هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل”
استطرد مفسراً:
– يعني مجمله إن ربنا يهدينا الصراط اللي هننجو من نا ر جهـ نم وبئس المصير… ربنا يعفو عنا وينجينا من نا ر جهـ نم يارب العالمين
ومتنسيش كمان إن الفاتحة دي فيها شفائين
“شفاء القلوب، وشفاء الأبدان ”
يعني لما بنقولها بيقين لو عندك هم ربنا يز يحه ويشفي قلبك من الحزن وكمان بتقرأيها للأمو ات بتكون دعاء لهم
أما شفاء الابدان
– زي الرقية الشرعية اللي بتنـ جينا من السـ حر والحـ سد… ربنا يبعد عن كل حا سد ومنافقا ياقلبي
ابتمست بوجه تحمد ربها على نعمه وفضله عليها
ناظرته بعيونها الجميلة وابتسامهتا:
– تعرف من كتر ماحصلي كنت مفكرة أنا اتعس بنت في الدنيا… بس ربنا فعلا رحمته واسعة أوي… إحنا منعرفش إن كل ابتلاء فيه خير… بس نقول إيه معندناش صبر على الابتلاء
قـ بّل جـ بينها ودعى
– ربنا يرزقنا الصبر على ابتلائه دايما… عايز إيمانك بربنا قوي… مفيش حاجة تهز دينك
حتى لو ابتلا كي بأكبر وأعظم حاجة بتحبيها:
ألقت نفسها بأحـ ضانه
– ربنا رحيم بيا وان شاء مفيش وجـ ع لقلبي بعد كدا… إنت أكبر نعمة عندي بدعي ربنا ليل نهار يباركلي فيك ويدلك طول العمر… جواد أنا قوية علشان إنت جنبي حبيبي
بتمنى من ربنا تفضل السعادة لقلوبنا
حمـ لها بين يـ ديه حتى وصل لفراشهما… ثم قام بخـ لع اسدالها
– تعالي نكمل نومنا عندنا سفر… وكل “مايصبينا إلا ماكتبه الله لنا ”
يعني ربك هو الحافظ وهو المدبر لأمره
ألقت بنفسها في حـ ضـنه كأنها ستفتقده… همـ س لها وهي مازالت بأحضـ انه
-على فكرة حضـ ن كمان وهشيلك على البانيو وإنت عارفة إيه اللي هيحصل بعدها… احنا لسة في الشتا ياقلبي وكتر الحموم بيكـ سر العضم… رغم أنه أردف بها كي يخر جها من حالتها ولكنها تعلقت به أكثر… بسط جـ سدها بهدوء على الفراش
وتمدد بجانبها… مطوقا خـ صرها وهو يهمـ س لها بكلمات الاطمئنان
❈-❈-❈
هي كنزه الثمين الذي لايرى شيئا في الكون أثمن منه…
رفع شـ عرها على جنبا وجـ ذبها
مُقبـ لا شفـ تيها قُبـ لات سطحية حتى ذهب في سُبات عميق
بعد عدة ساعات بالسيارة
تجلس تستند على كتـ فه تطوقه
– ليه بابا أصّر يكتب كتاب سيف في الفيوم
رفع حا جبه متزامنا مع شـ فته العلوية
– حسين دا عليه أفكار جُهنمية… حاولت أفهم منه كل اللي قاله
“البلد وحشتني والأهل واحد ليه لأ”
حاولت ادعاء الثبات أمامه..
– فعلا البلد وحشتنا كلنا…كان نفسي اقولك ياريت نرجع زي زمان
، بس دا مستحيل… جـ ذب رأ سها لأحـ ضانه.. واردف مبتسم كي يخرجها من حالتها
وحشتيني على فكرة… كل ماافتكر الحمام والكوارع وأنا بحـ س إنها مأخد تش حقها
رفع ذ قنها وزع نظره بينها وبين الطريق أمامه… كنتِ مجنونة ياقلبي
تو ردت وجنـ تيها بد ماء الخـ جل وهي تطرق أنظارها أرضا هاربة من مغـ ذى كلماته… فقدت قدرتها على الكلام وإرتبكت في جلستها وبدأت تنظر من النافذة… جـ ذبها مرة آخري عندما ابتعدت بعض الشئ
ابتسم بهدوء وهو ير ميها بعيونه الصقرية ليتفحص جمال وجهها وخـ جلها… قهقه عليها عندما تقابلت بنظراته.. وضعت يـ ديها على وجهها
– بس بقى ياجواد بُص قدامك بدل مانعمل حادثة
قبـ ّل رأ سها:
– دا مكانك إياكي تبعدي مرة تانية… وضعت رأسها على كتـ فه مرة أخرى وقامت بتشغيل الكاسيت
“انا بعشقك أنا.. أنا كلي لك ”
ظلت تدندن مع الأغنية
دنا من أذ نها “أنا بعشقك أنا، أنا كلي لك”
رجـ فة لـ ذ يذة أصابت جـ سدها من أنفـ ا سه التي ضـ ربتها اغمضت عيناها تستـ مـ تع بصوته وهو يغني لها
اعتدلت تنظر له
– وعدتني تغنيلي قبل كدا فاكر… ابتسم ونظر لوجهها ذو اللوحة الفنية الخـ لابة التي تثـ ير قلبه بل جـ سده بالكامل
– أوعدك الليلة كلها هتكون بتعتك… تحت أمرك.. مش هغنيلك بس هنسهر ونحاكي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مع بعض…
وعاملك مفاجأة هتعجبك أوي.. قبل ماتبدأي في الماجيستير
تغلغلت رو حها بابتسامة مغرمة به مجرد ماستمعت كلماته فأصبحت كفراشة جـ ذابة الألوان تتحرك بخفة فوق الازهار
لمـ ست جانب وجهه:
– ووعد مني هعملك مفاجأة هطّير عقلك.. أنا كمان هشوف مين مفاجأته احسن
ضـ رب على المقود وهو يضحك بصوته الر جولي
– وحياة ربنا مو تي هيكون على ايـ دك ياجنيتي
نامت على كتـ فه
– مش مهم المهم هنمـ وت مع بعض… لا إنت تعاني من بعدي… ولا أنا أعاني من بعد… اعتدلت سريعا
– لا مش هتكون معناة أد ماهيكون مو ت حقيقي بس بالروح
مـ سح دمو عها التي تساقطت فجأة
– حبيبتي إحنا بنهزر.. ليه قلبتيها حزن كدا
هزت رأ سها وعادت لمو ضعها
– أنا مش عايزة أتخيل ياجواد… بلاش وحياتي عندك، تهزر في المو ت… كفاية وجع لحد كدا… ضـ مت نفسها بالكامل لداخل أحـ ضانه مماجعله فقد السيطرة على القيادة
هدئ من سرعة السيارة ووقف بجانب الطريق
استدار بجـ سده لها … تشبـ ست بقميصه ودمو عها تسبق كلماتها… بكت بقـ هر يتيمة عندما تخيلت فكرة فقـ دانه
بدأ الخوف يلتـ هم قلبه عليها كما تلـ تهم النـ ار سنابل القمح المحترقة… شــ عر باحتر اق صـ دره عندما وجد حالتها هكذا
دمو عها تكـ وي قلبه.. نعم هو يخاف أكثر منها
نزل من السيارة وطلب من زاهر قيادة سيارته عندما فقد السيطرة على نفسه من حالتها
– سوق بينا يازاهر وخلي حد من الأمن يركب عربيتك
استدار وجـ ذبها للخلف… جلس وأجلسها بأحـ ضـانه… شـ عور طفلة ضا ئعه مشتته عندما فقدت والديها… هذا كل ماشـ عرته عندما تحدث بكلماته المازحة
نامت بأحـ ضـانه على موضع نبض قلبه وهو يتمتم لها ببعض الكلمات الهادئة
– أوعدك عمري ماأسيبك ياقلبي.. دا عب وجهها بأنـ فه
– انتِ متعرفيش انتِ بالنسبالي إيه… إحنا بنهزر… وبعدين فين إيمانك بربنا يازوزو… دا إيمانك بربنا… أخيرا هدأت وذهبت في سبات
❈-❈-❈
وصلا بعد قليل الى الفيوم
نصب عوده وهو يمد يـ ده لها ليساعدها على النهوض من السيارة… وضعت يـ ديها بيـ ديه ونزلت من السيارة
اتجه سيف إليهما وهو يقوم بالتصفير
– والله خايف على نفسي ليفكروكم العرسان…
رفع حا جبه متحدثا بسخرية
– احنا أحسن من العرسان نفسهم يالا..
وقفت بجانب سيف
– الف مبروك ياسيفو وعقبال الليلة الكبيرة
جـ ذبها من يـ ديها
– هتفضلي ترغي تعالي ندخل نشوف بيعملوا إيه من غيرنا … اتجه بنظره إلى سيف
– كله تمام… اومأ له برأسه بنعم… قبـ.ّ ل يـ ديها.. حبيبتي إدخلي لماما وطنط حسناء عندي مشوار مهم لازم اعمله
قطبيت جبينها:
– مشوار إيه دا ياجواد؟
ربت على كتـ فها… مردفا
– لما أرجع هقولك… قاطعهم دخول أمل ووالدتها الذين وصلوا للتوا
– إزيك ياجواد… قالتها أمل وهي تنظر له بإشتياق… إرتدى نظارته الشمسية وحيّاها بهدوء
– إزيك ياأمل.. أنا كويس… أعاد نظراته لغزل
– ادخلي ياله عايز أمشي… أومأت برأسها ودخلت.. وقفت أشجان أمامه
– فيه موضوع مهم ياجواد عايزين نتكلم فيه… تحرك مغادرا للسيارة
– “ان شاء الله ”
وصل بعد قليل لمقبرة جاسر وأمجد
وقف أمام المقبرة ينظر بشرود وأحداث الماضي كلها أمامه كشريط سينمائي
أغمض عيناه بحزن وتحدث
-عامل إيه ياصاحبي وحشتني… تنهد بأ لم كاد أن يذ بح صـ دره…كان يقف يبـ كي على مأ ساة الفراق من أعز الأصدقاء بل كان كالاخ..شـ عر بأ لم بقلبا مفطور ملئ بالثقوب الحزينة كلما تذكره…. اتجه وجلس أمام المقبرة وبدأ يحدث نفسه
كيف نخبر الجميع إننا بخير وقلوبنا تشتهي ضـ م أشخاص فار قت الحياة…
لا يعلموا أن البقاء على قيد الحياة أشد أ لما من المو ت نفسه… ياله من فراق دائم يبعث للقلب الآلام وآهات صا رخة … حتى لو أشـ عرنا بما حولنا إننا بخير
تنهد بحزن من أعماق صـ دره
– وحشتني أوي.. الفراق آه لو تعرف فراقك عمل إيه؟
أمـ سك حفنة من الاتربة بجوار المقبرة
– شوفت ياجاسر اتخلقنا منه وهنرجعله.. انسدلت دمـ عة شريدة من عينيه
رغم السعادة االي عايش فيها بس ناقصني انت… ايوة ياصاحبي
– فيّا حاجة ناقصة رغم وجود صهيب وحازم بس إنت غيرهم… اهة صا رخة خرجت من جو فه
– كان نفسي تشوف السعادة اللي أنا وغزل عايشنها… استكمل حديثه المـ ؤلم
كان عندك حق ياحبيبي…. مفيش أجمل من إنك تنام مرتاح وحبيبك في حـ ضـنك
تنهد وحاول أخذ نفسا يملأ رئتيه بهدوء ثم طرده
– خايف، تخيل.. جواد خايف من بكرة… خايف السعادة دي تتسرق مني.. خايف على غزل أوي… خايف على أخواتي.. أول مرة احـ س اني خايف أوي كدا… بقيت أنام زي الاسد مفتح عين ومغمض عين… بقينا نمشي أمن جوا وأمن برة.. زفر واكمل مستطردا
– أنا مش خايف على نفسي أد ماأنا خايف على غزل لو حصلي حاجة… تعرف إننا مبنعرفش نتنفس بعيد عن بعض
ابتسم بو جع
– اختك بقت مجنونة أوي..ضحك،هي طول عمرها مجنونة الصراحة… بس بعشق جنانها كبرت أوي مش بالسن بس … كبرت بمواقفها بقت بتعرف تمتـ ص غضـ بي.. وكمان بقت بتعرف إزاي تكون حنينة وفي نفس الوقت قطة شـ رسة… تقول إيه بقى جنيتي تربيتي … تذكر شهيناز
وقف ولمـ س المقبرة
– اخدتلك حقك وحق عمو ماجد ياحبيبي… عايزك تنام وترتاح مع إنها جت متأخر بس جت … لسة حق د مك مكملش.. وقعتهم لسة واحد بس وحياتك عندي لأجيبه.. بدل عرفت هو مين متاخفش حتى لو فيها مو تي خلال شهر هعلقه على حبل المشـ نقة زيه زي غيره…
– دفـ نتلك شهيناز بأيـ دي دي تحت الارض
هخلّص منها القديم كله
هنا ذهب بذاكرته لذلك اليوم
بعد رجوع غزل… باليوم التالي ذهب إليها حيث المكان الذي وضعها به عثمان
وقف عثمان عندما وجده
– زي ماطلبت حضرتك ياباشا… بس حضرة الضابط باسم رافض كل اللي بنعمله
– ملكش دعوة بباسم أنا هتصرف معه.. هي صاحية
اومأ عثمان برأسه:
– كانت بتصر خ من شوية… فتح جواد الباب ودخل إلى غرفة تحت الأرض
دلف للداخل وجدها تجلس على الأرض وهي تبـ كي ومظـ هرها مز ري للغاية
جلس أمامها على المقعد:
– شاهي، شاهي.. قولي ياست الحسن والدلال أعمل فيكي إيه…إختاري موتة تليق
وقفت واتجهت له
– تعرف أكتر واحد كر هته في حياتي إنت
قهقه بصوتا مرتفع: القلوب عند بعضها يامدام شاهي.. أخفض رأ سه وتحدث
– تعرفي لو ينفع أغنيها وأنزلها ألبوم ماأتأخرش
فجأة جـ ذبها من خـ صلاتها
– الحق عليا… أنا اللي غلطت لما عرفت إنك قذ رة ورغم كدا سبتك
كان المفروض ارميكي رمي الكـ لاب يوم ماسقـ طي ابن ماجد… كان المفروض احبسك يوم ماعرفت إنك بتغتلسي من الشركة… كان المفروض امو تك او أدفنك بالحياة يوم ماعرفت إنك قذ رة وبتجري ورا جاسر وبتحاولي تفر قي بينه وبين مليكة… شهـ قت شهقة فارغة الو جع تحاول الثبات أمامه قدر المستطاع ولكنه
رطم رأ سها بالحائط وبدأ يتحدث بغـ ضب
وخرج عن السيطرة
– كان المفروض ما سبكيش عايشة يوم واحد بعد مارحتي واتفقتي مع بثينة بقتل أختي واغتـ صاب غزل…دفـ عها بكل قوته
إنسال الد ماء من أنـ فها وهي تبـ كي وتهز رأ سها بلا
همت أن ترد عليه لكنه استوقفها بسـ باته محذرا
– إياكي أسمع صوتك سمعتي… أقترب بخُطى سُلحفية وأثنى بجـ. سده
– وياريت تتهـ دي بعد دا كله، لا رايحة تخـ طفي مر ات جواد الالفي… دار حولها حتى بث الر عب بها.. وجـ ف حلقها وار تعدت مفا صلها
نظر لها بنظرات قاتمة ووجهه يغمره الغضـ ب تمنى ان يخـ نقها ولكنه اتجه
وجلس مرة آخرى على المقعد ووضع سا قا فوق الأخرى
– سمعيني كدا كنتِ عايزة تعملي إيه
: ايوة ايوة افتكرت..
– عايزة تجيبي أخويا وتصوّريه مع مر اتي… هنا وقف كالوحش المفترس وانقض عليها لم يرى أمامه سوى زو جته وهي تصر خ باسمه ور عبها مما خُطط لهما
دخل عثمان سريعا عندما استمع لصرخاتها
– جواد انت بتعمل إيه،؟
هتمـ وت في إيـ دك… ظل ير كلها بكل جـ سدها لم يرى، لم يسمع شيئا… دفـ عه عثمان بكل قوته
– لو سمحت يافندم فوق دي ما تت
بصق عليها
– المو ت رحمة للي زيها… عايزها تشوف العذاب ألوان… افصلي كل الكهربا دي
أنا عايز الاوضة دي مقبـ رتها سمعتني ولا لا
نزل بجـ سده جالسا على عقبيه أمامها
إحمدي ربنا إنك واحدة ست… أقسم بالله لا أخليكي تتمني المو ت ماطلهوش
وقفت تستند على الحائط من شدة الآمها
– جواد وحياة رحمة جاسر تسامحني… امـ سكت بيـ ديه
وحياة غزل عندك تسامحني وتسجني ودّيني السجن بلاش تسبني هنا
دفـ عها بقوة حتى سقـ طت على الأرض
اسمي حضرة الظابط يا بت متنسيش نفسك…نظر لها بإحتقار ثم تحرك مغادرا وهو يصر خ بعثمان
– البت دي ممنوع تشوف نور ربنا لحد ماتمـ وت… استدار لها وتحدث
-البقاء لله ياشهيناز… نسيت أقولك عاصم ما ت من يومين عقبالك
❈-❈-❈
خرج من شروده عندما شـ عر بأحدهما يضع يـ ديه على كـ تفه
– لما إنت جاي هنا ماقولتليش ليه
جـ ذبها وأجلسها بجواره مطوقا خـ صرها
– زاهر معاكي برة… أومأت برأسها
اتجهت للمقبرة
– وحشتوني أوي… ناظرت زو جها الذي يجلس بجانبها
– شوف ياجسورة مين عندك
غزالتك وحبيبها.. بس المرادي مش حبيبها بس لا جو زها وكل حياتها… ومش جاية تشتكي منه، ابداً
ابتسمت وهي تناظره بعشقها
– جاية أفرحك حبيبي زي مافرحتني… جاية أقولك انك أجمل وأحن أخ في الدنيا
اتجهت بنظرها للمقبرة
– جاية أقولك لو فضلت أدعي ربنا ليل نهار على رحمته بيا…مش هتكفي…جاية اقولك حبيبي ضحـ يت بنفسك علشان أختك تعيش…أستكملت مسترسلة
حبيت تد فن نفسك علشان تبسطني…حتى وإنت تحت التر اب فكرت بأختك…أنا أسعد واحدة بالعالم دا ياحبيبي…عايزك تطمن على أختك…استدرات له مرة أخرى
– وكمان إطمن على صاحبك وقدوتك في ايـ د أمينة…ضحكت بصوت هادي
– أنا اخيرا عرفت ليه جواد قدوتك…بجد انتوا الاتنين أغلى ماأملك…إنت بذكرياتك وهديتك اللي مهما أعمل علشان أجازيك عليها مقدرش…وهو بحبه وسعادته ليا
وضعت رأ سها في حـ ضنه
– وحشني أوي ياجواد نفسي أضـ مه وأشم ريحته…فعلا الاخ ميتعوضش أبدا…ومش أي أخ…دا جاسر
قبّـ ل جبهتها…
ربنا يرحمه حبيبتي… ضيق عيناه ليخرجها من حالتها
– إزاي صاحبه في إيـ. د أمينة يابت … دا أنا ضعت… فعلا أنا كنت بقوله اني في إيـ ـد
كنت لسة بقوله ياروحي.. لكـ مته بجنبه
– وسع كدا أنا مخصماك علشان مقولتليش إنك جاي هنا… على فكرة أنا جاية صدفة مع خالتوا حسناء جت تزور عمو حسن فقولت هروح معاكي… هي هناك عند المقبرة
وضع جبـ ينه فوق جبـ ينها
– بتهربي يازوزو علشان معاقبكيش إنك خرجتي من غير ماأعرف
وقف وجـ ذبها معه… بس هتتعاقبي ياقلبي
وقدام اخوكي وأبوكي اهو لازم جو زك يعا قبك.. ألقت نفسها بأحـ ضانه وبكـ ت لقد خلـ عت قناع الصمود
– ياريتهم يردوا عليك ياجواد… أنا موافقة إني اتعاقب منك.. بس اسمع حد فيهم وهو بيقولك اكـ سرلها عضمها حتى … أنا موافقة تعملوا فيا اللي انتوا عايزينوه
ضـ مها بكل قوة لديه
– عرفتي ليه ماردتش أقولك اني جاي هنا… علشان دمو عك دي بتمو تني… يرضيكي تمو تيني يازوزو… مـ سحت دمو عه مُقـ بّله خـ ديه
– بعد الشر عليك يار وح غزل

مساءا
كان يجلس الجميع بالحديقة المزينة بالانوار…
توضع منضده متزينة بوسط الحديقة يجلس عليها كلا من..
هاشم والد العروس..بجانبه حازم… وعلى الجانب الآخر يجلس حسين بجانبه سيف وجواد… ويوجد المأذون في المنتصف
بعد فترة انتهى مر اسم عقد القران
اتجه حازم لأخته التي تجلس بجوار حسناء ونجاة..
– الف مبروك ياقلبي.. يارب دايما السعادة لقلبك وحياتك ثم قبـّ ل جبهتها
ثم اتجه بها حيث والده وسيف
ضـ مها هاشم لحـ ضنه:
-ألف مبروك بنتي الحلوة… ربنا يسعدك حبيبتي
قبّـ لها فوق جبينها
اتجهت لحسين
– قبـّ ل حسين رأ سها
– ألف مبروك يابنتي ربنا يسعدكم يارب
اتجه صهيب وجواد لسيف مهنئين بعقد قرا نه… وقف سيف أمام والده الذي تظهر سعادته اليوم لا توصف فاليوم مـ سك الختام لأولاده فلـ ذة كبده آخر العنقود والحبيب والأقرب إلي قلوبهم
قـ بّل يـ د والده الذي قام بتقـ بيل جبـ هته
– ألف مبروك ياحبيبي ربنا يسعدك ودايما السعادة لحياتك
تحرك اخيرا لعروسه المنتظرة مباركتها
وضع وجهها بين راحتيه مُقـ بّلا جبـ هتها
– مبروك ياأميرة قلبي… وفجأة طوق خـ صرها وظل يدور بها
مع التصفيق والتصفير من الجميع الذين يحضرون
بدأت الحفل بالموسيقى الهادئة ورقص العروسين
وقف صهيب وبسط يـ ديه لزو جته
– تسمحيلي بالرقصة دي ام عتريس
وقفت وتشابكت الأيـ دي
ظل يتراقص بها وسط جموع الحضور وبجانبهما أمل وصديق سيف وهي تنظر لجواد الذي يجلس بجانب غزل متشابكين الأيا دي وينظرون لبعضهما بعشق ويتحدثون كأنهم يعيشون أيام المر اهقة
خرجت نهى من أحـ ضان صهيب
– تعالى نقعد أنا تعبت… جـ ذبها
– تمام تعالي أقعدي هروح اجبلك فواكه… أومأت بر أسها
بعد قليل انتهت الرقصة مع دوران سيف بعروسه
ضحك صهيب عليه
– وادي سيف اللي عاملي عاقل أهو لسة مدخلش عش الزو جية واتجـ نن
لكـ مته نهى التي جلست تأكل حبات من الفراولة
– زي ماإنت اتجـ ننت كدا ياحبيبي
استند على المنضدة متشابك الـ يدين.. مسلط عيناه على شـ فتيها وفـ مها الذي يلو ك الفراولة باستمتاع.. د نى منها
– بطلي تاكلي قدامي فراولة… أنا بنبه مرة واحدة
رفعت حاجبها وتحدثت بسخرية
– ولو منبهتش ياروحي هتعمل إيه
“هكتب كتابي ” أردف بها بهدوء وهو يشاكسها كالاطفال
– ياعيني عليك ياصهيب اتجـ ننت ياحبيبي بدري بدري
وقف فجأة
– معلش ياماما نهى بطنها بتو جعها هتطلع تر تاح شوية وأنا هوصلها
نظـ ر له جواد نظـ رة أر عبته
– أقعد يالا هتسيب أخوك وتروح فين… نظر لنهى وهي ترفع حا جبها بشقاوة
ربتت على كتـ فه بسخرية
– اقعد ياحبيبي.. أنا كويسة قال إيه بطني بتو جعني… جتك ضر بة في بطنك ياصهيب… بتنق عليا
ضحكت غزل عليهما ومـ صمـ صت شـ فتاها وهي تنظر لصهيب بسخرية
– ألف سلامة ياصهيبوتي تعيش وتاخد غيرها
لكـ زها جواد هامـ سا
– إحترمي نفسك حر مي المصون… بطلي ضحك، كفاية فستانك دا اللي مش طايقه عليكي
رفعت أنا ملها وأغلقت زر قميصه
– وانت لم نفسك ياحبي مش هفضل أقفل زراير قميصك كل شوية… إيه حد قال عضـ لاتك حلوة
كان يتابعهما بجلسته وهو ينفـ ث دخان من إذ نيه ولكنه ابتسم
– جدعة يابت يازوزو بتعرفي تاخدي حقك… قوليله ليه فاتح زراير قميصه والجو برد يعني مش حر… ياترى ليه
استرسل إكتمالا لحديثه وجواد يناظره بغـ ضب
أمـ سك عنباية ووضعها بفـ مه وهو ينظر لجواد بشقاوة
– علشان الحفلة مليانة مـ زز شوفتي صحبات ميرنا بيرقصوا إزاي على واحدة ونص وعينهم على حضرة الضابط تقوليش،مفيش غيره بالحفلة … أنا نفسي أقوم أطبلهم… أهو يمكن يحـ. سو بوجود حد تاني
ضغط على شـ فتيه السُفلية
– قوم ياحضرة الطبّال الهُمام…وريني مواهبك.. والله هبقشش عليك… لم ترى نظراتهم المتحدية
توجهت بنظراتها إلى البنات اللاتي يترا قصون على الموسيقى الشعبية واخيرا جلسن ووقفت أمل بمنتصفهن
وبدأت تتما يل بجـ سدها الأنثوي التي كانت تظ،هر معالمه بسخاء من فستانها الأخضر الذي يصل لركـ بتيها…
كانت أمل نظراتها تحاصره… استدارت غزل إليه وبدأت نيـ ران الغيرة تتأكل دواخلها ولكن اطمئنت عندما وجدته يتحدث مع صهيب… فجأة جـ ذب سيف..جواد وصهيب وحازم للاستيج واشتـ عل الاستيج بالاغاني الشعبية… مع رقصات البنات
وقفت وهي تنظر له بغـ ضب عندما وقفت أمل تتما يل بجـ سدها عليه…وهو ينظر لها بغموض هادئ… مطت شـ فتاها كالاطفال فجأة ابتسمت واتخذت قرارها…
خطت بكعبها العالي وفستانها السماوي الجـ. ذاب الذي يرسم جـ سدها رغم وسعه بعض الشئ إلى حيث وقوفهم جـ ذبتها مليكة التي كانت تجلس بجوار نجاة تتابعهم … وقفت أمام غزل عندما وجدت نظراتها إليهما
– بت ياغزل ناوية على إيه… جواد بعيد عنها هي اللي بترمي نفسها… زوزو إنتِ دكتورة دلوقتي، حافظي على مركزك ومركز جو زك… إياكي تعملي اللي بتفكري فيه
ضحكت بصوتا وهمـ ست لها
– دلوقتي هتشوفي وكمان حضرة الضابط الأمور…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تمرد عاشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *