روايات

رواية الشادر الفصل السابع عشر 17 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر الفصل السابع عشر 17 بقلم ملك ابراهيم

رواية الشادر البارت السابع عشر

رواية الشادر الجزء السابع عشر

الشادر
الشادر

رواية الشادر الحلقة السابعة عشر

وقف حمزة وهو مش عارف هيعمل ايه وازاي هيصلح اللي حصل بينه وبين جميلة وازاي هيقنعها ان اللي حصل ده كان بسبب مشكلة حصلت في شغله وكان لازم يمشي بسرعه عشان يحلها، طبعا هو معترف انه غلط لما مشي من غير ما يستأذن وعارف ان جميلة مش هتسامحه بسهولة.
والدته هزت راسها بقلة حيلة ودخلت غرفتها. وقف حمزة مكانه يفكر بشرود ودخل الغرفة اللي فيها الشرفة اللي قصاد شرفة غرفة جميلة. وقف يبص على شرفة الغرفة بتاعها وهو بيتمنى انها تطلع عشان يشوفها ويعتذر لها.
في غرفة جميلة اغلقت النور وكانت قاعدة حزينة وبتبكي بعد اللي حمزة عمله والمفروض ان ده كان اجمل يوم في حياتهم هما الاتنين. تفكيرها موقفش طول الليل؛ ليه سابها ومشي ومهتمش بيها ولا اهتم يعرفها السبب! للدرجادي هي مش مهمه عنده! تعبت من كتر التفكير والبكاء وغمضت عينيها ونامت.
وقف حمزة طول الليل في الشرفة. عينيه كانت على شباكها والشرفة بتاع غرفتها، مش عارف ازاي هيعتذر لها على اللي عمله، مستحيل هتقبل منه آي عذر بعد اللي عمله. تعب من كتر الانتظار ودخل غرفته عشان يرتاح شويه. اليوم كان صعب عليه جدا وزعل جميلة منه في اجمل يوم في حياتهم كان واجع قلبه، عارف انه اتسرع وغلط لما مشي بدون ما يعتذر منها ومن والدها. قرر انه يتكلم مع والد جميلة الصبح ويعتذر منه ويطلب منه انه يخرج مع جميلة عشان يصالحها ويشرح لها سبب تصرفه.
*****
صباح اليوم التالي.
في فيلا فؤاد المنصوري لزوجته الأولى.
قعدت صافي بداخل غرفتها وهي خايفه وقافله على نفسها. خافت ان حمزة يخلي بوعده ليها ويكون عرف والدها انها هي اللي اتفقت مع البلطجيه انهم يخطفوها.
لحظات قليلة وسمعت صوت طرق خفيف على باب الغرفة. كانت عارفة ان والدها صاحب الطرق الخفيف ده. قفزت بسرعة من فوق الفراش وفتحت الباب بخوف. دخل والدها وهو بيبتسم لها وقالها بهدوء:
– عاملة ايه النهاردة يا حبيبتي؟
نظرت لوالدها بتوتر وبلعت ريقها بخوف وقالت:
– الحمدلله يا بابي
قرب والدها منها ووضع ايديه على وجنتيها وقالها:
– انا مش عايزك تخافي تاني. انا خلاص قررت ان حمزة هو اللي هيكون مسؤول عن حمايتك بنفسه.. بس بشرط
نظرت لوالدها بفضول وانتظرت يتابع باقي كلامه:
– حمزة مسؤول عن حماية شغلي كله.. يعني لازم تقدري ده والفترة الجاية دي تقللي خروجاتك وتكون للضرورة بس وتبلغي حمزة قبلها عشان يجهز نفسه
ابتسمت صافي بهدوء وهزت راسها بالايجاب. ربت والدها علي ضهرها وضمها بحماية وقالها:
– مش عايزك تخافي ابدا.. ووعد مني اللي عملوا كده هجبهم تحت رجليكي
ابتعدت عنه صافي بتوتر وبللت لعابها بخوف وهزت راسها بالايجاب. خرج والدها من الغرفة وقعدت مرة تانيه على فراشها تتنفس براحة بعد ما اتأكدت ان حمزة فعلآ مقالش حاجة لوالدها زي ما وعدها. فرحت جدا انه وفى بوعده ليها وفكرت تكلمه وتشكره.
*****
في المنطقة عند حمزة وجميلة.
حمزة صحا من النوم بدري واتصل على والد جميلة وكلمه قبل ما يروح شغله واعتذر منه وفهمه المشكلة اللي حصلت في شغله وكانت السبب انه يمشي بالطريقه دي واستآذن منه انه يقعد مع جميلة عشان يتكلم معاها ويشرح لها المشكلة اللي حصلت في شغله وكانت السبب انه يمشي من حفلة الخطوبة من غير ما يعرف حد.
قدر والد جميلة فعل حمزة وخصوصا انه مشي في اخر حفلة الخطوبة وبعد ما لبسوا الدبل ووافق ان حمزة يخرج مع جميلة واشترط خروج تسنيم معاهم رغم ثقته في حمزة وجميلة.
حمزة وافق رغم ان خروج تسنيم معاهم بالنسبة له عائق ومش هيعرف يتكلم مع جميلة على راحتهم. انتهى من مكالمته مع والد جميلة وفكر في اخته ثريا. هي الوحيدة اللي هتقدر تشغل تسنيم على ما يقعد شوية مع جميلة ويصالحها. دخل غرفة ثريا عشان يصحيها.
قعدت ثريا على فراشها وهي بتحاول تفتح عينيها بصعوبة. اتكلم حمزة معاها بمرح وقالها:
– ثريا حبيبتي مش انتي بتحبي اخوكي؟
فتحت ثريا عينيها ونظرت له بستغراب وقالت:
– هو انت مصحيني بدري كده عشان تسألني السؤال ده! ايوه طبعا يا حمزة انا بحبك. انت اخويا وابويا وسندي وضهري
ابتسم لها حمزة وقبّل اعلى راسها وقالها:
– طب اخوكي حبيبك عايز منك خدمة
استغربت ثريا وقالت:
– انت عايز مني انا خدمة! هو انا بقيت مهمة للدرجادي!!
ضحك حمزة وقالها بمرح:
– شوفتي بقى اهو جه اليوم اللي بقيتي فيه مهمة وانا طالب منك خدمة
استغربت ثريا وحاست ان اخوها بيتكلم جد. اتكلمت بعفوية وقالتله:
– بص يا حمزة عشان نبقى صرحه مع بعض. لو عايز فلوس انا واخده من ماما عشرين جنيه امبارح وصرفت منهم عشرة والعشرة التانيه…..
قاطعها حمزة وهو بيضحك وقالها:
– عشرين جنيه وعشرة جنيه ايه يا بت انتي دماغك راحت فين بقى انا هاجي اطلب منك انتي فلوس!
ردت ثريا بتلقائية:
– ما انا بصراحة مش عارفة ايه اللي انا اقدر اساعدك فيه ومجاش في بالي غير كده!
ضحك حمزة على تفكير اخته الطفولي. معقول اخته متعرفش ان اخوها معاه فلوس من شغله تكفيهم وزيادة. حاول يتوقف عن الضحك وقالها:
– انا كلمت استاذ محمود وطلبت منه اخرج مع جميلة النهاردة عشان عايز اتكلم معاها شوية وهو اشترط خروج تسنيم اختها معانا وانا طبعا وافقت
نظرت له ثريا بصدمة وادعت الحزن وقالت:
– اشمعنا يعني عايز تخرج جميلة وكمان تسنيم معاها! وانا اختك الغلبانه اللي محبوسه في البيت ومش بخرج خالص…..
قاطعها مرة تانيه وهو بيضحك وقالها:
– يا حبيبتي ما انا بصحيكي دلوقتي عشان كده.. عشان تخرجي معانا انتي كمان
قفزت من فوق الفراش وعانقة اخوها بسعادة. ضحك حمزة وهو حاسس انه بيتعامل مع طفلة صغيرة. ثريا هي هي متغيرتش مهما تكبر. هتفضل اخته الصغيره اللي دايما متعلقه في رقبته وأقل حاجة بتسعدها.
اتكلمت ثريا بحماس وهي سعيدة جدا:
– قولي بقى هنخرج امتى عشان اجهز
مسك ايديها عشان تنتبه لكلامه وقالها:
– المهم عندي تشغلي تسنيم شويه على ما اتكلم مع جميلة عشان في كلام مهم عايز اقوله لها ومش عايز تسنيم تبقى معانا
ابتسمت ثريا وهزت راسها بالايجاب بثقة وقالت بتأكيد:
– بس كده.. سيب تسنيم عليا.
*****
في شقة استاذ محمود.
دخلت والدة جميلة غرفة بنتها ولقتها لسه نايمه واثار الدموع على وجنتيها. ربتت على ظهرها واتكلمت معاها بهدوء:
– جميلة حبيبتي.. قومي
فتحت جميلة عينيها بصعوبة. قعدت والدتها علي طرف الفراش وقالت لها:
– قومي يا حبيبتي اغسلي وشك وافطري
اعتدلت جميلة على الفراش وقالت بأرهاق:
– لا ياماما انا مليش نفس
ابتسمت والدتها وقالت بمرح:
– لازم تفطري يا حبيبتي قبل ما تنزلي.. لو خرجتي من البيت كده هتتعبي
استغربت جميلة وسألت والدتها بفضول:
– انزل واخرج من البيت فين يا ماما! وهخرج اعمل ايه اصلا!
اتكلمت والدتها وهي بتبتسم لها:
– حمزة كلم باباكي قبل ما يروح الشغل واستآذن منه انك تخرجي معاه النهاردة عشان عايز يتكلم معاكي شوية
غضبت جميلة واتكلمت بعصبية:
– لا طبعا.. هو لسه فاكر يجي ونتكلم. خليه يروح للي سابني امبارح عشانها
عقدت والدتها ما بين حاجبيها بستغراب و رددت كلمات جميلة بصدمة:
– سابك عشانها! مين دي يا بنتي اللي سابك عشانها؟!
اتكلمت جميلة بتهور:
– معرفش يا ماما.. بس هيكون ايه السبب اللي يسبني يوم خطوبتنا عشانه!
ابتسمت والدتها بهدوء وقالت لها:
– اكيد حاجة مهمة في شغله يا جميلة وبعدين انتي وانا والدنيا كلها عارفين ان حمزة مستحيل يبص لواحدة تانيه غيرك.. انتي في قلبه من وانتوا صغيرين. ربنا يسعدكم ويهديكم لبعض يارب
هدت جميلة شوية لما سمعت كلام والدتها. هي فعلا واثقة في حب حمزة ليها ومستحيل تشكك فيه، بس هو جرحها وقلل منها لما سابها ليلة خطوبتهم ومشي. الموقف كان صعب عليها، بس لازم تعرف برضه السبب اللي خلاه يعمل كده. قامت وقفت من فوق الفراش وقالت لوالدتها:
– ماشي يا ماما انا موافقه اخرج معاه واشوف ايه السبب المهم اللي خلاه يعمل كده!
ابتسمت والدتها وقالت لها بمرح:
– ماشي ياحبيبتي وانا كمان هدخل اقول لتسنيم تجهز عشان تيجي معاكم
وقفت جميلة تنظر لوالدتها بصدمة. هزت والدتها راسه بقلة حيلة وهي بتضحك وقالت لها:
– باباكي اللي قال ان تسنيم تيجي معاكي ومتخرجوش لوحدكم
استغربت جميلة وسألت والدتها بفضول:
– ليه يعني يا ماما؟ معقول بابا مش واثق فيا!
ردت والدتها بهدوء:
– باباكي واثق فيكي طبعا يا حبيبتي وواثق في حمزة. بس احنا اتعودنا على كده وحتى انا قبل ما اتجوز باباكي لما كان يطلب من جدك الله يرحمه انه يخرج معايا كان جدك بيوافق بشرط أن خالك يجي معانا
هزت جميلة راسها بالايجاب. ربتت والدتها علي ضهرها وخرجت من الغرفة. وقفت جميلة قدام خزانة الملابس وخرجت فستان هادي مناسب للخروج بالنهار وبدأت تجهز عشان تخرج مع حمزة وتعرف السبب اللي خلاه يمشي يوم الخطوبة ويسيبها.
*****
في بيت الاسطى خيري الحلاق والد أمنيه.
وقفت أمنية على باب شقتهم وضغطت على الجرس بتعب.
