Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة أحمد

        رواية ملك للقاسي الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة أحمد

انفصال
_______________________
تقي بهمس :
– لا مستحيل…..اسر !!
نظر لها اسر بصدمة هو الاخر لم يتوقع ان يراها بعد تلك السنوات ….. تأملها من الاعلى للاسفل وهو لا يزال لايصدق انها تقف امامه الآن ، لم تتغير تقي ابدا في الشكل مزالت جميلة ذو نبرة هادئة لكن لمعة التمرد اختفت من عينيها الرماديتين و حلت مكانها لمعة اخرى….الحزن والغضب والاشتياق !!
وتقي لم تكن على حال افضل منه فحتى هي تعتقد انها تحلم و تتخيل وجوده ربما من شدة ألمها و حبها المريض له او ربما لانها حضرت هذا الزفاف الذي لطالما تمنت لو كانت هي العروس و الواقف امامها كان هو عريسها !!
اخيرا نطق اسر بهدوء :
– تقي انتي هنا…. ازيك.
كادت تقي تتكلم وتخبره انها لاشئ بدونه لكن تذكرت اخر كلماته في اخر لقاء بينهم قبل سنتين “تقي غيرتك ديه بتخنقني افهمي بقى اني انام مع بنات غيرك ديه حاجة طبيعية انا بتسلى بيهم بس انتي مراتي يعني غيرهم ، ليه مصرة تقرفيني وتنكدي عليا عيشتي بجد معنتش قادر اتحملك ولا اعيش معاكي….تقي انتي طااالق”.
اغمضت عيناها بقوة ثم فتحتهما مجددا :
– عفوا انت ازاي عرفت اسمي هو انا اعرفك ولا حاجة ؟
فتح اسر فمه بدهشة واردف :
– تقي انتي مش فاكراني ولا بتهزري …انا اسر جوزك و….
قاطعته تقي بحدة :
– لا خلاص افتكرتك انت طليقي صح ، انا ف احسن حال اهو و موجودة في فرح صحبتي و مبسوطة.
عقد حاجبيه ثم استدرك :
– ااه بقى ده فرح صحبتك و انا اللي افتكرتك عرفتي اني نزلت مصر و جيتي تشوفيني ، ده فرح اخويا زياد اا…
ذهبت تقي من امامه قبل ان ينهي كلامه وتركته واقفا مكانه يفكر… مرت سنوات لم يراها فيها حاول عدة مرات الوصول اليها دون جدوى لكن القدر كتب له الآن اللقاء بمن احبها يوما ونبض قلبه لأول مرة لأجلها لقد التقى بها صدفة و دون سابق تخطيط ليجدها تعامله كشخص غريب !!
افاق من شروده على رنين هاتفه نظر للاسم ثم اجاب :
– ايوة يا رولا في ايه ؟
ردت عليه بدلع :
– اسر حبيبي l miss you .
قلب عيناه ساخرا :
– لسه سايبك من نص ساعة لحقت اوحشك…. طيب وانتي كمان وحشتيني جدا.
تجاهلته نبرة السخرية التي التمستها في كلامه و علقت :
– طب هتيجي امتى مش معقول سبتني لوحدي في الفندق وروحت ينفع تعمل كده ف رولا حبيبتك.
اسر بنفاذ صبر :
– انا جاي فرح اخويا يا رولا شويا كده وهاجي باي.
اغلق الخط ونظر لتقي وهي تقف مع رهف زوجة شقيقه والواضح انها تودعها ، كاد يذهب اليه لكنه فضل ان يدعها تغادر ثم ليبارك ل زياد.
___________________________
ذهبت تقي من امامه بسرعة وهي تحاول مقاومة دموعها هل يعقل ان تلتقي به بعد كل تلك السنوات ! بعد ان استطاعت نزع ذكرياته من قلبها و عقلها ظهر مجددا كأن القدر مصمم على تذكيرها بما اقترفته عندما سمحت لشخص مثله بالدخول الى حياتها.
اقتربت من رهف مبتسمة باصطناع :
– ريري انا مضطرة اروح دلوقتي.
نظرت لها بضيق :
– ايه الكلام ده في واحدة بتمشي من فرح صاحبتها بدري كده !
احتضنتها تقي :
– معلش بس ماما تعبانة ولازم اروحلها الف مبروك ربنا يسعدك فحياتك ياحبيبتي.
– شكرا يا قلبي عقبالك يارب.
حمحمت و نظرت لشقيقتها :
– رتاج يلا.
مطت الاخيرة شفتها بانزعاج :
– بدري كده ؟ طب ع الاقل ناكل حاجة البوفيه اا….
قاطعتها وهي تمسك يدها :
– هنبقى ناكل في البيت ماما تعبانة ومينفعش نسيبها لوحدها كده.
– طيب ماشي استني هسلم على العروسة.
اخذت تقي نفسا عميقا وهي ترى آسر مع زياد يعانقه بقوة و يضحك ، تنهدت وقالت باستعجال :
– تمام انا هستناكي برا…. اساسا انا عارفة انتي مستنية مين.
غادرت القاعة اما رتاج فسلمت على الفتيات و باركت لرهف مجددا ، تحركت للخارج لكن اوقفها صوته :
– ايه ده انتي بتعملي ايه هنا ؟
التفت رتاج وجدته مازن فابتسمت :
– ده فرح صاحبة اختي و جيت معاها…. وانت بتعمل ايه هنا ؟
هز كتفه بتلقائية :
– فرح صاحبي….. انبسطتي ؟
– اه الفرح حلو اوي.
-طب انتي رايحة دلوقتي ليه لسه بدري.
اجابته باحباط :
– كان نفسي اقضي وقت اكتر معا… قصدي في الفرح بس ماما لوحدها في البيت المهم الف مبروك لصاحبك و عقبالك.
ابتسم مازن :
– شكلها قربت اوي.
– هي ايه ؟
– تقصدي ايه ب ايه ؟
ضحكت رتاج بخفة و غادرت تاركة اياه يطالع ابتعادها شيئا فشيئا الى ان اختفت.
وصلت الى اختها التي سألتها :
– هو ده مازن صح ؟
– عرفتي ازاي ؟
– ماهو باين من اللمعة اللي فعنيكي ديه انتي وبتكلميه بس هو غبي صح ؟
امالت رأسها للجانب وجحظت عينيها وهي تردد بطريقة مسرحية :
– جاوب بصراحة انتي عرفتي انه غبي منين ؟
ضحكت تقي عليها :
– ماهو بس الغبي اللي مبيلاحظش حبك الكبير ليه ، طب انتي عارفة انا شوفت مين دلوقتي…. طليقي آسر.
تجهمت ملامحها و تحفزت هاتفة بغضب :
– قولتي مييين ! الحيوان ده بيعمل ايه هنا هو بيلحقك ولا ايه فينه ها فينه !
امسكتها شقيقتها مهدئة اياها :
– ده فرح زياد اخوه وبعدين هو هيلحقني ليه احنا انفصلنا وهو اللي قرر مش انا يبقى هيجي ورايا ليه !!
سألتها رتاج فجأة :
– يعني لو لحقك و اعتذر منك وقالك يلا نرجع الوضع هيختلف ؟
صمتت مندهشة من سؤالها ثم اردفت :
– لو ندم و اعتذر من هنا لحد اخر يوم فعمره انا مش هسامحه يا رتاج…. ابدا.
_____________________
بعد انتهاء الزفاف اخذ العريس زوجته و عاد كل شخص الى منزله.
في سيارة ادم.
نظرت له مبتسمة بسعادة :
– احلى حاجة حصلت في الفرح ان جدو سليم و تيتا زهرة جم وحشوني اووي وكمان هيفضلو قاعدين معانا كام يوم.
همهم دون ان يجيب فتابعت :
– لو تطلب منهم يا ادم يقضو اليومين دول معانا في بيتنا مش فبيت اهلك.
– ايه الفرق بيتنا وبيتهم لازقين فبعض اصلا.
هزت يارا رأسها :
– بس انا عايزة تيتا تنام معايا.
رفع حاجبه و طالعها باستخفاف :
– وانا انام فين ومع مين ياحبيبتي ؟
صمتت قليلا لتجيبه بابتسامة :
– مع ابن عمي عمر ، انا عارفة قد ايه بتحبو بعض هتتبسطو سوا صدقني.
رمقها بحدة محذرا :
– ما بلاش وبعدين ترجعي تزعلي.
– ليه بس ده عمر….
قاطعها بغضب غير مبرر – من وجهة نظرها – :
– ابيه عمر يا يارا و اساسا لو متجيبيش سيرته كلها احسن !!
يارا بدهشة منه :
– انت ليه بتكرهه كده ؟ متقولش عشان كان عايز يتجوزني ااا…..
ضرب ادم المقود بعنف بقضبته و صرخ :
– يااراا السيرة ديه تتقفل مفهوم انا من غير حاجة مدايق عشان شوفته بيبصلك في الفرح بلاش تضايقيني اكتر و تستفزيني !!
انتفضت بخوف ثم تجهمت ملامحها و اشاحت وجهها عنه وهي تقاوم لمنع دموعها ، لم يمر يوم واحد دون ان يوبخها و حتى هذه المرة وبخها ايضا كعادته كم هو همجي !!
تابع ادم قيادته بغضب متذكرا عمر ذلك الأبله الذي يمثل البراءة على الجميع ، لقد كان طوال الحفلة يتأمل زوجته بنظراته الوقحة و يتعمد الدخول في نقاش معها و لولا منع مازن له لكان ذهب اليه وحطم رأسه وفصله عن جسده .
سحقا مرت اشهر كثيرة على زواجه من يارا لكن ذلك التافه مزال يتمناها ان تكون من نصيبه حتى لو لم يتكلم لكن نظراته و تصرفاته تدل على انه يرغب في زوجته و الادهى انه سيضطر لتحمل وجوده في نفس المكان مع زوجته هذه الطفلة التي كانت تمازحه و صرخ عليها للتو !!
طالعها ادم فوجدها تنظر من النافذة وعيناها مليئتان بالدموع ، تنحنح ومسحها مردفا :
– هو مفيش حد بيقدر يقولك كلمتين على بعض ، بتعيطي على طول كده ده ايه الدلع اللي اتربيتي عليه ده ها كل ده عشان انتي البنت الوحيدة ليه.
تمتمت يارا بلهجة حزن متذكرة والدها :
– بابا حبيبي كان بيدللني عشان محسش بنقص ولا يخليني اشتاق ل ماما لحظة وانا معاه.
ضحكت بألم متابعة وهي تضع يدها على بطنها دون شعور :
– كان بيقولي يا حبيبة بابا انتي لو طلبتي لبن العصفور هجبهولك لو طلبتي القمر و النجوم هجبهملك هههه لما كنت بقوله ايه يا بابي المبالغة ديه معقول حضرتك بتحبني للدرجة ديه كان بيرد عليا…. لما تبقي أم هتحسي يعني ايه يبقى عندك ولد هتعملي كل حاجة علشانه هتواجهي العالم و تضحي بصحتك و راحتك و ايامك عشان بس تشوفي الابتسامة على وش ابنك…. ربنا يرحمهم ويجعل مثواهم الجنة.
همس ادم خلفها :
– آمين ربنا يرحمهم….. بس بردو انتي اكبر عيوطة شوفتها فحياتي.
كان يود انتشالها من ذكرياتها المؤلمة ونجح في ذلك فلقد اعتدلت في جلستها و تأهبت للمهاجمة.
طالعته بغيظ واضح على ملامحها :
– ده اسمه مشاعر و انا بنت حساسة بطبيعتي ماشي ، اصلا انت ايه اللي يعرفك في المشاعر انا لو كنت بكلم حجر كان اتأثر.
– هه مشاعر ايه ده انتي محدش بيقدر يقولك لأ و الا هتعيطي لو زعقولك بتعيطي لو عارضوكي فحاجة بتعيطي ع الطول لحد ما بقيتي ضعيفة و قد الريشة بسبب الدلع الزيادة.
انزعجت من كلامه فقالت :
– انا مش ضعيفة تمام يا ادم انت اللي كل دقيقة والتانية بتزعقلي حتى جدو و عمي علي مسبتنيش احضنهم براحتي…. انا استحملتك كتير و ده عكس طبيعتي !!
ابتسم ادم قائلا :
– طيب يا سيدي شكرا كفاية ، لو مكنتش بسوق كنت هعلمك تكلميني بالطريقة ديه ازاي بس مدامني مركز مع الطريق خدي راحتك.
قلبت عيناها هامسة :
– على اساس هخاف منك يعني…. ده انا لو نفخت فيك مرة واحدة هتطير.
– بتقولي حاجة ؟
– لأ مبقولش.
صمتت دقائق ثم سألته :
– هو انت ليه رفضت يتعمل فرح رهف في البلد ، عشان خايف عليها يحصل معاها اللي حصل معايا في اول ليلة صح !!
تذكر ادم اول ليلة زواج عندما بعثت عمته نساء ليارا للتأكد من عذريتها وعند رفضه اتهموها بأنها ليست شريفة ، تنهد ورد عليها مغمغما :
– مكنتش هسمح تحصل حاجة ل اختي تبوظلها احلى يوم فحياتها ولو اتجرأ حد وكلمها بطريقة وحشة هسود عيشته.
ابتسمت يارا بألم و حدثت نفسها :
– ياريت كنت بتحبني ربع حبك ل اختك…. يا بختها بيك يا ادم.
افاقت من شرودها عندما تابع :
– ومكنتش هسمح لحد يأذيكي بردو…. حتى في اليوم اياه انا دافعت عنك لانك بنت عمي ومن لحمي و دمي قبل ما تكوني مراتي.
طالعته بترقب :
– بس لما انا… رفضت حد يكشف عليا انت مشكتش ان ممكن يعني….
قاطعها بصوت قاتم :
– لو كنت بشك فيكي بنسبة 1٪ مكنتش هتجوزك…. بس عشان انتي ترباية عمي احمد الله يرحمه و لان مش كل الصعايدة بيفكرو بالطريقة ديه…. دخلة بلدي و ختان في صعايدة بتبقى رجالة بجد و درع يحمي اهاليهم يا يارا وانا مبسيبش حد من اهلي يتأذى حتى لو على موتي.
ابتسمت و شعرت ان هذا هو الوقت المناسب لكي تخبره بأنها حامل وكادت تفعل ذلك لولا لم يرن هاتفه.
زفرت بتأفف بينما اجاب ادم على الهاتف :
– افندم…. اه عرفتك خير عايز ايه يا حضرة المحامي.
اخبره الطرف الاخر ان الموضوع اياه قد تم تأجيله بما فيه الكفاية والآن يجب تقسيم الميراث الذي تركه المتوفي احمد الشافعي واعطاء لكل ذي حق حقه خاصة بعد تخلي الجد سليم على حصته و كتابة ابراهيم لحصته كوصية ب اسم يارا فهو لديه ما يكفيه من الاموال و الحصص الناتجة عن المشاريع التي استثمر فيها طويلا وكسب منها الكثير ولا يريد ترك اي ضغينة تمنعه عن تأمين مستقبل ابنة اخيه.
حمحم بجدية مغمغما :
– مش وقته نتكلم فيه ف الساعة ديه يا حضرة المحامي…… اه انا عارف ان عمي و ابنه مستعجلين واحنا هنبدأ ب الاجراءات قريب….. طبعا مراتي هتاخد حصتها كاملة اضافة للعقارات اللي مسجلة على اسمها قانويا.
انتبهت يارا لذكر سيرتها فطالعته بترقب اما ادم استمر بالحديث وعند انتهائه سألته :
– عمي وابنه مستعجلين ف ايه وحصة ايه اللي هاخدها.
– مكنتش اعرف انك متعودة تتسمعي عليا وانا بتكلم.
اندهشت من تلميحاته واجابت مدافعة :
– طبعا لأ انا عمري ما عملت كده بس يعني سمعت اسمي فجأة و استغربت متفتكرش يعني حاجة تانية !!
ابتسم ادم بهدوء و اردف :
– انا عارف بس بهزر معاكي ، المهم المحامي كان بيقول ان عمي ربنا يرحمه عدى وقت طويل على موته و عمي بيطالب بحصته من الورث.
غطى الحزن حدقتيها والتفتت الى الجانب متخذة موقف الصمت ف استغرب :
– في ايه انتي زعلتي ليه ؟
ردت عليه بصوت متحشرج :
– انا عارفة ان ده الازم بس الكلام على الميراث بيفكرني اكتر ان بابا مبقاش موجود ودلوقتي احنا بنتقاسم املاكه.
وضع ادم يده على يدها مواسيا :
– معلش عارف انه صعب بس زي مانتي بتقولي ده الازم.
تابع وقد تغيرت نبرته :
– وبعدين تعالي هنا انتي عارفة اني كنت مستني الفرح يخلص ف اسرع وقت عشان نرجع انا ووياكي البيت بسرعة.
نظرت له يارا بعدم فهم :
– ليه يعني ؟
توقف بسيارته امام باب الفيلا و همس لها بخبث :
– عشان في حاجات كتيرة حلوة هتحصل بس لازم نبقى لوحدينا…. ثم غمز لها.
تصاعدت الدماء لوجه يارا و دفعته عنها لتخرج لكنه قبض على يدها فتمتمت بخجل :
– يا ادم بس بقى
ضحك و اخرجها لتتفاجأ الاخيرة عندما انحنى عليها و حملها ، شهقت بصدمة وقالت :
– في ايه !!
لم يكن ادم من الرجال الذين يظهرون مشاعرهم ببزخ دون حساب او ممن يجيدون المغازلة بتلقائية لكن احاسيسه التي اصبحت تحتل جزء كبير منه جعلته يريد فقط اسعاد زوجته التي لم ترى شيئا منه مثلما تريد اي فتاة ، لذلك حملها و ردد وهو يفتح باب الفيلا :
– هنتخيل بقى انك العروسة النهارده و عريسك دلوقتي بيدخلك بيت الزوجية وهو شايلك.
توردت وجنتاها ونظرت له بعدم تصديق لمعاملته الحديثة معها ، ادم لم يعاملها مرة برومانسية حتى عندما كانت تعبر له عن مشاعرها كان يكتفي ب الابتسام لكنه الآن يتغير تدريجيا و امنياتها بدأت تتحقق !!
بعد دقائق كانت يارا تخرج من الحمام وهي ترتدي ملابس بيتية ، اقترب منها ادم بخطوات هادئة ووقف امامها.
مد يده ليداعب وجنتها متمتما :
– كنتي حاطة ايدك على بطنك ليه واحنا في العربية وكنتي بتتكلمي مع ماما ف ايه بعد ما الفرح خلص ؟
اتسعت عيناها بصدمة ولم تدري ما تجيبه فهي لم تتوقع ان يكون قد انتبه لتلك الثواني التي وضعت فيها يدها على بطنها او عندما وقفت مع والدته تخبرها انها تشعر بآلام طفيفة…. بلعت ريقها و تلعثمت :
– اا… بطني وجعتني لاني كترت اكل في الفرح وكنت بقولها لو في دوا اخده عشان الوجع يروح بس انا كويسة دلوقتي.
قضب حاجبيه وطالعها بنظرات حسابية كأنه يحاول تعرية افكارها لكن لم يرد قلب هذه الليلة الجميلة بسبب شكوكه فهمهم :
– متأكدة انك كويسة.
هزت رأسها في توتر :
– اه انا كويسة….. و هنام دلوقتي.
وقبل ان تتحرك شهقت عندما حملها ادم ثانية بين ذراعيه :
– بما انك كويسة يبقى مفيش مشكلة ف المممم انتي عارفة.
ضحكت يارا ووضعها الاخر على السرير فهمست وهي تمرر يدها على وجنته :
– انا بطلت ابقى كويسة من لما وقعت في حبك يا….
ابتسم ادم مغمغما :
– استني متقوليش…. قاسي ؟
قهقهت بخفة وهي ترد :
– اجمل قاسي في الكون.
اتسعت ابتسامته ف امسك ذقنها و رفع رأسها متأملا عيناها العسليتان بهدوء ، اقترب منها وطبع قبلة على وجنتها ثم على وجنتها الاخرى واخيرا التهم شفتيها في قبلة عميقة..
تمسكت يارا بكتفيه هامسة في الثواني التي يتركها فيها لتلتقط انفاسها :
– انا بحبك اوي.
دفن رأسه في عنقها يحتضنها ليذهبا معا لعالمهما الخاص عالم يشعر كل واحد منهما بامتلاكه للاخر… …
*****
من جهة اخرى.
وصل ابراهيم و عائلته الى الفيلا و ادخل والدته ووالده سليم الى غرفتهما ثم استدار الى علي و عمر مبتسما :
– اوضكم هناك تعالو.
وقف عمر امام غرفة ادم :
– هننام اهنيه ؟
– احم ديه اوضة ادم وهو مبيحبش يدخل حد ليها.
تضايق منه لكنه رسم البراءة على وجهه :
– اني مفاهمش المفروض ادم ويا مرته في بيتهم و ديه مبجتش تخصه…. والله اني كنت رايد ننام اهنيه بس….
حمحم ابراهيم بإحراج :
– طيب نام هنا لو عايز و زي ما قولت ادم انتقل من هنا من فترة طويلة….. اخويا علي انت بقى مجهزلك الاوضة ديه اللي جمب اوضة عمر تماما.
هز رأسه ببطئ متشدقا ب :
– كتر خيرك ياخوي بس اني رايد اكلم ولدي دجيجة وبعديها انام لو مش هنضايجك.
هتف ابراهيم مسرعا :
– البيت بيتك يا اخويا استغفر الله…. بقى كده انا هروح انام لاني تعبت جدا النهارده تصبحو على خير.
– وانت من اهل الخير.
دخل عمر مع ابيه الى الغرفة و لف انظاره فيها حتى قال :
– امت هننفذ الخطة اياها اني صبري بدأ ينفذ ادم ويارا لازمن يطلجو مشان اجدر اتجوزها واخد حصتها في الورث يا بوي !!
رمقه ببرود :
– جريب جوي يا ولدي ، حياة ولد الاسكندرية حتخرب هو حط عينه على البنت اللي انت كنت رايدها واني حدفعه التمن غالي…. بس اوعى تعمل فصل ناجص اياك و تبوظلنا اللي خططناه.
اجابه عمر بثقة وهو لا يبثر شيئا امامه بسبب طمعه في الاموال :
– متجلجش اياك يا بوي.
غادر علي الغرفة اما الاخير ف استلقى على سرير ادم هامسا وهو يطالع الغرفة بجشع :
– وبعدهالك يا ولد عمي فكرت اياك حسكت على تصرفاتك وياي و كيه خدت يارا مني ، متفرحش جوي اني دلوجت نايم ف اوضتك وعلى سريرك وبكره هبجى مكانك في حياة بت عمي و فلوسها هيبجو ملكي هههههههه.
ضحك بخبث متخيلا تلك الاموال التي سيحصل عليها عندما يتزوج ابنة عمه ثم اغمض عيناه لينام وقد غلف الحقد و الطمع قلبه…..
_______________________
صباح اليوم التالي.
استيقظت يارا وهي تشعر بدوار شديد نهضت جالسة ووضعت يدها على فمها.
استيقظ ادم على حركتها فتح عيناه و انصدم من ملامحها المصفرة والمتعبة ، نهض متسائلا بقلق :
– يارا في ايه مالك ؟
لم تجبه بل نهضت و ركضت للحمام بسرعة ، افرغت ما بداخلها ليدخل ادم خلفها سريعا وعندما وجدها تترنح و تكاد تسقط أسرع لها وامسكها من خصرها.
بلل وجهها ببعض الماء مردفا بهدوء :
– الوضع زاد عن حده مش معقول كل يوم ترجعي ولما اقولك هوديك المشفى ترفضي…. جهزي نفسك انا هاخدك دلوقتي تكشفي.
تنحنحت بارتباك :
– لالا…. ملوش لزوم انا بس واخدة دور برد وكمان تعبت في تحضيرات الفرح فعلشان كده يعني ، بس هبقى كويسة عادي.
رمقها ادم بحدة :
– عادي ايه هو انت فاكره انه تعب عادي بالنسبالي
نظرت له يارا بدهشة وشقت ابتسامة جميلة وجهها……ادرك ادم اندفاعه فاردف :
– ااقصد يعني لما تتعبي هضطر اجري معاكي من مشفى لمشفى وهتعب معاكي فعلشان كده بس.
عبست ملامحها فذهبت من امامه تاركة اياه يلوم نفسه بندم على عدم اظهار خوفه عليها فهي منذ فترة طويلة تبدو متغيرة و تصرفاتها مربكة حتى انها شاردة في معظم الاوقات ولا تترك هاتفها كأنها تخاف ان يراه احد حتى عندما تكون تتحدث به تغلق الخط عند رؤيته هل يا ترى ما تخفيه خطيرة لهذه الدرجة و لماذا تتعب هكذا أبسبب بوادر البرد ام شيء آخر.
حمحم ادم ليستعيد ثباته ثم خرج ، وجد يارا جالسة على السرير و تضع وسادة على حجرها ف ابتسم و جلس امامها :
– مالك انتي كويسة ؟
اجابته ببرود :
– على اساس مهتم بيا يعني.
تشنج وجهه بضيق منها ف أردف :
– يابنتي انا مبحبش الاسلوب ده ف الكلام هتفهمي امتى وبعدين لو سألتك بتزعلي لو مسألتش بتزعلي بردو اعمل ايه يعني.
رفعت رأسها اليه و اجابته :
– انا كويسة متقلقش.
ضرب ادم كف بكف معلقا :
– اسطوانة الستات ابتدت اهي.
– يعني ايه.
رد عليها بسخط :
– انتو الستات ليه كده بتحبو الغموض من غير اي داعي بتبقو مدايقين ولما نسألكو بتقولو لا مفيش حاجة…. هو انا اعمى يعني !!
ابتسمت يارا من تذمره الواضح :
– ماهو لو انت كنت مهتم بجد كنت هتعرف بنفسك من غير ما تسأل.
– والله انا مش منجم فتلاقيني مش قد كده.
ارتفعت صوت قهقهاتها خاصة انه يحاول اضحاكها لتنسى كا قاله قبل قليل…. ابتسم ادم ثم نهض و ارتدى ملابسه :
– انا همشي دلوقتي.
– استنى هحضرلك الفطار الاول.
– لا مفيش داعي هفطر في الشركة…. بس لو متحسنتيش من هنا للمسا انا هوديكي المشفى اصلا معرفش انتي رافضة ليه اوعى تكوني بتمثلي المرض عليا هااا.
انهى جملته بمزاح فغمزته يارا :
– يمكن ، كل حاجة واردة.
التفت و اخذ مفاتيح سيارته متابعا :
– انا بتكلم جد لو حسيتي نفسك تعبتي اكتر اتصلي بيا ماشي انا معنديش شغل كتير النهارده فيمكن اخلص بدري.
هزت رأسها في استحسان :
– طيب وانا هرجع انام.
غادر ادم ف اخذت يارا هاتفها سريعا و اتصلت ب السكرتيرة الخاصة بطبيبتها التي تتابع حملها.
تمتمت بصوت خافت :
– السلام عليكم ازيك…. انا عايزة الغي الموعد بتاع النهارده….بعد اسبوع لو سمحتي….ماشي متشكرة اوي سلام.
اغلقت الخط و استدارت و سرعان ما صاحت بخضة عندما رأته يقف امامها ، وضعت يدها على صدرها مهمهمة :
– ادم انت جت امتى ؟
اجابها وهو يأخذ هاتفه من على الكوميدينو :
– نسيت تلفوني و رجعت عشان اخده و انتي محستيش بيا لانك كنتي بتتكلمي ع الفون.
حمحمت بارتباك وهي تدحرج عينيها في كل مكان :
– اانا كنت بتصل ب اا…
قاطعها ادم بعدم اكتراث :
– انا مسألتكيش كنتي بتكلمي مين يا يارا مفيش داعي تبرريلي.
امسكها من كتفيها ليجلسها على السرير :
– ودلوقتي انتي هتنامي اوعى اشوف خيالك برا و هبعت امي لعندك عشان تاخد بالها منك ف غيابي.
– لا م….
– ششش خلاص متناقشنيش.
داعب شعرها بفوضوية و ذهب فتنهدت الاخيرة براحة هامسة :
– لسه اسبوع بس يا ادم وانا هعرفك بكل حاجة و متأكدة انك هتفرح.
** قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد**
في منزل زياد.
استيقظ زياد ونظر لجهة رهف ليجد المكان فارغا ، ابتسم ثم نهض بكسل ونزل للاسفل وصدم مما يرى……المطبخ مقلوب رأسا على عقب الدقيق في كل مكان ورهف تقف في المنتصف تنظر لإحدى الوصفات في الهاتف و تحاول تطبيقها.
كتم ضحكته ثم تشدق ب :
– بسم الله الرحمن الرحيم انتي مين وفين مراتي عملتي فيها ايه !
شهقت رهف بفزع :
– ايه في ايه بتزعق ليه وبعدين انا هنا ايه اللي عملتي فيها ديه انت نسيتني ؟!
دنى منها خطوتين معلقا :
– وهو ده منظر عروسة فيوم صباحيتها ها ها ها.
مطت شفتها بضيق ووكزت كتفه :
– الحق عليا اني صاحية بدري عشان اعملك الفطار وانت بتتريق عليا كده ، حمحمت متابعة بغرور :
– وبعدين انا هفضل حلوة مهما كان حالي حبيبي.
رفع زياد حاجبه بإعجاب :
– اه والله مكدبتيش انتي فعلا جميلة فكل حالاتك يا حبيبة قلبي.
ابتسمت بخجل وقبل ان يقترب ليقبلها قاطعته :
– اه صحيح انا نسيت اسألك هو اخوك آسر ده نفسه اللي حكيتلي عنه من قبل.
زياد بضحكة خفيفة :
– طبعا هو انا كم أخ عندي.
– اممم انا اتوقعت يكون شبهك تكونو توأم مثلا من كتر كلامك عنه بس اتفاجأت لما شوفته انتو مختلفين اوي عن بعض في الملامح وحتى التصرفات وطريقة الكلام كأنه مش اخوك.
هز رأسه مؤيدا :
– اه آسر طالع لماما ربنا يرحمها في الشكل وانا طالع بشبه بابا و كل واحد فينا عايش حياته بطريقة مختلفة بس انا الأحلى طبعا.
وضعت رهف كف يدها على يدها الأخرى قائلة بطريقة مضحكة :
– جطعة من تواضعك حياك الله.
تعالت قهقهاتهم ليحتضنها زياد بحب :
– انا الدنيا مش سايعاني ولسه مش مصدق انك خلاص بقيتي مراتي بحبك اوي يا رهف.
– وانا بحبك..
مرر يده على وجنتها و انحنى ليقبلها لكنها انتفضت فجأة وركضت بعيدا عنه :
– الكيك الكيك !!
فتحت باب الفرن وتنهدت براحة :
– الحمد لله لحقت عليه قبل ما يتحرق هطلعه يبرد.
حمحم زياد و دنى منها :
– طيب هساعدك….
__________________________
بعد مرور اسبوع اخر.
في صباح يوم جديد.
كان ادم في مكتبه عندما اتصلت به يارا ، نظر لإسمها مبتسما ثم اجابها :
– افندم.
– حبيبي بيعمل ايه دلوقتي ؟
ابتسم لنبرتها العابثة و اردف :
– بيفكر انتي عايزة ايه من اتصالك بيه ف الوقت ده.
ضحكت يارا بخفة :
– بحبك اكتر لما تفهمني صح…. انا عايزة اطلع مشوار مع رهف.
وضع القلم من يده و علق :
– تروحي فين يا يارا لوحدك بلاش استني لبكره وانا اللي هاخدك المشوار ده.
سارعت يارا في محاولة اقناعه لكي لا يفسد مخططها :
– لالا انا عايزة اطلع مع رهف وصحابي مشوار بنات كده وبعدين انا مش بنت صغيرة عشان تجي معايا يعني نفسي تفهم ان مفيش عصابة مافيا مستنياني برا عشان تخاف عليا كل ده.
ابتسم ادم لكنه استطرد :
– هتروحي فين طيب عشان لو اتأخرتي او تلفونك اا…
قاطعته الاخيرة بضحكة :
– يوك آرتك يااا.
– وبعدين في كلامك التركي ده ما تتكلمي عدل يابنتي في ايه.
تابعت ضحكاتها من تذمره :
– يا ادم في ايه انا مش هسافر من البلد ده كله مشوار صغير ، تابعت بابتسامة وهي تتخيل منظره السعيد عندما يعلم انه سيصبح أبا :
– وبعدين انا هجبلك معايا هدية عيد ميلادك يا حبيبي يلا بقى انا تعبت هاا و هحط الطرحة و اخرج من غير م توافق.
تنهد ادم ليعيد نظره الى ملفاته :
– ماشي بس متتأخريش.
– اوك لا اله الا الله.
– محمد رسول الله.
اغلق الخط و بعد ساعة رن هاتفه بوصول رسالة ، فتحها وكان مكتوبا فيها ” انت دمرتلي حياتي ظلم عشان فاكر ان مراتك محترمة و انا اللي دايقتها بس دلوقتي هتعرف الحقيقة و تندم و تتفضح وسط الناس… “
عقب انتهائه من قراءة هذه الرسالة الغريبة وقبل ان يستوعب معنى هذه الكلمات وصلته عدة صور لزوجته رفقة نفس الشاب الذي تسبب في طرده بعدما تجرأ عليها و في وجوده ايضا…. صور تجمعهما في سيارة وهو يضع يده على وجهها يتلمسه… نفس الوجه الذي كان يمنع اي رجل من النظر اليه بنفس النظرة التي يطالعها ادم بها !!
يتبع…
لقراءة الفصل الحادي والعشرون : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *