رواية مرسال كل حد 2 الفصل العشرون 20 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 الفصل العشرون 20 بقلم آية السيد
رواية مرسال كل حد 2 البارت العشرون
رواية مرسال كل حد 2 الجزء العشرون
رواية مرسال كل حد 2 الحلقة العشرون
قعدت قصدها على الكرسي وحاولت أسألها عن السبب بس هي مجاوبتنيش, كانت مخبية راسها بين ايديها وهي بتكتم في عياطها, رجعت لمكتبي ومحبتش أضغط عليها بس كنت قلقان ومضطرب ومش عارف أركز في حاجة, معقولة تكون لسه بتفكر فيه؟ مأظنش إنها نسيته أصلًا دي كل الحكاية تلات أسابيع عدوا بس على خبر طلاقها, مكنتش عارف أعمل ايه ولا اتصرف ازاي وهي مش حابة تتكلم, فتلقائيًا حطتلها نوع بتحبه من الشكولاة على مكتبها في استراحة الغدا لما مكنتشي في مكتبها ولما رجعت المكتب تاني انتبهت عليها, متكلمتش ساعتها بس قعدت وكملت شغلها, وبعد مدة لقيتها بتخبط على الباب وفي ايدها شوية أوراق متعلقة بالشغل, أذنتلها بالدخول فدخلت وحطت الورق على المكتب ومشيت, بفتح الورق لقيت الشكولاة وقعت من بينهم, صحيح متكلمتيش بس الكلام الي كانت عايزة تقوله وصل, وكأنها كانت بتوصلي إنها رافضة اتدخل في حياتها حتى ولو كان على شكل تعاطف, قررت أحترم رغبتها وبالفعل بقى أقصى تعاملى معها هو في حدود الشغل وبس بس قلبي مكنش راضي يبطل يتدخل, كنت بتطمن عليها من بعيد لبعيد, وكنت بجي كل يوم بدري قبل كل الموظفين علشان أشوفها, كانت ديما بتقعد في الحديقة الخلفية للمبنى وبتجي قبل ميعاد شغلها بساعة, كنت بشوفها كل يوم قاعدة بتعيط في ركن بعيدًا عن أنظار الكل, هو معقول لسه بتحبه للدرجة دي؟ ومش معقول ليه مانا كمان لسه بحبها رغم كل شيء, لسه بحبها ومش قادر أبطل تفكير فيها, فضل الحال على كدا شهر لحد ما في يوم لقيتها الصبح في مكانها المعتاد وهي بتخبط راسها في الحيط كذا مرة بتقول: ليه؟
مكنتش قادر اشوفها كدا ومكنتش قادر أداوها ولا حتى أكلمها, هي سالبة مني الحق ده من زمان, رجعت بسرعة على مكتبي وانا حاسس بالعجز عن تقديم أي حاجة ليها, كنت حاسس بالهلاك والاضطرب لحد ما لقيتها جات على مكتبها من بعدي بمدة قليلة: مكنتيش على بعضها طول اليوم ولا مركزة في حاجة, وطول الوقت كانت بتبص في شنطتها, وقت الشغل خلص وهي لسه قاعدة مكانها, خرجت من مكتبي وقولت: ميعاد شغلك خلص تقدري تروحي.
بنبرة كان فيها ارتباك قالت: هو أنا ينفع أشتغل أوفر تايم النهاردة، أصلي مكنتش حاسة إني مركزة في شغلي وكنت حابة أعوض ده.
“مفيش مشكلة تقدري تجي الصبح وتعملي الي عايزاه إنما دلوقتي مينفعيش ولو أتأخرتي عن بيتك أكتر من كدا هيبقى من الخطر تروحي لوحدك”.
بنبرة انفعال ردت: وأنت مالك.
“أنا آسف إني بدخل بس…”
قاطعتني وهي ماسكة راسها بتقول: أنا الي آسفة م..مكنتش أقصد أكلم حضرتك بالاسلوب ده, انا بس محتاجك تسيبني أكمل شغل ومتقلقش انا هتصل على اخوي وهو هيجي ياخدني”.
مكنش قدامي حل غير إني أوافق, مقدريش أرفضلها أي حاجة تقولها, بصتلها بابتسامة مزجها قلقي: ماشي زي ما تحبي بس أنتي كويسة الأول؟
ردت علي وهي لسه ماسكة دماغها بتقول: متقلقش, هبقى كويسة, مجرد صداع خفيف هاخدله مسكن.
مكنتش مطمن وكنت خايف أسيبها لوحدها، بس مكنش مسموحلي أقعد واستناها فنزلت استناها قدام عربيتي تحت، كنت خايف اسيبها يجرلها حاجة، فضلت واقف مستني تحت ساعتين وهي لسه منزلتش مقدرتش استنى اكتر من كدا فطلعت المكتب اشوفها، بمجرد ما دخلت مقلتهاش قاعدة مكانها لسه ببص في الاوضة لقيتها مغمة عليها في الارض، اخدتها ونقلتها على المستشفى، ولما فاقت اتصلت بباباه كنت خايف اوصلها في الوقت ده البيت الناس ترمي عليها بالكلام وخصوصا انها في نظرهم مطلقة وأي فعل مأخوذ عليها، باباها جه وانا مشيت، ركبت عربيتي وانا مش عارف مالها، الدكتورة قالتلي انه مجرد ارهاق او ضغط شغل بس كانت طلبت مني اعمل شوية اشاعات وتحاليل علشان تتطمن على حاجة وفعلا عملتهم بس مستني اشوف النتيجة بكرا كنت بتمنى ان كل حاجة تكون كويسة فعلا، بس كنت قلقان ويمكن ده الي خلني اسهر للصبح والغي حتى قدومي للمكتب علشان هي متجيش وترتاح على الاقل النهاردة، روحت المعمل علشان اخد الاشعة والتحاليل واعرضهم عالدكتورة، لقيتها بتبتسملي وهي بتقول: الحمدلله يا أستاذ راشد كل أمور المدام تمام والجنين كويس الحمدلله.
جنين؟ امتى ده حصل, معقولة كانت حامل من قبل ما تتطلق ورغم كدا اتطلقت؟ ولا ممكن يكون….. لا لا مستحيل اي التخاريف دي لا يمكن
متكلمتش وقتها وابتسمت للدوك واخدت الاشعة والتحاليل وروحت، حاولت استنى لتاني يوم بس مقدرتش وروحتلها البيت بس مطلعتش فوق، طلبت منها نتقابل في كافيه قريب من البيت علشان فيه حاجات بخصوص الشغل طرأت فجأة، وفعلا جات وهناك طلعت الاشعة والتحاليل قدامها عالتربيزة وانا بقول: الدكتورة قالتلي ان انتي والبيبي بخير الحمدلله.
بصتلي باستغراب مزجه خوف لوهلات وبعدين ميلت راسها بتقول: أكيد تفكيرك أخدك انك تظن بي السوء.
“انا بثق فيك أكتر من نفسي بس مفهمتش هو طلقك رغم انه عارف انك حامل بابنه؟
بصتلي وسكتت فكملت: آسف إني بدخل في شيء ميخصنيش.
“هو ميعرفش ومحدش يعرف ولا حتى أهلي”.
“ليه؟”
“علشان مش عايزة ارجع لنفس الألم تاني، مش عايزة اقرر الغلطة الي غلطتها قبل خمس سنين، كنا خلاص اتطلقنا بس عرفت بعدها إني حامل، قلتله من غبائي فقرر نرجع ونبدأ من جديد، رفضت في البداية بس هو أقنعني ان ليه نربى ابننا في أسرة مفككة مع اننا ممكن نبدأ من جديد على الاقل علشانه، في الحقيقة كنت لسه بحبه فوافقت، يمكن مش علشان ابننا بس وكان علشاني أنا كمان، وفعلا رجعت، كان كويس معي لحد ما ولدت وابننا تم سنة بس سرعان ما اتحول ورجع لحاله القديم، رجعني لاحساسي بأنه مش بيحبني، ولقلة اهتمامه وتجاهله لي أغلب الوقت، كنت بحاول اعدي علشان ابننا وعلشان كنت متعلقة به لسه، عدى سنين وانا على الحال ده لحد ما سمعته في يوم بيكلم صاحبه وبيحكيله إن جوازنا ده عمره ما كان علشاني كان لمجرد إنه ينتقم من حد من أفراد عيلتي, كنت مذهولة يعني كل الي كان بينا ده مجرد كذبة كبيرة عايشة فيها من سنين, رغم إني عارضت أهلي علشان اتجوزه بس واضح إني كنت المغفلة الوحيدة, الكل كان عارف نواياه بس من غبائي روحتله برجلي, بس مكنتش قادرة مروحش, كنت حاسة إن فيه جزء مني ميت من غيره حتى مع تجاهله لي طول الوقت بس كنت قادرة اتنفس طول ماهو قدامي, كان الشيء الي مصبرني إني كنت بدي لنفسي أمل كاذب إنه بيحبني بس الحقيقة الوحيدة إني كنت مجرد وسيلة علشان يحقق بها انتقامه علشان كدا أخدت قراري بالطلاق, هو كان مستغرب من ردة فعلي, علشان عارف اني زي العيل الصغير المتعلق بأمه معه، بصراحة مش هو الوحيد الي كان مستغرب كل الي حوالي كانوا مستغربين, اخواتي وابوي كانوا مبسوطين من قراري على خلاف أمي كانت بتبصلي بحسرة كل يوم ولحد الآن مش بتكلمني علشان هي أكتر حد كان بيحذرني منه بس انا مسمعتش كلامها وكأنها بتقولي وكان ليه كل ده من الأول خصوصا إنه بعد ما اطلقنا اول مرة رجعتله تاني وهي بردو مكنتش راضية ولا حد من العيلة كان راضي الحقيقة بس كنت معمية محدش كان قادر يحس بالمعاناة الي كانت جويي ولا حتى دلوقتي حد فيهم قادر يحس بي, بعاني من تجاهل أمي لي, ومن ألم بابا وخوفه طول الوقت عليّ هو الوحيد الي كان ديما بيمدلي ايده لما أقع, هو لسه واقف مستني علشان لما اقع يقومني تاني, بس مبقتش قادرة استحمل كم الوجع الي سببته ليه, اوقات كتير بتمنى اخلص من حياتي النهاردة قبل بكرا, يمكن عذابهم ينتهي بموتي وانا كمان ارتاح بس مينفعيش, فيه حياة حد تاني جويي لازم تخرج للدنيا بس مش عايزة اي صلة تربطني بأبوه تاني, مينفعيش يعرف إني حامل بابنه.
“عرفتي امتى إنك حامل؟”
“في نفس اليوم الي طلبت فيه الطلاق, كنت على اساس بدور عليه علشان افرحه ويمكن علاقتنا ترجع تقوى تاني بس الواضح إنها كانت النهاية, على الرغم إني مكنتش قادرة انطق واقوله طلقني بس كان لازم, كان لازم احافظ على المتبقي من كرامتي وكرامة أهلي”.
“طب ليه مش عايزة تقولي لأهلك”.
“علشان خايفة ابني يجي عالدنيا ويفضلوا شايفين فيه صورة ابوه وخصوصا امي, خايفة إنه يكره نفسه لمجرد انه مالوش ذنب فان ابوه كدا”.
“طب مانت كدا كدا هتولدي وهيتعرف إنك كنتي حامل وده ابنه”.
“كنت مقررة إني يا أسافر ومرجعيش تاني ياما اقبل بأي واحد يتقدملي بس مش قادرة, مش قادرة اتجوز غيره ومش قادرة اخدع شخص مالوش ذنب فمقدميش غير إني اقنعهم بالسفر علشان الشغل”.
“وليه كل ده؟ ليه متعيشش حياتك عادي؟ ليه كل اللفة دي وانتي معملتش حاجة غلط؟”
“حاولت أعيش عادي بس معرفتش, كنت عايزة اقطع كل الي يخصني به بس بدون رغبتي ربطنا خيط تاني بس انا لازم اقطعه قبل ما ده يحصل, انا كنت بتمنى إني أكون غلطانة وانه يكون حمل كاذب مثلا علشان كدا عملت تحاليل تاني من قريب واستملتها امبارح وللاسف كلها بتأكد إني حامل”.
“علشان كدا كنتي بتعيطي امبارح وبتضربي راسك في الحيط”.
بصتلي باستغراب بتسأل: وانت عرفت منين؟
“أنا كنت..بس..يعني…”
كانت لسه بتبصلي بنفس ملامح استغرابها مستينة اجابة فكملت كلامي باي حجة: كنت بس معدي بالصدفة فشوفتك.
“شوفتني في الحديقة الخلفية للمبنى بالصدفة؟”
“اه..لا.. لا اه.. قصدي اه كانت صدفة اني اشوفك وانا رايح الحديقة الخلفية”.
“ليه”.
“اشرب سيجارة,كنت رايح اشرب سيجارة بس لقيتك هناك فمشيت”.
“غريبة! انت بتدخن؟!”.
“لا..قصدي اه…” مكنتش عارف اقول ايه وكان باين علي اني بكذب انا ممعيش حتى ولاعة في جيبي فحاولت اتوه الموضوع وتابعت كلامي وانا بقول: مقولتيش عملت ايه في حضانة ابنك الكبير, قصدي عايش معك ولا معه؟
سكتت لوهلة وبعدين اتنهدت: في اليوم الي طلبت فيه الطلاق, اشترط علي انه طالما اخترت اني اسيب البيت بإرادتي يبقى مليش الحق باي شيء فيه لا هو ولا ابني, لميت هدومي وروحت اخد ابني بس هو منعني وقالي لو حابة ترفعي قضية ارفعي بس مش هتاخدي الولد وانا وانتي عارفين كويس انك حتى ولو رفعتي قضية فانا الي هكسبها لانك انتي الي طلبتي الطلاق برغبتك الشخصية غير الفرق الشاسع بينا في المادة, اكيد المحكمة هتحكم للي في مصلحة الولد ومن مصلحته انه يبقي معي, حاولت اتكلم معه كذا مرة اني اشوفه ولو لمرة واحدة بس هو كان كل مرة بيرفض.
“انتي مش خايفة من اهلك انت خايفه هو يعرف فيحرمك منه زي ما حرمك من ابنك الاول لانك واثقة إنه لو عرض عليك انك ترجعي تاني هترجعي حتى مع علمك انه مش عايزك انتي وعايز ابنك ولو اتمسك بك شوية يوم ما طلبتي الطلاق كنتي هتقعدي, انتي خايفة يعرف علشان متضعفيش قدامه وترجعيله.
بصتلي وسكتت وبعدين اتكلمت بملامح انزعاج على وشها ودموع بتترقرق في عينها: يمكن لسه متعلقة به بس انا عندي كرامة يا استاذ راشد ولو مش علشاني فعلشان اهلي انا مستحيل ارجع واكسر قلب بابا تاني, هو عندي اغلي من اي حاجة حتى منه هو شخصيًا”.
“واضح انه عندك اغلي فعلا علشان كدا عارضتي باباك ووافقتي تتجوزيه رغم رفضه له وقررتي تسافري وتسيبه بدون حتى ما تقوله انك مش هترجعي تاني”.
كانت بتحاول تكتم دموعها فقامت من مكانها بتتمالك نفسها بتقول: واضح ان غلطت لما اتكلمت مع حضرتك.
قالت كلمتها الاخيرة ومشيت, محاولتش الحقها ولا حتى اكلمها علشان كنت مضايق منها, رغم كل ده وهي لسه متعلقة به؟ ليه هو مش أنا؟ هي للدرجة دي مش قادرة تشوفني؟ لا ولسه عايزة تدمر الباقي من حياتها علشانه, انا مش فاهم هي بتفكر ازاي؟
روحت بيتي وانا متعصب, متعصب منه ومنها, ليه بتعمل كدا؟ ليه؟, قعدت طول اليوم مش عارف افكر لآيام كتير قدام وانا الارق مش راضي يسبني ومش عارف انام, يمكن لاني كنت خايف, خايف تمشي ومترجعيش تاني, مينفعيش تمشي, هي لازم تكون معي انا, يمكن ده السبب الي كان بيخلني ديما ارفض طلبها بالتقديم على منحة السفر, وكنت بحاول اقنع ديما رئيسي في العمل بناس تانية غيرها, هي لاحظت ده مكنتيش بتتكلم لحد ما طفح بها الكيل بعد شهرين, دخلت المكتب وهي بترمي الاوراق على مكتبي بتقول: نفسي اعرف ليه طلبي بيترفض كل مرة رغم انك عارف كويس إني مؤهلة لده.
بصتلها وسكت ورجعت كملت شغلي, كملت كلامها على انزعاج: من باب الذوق ان حضرتك ترد علي وانا بكلمك, انا بدأت أشك ان حضرتك بتعمل ده عمد علشان مسافريش, نفسي افهم ايه الي هتستفيده من انك تمنعني من السفر؟
فضلت ساكت ومردتيش فقعدت على الكرسي بتكلمني بنبرة اهدأ: استاذ راشد ارجوك وافق, انت الوحيد الي عندك القدرة تقنع رئيس الشغل بده, انا خلاص مبقاش عندي قدرة اخبي عليهم اكتر من كدا الكل بدأ يشك في كلامي, ماهو مش معقول ان وضعي ده يكون مجرد زيادة في الوزن, ارجوك يا استاذ راشد, انت أملي الوحيد فاني أخرج من المشكلة الي انا فيها دي”.
خرجت عن صمتي وانا بقول على غضب: انتي الي اخترعتي المشكلة دي من اللاشيء, الشيء الوحيداللي لازم تعمليه انك تروحي تقولي لاهلك على الحقيقة, انتي مش مضطرة تسافري لانك مش غلطانة, انما لو سافرت فانتي كدا هترمي على نفسك الشبهات, الناس هتفكر فيك بالسوء فعلا, انتي ليه عايزة تدمري حياتك بالشكل ده علشان واحد ميستحقش, ليه عايزة تهربي من البلد علشان هو بس فيها, ليه بتدمري نفسك انا مش فاهمك.
“وانت مال حضرتك, اظن ان دي حياتي الخاصة ومش من حقك تتدخل فيها, ثم مش فاهمة انت ايه الي يهمك في الموضوع, ما اهرب ولا مهربيش ده شيء مخصكيش انت ما عليك الا انك تبعد عناد حضرتك الشخصي على جنب وتوافق علشان بالفعل أنا مؤهلة لده”.
اتعصبت ومن غير وعي مني قلت: علشان انتي تهميني..
بصتلي بذهول, حسيت إن الي هعمله دلوقتي ممكن يكون أكبر غلطة في حياتي بس مكنتش قادر اخبى اكتر من كدا, كملت كلامي وانا بقول: أنا مش قادر أتخيل كل السنين دي وملاحظتش أي حاجة, ملاحظتيش إني كنت مهتم بك من قبل ما حتى هو يدخل في حياتك, انا الي كنت الأولى بالحب ده مش هو, وفي الاخر ياريته كان يستحقه, مجرد مغفل رفض نعمة غيره فضل يحارب علشانها حروب سرية, حروب محدش يعرف عنها حاجة, ليه هو مش انا؟ قوليلي المفروض أعمل ايه علشان بس تحبني نص حبه… بصتلها في عينها وأنا بكمل: أنا بحبك ومش قادر انساك حاولت كتير ومعرفتش, حاولت أكرهك بردو معرفتش, مش عارف أعيش حياتي بسببك.
كانت بتبصلي بعدم استعياب بس مردتيش وتجاهلت النظر لي علشان تمشي, وقفتها وأنا بقول: مينفعش تمشي, مينفعش تمشي علشان الباقي مني عايش على وجودك قدامي.
بصتلي بحزن بتقول: ياريت كان بايدين نختار الي بنحبهم على الاقل كان هيوصل لحد يستحق.
قالت كلمتها الأخيرة ومشيت, مشيت وسابتني بألم فضل ملازمني لحد تاني يوم, كنت متوقعاها تجي المكتب, بس ملقتهاش فيه وعوضا عنها لقيت رئيسي في الشغل جاي بيكلمني عن قرار استقالتها وإنه عايز يعين واحدة بسرعة مكانها علشان تشيل الشغل, مكنتش مركز معه كل الي كنت بفكر فيه هو ازاي تسيب الشغل؟ هي للدرجة دي بتكرهني؟ سبت رئيسي بيتكلم واعتذرت عن عدم قدراتي فأني أكمل شغل النهاردة فأخدت اليوم اجازة, التفكير كان بيودني وبيجيبني, معقول تكون بتكرهني فعلًا, انا عارف انها مش بتحبني بس صعب عليّ احس باحساس كرهها ناحيتي, كنت عايزة اروحلها بس اروح لحد مش عايزني ازاي؟ فضلت على حالي ده لمدة اسبوعين, مفيش يوم بيعدي غير وانا بفكر فيها مش قادر اتخلى عن فكرة إنها متبقاش موجودة في حياتي, لحد ما قررت ألبس وأروحلها البيت, مكنش عندي حجة اقولهلها ومكنتش عارف أقول ايه بس مش مهم المهم إني أشوفها انا مش قادر اتحمل أكتر من كدا حاسس إني رجعت مدمن عليها أكتر من الأول, وفعلا لبست هدومي ولسه بفتح الباب ليقتها قدامي مادة ايدها كأنها هتخبط, نزلتها بتبصلي بابتسامة خفيفة وهي بتقول: ازيك يا أستاذ راشد.
تلقائيًا ابتسمت, مكنتش مصدق إنها قدامي, كنت حاسس إني في عالم تاني وكأني رجعت تاني للحياة, كنت واقف متنح مش مستوعب, قاطعت شرودي بتقول: آسفة لو جيت في وقت مش مناسب, واضح إنك كنت رايح مكان.
“كنت جايلك”.
“جايلي أنا؟”
ابتسمت بقول: حاولت أبعد بس مقدرتش, كنت حاسس إني ميت في بعدك, كنت عايز اشوفك باي شكل.
ميلت راسها في الارض وهي ماسكة دراعها على حرج, حاولت أغير الموضوع و طلبت منها الدخول, دخلت البيت وقعدت في الصالون, قعدت قصادها شارد في تفاصيلها, وكأني كنت بتمنى من الزمن إنه يقف عند اللحظة دي, اللحظة الي تبقى فيها قصادي طول الوقت, كنت حاسس إنها محرجة ومرتبكة وعايزة تتكلم بس مش عارفة لحد ما استجمعت قوتها وقررت تتكلم بتقول بتلعثم: أنا عارفة إن الطلب الي هطلبه منك هيكون غريب شوية وأناني في نفس الوقت, أناني لأبعد حد بس مستحيل حاجة تتم بدون موافقتك الكاملة.
“الامر متعلق بالمنحة مش كدا؟ صحيح إنك استقلتي بس لسه مكانك موجود وتقدري ترجعي في اي وقت وانا موافق عليها مش هعارضك”.
“مش ده الي جيت علشانه”.
“أمال ايه”.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)