فتحت لها والدتها واتفاجأت بيها واقفه قدامها وشكلها باين عليه التعب. أمنية مبقتش تزور بيت اهلها كتير بعد جوازها من كرم. كل مرة والدتها كانت بتقبى محتارة تستقبلها بعد اللي عملته فيهم ولا تقفل الباب في وجهها. بكت أمنية بتعب اول لما شافت والدتها. والدتها مقدرتش تستحمل تشوف بنتها في الحاله دي وخدتها في حضنها بسرعه وربتت على ضهرها بحنان. خدتها لداخل البيت وقعدت معاها. أمنية بكت بندم وخرجت كل الألم اللي جواها. حكت لوالدتها على التعب والذل والاهانة اللي بتتعرض لهم كل يوم في بيت جوزها. كلامها رغم انه وجع والدتها بس كانت شايفه ان ده عقاب بنتها على غلطتها الكبيرة في حقهم وحق نفسها لما سلمت نفسها لكرم بدون زواج. رغم حزنها من بنتها بس قلبها انفطر عليها لما شافتها في الحالة دي. خرجت فلوس من معاها وادتها لـ أمنية وقالت لها:
– خدي الفلوس دي يا حبيبتي وروحي اكشفي وهاتي علاج
بكت أمنية واتكلمت مع والدتها برجاء:
– انا مش عايزة فلوس يا أمي. انا عايزة اطلق من كرم، مبقتش طيقاه ولا طايقه العيشة معاه هو وامه
بهتت ملامح والدتها بحزن وقالت لها:
– مينفعش يا أمنية.. انتي حامل منه دلوقتي وبعدين عايزة تطلقي منه ليه! مش هو ده اللي سلمتيه شرفك في الحرام ولولا البرنس كتر خيره كان زمان راسنا في الطين وسط الناس
بكت أمنية وقالت بندم:
– وندمت وكل يوم كنت بدفع تمن غلطتي دي بس انا تعبت يا امي والله ومبقتش قادرة استحمل
نظرت لها والدتها بحزن وصعب عليها حال بنتها. كان نفسها تساعدها وتعمل أي حاجة بس مكنش في حاجة في ايديها. فكرت شوية وقالت لها بهدوء:
– طب خدي الفلوس دي وروحي اكشفي وهاتي علاج وارجعي بيت جوزك وانا هتصرف
نظرت لها أمنية بلهفة واتكلمت بخوف:
– هتتصرفي في ايه يا امي؟
نظرت والدتها قدامها بتفكير وقالت بثقة:
– هروح للبرنس واحكيله واخليه يشوفله حل مع اللي اسمه كرم ده
شهقت أمنية بخوف وقالت برجاء:
– لا والنبي يا امي اوعي تعملي كده. البرنس لو عرف هيبهدل كرم وامه وكرم هيبهدلني اكتر
نظرت لها والدتها بقلة حيلة وقالت لها:
– والعمل ايه يا أمنية! ابوكي حالف انه ميدخلش لكي في أي حاجة ولو عرف ان انتي جيتي هنا تشتكي هيبهدلك
بهتت ملامح أمنية بحزن. قامت وقفت عشان تمشي وقالت لوالدتها بحزن:
– انا هقوم امشي عشان ميعرفش اني جيت هنا
تابعتها والدتها بحزن وقلة حيلة. خرجت أمنية من بيت اهلها ورجعت على بيت كرم تاني. قعدت والدتها حزينه على بنتها ونفسها تساعدها بس مش عارفة تعمل ايه.
*****
بمنزل البرنس.
نزل حمزة من البيت هو واخته ثريا. حمزة كان بيتكلم مع بدر في التليفون وطلب من بدر انه يروح بيت فؤاد المنصوري عند زوجته الأولى وياخد بنته صافي يوصلها للنادي ويفضل معاها ويحرسها لحد ما يرجعها البيت بأمان. وعرفه ان فؤاد طلب منه انه يحمي صافي بنفسه وهو حاليآ مشغول ومش هيثق في حد غير بدر يقوم بالمهمة دي. ثريا كانت بتتابع حديث حمزة مع بدر في التليفون باهتمام شديد. فهمت ان بدر هيروح للبنت اللي حمزة كان بيحرسها، شعرت بالغيرة على بدر، ملامحها اتبدلت بسرعه للغضب والغيظ والغيرة. كان نفسها بدر يرفض بس حمزة انتهى من المكالمة وفهمت ان بدر خلاص وافق وهيروح للبنت دي!
وقف حمزة قدام عربيته ينتظر جميلة وتسنيم. وقفت ثريا بجوار اخوها وهي هتموت من الغيرة على بدر بس مش قادرة تتكلم.
لحظات قليلة ونزلت جميلة مع تسنيم. حمزة قلبه خفق بعنف اول ما عينيه شافت حبيبته، الوحيدة اللي قادرة تتحكم في مشاعره بمجرد ما تظهر قدام عينيه. غمز حمزة لـ ثريا عشان تاخد تسنيم ويقعدوا في الخلف، حاولت ثريا ترسم ابتسامة مزيفه على شفايفها تخفي خلفها حزنها وغضبها وغيرتها على بدر. اتكلمت ثريا مع تسنيم وطلبت منها تقعد معاها في الخلف عشان تتكلم معاها. جميلة كانت واقفة وعينيها منخفضه في الارض. مرفعتش عينيها لحظة واحده عشان تشوف حمزة. ركبت جنب حمزة في الامام وثريا وتسنيم في الخلف. اتحرك حمزة بالسيارة وهو بيفكر ازاي هيقدر يصالحها لانه عارف انها عنيدة جدا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الشادر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *