روايات

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث 3 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب الفصل الثالث 3 بقلم ندى محمود توفيق

رواية امرأة العقاب البارت الثالث

رواية امرأة العقاب الجزء الثالث

رواية امرأة العُقاب الحلقة الثالثة

انتفضت واقفة بفزع على أثر صوته من خلفها .. انزلت الهاتف فورًا من على أذنها والتفتت له بجسدها تهمس بنظرات مرتبكة جاهدت في إظهارها طبيعية :
_ نعم ياحبيبي
عدنان بصوت رجولي حازم :
_ بتكلمي مين ؟
نظرت إلى الهاتف وفورًا قذفت كذبة في عقلها فعادت بالهاتف بأذنها مرة أخرى وهي تقول بابتسامة صفراء :
_ طيب سلام دلوقتي يا لميا هبقى اكلمك بعدين ياحبيبتي
وسرعان ما أنهت الاتصال بعد جملتها لتتطلع في وجهه الذي يعطي علامات استفهام فقالت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه هاتفة بغنج :
_ دي لميا كان عندها شوية مشاكل واتصلت بيا تحكيلي وتفضفص معايا شوية ، هو بقى ممنوع اكلم صحابي ولا إيه ياعدنان بيه !!
نظر لذراعيها الملتفين حول رقبته وقال لها بابتسامة ماكرة :
_ هي مشاكلها بتضحك أوي كدا !
انطلقت منها ضحكة أنثوية متأججة لتجيبه بمشاكسة :
_ لا انا اللي كنت بفرفشها شوية عشان أخرجها من المود
انكمشت معالم وجهه بعد ضحكتها العالية ودار بنظره في الأرجاء من حولهم ثم قال بحزم :
_ ميت مرة أقولك متضحكيش بالشكل ده واحنا مش في اوضتنا !
كتمت فمها بكفها وظهرت علامات الدهشة على وجهها ثم همسات بدلال وهي تقترب لتطبع قبلة رقيقة على وجنته :
_ أسفة ياحبيبي مخدتش بالي
 لمعت عيناه بوميض خبيث .. ومال برأسه عليها يهتف في نظرات راغبة :
_ بتاكلي بعقلي حلاوة بالبوسة الناشفة دي يعني
رجعت برأسها للخلف وهي تبتسم بجراءة لكنها لمحت أسمهان التي تقف في مكتبه أمام النافذة وتتابعهم ، فعادت بنظرها له وهمست بضحكة خفيفة :
_ أسمهان هانم بتراقبنا في صمت شكلها
التفت برأسه للخلف ناحية مكتبه ليرسل لأمه ابتسامة صفراء لترد عليه بضحكة بسيطة ، ثم يعود بنظره لزوجته من جديد ويقول وهو يلف ذراعه حول كتفيها :
_ امممم انا بقول نطلع أوضتنا ونكمل كلامنا على رواق فوق براحتنا أفضل
ثم انحنى وخطف قبلة سريعة من جانب ثغرها فضحكت هي وسارت معه للداخل ثم لأعلى نحو غرفتهم بالطابق العلوي من المنزل .
                                    ***
مائدة صغيرة متوسطة في منتصف الحديقة ، وتقف هي أمامها تنظمها بشكل راقي وجميل وابنتها تدخل للداخل ركضًا ثم تخرج وهي تحمل الصحون واللمسات الصغيرة التي ستزين بها والدتها المائدة .
فقد أعدوا مفاجأة صغيرة ولطيفة لحاتم بمناسبة يوم ميلاده ، وكانت ” هنا ” أكثر من مرحبة بالفكرة وتحمست لها كثيرًا وظلت تجهز كل شيء مع والدتها من بداية اليوم حتى أنها قامت بشراء هدية لطيفة مثلها بمساعدة جلنار بالطبع .
لم تنسى جلنار معروفه حين طلبت مساعدته ولم يتأخر عنها ، ساعدها في السفر والقدوم لأمريكا ومن ثم اسكنها بمنزله القديم وعرض عليها العمل معه بشركته الصغيرة ، كان خير صديق في لحظات احتياجها للمساعدة ، وخلال الشهرين الماضيين تعمقت صداقتهم أكثر وأصبحت تراه ربما أكثر من مجرد صديق بل أخًا لها أيضًا ، ولا يزال حتى الآن يثبت لها أنها لم تخطئ حين لجأت له للمساعدة .
ركضت ” هنا ” نحو والدتها وهي تهتف بحماس طفولي جميل :
_ ماما عمو عاتم جه
انحنت جلنار عليها وهتفت بحماس مماثل لها :
_ طيب انا هدخل جوا وزي ما اتفقنا هاا
هزت رأسها بالإيجاب وغمزت لأمها بخبث فضحكت جلنار وطبعت قبلة سريعة على شعرها ثم ذهبت لداخل المنزل مسرعة قبل أن يدخل ويراها .
لحظات قصيرة وظهر حاتم من بوابة المنزل وهو يسير للداخل فركضت ” هنا ” نحو وهي تصيح بسعادة :
_ عااااتم
توقف على أثر صوتها الصغير والتفت بجسده ناحيتها وفورًا انفجر بالضحك وهو يراها تركض نحوه وتهتف باسمه بطريقتها العجيبة ، انحنى وحملها على ذراعيه بمجرد وصولها إليه ولثم وجنتها هاتفًا بمداعبة :
_ يعني بتنهديني حاف من غير اي حاجة وكمان بتقولي اسمي غلط .. ارحميني يا هنا
أظهرت عن سخطها اللطيف وهي تقول بقرف  :
_ إنت اسمك وحش .. أنا اسمي جميييل
قهقه عاليًا وهتف بتقبل اهانتها الصريحة لاسمه :
_ أنا اسمي وحش !! .. طيب ياستي شكرًا على ذوقك
لفت نظره الطاولة الصغيرة والمزينة وفوقها صحون مسطحة مزخرفة على الحافة بأشكال جميلة ومنظمة بطريقة فخمة ، وكاد أن يتكلم يكمل حديثه المرح مع الصغيرة ويسألها عن سبب تزين الحديقة والطاولة ، لكن خروج جلنار من المنزل وهي تحمل فوق يديها كعكة عيد الميلاد ذهب بكل كلمة كان سيتفوه بها ، جمالها سرق عقله بنظرة واحدة .. ترتدي فستان ضيق من اللون الأسود يصل إلى أسفل ركبتيها وبأكمام طويلة ، وحذاء من اللون الأبيض بكعب عالي يعطيها لمسة أنوثية صارخة ، وشعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها بحرية دون أي مجهود منها لتجمله بالتسريحات العصرية ، وتضع القليل من مساحيق الجمال التي لا تحتاجها أساسًا ! .. كانت تمامًا ككتلة من الإثارة تسير على الأرض باتجاهه .
ازدرد ريقه بتوتر يحاول التحكم في ذاته ، ثم انزل ” هنا ” من على ذراعيه لتبدأ في الهتاف كما تقول والدتها لكن بطريقتها الطفولية والخاطئة كالعادة لنطق الكلمات بالأخص أنها إنجليزية ! :
_ Happy birthday to you
وقفت أمامه وقالت برقة جذابة :
_ كل سنة وإنت طيب ياحاتم
أجابها بنظرات تحمل معانى جمة :
_ وإنتي طيبة .. إيه المفاجأة الحلوة دي بس
_ دي أقل حاجة .. كفاية وقفتك جمبي أنا وبنتي
أمسكت ” هنا ” ببنطاله وهي تشده برفق حتى ينتبه لها وتقول بتشويق :
_ عاتم .. عاتم تعالى شوف الهدية
تغاضي عن اسمه ونظر لها مبتسمًا ثم نقل نظره لجلنار بنظرات مستفهمه ، كان كالذي يقف مسلوب الوعي ، بجد صعوبة في إدراك كل كلمة توجه إليه .. والفضل يرجع لتلك الأنثى الفاتنة التي تقف أمامه ! .
هتفت جلنار بصوتها الانوثي :
_ جايبالك هدية ياسيدي ، وفرحانة بيها أوي من الصبح وقاعدة على نار مستنياك عشان تدهالك
قهقه ببساطة ثم حملها على ذراعيه مرة ويقول بعذوبة وحنو بعد أن طبع قبلات صغيرة على وجنتيها :
_ ده هتبقى أحلى هدية جاتلي في حياتي
ركضت ” هنا ” إلى داخل المنزل ثم بعد دقائق عادت ركضًا وهي تحمل في يد هديتها وبالأخرى هدية والدتها ، مدتهم لحاتم وهي تقول بإشراقة وجه رائعة :
_ دي تاعتي ( بتاعتي ) .. ودي تاعت ماما
التقطهم من بين يديها ثم بدأ بفتح خاصتها أولًا ، وكانت ربطة عنق من اللون الفصي المنقط بالاسود .. انبهر بها وأعجبته بشدة …
اتجه للعلبة الثانية الخاصة بجلنار وقام بفتحها ، فوجد بداخلها إحدى الكتب الخاصة بالادب الانجليزي وللكاتب المفضل له ، لاحت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يمسك بالكتاب بين يديه ويحدق في اسمه ، حتى سمعها تقول باستحياء يليق بها :
_ مكنتش عارفة اجبلك ايه الصراحة وكنت محتارة جدًا ، فلما افتكرت إنك من محبي القراءة وخصوصًا في الأدب الإنجليزي جبت ده .. يارب يعجبك
رقمها بأعين لامعة بوميض غريب لم تراه في عيناه من قبل ، ثم مد كفه ليضعه فوق كفها متمتمًا بعاطفة :
_ كفاية إن إنتي اللي جيباه ياجلنار .. اكيد عجبني هو والمفاجأة اللي مكنتش متوقعها دي الصراحة
 ارتبكت من لمسته ليدها فبادلته ابتسامة مضطربة وسحبت يدها ببطء من أسفل يده ، ثم بدأوا جلستهم المرحة كالعادة وهم يتبادلون الأحاديث بينهم والصغيرة لا تتوقف بالطبع عن الكلام واللهو والمزاح معهم .
لم ينتبهوا للأعين التي تراقبهم من بعيد وتلتقط الصور لهم في كل وضعية تلقائية ليست مناسبة تحدث بينهم .
                                  ***
داخل غرفة عدنان وفريدة ….
ساكنة تمامًا بين ذراعيه ، وهو يعبث بأنامله في خصلات شعرها برقة وعيناه معلقة على السقف يفكر بأكثر من شيء أولهم ابنته ، ولم يكن وضعها هي أفضل منه حيث تعصف بذهنها ذكرى اليوم التي أخبرته بأنها لن تتمكن من إنجاب الأطفال له ، ورغم اختلاف أشكال العلاج التي تلقتها حتى تتمكن من الإنجاب لكن كانت النتائج سلبية بكل مرة .. بالتأكيد أنها ودت لو أنجبت طفل حتى يحمل اسم إمبراطورية الشافعي الكبيرة ، وتصبح هي الآمرة والناهية في كل شيء حتى من تتمكن كسر أنف تلك المتعجرفة ” أسمهان ” ، فلو أنجبت ولي العهد المنتظر لكانت الآن ستكون السلطانة الكبيرة لقصر الشافعي .. ولكن ظهرت تلك المعضلة دون أي حسبان ، وسرقت منها عرشها .. لتتربع هي فوقه بمجرد انجابها لطفلة تافهة ، وهي الآن تفكر بالحال الذي سيؤول إليه وضعها إذا أنجبت له ولي العهد ! .. لكنها لن تسمح بهذا حتى لو اضطرت للتخلص نهائيًا منها .
… قبل خمس سنوات …
شعرت بلمسته الدافئة على شعرها ثم جلس بجوارها وهي توليه ظهرها ويهمس في حب :
_ مالك ياحبيبتي ؟
بكت ولم يكن بكاءًا مزيفًا ، بل ربما لأول مرة تبكي من أعماقها .. لكن السؤال هنا ما السبب الخفي وراء بكائها ؟! .
ضيق عيناه بدهشة عند سماعه بكائها وأدارها ناحيته فورًا ، ثم قال باهتمام :
_ بتعيطي ليه يافريدة !
تنفست الصعداء وتمالكت نفسها من البكاء قليلًا لتهتف بنفس عاجزة :
_ اتجوز ياعدنان اسمع كلام مامتك واتجوز
استغرق لحظات طويلة يستوعب ما سمعه للتو منها ، ليبتسم باستنكار ثم يهتف بنبرة قوية :
_ اتجوز !!!!
_ أيوة وأنا بنفسي بقولك اتجوز .. ده حقك طالما أنا مش هقدر اجبلك الطفل اللي نفسك فيه و….
لم يدعها تستكمل ثرثرتها ، فكلما تطرح عليه أمه تلك الفكرة يستشيط غضبًا .. والآن تلك الحمقاء تطلبها بذاتها ، رغم معرفتها أن الأمر بات طبيعيًا بالنسبة له ولم يعد يهتم به كثيرًا .
صاح بها بعصبية :
_ أنا عندي استعداد إننا نصبر لعشر سنين قدام كمان لغاية ما ربنا يكرمنا بالطفل اللي بنتمناه ، لكن إنتي معنكديش أمل يافريدة وبتدوري على الحل الأسهل ، واللي أنا لا يمكن اوافق بيه
أطرقت رأسها أرضًا وأغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وقوتها الهشة لتستكمل ذلك الحديث ، فلولا ” أسمهان ” التي أجبرتها وهددتها لما كانت الآن تجلس أمامه وتحاول أقناعه بالزواج من أخرى ! .
تمتمت بصوت مبحوح وهي تمسك بيديه :
_ احنا لينا سنين بنحاول ومفيش فايدة ، ومتحاولش تقولي إن موضوع الأطفال مش فارق معاك ، أنا عارفة وحاسة إزاي أنت نفسك في طفل يشيل اسمك .. وأنا مش هقبل إنك تتحرم من الاحساس ده بسببي ، أرجوك وافق ياحبيبي
اشتدت حدة ملامحه الرجولية ، وقرر عدم المجادلة معها بأمر مفروغ منه بالنسبة له .. حيث هب واقفًا وانحنى على شعرها يطبع قبلة كانت قوية بقدر رقتها وحملها لمشاعر العشق الذي يكنه لها في قلبه .. وخرج صوته حازم لا يقبل النقاش أكثر من ذلك :
_ نامي ياحبيبتي وارتاحي .. والموضوع ده متفتحهوش معايا تاني وطلعيه من دماغك
ثم انتصب في وقفته واستدار وغادر الغرفة ليتركها تتخبط قهرًا وغيظًا ، تتوعد لتلك الشيطانة ” أسمهان ” المتسببة بكل شيء وبالوضع الذي هي فيه الآن !! .
…عودة للوقت الحاضر …
استفاقت من ذكرياتها وقد احتدم وجهها بنيران الحقد والغل .. الآن هي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة الحمقاء وقليلة الخبرة ، بل أصبحت أكثر شراسة وشرًا .. لم تعد تهتم بأي شخص سوى هدفها ، وستبدأ أول شيء بالزهرة الضعيفة ” جلنار ” ومن ثم ستتفرغ للأفعى الكبرى ” أسمهان ” .
                                  ***
في صباح اليوم التالي بإحدى المناطق العشوائية بالقاهرة ….
يسير طفل في العاشرة من عمره يحمل أكياس بها أصناف مختلفة من الخضار ومستلزمات المنزل ، وكل خطوتين ينزل الاكياس على الأرض حتى يريح عضلات ذراعيه من ثقلها  ، وإذا به فجأة يشعر بكف ينزل على عنقه من الخلف فينتفض واقفًا ثم يلتفت لها ويقول بغضب :
_ متضربيش مش كفاية شايلك الأكياس بتاعتك
جذبته من ملابسه وانحنت عليه تهتف بنظرة خبيثة وابتسامة عريضة :
_ هتشيل وأنت ساكت ولا افضحك واروح اقول لعمي مدحت أن أنت اللي سرقت كيس السكر
زفر بغضب وقال مغلوبًا على أمره وهو ينحنى ليحمل الأكياس مرة أخرى :
_ هشيل بس متضربيش
ضحكت وقالت بمرح :
_ أنا برضوا بقول هو مفيش غير الواد ميدو في الحارة دي كلها حبيبي ، يعني قولي كدا أنا من غيرك كنت هلاقي مين يشلي الطلبات
صاح بعصبية وهو يشير بعيناه على قرنائه اللذين يلهون ويلعبون من حولهم :
_ ماهو العيال كتير ولا هو مفيش غيري
ضربت على رأسه بخفة وهي تهتف مستكملة مزاحها :
_ يالا ياعبيط .. دول أطفال أبرياء لكن أنت مش طفل ، ومتكترش في الكلام معايا احسن الف وارجع لعمي مدحت
_ خــلاص ياعم
وصلت أمام باب بنايتها الصغيرة المكونة من طابقين .. تسكن هي وجدتها العاجزة بالطابق الثاني وجارتها الست ” سميحة ” بالطابق الأول .
سمعت صوت جارتها الفضولية التي تطل من نافذة منزلها :
_ يامهرة
التفتت لها بجسدها كاملًا ثم أشارت للفتى الصغير أن يترك الأكياس ويذهب ، اقتربت من نافذتها ووقفت أمامها تقول بلهجة كوميدية :
_ نعم ياخالة سميحة
نظرت سميحة لشعر مهرة الناعم والذي يعطي لونًا بنيًا بعض الشيء وترفعه بذيل حصان  ، ثم قالت :
_ بتحطي إيه لشعرك .. ده أنا شعري جربت فيه كل حاجة ومفيش فايدة
انحنت برأسها عليها وهمست في جدية ظنتها حقيقية :
_ اقولك على الحل
هتفت بنظرات متشوقة ومتحمسة :
_ قولي
_احلقيه وسبيه ينبت من أول جديد
ألقت بجملتها ثم هرولت مبتعدة عنها لتحمل أكياسها وتتجه بهم نحو شقتها فتسمع صوت جارتها وهي تهتف بغيظ ممكسة بخصلات شعرها المعقدة تفك العقد :
_ احلقه قال ، ده أنا شعري حرير !
                                    ***
كان عدنان جالسًا على مقعده أمام المكتب في شركته وينهي بعض الأعمال المهمة ويرتدي نظارته الطبية الخاصة بالقراءة ، ولم يرفع نظره عن الأوراق إلا عندما وجد الباب ينفتح ليظهر من خلفه شاب في اوآخر عقده الثالث ، طويل البنيه ولديه جسد رياضي مثير ، مع عينان عسلية وبشرة قمحية .
عاد بنظره مرة أخرى إلى اوارقه وقال بجدية بعدما رأى ابتسامته الواسعة :
_ المرة دي اعتبر نفسك مرفود لو قولتلي مخلصتش الملف لسا يابشمهندس
ارتفعت صوت ضحكته العالية وتحرك باتجاه المقعد المقابل لمكتبه ليجلس عليه ويلقى بالملف أمامه على سطح المكتب وهو يقول بغرور :
_ عيب عليك يا بوص هو أنا برضوا بتاع الحركات دي
ضحك عدنان بخفة ثم التقط الملف وقال بنظرة ماكرة من أسفل نظارته :
_ متنفخش نفسك أوي كدا لما اشوف الأول هببت إيه بس
قطع حديثهم دخول آدم المكتب ولكن بمجرد رؤيته لصديق أخيه المقرب في العمل وهو يجالسه ، تقوست معالم وجهه ورسم الابتسامة المتكلفة على وجهه بصعوبة وهو يهتف بحزم :
_ عايز اتكلم معاك شوية ياعدنان  .. على انفراد !
كان عدنان على وشك أن يجيب على أخيه برد يستحقه بعد طريقته الفظة في الحديث لكن نادر هز رأسه لعدنان بهدوء يرسل لها إشارة لا بأس ، ثم استقام واقفًا وقال :
_ نبقى نكمل كلامنا بعدين
ثم تحرك باتجاه الباب ومر من جانب آدم ثم رتب على كتفه وقال بابتسامة كانت تماثل الابتسامة التي أرسلها له منذ قليل :
_ مبروك على المعرض يا فنان
لم يجيب آدم بل اكتفى بنظرته السمجة له وانتظره حتى انصرف لينظر لأخيه الذي هتف به بغضب :
_ إيه الطريقة اللي بتتكلم بيها دي يا أستاذ
سار باتجاه الأريكة المتوسطة في منتصف المكتب ليجلس عليها ويقول بقرف :
_ ده بني آدم مستفز مش عارف أنا أنت مستحمله إزاي
_ اخلص يا آدم عايز إيه ؟
كان ردًا عنيفًا من أخيه يوضح له استيائه من مجرى الحديث وإشارة له بأن لا يتخطى حدوده أكثر من ذلك ، فقال ببرود ونبرة تحمل المشاكسة :
_ بني آدم واخلص يا آدم .. لا تصدق حلوة وماشية على نفس الوزن !
_أه أنت جاي تستظرف بقى !!
أصدر ضحكة عالية ليقول بمرح :
_ ده جزاتي إني بحاول افرفشك يعني
ابتسم عدنان ونزع نظارته عنه ثم هتف بلؤم يرمي بتلميحاته الوقحة :
_ لا أنت كدا بتحاول تعمل حاجة تاني
استغرق الأمر ثلاث ثواني بظبط حتى فهم مقصده فانفجر ضاحكًا وهتف :
_ ولد عيب في أخ يقول لأخوه الصغير حجات مش لطيفة زي كدا .. عايز تبوظ أخلاقي
ضحك عدنان وقال بمشاكسة :
_ أنا برضوا اللي هبوظها ولا هي جاهزة .. يإما تقعد محترم ومتستفزنيش بأفشاتك واستظرافك ده يإما تمشي
_ ماشي هقعد محترم يا عم المحترم هااا !
انهي جملته بغمزة خبيثة منه فيجد صوت أخيه الصارم وهو يهتف محاولًا إخفاء ابتسامته :
_ اظبط يا آدم بدل ما اظبطك
تعالت صوت ضحكته الرجولية ثم استكملوا حديثهم في أمور مختلفة ، وتجنب آدم تمامًا الحديث عن جلنار وهنا حتى لا يعيد العبوس على وجه أخيه مرة أخرى .. حيث أنه جاء إليه لكي يخرجه من حالته الغريبة هذه ! .
                                    ***
خرج نشأت من الحمام بعد أن أخذ حمامًا صباحي دافيء واتجه نحو المنضدة الصغيرة ليتلقط الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين منذ دقائق ويجيب على المتصل بانفعال :
_ في إيه يا متخلف أنت .. رن رن رن طالما مردتش يبقى مش فاضي
أجابه الآخر باعتذار وخوف :
_ حقك عليا ياباشا مقصدش .. أنا اتصلت بس عشان اقولك على الأخبار اللي تخص بنت حضرتك
 جذب كامل انتباه عندما هتف باسم ابنته وأجاب عليه بغلظة صوته الرجولي متلهفًا :
_ ومستني ايه  اخلص اتكلم !
هتف الطرف الآخر يطلعه بكافة المعلومات التي توصل إليها :
_ شكك طلع في محله ياباشا هي فعلًا قاعدة مع اللي اسمه حاتم الرفاعي ده في أمريكا
لاحت الابتسامة السعيدة على شفتيه وقال بلهجة آمرة :
_ خلال أربعة وعشرين ساعة عايز اعرف كل حاجة عن حاتم بيته فين ومكان شغله كل التفاصيل ، والأهم تعرفلي عنوانها
_حاضر يا باشا بكرا هتكون كل المعلومات عندك
انهي معه الاتصال والقاه على الفراش والإبتسامة لا تزال تزين ثغره ، هاهو أخيرًا سيجد ابنته بعد رحلة بحث مرهقة لمدة شهرين عنها .. لا يعرف كيف لم يفكر بذلك الشاب من البداية واحتمالية وجودها معه التي ثبتت بالفعل .. كانت والدته صديقة زوجته من سنوات طويلة منذ أن كانت ابنته تبلغ من العمر الخامسة عشر ، وتعرفا على بعضهم واصبحوا اصدقاء مقربين منذ ذلك الوقت ، ولكنه الآن حين كان عليه أن يفكر به هو أول شخص ويضع احتمالية اختباء ابنته معه لم يخطر على ذهنه إلا مؤخرًا ! .
                                      ***
بمنزل جلنار في أمريكا ….
تمسك بهاتفها تتصفح مواقع التواصل وهي جالسة على الأريكة في الصالون ، وبيدها كوب اللبن الصباحي الخاص بها .. ترتشف منه القليل ثم تضعه على المنضدة الصغيرة التي أمامها وتكمل تصفحها ومن ثم تعود وتلته لترتشف منه مرة أخرى وهكذا على هذا الوضع الوضع .. حتى ظهرت أمامها فجاة على الهاتف صورة لفريدة وكانت بين أحضان عدنان على متن مركبة صغيرة ( يخت ) ، ومن حولهم المياه .. توقفت أصابعها عن التقليب وبقت تحملق بالصورة بوجه خالي من التعابير ، فقط قسمات وجهها تشجنت وعيناها ثابتة على الصورة تتفحص كل تفصيلة بها .. ابتسامتهم العريضة والطريقة التي يضمها بها واحتوائه لها بحب يظهر في عيناه .. نزلت بعيناها على تاريخ نشر الصورة فوجدتها في صباح اليوم ! ، ارتفعت ابتسامة ساخرة على ثغرها وهي تهتف باستنكار :
_ واضح أوي غضبه وزعله على بعد ” هنا * عنه واختفائنا
كانت على وشك أن تعود وتستكمل تفحصها للصورة لكنها نزلت بأصبعها لأسفل على شاشة هاتفها اللمس حتى تمر هذه الصورة وهي تهتف بغضب :
_ بلا قرف أنا مالي .. كدا كدا هطلق غصب عنه
خرجت ” هنا ” من غرفتها وهي تركض باتجاه أمها وتمسك بالمجسم الصغير الذي صنعته بمكعابتها الخاصة وترفعه أمام أعين والدتها تقول بفرحة طفل أنجز عملًا مبهرًا بالنبسة له :
_ بصي مامي الهرم اللي عملته
اطالت النظر في المجسم الذي ترفعه ابنتها أمامها بشرود للدرجة التي جعلتها لم تراه حتى فقط تحدق به بعدم وعي ، لكن شعرت بكف صغيرتها وهي تهزها في قدمها وتهتف :
_ مامي
عادت لواقعها ونظرت مرة أخرى للمجسم وهذه المرة أدركت الشكل البسيط التي صنعته صغيرتها ، فارتفعت الابتسامة لشفتيها وقالت بانبهار حتى تعلي من معنويات طفلتها :
_ الله جميل أووي ياحبيبتي .. عملتيه إزاي ؟
جلست ” هنا ” على الأرض وبدأت بفك المجسم وهي تهتف بحماسة لتعلم أمها الطريقة التي فعلته بها :
_ هوريكي
تابعتها وهي تعيد بنائه من أول وجديد وتبتسم بحنو أمومي ، ومن دون أن تشعر وجدت عيناها تذرف الدموع ، لا تعرف لما بكت ولكن هناك غصة مريرة بحلقها وقلبها يؤلمها بشدة .. لم تكن يومًا تتوقع أن جلنار الرازي سيحدث فيها هكذا ، تلجأ لبلاد غريبة هي وابنتها هربًا من ظلم أبيها وزوجها لها ..  لم يعد لديها أحد ، هي فقط بمفردها بصحبة حاتم .
رفعت الصغيرة رأسها لأمها بعد أن انتهت حتى ترى ردة فعلها فوجدت وجهها مملتيء بالدموع ، اختفت ابتسامتها ودفن حماسها في لحظة ، لتهب واثبة من الأرض وتجلس بجوار أمها تقول بعينان حزينة :
_ انتي بتعيطي ليه يامامي ، الهرم اللي عملته وحش !!
جففت دموعها فورًا ونظرت لها تقول بحب وهي تحتضن وجهها الصغير بين كفيها وتلثم وجنتيها :
_ لا بالعكس ده رائع ياقلب مامي .. أنا تعبانة شوية ياحبيبتي بس
ارتمت الصغيرة عليها تتعلق برقبتها وتقول بعبوس وضيق :
_ طب مش تعيطي ، نروح الدكتور عشان تبقي كويسة
ضحكت ببساطة وزدات من ضم صغيرتها إليها لتقول بمداعبة :
_ حاضر مش هعيط تاني .. أنا كويسة .. إيه رأيك نعمل آيس كريم
ابتعدت ” هنا ” عن أحضان أمها وهي تطالعها بملامح وجهها الحزينة ، وعندما رأت جلنار الدموع متجمعة في عيني ابنتها استقامت واقفة وحملتها على ذراعيها وهي تلثم كل جزء في وجهها وتقول بمشاعر جيَّاشة محاولة التحكم في زمام دموعها :
_ حبيبة قلبي أنا مقدرش اشوف دموعك .. أنا كويسة والله وهنروح نعمل آيس كريم جميل دلوقتي أنا وإنتي .. هاا إيه رأيك ؟
اماءت لها ” هنا ” بالموافقة وقد بدأت الابتسامة ترتفع لشفتيها تدريجيًا ثم اقتربت من وجنة أمها وطبعت قبلة رقيقة مثلها وهي تخرج همسة لطيفة تسرق القلب :
_ بحبك أوي يا مامي
_ وأنا كمان بحبك أوي ياروحي
ثم اتجهت بها نحو المطبخ وبدأت جلنار في تحضير الآيس كريم بمساعدة ” هنا ” بالتأكيد التي عادت إشراقة وجهها بسرعة إليها وضحكتها الساحرة .
                                    ***
 كانت هي تقف بالمطبخ تقوم بتحضير الغذاء وترتدي بنطال منزلي أسود اللون وأعلاه تيشرت رجالي لا يناسب فتاة مطلقًا وترفع شعرها الحريري بمعلقة خشبية ! .
.. وتتمايل على الحان اغنية شعبية وتردد معها .
تمتلك عينان خضراء وبشرة بيضاء ناعمة مع شفاه صغيرة وأنف رفيعة ، وجسد أنوثي مثير برغم الملابس التي لا تناسب الفتيات أبدًا التي ترتديها دومًا .
صك سمعها صيحة عالية باسمها انبعثت من الغرفة الخاصة بجدتها فتركت ما بيدها فورًا وركضت باتجاهها لتقول بسخط مزيف :
_ في إيه يا ولية سرعتيني .. هو أنا في الشارع التاني
لم تبالي فوزية بردها وقالت بحدة وهي تشير لها أن تقترب منها :
_ خدي هنا يا بنت الهبلة
ضربت مهرة على صدرها وأجابت بامتنان على إهانة جدتها لها :
_ طالعة زي العسل من بوقك والله يا زوزا
_ يابت قربي متتعبنيش عايزة اتكلم معاكي في موضوع
اقتربت وجلست بجوارها وهي تقول بتصنع الرقة والأدب :
_ قولي يانينا .. أنا كلي آذان صاغية
طالعتها فوزية بنظرة مستنكرة وتمتمت بسخرية :
_ نينا !! .. طيب ركزي ياختي معايا ، ابن ممدوح الأعور طلب إيدك وأنا وافقت وجايين بكرا بليل عشان يتقدموا
انحنت على جدتها وقالت بهمس ساخر :
_ انهي واحد في ولاده .. العبيط ولا الاهطل !
صاحت بها فوزية مغتاظة :
_ طاب عليا النعمة الشريفة مافي حد اهطل غيرك .. ده ابنه اللي اسمه صابر ، الله اكبر عليه طول بعرض وحلاوة وكمان حالتهم مرتاحة ماشاء الله يعني هيريحك
مهرة بنبرة مختنقة تحمل المزاح :
_ لا أنا عايزة واحد اسمه مراد عشان اقوله مراد بيك لا تتركني هيك .. زي المسلسل التركي اللي بسمعه
استشاطت فوزية غيظًا ومالت على الأرض وجذبت الشبشب وقبل أن تلقيه عليها كانت الأخرى قد وثبت واقفة وركضت نحو الباب وتفادت ضربة الشبشب وهي تتلاعب بحواجبها وتقول متعمدة إثارة جدتها أكثر :
_ كبرتي وخيبتي يا زوزا .. لو مش عارفة تنشلي عليا قولي وانا اعلمك
صرخت بها بعصبية :
_ خلاصة الكلام .. عارفة يامهرة ما تعملي حركة من حركاتك اللي علطول بتعمليها كل ما ياجي عريس وتطفشيه لاطفشك أنا من البيت
وقفت وعقدت ذراعيها في خصرها وتقول باحتجاج ولهجة كوميدية :
_ طيب انتي ترضهالي .. اتجوز واحد اسمه صابر الأعور وبعدين اخلف عيل ويعايروه العيال يقولوله يا أعور يا ابن الأعور ، وشوية كمان ويبقى اسمي مهرة العورة
مالت للمرة الثانية على الأرض تلتقط الفردة الثانية وتقذفها بها وهي تصرخ بانفعال :
_ امشي يابت غوري من وشي .. هتجلطيني ، وجهزي نفسك لبكرا .. قال مهرة العورة ، ده انتي المفروض يسموكي مهرة الهطلة .
ضحكت بقوة وهزت كتفيها بعدم اكتراث لتشبيه جدتها لها ثم انصرفت وتركتها تضرب كف على كف من جنان حفيدتها ! .
                                    ***
_ أيوة واخرتها هتفضلي لغاية امتى كدا مش عارفة تتكلمي يازينة ؟!
كانت جملة صريحة ومستاءة من صديقتها وهم يجلسون معًا في غرفتها بعد جاءت لزيارتها وقضاء بعض الوقت معها .
تنهدت زينة بيأس وقالت :
_ خايفة يا سمر يكون أصلًا أنا مش في باله وهو ده اللي أنا متوقعاه ، وفي نفس الوقت خجلي منه بيصعب عليا الوضع
انتصب صديقتها في جلستها وقالت بجدية تسألها بوضوح :
_ دلوقتي مش إنتي بتحبيه ؟!
هزت زينة رأسها بإيجاب في استحياء بسيط لتستكمل صديقتها حديثها من عند أجابتها وتقول بصرامة :
_ يبقى مفيش حاجة اسمها بتكسف وخايفة ومعرفش إيه .. بتحبيه يبقى قربي منه واكسبي قلبه ماتفضليش قاعدة مكانك زي الهبلة كدا ومستنياه يحبك ، شوفي هو اهتماماته إيه مثلا وشاركيه فيها ، أو هو بيحب إيه واعملهوله .. اعرفي هو بينجذب للبنات اللي من نوع إيه واتصرفي بالشكل ده
هتفت زينة برفض وتذمر :
_ لا أنا مش هغير نفسي .. أنا عايزاه يحبني زي ما أنا
_ طيب يابنتي ما تتحركي واتصرفي على الاقل قربي منه هو مش ابن خالتك برضوا يعني الموضوع هيكون سهل .. بعدين لما تاجي واحدة تخطفه منك متزعليش بقى
هتفت زينة بتهكم وبؤس :
_ الله في إيه ياسمر .. يعني أنا بشكيلك وبفضفضلك وإنتي تقوليلي واحدة تخطفه منك !!
كادت أن تجيب عليها لكن زينة ضربتها على فخذها بخفة بعدما سمعت صوت الباب ينفتح وهمست بتوتر :
_ بس خلاص ماما جات
دخلت والدتها وهي تحمل على صينية كلاسيكية راقية فوقها كأسين من عصير المانجا وتهتف بوجه بشوش :
_ منورانا ياسمر والله ياحبيبتي
أجابت سمر بضحكة وسعادة صافية :
_ ده نورك ياطنط ميرفت والله .. ربنا يعلم وحشتيني قد إيه ، يمكن كمان اكتر من البنت زينة النكدية دي
قهقهت ميرفت بصوت عالي بينما زينة زمت شفتيها وقالت بغيظ تجيب على صديقتها :
_ أنا نكدية .. ماشي ياسمر
تعالت ضحكاتهم معادا زينة التي كانت تحدجهم باغتياظ ولكن سرعان ما اندمجت في الحديث معهم وشاركتهم الضحك وحوارهم الذي بدأ يأخذ منحنى مرح ولطيف .
                                    ***
هب عدنان واقفًا من مقعده بعد ساعات طويلة من العمل أرهقت جسده وعقله ، جذب سترته وارتداها ثم مفاتيح سيارته وكذلك هاتفه ولكن قبل أن يضعه بجيبه ارتفع صوت رسالة وصلت إليه للتو .. كان سيتجاهلها لكن ارتفع الصوت أكثر من مرة مما يشير إلى أن الراسل ارسل أكثر من رسالة في وقت واحد .
فتح هاتفه ودخل على الرسائل وكانت رسالة من رقم مجهول لا يعرفه ، فتح الرسالة وكانت عبارة عن صورتين انتظر لثواني قليلة حتى تظهر الصور ، وإذا بالصدمة تتملكه تمامًا وهو يرى أن الصور لجلنار وهي تجلس بجانب رجل وتضحك بملأ شدقيها وأمامهم كعكة عيد ميلاد والصورة الأخرى كان يمسك بيديها وينظر لها ويبتسم بنظرة تشبه نظرة رجل عاشق .
يتبع…..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية امرأة العقاب)

اترك رد

error: Content is protected !!