Uncategorized
رواية رحلة عسل الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر
رواية رحلة عسل الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر
رواية رحلة عسل الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر |
رواية رحلة عسل الفصل الثالث 3 بقلم أمل نصر
استطاعت رجاء بكلماتها المحفزة ان تزرع الثقه بعقل ابنتها سحر والاخيره سارت على نصائحها هذه المرة بكل تفانى .. فبعد ان رأت جيداً ماتملكه من مقومات ضاعت من غيرها بسبب الاهمال زادت هى من جرعة اهتمامها بنفسها لتزداد تألقاً وبهاءاً وتجذب اليها الانظار أينما ذهبت .. مع اجادتها الحديث بلباقة اذا سمعت من احداهن السؤال المعتاد عن تأخر زوجها .. فترفع ذقنها وترد بكبرياء :
– واللى اتجوزوا خدوا ايه ؟ انا قاعده هانم فى بيتنا وان مجاش اللى يستاهلنى.. يبقى بلاها احسن من الجواز وقرفه .
ولكن كان يقلقها هذه النظرات الغريبة والغامضة التى كانت تجدها فى عيون هذا المدعو” هاشم ” ابن خالها .
حينما كانت تلاحقها أينما ذهبت .
مر يومان على بقاءها فى البلده وهذا اليوم الثالث وهو يوم الحناء الذى يسبق الزفاف .. والذى اقيم فى فناء منزل العريس المجاور لمنزلهم وذلك لمساحته الشاسعه..ولانها ليست معتاده على حضور افراح القرية التى تبدأ من بعد صلاة المغرب فقد تأخرت وسرقها الوقت لتجد ان جميع نساء المنزل سبقوها فى الذهاب ولم يبقى الا كبار السن من الرجال ..وعندما قامت بمهاتفة والدتها طلبت منها الحضور وحدها فالمسافه قريبة للغاية.
بعد ان خرجت من منزل خالها واقتربت من المنزل المزين بالانوار المبهجة تعرقلت بحجر صغير وكادت ان تسقط قبل تدلف لباب المنزل لولا هذه اليد القوية التى اتت من الفراغ لتسندها .
– حاسبى .
التفتت لمصدر الصوت وهى تستقيم بجسدها وتنفض كفه المطبقه على كفها وجدته شاب وسيم ذو ملامح غريبة عنها ولكن خمنت من الوهلة الأولى.. لابد ان يكون من اقارب العريس .. قالت ممتنة :
– شكراً ليك حضرتك ؟
– حضرتك!!
قالها بلهجه ساخره أغضبتها فنظرت اليه بتحفز :
– ايه وحشة حضرتك .. معلش بقى اعتبرني سحبتها..
همت لتذهب ولكنه اوقفها معترضاً طريقها
– استنى عندك .. انتى اسمك ايه؟و بنت مين هنا فى البلد ؟
صاحت بوجهه :
– انتى مالك بأسمى وصفتى ..هاتعملى تحقيق ؟دا ايه المصيبه دى !
قالتها وذهبت من امامه لينظر هو فى اثرها بدهشة كبيره وابتسامه عريضه على وجهه . محدثاً لنفسه .
– مجنونة دى ولا ايه ؟
فور ان دلفت سحر لداخل الفناء المقام به ليلة الحناء.. التقتها والدتها بلهفه
– اتأخرتى ليه انا قلقت عليكى .
همت ان تُجيب والدتها ولكنها تفاجأت بمروره امامها ضاحكاً :
عبست بوجهها تسأل والدتها
– مين ياماما الجدع الغتت اللى معدى قصادنا ده؟
التفتت سحر للناحية المقصوده فشهقت بصوت واضح ضض
– غتت مين يابت الهبله؟.. دا رمزى ابن عم العريس اللى كان مسافر بره ورجع من اسبوع بس .
القت اليه نظرة غيرُ عابئه :
– على نفسه !
وكانت المفاجأة حينما اقترب منهم برفقة العريس الذي صافح رجاء بمودة بصفتها عمة عروسه .. ورجاء استقبلته بحفاوة فقدم لها قريبه رمزي.. صافحها الاَخر مرحباً لتنتقل انظاره على سحر فقال مداعباً:
– هي الاستاذه تبقى بنتك ؟
نظرت إليه مصدومة حينما دعتها والدتها بمكر و بابتسامة متسعة :
– سلمى على رمزي ياسحر ..دا يبقى ابن عم العريس.
تقدمت خطوتها بتردد وهى تمُد اليه يدها بامتعاض :
– اهلا حضرتك .
ضغط على كفها الناعم وهو يتحدث بابتسامة متسلية :
– يااهلا وسهلاً بيكي ياأستاذة..انا قولت من الاول انك غريبة عن البلد .. عشان شكلك مايدلش خالص على انك من هنا .
قالت سحر باستنكار:
– ياسلام.. وانت قوي الملاحظة بقى ؟
قالت رجاء بخبث :
– ايه دا ؟ هو اتعرفتوا على بعض .
بابتسامة عريضة قبل ان يلتفت ويذهب خلف ابن عمه العريس قال :
– قابلتها على باب البيت وانا داخل .. يااهلا بيكى مرة تاني ياانسة سحر .
شهقت رجاء وهي تنظر في اثره قالت :
– دا عرف اسمك كمان يامنيلة !
ابتسمت سحر رغم انزعاجها والتفتت بعد ذلك لرقص العروسين والاقرباء ولكن نظراته المسلطة عليها كانت تشعرها بالتوتر ومع ذلك كانت سعيده ولا تعرف لماذا .. اشتعلت اجواء الحفل.. فتبرع هو برقصة بالعصا بجلبابه البلدي لفتت انظار الجميع .. والهبت حماس الفتيات واعجابهم به.. فكانت فرصة لسحر كي تنظر اليه جيداً.. حسن المظهر بشكلٍ لافت.. وجه منحوت على بشرة قمحية ولحية خفيفة زينت فكه فزادته وسامة .. فاجأها بنظرة خاطفة وكأنه يوصل لها رسالة انه على علم بنظراتها المتفحصة له .. اشاحت بعيناها بعيداً عنه وهي تزفر بضيق من لؤمه معها رغم حداثة معرفتها به والتي لا تتعدى الساعات .. عادت للحفل وهي تعد نفسها بعدم النظر اليه مرة اخرى.. ولكن هذا لم يحدث واستمرت بينهم لعبة التحدي بالنظرات حتى انتهاء الليلة.