Uncategorized
رواية وقت محدود الفصل الرابع 4 بقلم مريم حسن
رواية وقت محدود الفصل الرابع 4 بقلم مريم حسن
رواية وقت محدود الفصل الرابع 4 بقلم مريم حسن |
رواية وقت محدود الفصل الرابع 4 بقلم مريم حسن
بدأ أسامة يبحث عن الأدلة ليكشف الحقيقة، تاركًا مشاعره جانبًا. توجه لأحد أصدقائه الذي يعمل مبرمجًا وقد استعان به في قضايا كثيرة.
ـ خير، إيه اللي رماك علينا؟
قالها صديق أسامة عندما ذهب له أسامة.
ـ قضية مهمة جدًا ومتوهاني.
أخرج من جيبه شريحة الذاكرة التي أعطتها له يارا، وقدمها له: الميموري كارد دي فيها ملفات تدين شركة متهم عندي إنهم بيتاجروا في المخدرات، أنا شاكك إن ليهم إيد في الحادثة.
نظر له صديقه بتمعن: والمطلوب؟
ـ عايزك تهكرلي كمبيوتر صاحب الشركة يا محمد.
حك محمد ذقنه بتفكير: بس الموضوع مش بالسهولة دي يا أسامة.
رد عليه أسامة موافقه الرأي: عارف وعشان كدا جيتلك، ها؟ قولت إيه؟
صمت محمد قليلًا يفكر، ثم فتح عينيه كأنما حسم أمره.
ـ قولت إيديني شوية وقت أفكرلك في طريقة سهلة أهكره بيها.
ابتسم أسامة بنصر: ماشي.
***
ركب أسامة سيارته وتوجه لصديق أخر له يعمل كطبيب شرعي، طرق باب منزله ففتح له طفل صغير، حالما رأى أسامة صاح بحماس.
ـ عمو أسامة جيه، عمو أسامة جيه!
نزل أسامة بجسده مبتسمًا للطفل يسلم عليه، أتى والد الطفل على أثر صوته فابتسم عندما رأى أسامة.
ـ أهلًا يا متر، عاش من شافك.
وقف أسامة مبتسمًا واحتضنه: دكتور سالم، عامل إيه؟
خرج سالم من عناقه وأفسح له الطريق ليدخل: ادخل يا جدع أنت لسه واقف.
ألقى أسامة السلام بصوت عالي وهو يدخل، بينما استدار سالم لابنه وانحنى هامسًا له.
ـ روح يا بطل قول لماما بابا بيقولك ممكن اتنين شاي من إيديكي الحلوين دول.
هز الطفل رأسه بابتسامة مطيعة وركض نحو مكان والدته يعلمها بطلب والده، بينما جلس سالم مع أسامة.
ـ منور يا أسامة، عامل إيه مسمعتش منك من ساعة حادثة مراتك.
زار وجه أسامة ابتسامة حزينة: أنا جايلك أصلًا بخصوص الموضوع دا.
عقد سالم حاجبيه بعد فهم ليبدأ أسامة بسرد أحداث القضية عليه. زفر سالم بحيرة وأخذ يحك رأسه بتفكير.
ـ والله يا أسامة القصية دي فعلًا غريبة ومعقدة.
ـ الغريب إن يارا اللي هي مرات يوسف بتقول إنها لما كلمت يوسفكان باين عليه إن صوت تقيل وهو بيتكلم، زي ما يكون نعسان، دا غير إنها قالت إنه حاول يدوس على الفرامل بس موقفتش، دا معناه إن في حد لعب في العربية بتاعته.
ـ يبقى اتأكد من كدا، أما بقى حالته دي ففي الغالب هو كان متخدر، ممكن يكون حد إداله مخدر.
صمت أسامة يفكر في كلام سالم، ثم نهض فجأة.
ـ طيب أستأذن أنا دلوقتي.
نهض سالم معه وتوجه به إلى الباب.
ـ طيب ولو وصلت لحاجة قولي ولو احتاجت مساعدة أنا موجود.
ـ إن شاء الله.
***
استطاع أسامة بعلاقاته أن يذهب لحيث توجد سيارة يوسف ومعه ميكانيكي لمساعدته. بدأ الميكانيكي يفحص السيارة بينما حاول أسامة أن يبحث عن أي شئ يمكن أن يصبح دليلًا.
هتف الميكانيكي لأسامة: باشا.
توجه أسامة نحوه ليجده يمسك بأسلاك مقطوعة، أردف الميكانيكي موضحًا: الفرامل مقطوعة يا باشا، في حد لاعب فيها.
تأكدت شكوك أسامة، أخرج هاتفه من جيبه وصور الأسلاك عدة مرات، ثم أعاد هاتفه لجيبه وشكر الميكانيكي وأعطاه المال لمساعدته. رحل الميكانيكي بينما وقف أسامة مكانه يبحث في السيارة عن أي خيط يرشده لحل القضية، وقع بصره على زر قميص أسود لم ينتبه له للوهلة الأولى، ارتدى أسامة قفازاته وأمسك بالزر ووضعه في كيس بلاستيكي شفاف ودسه بجيبه وخرج.
ركب سيارته وسار بها لكنه لاحظ سيارة تسير خلفه منذ فترة، فبدأ شكه يزداد وسار في طرق ملتوية ليتأكد ما إذا كانت تسير خلفه، فاستمرت باللحاق به، فزاد سرعة سيارته عله يستطيع الهروب منها. فجأة أصاب أسامة صداع قوي وبدأ يشعر ببعض الخدر يسري بجسده. علم أنه لن يستطيع الاستمرار هكذا فقرر التوجه لمكان غير منزله لأنه متأكد أن هناك من يتنظره بمنزله.
أمسك بهاتفه واتصل بسالم وحالما سمع صوته هتف أسامة محاولًا المحافظة على ثباته.
ـ سالم أنا رايح على المستشفى اللي جنب بيتك قابلني هناك بسرعة.
هتف سالم بقلق عندما لاحظ ارتجاف صوته: أسامة؟ أنت فين دلوقتي وبتعمل إيه؟
انعطف أسامة يمينًا وفتح صوت هاتفه ليستطيع سماع سالم دون تقريب الهاتف منه.
ـ في عربية بتمشي ورايا وبحاول أفلت منها وحاسس بخدر بدأ ينتشر في جسمي وصداع قوي في راسي، أنا مش هعرف أروح بيتي دلوقتي لأنس متأكد إني هلاقي حد هناك، أنا هحاول أهرب منهم وأروح على المستشفى تكون أنت هناك عشان حاسس إن حركة جسمي بتصعب مع الوقت.
أغلق أسامة الاتصال وألقى بهلتفه على المقعد ونظر للسيارة من المرآة ليجد السائق يخرج مسدسًا وصوبه نحوه، حاول تفادي الرصاصة بصعوبة لكنها أصابة باب سيارته.
بعد محاولات كثيرة استطاع أسامة الإفلات من السيارة وتوجه للمشفى وأوقف سيارته أخيرًا وأعاد رأسه للخلف مستسلمًا لشعور النعاس الذي كان يقاومه بشدة.
***
فتح أسامة عينيه بثقل وأغلقها مجددًا ثم فتحها ببطئ ليعتداد على الضوء، نظر حوله ليجد نفسه في المشفى، تذكر ما حدث قبل فقدانه للوعي فنهض سريعًا ليجد سالم أمامه يمنعه من الوقوف.
ـ اهدى يا أسامة، ارجع مكانك دلوقتي.
فرك أسامة وجهه يحاول جاهدًا تذكر ما حدث بعد وصوله أمام المشفى، وداهم رأسه صداع شديد.
ـ إيه اللي حصل؟
ـ لما وصلت المستشفى استنيتك وبعدين شوفت عربيتك بتركن بس منزلتش فروحتلك ولقيتك غايب عن الوعي، شكلك استنشقت كمية مخدر خلتك بالحالة دي.
مخدر؟ لكنه لا يتذكر استنشاقه لأي مخدر، تعجب أسامة وبدأ يراجع ما قام به لكنه تذكر الأدلة التي وجدهافهب واقفًا وصاح.
ـ هدومي، فين هدومي؟
أحضرها سالم سريعًا وأعطاها له، وأخذ يبحث بها حتى وجد الزر وهاتفه، فتح هاتفه ليجد الصور موجودة فتنهد بارتياح، ثم نظر لسالم ورفع أمام الكيس الذي به الزر.
ـ خد عايزك تشوفلي الزرار دا عليه بصمات مين وهبعتلك صور تطبعها وتخليها عندك، وخلي معاك الفلاشة دي كمان للاحتياط عشان مش هقدر أخليهم معايا.
ـ إيه اللي حصل إمبارح ومين اللي كان وراك؟
قص عليه أسامة كل شئ صم ارتدى ملابسه سريعًا وهتف وهو يخرج: أنا هروح دلوقتي وعايزك تخلص التحليل بسرعة.
***
توجه أسامة بسيارته لمحمد ليرى إلاما وصل.
ـ وصل لإيه يا محمد؟
توجه محمد نحو مكتبه وفتح أحد الأدراج وأخرج جهازًا صغيرًا باللون الأسود وأعطاه له.
ـ دي فلاشة اسمها «Blackbag» دي لو دخلتها في كومبيوتر مدير الشركة لمدة خمس دقايق هقدر أهكره.
نظر أسامة للجهاز القابع بيده بتمعن، ثم أغلق قبضته عليه بإحكام ونظر لمحمد.
ـ تمام هشوف طريقة أقدر بيها أدخلها فيه، سلام دلوقتي.
***
ركب أسامة سيارته وتوجه لمحل تجاري كبير ودخله، ثم أبدل ثسابه داخل الحمامات وارتدى قبعة ونظارة شمس وخرج من بوابة المتجر الخلفية، وعاد لسيارة يوسف مجددًا ووضع منديله القماشي على أنفه وبدأ يبحث عن شئ ما، قلب السيارة رأسًا على عقب، ولكن بلا فائدة. أغمض عينيه بتفكير يفكر كيف يجد ما يبحث عنه وأين يمكن أن يكون. فتح عينيه فجأة وبدأ ينزع شفرات مكيف السيارة جميعها، وقفت يده عن الحراك فجأة ثم مدها داخل المكيف ليخرج بقطعة قماش بيضاء، قابتسم بخبث، لقد علم الآن كيف تم الحادث، وأخيؤًا استطاع فط شيفرات القضية وحلها. وضع قطعة القماش بكيس بلاستيكي ووصعها بجيبه. ارتدى قبعته ونظارته الشمسية وخرج مستقلًا سيارة أجرة وتوجه حيث ترك سيارته.
***