Uncategorized
رواية غفران الجزء الثاني البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك
رواية غفران الجزء الثاني البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك
رواية غفران الجزء الثاني البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك |
رواية غفران الجزء الثاني البارت الثاني عشر 12 بقلم نسمة مالك
منتهي العشق!!..
“غفران”..
يسير بخطي مسرعه نحو مكتبه ساحباً بيده “شهد” التي اوشكت علي السقوط اكثر من مره أثناء ركوضها خلفه..
قابض علي يدها بقوه كادت ان تهشم عظامها.. تجاهد هي لتتحمل ألم يدها، ولكنها فشلت فخفضت رأسها وبدأت تبكي بصمت..
وصل لمكتبه فدفع الباب بقدمه بعنف جعل
“سعديه، واحمد” ينتفضان بفزع،وتتسع اعينهما بصدمه حين اقتحم المكتب عليهما فجأة، وصفق الباب خلفه، وبلحظه كان استدار وصفع” شهد” صفعه مدميه ارتمت علي أثارها ارضاً بعنف تحت اقدامهما..
شهقت “سعديه” وركضت نحو ابنتها جلست جوارها تضمها لحضنها بلهفه، وببكاء قالت..
” ليه كده يا غفران يا ابني.. دا انت من ساعة ما اتجوزت بنتي، وانا بشكر فيك وفي أخلاقك وبقول مستحيل تمد ايدك علي وحده ست أبداً ؟!”..
“بنتك تستاهل القتل مش الضرب بس، وانتي أكيد كنتي علي علم بكل قرفها دا وسكتي”..
قالها” غفران” بصوت خفيض لا يخفي غضبه العارم..
اقترب “احمد” من شقيقته الباكية بنحيب.. بهدوء خطر وتحدث متسائلاً..
“شهد عملت ايه بالظبط يا غفران؟!”..
لم يجب “غفران” علي سؤاله،صمت لبرهه يلتقط أنفاسه ومن ثم قال بصوت عالِ للغايه..
“يا عسكري هات المتهم حالاً”..
ساد الصمت المكان يقاطعه أنفاس “غفران” المتلاحقه، وصوت بكاء “شهد” التي ساعدتها والدتها علي النهوض، واجلستها علي أقرب مقعد، وجلست جوارها بجسد يرتجف من شدة توترها..
بينما اقترب “احمد” من “غفران” وربت علي كتفه مردفاً بصرامه..
” أهدي يا صاحبي وحقك هيجيلك لحد عندك”..
“انا مش عويل علشان استني حقي يجيلي.. انا باخد حقي بأيدي يا احمد”.. نظر ل “شهد” التي تنظر له تستجديه ان يعطيها فرصه أخري، وتابع بوعيد..
“وزي ما دوقتك جنتي يا شهد.. هدوقك ناري اللي هتحرقك وتشوه جمالك اللي بيخدع كل اللي يشوفك”..
سار عدة خطوات وجلس علي كرسيي مكتبه حين استمع لطرقات علي الباب جعلته يتحدث بصوته الصارم قائلاً..
“ادخل”..
خطي العسكري خلفه “زكريا” يسير بهنجعيه وغرور.. توقف أمام مكتب” غفران” القي التحيه العسكريه قائلاً..
” المتهم يا فندم”..
قال” غفران” بعمليه.. “فك الكلبشات وانصراف يا عسكري”..
قام بفك القيود الحديديه من يده وسار نحو الخارج غالقاً الباب خلفه..
” خير يا غفران قالولي انك عايز تقابلني”..
قالها “زكريا وهو يجلس على المقعد المقابل ل
“غفران”،وتنقل بعينيه بينه وبين سعديه وابنتها وحتي احمد مكملاً بسخريه..
“بس واضح ان عندك ضيوف”..
ابتسم” غفران” بصطناع واعتدل بجلسته مستداً بظهره علي كرسيه بوضع اكثر راحه وهو يقول..
“لا دول مش ضيوف يا زيكو”..
نظر ل”سعديه” حتي تتحدث..
“شوفت اخرة عاميلك السوده وصلتك لفين يا زكريا”..
قالتها “سعديه” بنبرة شامته جعلت “زكريا” يضيق عينيه وينظر لها بتمعن وهو يقول..
” الصوت دا مش غريب عليا”..
ابتسمت له ابتسامه زائفه، وهبت واقفه اقتربت منه وقفت أمامه، وأردفت بحده..
“انا سعديه اللي اتجوزتها من ورا مراتك، ولما حملت منك طلقتني ورمتني بعد ما خليت اللي شاغلين عندك يضربوني علشان يسقطو اللي في بطني”..
نظرت ل “شهد” التي توقفت عن البكاء وترمقهما بنظره مليئه بالكره،وتابعت بأسف..
“بس ربنا أراد أنها متنزلش وتفضل عايشه وتورث منك عمايلك المهببه وتبقي عملي الأسود في الدنيا؟!”..
قاطعها” زكريا” بأشاره من يده وتحدث بملل..
“كفايه رغي خلاص افتكرتك”.. غمز لها بعبث مكملاً..
“انا مكدبتش عليكي وقولتلك انك هتكوني زوجه لمتعتي وانتي واهلك وافقتو.. يعني كنت صريح معاكي من بداية جوازنا يا سوسو”..
“ما تحترم نفسك يا راجل يا مهزء انت بدل ما أقل منك وامد ايدي عليك”..
قالها “احمد” بغضب وهو يجذب والدته خلف ظهره يخفيها عن أعين” زكريا” المتفرسه لها..
خبط” غفران” علي المكتب بيده وبصرامه قال..
“قعد والدتك، واقعد يا احمد من فضلك”..
نظر ل “زكريا” واخذ نفس عميق وبتعقل قال..
” اسمعني كويس يا زكريا.. انت تقريباً مافيش جريمه ماعملتهاش.. تجارة،سلاح ومخدرات، قتل وسرقه واغتيال لحد ما خسرت ابنك، وكل دا ومحدش كان عارف يمسك عليك غلطه والوحيد اللي قدر يقبض عليك ويجيبك هنا”..
أشار علي نفسه بكلتا يده وتابع بأسف..
“جوز بنتك، وابو احفادك..تخيل!”..
أشار علي شهد بسبابته..
” بنتك دي اللي واخده منك كل صفاتك اللي تقرف.. زرعتك الفاسده اللي بلتنا بيها، واللي انا ناوي اقطعها من جدورها”..
لم يستمع” زكريا” من حديثه سوا كلمة أحفاد.. اعتلت ملامحه فرحه غامره، وبلهفه قال..
“احفادي.. انا عندي أحفاد؟!”..
لم يجيب “غفران” على سؤاله، وهب “غفران” واقفاً وسار نحو شهد التي انكمشت على نفسها بخوف جذبها من شعرها بعنف وسار بها حتي وصل ل
“زكريا” ودفعها عليه بقوه مردداً..
“ميشرفنيش ان بنتك تشيل اسمي بعد انهارده..
بنتك طالق يا زكريا..انتي طالق يا شهد”..
…………………………………
“هادي”..
صف سيارته أمام منزل والدته ونظر لزوجته قائلاً بأمر..
“استني متنزليش.. انا هنزل واساعدك تنزلي”..
“خليك انت يا حبيبي، وانا هنزل علشان متتاخرش علي أخوك، وابقي طمني”..
لم يستمع لحديثها.. وهبط من السياره وفتح لها الباب امسك يديها وسار بها لداخل المنزل وهو يقول..
“علي مهلك وانتي طالعه، ولو في اي حاجه كلميني علي طول”..
” حاضر.. بس خلي بالك انت من نفسك ومتتاخرش عليا.. ومتنساش تطمني يا هادي”..
قالتها “رغد” بلهفه، وبخوف ظاهر بنبرة صوتها..
قبل جبهتها قبله طويله مردفاً بابتسامه حانيه..
“متخفيش يا حبيبتي حتي لو اتأخرت هرجعلك بإذن الله”..
أنهى جملته وسار نحو سيارته بخطوات شبه راكضه متجه نحو شقيقه..
……………………………..
.. بفيلا تابعه ل عزت البحيري..
تقف “وعد” أمام “عزت” الذي يرتدي ثيابه عاقده زرعيها أمام صدرها تحدثت مستفسره..
” انت رايح فين يا عزت؟”..
اجابها “عزت” ببرود.. ” رايح لبنتي يا وعد”..
اذداردت “وعد” لعابها بخوف مردفه..
“انت مش قولت هتستني شويه ومش هتقولها دلوقتي إلا لما تطمن عليها؟”..
“عزت” بتعقل.. “اقصد مش هقولها علي وجودك انتي واخواتها.. لكن انا مش هسيب بنتي اكتر من كده لازم اطمن عليها”..
امسكت يده وهمست بصوت متحشرج بالبكاء..
“طيب استني ونبقي نروحلها سوا”..
بعد يدها عنه وانتهي من ارتداء باقي ثيابه، وبأسف قال..
” ممكن متقبلناش في حياتها تاني لما تعرف بوجودكم واللي عملناه فيها.. فخليني أكون جنبها واعوضها شويه عن بعدنا عنها كل الفتره دي”..
………………………………….
عهد”..
تلك الأنثى الشرسه العنيده..
أغار منه عليه..
وحتي عليه من نفسه أغار!!.. أغار، وغيرتي حتي من ثيابك، ورائحة عطرك حتي من الهواء الذي يعبأ رئتيك..
بالرغم من إني أمتلكت تلك المنطقه التي تقع بالجانب الأيسر من صدرك..إلا أنني لا زلت أغار!!..
أعلم جيداً أن المرأة لا تولد شريرة، وإنما تصبح كذلك عندما تغار..
الغيرة اشتعال المرأة ولهذا النار أن تحبك امرأة غيورة، أما الجحيم أن تحبها أنت..
“يابنتي اهدي وصلي علي الحبيب واستني لما غفران يجي وافهمي منه ايه اللي حصل علشان انا متأكده ان ابني مستحيل يلمسها.. دا قالي انه هيطلقها الليله يبقي ازاي يحصل بنهم حاجه بس”..
قالتها “فاتن” بحيره وهي تربت على ظهر “عهد” الباكيه بنحيب..
لتنتفض بفزع وشهقت بعنف حين تحدثت” عهد” فجأه بصراخ قائله..
“ما انا هاديه اهو ومستنياه يجي يا نانا، واطمني انا واثقه انه ملمسهاش رحته مش في الهدوم اللي في الاوضه اصلاً.. بس انا عايزاه يجي يفهمني”..
قفزت في مقعدها اكثر من مره مردده..
“اهدي اكتر من كده ايه يعني؟!.. خلي الظبوطه ابنك يفتح تليفونه علشان نكلمه يجي وانا هاديه علي الأخر اهو”..
أنهت جملتها وصكت علي أسنانها بغيظ صادرة صوت كأنها تستعد للانقضاض علي أحدهم..
تصنعت “فاتن” الخوف وهي تقول..
“اه يا حبيبتي فعلاً باين الهدوء عليكي”..
اكملت بسرها..
“سترك علي ابني من عهوده يارب”..
نظرت “عهد” ل” رغد” الجالسه بصمت وبابتسامه من بين دموعها قالت..
“انا عارفه انك طيبه وكيوته يا رغد”..
ابتسمت لها “رغد” وهي تقول..
“عرفتي منين؟.. اكيد من ماما فاتن”..
اجابتها” عهد”..” لا من هاله صحبتي مرات علي”..
“رغد” بدهشه.. “هاله دي صحبتي وحبيبتي.. انتي تعرفيها منين ؟!”..
” عهد”.. “اه اعرفها بقولك صحبتي.. واعرفها منين دي حكايه طويله مش فاضيه احكيها دلوقتي علشان انا بعيط.. هاله زمنها جايه تبقي تحكيلك هي”..
انهت جملتها وبكت بصراخ مردده..
” ابنك الظبوطه هيجي امتي يا نانا بقي”..
“فاتن” ببكاء مصطنع..” والله بدعي من قلبي يجي دلوقتي قبل ما ودني تبوظ يا عهوده يا بنتي”..
…………………………
” شهد”..
تسير بجانب والدتها وشقيقها بصمت تستمع لحديث والدتها الغاضب..
“قولتلك زكريا عمره ما هيعترف بيكي، ولا هيقبلك بنت ليه مسمعتيش كلامي،واديكي خسرتي كل حاجه ياشهد، و غفران اللي كان عاملك قيمه طلاقك ورماكي بالهدوم اللي عليكي وخد منك ولادك”..
ابتسمت” شهد” ابتسامه شريره وبثقه قالت.. “غفران هيردني يا سعديه،وهتشوفي”..
مالت على أذنها مكمله بصوت خفيض..
” يلي وافقتي تكوني جوازة متعه لزكريا”..
نظرت لشقيقها وبأمر قالت..
” تعالي وديني بيت جوزي يا احمد”..
اعتلت ملامح” احمد” الدهشه، وبتساؤل قال..
” جوزك مين يا شهد؟..انتي عقلك خف ولا ايه..غفران طلاقك وارتاح منك وقرفنا احنا بيكي”..
“شهد” بأصرار.. “وانا هترمي تحت رجليه وابوس جزمته واعمل المستحيل لحد ما يرجعني.. هتوديني ولا اروحله لوحدي”..
انهت جملتها ولم تنتظر رده وسارت من أمامهم بخطوات مسرعه..
سعديه وهي تدفع احمد برفق.. “الحقها يا احمد متسبهاش يا ابني لتعمل نصيبه”..
………………………………….
” غفران.. انت كويس؟”..
قالها “هادي” بلهفه وقلق بادي على صوته..
تنهد” غفران” بصوت عالِ وهو يجيبه..
“هبقي كويس بمشيئة الله”..
صمت لبرهه وتابع برتياح ظاهر علي محياه..
” انا طلقت شهد”..
اعتلت الصدمه ملامح” هادي” وأردف مستفسراً..
“ليه؟.. ايه اللي حصل؟”..
نظر له” غفران” قليلاً وبعتاب قال..
“انت عارف، وعارف كمان ان دا اللي كان لازم يحصل يا هادي”..
امتلئت اعين” هادي” بالدموع وبرجاء قال..
“حقك عليا يا غفران متزعلش مني..بس والله انا مكنتش اعرف ان شهد من جواها فظيعه بالشكل دا”..
“بس عرفت، واكيد حسيت يا هادي بلي في دماغها نحيتك وفضلت ساكت، ومقولتليش”..
قالها” غفران” بغضب..
خفض” هادي” رأسه وهو يقول..
“ايوه فهمت اللي في دماغها بس خوفت أقولك متصدقنيش، وخوفت عليك لو صدقتني تتهور وترتكب جريمه”..
هب واقفاً واقترب منه قبل رأسه، وببكاء تابع..
“حقك عليا يا أخويا متزعلش مني.. والله انا سكت من خوفي عليك”..
“غفران” بهدوء.. “اهدي يا حبيب اخوك انا عارف، وواثق فيك وعمري ما كنت هكدبك أبداً”..
ربت علي كتفه برفق وتابع بأسف..
” الغلط غلطي انا من البدايه يا هادي.. انا اللي اتسرعت بجوازي من شهد ومسمعتش للمثل اللي بيقول حاسب قبل ما تناسب.. وعايزك تاخد بالك ومتقعش في نفس غلطي، ونبعد عن اي حاجه تربطنا بالنسب دا”..
تفهم “هادي” مقصده فحرك رأسه بالنفي سريعاً وهو يقول..
“لا يا غفران رغد غير اختها خالص”..
” غفران”.. ” اديك قولت بنفسك.. اختها.. عموماً خد بالك وحرص برضو.. واتمني من ربنا ميضركش فيها يا حبيبي”..
……………………………
” انتي ايه اللي جابك هنا تاني يا شهد؟”..
قالتها “فاتن” بغضب، وهي ترمقها بنظره مستحقره…
بكت” شهد” وهمت بالرد عليها، ولكنها صرخت فجأه برعب،وهي تري” عهد” تركض بتجاهها بكل سرعتها بعدما قامت بأدخال الصغيران الي غرفتهما واغلقت الباب عليهما، وهجمت عليها اسقطتها أرضاً على ظهرها وجلست فوقها وبدأت تلكمها بقوه لكمات متتاليه سريعه جعلت صرخاتها تزداد بألم حاد..
” جايه ليه يا حيه انتي.. مش طلاقك وخلصنا منك”..
قالتها “عهد” اثناء لكمها.. لتسرع “رغد” نحوهما حتي تخلص شقيقتها مردده..
“سبيها يا عهد”..
فامسكتها “فاتن” بلهفه مغمغمه..
“ملكيش دعوه انتي يابنتي لتتخبطي انتي مش ناقصه.. اتصلي علي جوزك خليه يجيب غفران ويجي بسرعه”..
حركت “رغد” رأسها بالايجاب، وأمسكت هاتفها وطلبت رقم زوجها بيد مرتعشه..
حاولت “شهد” الدفاع عن نفسها وابعاد عهد عنها وهي تقول..
” انا ام عياله وهفضل ام عياله غصب عن الكل،ودا سبب كافي يخلي غفران يرجعني علي زمته.. بس ابعدي انتي عننا و روحي شوفي اهلك اللي عايشين ومفهمينك انهم ماتو”..
صدمه جعلت “عهد” تتوقف عن لكمها لتحاول “شهد” تبعدها عنها مردده ببكاء..
“اااه ابعدي عني بقي مبقاش فيا حتي سليمه منك لله”..
“عهد؟!”..
قالها “عزت” الذي خطي لداخل عبر الباب المفتوح حين لمح ابنته تجلس فوق امرأه وتكيل لها الصفعات.. لتنهمر عبراته بغزاره عندما استمع لجملة” شهد” التي القاتها علي سمع ابنته جعلتها كمن فقدت النطق والحركه من شدة صدمتها..
رفعت رأسها ببطء ونظرت تجاه صوت والدها.. ليسرع “عزت” واقترب منها حملها بعيداً عن “شهد” وضمها لصدره مغمغماً..
“واحشتيني يا حبيبتي”..
لم تبادله حضنه.. تقف كالصنم بين يديه، وبهمس قالت..
“اهلي عايشين؟!.. ابتعدت عنه ونظرت له..
” مامي واخواتي عايشين؟!”..
اذداد بكاء” عزت” وبتوسل قال..
” خليني اشرحلك يا عهد؟!”..
قاطعته بهدوء مريب دب الذعر بقلبه حين قالت..
“عايزه اشوفهم..من فضلك يا بابي كلمهم فيديو كول حالاً”..
هم” عزت” بالحديث.. لتوقفه هي قائله برجاء..
“ارجوك عايزه اشوفهم”..
حرك رأسه بالايجاب، واخرج هاتفه طلب إحدي الأرقام.. لتسرع عهد وتخطف من يده الفون تطلع به باعين زائغه وقد بدأ وجهها بالشحوب شيئا فشيئاً، وجبهتها تتصبب عرقاً غزيراً..
…………………………..
“ايوه يا رغد..معلش كنت بتكلم مع غفران، ومكنتش عارف ارد عليكي.. احنا جاين في الطريق”..
هتف بها “هادي” اثناء قيادته..
ليأتيه صوت والدته الباكي تقول بلهفه..
“غفران معاك يا هادي؟!”..
نظر “هادي” لشقيقه، وضغط علي زر المايك مغمغماً..
“ماما بتسأل عليك وبتعيط يا غفران”..
ارتعد قلب “غفران” وامسك الهاتف وهم بالرد عليها.. ليصعق حين اخترق صوت صراخ “عهد” قلبه قبل أذنه مردده بهذيان..
“ابعدو عني اللي هيقرب مني هرمي نفسي..
انا عايزه غفران.. هتولي جوزي.. انا عايزه غفرااااان”..
“زود السرعه يا هادي”..
هتف بها “غفران” وهو يضرب علي المقود بعنف، وبلهفه تحدث بالهاتف قائلاً..
“امي افتحي المايك وخلي عهد تسمعني”..
على الفور فتحت “فاتن” المايك وهي تقترب بخطوات حذره من “عهد” الواقفه فوق سور سطح المنزل، وتحدثت ببكاء..
” غفران اهو يا عهد.. اتكلم يا ابني الله لا يسيئك”..
بأنفاس متهدجه من شدة فزعه عليها تحدث “غفران” بصوت عالِ..
“عهد انا جايلك في الطريق.. ثواني واكون عندك يا حبيبتي “..
صرخت هي بنهيار شديد مردده..
“تعالي بسرعه انت سيبني لوحدي، وانا خايفه من غيرك يا غفران”..
وصل” هادي” أمام منزل والدته.. قفز
“غفران” من السياره اثناء سيرها، وركض علي الدرج وهو يقول..
” اهدي انا وصلت يا عمر غفران”..
” احنا في أخر دور يا غفران.. اطلع بسرعه”..
قالتها “فاتن” ببكاء شديد..
ركض بكل سرعته نحو المصعد خطي لداخله، وضغط علي زر الطابق الأخير..
لحظات مرت عليه من أطول اللحظات بحياته حتي وصل المصعد للطابق المقصود..
اندفع نحو الخارج يبحث عنها ليتسمر بمكانه حين وجدها تقف على حافة السور..
سقط الهاتف من يده وانقطعت أنفاسه ولكنه تمالك نفسه سريعاً.. رسم ابتسامه علي محياه ،وفتح زراعيه لها واقترب منها ببطء مغمغماً بتوسل..
“عهد تعالي في حضني”..
اجهشت بالبكاء وبصعوبه قالت من بين شهقاتها..
“انا خايفه… خدني من هنا”..
تنقلت بنظرها بين والدها ووالدتها الواقفان يبكيان بنحيب، وتابعت بتوسل..
“خبيني منهم يا غفران مش عايزه أشوفهم”..
ظل يقترب منها بترقب، وهدوء حتي وصل لها، وبلمح البصر جذبها من خصرها لداخل حضنه، وضمها بل اعتصرها بين ضلوعه..
بادلته هي عناقه هذا بقوه، تستجديه ان يخفيها بداخله، وبهمس قالت بأذنه..
“مش عايزه افضل هنا”..
عدل وضعها داخل حضنه ملتف بكلتا قدميها حول خصره، وركض بها فجأه نحو المصعد، وضغط على الطابق الأول..
فور انغلاق الباب، احكم يده حول خصرها، ويده الأخرى امسك بها وجهها مردداً بهمس..
“بصيلي يا عهد”..
رفعت وجهها ونظرت له بأعين تنهمر منها عبراتها بغزاره، وبعتاب همست..
“كنت فين وسيبني.. كلمتك كتير تليفونك مقفول”..
لم يفكر مرتين، وهو يميل بوجهه على شفتيها ولثمهما بمنتهي العشق بقبله ناعمه يحاول أن يطمئن قلبه بها انها حقاً بين زراعيه، وتحدثه ولم يصبها مكروه، واجابها من بين قبلاته لها علي زوايه فمها..
“حقك عليا..انا اهو في حضنك”..
ابتعد عنها على مضض حين انفتح باب المصعد..سار بها للخارج متجه نحو سيارته الأخرى التي يتركها بحوزة والدته،وفتح الباب واجلسها بحذر، واستدار سريعا وجلس بمقعد السائق..
يقود سيارته بضراوه، وعينيه تتابع تلك الجالسه بجواره تبكي بصمت، دموعها تهبط علي وجنتيها دون توقف.. لأول مره يراها هادئه هكذا..لم تغضب وتصرخ بوجهه كعادتها وهذا جعل القلق يزحف لقلبه..بل شعر بألم حاد يعتصر ذلك النابض بعشقها..
تتعمد عدم النظر له لتزيد عذابه اكثر بحرمانه من نظرة عينيها التي هي بالنسبه له نعيمه الخاص .. تكتفي بالنظر للطريق بشرود..
اعتدلت جالسه فجأه بلهفه حين لمحت عائله صغيره مكونه من زوج وزوجه وابنائهم الثلاث يجلسون على إحدي الارائك المطله على النيل.. يظهر بينهم الحب الأسرى الشديد..
“اقف هنا لو سمحت”.. غمغمت بغصة ملؤها الأسى..
أطبق جفنيه بعنف حين شعر بمدي تألمها الظاهر بنرة صوتها، وتوقف بسيارته على الفور..
ظلت تتابع تلك الأسرة بابتسامه باهته، وبقهر وحسره قالت..
“سبوني كلهم لوحدي وسافرو من غيري”..
“انتي مش لوحدك انا معاكي”..
قالها بلهفه وهو يمسك يدها بين قبضته و أصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة..
حركت رأسها ببطء.. حبس هو أنفاسه وانتظر ان ترأف بحاله ولو قليلاً وتنظر لعينيه..
وأخيراً رفعت وجهها ونظرت له بعتاب ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره مردده بعدم تصديق..
“كنت عارف انهم عايشين؟!”..
“هششش اهدي وبطلي عياط خليني أفهمك”..
قالها وهو يقبل باطن يدها بعمق مرات متتاليه،وغمز لها ببعض المرح مكملاً ..
“لو مبطلتيش عياط هسكتك انا بطريقتي اللي نفسي بصراحه تجربيها بما اننا بقالنا شويه متجوزين بالأسم بس، وشقتنا قريبه من هنا علي فكره.. اخدك واختفي بيكي هناك ونقضي احلي شهر عسل”..
صمت فجأه وظهرت الصدمه علي ملامحه حين استمع لصوتها الهامس تقول بخجل وبكاء..
“موافقه.. خدني واختفي بيا انا موافقه”..
يتبع ..
لقراءة البارت الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية العشق الطاهر للكاتبة نسمة مالك
واصلي
جميلة
جميلة
جميلة
جميلة