روايات

رواية من رحم الألم الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية من رحم الألم الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية من رحم الألم البارت الأول

رواية من رحم الألم الجزء الأول

من رحم الألم
من رحم الألم

رواية من رحم الألم الحلقة الأولى

يا صايع، لسة راجع من برا.
– والله يا باباكنت في الدرس.
– أنت كداب، وفاشل، ومش متربي، أنا لازم أربيك.
قال كلامه وهو ماسك الحزام ونازل ضرب فيه، كان ساعتها ساجد بيحاول يوضح له، وهو برضوا مش مصدقه، وفي الجانب التاني كانت ماما نازلة فيا ضرب علشان كسرت كوباية.
ساعتها خلصت ضرب وأنا أخدت جنب وقعدت أعيط، طفلة مش مدركة حاجة وبتضرب لمجرد إنها بس كسرت كوباية وأمها متضايقة.
– متعيطيش.
– هما ليه بيعملوا فينا كدا؟ ليه كل ما حد منهم يتخنق من حاجة بيطلعها علينا؟ ليه شايفينا إننا عقاب ليهم.
رد عليا وهو بيطبطب عليا:- علشان هما بيتلككوا، كل واحد فيهم عايز يسيب التاني وواخدينا حجة، وحاجة بيطلعوا فيها غيظهم.
مسكت فيه وأنا عمالة أعيط، هو كان بيطبطب عليا وأنا وهو محتاجين اللي يطبطب علينا.
– أنتِ طالق.
– في داهية، وعيالك مليش دعوة بيهم.
– ماهما عيالك أنت كمان، وزي ما أنت عايز تعيش حياتك أنا كمان من حقي أعيش.
كل واحد منهم خلص كلامه وهي دخلت تلم هدومها، كان قاعد على الكنبة بكل هدوء وسكينة، وهي طالعة بشنطتها وبتزعق وبتقوله:- أخيراً إرتحت منك، أنا راجعه لأهلي وعيالك أنت المسؤول عنهم.
رد عليها وهو بيزعق:- لو مأخدتيهمش أنا مليش دعوة بيهم، ولا هصرف عليهم قرش، ومن بكرا هتجوز، قال يعني الحياة هتوقف عليكي.
أنا بسمع الكلام وأنا مش مدركة معنى الكلام، أنا مجرد كنت مجرد طفلة، مش فاهمة الكلام ولا عارفة تستوعبه.
مشيت ماما وسابتنا، اخدنا بعدها بابا وودانا عند جدو.
– ساجد إحنا هنا بقالنا أربع سنين، إحنا هنمشي من هنا إمتى ؟
– ما أعتقدش إننا هنمشي من هنا تاني يا فرحة .
حطيت إيدي على خدي وأنا لاوية بوزي:- بس أنا اتخنقت، مش مسموح لنا نطلع برا غير للمدرسة وبس، حتى لعب مع العيال مرات عمي بتزعقلي لما ألعب مع حد من عيالها.
حط شنطته على جنب وبص ليا:- عادي تعالي نلعب أنا وأنتِ والأدهم.
– مين الأدهم ؟
– ما أنا مقولتلكيش إن بدرة ولدت حصان بالليل.
قومت بكل حماس وأنا بجري ناحية الإسطبل، حماس طفلة ماصدقت حاجة تفرحها.
– هاه يا ستي، انبسطتي كدا؟
– ناقص بس أحس بحضن ماما وبابا زي أصحابي في المدرسة.
أنا نفسي أعيش زي باقية أصحابي مع أهلهم في بيت هادي.
– يلا يا ساجد أنت وفرحه على جوا الدنيا برد.
– حاضر يا جدي.
دخلنا معاه وتيتا كانت بتجهز الأكل، بصت علينا وهي بتقول:- بكرا السبوع بتاع أخوكم، مرات أبوكم وِلدت.
خلصت كلامها من هنا وأنا مسكت في دراع ساجد تلقائي، وأنا بقوله بصوت واطي:- أنا مش عايزه أروح علشان خاطري، أنا خايفه.
طبطب عليا من تاني وهو بيقول بهدوء:- هنروح ونرجع مع جدو وتيتا تاني، مش هنبات هناك.
غمضت عيني وأنا بحاول أنسى وهي بتخلي بابا يضربني لما روحت وقعدت هناك فترة وكان كل ما بابا ينزل من الشقة هي كانت بتضربني وبتخليني أعمل كل حاجة في البيت، وأول ما بابا يرجع تسخنه عليا، بصيت على إيدي تلقائي وأنا بشوف مكان الحرق اللي مازال معلم في إيدي.
– إزيك يا ساجد، عامل إيه أنت وأختك؟
– كويسين طول ما أنت ومراتك بعيد عننا.
نزل بالقلم على وشه وزعق فيه:- أنت عيل مش متربي، ما أنت رباية شوارع.
ساجد عينيه اتملت دموع، كان بيحاول يتماسك وهو بيتكلم:- فعلاً ما اتربتش، فعلاً رباية شوارع علشان حضرتك مكلفتش نفسك مرة وجيت قعدت معايا، علاقتي بيك عبارة عن ذل وإهانة وضرب.
– ما تحترم أبوك يا ولد.
دا كان كلام مرات أبويا، جه جدي وهو بيزعق:- أنا غلطان إني جبتهم تشوفهم، دول ولادك يا أخي.
– أنا مش عايز أي حاجة من ريحة أمهم، إذا كانت هي مش بتدور عليهم.
– أنت اللي مُلزم بيهم، أنت اللي المفروض تصرف عليهم على الأقل.
– ساجد مش صغير، يطلع يشتغل ويصرف على نفسه.
رد عليه ساجد:- أنا فعلاً مش صغير، وبطلع أشتغل واصرف، ربنا يباركله جدي، عايزني أطلع راجل، يلا يا جدي علشان بكرا ورايا محاضرات بدري، أصل معلش بقى، ابنه الصايع عيل بقى.
فوقت من سرحاني على صوت الأطفال في الحضانة وهما بيلعبوا وواحد منهم كان حاطط الكراسة بتاعته قدامي وهو بيقول:- ميس أنا كتبت الحروف، إعمليلي نجمة وبعدين كملي حزن.
بصيت ليه وأنا بتكلم بعصبية:- ياض أنت مستفز بس بحبك.
– عارف قولتي لي كذا مرة.
– يا لِمِض.
ضحكت عليه، وكملت تفكير، دلوقتي هما اتطلقوا بقالهم ييجي إحداشر سنة، علاقتي بيهم ضعيفة، حاولت من صغري أقويها بس هما كانوا بُعاد، هما بعدوا أكتر وحبل الوصال بينهم شِبه اتقطع، كل واحد منهم عاش حياته وحياتي أنا وأخويا وقفت من لحظتها.
شغلي في الحضانة خلاني نفسي أرجع طفلة، بس طفلة مبسوطة ونفسها تحس بمعنى وجود الأم والاب، وجود أم حضنها موجود أول ما أزعل أو أفرح، وقت ما أحس إن مفيش مفر ولا ملجأ فـ أروح أجري عليها، أب أتحامي فيه وقت ما أحس إني مش في أمان، بس هما كانوا العكس، لا كانوا الملجأ ولا حتى الأمان.
– يا ميس سلام، هتوحشينا.
– هاتي حضن.
– إحنا بنحبك.
– ميس خدي إربطيلي الرباط بتاع الشوز.
– ميس ظبطي لي شعري.
كانت طلباتهم ورا بعض، عليت صوتي وأنا صبري خلاص خلص:- بــــاس، اهدوا، هعمل كل دا واحدة واحدة.
بالرغم من إنهم مخليين طاقتي وصوتي في ذمة الله إلا إن دا لا يمنع إني بحبهم، وهما هيفضلوا من أفضل الحاجات اللي ربنا بيعوضني بيها وجودي معاهم .
– وأخيراً خلص اليوم.
– معلش بقى تعيشي وتتعبي معاهم.
– ساجد دول متعبين بجد.
– حاسبي.
شدني على جنب الطريق بسرعة، سابني في لحظتها وكان رايح يتكلم مع اللي كان هيخبطني، كان رايح يزعق.
– أنت بتهرج يا أدهم، إمتى هتأخد بالك؟
– أنا آسف، معلش.
مسك ايدي ومشي وهو بيزعقله:- طيب أعملها تاني لو جدع، وأنا أخلي أبوك يسحب منك العربية اللعبة بتاعتك دي.
روحنا وطول الطريق ساجد مكنش بيعمل حاجة غير إنه كل خمس دقايق يسألني أنا كويسة ولا لاء، خوفه عليا دا عندي بالدنيا، بحس إن الحياة بتصالحني بوجوده، إنا ربنا معوضني بوجوده.
علاقتنا بجدو وتيتا علاقة عادية، لا هما قريبين مننا ولا هما بُعاد، يمكن جدو شديد شويتين بس هيفضل أهون من اللي كنا بنشوفه.
– أنا مش فاهم أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي ؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية من رحم الألم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *