روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثالث 3 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الثالث 3 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الثالث

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الثالث

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الثالثة

مكنتش عارف أرد أقولها ايه, اتلعثمت في الكلام وأنا بقول: أصل بصراحة هي نطتت في دماغي أسافر دلوقتي.. وأدرجت كلامي بضحكة صفرا, بصتلي وهي مش مقتنعة ونفس النظرات كنت شايفها علي ملامح حد الي خرج عن صمته وقال: أنت مخانق معهم في البيت؟
كنت مستغرب هو عرف منين, انا لسه يدوب خارج يعني وأمي ملحقتش حتي تقول حاجة, بصتله وانا بنكر كلامه بقول: وأنا هخانق معهم ليه يعني؟
رد وهو بيقول بنبرة استفهام: سفرك المفأجي الي ظهر مرة واحدة بعد ما مشيت من عندنا بوقت قليل والشنط الي واخدها ومن شكلها باين إنها اترتبت علي عجلة, وكونك مذكرتش حاجة عن الموضوع ده لمرسال رغم كونك بتحكليها أدق تفاصيلك وفوق كل ده, دي بي مش معاك وأنت مستحيل تمشي لأي مكان من غيرها وكل ده إن دل فبيدل علي أنك اتخانقت معهم في البيت فقررت تسيبه وتمشي وده الي بيفسر شنطك ال مش مترتبة وقدومك لينا دلوقتي علشان تودع مرسال رغم إنك كنت لسه ماشي من عندنا من ساعة.
اتعلثمت في الكلام وانا بحاول انكر بقول: لا طبعا عادي يعني كل الي انت بتقوله ده مهوش مبرر, انت بس الي بتخترع قصص مش موجودة, شكلك مضايق بس من وجودي دلوقتي فاخترعت كل ده… وقبل ما أخلص كلامي بصتلي مرسال بجدية ممزوجة بالقلق: انت خانقت معهم فعلًا يا هادي؟
مرسال كانت الشخص الوحيد الي مش بقدر اكذب عليه لفترة طويلة وبضعف في الاخر وبعترف, هزيت راسي وانا مميلها بقول بهدوء: أيوة.
“ليه؟”
“علشان…” وفجأة افتكرت وجود حد فامتنعت عن الكلام, مش علشانه ولا علشان احايسسه بس علشان مرسال, مكنتش حابب إنها تدخل معه في جدال وتعيط بسببي, انا مشوفتش حد غريب بيتعصب قبل كدا بس علي حسب الي سمعته من أمي, إنه بيجن جنونه لما يكون الامر متعلق بمرسال ولو ذكرت اسم رماح واحنا قاعدين أكيد مكنتش الليلة هتعدي علي خير, وقتها سكت فلاحظت حد بيبصلي كأنه فهم إني مش عايز اتكلم قدامه علشان كدا قام واستئاذن إنه عايز ينام, بمجرد ما حد مشي بصتلي مرسال وقالت: قولي هببت ايه يا جلاب المصايب.
“معملتش حاجة صدقيني.”
“أمال ايه الي حصل؟ أكيد الخناقة دي ماتعملتيش من العدم.”
“هقولك بس متزعليش.”
بصتلي وسكتت وبعدين قالت: نبرتك مش مطمناني..قول يا أخرة صبري قول.
“لا اوعدني الأول.”
“أنا مش هقدر أوعدك إني مزعليش بس اقدر اوعدك إن ردة فعلي متكونيش قوية.”
“بصراحة يا مرسال أنا بقالي سنين بتابع رماح في السر, بجد متتصوريش أنا معجب به ازاي وبفنه وأظنك بتشاركني نفس الرأي.”
“بعيدًا عن رأيي ورأيك ايه الي حصل بعدين؟”
اتنهدت وبعدين كملت: مريم شافتني وأنا بتفرج فراحت قالت لأمي, ولما أمي عرفت خانقت معي وأنا طبعا اتعصبت وهي متحملتش كلمة علي أبوها فضربتني بالقلم فسبتلها البيت ومشيت.
“هدية ضربتك بالقلم؟”
“تخيلي يا ستي. بعد كل السنين دي, تضربني وعلشان مين؟ علشان الي اسمه حد غريب ده.”
“لا يا بني ميرضنيش.. هدية مش معها حق تضربك قلم واحد علشان انا لو مكانها كنت ضربتك قلمين وعشرة كمان, انت ازاي تتكلم علي حدودي وأسكت.”
“يا مرسال بقي!”
“ششش مش عايزة اسمع صوتك ولا تكلمني حتي, وخش اتسكع جو لحد ما يطلعلك صبح ونوديك عند أمك.. قال تتكلم علي حدودي قال دنا أزعلك أنت وأمك”
” كالعادة بتسيبي الموضوع الرئيسي وتركزي في حاجة تانية.. يعني كل الي فرق معاكي إني اتكلمت علي سي حدودي بتاعك ده.”
“أمال يفرق معي ايه يعني؟”
“طب ورماح؟ قصدي مش مضايقة مني لأني بتابعه.”
“وأنا هضايق ليه؟ متسمع للي انت عايزه بس أنت للاسف عبيط واتكشفت بسرعة.”
“لا استني عيدي كدا! يعني أنتِ مش مضايقة مني بخصوص رماح.”
“مستحيل أزعل منك لأني عارفة قد ايه أنت بتحب مدرسته في الفن ولاحظت ده عليك أكتر من مرة وكنت شاكة فإنك بتسمعله لأني كنت بتصرف زيك بالظبط لما كنت بسمعله, بس الفكرة إنك كان المفروض تراعي مشاعر الي حواليك وأنت عارف كويس قد ايه هدية مرتبطة بباباها وأكيد الي بيضايقه بيضايقها, وخصوصا بقي لو المضايقة دي جاي منك لأنك بتتصرف معه ديما بقلة زوق وأدب فطبيعي تتضايق أكتر وتحس إنك بتعمل ده علشان تتضايقه أكتر أو حتي غير كدا فهي بتشوف ده عدم احترام لمشاعر باباها.”
كنت مستغرب كلامها شكلي كنت مكشوف من زمان بس مش واخد بالي, بصتلها وقولت: وهو ايه الي يضايقه من رماح مثلا ده حتي كيوت.
“يا بني أنت عندك زهيمر؟ هل أنت عندك الزهيمر؟ مانت عارف كويس حكاية رماح وعارف قد ايه حد بيتعصب بخصوص أي حاجة بتتعلق بي, وممكن يتعصب علي أنا شخصيًا.”
“بس يا مرسال دي حكاية عدي عليها أكتر من 45 سنة.”
“بس مشاعر الغيرة والحب يا هادي مش مرتبطة بسن معين.”
بصتلها وسكت وبعدبن سألت: أنا مش فاهم يا مرسال حقيقي اشمعنا هو؟ ليه ماخترتيش الشخص الوحيد الي يستحقك, الي كان هيحققلك أحلامك ويخليك تعيشي سعيدة طول عمرك.”
“طب مانا عملت كدا فعًلا.”
“انا مقصديش حد يا مرسال.. انتي عارفة كويس إني أقصد رماح.”
“انا لو عملت زي مانت بتقول, لا أنت كنت هتبقي موجود ولا أنا كنت هبقي سعيدة, لأن سعادتي الحقيقية بترتبط بوجود حد وبس مش أي شخص تاني ولازم تعرف ده كويس يا هادي وبطل تأذني فيه كتير علشان مجيش اليوم الي هزعل فيه منك لدرجة إني امتنع فيه عن الكلام معاك.”
بصتلها بحزن: تمنعي الكلام معي؟ علشانه؟ مرسال انتي بتتكلم جد؟
“أنا بقول لو, لو ولو هنا مقيد بشرط.”
“لو ولا غير لو.. أنتي في الوقت نفسه هتعملي نفس الأمر.. أنا كنت فاكر إنك الشخص الوحيد الي بتنصفني وبتحبني بجد إنما الواضح إن هي هي نفس المعادلة بتاع بنتك انا لا شيء في وجوده او غيابه مجرد تكملة عدد في العيلة بالنسبالكم, مجرد إنكم بترمولي بواقي حبكم بس.. يبقي هو الاساس والبواقي الي بترمولها ممكن تمنعوها عني لمجرد أي كلمة عليه.”
كانت بتبصلي وهي ساكتة وبعدين باشرت في الكلام بتقول: خلصت دراما خلاص؟
“مرسال انا مش بهزر انا بتكلم جد..أنا فعلًا لا شيء في وجوده هو اخد كل حبكم ومسبليش غير البواقي و…”
وقبل ما أكمل كلامي لقيتها بتشدني من ودني بتقول: عيدي كدا تاني بتقول ايه؟
سابت ودني وبعدين بصتلي وهي بتقول: تبقي عبيط لو فاكر إن الحب بيتجزأ, وإننا بنرملك البواقي.. حبي لحد هو نفس حبي لك حب كامل بدون ما اضطر اجزأه واديك انت الفتافيت بس الفكرة إن الحب مختلف, يعني هو جوزي وأول عيلتى العمودي الاساسى لعيلتي الصغيرة الي كونتها والي من غيره العيلة تقع, إنما حبي لك هو شعور بالأمومة والمسؤولية تجاهك أكتر من مامتك نفسها, إذا كان هو قرة عيني فأنت فلذة كبدي ولا غني عن ده أو ده ولا فيه أهمية لده عن ده انتوا ال2 بنفس الاهمية في حياتي, هو سندي ومؤنس وحدتي وأنت بهجتى ومسرة قلبى.. هو شريكي في الحياة وأنت شريكى في أكتر حاجة بحبها وهي الرسم.. وكوني قلتك إني مش هكلمك لو فضلت تأذيني فيه لأني فعلا مش هقبل منك ده زي مش هقبل منه ده وإنه يقول عليك كلمة واحدة.. بس الفكرة إن حد عمره ما اتكلم عليك بسوء من وراك او من قدامك بالعكس كان ديما يحضر معي المرسم قبل مانت ما تجي وعلي فكرة بقي هو الي كان بيرتبلك ألوانك وادواتك في المرسم بالشكل التدريجي الي انت بتستخدمه علشان عارف إنك مش بتعرف ترسمي إلا لو كانت ليها ترتيب معين وخصوصا إني معنديش قدرة علي التذكر وترتيب مية لون مختلف الدرجة وتلاتين فرشة بأحجام مختلفة تصدق حتي ناسية هي ايه الحاجات الي في المرسم أصلا.. عموما انا مش هطول عليك في كلامي وادخل ارتاح دلوقتي وبكرا يبقي نحل مشكلتك مع مامتك.
“مانا مش هرجع البيت تاني.”
ابتسمت بتقول: يااا وأخيرًا قررت تعيش معنا.
“لا ماهو انا مش هقعد لا معكم ولا معها.”
“هو القلم لسه واجعك يعني فبتهرتل, اديك واحد تاني يظبطك.”
“أنا بكلمك جد يا مرسال.”
“طب مانا كمان بكلمك جد.”
“الموضوع أكبر من خانقتي مع ماما يا مرسال.. امي لسه شايفني طفل مش قادر يتحمل مسؤولية نفسه, انا لازم اثبتلها إني مش الشخص الي هي شايفه.”
“يا حبيبي هي كل الامهات كدا بيفضلوا يشوفوا اولادهم صغيرين مهما كبروا, شوفت أمك دي رغم إنها اتجوزت وخلفت وبقي عندها شحط كبير عنده عشرين سنة إلا أني لسه بشوفها هدية الصغيرة الي اول مرة شلتها علي ايدي وضمتها لحضنها, علشان كدا هي كمان هتفضل في تخوف دائم عليك.”
“الموضوع مش بس كدا يا مرسال أنا فعلا شخص عمره ما اتحمل مسؤولية, وديما معتمد علي أبوي وأمي أنا عايز اخرج من ديرة احتياجهم وكمان…” سكت وأنا ببصلها فسألتني باستفهام: وكمان ايه؟
سكت شوية وبعدين كملت: رماح.
“ماله؟!”
“عايز اسافر علشانه, لازم ادور عليه علشان يرجع تاني للساحة, مرسال انا حقيقي اتخنقت من كم التدخلي التكنولوجي في كل حاجة حتي الرسم إلا هو بيبقي نابع من روح الفنان بقي عبارة عن رسم آلة من غير روح.. انا واثق إني لو رجعت رماح تاني ورجعت مدرسته هيتوافد ناس كتير علشان تتعلم والي هيتعلموا هيعلموا غيرهم, وغيرهم هيعلموا غيرهم وغيرهم لحد ما مدرسته في الفن تتسجل ضمن المدراس وتفضل خالدة للابد دلوقتي وللأجيال الي بعد كدا.”
كانت بتبصلي وهي ساكتة ونظرات كلها حيرة لحد ما خرجت عن صمتها بتقول: ده حلمك؟
“ومعنديش غيره.”
“ماشي يا هادي اعمل الي انت عايزه.”
كنت ببصلها باستغراب واندهاش تام وانا بقول: مرسال أنتي بتتكلمي جد؟
“مينفعيش أمنعك من تحقيق حلمك.”
حضنتها وأنا مش مصدق بقول:أنتي أحلي مرسال في حياتي كلها.
قاطعتني بتقول: بس بشرط.
انفكت عنها بسأل: ايه؟
“مش هتسافر النهاردة وهتفضل معي لحد ما اقولك علي اليوم المناسب.”
“بس يا مرسال..”
“انت مش عايزني اشبع منك قبل ما تسافر؟”
ابتسمت وبوست ايدها وأنا بقول: أنا لو أطول أخدك معي كنت خدتك انا مش مزعلني غيرك.
ابتسمت ومعقبتيش بس كنت شايف في عيونها دموع وخلاص هتعيط, حاولت أغير الموضوع وانا بقول: مش هتعمللي الكيك المحروق الي بحبه بقي.
“انت عارف انك رخم زي جدك.. كل اما بتحاولوا تغيروا الموضوع بتنيلوه اكتر وتجبوا نفس سيرة الكيك المحروق انتوا لو عايزين تذلوني ما هتعملوا كدا.
ضحكت وانا بمسك ايدها بقومها: طب يلا لأحسن الجو بدأ يبرد.
دخلنا البيت أنا وستي وكنت ملاحظ نور الأوضة بتاع حد منور, كنت لسه ماسك ايد ستي بتتسند علي لحد ما فتحت باب اوضتها علشان تدخل وانتبهت لحد بيكلم أمي عن طريق جهاز اسمه “كلوفون 7d” وأظن من اسمه قدرت تعرفوا إن الأشخاص الي بتظهر بتظهر بتقنية ال” “7d كان حد بيحاول يهديها وهو بيقول: صدقني يا بنتي قاعد برا مع سته كفاية عياط بقي وإلا أجيلك دلوقتي. كانت بتحاول تمسح دموعها وهي بتقول: يعني هو كويس؟
ابتسملها وقبل ما يتكلم انتبه علي وجودنا فوجه الجهاز ناحيتنا وهو بيقول: أهم جوا أهم.
أمي بمجرد ما شافتني ابتسمت بس بسرعة تجهمت في وشي بتقول: أنت متخلف يا ابني, بتنفذ الي في دماغك وبس, يلا تعال البيت حالًا.
ردت ستي عليها قبل ما اتكلم وهي بتقول: هادي هيقعد معنا الفترة دي.
“بس يا أمي ده مشاكس ومش هتتحملي شغبه.”
“شوفوا مين بتتكلم؟ يا بنتي دنا كنت بجيبك من فوق سور الجيران وأنت بتحاولي تطيري لحد ما وقعتي كسرتي دراعك وكنتي بتولعي في ستاير البيت والسجاد علشان تشوفي مين الي هيتحرق أسرع…”
قاطعتها أمي وهي بتقول: خلاص يا أمي فضحتني وبعدين يعني كنت عيلة لسه.
“اه عيلة عندها 16 سنة.”
ضحكت وأنا بقول: هي دي هدية المؤدبة حبيبة باباي بتاع الاخلاق والذوق, ياما جو الهدايا خبايا فعلا.
بصت امي لمرسال بتقول: يرضيك كدا اهو بدأ يتريق علي أهو.. بعدين بصتلي وكملت: وأنت يا أستاذ إياك اسمع إنك ضايقت ستك ولا جدك علشان مجيش أجررك من ودنك.”
“مقدريش اوعدك بس علي أقل تقدير أقدر اوعدك إني أكيد مش هولع في السجاد والستاير.”
ردت علي مضض: أنا هقفل يا ماما عايزة حاجة. قالت كلمتها الأخيرة وقفلت الاتصال.
بصتلي مرسال وهي بتقول: هي قلقانة كدا ليه مانت كل يوم عندنا وكأننا خلفناك ونسيناك.
ابتسمت ومعقبتش فتابعت كلامها بتقول: يلا بقي علي اوضتك علشان أزعجتني وأنا عايزة أنام.
ابتسمت وبوست ايدها وخرجت من عندهم متجه لأوضتي, الغريب إني لاقيت الأوضة مفتوحة شوية ولما دخلت لقيت كوبة لبن وجمبها كوباية ماية علي الكومودينو الي جمب السرير, استغربت هي معقول تكون مرسال بس ازاي وهي كانت معي وكمان الاوضة مرشوشة بالعطر الي عادة برشه قبل نومي علشان يساعدني استرخي أكتر خصوصا إنه كمان كان شغال لحن لمعزوفة كنت عالطول بنام عليها وانا صغير, معقولة تكون مرسال كانت حاسة إني جاي فرتبتلي كل حاجة. خرجت من الاوضة علشان اسألها ولسه يدوب هزق الباب بتاع اوضتها لأنه كان مفتوح همسة سمعتها وهي بتقول: يااه نسيت ارتب لهادي أوضته أنت عارف إنه مش بيعرف ينام فيها كدا.
رد عليها حد وهو بيدور علي حاجة بين الكتب الي محطوطة جمبه علي الكومودينو: مفيش داعي..رتبتله الأوضة وأنتوا بر.
بعد ما كنت ماسك مقبض الباب وخلاص هدخل سبته واتجهت ناحية أوضتي تاني وأنا مش فاهم ليه, انا مطلبتش منه حاجة, امتي بقي هيبطل يظهر بدور المثالي قدامها, دخلت اوضتي ولسه هنام علي السرير انتبهت لكتاب محطوط عليه. مسكت الكتاب وتمعنت فيه وواضح جدا إنه لحد أصل محدش غيره لسه بيقرأ في الكتب الورقية دي لحد دلوقتي وواضح إن ده الكتاب الي كان بيدور عليه. ركنته عل الكومدينو وارتميت أنا في السرير مفوقتش من الغيبوبة إلا علي صوت فوق دماغي بيقول: صباح الخير يا سيد هادي.
كنت لسه بفتح عيني وببص تجاه الصوت وما إن شوفته انتفضت من علي السرير بفرح وأنا بقول: دي بي..أنتِ هنا.
“أجل يا سيدي جئت إليك في الثانية فجرًا وما أن وصلت حتي وجدتك نائمًا في السرير ولم أرغب بإزعاجك.”
“2 الفجر؟!”
“أجل, لأنني فقدت أثرك وظللت طوال الليل أبحث عنك مع والدك حتي اتصلت بنا السيدة هدية وأخبرتنا أنك هنا لهذا أوصلت السيد عمر للمنزل ثم أتيت إليك فورًا.”
“ليه أنتوا كنتوا بتدوروا علي فين.”
“في المطار بين الرحلات المتوجهة لباريس, كان ذلك هو المكان الوحيد الذي خزنته ذاكرتي علي رغبتك البالغة في الذهاب إليه.”
ابتسمت وبعدين سألتها: هي الساعة كام؟
“الثانية عشر ظهرًا يا سيدي.”
اتنفضت من علي سريري مذعور بقول: أنتي بتهزري صح؟
ومن كتر لوهتي وقعت علي وشي وأنا بقول: الجامعة.
في نفس التوقيت ده مرسال فتحت الباب وهي بتنادي: اصحي يا أكسل خلق الله.
بصت علي السرير واستغربت وهي بتقول: هو في… وقبل ما تكمل كلامها لقتني واقع علي الأرض جمب السرير, اتقدمت ناحيتي وهي بتضحك بتقول: من شابه أمه فما ظلم.. أمك برضو كانت بتحب تنام تحت السرير, كانت بتقولي إن فيه أشباح تحت السرير وأكيد خايفة تنام لوحدها فبتونسها .. وبعدين زادت ضحكتها بتقول بسخرية: انت كمان يا حبيبي بتونسيهم تحت.
قومت واعتدلت مكاني وأنا قاعد بقول: علي فكرة… وفجأة قطعت كلامي لما انتبهت لوشها وهدومها وأنا بقول: هو أنتي كنتي بترسمي من غيري؟
ابتسمت بتهز راسها بتحاول تهرب من السؤال بتقول: يعنيييييي..شوية صغنن.
تجهمت فابتسمت بتلاعب خدودي بتقول: خلاص بقي يا خلبوص أنت متزعلش.. ايه رأيك نفطر الأول وبعدين ننزل المرسم سوا ؟
مكنش قدامي حل غير الموافقة وفعلا فطرنا ونزلنا المرسم سوا بعد ما افتكرت إن النهاردة السبت ومفيش جامعة أصلًا, كنت بحب اللحظة الي مرسال بترمي فيها الفرش والأقلام وتبدأ تغمس ايدها في الألوان وترسم, كنت ببتسم تلقائي وأنا بشوف ابتسامتها وهي بترسم. من ساعة ما وعيت علي جدتي وأنا لسه للحظة دي مشوفتيش شيء بيخليها تبقي مبسوط كدا غير الرسم بتنسي فيه نفسها والعالم وتدخل عالم تاني عالم مفهوش غير الألوان وبس, نفس الاحايسس الي كانت مرسال بتحس بها تجاه الرسم أنا كمان كنت بحس بهم وكأني ورثت سعادتها به, علشان كدا انا كمان ركنت فرشتي علي جمب وبدأت أغمس ايدي في الألوان وأنا حاسس بانتعاشة وبرودة الالوان وهي بتتخلل لكل خلايا ايد, يمكن أسلوبنا غريب شوية في الرسم بس كانت دي من أحسن الطرق الي بنحس فيها إننا جزء لا يتجزأ من اللوحة, وفجأة قاطع علينا ده دخول حد وهو شايل كوبايتن , واحدة كان فيها شاي أخضر والتانية كانت سموزي.. اتقدم ناحيتي بالشاي لأنه عارف إن ده المشروب الوحيد الي بيساعدني علي الاسترخاء وانا برسم واتقدم ناحية مرسال بالسموزي, كانت مرسال منهمكة في الرسم بعد ما لطخت وشها وهدومها بالالوان, ولما حد قاطع عليها ده بصتله بتقول علي مضض: حد انت عارف إني مش بحب حد يقاطعني وأنا برسم.
ابتسم وهو بياخد معلقة من السموزي بيقدمه ناحيتها بيقول: اه مانا عارف.
أخدت أول معلقة منه وقالت وهي بتاكل: أمال بتقاطعني ليه؟
أكلها التانية وهو بيقول: هنخلص ده بس الأول وبعدين مش هنزعج سيادة جناب حضرتك. قال الأخيرة وهو بيديها التالتة, ردت وهي لسه بتأكل: أنتوا مين؟
ضحك وهو بيقول: أنت رهيبة وهتشلني بأسئلتك يومًا ما.
وقبل ما مرسال ترد سمعنا صوت جرس الباب, كنت لسه هطلب من دي بي تعمل مسح خارجي نشوف مين بس حد قام من مكانه بيقول: خليكم أنا هفتح.
خرج حد من المرسم ومرسال خرجت وراه علشان تخانق معه ازاي يسبها ويخرج يشوف الباب من غير ما يأكلها السموزي كله دي قلة اهتمام وعدم تقدير, بصراحة انا كمان خرجت وراهم علشان اصورها وهي بتخانق.. أصل كنت ديما مبحبش افوت مشاهد الاكشن الي من النوع ده لاني كنت بجمعهم كلهم علي هيئة فيلم بورهلها في نهاية كل شهر وانا مش قادر امسك نفسي من الضحك علي تصرفاتها. وقبل ما حد يفتح الباب وقفته مرسال وهي بتقول: يعني الباب عندك اهم مني؟
“لا خالص انا بس قولت معطلكيش واشوف الباب.”
“وكمان بتقرر من نفسك من غير ما تسألني؟”
“أنا آسف أنا بس كنت…”
“ششش..مش عايزة اسمع أي مبرارات…” وفجأة تصنعت الدراما وبنبرة صوت مؤثرة كملت: أنت أصلًا مش مهتم ودي عدم قلة تقدير علي فكرة, يعني الباب كان عندك أهم من حياتي افرض قعدت استناك وموت جوعًا وعطشًا و…
“مرسال دول كلهم خمس دقايق وبعدين جوعًا وعطشًا ايه؟ احنا لسه واكلين من شوية أساسًا.”
“ولو..ولو برضو لازم تسألني الأول, إنما انت اتصرفت من دماغك دون اهتمام للانسة الي متجوزها.”
“آنسة ومتجوزها؟ ازاي يعني الكلمتين علي بعض؟ ركبوهلهم علشان افهمك بس.”
تجهمت بتكمل: أنت كمان بتتريق؟
مكنتش قادر الحقيقة وصوتي علي وانا بضحك انتبهت علي مرسال بتصبلي علي مضض بتقول: وانت كمان يا استاذ بتصور ايه؟ هو فرح سعادتك.. دبت رجلها في الارض بتقول: انتوا كلكوا كدا يا رجال مفيش ادني اهتمام بمشاعر الأنثي المرهفة.
انا كنت بضحك مش قادر اوقف اتكلم حتي وده كان بيزيد ازعاجها اكتر, ابتسم حد وباس ايدها بيقول: أنا آسف بعد كدا هاخد رأيك قبل ما افتح الباب تمام كدا؟
“انت بتاخدني علي قد عقلي؟”
وقبل ما حد ما يرد, الجرس رن تاني فتابع كلامه: طب ينفع افتح وبعدين نشوف موضوع عدم قلة التقدير الي من 45 سنة ده..
بصتله بتجهم فتابع: يا مرسيلى!
ابتسمت ابتسامة واسعة بتقول: خلاص افتح الأول وبعدين ابقي انكد عليك.
ضحك وهو بيفتح الباب: لسه زي مانت مش معقولة.
فتح حد الباب وكان الي واقف وحدة ست تحسها كبيرة ومش كبيرة يعني شعرها كان ابيض بس وشها مكنش باين عليه علامات الكبر زي وشها, وكان واضح إنها بتمتع بصحة كويسة بمجرد ما حد فتح ابتسمت ابتسامة لطيفة وهي بتبصله وبنبرة هادية قالت: ازيك يا حد.
كنت ملاحظ علي مرسال الانزعاج الممزوج بالاستغراب وهي بتفرك في ايدها, حد كان واقف مصدوم وبنبرة مزجها القليل من السعادة قال: د.. دينا

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *