Uncategorized

رواية قلوب متوهجة الفصل السابع 7 والأخير بقلم إيمان كمال

 رواية قلوب متوهجة الفصل السابع 7 بقلم إيمان كمال

رواية قلوب متوهجة الفصل السابع 7 بقلم إيمان كمال

رواية قلوب متوهجة الفصل السابع 7 بقلم إيمان كمال

وأثناء سيره، سمع صوتٍ منادي عليه، التفت خلفه وجده يركض إليه وعلى وجهه ابتسامه قائلاً :
– مقدرتش مجيش، ندى مش بس حببتي لأ؛ إنما هي قطرات الندى اللي بتحييني، ومن غيرها أموت.
رمقه بنظره حب، واقترب منه وضمه بشده رادفاً :
– عندك حق ياحبيبي، ندى بتحيي كل اللي حواليها، ومن غيرها كلنا هنموت، هترجع، وهعملكوا أحلى فرح يتكلم عنه كل الناس ويتحاكوا سنين عليه.
– باذن الله ياعمي.
– لأ بلاش عمي، مش عايز اسمعها تاني، قولي يا بابا، لأنك من اللحظة دي ابني اللي مخلفتهوش، واللي هديله بنتي وأنا مطمن عليها، وهيكون دراعي اليمين، وهيساندني في كل وقت، اتفقنا يانبيل.
ضمه بشده  همس له بالموافقه.
تمت الإجراءات واستقلا الطائره، وطوال هذه المده، كانت بمثابة تعارف لهما، يكتشفان بعضهما من جديد، كل منهما يرى الجانب المضئ الذي لم يراه من قبل، فتم أزاحه سحابة الضباب أمام أعين “عباس” ورآى الرؤية الآن واضحه، بدون غشاوه، ولا ضباب، أعترف أنه إنسان نبيلاً في كل شئ، وعاشق لابنته حقاً، ولا يريد غيرها رفقيه حياته.
هبطت الطائرة، وتمت أجراءات الخروج، وكانت سيارة في انتظارهما  على علم بوصولهما، رتبها مدير اعماله مع فرع شركتهما في دبي، ركبا سوياً وتم توصيلهما إلى منزل أخته، واثناء سيرهما؛ لفت انتباهه هذا الفندق القريب جداً من المنزل، قرر حجز غرفتين لهما، ثم نظر لـ “نبيل” بخجل وندم، وطلب “عباس” منه أن ينتظره هنا ليتوجه هو إليها أولا، حتى يصلح أخطاء الماضي مع أخته وزوجها، ثم يقوم بالإتصال به، لتكون مفاجأة للجميع، وبالأخص “ندى”، وافقه وتمنى له التوفيق، وجلس ينتظر مكالمته على أحر من الجمر. 
كان الجميع جالسون يتناولون وجبه الطعام، والجميع مرحبون “بـ ندى” تجاهد “ياسمينا” رسم الابتسامه على شفتاها بمداعبتها هي وابنها “تيم” وإذا ينتبه الجميع لطرق الباب، نهض “تيم” لفتحه، وجد رجلاً لم يتعرف عليه، سأله عن هويته، وماذا يريد، أجاب :
– مش هنا منزل مدام ياسمينا صبري عبدالسلام؟ 
– أيوة هنا، حضرتك مين؟ وعايزها في أية؟
صاحت والدته متسائله من الطارق، فأجاب :
– معرفش ياماما، واحد بيسأل عليكي!. 
أسرعت نحو الباب، ونظرت محدقه عيناها غير مصدقه بأنها ترى أخاها بعد كل هذه السنوات من الغربه، والهجران، وقفت مصدومه، أقترب منها وقال بنبره حب واشتياق :
– ياسمينا أختي، حببتي.
عند سماع هذه الكلمات، حررت عقدة لسانها، ونطقت قائله بأستهزاء :
– أختك..! وكمان حببتك، غريبه أنك أنت ياعباس اللي تقول كده؟ هو من أمتى أنت بتعرف تحب يابن أبويا وأمي؟ كان فين حبك ده من زمان، انطق قولي كان فين لما دبحتني من غير ما ترحمني، ودوقتني ظلم، ومرار عمري ما نسيته في يوم، والنهاردة بتعيش بنتك الغلبانه فيه تاني، فبلاش النغمه دي عشان مش رايقه عليك ياخويا.”قالتها بسخريه، وبنظرة استحقار”
– ليكي حق تقولي أكتر من كده، أنا فعلا أجرمت في حقكوا كلكوا، ومستحقش نظرة شفقه منكوا، بس أنا والله اتعلمت وفوقت، من الغيوبه اللي كنت فيها، وعرفت أن وجودكوا معايا وحواليا، هو الكنز الحقيقي.
اه الفوقان جه متأخر، بس كل شئ بآوان، ولما ربنا أراد انزاحت الغشاوه من على عنيا، أنا بقدملك أيدي يا أختي اغفري وسامحي، وتعالي نبدأ من جديد، صفحه كلها حب وصفا.
– صعب ياعباس، ولو أنا سامحت، مستحيل جوزي هيسامح.
كان كل من حاضر واقف يستمع لكلماته، وزوجها يقسم بداخله أنه يرى إنسان أخر لا يمثل للشخص الذي قام بظلمه، فقد كان حينها بكل جبروته، وشموخه، واقفاً يهابه الجميع من شدة سطوته؛ اما الآن فلا يوجد بينهما أي تشابه. 
لكن حين رآه امامه تذكر الماضي بكل ظلمه وعذاب السجن، وايامه الطويله، فاق على لمسه من يده قائل :
– سامحني واديني فرصه أصلح الماضي ياشكري، واحاول اعوضكم عن كل اللي صدر مني.
سحب يده بعنف، ورمقه بحده وغضب سنوات مرت على أسرته، وقال :
– مستحيل يا عباس بيه هتمحي عذاب ظلم السجن اللي عشته، عمرك ما هتحس ابدا بمرارة طعم المظلوم؛ لأنك أنت دايماً بتكون الظالم، وليل السجن الطويل، اللي الساعات فيه بتمر كأنها دهر، والقهرة اللي كانت جوايا، كل يوم كنت بسأل نفسي الف مرة، ليه ياعباس بيه تعمل فيا كده؟ إيه الذنب اللي عملته عشان استحق تضيع مستقبلي، وتتهمني بالسرقه؟ 
كل ده عشان حبيت أختك صاحبة الصون والعفاف، عشان راجل فقير تدوس عليه بالشكل ده، وتفعصه.
أخذ أنفاسه بصعوبه، وأكمل حديثه بهدوء مصطنع :
 – أختك أنا مقدرش امنعك عنها ابدا، وهي صاحبة القرار في المسامحه والغفران، لكن أنا هبقى كداب لو قولتلك أني أقدر أنسى وأسامح، أنا بشر مش ملاك.
كانت “ندى” تشاهد والدها ولا تصدق عيناها، بمدى الحزن الذي عشش بداخلهما، واحساس الصدق بما يتفوه به، حزنت من اجله؛ برغم ما بدر منه تجاها، لكنها اشفقت على انكساره بهذه الطريقه. 
جلس الجميع، وأخرج “عباس” دفتر الشيكات الخاص به، وقدم شيكاً لأخته قائل بنبرة ترجي :
– اتفضلي يا ياسمينا، ده شيك بورثك اللي سبتيه من سنين، وكمان مضاف ليه كل الفوائد، أنا دلوقتي الفلوس بقت متعنيش عندي أي شئ، مش عايز حاجة من الدنيا غير لمتكوا حواليا، والحمد لله ربنا هداني، وبعت ليا جوز بنتي يشيل عني الحمل، ويحافظ على ندى، وهيحطها في عينه، أرجوكي سامحيني، وساعديني أصلح أخطائي.
نظرت لزوجها، ويداها متردده، تقبل هذا العرض السخي، ام ترفضه؟ ولم تجد منه رد، شعر بترددها، أمسك يداها المرتعشه، ووضع بداخلها الشيك، لمحت المبلغ المكتوب بداخله، ذهلت من ضخامته، فهو أكبر بكثير من حقها، فقال لها:
– مش كتير عليكي ياحبيبتي، أنا لو أطول اتنازل عن كل فلوسي وادهالك مش هيكفي عشان تسامحيني.
– ربنا يسامحنا كلنا يا أخويا، وسيب الأيام الجاية هي اللي هتحدد مصرنا هيكون إيه.! ويكفي أنك عرفت أن عمر جمع المال ما بيولد السعاده، لأن السعاده الحقيقية في الناس اللي حواليك وبتحبك بكل أخلاص، وأن كلنا من نفس الطين، وعند ربنا سبحانه وتعالى كل البشر سواسيه كأسنان المشط، وربنا رب قلوب، وبيحاسب الإنسان بنيته الطيبه، وعمله للخير، مش بأصله وجاهه.
– عندك حق، أنا غلطان في حقكوا كلكوا، وجيت النهارده أصلح كل اخطائي، اتمنى تقبلوا اعتذاري. 
أمسك هاتفه وقام بالإتصال به، ثم أغلق الهاتف، تعجبت “ندى” من هذا التصرف، لكنها ظلت صامته، وبداخلها قلبها يردد حروف اسمه الغاليه، تبسم والدها وقال :
– أصبري وهتفهمي بعد دقايق. 
بعد مرور عشر دقائق، وجاء من يطرق بابها من جديد، نهض الأب وشاور للجميع بأنه من يقوم بفتحه، حينها علمت، وايقنت “ندى” لماذا دقات قلبها تتعالى أصواتها؛ كدقات الطبول بهذه الدرجه، تجزم أن كل من حولها يسمعها جيداً، أخذت أنفاسها بسرعه، كانت تبلع لعابها بصعوبه، كأنها تنتظر لحظة أحيائها من جديد، قلبها حسها بأن الطارق هو حبيبها، ولا تدري لماذا هذا الشعور الذي انتابها، ربما لأن قلبها هو دليلها دائماً، والآن ظهر نبيلها العاشق وابتسامته الساحرة تضئ وجهه، أغمضت عيناها لتتأكد أنه حقيقه أمامها، وليس حلماً من أحلام اليقظه، أقترب منها، ونظراته تلهب مشاعرها، عيونه ترسل لها قبلاته الحاره، واشواقه الحارقه، أقترب منها أكثر، رفع يده على وجنتيها، يلمسهما بحنان، وجدهما شديدة الاحمرار، نظر في عيونها المليئه بسحابه من الدموع، همس لها بحب :
– وحشتيني أوووي ياندوي.
تبسمت بعشق، ودموع الفرحه تلمع بداخل عيناها، ضغطت على يده، خوفاً من فقدانها ثم قالت بشوق :
– أنت أكتر ياروح قلب وعقل نودي، مش قادرة أصدق أنك هنا، أنت بجد حقيقي، مش بحلم..! 
ضحك وقال بحنان :
– أنا حقيقي ياحبيبتي، حبي ليكي هو اللي جابني، مقدرتش مسامحش، اللي بينا أكبر من أي حاجة تهده، ربنا سبحانه وتعالى بيسامح وبيغفر، أنا العبد مش هسامح، انسي ياندى، زي ما أنا هنسى، وتعالي نبدأ من جديد، قصة حبنا تكون مبنيه على الثقه، والحب، ومهما يحصل بينا مفيش حاجة تهدها. 
– مستحيل أي حاجة هتقدر تخلي ثقتي فيك تهتز تاني ياحبيبي، اتعلمت الدرس وتوبه اكررها تاني. 
تقدم الأب منهما، وقال بنبره حانيه:
– نبيل سامحني ياندى، وجالك بكل حب؛ عشان تبدأوا حياتكم بسعاده وهنا، ياترى لسه زعلانه مني؟
أسرعت ورمت نفسها داخل أحضانه، فشتد في ضمتها، كأنها غائبه عنه سنوات، شعرت بحبه الشديد لها، رفعت رأسها وقالت :
– بعد كل الحب ده عمري ما أقدر أزعل منك ابدا يابابا.
– ربنا يباركلي فيكوا يارب، ويقدرني أعوضكوا واسعدكوا.
ضم أخته بحب وقبل رأسها، ويداها، فتبسمت له بصفاء، وتم تعريفه بأبنها الذي كان يشاهد خاله للمرة الأولى، وطلب منه أن يعمل في فرع شركته هنا، ويديره بعد أن علم بأنه مهندساً معمارياً، وبمرتب لا يحلم به، سعد جدا، وتم الأتفاق على كل شئ، كما تم تحديد موعد لزفاف ابنته، ووعدت “ياسمينا” بالحضور والوقوف بجانبها، ومر الوقت و”عباس” يشعر بالسعاده لأول مره في حياته، وكل أسرته حوله، ينعم بدفئ المشاعر، فهما حقاً كنزه الثمين؛ الذي لا يقدر بأي ثمن.
أنصرف هو و”نبيل” ليمكث في الفندق، فقد صممت أخته على البقاء معها، لكنه رفض بسبب وجود خطيب ابنته، ووعدها بالمجئ في الصباح.
قضى معها أجازة قصيرة، مرت سريعاً حتى جاء موعد السفر للنزول إلى القاهرة، كانت “ندى” سعيدة وبجوارها حبيبها الذي تغلب على كل حزنه، وعاد لها من جديد.
ومرت الأيام سريعاً، وجاء موعد الزفاف، وعقد القران، كان القصر في أبهى صوره، ينبض بالروح، كل شئ حوله يشعر “عباس” أن الروح دبت بداخله، ويتراقص مع دقات قلبه سعاده بفرح ابنته، واخته التي جاءت لتحضر الحفل، كان كل كبار الوسط مدعوين، تحاكت عنه كل الصحف والمجلات، فرحة العروسين كانت واضحه للجميع، وسعاده الأب لا يستطيع ترجمتها، فكانت واضحه كالشمس التي أضاءت قلبه، وجعلته مضئ، يهدي بنوره كل من حوله.
عانق “نبيل” وصافحه بحب، والقى عليه بعض الكلمات قائلا :
– مش هوصيك على ندى، سلمتلك أغلى ماعندي، حافظ على كنزي الحقيقي يابني.
– ندى في عنيا، وجوه قلبي يابابا، أطمن.
عانقهما بحب، ثم انصرف ليتابع الجميع، وبرفقته أخته في كل خطواته، ايقن حينها أن سعادته اكتملت، ولا يريد شئ اخر من هذه الدنيا. 
وإلى هنا تنتهي احداثنا ليعلم الجميع أن المال زائل، ويبقى فقط الحب الصادق في قلوبنا، ينبض باستمرار لمن نحبهم ونعشقهم.
تمت بحمد الله تعالى ????
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *