Uncategorized

رواية خلف باب تفاحة الفصل الثالث 3 بقلم مروة جمال

 رواية خلف باب تفاحة الفصل الثالث 3 بقلم مروة جمال
رواية خلف باب تفاحة الفصل الثالث 3 بقلم مروة جمال

رواية خلف باب تفاحة الفصل الثالث 3 بقلم مروة جمال

مقطع صغير من كارثة 
فقرة الصدمة 
خلف التفاحة حقيقة مختبئة لم يكن من المفترض أن نعرفها 
“رجل غيرك” 
العبارة القاتمة القاصمة لكل رجل 
الرجل عشقه للانثى ازدواجي ومنها التفرد قانون 
حتى الفكرة بوجود ذكر سواه محرمة! 
انقلب السحر على الساحر 
ولكن الرجل لا يرضى بأن ينقلب السحر عليه من امرأة. 
قالتها صدقاً 
قالتها كيداً 
لا فارق 
وكأنما احتاج ذريعة! 
في غرفة خانقة بنافذة واحدة وثلاث مكيفات أرهقتهم الأعطال كانت تجلس أمامه لبنى. أرملة متوسطة الجمال كسرت حاجزها الخامس والأربعون منذ أشهر أي أكبر منه بعامين تقريباً. لم يكن يدير لها بالاً من قبل، مجرد امرأة حريصة في مظهرها كي لا تجذب الرجال، ملابس لا تنتمي لذوق فاخر وجسد هاديء دون تفاصيل يهتم بها.. هو في الأساس رجلٌ يغض البصر!. في هذا الصباح وبعد أن غادر منزله دون تناول الإفطار بينما هي لليوم الثالث قابعة في غرفة للمعيشة التي انتوت تحويلها لغرفة نوم أراد أن يرى لبنى.. يتأملها، يمارس الدور الذي يطمح فيه زملاءه في العمل على فترات وهي ترفض. زيجة سرية بعقد عرفي دون مشاكل،، هي لا تطمح في زواج مستقر ورجلٌ يشارك أبناءها هواء منزلها الصغير وهو لا يبحث عن زوجة بمتطلبات والكثير من الدراما. الأمر كله فقرة عادلة لزوجتة المتمردة العزيزة! 
– نتزوج؟! 
– أستاذ مختار! 
بداية حديث وإن اعتادتها على فترات من وقت ما تركها زوجها أرملة بعمر معقول إلا أنها منه بدت مفاجآة صادمة. هو رجلٌ هاديء في العادة، لا يختلس النظر نحوها مثل الكثيرين.. حاد الطباع نوعاً ما ومتجهم الملامح، له شعر كثيف مجعد وشارب أسود حالك يهتم به مثلما يهتم بلمعة حذاءه اليومية. يعمل معهم في الهيئة في الصباح وفي المساء هو مدير له ثقل لا بأس بها بأحد المكاتب الهندسية الاستشارية حتى أن زميلة لها نصحتها أن تحادثه كي يوفر لها وظيفة معه تحسن بها دخلها إلا أنها ترددت بسبب طبعه الحاد مع الجميع في العادة. 
الآن هو يواجهها بنفس الملامح الحادة المتجهمة الجادة جداً وحين اطمئن أنه لا يوجد في الغرفة سواهما ويطلب منها ببساطة قاتمة الزواج! 
ظلت مصدومة لدقائق معدودة قبل أن ترفع عيناها نحوه في استفهام مستحق وإن كانت التكرارية هنا لا تحتاج لديباجة، رجل متزوج وأرملة.. زواج بورقة تضمن لا صراعات قانونية ووقت لطيف بلا منغصات. 
ارتشف القليل من قهوته بهدوء ثم تابع بنبرة هادئة حريصة: 
– كما سمعتي.. أعرض عليك الزواج 
– لمَ؟ 
– هل أسبابي تهمك! 
قالها ساخراً، هي لم تكن تعلم أن خلف تلك الواجهة المتجهمة الحادة رجلاً ضعيفاً. عنيداً ربما، درامياً نوعاً ما، ببساطة في ورقة النتائج المجمعة يصنف ضعيف. وهو يعلم 
هو توسل إهتمام زوجته وهي ضربته بمطرقة فوق رأسه. 
قالت هي بعملية تامة من امرأة مر عليها الكثير من أصناف الرجال، طالب الزواج لأن زوجته تهمله أو الأرمل الذي يسألها عن مقدار راتبها قبل أن يتفق بشكل رسمي وآخر يتفاخر بزيجاته من نساء مثلها بلغ عددهم ثلاثون عادة ما تستمر الواحدة شهر أو اثنان. 
– أسبابك ستؤثر علي فـ نعم تهمني 
– بمعنى؟ 
– هل تفعلها نوع من كسر الملل، أو عناداً مع زوجتك.. هل تنوي الإستمرار أم تبحث عن متعة شرعية مؤقتة 
كانت حقاً امرأة عملية صريحة، ملامحها الهادئة لا تمرر هذا النوع من المواجهة الحاسمة الخالية من الخجل. أرملة منذ خمس سنوات وفي منطق عدة رجال يجب أن يصيبها الملل، الضعف أو الاشتياق والخ.. 
تنهد بلمحة ضعف.. لمحة ضعف أول مرة تراها منه.. 
– أحتاج امرأة سواها وكفى 
– أي امرأة 
– أي امرأة! 
كان صريحاً وكفى.. 
فقرة مستقطعة تحتاجها هي بدورها.. 
لا مسؤوليات.. 
لا متطلبات .. 
لا دراما 
– موافقة! 
*** 
قطعة معجنات صغيرة مع بعض الجبن الحار! 
تذوقتها بملل بينما كانت تدور دورتها المعتادة بين أروقة الهايبر كي تحضر مستلزمات المنزل، الطلبات المكررة المدونة في عقلها، كل فرد من أفراد عائلتها وما يحبه ويكرهه.  محاولة التجديد في طعام صحي كما تنصح صفحات التواصل الإجتماعي ونوع من المناشف الجافة المبهرة التنظيف وجدت عليها عرضاً مثيراً للانتباه. كانت تشغل نفسها بالروتين الاعتيادي كي تهرب من مواجهة الأفكار. على سماعة الهاتف المعلقة بأذنها تحت وشاحها الرمادي المزركش كانت أختها تعطيها أحد دروس الحياة، تزعق قليلاً وهي ترتشف الشاي وتأكل كعكاً شهياً بالزبد قالت لها في وسط الحديث أنها ستراسلها بالوصفة. 
– يجب عليك أن تؤمني نفسك مادياً 
– كيف؟! 
– ألا تدخرين بعض النقود؟ 
– لا أنتِ تعرفين أنني لا أعمل 
انفجرت بها أختها الصغرى، تزبد وترغي.. 
– تقتصدين من مصروف المنزل كما تفعل جميع النساء! 
التوت شفتاها بابتسامة حزينة ساخرة: 
– لم أفعل مثل جميع النساء 
– لماذا! 
– أردت أن أكون صادقة 
– الرجال لا تناسبهم امرأة صادقة.،  
ماذا يحتاج الرجل حقاً.. امرأة صماء بكماء ثرثارة مجنونة عاقلة صادقة كاذبة باردة غنوج! 
الرجل ببساطة يحتاج كل شيء، أخرجت زفيراً متعباً وأرادت أن تمرر لأختها الكثير من الحديث. أنها على سبيل المثال امرأة بطباع لا تتغير.. صدق أو صمت لا تجيد التلون، امرأة لا تجيد الغنج ولم تكن تلك مشكلة بينهما من قبل، جميلة بمقدار وافر ولكنها لا تغوص في التبرج ومناورات الفتنة. امرأة مستهلكة، من وقت استيقاظها الصباحي حتى الغوص في الفراش وهي لديها الكثير من المهام. مهام من أجل الجميع حتى نسيت بشأن نفسها 
واتضح في النهاية أنها غير كافية! 
– ندى هل تسمعينني؟ 
كانت اختها الصغرى صاحبة الزيجة التي لم تكن أفضل إلا أنها أكثر سيطرة وقوة قد أنهت قطعة الكعك وقررت نص باقي النصائح.. 
شعرت باختناق.. ثم ملل.. 
أغلقت الخط دون أن تنبس بكلمة واحدة وتركت نفسها لشرود طفيف أمام رف مواد غذائية لم تنتبه حتى لمحتواه. السر القاتم في صدرها تحتفظ به.. فانفجارية عائلتها اذا ما علموا بخبر زواجه ستكون لها في المقام الأول 
هم يلومونها
هو يلومها 
العالم كله سيمسك لها بكشف حساب. 
كلٌ يود إخضاعها على شاكلته، بطريقته.. كل يبحث عن نفسه ولا يوجد من يبحث عنها هي! 
أمام رف مواد غذائية أيقنت الآن محتواه من الزيت والسمن النباتي المهدرج جاءتها رسالة واضحة منه 
تتمة الموجود بالفعل 
– سأتزوج اليوم! 
يتبع ……
لقراءة الفصل الرابع : اضغط هنا
لقراءة باقى فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *