روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الرابع والخمسون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الرابع والخمسون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الرابعة والخمسون

ابتسم بسأل بنبرة ساخرة: تفتكر المرض النفسي ممكن يتاخد كحجة قدام القضاء؟
“المرض الي أنت عندك القدرة للتحكم فيها مهوش عذر, وأنت قادر تتحكم بنفسك كويس, مترميش حجة عالظروف والبيئة الي اتولدت فيها, أنت مولود في قصر وفي بوقك معلقة من دهب وأنت بكل بجاحة بتكلمني عن المعاناة الي عانتها, متتكلميش, لو كانت الظروف سبب لكان “حد” أسوء شخص ممكن تشوفه, شاف التشرد بأمه عينيه في الشارع, بعد ما كان فوق مرة واحدة بقى بيبع هدومه علشان مش لاقي ياكل ولا مكان ينام فيه, بعد ما كان آمر ناهي في قصره بقى يشتغل خادم فيه لألد أعدائه, ولما جاتله الفرصة ينتقم منه رفض, ولو الأغنية الي عمال تتحاكى بها من صغرك أنا خسرت أمي, وواخدها حجة علشان نتعاطف بها معاك وتظهر في ثوب الضحية, فحد هو كمان خسر الأتنين وهم عايشين على قيد الحياة بس ولا كأنهم موجودين ومع ذلك عمره ما كان ناقم عليهم ولا غيران من ولا واحد من إخواته سواء الي كانوا من أبوه أو الي كانوا من أمه, ولا عمره فكر إذا هم الي عايشين في النعيم وهو لوحده متكفل براجل عجوز عايش لوحده في الجحيم, اتخلى عن دراسته ومتكبرسش على أي وظيفة رغم انه الطبيعي إن كبريائه يتجرح ويتأزم نفسيًا ومع ذلك هي ديما بتفرق من شخص للتاني, الظروف عمرها ما كانت مبرر علشان احنا ديما عندنا الحرية فأننا نختار طريق الخير أو طريق الشر وأنت الشيطان وانتقامك عماك عن انك تشوف الخير في الي حواليك, عمر الي انت دمرت حياته ده كان ممكن يكون أكتر واحد قريب منك, وحد الي انت أذيته فيّ وفي بنته هو أكتر حد فينا بيحبك واتعذب طول السنين دي كلها علشان مقدريش يتخلى عنك, واحد غيره كان ممكن جدا ينساك زي ما هدية محاولتش حتى تقرب منك وأهي مامتك, انت عارف بعد الي شوفته منها في عمر فأنا حقيقي كنت متخيل إن أكتر بكرهه هو أحمد وإن انت ضحية ليه وجبروته وكنت على أمل ترجع خالد الي عرفته بس الواضح ان دي كانت شخصيتك من الأول وإن أمي كانت من البداية أنانية, أنا بكرهكم كلكم, كلكم من غير استنثاء أنت وأبوك وأمك, وصدقني زي ما أذيت ناس مالهاش ذنب قريب جدا حتى حسام الي فاضلك هسيبك وتخسر كل حاجة بجد, أنا ماشي علشان اتخنقت”.
قلت كلمتي الأخيرة وأنا بحاول أدور على باب خروج لحد ما ليقت باب بيتفح قدامي, متفاجيء بوجود حسام, ملامحه صامتة, وعيونه كأنها ملينة قهرة, وقبل ما أتكلم ليقته متجاهلني وفي ايده عصاية بسبول دخل كسر كل حاجة موجودة قدامه, خالد كان قاعد ساكت, منطقيش ولا كلمة, لحد ما حسام جه عنده, ضرب بالعصاية على الشاشة ولوحة التحكم الي كانت جمب خالد من ناحية اليمين وهو بيباشر: دي مكنتش مملكتنا الخاصة زي ما أقنعتني, أنا فضلت أبني في المكان ده لسنين, المكان الي بدأت منه شركتنا لكن أنا كنت مجرد آلة بالنسبالك… قال كلماته الأخيرة بيكسر كل حاجة حواليه بغضب ونقم, وفي وسط عاصفته التي لم تهدأ دي ليقت خالد بكل بردوب يسأله, كنت هنا من امتى.
“أنت مستفز يا ابني, أنت محاولتش حتى تبرر السواد الي جواك”.
سكت لوهلات وبعدين كمل: لو أنتوا الاتنين بتلومني على السواد الي جويي وإني الي دمرتكم بالشكل ده فالشيء الوحيد الي دمركم هو غباؤكم لو كنتوا حاولتوا تقرؤوا بنود العقد كويس كنت هتدركوا اني بعد ما اتنازلت لأحمد عن نسبتي خليته يتنازل عن 76 في المية من نسبته من غير ما يلاحظ يعني من البداية والسلطة العليا في ايد حسام وانتوا زي الأغبياء بتمشوا ورا الكلام وخلاص.
ما كاد خالد ينهي كلامه الا وليقت حسام موجهله ضرب ناحية خده وهو بيتابع والغضب بيتخلله: أنت عملت كدا علشان تحسسني بالقهر والتأنيب وأننا السبب في كل ده بس أنت كنت عارف ومتأكد كويس ان مفيش حد عاقل هيقرأ 500 بند وحتى ولو أحمد هيعمل ده فأنت استغليت اضطرابنا وأكيد حطيت البند في النص علشان محدش ياخد باله.
اتنهد من غير ولا كلمة لكن حسام ضربه تاني وتالت وكأنه كان بيحاول يفضي غضبه, أول مرة أشوفه كدا وكأن في وسط الثورة دموع بيحاول يمنعها وكأن جواه كسر من يوم مامته بيتجدد تاني في الشخص الوحيد الي راهن عليه, الغريبة ان خالد كان مستسلم ومحاوليش حتى يوقفه لحد ما بدأ وش خالد يتشوه والدم يكتر بعدت حسام عنه, وأنا بقوله: حسام بس كفاية, أنت مش واعي للي بتعمله. حاول يتهجم عليه تاني وهو بيقول بغضب: سبني.
وقفته وأنا بحاول أبعده عنه: بس خلاص يا حسام, الولد هيروح مننا.
قعد في الأرض بيسند ضهره لضهر لوحات التحكم بيخبي وشه بايده المغطاة بالدماء, بيعيط, بنبرة تخللها ضعفه وانكساره: ليه خدعتني وأنت عارف إني مش هقدر اتحمل صدمة تانية, أنت الوحيد الي راهنت عليك, الوحيد الي آمنته على حياتي وتعرف عني الي محدش يعرفه عني, تعرف عني الي أنا نفسي بحاول أتهرب منه علشان مش قادر أواجهه لوحدي.
بنبرة برود وثبات انفعال ولا مبالة غريبة رد خالد: ما علشان انت غبي, قولتك كذا مرة متديش لحد ثقتك 100 في المية حتى ولو كنت أنا.
حسام اتعصب وكان هيقوم عليه لوما وقفت بينهم حائل بيقول: أقوم اقتله دلوقتي ولا أعمل ايه طيب؟
وبشكل غير متوقع ليقت خالد بيتخاطني وبيضم حسام وبنبرة هامسة باشر: أنا آسف.
حسام حاول ينفك عنه وهو بيبعده بيزحه بغضب: ابعد عني أنا بكرهك.
بنفس النبرة رد: أنا آسف.
حسام حاول ينفك لكن خالد مندثر بين أكنافه لسه بيكرر اعتذاره وكأنه بيستغل نقطة ضعف حسام تجاه, مكنتش فاهم هل هو بيحبه فعلا ولا لسه عايز يستغله, حسيت ان لازم أمشى, حسام هو الوحيد الي له الحق يكرر إذا عايز يسامحه ولا لا أما أنا فكان لازم أروح لمكان تاني قبل ما أروح لعمر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *