روايات

رواية حنين الفصل الخامس 5 بقلم حسناء حسانين

 رواية حنين الفصل الخامس 5 بقلم حسناء حسانين
رواية حنين البارت الخامس
رواية حنين الجزء الخامس

رواية حنين الحلقة الخامسة

حنين: بجد؟ يعني خلاص هروح الجامعة؟
إبتسملي وسكت شويه، بعدين مسك طرحتي وقالي:
حسن: خلاص هتروحي، بس مفيش حاجه ببلاش.
إترعبت أول ما قال كده، غمضت عيني وأنا بقوله:
حنين: لأ يا حسن أرجوك.. أرجوك.
دقات قلبي زادت وكنت بتنفس بسرعة وأنا مغمضة عيني، سمعت صوته بيضحك:
حسن: ههههههه، حلو أوي الرعب اللي باين علي وشك ده.. خايفة ليه؟ ومن مين؟
حنين: إنت عايز ايه؟
حنين: كل خير، مش عارف إنتي خايفة ليه، مش واخدة بالك إن دراعك مكسور ولا إيه؟!
أخدت نفسي، أنا كنت خايفة منه ومش واخدة بالي من دراعي المكسور، سألته:
حنين: طيب إنت عايز إيه عشان أروح الجامعة؟
شال الطرحه من علي راسي وبعدين حطها تاني كأنه بيلفها وهو بيتكلم:
حسن: عايزك تلبسي النقاب، يا تلبسيه يا مفيش جامعة.
حنين: النقاب؟! بس مينفعش تفرضه عليا، لازم أكون مقتنعة بيه.
حسن: وإنتي مش مقتنعه بيه؟!
حنين: أكيد مقتنعة ونفسي ألبسه، بس إنت متعرفش إن نظري ضعيف جدا وخايفة أشيل ذنب إني ألبسه وأرجع أسيبه تاني.
حسن: إمممم.
سكت وقام إتحرك في الأوضة، سألته:
حنين: إنت ليه عايزني ألبسه، حتي ده عايز تتحكم فيه؟
حسن: هو مش موضوع تحكم ولا حاجه، بس أنا مقبلش إنك تنزلي الجامعة ده وسط مليون شاب كل يوم يقعدوا يبصولك ويعاكسوا في حضرتك.
حنين: مش هيحصل أنا غيـ….
حسن: لقيتها، إلبسي الخمار زي فريدة.
حنين: سيبني أفكر عشان مينفعش تفرضه عليـ….
حسن بصوت عالي: مات الكلام، يا تلبسي الخمار وتروحي الجامعة، يا إما مفيش جامعة نهائي.
هزيت راسي وسكت، أنا أصلاً كان نفسي أوي ألبسه ونفسي حد يشجعني، بس تحكمه فيا إستفزني وخلاني أقوله كده، رجع قعد تاني ومسك المعلقة وقبل ما يأكلني سألته:
حنين: يعني ماسألتنيش أنا عايزة أدخل كلية إيه.
حسن: هندسة.
حنين: إنت عرفت إزاي؟!
حسن: أنا أعرف كل حاجه عنك، أنا عارف اللي بيدور في راسك من غير ما تقوليه.
حنين: طب عارف أنا بفكر في إيه دلوقتي؟
ساب المعلقة وبص في عيوني وسكت، لأ ده سرح مش سكت، وأنا كمان سرحت، نفسي أعرف اللي بيدور في دماغه، سألته بهدوء زي هدوؤه:
حنين: إنت ليه كده؟
حسن: ليه كده إزاي؟
حنين: وإحنا صغيرين مكنتش كده، قبل ما نفترق كنت طيب وحنين أوي، بعدين سمعت إنك ما كملتش تعليمك وشخصيتك إتغيرت تمامًا، صدمتني أول يوم هنا في القصر بظلمك ليا وتحكمك، غصبتني علي الجواز عشان مصلحتك ومفكرتش فيا، مش ممكن الشخص اللي حبسني في أوضة ضلمة هو هو نفس الشخص اللي شالني لحد المستشفي وبيأكلني دلوقتي بإيده، حاسة إنك مسافر بعيد عن نفسك ومحتاج اللي يرجعك.
سمعني للآخر ولأول مرة مبقاش خايفة من رد فعله، مسك إيدي الشمال وحطها علي وشه وقالي بصوت واطي كأنه بيترجاني:
حسن: رجعيني إنتي، ما تبعديش يا حنين أنا مفيش حد معايا غيرك، ما تكسرنيش وتعايريني بجهلي،
ما تلومنيش علي حاجه أنا مليش ذنب فيها.
حنين: أنا مش بـ.. مش بعايرك بس أنا كنت مصدومة وخايفه من فكرة جوازي منك، واللي حصل كله كان غلط، أنا منفعش أبقي ليك ولا إنت.. ولا إنت مناسب ليا.
حسن: بس أنا…..
غمض عينيه وساب إيدي ومشي بسرعة من الأوضة ورزع الباب وراه، قلت لنفسي:
_ إيه اللي خلاني أقول كده بس؟ ده حتي بدأ يتغير في معاملته ليا.. لأ اللي حصل هو ده الصح، كلها كام يوم وكل واحد يروح لحاله، لازم يبقي عارف حدوده معايا من دلوقتي.
ِشِلت الصينية بإيدي الشمال بالعافيه ونزلتها عشان أطلع أنام تاني، دخلتها المطبخ للست اللي بتشتغل ومكنش فيه حد في القصر، لسة هطلع علي السلم شوفت حسن قاعد في الجنينة وبيدخن، مش عارفة هو فعلاً مدمن زي ما بابا كان بيقول عليه قبل ما يتصالحوا ولا لأ؟ إترددت أروح له ولا أطلع وفي الآخر طلعت.
في الدور التاني في أوضة كبيرة فيها كراسي ومحدش بيقعد فيها، وأنا رايحة أوضتي سمعت أكرم وفريدة بيتكلموا في الأوضة ده:
أكرم: إحنا هنفضل لحد إمتي خايفين منه يا فريده، أنا بكره هتكلم معاه وهتقدملك.
فريدة: لأ عشان خاطري بلاش دلوقتي، حسن لسة مخدش اللي هو عايزه ومش هيسمح لحد يفرح.
أكرم: أيوة يعني هنفضل كده لحد ما يوافق هو.. والله مفيش حد صعبان عليا في الليلة ده كلها غير حنين، لسة عندها أمل إن جدي هيوزع الورث وتتطلق منه، متعرفش إن كل حاجه مكتوبة بإسم حسن وكل اللي حصل ده كان كدبة.
حسيت إن الأرض بتتحرك تحت رجلي، سندت علي الحيطة لحد ما وصلت أوضتي وأنا عقلي إتجمد من اللي سمعته، قعدت علي السرير بحاول أستوعب إيه اللي حصل وبيحصل هنا، إزاااي؟ إزاي كل حاجه مكتوبة بإسمه؟ طب ليه جدي قال كده؟ وإزاي بابا وعمي إتصالحوا عشان ياخدوا حقهم وملهومش حاجه أصلاً؟ وليه أنا ضيعت ما بينهم؟ يعني أنا كنت التمن، تمن لإيه؟ يمكن عشان كده كانوا سايبينوا يعذبني من غير ما يدخلوا، طب ليه؟ ليييه؟ أنا هتجنن!
نزلت وأنا الدم بيغلي في عروقي، جريت علي الجنينة لقيته لسة قاعد وبيدخن، صرخت:
حنين: أنا عايزة أفهم إيه اللي إنتوا عملتوه فيا ده؟ إنت عايز مني إيه يا جدع إنت؟
حسن: صوتك مايعلاش.
حنين: لأ هيعلي، ومن النهاردة مش هسمع كلام حد وهمشي من هنا وإنت هتطلقني.
رمي السيجارة وقعد وإتكلم ببرود:
حسن: إتفضلي إمشي، الباب مفتوح عندك أهو، لو إنتي قد كلمتك إمشي.
حنين: مش قبل ما تقولي ليه عملت كده، لما كل حاجه مكتوبة بإسمك إتجوزتني ليه وجمعت العيلة كلها؟
إتفاجئ إني عرفت، قام وقف وقرب:
حسن: برضو مش عايزة تفهمي! عشان عايزك، هعمل كل ده ليه غير لو أنا اللي عايزك ومش مفروضة عليا ولا حاجه.
قلقت من شكله، سألته:
حنين: هو إنت شارب مخـ ـدرات؟
حسن: مخـ ـدرات إيه إنتي إتجننتي ده سجاير عادية، وبعدين معاكي، مش هتبطلي تخافي مني؟
حنين: إنت اللي وصلتني لكده، ياريت تفهمني ليه جمعتنا وإزاي هما ساكتين ومش بيعارضوك ولا بيكسرولك كلمة؟ وليه مش بتكلم أبوك وأمك؟
إتعصب أوي من آخر جملة وزعق:
حسن: إطلعي أوضتك يا حنين ومتسأليش تاني.. ولو عايزة تروحي الكلية إعملي اللي قولت عليه، وطلاق مش هطلق ولو علي رقبتي.
سبته وطلعت أوضتي وأنا لسة محتارة ومش لاقية إجابات لأسئلتي، مش عارفة أخرة اللي بيحصلي ده إيه وحسن عايز مني إيه؟ تعبت من التفكير ونمت من التعب، علي الأقل هروح الكلية وهو بطل يعاملني وحش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدت أيام وأنا مش بكلمه ولا هو بيكلمني، سمعته في يوم بيهزقهم وبيسألهم مين قالي علي إن كل حاجه بإسمه، حاولت أسمع حاجه غير كده بس للأسف ماقالوش حاجه.
قدمت في كلية الهندسة وقبلت الحمد لله، وجه أول يوم دراسة ليا، لبست الخمار ونزلت عشان أروح، حسن قالي إنه هيوصلني كل يوم بالعربية وهو في طريقه للشركة، وافقت على طول بدل ما يقعدني خالص، وإحنا خارجين من القصر أم حسن حاولت تكلمه:
سهير: خالتك وولادها رجعوا من السعوديه وهنا في إسكندرية الأيام ده، جدك قالي أجيبهم يعيشوا هنا لحد ما يلاقوا بيت كويس يسكنوا فيه، هتعاملهم كويس يا حسن مش كده؟
مشي وسابها من غير ما يرد، يا تري ليه بيعاملها كده؟ وإحنا في الطريق قالي:
حسن: هوصلك ولو مقدرتش آجي آخدك هبعتلك عربية بسواق، في الجامعه ملكيش دعوة بالدكاترة ولا الطلبة، أنا هبقي عارف كل حركة بتعمليها، أقسم بالله لو لمحتك بتتكلمي مع واحد مفيش جامعة تاني، مفهوم.
حنين: مفهوم.. ده عشان أنا متربية مش عشان خايفة منك ولا حاجه.
حسن: والله؟
حنين: آه والله.
حسن: عارف إنك متربية، بس مش هسمح لحد يكلمك برضو.
وقفنا كلام لحد كده، وصلني ومشي وأنا دخلت الجامعة، كنت مبسوطه أوي بس حاسة إنه بيراقبني، سألت علي السيكشن وحضرت أول محاضره ليا، كان بيدرس المادة ده دكتور إسمه دكتور إسلام، كان بيشرح حلو أوي وأنا كنت فاهمة منه، مش عارفة ليه حسيت إن ملامحه مش غريبة وإني شوفته قبل كده!
خلصت المحاضره وأنا خرجت قعدت في الكافتريا، مكنش في محاضرات تاني بس أنا إتخنقت من القصر ومكنتش عايزة أرجع دلوقتي، قعدت ألعب شويه في الفون وبعدين بعت له مسج عشان يبعت السواق يرجعني، وأنا خارجة من الكافتريا كان في واحد مش كويس عمال يعاكس ويقول كلام وحش زيه، سكت ومشيت بس هو وقف في طريقي، صرخت عشان يعديني وأنا خايفة حسن يعرف ويحرمني من الجامعة، وفجأة دكتور إسلام ظهر في كافتريا الطلبة ومسك الواد زعق له:
إسلام: إنت فاكر نفسك في الشارع يا حيوان إنت عشان تعاكس زميلتك، فين الأمن يعملولك محضر.
واحد من اللي كانوا واقفين قاله إنه مش طالب في الكلية بتاعتنا وإنه هيمشي يرجع لكليته، إعتذرلي ومشي لما خاف من دكتور إسلام، كنت عايزة أمشي بسرعه قبل ما حد ياخد باله بس دكتور إسلام وقفني:
إسلام: إستني يا آنسة، إزاي تسكتي علي معاكسته ليكي، لازم شخصيتك تكون قوية وتقدري تدافعي  عن نفسك.
حنين: أنا والله مش عايزة أعمل مشاكل، وده أول يوم ليا في الجامعة.
إسلام: محصلش حاجه يا آنسة.. إنتي إسمك إيه صح؟
حنين: حـ.. حنين.
إسلام: مالك خايفة ليه؟ إنتي مغتربة ولا ايه؟
حنين: لأ لأ أنا من القاهرة بس عايشة هنا مع جوزي.
إسلام: جوزك؟!! إزا…
قاطعه صوت فوني لما رن، كان السواق فـ إتخضيت وخوفت السواق يكون شافني، إستأذنته وجريت بسرعة علي بره وركبت العربية، السواق قالي أول ما ركبت:
السواق: معلش يا بشمهندسه أستأذنك بس هعمل مشوار قبل ما أوصلك.
حنين: حسن عارف إنك هتعمل مشوار الأول.
السواق: أيوة ووافق بس قالي أستأذنك.
إستغربت إنه بياخد رأيي في حاجات تافهة
ويجبرني علي قرارات مهمة، قلت:
حنين: خلاص يا عم مفيش مشكله.
طلع بالعربية وعمل مشوار الأول وبعدين وصلني، أهو طول الطريق شويه وأخرني عن عذابي اللي في القصر، وصلتني مسج منه خوفت يكون عرف بس الحمد لله كان مكتوب في المسج:
حسن: هخلص شغل بدري وأرجع القصر عشان تحكيلي علي اللي حصل، ما تناميش يا غيبوبه وأنا راجع بدري.
يا تري عايز يعرف اللي حصل في الخناقة ولا اللي حصل في الجامعة؟ ربنا يستر.
وصلت القصر وطلعت علي أوضتي غيرت هدومي وصليت وإستنيت شوية، سمعت صوت عربية حسن وبعدها بدقايق بعت واحدة من الشغالين عشان أنزل، كنت خايفة ومرعوبة أتحرم من الجامعه اللي هو عنده عقدة بسببها، نزلت وأول ما شافني قال:
حسن بإبتسامة: مش قولت إستنيني عشان تحكيلي اللي حصل؟
حنين: لأ ما هو أصل.. أصل أنا تعبت وكدا.
جرس الباب ضرب ومرات عمي فتحت الباب، دخلت ست شبها أوي وحضنتها جامد، أكيد ده خالة حسن، بعدها دخلت بنت في سني كده، بصيت لحسن وحسيت إنه مش طايقهم، دقيقة ودخل واحد طويل زي حسن أول ما شفته إتصدمت:
حنين: دكتور إسلام!!
دخل وسلم على خالته وأول ما شافني أنا وحسن جري ناحيتنا:
إسلام: حنين.. إنتي بتعملي إيه هنا؟
بلعت لساني ومقدرتش أرد وحسن بيبصلنا بـ غضب وحصل اللي كنت خايفة منه.
يتبع ……
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية حنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *