رواية ارناط الفصل الثاني 2 بقلم حور طه
رواية ارناط الفصل الثاني 2 بقلم حور طه
رواية ارناط البارت الثاني
رواية ارناط الجزء الثاني

رواية ارناط الحلقة الثانية
الباب خبط تاني بقوه، ليلى وقفت مكانها، قلبها بينط جوه صدرها، وكل نبضة فيه كانت زي صـ ـرخة.
بصت ناحية الجـ ـثة… ارنـاط لسه مرمي، عيونه مفتوحة كأنها بتراقبها، وسكونه كان بيخوف أكتر من أي صوت ممكن تسمعه.
رجعت تبص ناحية الباب، الصوت جه تاني، أعلى من المرة اللي فاتت، ومعاه نبرة مستعجلة، رجت قلبها.
— Afval! Heb je iets voor het vuilnis?
الزبالة! عندك حاجة للرمي؟
ليلى ابتلعت ريقها بالعافية، صوتها كان بيطلع بالعافية من بين شفايفها المرتعشة، وبلغة متكـ ـسرة ردت:
— Nee, er is niks! Ga maar door!
لا، مفيش! امشي لو سمحت!
فضل واقف شوية، صمت تقيل نزل بينهم، وبعدين ساب المكان.
سندت ظهرها على الحيطة، رجليها كانت مش شايلة جسمها، أنفاسها تقيلة، وجواها عاصفة بتتشقلب.
الـ ـدم على الأرض بدأ يجف، ريحته بتتغير، وعينيها مش قادرة تسيب وش أرنـاط. من شوية كان بيضحك، دلوقتي وشه بارد، فاضي… من غير حياة.
إيديها لسه متسخة، بس ما بقتش بتغسل… بقت تتأمل، كأنها بتحاول تفهم.
هي فعلا قتـ ـلته؟
ولا كان حـ ـادث؟
بس هو مـ ـات٠٠٠مـ ـات
وهي لوحدها.
وأكتر حاجة مـ ـرعبة… إن الوقت لسه ماشي.
والساعة دلوقتي تلاتة وربع.
والليل لسه طويل.؟!
ـــــــــــــــــــ
«بعد نص ساعة»
ـــــــــــــــــــــــ
عالية دخلت الشقة، بالمفتاح اللي ليلى كانت دايما سايباه معاها.
أول ما شافت المنظر، شهقت، اتراجعت خطوتين لورا، وصوتها اتكـ ـسر:
— ليلي… إنتي قتـ ـلتيه؟!
دموع ليلى نزلت مرة واحدة، وكأنها كانت مستنياها تنزل من زمان، وهزت راسها بصوت مهزوز:
— ماكانش قصدي… كنت بدافع عن نفسي… هو كان بيكذب عليا… أنا حتى ما كنتش أعرف إن جوازنا مش حقيقي!
عالية قعدت جنبها على الأرض، حضنتها بقلبها، وهمست ليها بصوت مسموع للروح:
— اسمعيني… لازم تختفي… دلوقتي… قبل ما أي حد يشوفك.
ليلى بصت لها، عنيها مليانة خوف وارتباك:
— أهرب؟ أهرب فين؟ أنا حتى مش قادرة أفكر.
عالية قامت، وبدأت تحط هدومها بسرعة في شنطة:
— في صديقة ليا عندها مزرعة صغيرة في ضواحي أمستردام… هتباتي هناك، أهم حاجة دلوقتي إنك تختفي، مش لازم البوليس يوصل لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
«بعد ساعتين»
ــــــــــــــــــــــ
الشارع كان فاضي،
والسماء بتولول بصوت ريح بيغني انين،
عالية سايقة العربية، وليلى قاعدة جنبها، متغطية بجاكيت واسع، شعرها مبعثر، وعيونها ما غمضتش من ساعتها.
بصة من الشباك، وكأنها بتـ ـدفن حياتها اللي كانت في الشقة دي…
أحلامها، ضحكتها، صورتها قدام المراية، كل حاجة اتحولت في لحظة لكـ ـابوس.
وسؤال كان بيزن في عقلها… تقيل، ومش راضي يسكت:
ـــ فعلا قتـ ـلته؟
ولا في حاجة تانية مستخبية..؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«شقة راهب العراف – هولندا»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوى كان تقيل في الشقة… كأن الحيطان بتتنفس ببطء، وصوت الصمت بيوجع.
شهد، أخت راهب، قاعدة في أوضتها، ماسكة تليفونها، بتبص في آخر مكالمة:
ـــ عدى أكتر من ساعتين، وسيف ما بيردش.؟
سمعت صوت باب اتفتح، خرجت بسرعة، عينيها بتلف، بتدور عليه،شافته واقف في الصالة، هدومه فيها بقع دـ ـم ناشف عند الكتف، وضمادة على جبينه.؟
قربت منه، صوتها عالي لكن مهزوز:
— إيه اللي في دماغك ده؟ إنت اتخانقت؟
راهب لف وشه بعيد، وكأنه بيهرب من عينها، وقال ببرود مصطنع:
— ولا حاجة، خبطة خفيفة، كنت نازل السلم واتزحلقت.
نبرتها علت، وقفت قصاده، حاولت تلمس الضمادة، لكنه رجع خطوة لورا:
— سلم؟ من إمتى بتتزحلق؟ وبعدين بقالك كتير برا… كنت فين؟
ما ردش.؟!
راهب قرب منها، صوته كان هادي بس فيه حاجة تحت السطح:
— انتي مالك؟ شكلك مش على بعضك، وعينيك على التليفون كأنك مستنية حد.؟!
شهد اتلخبطت، نطقت بصعوبة:
— انا…لا… مش مستنية حد، كنت بكلم واحدة صاحبتي، بس مش بترد.
راهب ابتسم، بس ابتسامته ما كانتش مطمئنة:
— سيف؟
صمت تقيل نزل بينهم.
كمل راهب، بصوت أهدى بس أخـ ـطر:
— صاحبتك اللي ما بتردش؟
شهد عنيها اتسعت، وهمست:
— إنت عرفت إزاي؟
راهب:
— أنا مش غبي، يا شهد. كنت سايبك، مستني اللحظة اللي تصارحيني فيها.
شهد بصوت مهزوز:
— كنت هقولك… والله!
راهب مد إيده، مسك دراعها بقوة، نبرته كانت نـ ـار:
— هتقوليلي إمتى؟ بعد ما تخلفوا؟ بعد ما تعزميني على فرحكم التاني؟
شهد صـ ـرخت من الألم، ودموعها نزلت:
— هو جوازي! انا ما عملتش حاجة غلط!
وإنت عمرك ما فهمتني! لو كنت قلتلك، كنت هتمنعني.
راهب عينه كلها خذلان:
— كنت شايفك كل حاجة… أختي، بنتي، دمـ ـي…
وفي الآخر تطلعي متجوزة من ورايا؟ وسيف؟
اللي كنت فاكره أخويا؟
إزاي خنتوا ثقتي؟!
شهد بصوت عالي:
— كنت بخاف منك! كنت حابسني! مش شايفني غير مريضة لازم تتحامي فيك!
راهب أشر لها بإيده، صوته بينفـ ـجر:
— اسكتي!
قام، صدره بيعلو وينزل، وهي واقفة قدامه، دموعها سايبة وشها:
— هو فين؟ سيف راح فين،يا راهب؟
راهب ابتسم، بس كانت ابتسامة بردانة، وهمس:
— ما تسأليش السؤال ده… إجابته مش هتريحك.
شهد،شهقت، صوتها اتكـ ـسر:
— إنت عملتله حاجة؟
إنت قتـ ـلت سيف؟ جوزي؟
راهب رفع عينه، وقال بهدوء قـ ـاتل:
— أنا قتـ ـلت الخيانة، يا شهد.
واللي يحبك… ما يخـ ـونش أخوكي.
شهد فتحت الباب، نزلت بسرعة، وصوته لسه بيرن في ودنها:
–لو كنت اذيـ ـته، أنا مش هقدر أبص في وشك تاني…
راهب:
– لو خرجتي دلوقتي، الدنيا مش هترجع زي الأول. وهتخسري اخوك للابد؟
لكنها خرجت، نازلة بتنهج، دموعها بتغرق وشها.
في آخر السلم… صوت فرامل حادة.!
وصوت خبط مفاجئ.!
راهب جري على السلم، قلبه بيدق زي الطبول، نزل يصـ ـرخ باسمها:
– شهد؟!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ارناط)