روايات

رواية أترصد عشقك الفصل السابع 7 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك الفصل السابع 7 بقلم ميار عبدالله

رواية أترصد عشقك البارت السابع

رواية أترصد عشقك الجزء السابع

رواية أترصد عشقك الحلقة السابعة

انا والعشق يا سيدتي

قطبين متنافرين

لا هو يريح قلبي .. ولا هو بمؤنس للهدوء الذي أناشده

أنا والعشق يا سيدتي

خطين متوازيين لا يتقابلان

العشق يا سيدتي

حالة من الربكة

إثارة المشاعر

ضجيج فى القلب

وأنا لست سوى رجل طالبا الهدوء والسكينة.

………….

العودة لأحداث الماضي ،،، وتحديدا يوم خطبة ماهر شقيقها.

تعلم قدر جمالها جيدا في عيون الرجال

تنظر بعينيها الناعستين إليهم ، لتتظلي فى أحشاء هؤلاء الرجال نار لا تخمد وتجعلهم يشعرون بالتوق الشديد لأجلها ..لأجل لمسة يد .. عيناها كانت مثبتة منذ اول ما قدمت في اتجاههم نحو ذلك المفتول العضلات ، ابتسامات بريئة لكنها لا تدخل نطاق البراءة اطلاقا

ضحكات فاتنة

وابتسامة لعوب

وجه حسن لا يوجد به ملامح للمكر

يجعلها فاتنة باغواء .. وما تصدره من حركات مجرد حركات عفوية.

ازدادت ابتسامتها اتساعا وهي تتحدث إلى ذلك الوسيم

-لا بجد مكنتش متصورة انك من النوع المغامر

هيئته لا تبدو من الرجال الذين يتسلقون الجبال .. او السفر الى غابات الامازون لمعرفة خفايا الادغال … ابتسم الرجل بجاذبية معتقدا أنه من حقق انتصارا عليها وليست هي من اختارته من البداية

-ملامحك عكس شخصيتك يا جيجي

ضحكات خبيثة من الرجال خلفهم كونها اختارته هى جعلها تغمز للرجل بمشاكسة

-انا بقلب انثى شرسة خلي بالك من نفسك

صفر الرجال وصاحوا مهللين لتسمع تعليق من رجل

-بس مكنتش متوقع ان ماهر عنده اخت حلوة مخبيها عننا

تصنعت الأسف الشديد وهي تمرر أناملها على خصلات شعرها ، تعلم كم تلك الحركة تجعل الرجال تجلي حقولهم وهذا ما حدث مع معظمهم ، غمغمت قائلة

-ده ماهر للاسف … اكيد عارفين الاخ

على تصفيق حار ما ان تقدم ماهر وخطيبته وجد وهي تتأبط ذراعه ، حسنا مهمتها انتهت هنا .. صاحت وهي تفتح الكاميرا على هاتفها

– طب يا شباب هضطر اخد صورة سيلفي معاكم ، كل واحد معاه اكونت على الانستجرام مش كدا

استمعت الي غمغمتهم الموافقة

اكيد

نظرت الى ملامحها فى كاميرا الهاتف وذلك الرجل يتقدم عنهم كونه من حظى باهتمامها ، صاحت بمشاكسة

– اي حد مرتبط او متجوز يبعد عن الصورة ، مش عايزة حد يقول عليا خاطفة رجالة

دارت بوجهها نحو رجل معين قائلة

– سوري يا اسامة .. ناخد صورة بعدين

التفت وهي تنظر نحو بؤرة العدسة الامامية ، ما ان انهت الوضع …شعرت بالرجل يكاد يقترب بحذر كى يضع يده علي خصرها ، لم تهتم مطلقا ضبطت المؤقت لتقول

– 3…2…1

وتلك الثلاث ثواني تغيرت …. شعرت بذراع رجل آخر تتمسك خصرها بقوة … اجفلت ما ان شعرت بقبلة دافئة دغدغت حواسها تقبل موضع حنتها ، رفعت عيناها لتجفل من عيني وسيم الباردتين تنظر إليها بتوعد … نظرت الى الصورة التي التقطت .. زادت عيناها اتساعا لتجد الصورة هي وهو بمفردهما ، تبدو حميمية للغاية وخصوصا ان عيناه لا تنظر الى العدسة بل نحو عنقها ، زاد صياح الرجال المتذمرة لتجز على أسنانها بقوة

– انت سمحت لنفسك تمسك وسطى ازاي

مال نحو اذنها ويده الأخرى تلمس نعومة خصلات شعرها ، منذ متي لم يراهم علي طبيعتهم ، غمغم بنبرة باردة

– اقسم بالله انتي عايزة تتربى من اول وجديد

ارتجف جسدها حينما ازداد ضم خصرها اليه ، تأججت النيران الدفينة والحقد لتنزع ذراعه بقوة

– انت ملكش حق انت فاهم ، اوعي كدا

تلك الـ ***** تحتاج لإعادة تأهيل … منذ وصوله مع ابنه عمه وجد أخذ يبحث بعينيه عن امرأة بخصلات شعر احمر .. برتقالي ، لكن أن تبلغه فريال بخبث انها بين مجموعة رجال .. وكل رجل يقيم جسدها بفجور ، لم يشعر سوي أنه يندفع الى تلك الغبية يوقف أعمالها المجنونة ..

النيران المستعرة التي تخرج من أنفه جعلتها ترفع احد حاجبيها باستخفاف شديد ، قبض بأنامله على خصرها ليغمغم بحدة

-حركة تانية من الحركات الو*** دي هتلاقيني عملتلك فضيحة ويا انا يا انتى

عضت باطن خدها لتصيح بتأفف

-شادية اللى قالتلك عن مكانى مش كدا

لم يرد عليها .. عيناها انتقلت الى شادية وفريال وامرأة معهما لا تعلمها ، عادت بنظراتها اليه لتصيح بتوعد

والله لاوريها

عيناه نظرت إلى الرجال وقال وهو يجذب جيهان للسير جواره قائلا

-اسف يا رجالة .. الحتة دى تخصنى

لم يتركها وهما يتحركان الى مكان أكثر هدوءا بعيدا عن الصخب ، سمع غمغمة جيهان الحانقة

– متقولش حته .. انا مش لحد

بالكاد تحافظ على مظهرها العام أمام الجميع ، كي لا تبدو كبهيمة يجرها صاحبها ، صاح وسيم بتوعد

– حسابك عسير يا بنت السويسرى

جذبها بحدة كما تجر الشاة الي الذبح ، حاولت تجاري خطواته المهرولة وهي تجده يسير كما لو أنه عالم بالطريق .. اصوات الصخب بدأت تقل تدريجيا والاضاءة بدأت تخبو، ساورها الشك من ما ينتويه حينما دفعها لترتطم بالحائط لتخرج تأوه مؤلم من شفتيها قائلة بحنق

– يا حيوان ، انت اتجننت

رمقها بأستخفاف و مقلتيه كانتا بركتين مظلمتين .. كبئر سحيق لا قرار له ، ارتعدت داخليا وهي تحاول أن تتجلد وتبث في روحها القتال ، استمعت تعليقه السخيف

– والله وطلع ليكي صوت يا جيهان

ابتعدت عن الحائط لتقترب منه وهي تنبش بأظافرها علي ما تطيله من وجهه وملابسه ، اثقلت بجسدها عليه ليختل وسيم من اثر هجومها المباغت ويسقط على الأرض وهي تعتليه من فوقها .. ترغي وتزبد .. تلقي سبابات ولعنات عليه ، حاول أن يوقف تلك الثورة الصاخبة التي اندلعت في كل شرارة من جسدها ليكبل يديها رافعا اياهما فوق رأسه ، تنفست جيهان بهدر وصدرها يعلو ويهبط بانفعال شديد لتقول بحرقة

– بأي حق تتدخل بحياتي

ببرودة المياه ، ونسمة الصقيع الذي ينخر عظام الجسد قال

– اني اللي ربيتك وبعتبرك زي اختي

استشاطت غضبا من رده السخيف ، الذي لا طعم له … الماجن كيف يتدخل بأمرها هي … بل كيف يقبلها ؟؟ … بالله كيف سمح لنفسه أن يتمادى معها لتلك الدرجة امام الجميع ؟!… برقت عيناها وهي ترشق سهاما قاتلة في عينيه الماكرتين لتقول

– متقولش اختي … انت مش اخويا فاهم ، وملكش أي حق تتدخل بحياتي

في ثانية قلب الادوار.. اصبحت هي على الارض وهو يعتليها جاثما فوقها .. بهيمنة وضراوة جعل قلبها يتأثر رغما عنه ، غامت عيناها لتضعف وتستكين حينما صاح بقوة وهو يجذب خصلات شعرها بحدة مما اتلف زينة شعرها

– ليا .. يوم ما دخلتي حياتي وبقيتي تتابعيني وخليتي ليا حق السلطة اني ابقي ليا الكلمة الاولي عليكي .. يبقي حقي

رمشت بأهدابها عدة مرات تحاول ان تفهم .. ان كان مغزى كلامه عادي أم يضمر بداخله احجيه عليها ان تحلها ، الوضع هكذا بات مربكا لها .. زحفت الحمرة الي وجنتيها ورمشت باهدابها تحاول ان تستعيد الثورة في صوتها والحنق لكن خرج ضعيفا مهزوزا

– ده لما كنت صغيرة ، دلوقتي انا ملكة قرار نفسي

قيد يديها فوق رأسها وهبط بعينيه الباردتين كما تسميهما يتفحص جسدها الأنثوي اسفل جسده ، ارتعاشات جسدها يصله جعله هو الاخر يرتبك .. يستشعر نعومة جسدها اسفل جسده .. لكن بوجه جليدى واعين قاتمة تصير عاصفة لا تبقي شيئا ولا تذر همس بنبرة مخيفة أرعدت اوصالها

– الانسة المحترمة بقي .. قررت تقلع عشان توري جسمها للي يسوي وميسواش

عضت على شفتها السفلى وهي تحاول التملص والفكاك من اسره لتصيح بحدة

– والله دي حاجة متخصكش

أجاب بجفاء شديد وهو يفسد زينة شعرها ببرود شديد

– قولتلك انتي ادتيني الحق اني اكون صاحب ومسؤول عنك

زمت شفتيها بحنق وهي تنظر الى يديها والي عينيه الغامضتين لتصيح بهدر

– ده كان لوسيم تاني .. اللي كنت بعتبره قدوتي قبل النسونجي اللي بشمئز منه

ابتسم وسيم بعبثية .. والظلام في عينيه ينقشع تدريجيا ليميل بغته برأسه علي رأسها ، كتمت جيهان انفاسها وهي تحاول ان تعتاد علي قربه منها لدرجة مرعبة … عيناها تغوص في بحار عينيه المتلاطمة .. انفرجت شفتيها رغما عنه وعينيها وقعت اسير عينيه .. تقرأ ما بداخلهما عبثا … انفاسه الساخنة الملتهبة علي بشرتها يرجف بدنها بقوة وهي تحاول الاعتياد علي قربه مهلك لقلبها الذي يقرع كطبول الحرب

مد وسيم بسبابته علي فكها صعودا الي خدها ليهمس بنبرة خطيرة

– والوسيم الحالي مش عجبك ولا ايه

ازداد قربا وانجلي ما بداخل عينيه … هل بهما رغبة ؟؟ … شهقت وهي تنتفض بجسدها عنه .. ليقوم وسيم من مجلسه بكل برود ينفض عن ثيابه علق به ليسمع تمتمه جيهان التي وثبت واقفة تمتم بحنق

– سافل .. منحط

عادت زرقاويه تعبث وتعيث في أرضها فسادا ليهمس بمشاكسة

– مش جديد عليا  يا جيجي

…………

العودة للوقت الحالي ،،،

عيناها ترسل رسائل ماكرة له

ماكرتين تلك العينين رغم براءتها المغلفة

وجه حسن بريء .. لا يمت للبراءة بصلة

ابتسم وسيم بتفكه شديد ، هل تلك التي رباها ؟ … هل بعد تلك السنوات تصبح إمرأة وقحة لتلك الدرجة …ضاربة بعادات وتقاليد المجتمع … كما لو ان تلك الفتاة تتبع خطاه بكل تهور وجنون ، اتسعت عيناه قليلا وهو يحاول التبرير عن تصرفاتها وثيابها … ولم يجد إجابة سوي ما توصل له عقله الان ، زفر متنهدا بسخط ليعبث بخصلات شعره والسماعات التي في أذنه تفصله عن الواقع تدريجيا … انتظر اشارة المخرج وصدور الاضاءة الحمراء .. ليسحب نفسا عميقا و يزفره على مهل متنهدا بنبرة رخيمة

– مساء الخير ويارب يكون الاسبوع كان هادي ولطيف ، الحقيقة حلقة النهاردة ممكن نقول انها جديدة للموسم

صمت للحظات وعلى شفيه ابتسامة مزينة بالثقة بل والغرور الذكوري

يعبث مع مستمعاته بعقولهن لفترة من الوقت

يشغلهن في حيز تفكير غير قادرات على الخروج منه الا الاستماع لصوته ، غمغم يقول بنبرة ساحرة

– خلال الموسم ده هنقابل ضيوف .. يدونا من خبراتهم للحياة واكيد وجه نظرهم عن الحب ، خليكم مستعدين مع ضيفتي هنسمع اغنية لـ اليسا ونرجع تاني

ما أن أعطي له مهندس الصوت علامته وصعدت الموسيقى في أذنيه حتي التفت بحدة نحو جيهان يتمتم بحذر خطير

– قسما بالله لو بقك ده فتح لاكتمه

رشفت من عصيرها لتقول متأسفة على تحذيره الأجوف

– اوووه .. حبيبي الحمش ، بس للاسف انا مبتتهددش

خبط بقوة على سطح الطاولة مما جعل المخرج يرفع حاجبيه دهشة .. ومهندس الصوت ينظر قلقا ، خلع سماعته وهو يقترب منها هابطا برأسه لمستواها ليقول بنبرة مهددة

– قسما بعزة جلاله الله .. لو ماتعدلتى انتي متلوميش غير نفسك

تنهدت بوله شديد وهي تنظر اليه بوداعة جعلت عينيه ترتبك للحظة .. وهو يتمتم لنفسه

عيناها قاتلتان .. شرستان ، وضعف أنثوي شديد يجعل الرجال يأتون راكعين نحوها

همست جيهان بافتتان وهي تضع يدها على ذقنها

– شكلك حلو اووي وانت متعصب

مرر يده بسخط على خصلات شعره .. يحاول أن يكظم غيظه منها ، مرر بعينه نحو سترته التي يغطي بها ساقيها بحنق قبل أن يعود لكرسيه وهو يضع سماعته يرفع عينيه بتحذير نحوها

– جيهان

ألقت قبلة عابثة وهي تحرك حاجبيها لتهمس مصححة بنبرة مغناجة

– جيجي يا وسوم

هز وسيم راسه بقلة حيلة ، وهو يزفر عدة مرات قبل أن يتمتم نحو الميكروفون

– رجعنا تاني ، مستنين مكالماتكم لكن خلينا نرحب بضيفتي المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي .. جيجي السويسري

ابتسمت جيهان بدبلوماسية شديدة وهي تلحظ نبرة الباردة المغلفة في صوته لتهمس بترحاب حار مناقض له

– سعيدة جدا يا وسيم انك استقبلتني فى برنامجك

نظر نحو الاوراق والاسئلة المعدة من قبل معدي البرنامج ، قلب بين الاسئلة بسخرية شديدة وهو يرفع عينيه نحو عينيها ليتمتم بنبرة حماسية لمتابعاته قائلا

– قبل ما نبدأ فى حلقتنا … خليني أبدأ وأقول حبيتي يا انسه جيهان  ؟

انفجرت جيهان ضاحكة برقة شديدة .. ضحكة مدروسة مصطنعة يعلمها جيدا ، لتهمس بنبرة مرحة

– وسيم … انت داخل حامي كدا ليه !! … وعشان اجاوب على سؤالك … لأ للأسف .. فـ رسالتي هي لو حد عايز يتقرب مني ف انا سينجل

قبض على الأوراق بحدة وهو يرى صراحتها … بل وقاحتها وهي تعرض نفسها أمام الجميع .. اسودت عيناه قتامة ونبرة صوته لا تخرج انفعالاته بل كانت بها الجدية بعض الشيء

– وجهة نظرك عن الحب يا جيجي ؟ … هل انتى من الناس اللى مؤمنة بالحب ؟

زفرت جيهان متنهدة بحرارة شديدة ، لا تعلم ما تفعله هنا.. هي جاءت لترد الصاع صاعين … تخبره ليست المغلوبة على أمرها .. هي قادرة على الاخذ بحقها ولو من جوف أسد ، رفعت عيناها تنظر الي عينيه القاتمتين لتهمس بنبرة صريحة

– الحب مش لازم يكون بين راجل وست … فيه حب الناس بدون أى مقابل .. حب العيلة .. الصداقة ، كل ده يغني عن الحب اللي بتدور عليه

هز وسيم رأسه وهو يقول بهدوء مريب

– يعني عايزة توصلي انك مش بتصدي أى راجل يقرب منك ؟

همت بالرد عليه لكنها صمتت .. تختبر ردة فعله ، تري هل حقا يرغب بمعرفة الاجابة أم لا يكترث بها اطلاقا ، والاجابة صدمتها … قلبها يختلج بعنف ليزحف الرعدة التي تشل جسدها لفترة وهي تري الاهتمام الصادق من عينيه لترد

– اسفه .. لكن عايزة أقول إن كلمة راجل دي متلزقش في صفاتهم ، الراجل عندي مش مجرد لبس شيك وكلام ناعم وعربية اخر موديل ، من الاخر كدا الراجل معروف برزانته و تصرفاته وقت الشدة

ارتسمت على شفتيها ابتسامة ناعمة وهي تغمغم بصراحة ناعمة

– انا مش من الناس اللى تقدر تجذبها الطبقة الخارجية اللي بتلمع ، لاننا عارفين انها مجرد طبقة بتغطي الوحش .. فنصيحتي لبنات اللي بتسمعنا ، اوعك في يوم تستلمي لراجل بيدي كلام فى الهوا .. اسفه قولت راجل للمرة التانية ، شبه راجل بل طفل حب لعبة وبكل أنانية طفل لعب بيها لفترة حتى جيه وقت خطفته لعبة اكبر واحدث من اللي في ايده

طالما نظرية شقيقتها ان الرجال ما هم سوى اطفال أنانيون تراها حقيقة ، كل ما يجذبهم هو لعبة … يتذمرون ان لم يلعبوا بها وما يلعبوا بها تأخذ وقتها حتي ينجذب الطفل للعبة أكبر ، رفعت عينيها نحوه لتجفل من البريق المتلألأ في حدقتيه وتلك الابتسامة في شفتيه لا تعلم كنهها ليغمغم بنبرة رخيمة

– واضح انك داخلة جامد فى الرجالة

ضحكت برقة مرة اخرى .. تلك المرة حقيقة ، اتساع ابتسامتها يجعل عينيها تصبح شبه منغلقتين عكس الضحكة المفتعلة ، النغزتين في وجهها يجعله رغما عنه .. اسيرا في ضحكتها ، همست بتذمر لذيذ

– وسيم من فضلك ، انا مليش كلام مع الرجالة .. قولتلك تعريف الرجالة ، لكن اللي بتكلم عنهم اطفال … عقل طفل وجسم راجل

انفرجت عن شفتيه ابتسامة هادئة ليهمس بنبرة هادئة

– مواصفات رجل أحلامك … او نقول الصفات اللي عايزة تلاقيها فى الراجل

لم تتردد وهي صدمته ما يموج في بندقيتها لتهمس

– يحبني بجنون . لو قعد وسط مجموعة من البنات عنيه متكونش غير عليا بس ، اكون ملكة في قلبه وبيته … ويكون هو ملك روحي وقلبي … ببساطة كدا عيني لما تيجي في عينه ارتبك .. قلبي يدق جامد ، عنيه ميقدرش ينزلها من عليا لانه عايز يحفظ تفاصيل عني اكتر لحد ميعاد نومه اكون انا اخر واحدة يفكر فيها ولما يصحي اكون اول واحدة يتصل بيها

انشد لها لفترة … قبل ان يضحك بافتعال شديد يداري بها ما في جعبته ليتمتم بنبرة مفاجئة بعض الشيء

– واووو ، اكيد المستمعين متفاجئين بشخصية زي جيجي الجريئة اللي بتشترك فى سباقات وتسافر برا مصر فى رحلات خطرة تكون عاطفية للدرجة دي

رفعت يديها وهي تمتم بصراحة شديدة معتاد عليها

– دي طبيعة الستات وللاسف الراجل بيتستغلها لمصلحته الشخصية أو أقدر أكون محددة أكثر لمزاجه ، فرغبة الراجل مبيقدرش يتحكم بيها زينا

هز رأسه يائسا .. تلك الغبية تحاول اقحامه في الأمر ، يعلم رسالاتها الخفية الخبيثة مثلها .. لكنه لن يدمر ابدا ما حققه بسبب انتقام طفولي منها ، تمتم بهدوء

– هنفضل نقول الراجل والست كتير وندخل في خلافات والمستمعين يزعلوا

هزت رأسها نافية وهي تقول بنبرة غير قابلة للجدال

– اطلاقا يا وسيم ، لكن زي ما قولت انهم اطفال انانين

غمزت وهي تراه يكتم شتيمة تكاد تخرج من شفتيه إلا أنه منعها بشق الانفس حينما اشار له المخرج بان يأخذ استراحة ، غمغم بهدوء شديد

– طيب .. ناخد فاصل ونسمع اغنيه ونبدأ نستقبل المكالمة الأولى

ردت بإيماءة من رأسها

– اكيد

ما ان نظرت نحو الزجاج الخارجي والمخرج يعطي اشارته ، وجهت نظرها نحو وسيم لتهمس بمشاكسة

– شوفتني وانا مطيعة

استقام من مجلسه للمرة الثانية وهو يقترب منها ، اجلت جيهان حلقها حينما وضع يديه على مسند المقعد ، يميل بوجهه نحوها .. ارجعت ظهرها تلقائيا لظهر المقعد تكاد تلتصق به وهو يقول بنفاذ صبر

– عايزة توصلي لايه يا جيهان

رمشت اهدابها ببساطة شديدة قبل أن تهمس بصراحة

– عايزة اتجوز ببساطة

اتسعت عيناه جحوظا .. لوقاحتها التي لا حد لها … امسك ذراعها بغتة وهو يهمس بنبرة مهددة

– قسما بالله لـ ….

قاطعته بوقاحة شديدة منها

– عايزة ارتبط يا وسيم .. بابا رفض أيهم من قبل ما يشوفه لأ وكمان رافض أى حد حاليا وانت رايح تتسرمح مع اوربية واسيوية براحتك

انفجر هادرا بحدة والعرق في عنقه ينبض بقوة ، البياض في عينيه استحال دما تكاد تقسم ان الشعيرات الدموية تكاد تنفجر

– جيهاااااااااااان ، اتكتمي خالص .. انتي مالك بيا هاا ؟ ان شاء الله اولع فى نفسي انتي زي الهبلة هتجري ورايا وتولعي فى نفسك

قاطعته بلهفة وعيناها تمرر عليه بلهفة شديدة

– بعد الشر يا عمري

لم يحاول ان يلقي بالا نحو الرجلان بالخارج ، أجلي وسيم حلقه وهو ينظر الى تلك العينين البريئتين خارجيا .. التائقة للمشاعر بعطش شديد ، اشاح بعينيه بصعوبة ليمرر يده على خصلات شعره ليتمتم بحدة

– انتى ليه مصرة .. فهميني .. جيهان انا

جائه صوت المخرج ينبه ان وقت مشاكل الحبيبين ليست في الاستوديو الخاص به

– وسيم .. فاضلك عشر ثواني

القي نظرة نحو جيهان قبل أن يعود لمجلسه ، يحاول بأقصى جهده العودة لتركيزه الذي تشتت لثاني مرة بفضلها ، غمغم بنبرة مفتعلة شديدة

– رجعنا تاني ولسه الأسئلة مخلصتش .. هنستقبل أول مكالمة ونقول مساء الخير

استمع الى صوت انثوي .. يصيح بانفعال ، الفتاة تبدو كما لو أنها فازت باليانصيب !!

– مساء الخير يا وسيم ، متعرفش بقالي كام قد ايه متخوفة عشان اكلمك

امتعضت ملامح جيهان بقرف لتهمس من بين شفتيها

– يختي شوفتي حاجه عدلة

ارتسمت ابتسامة حلوة علي شفتيه يلقيها اليها كما لو انه ليس هناك حاجز بينهما والفتاة تنتقل الابتسامة اليها كالعدوى .. السبب هو احساس فقط !!!

غمغم بنبرة لطيفة ودافئة بعض الشيء جعل جيهان ترفع حاجبها باستنكار

– سعيد جدا انك نورتي البرنامج يا انسه

عاجلته الفتاة بلهفة شديدة وتكاد تتمسك باعصابها كي لا تنفجر صارخة بعشقها العذري له

-ريهام

وجه نظره نحو جيهان التي تكتم انفعالات وجهها بابتسامة جليدية ، متى تتعلم تلك الفتاة انه يحفظها كالخطوط في راحة يده ، تمتم بنبرة متلاعبة

– انسه ريهام قوليلي هل موافقة على كلام جيجي ولا ليكي راي تاني ؟

صمتت ريهام للحظات قبل أن تستعيد جديتها بعض الشيء قائلة

– الحقيقة مقدرش انكر كلام جيجي عين العقل ، لكن سؤال من فين هتلاقي راجل زي ما بتحلم بيه … يعني لو ملقتهوش هتستني وايه هي مواصفاته … يعني فضولية شوية عشان اعرف الرد

تولت جيهان مسؤولية الرد ، داخلها يكاد يحترق غيظا من ذلك الرجل ، الرجل يبتسم ببلاهة كما لو انه يخاطب حبيبته نعومة صوتها لا يمنعها من التفكير شيطانية من التعرف علي المسماة بريهام وقتلها

– ريهام مساء الخير .. عايزة اقولك ان  الرجالة بتقول ان مفيش ست مخلصة في زمنا …تعرفي ليه .. لانه راجل رخيص بس شاف بضاعة رخيصة عجبه شكلها .. بيعمم ان الستات طبعهم الخيانة لكن للأسف هو راجل رخيص لانه هو من نفسه بيدور عن النوع الرخيص وميقدرش يرقي نفسه لنوع افضل لانه عارف انه هيترفض ..فيعقد ببساطة على القهوة أو الكافية يجمع صحابه ويقول كلام  ملهوش ستين لازمة .. قال يعني هو بيحذر الرجالة من الستات اللي من نوعه

اعترضت الفتاة قائلة

– بس يا جيجي

قاطعتها جيجي وهي تجيب ببساطة ما يدور بخلدها

– بس يا ريهام .. منكرش فيه نوع تاني اخد صدمة من ست فى حياته ، كان حاططها في درجة معينة في حياته لكن هي خذلته ، فيبطل يثق فى الست مش دا كلامك ؟

تنهدت ريهام متنهدة لتقول

– مضبوط يا جيجي

ابتسمت جيهان وهي تغمغم بثقة

– انا مش واثقة غير في حاجة واحدة …ان اللي بتزرعه هتحصده .. ازاي انت بتزرع صبار وعايز تحصد فاكهة ، ولا ايه كلامك يا وسيم

حك طرف ذقنه بهدوء شديد يراقب تلك المسماة بجيهان بثوب جديد لم يعلمه .. بل لم يحاول حتى التعرف عليه ليتمتم

– احب اشكر ريهام على مكالمتها وسعيد جدا انك اتواصلتي معانا ويارب متكونش اخر مرة ، جيجي

نادها بهدوء شديد ، لترد بعفوية شديدة قصدتها

– نعم يا روحي

اتسعت عيناه ليرفع رأسه نحوها وهو ينظر نحوها بنظرات قاتلة يقسم انها كانت ستحرقها من موضعها لكنها لم تفعل سوى القاء قبلة له ، ارتباكه جعلها تتسع ابتسامتها بوقاحة شديدة … تنظر اليه تتحداه أن ينطق ليثبت عكس ما تدعيه ، ضحكت بخفوت شديد وهي تقترب هامسة بنبرة ناعمة للغاية مغرية

– عايزة افهم حاجه للجمهور عشان متفهمناش غلط … انا وسيم مش مجرد اصدقاء زي ما عارفين ولا مجرد علاقة جيرة بتربطنا … علاقتنا اكبر واعمق من كدا

رفعت عينيها نحوه لتغمز في وجهه ، رفع برأسه نحو المخرج لينظر بعينيه نحو الحاسوب بجواره… حاول التنفس بحرية شديدة ليقول بفضول شديد دفعه لمعرفة نوع الشباب الذين ستنجذب نحوهم

– ايه هي مواصفات فتى أحلام جيجي من ناحية الشكل ؟ السؤال ده اتكرر كتير على صفحة البرنامج

هزت كتفيها وهي تمتم بهدوء شديد وعيناها في عينيه

– قولت اني مبدورش على الشكل … لكن لو مصريين اووي كدا .. اولا يكون اسمر وعيونه دافية مش غدارة لانى برتعب اوي من أصحاب العيون الملونة واكيد يهتم بالرياضة و السفر .. لازم نقط مشتركة وبيحب المغامرة وميجيش يوم يكسرني ولا يطعني … ميجيش يوم يقول كفياكي بقي سفر انا عايز ست فى بيتي ، طب يا حبيبي انت واخدنى كدا واستحالة اغير فكرة او حاجة مؤمنة بيها عشان حد

ما وصله صريحا لحد الوقاحة

الرسالة كانت إليه ، كيف تصف عينيه غدارتين وماذا عن عينيها المخادعتين ، تلك الفتاة لم تلقيه في منطقة شائكة ؟!!

غمغم بنبرة بسيطة عفوية منه

– كلام عميق بيطلع منك يا جيهان

الا ان جلاده لم يرحمه ليستمر في جلده قائلة بجفاء

– لانك مش بتحاول تبص

تمتم ببرود شديد للغاية وهو يطلب من المخرج تلك المرة استراحة

– فيه فاصل هناخده … وبعدين هنرجع نكمل باقي حلقتنا

أغمض جفنيه وهو لا يصدق ما حدث له

كأن العالم من حوله ينهار ؟!! وهي تقف على تلها  ببرود شديد وعدم مبالاة !!

يطلب من الله الصبر كي لا يدق عنقها ويقتلها فى الحال !!!

*********

استقامت خديجة من مجلسها وهي ترمق شقيقها عايشة بعدم تصديق ، كيف تخبرها أن تكون حاضرة لخطبة نزار لفتاة اخرى ليست بأبنتها ، هل هذا هو وعدها واتفاقهما منذ أن كانت بيسان صغيرة فى مهدها ؟!! .. هل تخل باتفاقها بعد كل تلك السنوات الحثيثة لمحاولة التقرب بيسان من نزار ، صاحت بهدر شديد وهي تتحدث بلهجتها رغم سنوات الكثيرة التي عاشتها فى القاهرة

-شو هاد يلي عم تحكيه ياعائشة

استقامت عايشة هي الأخرى تقول بنبرة هادئة حازمة بعض الشيء لتثبط من غضب شقيقتها

–خديجة مالو داعي تعلي صوتك ،نحن عم نتناقش بهدوء

جزت خديجة على اسنانها بسخط ، لتقول بنبرة غاضبة بها العتاب

-لك انت خليتي فيني عقل بدك ياني روح معاكي اخطب لابنك بنت غير بنتي ،هاد كان حكينا لما ولدت بيسان

استشعرت الغضب والحزن في صوت شقيقتها لتقترب منها وهي تهمس بنبرة مشتتة ، فهي بين نارين .. نار شقيقتها التي اجتمعت بها مرة اخري بعد سنوات ونار فلذة كبدها

-الله بعلم قدي بحب بيسان هي متل بنتي ،بس شو اعمل يا خديجة ابني نزار ماحبا لبيسان قلبه ما مال الها

اشاحت خديجة بوجهها للجهة الاخري كي لا تضعف من نظرة شقيقتها المترجية ، صاحت بعتاب

-جاية بعد كل هالعمر تغيري رايك …انت واعية شو عم بتقولي ياعايشة ،طيب والامل يلي زراعناه جوا بيسان

يا حسرتها على قلب ابنتها … كيف وهي لسنوات عززتها من ثقتها  وآمالها هي وشقيقتها … استمعت الى صوت عايشة المتحسر

-ياخديجة مابقدر اغصب ابني على بنت مابدو ياها افهميني الامر مستحيل ،يعني انت مفكرة رح ترتاح اذا تزوجته وقلبه مع وحدة تانية

نظرت نحوها بلوم شديد .. وعتاب اخترق قلب عايشة لتهمس بنبرة مختنقة

-بتعرفي ياعايشة من لما انا وزوجي سافرنا على مصر وبعدت عنك ….كان فراقي.. كان فراقي عنك صعب كتير …مع انو كانو جيراننا بيودونا كنت حس اني وحيدة بس لما اجت بيسان ..حبيبة ألبي ،حاولت ابنيلها سعادتها

مررت عايشة يدها بحنو على كتف شقيقتها لتهمس بتأثر شديد وعيناها غامت بحزن ليوم زفاف شقيقتها وسفرها لمصر بسبب عمل زوجها ، همست بنبرة ناعمة

-ياخديجة بنتك بنتي انا خالتها يعني انا أمها لا تنسي الخالة ام

نظرت خديجة بطرف عينيها نحو شقيقتها .. التي اجتمعت بها بعد سنوات كانا يتواصلان بمكالمات هاتفية لا تشبع شوقهما ، همست بنبرة مؤلمة

-لما نزلتي عمصر بعد مابدات الاحداث وزرعتي جواتي بذرة الامل انو نحن رح نضل سوا ومارح نفترئ مابتتخيلي سعادتي ،لك حتى بنتي شجعتا

صمتت عايشة للحظات وهي تستعدي ذاكرتها .. تتذكر نظرات ابنة شقيقتها لابنها .. لم يكن بهما شرارة حب كما رأتها في عيني تلك الرقيقة رهف ، رهف رغم قشرتها الرقيقة لكن استفت بداخلها قوة بداخلها ، تلك القوة استطاع أن تستشفها حينما اقتربت منها ، قوتها مرتبطة بهدوءها وخجلها .. قوة جعلت ابنها يخر ساقطا معترفا بعشقه لها .. لكن نظرات بيسان لم تكن سوى امرأة ترغب بأخذ ما هو لها ، هزت كتفي خديجة لتصيح بصلابة شديدة

-بيسان ماحبتو لو حبتو ماكانت لمعة عيونها منطفية ،هي بس انجذبت لنزار

زمت خديجة شفتيها رغم انها استشفت صدق حديث عايشة لتمتم بحزن نحو ابنتها

-بس بالاخر اتعلقت فيو ياعائشة ،انتي السبب

اتسعت عايشة عيناها بجحوظ لتمتم بعدها بحدة طفيفة

-لك شو هالحكي انا حكيتلك انو كان الارتباط امنية حياتي بس انا سعادة ابني قبل كل شي

صاحت خديجة بحنق شديد مدافعة عن فلذة كبدها

-ووينا سعادة بنتي ؟

رفعت عايشة رأسها للسقف تحوقل وتستغفر ربها من عناد شقيقتها ، لتقول بنبرة هادئة  بها توسل حثيث

-صدقيني رح تلاقي سعادتها لما يجي ابن الحلال يلي رح يخطف قلبا ،انت هديها لبيسان وامانة ماتفتحي معها هالموضوع …نحن بكرا لازم نزور عيلة البنت انت عيلتي يا خديجة ماتتركيني بمتل هاليوم

رمشت خديجة بأهدابها لتنظر الى عيني شقيقتها المتوسلتين ، ضعفت من توسل شقيقتها .. بالنهاية لا يوجد سواها كل ما تبقى من عائلتها ، وليس بجيد ان تذهب بمفردها إلى منزل العروس رغم رفضها .. صاحت بنبرة مستسلمة

-عايشة .. اتركيها عالتياسيير …الله يصلح الحال

اتسعت عينا عايشة غير مصدقة لموافقة خديجة .. عانقتها بمحبة شديدة وهي تشدد من عناقها لتربت خديجة على ظهرها ، تفاجأ بصوت نزار المشاكس

-شو مبين قمرات حياتي مجتمعين اليوم

صاحت عايشة بنبرة فاضحة من السعادة التي زينت عيناها

-تعا ياحبيبي ،خالتك بكرة جايية معي منشان نخطب رهف

اقترب نزار من خالته وداخل يتنهد مرتاحا لما يحدث … اقترب مائلا يطبع قبلة على جبين خالته قائلا

-لك يؤبشني قلبك ياخالتو انا كنت عرفان مارح تقدري تكسري بخاطري

تظاهرت خديجة بالسعادة رغم الغصة فى حلقها لتعاسة ابنتها ، مسدت براحة يدها على ذراعه لتهمس

-مابدي غير سعادتك ياروحي …روح اتصل باخوك بلكي بجي يوم عرسك

اقترب نزار وهو يحتضنها بقوة ليصيح متنهدا بحرارة ، يعلم ما يموج بداخل عينا خالته لكنه يعلم انها لا تقدر على احزان شقيقتها بعد ذلك العمر

-لك احلى خوووخة بالدنيا كلها

قرصت خده لتهمس بمزاح

-طول عمرك لسانك حلو

تلاعب حاجبيه بمكر وهو يتمتمر بمزاح ليقبل وجنتها بدفء

-لي انا شو قلك انا ماقلت غير الحقيقة ياخالتو

تمتمت  بهدوء شديد رغم ما يموج من داخلها من قلق على ابنتها

-الله يكتب الخير يارب

ثم تابعت بهمس دقيق تناجي ربها .. مالها سواه

-ويصبرك يا حبيبتي

*****

نظرت توحة الى هاتفها بحنق .. حفيدها العنيد يبدو مصر على عناده رغم تحذيرها الا يغلق هاتفه … لكنه يخبرها ببساطة شديدة يجعلها تشتعل غضبا انه فى عمل ، بالله كيف لرجل مثله ان يعمل حارس خاص ويتخذ شهادته كعمل جانبي ، بعد كل تلك السنوات من الاجتهاد والكد يعمل تحت طبقة متغطرسون ، لفت وشاح أسود حول رأسها وهي تخرج من المنزل لتري أحوال المنطقة وآخر مستجداتها وايضا ستنتظر حفيدها العاصي ويا ويله من عقاب توحة !!!

الهرج والمرج سائد فى المكان فى وقت بعد العشاء تحديدا ، أكثر ما تمقته هو ذلك المسمى بـ ” توك توك ” والاصوات الملوثة التي تخرج من اجهزة ذلك الشيء المفسد .. أطلقت سبابة في وجه طفل لا يتعدى العشر يقود ذلك الشيء الفاسد برعونة شديدة كاد يدعس طفلة ، اخرجت نعلها من قدمها وهي تسحب جسد الطفل تضربه على جسده تلعن يوم قدوم ذلك الشيء المفسد للمنطقة وتتشتم والده الذي تركه يقود شيء يكاد يلقي الجميع بالتهلكة ، تجمع جمع غفير من أهل المنطقة وصبي القهوة ابعد جسد الطفل عن مخالب توحة … تنفست توحة بهدر شديد وفتحتي انفها تنقبضان وتنبسطان ، أخرجت غيظها وحنقها فى ذلك الطفل الفاسد … نظرت بجنون نحو الصبي الذي خلصها من ذلك الطفل وهو يراه يدفع الصبي للهروب من امامها ، شرست معالم وجهها وهي تنظر نحو الجمع المحتشد … كـ لبوة تدافع عن حقها فى مملكتها فى غياب الملك .. حينما هم صبي القهوة بالمغادرة والفرار صاحت باهتياج شديد

– انت يا ولا رايح فين تعالى

اغمض الفتى عينيه وهو يلتمس من الله الصبر ، قبض بيده على سرواله قبل أن يدير علي عقبيه يرسم ابتسامة بلهاء علي شفتيه قائلا

– ايه يا ست توحة مالك

استكانت ملامحها المهتاجة وهي تري الجميع بدأ يهتمون بأمورهم توجهت بخطواتها نحو المقهى لتصيح بحنق

– فين عاصي ؟

أجاب الفتى بسرعة شديدة وتعجل وداخله يتعجب من جسد امرأة مثلها أفلت الصبي بصعوبة منها

– لسه يا ست الكل مجاش من شغله

جلست على مقعدها المخصص وهي تنظر بعينها نحو المارة لتشيح بيدها قائلة بحدة

– طب روح اعملي شاي ومتتاخرش

وضع الفتى اصبع السبابة على أسفل عينيه وقال بنبرة هادئة

– من عنيا يا ست الكل

نظرت بنصف عينيها المنغلقتين لتمتم بحدة

– ولد انت بتعاكس ست قد ستك ؟ … اوعي يا واد تكون من العيال اللى هما .. قسما بالله لأقلعك من هدومك قدام الحتة عشان تتعدل

اتسعت عينا الفتى بصدمة وهو يحاول أن يفهم اين ذهب خيالها بعيدا ، هز رأسه نافيا وهو يحاول اللذوذ الفرار منها ولا يعلم اين كان عقله ليوافق على طلب عاصي للاهتمام بها في أوقات عمله ، هم بالرد عليها الا ان صوت خليع يقول بنبرة ساخرة

– ايه يا ست توحة .. خدي نفسك شوية .. لوك لوك لوك مفيش نفس حتى

امتعضت ملامح توحة للقرف الشديد … رائحة القذارة تفوح من تلك المرأة رغم أفعالها بالخفاء ، استغفرت ربها وهي تنظر بعنيها نحو الصبي لتقول بنبرة حادة

– الله اكبر .. كبر يا واد يا هيما فيه ست عايزة ترقدني هنا ، قل أعوذ برب الفلق .. يختي ايه الناس اللي مش سايبة حد في حالها دي

وقفت المرأة تضع يديها على خصرها ونبرة صوتها الشعبية بها استنكارا لتقول بصوت مرتفع نسبيا

– جرا ايه يا ست توحة الله … انا بقولك خدي نفسك شوية داخلة حامية على الواد كده ليه

ابتسمت توحة بسخرية وهي ترفع من صوتها الاخري لتقول بنبرة هادرة

– انت يا ولية مناخيرك دي حشراها في كل حته ليه .. ها ؟!؟ … تحبي اكسر مناخيرك دي عشان مشوفش وشك العكر ده على الصبح

خبطت المرأة بيدها على رأسها وهي تقول بنبرة مهتزة قليلا

– لا بقولك ايه انا مش فايقالك خالص

اشمئزت معالم وجه توحة لتصيح بنبرة مرتفعة جذبت انتباه بعض رواد المقهى

– طبعا الحشيش اللي واكل دماغك مش عايزة تضيعيه

اتسعت عينا المرأة بارتباك لتقترب منها وهي تصيح بنبرة خفيضة بها تهديد للمرأة العجوز

– اسكتي … صوتك مسمعهوش

مصمصت شفتيها بامتعاض لتقول بنبرة ساخرة وهي تنظر في عيني المرأة الوقحة

– ايه لا هو انتي فاكرة اني معرفش كل كبيرة وصغيرة في الحتة دي ولا ايه ؟ .. ده حتي العشة بتاعت الحمام تشهد على الكلام ده

اتسعت عينا المرأة بصدمة ، لا تعلم من اخبرها سرا كهذا … لطمت وجنتيها وهي تهمس بولولة

– يا ولية اسكتي بقي … يخربيتك ده انتي فضيحة

هتفت بقرف كما لو أنها تبصق الكلمات من شفتيها

– مشوفش وشك بقي يا مدام

فرت المرأة هاربة منها ، لتتسع ابتسامة توحة .. المنطقة لا يوجد بها سرا الا وعلمته رغم الشيب الذي غزا رأسها إلا أنه لم يذهب سدى .. فكل خصلة بيضاء من شعرها بها دروس عن الحياة … كادت ان تصيح فى ذلك الصبي الذي تأخر بالشاي الا انها وجدته امامها فاتحا شفتيه ببلاهة شديدة لتزمجر بغضب

– انت يا ولا فين الشاي

ارتبك المدعو هيما وهو يهمس برعب سيطر على بدنه

– ح .. حاضر والله

ضاقت عينا توحة وهي تصيح بحذر شديد اربك الفتي

– عارف يا ولا لو سمعت بالصدفة الكلام ده قولته لحد غيري هعمل فيك ايه

ازدرد لعاب هيما ليهمس بقلق وتوجس

– هتعملي ايه يا ست توحة

نظرت نحو الفانوس المعلق من العام الماضي بخبث لتهمس بشراسة

– هعلقك فانوس في شهر رمضان .. انجر من وشي يلا

هرب الفتي هاربا داخل المقهى يجهز الشاي لها … تنهدت توحة بحرارة وهي تتصل به مرة اخري بهاتفها الا ان الاجابة ان الهاتف مغلق ، جزت على أسنانها لتصيح بتوعد

– بردو قافل تليفونه .. ماشي يا عاصي حسابك تقل يا ابن بنتي

******

يا سيد محب الطبيعة

انت معقد .. بل جاحد للجميل

فكيف تعتزل عن إمرأة قادرة على أن تسخر وقتها لك ولرعايتك

وانت تتحاشى مبتعدا عنها .. هاربا منها .. مترصدا لها إن أرادت ان تغزو محرابك .

مررت جيهان يدها على خصلات شعرها البندقية ينافس بندقية عيناها الماكرتين .. تحمد الله انها انهت المقابلة على خير رغم انها قررت ان تسمح لبعض المشاعر تظهر بكل جلية له .. هي انتهت أوصلت له رسالتها وهو سيكون غبيا إن ادعى الجهل … مسدت براحة يدها على تنورتها الاسكتلندية القصيرة ، سحبت هاتفها وحقيبتها وهي تهرول راكضة من المبنى ، تستدعي بزر المصعد عدة مرات و حالتها لا تسمح لقضاء وقت أكثر مع وسيم بعد ما فعلته .

ادعت عدم حبها للعيون الملونة رغم أنها تكاد تغرق داخل مقلتيه .. ادعت حبها للبشرة السمراء .. لكن ذلك الاشقر استحوذ على قلبها بكل عنجهية منه ، شهقت بفزع حينما شعرت بيد تلف حول خصرها وجسدها يلف لتصطدم بجسد آخر شخص ترغب ان يحضر مناقشات عقلها وقلبها المؤرقة ، رفعت عيناها وهي تهم بالصراخ عليه الا ان السواد داخل مقلتيه اخرسها

ازدردت ريقها بتوتر وهي تضع كفيها على صدره .. تهاون دفاعها وهي تستشعر نبضات قلبه التي تكاد تخرج من ضلوعه من أثر ضجيجها ، صاح وسيم بحدة طفيفة وهو يدفع بجسدها داخل المصعد لتصطدم بمراة المصعد وجسده يخيم فوقها واغلق المصعد عليهما لتبقي هي في عرين الأسد بمفردها !!

– رايحة فين يا هانم بـ المسخرة دي

سبته بعنف بداخلها وهي تحاول أن تستند بجسدها لتمتم بسخرية شديدة

– رايحة البيت وشوفلك بقي ست تنام معاها

مرر يده على خصلات شعره يكاد يقتلعها اقتلاعا من جذورها ، رمق تنورتها الاسكتلندية القصيرة واسفلهما جوربين سوداين سميكين ، يا الله ما هذة الحشمة التي ترتديها ، اقترب منها وهو يقبض علي مقدمة ملابسها ورأسه يدنو نحو شفتيها قائلا بهدر

– جيهان اتكتمي لانك اوقات مبتعرفيش بتقولي ايه

رفعت عيناها الساكنتين له .. تخبر قلبه لتدع الحبيب يقترب أكثر .. اسبلت بأهدابها وملامحها سكنت بوداعة مخيفة لتهمس برقة

– وسيم انت محبتش ؟ … يعني من وسط الستات اللي قابلتهم مفيش واحدة أثرت فيك

صمت للحظات وهو يدقق النظر الي عينيها ، ازدرد لعابه وهو يبتعد عنها حينما استشعر خطرا محقق ليهمس ببرود

– اه فيه .. لكن للأسف مكملناش

اتسعت عيناها والألم لم تعتد تحتمله ، هل لهذا السبب لا يراها ؟ .. وقع في عشق امرأة أخرى ولا يود الخوض مرة أخرى ؟!! … همست بنبرة متهدجة والدموع حبيسة داخل عينيها

– طب هي فين دلوقتي

اشاح يده بلا مبالاة وهو يمرر يده على خصلات شعره المشعثة ليقول

– مش مهتم اعرف

أجلت حلقها وهي تهمس بنبرة خانقة

– طب انا اعرفها … ده انا كنت لازقة جنبك سنين كتير من اول ما وعيت علي الدنيا حتي قبل ما تتغير

اتسعت عينا وسيم وهو يلتفت إليها مرددا كلمتها باستنكار

– اتغير ؟

وسيم الهادي والحنون والمراعي … الذي كانت تعتبره سندها ورفيق دربها ومعلمها لا اثر له .. اصبح نسخة باهتة حينما جرى خلف ملذاته ، انتبهت إلى الدموع التي تغرق عينيها لتمسحها بعنف وهي تهمس بصلابة

– ايوا يا وسيم اتغيرت … بقيت نسخة لشباب كتير  بيضيعوا حياتهم على الفاضي ، يعني ايه اللي غيرك وبقيت بتدور على علاقة تمتعك كراجل

مسح على وجهه وهو يكاد يقتبس من الصبر الواشك على النفاذ ، ضم قبضته بعنف وهو يتمتم بحدة

– جيجي الكلام ده كبير مش هتقدري تستوعبيه

رمقته باستنكار شديد .. هل يخرسها حينما تواجهه بجرأة بحجه مبتذلة كتلك ؟؟ّ!!! صاحت بحدة وهي تثور بوجهه تدفعه بعيدا تخرج من المبنى لتتوجه نحو سيارتها

– وسيم شوفلك حاجه تانية وواجهني بيها … انا مش صغيرة واظن انك اكتر واحد عارف كل سر وايه اللي مخبياه ورا بابا

سارع وسيم بلحاقها وهو يجرها بغلظة شديدة نحو سيارته ، دفعها ببعض من العنف لتجلس على مقعدها … تأوهت صارخة بعنف وهي ترفع يدها لتشتبك به إلا أنه دحض ثورتها وهو يصيح بحزم شديد

– جيهان .. اعتقد ان احنا قفلنا الحوار ده زمان

تنفست جيهان باهتياج شديد لتصيح صارخة في وجهه

– قفلته زمان لاني كنت صغيره ومش فاهمه ، افتكرت حاجة عادية و انت طمنتني … لكن تقدر تقولي ليه بوستني يوم الخطوبة لما جيت اتصور

تجمد وسيم وهو يرفع بنظرات عينيه نحوها .. يحاول أن يتناسى يوم فقد بها رشده .. بل اتزانه .. اندفع كثور احمق باهتياج نحو صاحب الرقعة ، كز على أسنانه وهو يتحدث بنبرة مفتعلة

– جيهان

اغلق الباب خلفه بحدة ، لترفع بوجهها من خلال النافذة وهي تصيح بجراءة شديدة

– رد وبطل شغل الجبنا ده .. تقدر تقولي لما حاولت …

استقل سيارته وهو غير عابئا بصراخها ولا حتى عابئ نحو عدد من الناس الذين يتابعون بفضول .. تمتم بصراحة شديدة وهو يتحرك من المكان بسرعة عالية

– كنت راجل وضعف في لحظة … ايه افتكرتي ايه مثلا غير ده .. مش انا ماجن ؟

زفرت جيهان يائسة وهي ترفع عيناها نحو سقف السيارة .. تدع الهواء يلطف من جحيم نيرانها المستعرة لتمتم بانهاك

– وسيم انا تعبت .. وانت تعبت ، خلاص بقي انا مبقتش صغيرة روح شوف حياتك

لا يعجبه المنحني الذي تذهب إليه ، رمقها بطرف عينيه باستخفاف ليستخدم الجهل قائلا

– عايزة ايه من الاخر فهميني

ازدردت ريقها وهي تفكر فى عمرها الذي سيذهب فى غمضة عين ، هي فعلت الكثير … سافرت وتشارك في سباقات ، نشوة الشباب في أوج ذروتها ..لكن الضعف احتاجها ، ضعف مشاعرها يحتاج لشخص يشارك جنونها ، تمتمت بصراحة شديدة

– عايزة اتحب يا وسيم …. عايزة اتحب ، اكون مهمة عند واحد لدرجة أن يومه ميكملش بدوني .. حياته يحس ملهاش طعم من غيري ، وحياتي انا تكمل بيه .. لدرجة منعرفش ننفصل عن بعض

قبض وسيم بعنف على المقود .. مجرد تفكير رجل يحوم حولها غيره … تثير سخطه وغضبه ، الفتاة تلك فتاته الصغيرة .. هو من رباها واعتني بها كيف تسلم نفسها لرجل وتريد ان تجرب الحب ؟!!. . لم يظهر من ملامح وجهه التي تكاد تشبه الرخام شيئا من مراجل غضبه الداخلية سوي اختلاجة في فكه ، انصت مستمعا الي تنهيداتها الناعمة لتتابع بعبوس

– انت من ناحية بتبعد أي راجل يحاول يقرب … شوفتك وانت بتطرد اللي اسمه باسم من الاوضة .. وبابا من ناحية اني طايشة ومتهورة .. طب امتي هلحق احب .. امتي هعيش كل ده والعمر بيجري مني

اجلي حلقه وهو يضع عينيه على الطريق ليهمس بنبرة فاترة

– احنا مش عايزين ليكي غير اللي يستحقك ، جيهان انتي رقيقة جدا رغم كل اللي بتعمليه انا عارفك كويس  ..بتدعي الشجاعة لكن جواكي عارف انك مرعوبة

هزت رأسها ساخرة ، يردد كلام والدها كالببغاء .. همست بعفوية شديدة

– جوزنى

شهقت بفزع حينما اوقف سيارته ، حمدت الله انها واضعة حزام الامان وإلا لوجدت رأسها زين زجاجة سيارته ، كادت ان تصرخ في وجهه بعنف الا ان الجحيم في عينيه ونبرته الهادرة جعل جيوشها تتقهقر منهزمة من اول جولة

– والله في يوم عايز اديكي علقة عشان تفوقك

خبط وسيم بعنف على المقود وهو يسمعها تغمغم بهذيان شديد

– عايزة حضن .. يضمني فى حضنه و اسند راسي على صدره واحنا نايمين على الارض نبص للسما فوق .. او فى البحر نلعب مع بعض فى الماية ويجي يشلني ويغرقني في البحر لما استفزه .. عايزاه يعلمني السباحة لاني بخاف من الماية جدا .. يعلمني وانا في حضنه

يا الله .. لن يتحمل اكثر من هذا ، خلع حزام الأمان الخاص به ليقترب منها ممسكا بعضديها بخشونة جعلها تتوجع هامسة بألم

– ايي .. بتوجعني

خبط بعنف على رأسها لتزداد الما وهو يقول بجنون

– انتي اتجننتي … جرا لمخك ايه يا مجنونة

مطت شفتيها باستياء وهي تري اقترابه الغير برئ بالمرة … ابتسمت بمكر شديد لتقول بوداعة شديدة

– الله مش انت اخويا .. والاخوات من حقهم يحكوا لبعض كل حاجه ، انا مرضتش احكي تفاصيل واديت لمحة عن اللي في خيالي

تركها وهو يعود لمقعده .. غير قادر للرد عليها .. فقد أربكته بردها .. أليس هذا جواب حينما يتدخل في حياتها ، قاد سيارته بسلاسة والصمت هنا متوتر .. تنهد وهو يتنفس الصعداء حينما اوقف سيارته امام منزلها ليقول بحدة

– امشي من وشي حالا لحسن وربي ما اعرف هعمل فيكي ايه

ادعت الابتسامة البريئة لتهمس بخبث

– وسيم بطل بقي الله ، يلا يا بيبي باي

شيعها وسيم بنظراته … وهو يتمتم ، تلك المجنونة صاحبة الوان قوس قزح تأثيرها أصبح فتاكا عليه !!

****

– انتى اتجننتى … هو جرا ايه لمخك قولنا عقلنا لكن بقينا مجانين

هدر بها معتصم وهو فى صالة فيلته الفسيحة ينهر شادية التي تقف امامه بصلابة شديدة ومن خلفها يقف عاصي الذي يتابع الأمر بوجه غامض ..

هزت شادية رأسها يائسة وهي تستشعر وجود عاصي خلفها ، جيد انه لم يبرح من مكانه حينما فجرت قنبلتها في وجههما ، ليسا هذان الاثنان لهما الحق ليبعثا بحياتها كيفما اردا … ليس بعد الآن ، همت بالاقتراب منه لكنه منعها بوقاحة شديدة ، زفرت وهي تغمغم برزانة

– بابا من فضلك ، احنا مش لوحدنا

رمق معتصم عاصي الذي يلاحظه يتململ في وقفته ، ليعود النظر الي عيني شادية قائلا بسخرية

– ما عاصي مش غريب

هل يهزء بها والدها ؟!! حسنا .. ليظل في مكانه ذلك الرجل .. صاحت بنبرة باردة

– انا مش هتكلم لو فضلت متعصب كدا

هز معتصم رأسه وهو يصرخ باهتياج شديد

– لا واضح اني معرفتش اربي… طبعا ما سايب الحبل على الغارب

رغم صراخه الا ان ابنته تعلم انه لن يؤذيها ، اقتربت منه بخوف كي لا يرتفع ضغط دمه وقالت بنبرة ناعمة علها تؤثر علي قلبه

– بابا

قاطعها بحدة طفيفة وزمجرة خشنة منه

– انتى تخرسي خالص ، مش خلصنا من موضوع العيلة دي تقوليلى عايزة تتجوزي من لؤي

تمتمت بصراحة شديدة وهي تقف امامه بعدم خشية ، عيناها لا يسكنها الخوف

– هو اتقدملي قبل الخطوبة لكن انا قولت يسيبلي وقت افكر

ابتسم معتصم ساخرا بشدة ، كيف بعد أن المخاصمة التي فعلها غالب يعود مرة اخرى اليه يشبكان أيديهما معا ؟!!

– بعد شهور حنيتي عليه مش كدا

توسلته حرفيا وهي تنظر بعينيها تضعف صلابة والدها

– يا بابا بقي … خليني في مرة امشي على قرار عملته

زفر معتصم متنهدا بيأس شديد .. يبحث على أول مقعد يجلس عليه وهو يقول متمتما بنبرة خشنة

– بت انتي … انتي واختك عايزين تموتوني …. جواز منه لأ يعني لأ

اثنت شادية ساقيها وهي تضع كفيها علي ساقيه تهمس بنبرة مقنعة ، تخبره انها موافقة على تلك الزيجة

– بابا ممكن تفهمني بقي ليه الباشا ده ملازمني في كل مكان اروحه ها ؟ … وجيهان لأ

رمقها بنظرة ذات مغزى .. نظرة تعلمها شادية جعلت القوة في عينيها تنكسر وتنكس راسها وهو يغمغم

– اظن انك عارفة السبب

هزت رأسها وهي تلعن في سرها معاذ .. وسبب الخراب الذي جلبه لحياتها الهادئة لتمتم

– عشان خطوبة واتفركشت

قاطعها والدها يتمتم بحدة وتصحيح

– كان كتب كتاب و كنتوا هتعملوا فرح لكن في آخر لحظة اتلغي

هزت شادية راسها برفض … لماذا هي وليس شقيقتها ؟!! … هل كل امرأة تلغي زفافها قبيل فرحها يجب أن تتوارى خلف حائط منزلها ؟!! … لماذا يخشى والدها إذا ؟ … رغم علمها الاجابة وهي تجيب بندم … أنها ضعيفة أمام الرجال ، هذه حقيقة لا تنكرها .. نتيجة اعتزالها عن الجميع ومحاشتهم قبل أن تقرر أن تعمل وظيفة تتعامل بها مع الرجال في عملها ، خشي والدها أن تضعف مرة أخرى وأصر وقتها بتعيين رجل ذو ثقة يحميها من اي نظرات او تقارب غير برئ من رجال غير موثقين

رفعت رأسها لتنظر عينيها المليئة بالدموع لتهمس بتألم

– للدرجة دي يا بابا مش واثق فيا ؟

وضع معتصم يده على رأسها ليرد بهدوء

– انا مقولتش اني مش واثق فيكي … لكن خايف عليكي … والكلب ده مش عايز افتكره عشان متعصبش عليكي

ابتسمت شادية بنعومة .. وشروق شمسها جعلت شفتيه تبتسم دون وعي منه ، صغيرته تشبه حرارة الفلفل مغموس داخل عسل نحل .. تمتمت شادية وهي تقوم واقفة لتقول

– طيب ممكن تهدي واقيسلك الضغط وبعدين ابقي قول اللي انت عايزة

اقتربت تطبع قبله على جبهته .. وعيناها تطمئنه .. تخبره انها واثقة من ما هي مقدمة عليه ، مدت كفها نحوه لتهمس

– هات إيدك يا حبيبي

وضع يده على يدها ليستقيم متوجها نحو غرفته وهي تضم بجسدها في حضن والدها قائلة برقة

– انت عارف يا حبيبي انك نور عنيا .. وأنا عمري ما رفضت طلب انت طلبته مني .. بالعكس كنت بنفذه من غير ما اناقشك .. حتي معاذ لما اتقدملي انت وافقت عليه مرضتش اعترض واقول لأ .. ولما جيه حارس عشان يحميني زي ما انت بتقول

– حبيبي انت قولتلي ان الموضوع ده مجرد فترة مؤقتة لحد لما الاقي اللي عايزة اكمل معاه حياتي مش كدا ؟

فتحت باب غرفته وهي تجلسه على فراشه ، تجلب جهاز الضغط لتقيس ضغط دمه .. رقتها وحنانها يجعل معتصم تتراجع جيوشه عن الاقدام .. لكنه صاح بتبرم شديد

– وعشان انتي مش عايزة تقعدي معاه ترمي نفسك للنار

همست بهدوء شديد وهي تقول بهدوء شديد

– لؤي يا بابا كويس في شغله ومجتهد وطموح .. ملهوش علاقات باي ست بالعكس .. حتى كمان تقدر علاقتك مع غالب المالكي تتحسن .. ارجوك بقى

التوسل في صوتها يعذبه

هو لن يحبس ابنتيه داخل جدران منزله رغم انه احب عليه ، لكن مسير حياتهما سيكونا في منزل أزواجهما اللذين سيختارهما بنفسه ، نظر بطرف عينيه وهو تمارس دور الطبيبة عليه دون تذمر شديد وحينما انهت قال بنبرة ممتعضة

– متحاوليش يا بنتي

زفرت بيأس وهي تنظر الى الجهاز ثم اليه لتمتم بعبوس

– ضغطك عالي يا حبيبي ، انا مش عايزة منك غير موافقتك .. ده اول طلب اطلبه منك متكسفنيش

أكثر ما يكرهه هو الالحاح ، قال بعبوس شديد به تذمر

– خطوبة … وبس ، ولفترة طويلة ماشي … ولو عرفت ان وراه حاجه او نظرتك عنه طلعت غلط هتنفذي اللي هقولك عليه بدون كلمة

اقتربت تقبل وجنته وهي تهمس برقة وعيناها تلمعان باهتمام شديد

– حبيبي

قبلت وجنته الاخري لتلح على شفتي معتصم ابتسامة ماكرة … الماكرة تعرف كيف تربح في حربها .. مثل امها رحمها الله ، استمع الى صوتها المرح

– احلى بابا في الدنيا .. بالمناسبة دي خليه يجي اخر الاسبوع ونعمل الخطوبة

اتسعت عيناه بدهشة وهو لا يصدق .. خطبة آخر الأسبوع .. اي خطبة تلك بعد ثلاثة أيام ، تلك المجنونة صاح بدهشة

– خطوبة ؟!!!!

قالت بابتسامة ماكرة وهي تقول بهدوء

– بابا احنا هنقعد المدة اللي هتتفق عليها … حضرتك حددت مدة الخطوبة مش وقتها

شعر بالغيظ يكاد يأكله لكن ابتسامتها الدافئة وقبلتها على خده جعلته يتسم بالغضب البارد وهو يتوعد لها

– ماشي يا شادية.. ماشي … مبقاش انا معتصم لو منهتش الخطوبة دي

ألقت قبلة فى الهواء وهي تغلق الباب خلفها ومعتصم يتسم بالغيظ الشديد منها ، ليس ابن السويسري إن لم يعرف قرار هذا الغامض المدعو لؤي ، داخله يتنهد وهو يقول ألا يكفيها معاذ الذي قررت أن تكون هي الشاة المساقة للذبح ، لما تكرر ما فعلته بالماضي مرة اخرى .. يكاد يجن وهو يحاول ما يدور في عقل ابنته !!

…..

القت نظرة في الصالة لتجد ان لا اثر من وجوده .. تنفست الصعداء وهي عازمة للتوجه نحو غرفتها الا ان صوت اغلاق سيارتها اتوماتيكا جذبها ، توجهت خارج الفيلا وهي تلاحظه يحمل حقيبته وسترته يحملها على يده الاخرى ، أصدرت صوتا وهي تهمس بهدوء

– انا افتكرتك مشيت

لعب عاصي بمفاتيح سيارتها لثواني … حتى الان لا يود معرفة إجابة لما تتحاشاه ؟! .. لما تخشي منه ؟ وتخشى الاقتراب من أى رجل ؟! .. وكيف هي التي تخشى من الرجال تود تجربة خوض تجربة أخرى يبدو أنها كسابقتها ، رفع عيناه والغموض الذي اكتنفه جعلها تنظر اليه بعبوس شديد .. انفرجت ابتسامة لطيفة علي شفتيه وهو يتمتم بنبرة هادئة

– مبارك يا استاذة على الخطوبة

هل تلك اجابته ؟

لا صراخ كما كانت ستتوقع

او شجار كلاهما يحاول اثبات وجه نظرة

أو ضغينة يحملها

مجرد ابتسامة عادية ونبرة رخيمة يهنئها لخطبتها ، إذا ما يدور في عقلها هو محض خيال .. مجرد نسجته في عقلها ، مررت يدها على طول ذراعها تستجلب الدفء في جسدها لترد بنبرة فاترة

– الله يبارك فيك

هم ان يغادر لكنه عاد يقول بنبرة غامضة

– انتي متأكدة  انك فعلا عايزة العلاقة دي

لا تعلم خلف سؤاله ما يود الوصول اليه ، الا انها رفعت رأسها بشموخ لترد عليه بجمود

– مش قولتلك لو هدخل فى علاقة .. هدخل بعقلي

مال شفتي عاصي بابتسامة ساخرة ، الغبية تفضل ان تدفن رأسها في التراب كالنعام بدلا ان تستمتع بالحياة التي أمامها ، ما العيب ان عاشت علاقة حب قبل الزواج ؟!! .. ما الشيء تحديدا تخفيه تحت طبقتها السميكة الساخرة ، تمتم بنبرة محذرة

– متجيش تتندمي بعد كدا

توقع ان تصمت  ، إلا أنها ردت عليه بحدة

– مين قالك اني مندمتش قبل كدا ، بس انا عايزة استمر فى علاقة هادية

لطالما هو يكره زيجة المصلحة ، دائما يكون في طرفهما شخص واقع في حب شخص يائس من الوصول والظفر إليه ، لأنها الطرف الجامد .. صاحبة المشاعر الفاترة ..فالطرف الآخر هو الذي يجب أن تقلق منه ، تمتم بنبرة غامضة

– لو في قلبه ست غيرك ؟

اتسعت عيناها للحظة ، غموض لؤي فعلا قاتم .. لا تعلم اي شيء عنه كـ وسيم ووجد ، الا ان من فترة كان لؤي خرج عن جناح عائلته .. لا تعلم أكانت تلك شائعة أم حقيقة لكن بعد فترة نكر غالب تلك الاشاعة ولؤي معه في المؤتمر الصحافي ، لا تعلم لما طفقت الذكري تغزو عقلها في الوقت الحالي ؟!!

هل هذا جرس الإنذار ؟

رفعت عيناها تنظر الي عينيه لتهمس بنبرة صلبة

– عاصي

وجه عاصي اهتمامه نحوها ، لتهمس شادية بحدة

– انا مش عايزة حب ولا عايزة حد يحبني ، الحب حاجه بتوتر اعصابي وانا عايزة اكون هادية مع اللى هيكون معايا ،  وبعدين لو بيعاملني كويس ده اللي عايزاه

تمتم عاصي ببرودة أعصاب تستفزها

– مختلفين انا وانتي في النقطة دي

قاطعته بوقاحة شديدة

– احنا عمرنا ما اتفقنا على حاجه

ليرمقها بغموض قائلا

– وأنا عمري ما هغصب حد على حاجه هو مش متقبلها

مررت شادية علي خصلة من شعرها انفلتت عن شقيقاتها لترد

– قولتلك مختلفين ، اعتقد ان فى الفترات الجاية مش هنشوف بعض كتير

رمي مفتاح سيارتها بعدم اكتراث ليقول عاصي بجمود

– لو مهمتي خلصت هنا .. لسه في شغل تاني في مكان تاني

التقطت مفتاح سيارتها بيدها ، وحمدت ربها ان رسالتها وصلت اخيرا له .. تمتمت بحنق

– اتمنى في يوم انك تلاقي اللي بتدور عليها

رفع رأسه وهو يقول بنبرة عابثة … واثقة للغاية

– هلاقيها

رفعت رأسها بسخرية .. وداخلها يعلم انها طوت صفحة عاصي نهائيا ، عيناه لا يوجد بهما شيئا يجعلها تخشي منه كما خيل لها عقلها ، تنهدت بارتياح شديد حينما توصلت لتلك النقطة اوقفته وهي تقول بنبرة مرتفعة

– العمر مش هيتسرقش منك ، ريح نفسك شوية من الشغل .. العالم مش هيجراله حاجه لو اخدت استراحة

دار عاصي على عقبيه وهو يقول بنبرة ساخرة

– طلعتي جبانة

ما زال بنفس وقاحته .. لن يتغير ، هزت رأسها يائسة لترفع وجهها وهي تقول بنبرة حادة

– افندم

قال بصراحة شديدة

– بدل ما تتعاملي مع الموضوع وتواجهيه بتختاري اسهل حل وتهربي منه

المثير للغيظ كيف هذا الرجل قادر على قراءتها ، يعلم خفاياها بطريقة مزعجة ، تمتمت بيأس شديد

– عاصي انا تعبانة ومش قادرة اتخانق معاك

قال بنبرة ساخرة ليضع المزيد من الزيت فى الحطب

– انا عايزك تردي عادي .. قولتلك تتعصبي مثلا ؟

همت بالرد الا ان صوت جيهان المبتهج قالت بهدوء شديد

– مساء الخير عليكم

ضيقت شادية عيناها نحو تنورتها القصيرة بامتعاض لترفع عينيها وهي ترى سيارة وسيم القابعة أمام بوابة منزلهما ، عادت بعينيها نحو جيهان التي تنظر نحو عاصي بنظرات مريبة بعض الشيء ، قال عاصي برسمية شديدة

– مساء الخير يا استاذة ، اعتقد مفيش شغل بعد الوقت ده .. عن اذنكم

استدار عاصي راحلا لتشيعه جيهان بعينيها وهي تتنهد بحرارة

– يختي ايه الحلاوة دي وهو بيقول كلمة استاذة ، انا عمري ما سمعت الكلمة دي الا من افلام الابيض واسود

كانت جيهان تعقد مقارنة بينهما ، حتما ترغب برجل مثل عاصي ان كان وسيم غير متاح منذ الان ، انتبهت على صوت شادية الحازم

– عايزاكي تجهزي اخر الاسبوع ورايا خطوبة

هزت جيهان راسها رافضة للعمل معها مرة اخري

– لا زباين بتوعك احرميني منهم

قاطعتها شادية تقول ببرود شديد

– خطوبتي يا هانم

اتسعت عينا جيهان بدهشة وهي ترمقها وترمق الحارس الخاص بها ، ما الذي فاتها ؟؟ .. تمتمت بنبرة هادرة

– ايه ؟ امتي الكلام ده حصل

صاحت شادية بجفاء شديد وهي تشيح يدها بحركة انها ترغب بالسلام الهادئ

– والاسبوع الجاي حضري شنطك قررت اتعطف عليكي عشان هتسافري معايا سياحة

منعتها جيهان من الدخول للمنزل لتقول جيهان وهي تضع يدها على جبين شادية

– شادية حبيبتي انتي سخنة

أزاحت شادية جسد جيهان بعيدة عنها لتهمس بإرهاق

– هقولك باقي التفاصيل بعدين .. انا طالعه انام ، بكرا هنروح لفريال عشان نزار هيتقدم لرهف

وقفت جيهان بمفردها وهي لا تصدق ، هل الجميع ستزوجون وستبقى عازبة حتى يحن والدها ؟!! ، هزت رأسها وهي تقول بحنق لتدخل الى منزل غالقة الباب بحدة

– هو موسم التزاوج امتي بدأ ؟ .. طب وانا فين من كل ده

********

يسحب أنفاس عميقة لتتشعب داخل رئتيه .. ينشد سلام داخلي وابتسامته تتسع بمكر شديد .. المغفلة تعتقد صمت استسلام .. لكن صمته منبئا بعاصفة ..

تريد الحرية .. والتحرر من القيود

سيتماشي معها بذلك ، سيجعلها تعتقد أنها حرة لكن لمسافة محددة لن تقدر على تعدي خطوط أخرى في قوانيه لتنتهكها

مملكته هي أرض معركته

كلمته هي القانون الوحيد للعبته

والخصم هو شخص ضعيف ، لن يقدر على مجابهته لفترة طويلة … فى فترة سيستلم !!

غامت عيناه الذهبيتين بعبث شديد ، لفترة لم يقترب من إمرأة .. الا يحق له لفترة أن يتمتع بانوثتها وتستمع بعينيه الراغبتين ورغبة جسده الفاضحة … ما يميز فرح عن غيرها .. يوجد داخل ذراعيها مخدر يفقد بها جميع حواسه الا ان انوثتها يكاد يلتقطها ولو من مسافة بعيدة ..

ما يسكن داخل عينيها ليس خنوع

بل قوة .. قوة تشكلت بعد خذلان

دمار

الآلام ومعاناة

طالما هو على اقتناع أن امرأته لن تكون إمرأة عادية ، لكن سيري متى صبرها ؟! …. ليسلم لها ما تبتغيه

انتبه على صوت اسرار المتذمر وهي تتناول الذرة المشوية بنهم شديد جعل حاجبيه ترتفع للحظة  ، غمغم بحدة شديدة

– حضرتك لحد امتي هتفضلي تاكلي

زفرت اسرار بحدة شديدة وتذمر شديد أنهت خاصتها لكن ما بيد نضال ما زالت كما هي ، رفعت عينيها نحوه بتوسل شديد جعل نضال يغلق جفنيه غير متصورا ما تفعله تلك المرأة ، مد خاصته لتأخذها بحدة وهي تشمها بتلذذ قبل أن تنقض عليها بوحشية ، صاحت بحدة طفيفة

– الله يا نضال … انت بتبص على اللي باكله

انفرجت عن شفتيه ناعمة وهو يراقب ابنة عمه كيف تحولت لنسخة مفعمة بالحياة والانطلاق عكس حياتها السابقة ، هل تأثير الحب مدمرا ومغير لتلك الدرجة ؟!

غمغم بمشاكسة لطيفة قلما تظهر معها

– يا ستي بالهنا والشفا لكن خايف ليطلعك كرش

كشرت عن ابتسامتها لتلوي شفتيها قائلة بحنق

– تعرف انك ظريف خالص

جالسة بجواره على سيارته تحرك ساقيها بحرية شديدة ، نظرت نحو حذائها الرياضي بعبوس شديد .. رغم ان الاحذية مريحة إلا أنها تحب الاحذية ذات الكعب المرتفعة ، تعلم انزعاج سراج من تلك الاحذية لكن اليوم لا تعلم لما قررت أن ترتدي حذاء مريح !! ، التفت نضال يمينا ويسارا لتنتبه أسرار لحركته وهي ترمقه بتعجب .. ابتسم نضال بسخرية وقال

– البيه بتاعك عارف انك معايا

هزت رأسها وهي تمتم باريحية

– عارف ، سراج ده بلاقيه في كل تفصيلة في حياتي … اهتمام من حد مش مجرد السؤال عنه او بيعمل الواجب ده حاجه بتمس قلبك

ضيق نضال عينيه … هل تلك هرمونات انثوية تريده أن يتأثر بها … غمغم بنبرة غامضة

– أسرار

ردت عليه بهدوء شديد وهي تتناول الذرة بتلذذ شديد ، تستمع بالنسيم العليل الذى يلفح وجهها في الصباح الباكر

– نعم

تساءل بتشكك

– انتي حامل ؟

توقفت يدها وهي ترفع عيناها تنظر لعينيه وداخلها امنية … تريد تحقيقها ، غص حلقها وهي تعود لبسمتها الهادئة لتمتم بهدوء

– مش عارفة …ومش عايزة اي امل منك ومعيطش طول الليل ، سراج بيرجع الشغل تعبان ومش عايزة اتعبه اكتر

انفجر نضال ضاحكا وعلي شفتيه ابتسامة ماكرة ، ليقترب منها هامسا بمكر

– يا سيدي … تعالي يا باشا شوف مراتك

لكزته بمرفقها وهي تلزمه أن يلزم حديثه  وهي تزجره بعينيها الدافئتين رغم زرقتهما ، غامت تلك العينين فى دفء غريب لتهمس

– سراج حياتي يا نضال … امل كنت فقدته لكن رجعلي ، سراج هو عوضي عن الحياة اللي عشتها قبل كدا

اختفت من على وجهه ملامح التسلية ليشيح بعينيه بعيدا عنها ، ينظر نحو النيل بشرود … يفكر فى فرح لمرة ثانية

رغم ان هناك بعض الندم الغريب يشعره حينما صفعها … لكنها استفزته ، بل استغفلته

كيف تعمل عمل هو اشد العالمين أنه ليس مناسب لها … هل القطة متعجلة للخروج من منزله لتلك الدرجة ؟! … شعر بيد اسرار تضغط على ساعده ليلتفت اليها وهي تهمس برقة

– نضال

تنهد زافرا بحرارة وهو يهمس

– نعم

مررت يدها على خصلات شعره .. وبعينها تراه طفل التسع اعوام رغم أنه أصبح يفوقها بنية جسدية ، إلا أنه مهما كبر يظل اخيها الصغير المتذمر ، تمتمت هامسة

– امتي هتبطل تخبي ؟ .. امتي هتسمح انك تقرب اللي بيهتموا بيك

حنين طفق في عينيه وهو يتذكر فى الماضي حينما كانت تاتي الى غرفته مختلسة بعيدا عن زوجة ابيه ، كانت بطريقتها تساعده على النوم وهو في غرفة موحشة ، يخشى النوم فيها … يحمد ربه ان زوجة أبيه لم تعذبه لدرجة أن ترميه فى قبو ..الغرفة كانت رغم دفئها إلا أن يستشعر برودة جدرانها … يخشى أن يصيبه مرض والجميع منزوي عنه ، لكن وجودها كما الآن .. يهدأ من روعه

تمتم بنبرة شاردة وهو ينظر الي المراكب التي كما لو أنها تسير على الماء بيسر

– فرح … انا مبقتش عارف اذا انا كنت فعلا عايزها ولا لأ .. مش عايز أذيها يا اسرار اكتر من كده وفي نفس الوقت مش عايزها لغيري

تفهمته أسرار وهي تهمس بجدية

– فرح نصيبها مش زي اسمها يا نضال ، انتوا الاتنين اتخذلتوا من اقرب الناس ليكوا … لكن هي عندها امل لسه جواها ان ربنا هيعوضها

امل ؟!! .. غمغم ساخرا بحدة وعيناه تقابل عينيها

– بس انا فقدت الامل

هزت اسرار راسها بصلابة شديدة وصاحت بجدية

– لا يا نضال ..انت يئست بس لكن مفقدتش الامل ، انت برضو فضلت تهتم بينا من ورا رغم بعدهم عنك ، وهي بتعمل معاك كده لكن انت بتأذيها اكتر ما هما اذوك

امسك كفها التي تمرر علي خصلات شعره ليميل مقبلا كفها بامتنان شديد ، ابتسمت اسرار باسي .. كم تتمنى لو ترى فرح وجه نضال الاخر .. لكنها الآن عاقدة هدنة حتى تهدأ ووقتها ستقوم بكل طريقة لجعل ذلك الساخر يعترف لنفسه اولا بحاجته لها بل بحبه لها ووقتها سيتغير كل شئ بدل إنكاره ، استمعت إلى نبرته الخشنة

– هي فكرت اني عشان بستريح اني ضعفت .. واني هسيبها تتحرك براحتها بدون اذن مني

غمغمت بلا مبالاة

– نضال … سيبها تجرب طريقها

اتسعت عينا نضال وهو يصيح بحدة

– فرح ضعيفة

هزت رأسها نافية لتمتم

– قوية … اللي تستحملك بكل كلكعتك دي يبقي بتحبك ، انا شايفة انك مايل ليها

حب ؟!!

كرر تلك الكلمة عدة مرات في سره .. كيف تحبه بعد ما حدث ؟ ، رفع عينيه الزائغتين ليتمتم

– حبت فيا ايه لكل دا ؟

هبطت عيناها نحو اعادة تكرار التصوير من خلال الشاشة لترمش باهدابها عدة مرات وهي تري تحسن طفيف نتيجة مساعدة جيهان ، انتبهت على صوته

– الاسبوع الجاي هنبدا التصوير ، عايزك تكوني طبيعية اكتر .. عنيكي على الكاميرا متخافيش منها بعد كدا

اومأت رأسها بتفهم وهي تتقبل نصيحته

– ههحاول

لم يعجبه كلمة المحاولة منها ليقول بصرامة شديدة

– دربي نفسك اكتر .. مش عايز اي غلطة

رفعت عيناها وهي تذبحه بعينيها القاتلتين ببراءتهما وهي تقول

– حاضر يا مستر ناجي

اومأ برأسه ليقول وهو يشير بيده خارج الغرفة

– اتفضلي

استأذنت مغادرة ثم اخذت حقيبتها وهي تتجه لغرفة تبديل ملابسها ، انتبهت على صوت رنين هاتفها التقطته وهي تدلف الي الاستراحة النسائية تفتح صنبور المياة لتقول بتعجل

– الو .. خلاص انا خلصت هغير هدومي وهنزلك

وضعت هاتفها جانبا وهي تمسح مساحيق التجميل من وجهها ، تنهدت بحرارة وهي ترفع بوجهها نحو المراة .. تسألها

هل طريقها الذى سلكته صحيح أم خاطئ ؟!

واذا كان خاطئ .. متي سيدق جرس الانذار في اذنيها

وان سمعت هل ستلبي النداء ام ستجبن ؟

رمت المحارم في القمامة وهي تتجه الي غرفة تبديل الملابس ، تحاول فى الوقت الذى تقضيه في العمل العدم التفكير بنضال … أو مارية التي تهاتفها مرارا وامتنعت عن الاجابة عنها ، هي تعبت من دورجليسة الاطفال . اذا رغبت والدتها بالاطمئنان عليها فلتأتي لطفلتها !!

خرجت من المبني وهي تلمح سيارة جيهان لتهبط السلالم وهي تطرق بيدها على زجاج سيارتها ، رمقتها جيهان بنظرات قاتلة وهي تترجل من سيارتها قائلة

– كل ده يا هانم ، ايه فاكرة اني السواق بتاعك

مالت فرح برأسها يمينا ويسارا وهي تقول بهدوء

– ابدا يدوب لبست ونزلتلك

فتحت فرح باب السيارة الخلفي لترمي حقيبتها وما ان اغلقته تفاجأت بصوت جيجي المرتفع

– نوجااااا

كان ناجي في طريقه نحو سيارته القابعة في الجهة الاخري ، لكن استماعه لذلك الاسم جعله يغير اتجاه طريقه وهو يتقدم منها صائحا بصرامة شديدة

– اخرسي يا جيهاااان

رفعت جيهان حاجبيها بمكر شديد وقالت وهي تلكزه من ذراعه

– حبيبي انت والله ربنا يعلم انا بعتبرك ازاي روحي

تنهد ناجي يائسا من جنونها النهائي ليتمتم بحدة طفيفة

– بطلي جنان يا مجنونة ، انا ورايا شغل

عبست جيهان بملامح طفولية لتمتم

– نوجا

رمقها ناجي بنظرة قاتلة .. لو كانت النظرات تقتل لقتلتها فى موضعها ، تمتمت جيهان بمرح شديد

– ما تشغلني خفيف معاك كدا

اتسعت عيناه والرفض جلي فى وجهه ليقول بنبرة قاطعة

– تاني ، مش كفاية وسيم ومعتصم باشا اللي خلوني اقطع ورق العقد غصب

تجهمت ملامح وجه جيهان من تذكرها للمدعو وسيم ، رغم قرارها النهائي بعدم الخوض خلفه مرة اخري ، رفع ناجي عينيه نحو فرح الصامتة تتابع حديثهما بهدوء شديد ، غمغم اسمها بنبرة غير معتادة على سماعها .. كأنه يتذوق كل حرف من اسمها

– فرح

رفعت عيناها اليه بوداعة شديدة استجابة لندائه لتقول

– نعم

خلع نظارته القاتمة ليعلقها على جيب سترته الداخلي ، التفت اليها يحاول الولوج الى داخلها

إما هي شفافة لدرجة الصراحة

أو غامضة لدرجة قادر على معرفتها ، غمغم بهدوء

– لتاني مرة بسألك … ليه قررتي تشتغلي

تسارعت انفاسها اللاهثة بعنف ، جزت على اسنانها بحدة وهي تمتم

– لاني عايزة اعمل حاجه لنفسي

قال بنبرة هادئة وهو يمتص الثورة المندلعة

– مش عايز اقولك اختارتي سكة غلط .. لكن الحياة هنا مختلفة ، انتى في بداية الطريق ولما تتعمقي اكتر ممكن ..

عقدت ساعديها على صدرها وهي تراقب نظرات جيهان المتسلية بينهما

– انا وافقت واعتقد محدش غصبني

ابتسامة خفيفة زينت ثغره ليقول بنبرة آمرة

– اهدي

هل يأمرها ؟!! … اتسعت عيناها للعبث المتألق في حدقتيه الا انها اشاحت بوجهها عنه لتمتم بحدة طفيفة

– هديت

سألها بشك ومراوغة لم تحبذها

– متأكدة ؟

وجههت بعينيها نحوه وهي تمتم ببرود

– عندك شك

مال ناجي مقتربا من عينيها التي تطالعه بثبات شديد ، رغم رعشة اهدابها بين كل فترة وفترة جعله يعلم … انها طبقتها قشة للغاية .. ستنكسر بسهولة ، اجلت جيهان صوتا وهي تمتم

– احم احم نحن هنا

مد يده نحوها بغية المصافحة ليقول

– عايزك تفكري تاني

وضعت يدها فى يديه لتمتم بثقة شديدة

– متقلقش يا مستر ناجي

كادت تفلت يدها الا ان ضغطة خفيفة من يده جعلت جسدها يتجمد وعيناها تتسعان بتوجس الي عينيه العابثتين ، حاولت ان تفلت يدها بدون حرج الا انه كان يبدو ملح على عكسها

صرخة هادرة باسمها جعلت عيناها تتسعان بجحوظ ليسكن القلق فى اوداجها

– فرااااااااح

ها قد جاءت العاصفة المدمرة !!

يتبع..

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية أترصد عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *