Uncategorized
رواية جبابرة السلطة الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق
رواية جبابرة السلطة الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق
رواية جبابرة السلطة الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق |
رواية جبابرة السلطة الفصل الأول 1 بقلم فرح طارق
يجلس بداخل مكتبه وهو يحمل صورتها ويطالعها للمرةِ التي لا يعرف عددها، ف هو مُنذ سنوات لا يتحدث سِوى لصورةٍ فقط، صورة يحملها دائمًا معه أينما ذهب، ينام وهي باحضانه وكأنه يحتضن من بداخل تلك الصورة..
نظر لآثار بقايا دموعه التي سقطت على الصورة، وقام بإزالتها وهو يضحك بسخرية على حاله واردف : فاكرة أما كنتِ بتقوليلي يا غزل إني معنديش قلب؟ معنديش إزاي! وايه الي كان بيفضل يدُق جوايا ويضرب ف صدري كل ما بشوفك قدامي أو حتى ف خيالي؟ إيه الي من يوم مت ما مشيتِ وهو تعبان من غيرك؟ أنا فعلًا دلوقتي يا غزل معنديش قلب، قلبي خدتيه معاكِ وسبتيلي مكانه الوجع على بُعدك عنه..
ابتسم بشرود، وعقله يسبح بين أمواج الماضي، التي من قوتها لازالت عالقة داخل قلبه، وعقله..
توقف عن السير وهو ينظر بجانبه ليجدها تقف خلفه وتطالعه بصمت، ليخرج صوته بتساؤل
– تعبتي من المشي ؟
– تعبت من الكلام ؟
– كلامي عن وجودك يا اميرتي ملهوش نهاية، كل اللي قولته ليكِ مجرد حروف اتشكلت على هيئة كلمات بحاول اخليها بداية بس بفشل !
عقدت حاجبيها بتعجب
– بقالنا نص ساعة ماشيين وف خلالهم انت مسكتش عن الكلام وكل ده بداية بس ؟
ابتسم (قصى) وهو يقترب منها، ثم انحنى أمامها قائلًا
– كل الحروف بقيت هابطة قصاد عيونك اميرتي.
عاد من ذكرياته، على دلوف شخصٍ ما لمكتبه..
رفع انظاره وهو يتطلع لِتلك التي دلفت لمكتبه، وسارت نحوه وصوت حِذائها صداه يعلو بالمكتب، بغرور مُفرط يثير اشمئزازه..
وقفت أروى أمامه وضعت بعض الملفات واردفت بصوتٍ شِبه عال : ممكن أعرف حضرتك ف مكتبك وطالب محدش يدخل ليه؟ وكل الشغل متعطل برة، ده غير الي أنت أمرت بيه بأن مفيش أي حاجة تمشي بدون موافقتك وكإن محدش ف الشركة غيرك مسئول!
طالعها قصى بنظرة شرِسة وأعيُن حادة، وكأنه يستعد للانقضاض عليها بلحظةٍ ما، بينما سكنت هي ملامحها وتحولت من الغضب والغرور للخوف الذي أبت أن تظهره ولكنه قرأه بأعينها بِمهارة..
لمحت تِلك الصورة بين يديه ولوت فمها بسخرية واردفت : آه كان لازم أعرف إن الموضوع فيه سِت غزل!
نهض قصى بغضب واردفت بصوتٍ جهوري : أروى! صوتك يوطى وميعلاش ومتنسيش انتِ بتتكلمي مع مين! قصى المِغواري مفهوم؟
ثم أكمل بتحذير وهو يرفع يدهُ أمام وجهها بحركة تحذيرية : واياكِ ها شوفي اياكِ تذكري إسمها لو حتى ف خيالك بينك وبين تفكيرك يا أروى، غزل تحطي عندها مليون خط أحمر ممكن ف لحظة أقلب واحولهم دم وهيكونوا بدمك انتِ، مفهوم؟
تراجعت بخوف و عدلت من وقفتها وهي تُعيد غرورها وتحاول رسمه على ملامحها، واردفت : أنا جاية علشان الملفات دي محتاجة امضتك عليها.
رجع خلف مكتبه مرة أخرى وجلس وهو يضع قدم فوق الأخرى واردف : سبيهم عندك اراجعهم وأبقي ارجعي خديهم تاني.
نظرت لهُ بغضب واردفت : وهو أنت وصلت إنك تكون مش واثق فيا وعاوز تراجع شغلي من تاني؟ مش كفاية لا ناهي دوري أنا وشهاب ف الشركة كـ مسئولين زيك برغم إنه حقنا؟ ومن حقي أمضي الملف ده بنفسي واسلمه وامشي الصفقة!
ابتسم لها ببرود وامسك بالملفات واردف : متنسيش نفسك يا بيبي، متنسيش إني هنا المدير مهما حصل ومهما عمك أدى أوامر ف في النهاية أنا المسئول هنا، ونص الشركة بإسمي وهو ميقدرش يتحكم ف النص بتاعي، والنص التاني انتِ وابن عمك ليكم الـ 25 ف المِية والباقي بتوع أدهم أخويا الي مسلمه ليا، يعني ف النهاية أنا الكبير هنا وكلامي هو الي يمشي عليكِ قبل أي حد.
رمقتهُ بغيظ شديد أحمر وجهها على أثره واردفت : بس أنا مراتك!
طالعها ببرود واردف : ف البيت مش ف الشغل..
ثم أكمل بسخرية : مش ده كان كلامك؟
استدارت بغضب شديد، وخرجت من المكتب بصوت حذائها الذي يعلو وكأنه تبث بِها غضبها وكلما زاد غضبها كلما زاد صوت اصطدام حذائها بالارضية..
ابتسم قصى بسخرية واعادت ملامحه للحزن مرة أخرى وامسك بالصورة واردف بحزن : يا ترى لو عرفتي إني اتجوزت بعدك وياريتهم مرة لأ دول اتنين، والاتنين على ذِمتي، هتسامحيني يا غزل؟
في مساء اليوم..
ذهبت ناحية الباب وهي تضع الحجاب على رأسها، وفتحته بهدوء و وجدت فلذة كبدها كما تطلق عليه يقف أمامه بهيبته الطاغية..
ابتسمت برضا وهي تستقبله بداخل أحضانها واردفت : وحشتني يا قصى.
قهقه داخل أحضانه واردف وهو يبتعد : لحقت! دا أنا لسة كنت عندك امبارح يا امي..!
لكزته بكتفه بخفة واردف : والله لو دقايق يا قصى غبتهم عن عيني قلبي بيشتاقلك ف لحظة ما رجلك بتخطي خطوة بعيد عنه.
أجابها بمشاكسة : مقدرش أنا ع الكلام ده، ولا معملتيش أكل ف قولتي تاكلي بعقلي؟
لكزته مرة أخرى واردفت بضحك : مش هتكبر خالص؟ ادخل يلا عملالك ورق عنب.
– هو ده الكلام الي يبين قد إيه وحشتك، لكن مش تقوليلي خطوة وقلبي، مليش أنا ف الحاجات دي.
ضحكت على أبنها، وسارت خلفه..
بعد وقت كان يجلس الإثنان على مائدة الطعام، يأكلون بهدوء وصمت قاطعته فريدة بتساؤل : وعامل إيه يا قصى؟ كويس؟
قصى بمشاكسة : ما تسألي عنه على طول! من وقت ما جيت وانتِ عمالة تقوليلي عامل إيه، قوليلي أبوك عامل إيه وهاتي م الآخر!
– يوه عليك، طب ما تجاوب طالما فاهم!
تنهد قصى بحزن على أمه التي برغم ما فعله والده معها، وجوازه مرة أخرى وهي على ذمته، وخروجها من بيته مكسورة الخاطر ف هي لازالت تحبه!
– كويس يا أمي، وكويس أوي كمان هو ومراته.
دق قلبها بحزن شديد، وحاولت إلهاء الحديث وهي تتسأل مرة أخرى : طب وأنت عامل ايه مع بنته؟ أقصد بنت مراته، ما تحاول تتعايش معاها يا قصى وتربي ابنها وتكون اب تاني ليه! وهي مراتك وده حقها عليك، والبت طيبة يا ابني!
– والله يا أمي دا انتِ الي طيبة! دا أنا قولت أنك مش هتسكتي غير أما اطلقها..!
استرد حديثه بجدية : بصي يا ماما، أنا ونفيسة متفقين من يوم ما إسمها اتكتب على إسمي إننا مش هنكون متجوزين غير بس قدام أمها وجوز أمها غير كدة لأ، وبيني وبينها كل واحد فينا صريح مع التاني، هي عارفة قلبي لمين وأنا عارف قلبها لمين.
– والي هي قلبها ليه مات، والي أنت قلبك ليها هي فين ؟ عيش يا ابني الي قدامك وارضى بنصيبك! أهو البت ع الأقل أحسن من أروى وأغلب منها..!
تنهد بارهاق وتعب وهو يأخذ أنفاسه بضيق وكأن هناك من يخنقه : آه يا أمي من أروى، عارفة لما تكوني محطوط حبل رابط إيدك وف كل مكان تروحيه بعيد عن الحبل تلاقي إيدك بتتشد؟ أهو ده حالي مع أروى! حبل تقيل ملفوف مش حوالين ايدي بس لأ ده حوالين رقبتي، وبنام وبصحى ع اليوم الي الحبل ده يتشال من حوالين رقبتي.
لوت فمها بحزن على ابنها وفلذة كبدها واردفت : طب وهتفضل ع الحال ده يا قصى؟ عمرك بيجري والسنين بتتقدم وأنت لسة بتدور على راحتك ف مكان مجهول مش باينله أثر قدامك؟
أمسك بيدها وقبلها واردف : دعواتك بس وصدقيني المجهول ده هيبقى بوضوح الشمس قدام قلبي قبل عيوني.
– وابوك يا قصى؟ لسة أنت واخوك..
قاطعها قصى بأعين حادة، ونبرة جامدة
– وغلاوة كل دمعة نزلت منك لهيدفع التمن ده غالي، ف أغلى شيء عنده.
– حرام عليك يا قصى! ده أبوك يا ابني ولو عليا ف أنا مسامحة.
مد قصى يده ليحضن وجهها بين كفيه، ثم أخبرها
– دموعك لازم يدفع تمنها، قعدتك فوق السطوح وهو واحدة غيرك واخدة مكانك، وهو فارد سُلطته عليكِ، هيدفع تمنها..
طالعته بقلة حيلة، ويأس، ثم اردفت
– اخوك غرف بجوازاتك الاتنين؟
– قصدك جنازاتي.
لكزته بخفة قائلة
– بعد الشر عليك يا حبيبي! كلها وقت وتشوف حياتك ودنيتك أنت.
“في مكان آخر تحديدًا دبي”
انتهى من الإجتماع الطاريء الذي أقيم بالشركة بسبب خلل حدث بالشبكة الإلكترونية داخلها، ثم غادر متجهًا لمكتبه..
– يخربيت خطواتك يا سلطان! صاروخ بيجري يا أخي!
استدار لهُ سلطان قائلًا بتساؤل جاد
– عملت اللي قولتلك عليه؟ والشركة أخبارها إيه؟ وأنا هسافر امتى؟
– احنا مش قولنا إنك مش هتسافر؟ الشركة لازم رئيسها يكون حد بعيد عنكم خالص، عشان أي إجتماع..حالة طواريء، أي شيء يحصل لازم غيرك أنت، وقصى يظهر ف الزاوية!
– هرجع أشوف قصى، وأخباره إيه ف مصر، وهرجع تاني دبي، بس لازم أشوف قصى، حاسس بأن فيه حاجة مخبيها عني.. وحاجة كبيرة كمان، مش متطمن.
– حاجة زي إيه يعني؟!
استدار سلطان بحيرة، قائلًا بتشوش
– مش عارف، بس قصى فيه حاجة، وخايف يقولي..لازم أرجع أشوفه، خايف يكون واقع ف مشكلة، ومش عارف يطلع منها!
– طيب أسافر أنا أشوفه؟ ظهورك ف مصر دلوقت، أبوك مش سهل، لو ربط ظهورك ف مصر..مع ظهور الشركة، هيفهم إنك ليك يَد فيها، خاصةً إنها قائمة على تنافس أبوك بالتحديد.
تسأل سلطان بجدية
– هو سليمان مهران لسة بينافس بابا ف السوق؟
– لأ، أبوك قضى عليه أصلا أول ما عرف إن هو، ف البداية كان مفكرك أنت وقصى، لأنه كان بينافس من شركة إسمها مجهول ف السوق..
بس أبوك عرف المكيدة بتاعته.
– كويس، علشان لما نقوم شركتنا احنا ف مصر، ميشُكش فينا، سليمان مهران عملها ف ملعبنا المرة دي..
أنهى حديثه ثم تنهد بحيرة، قلبه لم يغفل يومًا عن أخيه!
هكذا منذ الصغر، إذ بكى قصى شعر قلب سلطان فورها..
ف شعوره لم يخِب ذات مرة، وتلك المرة أقوى من كل ما سبق معه!
في مكان آخر، تحديدًا فيلا سراج الدين المغواري..
وقف داخل غرفته، وهو يتذكر ما ارتكبه بحق ابنه، وانساق خلف شكوكه التي زادتها زوجته داخله..
عودة للماضي
قبل شهر مضى..
– يعني إيه؟ الشركة اللي بتنافسني طلعت شركة عيالي! عيالي اللي ربيتهم وكبرتهم ف الآخر ينافسوني ف السوق! الفلوس اللي خليتهم رجالة دلوقت هدفهم يخسروني!
كان ذلك صوت سراج الدين وهو يصرخ داخل مكتبه، لا يصدق ما عرفه للتو! أولاده هم من يسعوا لتدميره وخسارة شركاته؟ هم من يسيرون خلفه ليوقعوا به!
– ولادك طول ما هما أيديهم ف ايدين بعض، هتلاقيهم فوقيك، لكن طول ما كل واحد منهم بعيد عن التاني، هتلاقيهم تحت رجليك.
استدار سراج الدين لتلك الأنثى الماكرة، واردف بعدم فهم
– تقصدي إيه!
– تبعدهم عن بعض، أخلق أي شيء بينهم يخلي كل واحد فيهم مش طايق التاني..بس الأفضل تخلي سلطان هو اللي يرمي أخوه.
– نهاد! اتكلمي من غير ألغاز أنا مبقتش فاهم حاجة!
جلست نهاد على الأريكة الجلدية الموجودة داخل المكتب، و وضعت ساق فوق الآخر وبدأت بالحديث
– سلطان أنت عارف هو بيعشق بنت عمه إزاي..
ف بسيطة هتجوز قصى لحبيبة أخوه وتوقع بين الاتنين.
– قصى مستحيل يتجوز أروى!
نهضت من مكانها وحاوطت رقبة سراج واردفت بنبرة ماكرة
– ما ده دورك يا حبيبي، تخلي المستحيل..ممكن.
اقتربت منه أكثر واكملت بجانب وجهه
– هتلعب على قصى بـ والدته، وأنت عارف قصى بيعشقها إزاي، تهديد بسيط بيها وهيركع تحت رجليك يترجاك تجوزه لاروى.
ابتعدت عنه وجلست مرة أخرى وهي تطالعه بتشفي وتروي، تلك النظرات الثعبانية التي تخرج من عينيها..فقد وصلت إلى مرادها وهي تجد ملامح سراج الدين ينعبث منها الإعجاب بخطتها تلك!
بينما كان هو يثور كالاسد الذي أخذت منه فريسته للتو!
ولكن كيف لن تؤخذ منه وهو من علمهم أن يفعلوا ذلك؟!
علمهم كيف يسعوا ليجسوا على عرش السُلطة، لكنه لم يتخيل يومًا أن ما إن تُفتح عينيهم، ستكُن على مِقعد سُلطته هو!
عودة مرة أخرى للحاضر..
عاد سراج الدين من تفكيره، وهو يشعر بالذنب مما فعله بحق ابنيه!
زوج إبنه الصغير من ابنة عمه التي يعلم إن ابنه البِكر يعشقها منذ الصغر؟ ولماذا! لأن شركة نافستهُ وقد أوحي لهُ من بعض الأعداء أن ابنيه هم من ينافسوه عن طريق تلك الشركة، ليُقرر الوقوع بينهم، وتزويج قصى لاروى، حتى يكتشف بعدها أن تلك الشركة لشخصٍ يدعي “سليمان مهران” وهو رجل أعمال آخر، ينافس شركته في سوق العمل؛ ولكن عن طريق شركة أخرى مجهولة الهوية، حتى لا يكُن داخل الصورة!
في مساء اليوم، عاد قصى للمنزل، وصعد لغرفته..
تلك الغرفة المتواجدة بالطابق العلوي، بعيدًا عن زوجاته..وعن زوجة أبيه، وأبيه..وكل شيء.
دلف لغرفته، ثم أخذ شاورًا دافئًا، لينتهي به المطاف مستند برأسه على ظهر الفراش، شاردًا بالماضي..
كيف فقد حبيبته الوحيدة؟
وانقسمت عائلته، لتصبح والدته تقبع فوق غرفة فوق سطوح منزل متهالك، بينما والده يتمتع بين سُلطة ومال، هو وزوجة أخرى تزوجها فور أن رمى والدة قصى وسلطان؟
من ثم يقرر هو وسلطان الانتقام من أبيه، وزوجته.. حتى ينقلب كل شيء ضده، ويجد نفسه متزوج من ابنة عمه وحبيبة أخيه! وزوجة أخرى..