روايات

رواية القديمة تحلى الفصل التاسع عشر 19 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الفصل التاسع عشر 19 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى البارت التاسع عشر

رواية القديمة تحلى الجزء التاسع عشر

رواية القديمة تحلى الحلقة التاسعة عشر

بعد مرور يومان …

دلف ناير الي الغرفة حتى يوقظها ..منذ ان جاءت اليه وهى تقضي اكثر من نصف يومها فى النوم وعندما تستيقظ يصاحبها الم رأسها وذلك ما اثار شكه ناحيتها…

هزها برفق حتي تستيقظ نومها اصبح ثقيل للغاية…

-زهرة…زهرة قومي يلا ..

تململت فى فراشها بانزعاج ورفعت الغطاء فوق رأسها ..جذب ناير الغطاء من عليها مصرا علي ايقاظها..

-قومي عشان انا رخم ومش هزهق…قومي..

فتحت عيناها ونظرت اليه بضيق هاتفة..

-ما تسبني نايمة بقي..

ناير بصرامة محببه…

-قومي مفيش نوم يلا…انا مستنيكي برة عشان نفطر ونتكلم مع بعض..

-طيب..اوف منك ..

بعد خروجه من الغرفة عادت تغمض عيناها وتتسطح على الفراش ولكنها فزعت عندما عاد ناير مرة اخري يقول بصوت مرتفع..

-زهرررررة…قومي يلا بقول..

ردت بسرعة ..

-حاضر حاضر جاية اهو…

بعد قليل كانت زهرة تجلس امام ناير تحاول معرفة ما يقوله ..

-يعني انت عاوز ايه يا ناير مش فهماك ؟؟..انا مش عارفة اقولك ايه يعني؟؟..

تأفأف بضيق ونزق قائلا..

-بصراحة كده انا عاوز افهم ايه اللى حصلك ..وليه جتيلي بالحاله ديه؟؟..

لم يفته ارتباكها وخوفها الذي حاولت مداراته قدر الامكان وذلك ما جعله يجن اكثر وتيقن انها عادت للمخدرات مرة اخري..

-زهررررة..انت رجعتي للمخدرات تاني..والله العظيم المرادي موتك هيبقي على ايدي..

صاحت فيه بغضب..

-انت بتقول ايه؟؟..انا مستحيل ارجع للقرف ده تاني يا ناير..ولو حصل ف مش هستني اعيش العذاب ده تاني وانا اللى هموت نفسي…انا بس شوفت حاجة وخفت…وجيتلك عشان زي م انت بتقول انت ابويا..بس الظاهر اني غلط..انا ماشية..

ونهضت من مكانها حتى تذهب فجذبها ناير من ذراعها واسقطها حتي جلست على قدميه …

-تمشي تروحي فين؟؟..انت مفكرة اني هسيبك تمشي مثلا بعد م جتيلي؟؟…تبقي عبيطة ..

اقترب منها يقبل رقبتها بشوق وجوع..تململت منه فلم تستطع التحرر ..

-نا…ناير ابعد..ابعد مينفعش…

ابتعد عنها وامسك بوجهها بين كفيه قائلا بنبرة رقيقة للغاية..

-انا بحبك يا زهرة..واللى حصل ده مكانش بايدي..بحبك زي م انت بتحبيني بالظبط..متمنعنيش اني اقرب منك..من ساعة م فتحت الباب ولقيتك قدامي وانا حلفت بيني وبين نفسي انك متخرجيش من تحت جناحي ابدا..مش هقدر ابعد..مش هقدر..

ذابت معه هي الاخري…بالنهاية هو زوجها وحبيبها ووالدها…هو من عوضها عن قسوة ابيها..بالامس عندما دلفت الي الفيلا وشاهدت ابيها يقف امام باب الغرفة ومن الداخل صوت زمزم اعتقدت انه يراضيها عما فعله بها لكنها اخطأت فقد استمعت الى صرختها وبعدها خروج وقاص من الغرفة وبيده المنديل…لم تلجأ لأحد فى محنتها دونه..لم تفكر بأي شخص..ذهبت اليه ..تشعر بالامان بقربه..تشعر بالامان بالمكان الذي توجد به رائحته فقط..يحاوطها من كل جانب..يحاوط روحها المتعلقة به..

******************

بقصر النوساني الصغير..يجلس كل من وقاص ووالده وعمه ووالدته وسيلين…يخيم الحزن عليهم جميعا عدا السيدة نجاة بالطبع..حفر الحزن ملامحه على وجه ناصر وقدري اضعافا…كلاهما تهمه زمزم..عمها اعتبرها ابنته كما انه يحب وجودها امامه طوال الوقت ولا يمل منها ابدا..

ناصر فقد ابنته وهذه المرة للأبد…وبلا رجعه..محببة اليه اكثر من شقيقاتها هى من تذكره بوالدتها رحمها الله..زمردتيها وشعرها البرتقالي الطويل..الذي رفض ان تقصه حتى تكتمل صورة والدتها فيها…هدوءها…رقتها..بكاءها الناعم الذي يثير غرائزه نحو زوجته الراحلة…

طوال اليومان الفائتين لم يتحدث قدري او يوبخهم مطلقا املا فى ايجادها لكن الان بات الامر مستحيل..مر اليومان ولم يجدوا لها اثر لم تذهب الى اي من شقيقتيها ولم تهاتفهم كما انها لو فعلت بالطبع لن يقولا لهما…اخبر قدري ياسر باختفاءها لاسباب مجهولة خوفا منه فهو عشقها…

-خلاص…خربتوها وقعدتوا علي تلها؟؟…ضيعتوها خالص مننا!!…اطمنت على بنتك دلوقتي يا ناصر؟؟…حسيت برجولتك دلوقتي يا وقاص؟؟..محدش يعرف هي فين ولا جرالها ايه؟؟..

اغمض واقاص عينيه بقوة قائلا بصوت جامد…

-لو سمحت يا بابا مش ناقص تقطيم فيا..سبني باللى انا فيه ..

قدري بغضب عاصف وصوت مرتفع…

-اسيبك باللى انت فيه؟؟…ايه اللى انت فيه فهمني ايه اللى انت فيه؟؟..هي اللى فيها ..هي اللى سابتنا كلنا عشان اب ميستهلهاش وواحد مش راجل اتحسب عليها جوزها…واحد سابها سنتين وراح شاف مزاجه …سبها تستحمل الاهانة هنا وهناك هو داير على حل شعره…ضيعتولي بنتي..ضيعتوها ومش هقدر اشوفها تاني…

والتفت ينظر الى اخيه بغضب وحقد…

-انت شايف نفسك اب كويس؟؟…شايف نفسك تستاهل النعمة اللى ربنا ادهالك؟؟..بدور عليها فين بقي يا اخويا يا محترم…ف الاقسام المستشفيات..وو..المشــ..رحة..

شهقت سيلين ببكاء عندما استمعت الى الكلمة الاخيرة لم تتخيل موتها او ايذاءها مطلقا…عاشت معها سنتان كانت نعم الاخت والصديقة…تنصحها دائما ..

-انا همشي…هروح اقعد ف شقة المعادي..مش طايقكوا كلكوا…تعالى معايا يا سيلين انا مش هأمن عليكي مع امك..ولا اخوكي يا بنتي..

امتعضت ملامح نجاة بغضب وحزن دفين من زوجها…لا يستطيع الاطمئنان على ابنته معها..امها!!..

نهضت سيلين وذهبت الى والدها مسرعة تتشبث بذراعه بخوف..منذ ان علمت بما حدث لزمزم على يد اخيها وهى تهابه وتهاب امها ..هما الاثنان لم يروا اى خطأ فى تصرفهم وقاص الذي نفذ مخططه بالفعل مع والدها..وامها التى شجعته بعد ضياعها..

التفت قدري اليهم قائلا بألم ودموع ..

-ياسر..الدكتور كان من طرفي انا..عمل كده باتفاق منى انه يهتم بيها ويخليك تغير عليها او تنتبهلها..انا كمان غلط معاكوا..بس انا مكنتش اعرف ان ابني غدار ولا كنت اعرف ان اخويا قاسي وجاحد كده…كان لازم اعمل حساب تربيتها الغلط..كان طبيعي انها تحب واحد بيعاملها انها انسانة طبيعيه ومش بيعايرها باعاقتها…زمزم حبت ياسر وهو كمان حبها…هدور عليها وهلاقيها ساعتها هطلقها منك وانا اللى هسلمها بإيدي لياسر…يلا يا سيلين..

خطأ اخر يضاف الى قائمته بحقها…تركها ولم يسأل عنها لسنتان..تركها وهو يعلم جيدا كره والدته الغير مبرر لها..وعاد يطالبها بدفن نفسها فى الرمال كالنعام بسبب اعاقتها واجبار والدها لها بالزواج منه…ما فعله قبل رحيلها كان ابشع مما يتصور…كانت تصرخ امامه وتتوسله ان يتركها لكنه لم يعبأ…لم تكن تريد سوى ياسر..ياسر فقط..من خانها وتقرب منها باتفاق مسبق مع عمها…شعر بالشفقة ناحيتها كل من حولها يخونها..

اما والدها فمن كثرة اخطاءه بحقها لم يستطع حصرهم…شك بها وبتربيتها ..اتفق على ابنته مع زوجها..كيف فاتته نبرة الذعر التى كانت تتحدث بها حتى يخلصها من براثن زوجها…لاول مرة منذ سنتان يسمع منها هذه الكلمة “بابا”…ترجته بها وتوسلت حتى يجعل وقاص يتركها…فماذا فعل هو؟؟..صم اذنيه عنها وعن خوفها ومضي فيما يفعله…والنتيجة سيحيا بذنبها هى وشقيقتيها طوال عمره…اخبره الحراس بدخول ابنته الوسطي الى الفيلا بذلك اليوم وخروجها مرة اخري بعد مرور دقائق قليلة..ومن وقتها وهى تتجنبه وترفض الحديث معه…

*********************

بالامس كانت على وشك الحديث معه بشأن موضوع الانفصال لكن منعها صوت هاتفها…نظرت الى شاشة الهاتف باستغراب “سيلين”..تتصل بها منذ متي وبينهما هواتف؟؟..ردت عليها بالامس وهى تبكي وتتحدث في وقت واحد..ظلت تهدأها لاكثر من نصف ساعة وبعدها اخبرتها سيلين بما فعله اخيها وعمها بزمزم…بكت ..بكت وهى تسمع الى سيلين..

“زمزم اختفت..مشيت يا تمارا ومحدش عارف هي فين..حتى تليفونها مقفول ومش عارفين نوصلها..انا خايفة اوي يكون حصلها حاجة..وقاص بيقول انها مكانتش طبيعية لما سابها…حاولى توصليلها يا تمارا الله يخليكي..وطمنيني عليها…مش هقول لحد والله بس طمنيني عليها”…

لم يزور النوم جفنيها بعد ان اغلقت مع سيلين…ظلت تفكر بما ستفعله بحياتها وبما ان الله رزقها بنسخة ابيها -كما تظن-يجب عليها التخلص منه والخلاص بروحها منه ومن والدها…تريد اطفالها فقط من تلك الزيجة برمتها…

دلف عابد الى المنزل يبحث عنها..يريد اخبارها بما فعله ..يريد البدء معها من جديد …بحث عنها بالمنزل الى ان وجدها بغرفة المعيشة تجلس بشرود..

-تمارا..تمارا انا عاوز اقولك حاجة انا …

قاطعته هى بقوة وجمود…

-انا عاوزة اطلق يا عابد…حياتنا لغاية هنا انتهت مع بعض…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القديمة تحلى)

اترك رد

error: Content is protected !!