رواية درة أدهم النادرة الفصل الخامس 5 بقلم نور

– مين دي يا ادهم 

– اقدملك درة ، جارتنا و صاحبة اختي 

– اهلا ، وانا سلمى ، شريكة ادهم في الشغل ،تقدري تقولي ذراعه اليمين 

– اهلا بيكي ، انتو جيتو مع بعض هنا قبل كده 

– ااه ، ده المطعم المفضل عندنا ، على طول بنيجي نتغذى هنا ، مش كده يا ادهم 

– هااا ، هو يعن……

– ممكن نروح يا ادهم ، لو عايز تبقى مش مشكلة انا هاخذ تاكسي 

– لا تاكسي ايه ، يلا نروح ، باي يا سلمى هكلمك 

– باااي 

كان ساكت طول الطريق ، زي ما مشينا رجعنا ، مكنتش زعلانة قد ما كنت مجروحة و مقهورة 

بعد ما كنت اعرف كل حاجة عن ادهم بقى شخص غريب عني ، بقيت ما اعرفهوش خالص ، انا انسانة سلبية جدا ، بتعلق بأي حد بعرفه بسرعة 

عشان كده معنديش صحاب ، مبحبش اتعلق بحد و يسيبني  بخاف من اي حد غريب يدخل حياتي ، مي و ادهم كانوا كل حياتي و معرفش غيرهم ، كنت عارفة كويس ان ادهم كمان كان بيكرهني قبل ما اتولد لما عرف اني بنت زي بابا بالظبط ، بس بعدها اتعلق بيا و حبني من كل قلبه 

بس خسارة ، كل حاجة اتغيرت ، مشاعره اتغيرت ، و مشاعري كمان ، صحيح أن احنا لسه مع بعض و ساكنين في نفس العمارة و الباب قصاد الباب ، بس افترقنا ، فراقنا كان روحي مش حسي و بس ، بقا بيتعمد يهرب مني و بشوفو على طول سرحان و متلخبط 

و كل يوم يعدي اتاكد اكتر اني خسرت ، خسرت توأم روحي و سندي الوحيد بعد ربنا 

– درة ، سلمى مساعدتي الشخصية و شريكتي يعني كل العملاء اللي بنقابلهم برا الشركة بنقابلهم سوا

– فهمت يا ادهم ، و لا يهمك ، بس كنت اتمنى انك تاخذني مكان جديد ، يكون خاص بينا زي ماهي عندها مكان خاص بيكم 

– حاضر ، المرة الجاية ان شاء الله 

– ادهم ، فكرك هيجي يوم و تسامحني فيه 

– مش فاهم

– يعني امتى هيخلص عقابك ليا 

– أنا مش بعاقبك ، و لا اقدر اعاقبك اصلا 

– لا بتعاقبني ، عشان شوية كلام قلته و انا طفلة ، جنون مراهقة بس للاسف الطفلة دي كبرت و عقلت لكن عقابك طول قوي 

– لا مش بعاقبك ،  انا مليش سلطة عليكي زي ما قلتي ، يمكن مجتمعنا فرض علينا أننا نبعد او يمكن ده مكتوب أنه يحصل لينا، مش عارف ، بس اللي عارفه ان ده اللي لازم يحصل 

– انت مش حاسس بيا ، انت بتجرحني اوي يا ادهم ، اوي 

– بصي يا درة ، انا بحبك و بحبك اوي ، بس اكتشفت ان انا انسان لما بيحب بيجرح ، بيوجع 

ببقا احس انه حاجة ملكي ، بتحكم فيه و باخنقه ، عشان كده مش هقدر اجرحك و لا هقدر احبك 

بس هتبقي دايما شخص عزيز على قلبي و هكون جنبك كل ما تحتاجيني ، اوعدك مش هاخذلك أبدا بس خلينا كده احسن ، تفاديا لأي مشاكل 

– فهمت ، تصبح على خير 

كنت حاسس بوجع في قلبي و هي بتبصلي بعينيها الدافية ، وحشتني ضحكتها اللي طالعة من القلب ، جنانها و زعلها

وحشني اطلع الجنينة اللي ورا العمارة و الاقيها بتزرع شجرة و تلطخ وشها بالتراب 

وحشني اشوفها مندمجة مع قراية كتاب و انا افاجاها بعلبة شوكولاتة زي لون عينيها 

انا ادهم اللي عديت 30 سنة وحشني ارجع طفل عشان العب معاها زي زمان ، عشان تبوسني من وجنتي لما تيجي تصالحني 

كل المشاعر دي بتقتلني بتجرحني ، بتخليني عايز اشق قلبي و اطلعها ، بحاول اقنع انها مش حقيقة 

انها وهم و لازم اتخلص منه ، لازم اعمل حاجة في اقرب وقت

– صباح الخير يا درة 

– صباحك ورد يا مي ، اتاخرتي اوي النهاردة

– آسفة والله ، كلنا في البيت مشغولين أصل هنروح نخطب لادهم النهاردة ، انتي عارفة لحد دلوقتي مش عارفة البس ايه ، تيجي نشوف فستان حلو مع بعض ، اعرف معرض حاجته تجن…..

كنت مش سامعة حاجة غير أنه هيخطب ، ادهم هيخطب ، هيبقى مسؤول عن واحدة تانية 

غيري ، غيري انا ، مبقيتش فاهمة حاجة ، و انا و مشاعري ، مشاعري اللي طلعت غبية و ساذجة 

كان طول الوقت بيحاول يفهمني انا بالنسبة له ، بس انا كنت غبية و مفهمتش

هو يمكن اخذ الخطوة دي عشان يفهمني و يصحيني من الحلم التافه اللي كنت عايشاه 

– ادهم ، انت هتخطب 

– ااه ، عقبالك يا درة 

– الف مبروك ، سلمى صح 

– ااه هي ، بقالنا فترة نعرف مع بعض و اعتقد ان احنا متفقين 

– بتحبها 

– مش قولتلك انا انسان مينفعش يحب 

– فعلا ، انت متعرفش تحب اصلا ، انت واحد بيعرف يربط الناس بيه و بس ، يتحكم و يحط أوامره ، بس ما يحبش عشان ما يضعفش و يتنازل عن تحكماته 

– انتي بتغلطي فيا و لتاني مرة يا درة ، حاسبي

كلامك زي المرة الفايتة

– و انا مش ندمانة عن كلامي ده و لا بتاع زمان،  انا ندمت اني غيرت رأيي فيك ، انا ندمت اني عرفت واحد زيك ، انا بكرهك 

– شعور متبادل 

سبته في باب العمارة و طلعت اجري البيت ، كنت عايزة استخبى في اوضتي ، مش عايزاه يشوفني ، في لحظة واحدة خلاني اكسر قلبي و ارميه تحت رجليا 

– دررة.. حاسبي…

يتبع..