Uncategorized
رواية عهد الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير
رواية عهد الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير |
رواية عهد الحب الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور بشير
أردف عمر قائلاً برزانة: من ٩ سنين و يمكن أكتر ، حضرت حفلة رجال أعمال يا عاصم و هناك قبلت عهد و برغم أنها بعيده عن مجالنا و شغلنا إلا أنها كانت موجوده فى الحفلة بحكم أن والدها رجل أعمال مشهور
أردف عاصم بغرابة قائلاً: أزاى بعيده عن المجال ، و أزاى هى رئيسة مجلس الإدارة دلوقتى
نطق عمر بهدوء: هفهمك أهو ، عهد كاتبة و ممثلة مشهورة جداً ، و لما أنت قبلتها فى الحفلة أنبهرت بيها ، و حبيتها أوى ، و هى كمان حبيتك أوى ، ساعتها صممت تتجوزها عهد ، و طبعاً بابا و ماما رفضوا الموضوع جامد و دخلت فى مشاكل كتير معاهم ، لأنهم رافضين عهد لأنها من وسط فاسد هى و عيلتها من وجهه نظر بابا و ماما ، و مينفعش أنها تكون زوجة ليك و لا أم لولادك ، أنت وقتها كنت مصر على قرارك لحد ما بابا و ماما بعد ضغط كبير منك وافقوا على جوازكم ، و اتجوزته و الحق يتقال يا عاصم كانت أحلى سنة فى عمرك و ده كان كلامك أنت اللى كنت بتقوله دايما فى أى قعدة ، و لكن خلال السنة دى ربنا ما أردش أنكم تخلفوا ، ساعتها روحتوا لدكاترة كتير أوى و كلهم قالوا أن الموضوع مسأله وقت و أن مفيش حاجه تمنع الخلفة ، ثم سكت للحظات يستجمع ما سيقوله بعد ذلك
فتحدث عاصم بترقب فقلبه يحثه على أن القادم سيكون صدمة أخرى له: كمل سكت ليه
ظفر عمر بعد أن أخذ نفسا عميقا: من هنا المشاكل بدءت و ساعتها ماما و بابا مقدروش يستنوا لحد ما ربنا يأذن بالخلفة ، و غصبوا عليك تتجوز غيرها و إلا هيغضبوا عليك ليوم الدين
فأكمل عاصم بصدمة و كأن الدماء سحبت من عروقه: لاااا متقولش يا عمر ، ثم هز رأسه قائلاً بصدمه؛ اتجوزت عليها
أردف عمر قائلاً بأسف: للأسف يا عاصم أتجوز فعلاً ، ثم أكمل بتساؤل قائلاً؛ عارف أتجوزت مين
هز عاصم رأسه دلاله على عدم معرفته و هو لايزال تحت صدمته ، فتابع عمر حديثه بأسف؛ أتجوزت بنت صاحبه ماما ، اللى كانت دايما بتكره عهد ، و بتحاول بكل الطرق أنها تشعلل غيرتها عليك كل ما تتيح ليها الفرصة بكده
أردف عاصم بتوهان و هو يهز رأسه فى صدمه مرددا: مش معقول
ردد عمر بقلق على أخية: عاصم أنا شايف نكمل كلام بعدين لأن أنت شكلك تعبان و مش عاوز اضغط عليك
صاح عاصم ببعض الحدة: و هفضل تعبان لحد ما أعرف كل حاجه ، ثم أكمل بترجى؛ أرجوك كمل يا عمر من فضلك
وافق عمر على مضض و بدء يكمل حديثه قائلاً: عهد عرفت بإنك هتتجوز يوم فرحك ، عن طريق رسالة وصلت ليها على التليفون ، و جت فعلاً لحد البيت و شافتك و أنت بتكتب كتابك على ميرا ، اتصدمت فيك جامد و اتوجعت أوى ساعتها أنت حاولت تتكلم معاها و تفهمها بس هى رفضت و راحت على بيت أهلها ، و بمجرد ما وصلت وقعت من طولها و حصل لها إنهيار عصبى و الدكتور بلغ أهلها أنها حامل ، طبعاً محدش فينا عرف بالخبر ده خالص و قعدت فترة فى بيت أهلها حاولت أنت خلال الفترة دى أنك تتواصل معاها بشتى الطرق و لكنها كانت رافضة الكلام معاك نهائى ، لحد ما فيوم عمو هشام باباها كلمك و أتفق معاك أنك تطلقها ، و أنت وافقت بعد ألحاح كبير من الكل أنك تطلقها ، و اليوم اللى المفروض يحصل فى الطلاق ، المأذون كان موجود و كل حاجه كانت جاهزة ، أنت محضرتش ، الكل فكر أنك مش هطلقها عشان كده مروحتش ، لكن اللى حصل أنك عملت الحادثة و أنت رايح و قالوا أن جثتك اتفحمت مع العربية و مت ، ساعتها شريف هو اللى عرفنا الخبر و بابا مستحملش وقع من طوله و من ساعتها و هو راقد كده ، و عهد أول ما عرفت بالخبر قلبها مستحملش و جالها ذبحة صدرية و قضت معظم فترة الحمل فى المستشفى ، فى الوقت ده ميرا أختفت تماماً بعد ما عرفت خبر إفلاسنا لأن الحادثة دى كانت مدبرة من عدو لشركتنا ، عشان يأخد المناقص اللى ورقها كان موجود معاك أنت ، و بعد ٧ شهور بالظبط عهد خلفت جابت زين الدين و ليا ، و يشاء القدر أن ميرا هى كمان تكون حامل و تخلف هى كمان بس بعد ٧ شهور مش ٩ ، جت هنا و رمت لينا عز و هو عمره أيام ، ساعتها بابا قرر أنه يتسجل بأسم عهد و فعلاً عهد حبته جدا و رحبت بالموضوع و سميته عز الدين و أعتبرته أبنها فعلاً زى زين و ليا ، و هو كمان لحد الآن مدرك أن عهد مامته و أنه تؤام لزين و ليا و عهد مقصرتش معاه نهائى ، حبته و عطفت عليه كأنه إبنها و أكتر و بقا كل خوفها فى الحياة أن ميرا تظهر من جديد و تطالب بإبنها ، ساعتها هى مش هتستحمل أنه يبعد عنها ولا حتى عز هيستحمل أنه يبعد عن عهد لأنه متعلق بيها جداً ، طبعاً لما بابا و ماما عرفوا بخبر وفاتك ، قربوا من عهد و حبوها بجد من قلبهم لأنهم كانوا عارفين أنت بتحبها قد إيه ، و عهد كمان مقصرتش ، عملت كل اللى تقدر عليه مع بابا و ماما حاولت بكل قوتها أنها تعوضهم عن غيابك و تبرهم زى ما كنت أنت بتعمل طول حياتك ، وقفت معانا و بقت شريكة لينا فى كل حاجه حتى البيت بعد ما حجزوا عليه قعدنا فترة فى بيت أهلها لحد ما رجعنا و وقفنا على رجلينا من جديد و اشترينا البيت ده ، و لو عايز الحق ، فالمفروض يكون كل ده ملك لعهد فى الأساس مش لينا أحنا ، بس هى بأصلها و معدنها الطيب وقفت جمب بابا و وقفت أسم الأسيوطى على رجليه من جديد و رجعنا سيطرنا عالأقتصاد ففترة قصيرة جداً و الفضل كله يرجع لربنا سبحانة و تعالى و لعهد فى كل اللى أحنا وصلنا له دلوقتى ، و بعد ما كان الوسط اللى هى منه من وجهه نظر بابا و ماما وسط فاسد ، بقا بالنسبة ليهم طوق النجاة اللى أنقذهم من الغرق على أخر لحظة ، و عهد كمان بقت بالنسبة ليهم فى غلاوة أميرة و أمينة و يمكن أكتر كمان ، لأن اللى عملته مع العيلة دى مش هين ولا حتى قليل عهد عملت كتير أوى عشان إسم العيلة يفضل ، و صانت إسمك يا عاصم و حفظت عليه ، لحد ما فيوم ليا أصرت على أنها تروح حفلة عيد ميلاد لصاحبتها ، عهد رفضت لأن كان عندنا ضغط شغل ، لكن بابا هو اللى قال لعهد توافق على شرط أن ليا متتأخرش و فعلاً ليا راحت العيد ميلاد ، و لكن و هى راجعه كان عم إبراهيم فى البنزينة بيفول العربية ، و هى ساعتها شافت قطة محشورة بين عربيتين فنزلت تساعدها ، فطلعت قدامك فجأة و خبطها و روحت بيها المستشفى ساعتها شوفناك و الباقى أنت عارفة يا عاصم ، ثم أنهى حديثه مستنشقا نفسا عميقا ، فهو يشعر بأن كان هناك حملا على صدره و قد زاح بحديثه هذا مع عاصم
كل ذلك و عاصم مصدوما ، يجلس و كأنه تمثال من حجر ، من يراه لا يستطيع تحديد أهو مصدوما أم موجعا أم حزينا ، فملامحه غير مفهومه ، مبهمه بالنسبة لمن يراه ، يشعر و كأن الأرض تسير من تحت قدميه ، يشعر بدوار يخبط رأسه لا يستطيع الفرار منه فأرجع رأسه للخلف فى محاولة منه للسيطرة على رأسه ثم أغمض عينيه لبضع ثوان ، لا يستطيع تصديق ما فعله بها ، أيعقل أنه فعل بها نفس شئ مرتان ؟ أيعقل أنه جرحها بهذا الشكل مرتان ؟ لا يستطيع تصديق ما فعله ، فالعاشق حقا لا يخون ، لا يغدر ، لا يطعن معشوقة فى صميم قلبه ، هل هأنت عليه قديما ليفعل بها تلك الفلة الشنيعة من وجهه نظره ، لا يعلم كيف يستطيع عاشق أن يخون معشوقه و دعس كرامته مثلما فعل هو ، بدء يشك بالأساس فى حبه لها ، فليس من المنطق أن يفعل بها كل ذلك هو يعشقها لا تعقل…و ليس من العدل أيضاً أن يفعل ما فعله بها مرتان…يشعر بمدى حقارته ، يتسأل كيف له أن يتزوج غيرها رغم حبه لها ، كيف له أن يلمس امرأه أخرى و هو يحبها بل يعشقها ، كيف له أن يوافق يوماً على تركها و قهرها بهذا الشكل ، كيف لأم أن تترك ضناها مثلما فعلت تلك الحقيرة المدعية بميرا ، كيف أن تتقبل عهد ولده من أخرى و تتعامل معه بكل ذلك الحب فهو لم يشك لوهلة بأنها ليست والدته ، فطوال الوقت يرأها تغدق عليه بالحب و الحنان مثلما تفعل أى أم مع إبنها .. كيف لها أن تفعل كل ذلك بكل هذا الحب بعدما فعله بها…كيف و كيف و كيف….
فاق من دوامته هذه على صوت عمر قائلاً بنبرة قلقه للغاية: عاصم أنت كويس
عاصم لا رد…
فهز عمر عاصم فى ذراعه بقلق: عاصم رد عليا أرجوك أنت كويس ثم تابع بلهفة؛ أطلب ليك دكتور
أردف عاصم بتوهان: أنا كويس ، كويس أوى ، ثم نظر إليه بتوهان و تخبط؛ أنا هطلع أوضتى استريح شوية ، ثم قام بالفعل هو متخبطا لا يستطيع ضبط توازنه ، قطرات الماء تسيل من أعلى جبينه من شده تعرقه ، فعلى ما يبدو أنه كان بسباق ركض و لكنه بالحقيقة كان بسباق من نوعاً الآخر ، سباق ملئ بالصراعات و المعارك الدائرة بينه و بين ذكرياته ، فهم عمر بأسناده فنزع عاصم يديه من بين يدى عمر قائلاً بحده: متلمسنيش ، أنا كويس قولت ، ثم سار باتجاه الباب و خرج من الغرفة فى اتجاه غرفته ، و ما أن وصل إلى غرفته و أغلق الباب خلفه ، حتى ذهب إلى التسريحة الخاصة به و رمى بجميع ما عليها بالأرض ، ثم دلف إلى المرحاض الخاص به و قام بفتح صنبور الماء و وقف أسفله بملابسه ، ينظر إلى الحائط أسفل الماء ، دموعه تسيل أعلى وجنتيه معلنه عن مدى وجعه الذى يشعر به و بمدى حزنه الكأمن بقلبه ، فهو يتألم ، نعم يتألم..دموعه تسيل و تسيل ، يشعر بأن أنفاسه ستنقطع من شدة انفعاله ، و كأن قلبه سيتوقف عن العمل فى هذه اللحظة من فرط الألم الذى يفتك به ، فهو لم يكن يوماً مريضا أو يعانى من أمراض القلب ، و لكن ما يشعر به الآن هو ألم نفسى ، و هذا أصعب ألم ممكن أن يشعر به المرء طيلة حياته ، يشعر و كأنه يموت من فرط الألم حقا ، و عندما تفاقم الألم بداخله كور يديه ثم ظل يضرب بها الحائط فى محاولة منه لتخريج هذه الشحنات التى من المؤكد بأنها ستقضى عليه ، ثم أطلق صرخه مكتومة لا يستطيع أحد سماعها فهو كان حريص على ذلك كما أنه أسفل الماء ، ظل يلكم الحائط بيديه حتى انجرحت يداه من شدة اللكم ، و لكنه تفاجئ بباب المرحاض ينفتح و إذا به يلتفت و يجد عهد أمام عيونه ، أخر شخص توقع أن يراه الآن ، فهى كانت تمر من أمام غرفته بالصدفة ذاهبة إلى غرفتها و إذا بها تستمع إلى صوت قوى لا تستطيع تحديد ماهيته يأتى من غرفة عاصم ، يشعرت بالقلق يساورها ، فأندفعت باتجاه غرفته بلهفة دون تفكير ، و إذا بها تقترب من باب المرحاض و تستمع بوضوح إلى صرخه حبيبها المكتومة ففتحت الباب بلهفة و خوف حقيقى و أقترب منه ثم سحبت يداه من تحت الماء لترى ما بها فالدماء تدفق منها بشده قائله بفزع: عاصم إيه ده ، مالك فى إيه
كل ذلك و هو ينظر إليها نظرات ساكنه على عكس ما كان به منذ لحظات ، ينظر لها بمنظور جديد و كأنه يراها لأول مرة ، نعم فهو الآن يراها بعين المحب ، العاشق ، فهو منذ أن علم بأنها زوجته و هو يجاهد شعوره هذا تجاهها ، و لكنه اليوم بمعرفته ما فعله بها و ما فعلته هى بدورها ، و هو يشعر بمشاعر حب بل عشق جارفة تجاهها ، فهو الآن يكاد يجزم بأنه يميت بها عشقا ، يشعر و كأن مكانتها زادت فى نظره ، و بالمقابل يشعر بالحقارة تجاه نفسه ، فكيف هانت يوما عليه ، فمن وجهه نظره أنه لا يوجد رجل بالعالم يهون عليه امرأه حبها يوماً ، فكيف لها أن تهون عليه هكذا ، كيف له أن يفعل ذلك بها ، فاق من شروده هذا على صوتها العذب و هى تقول بنبرة حانية: عاصم ، إيدك مالها رد عليا
عاصم لا رد….
و لكنه مستمر بالنظر إليها ، فقامت هى بسحبه من يديه الأخرى ثم أجلسته على المرحاض و اتجهت إلى الرف الخاص بالإسعافات الأولية و جذبت منه معقم الجروح و الرباط الطبى الأبيض ، ثم عادت إليه و بدءت فى تنظيف جرحه تحت نظراته العاشقة ، و المشفقة فى آن واحد ، يتابع كل تحركاتها ، ينظر إليها بحب شديد لا يعلم سببه ، و لكنه لايزال يشعر بالحب و الصدمه ، فرفعت عهد عينيها إليه ثم همست بنبرة حانية: أنا كده عقمت ليك الجرح و لفيته ، هسيبك تغير هدومك و ترتاح شوية ، فهمت أن ترحل و تتركه إلا أنه نهض و اجتذبها مسرعا من معصمها مقربا إياها من أحضانة ، فردت عهد إلى أحضانة بعنف ، ثم رفعت عيناه و همت أن تردف بانفعال و عصبية إلا أن عيونها ألتقت بعيونه ، و شعرت بأن الزمن قد توقف بها ، شردت بداخل عيونه و تذكرت أياما جميلة مضت و هى بداخل أحضانة فبدءت ملامح وجهها بالين ، و على الجانب الآخر ، شعر عاصم برغبه قوية بالأقتراب منها و سحقها إلى داخل أحضانة و ما أن أقترب منها يهم بأحتضانها حتى اشتم رائحتها و آااااه من رائحتها و كأنه مادة مخدرة تسللت إلى أنفه شعر بنشوة رهيبة تتسلل إلى جسده محدثه قشعريرة لذيدة ، و هنا فاقت عهد من شرودها فى بحر عيناه و ابعدته بيديها ثم انطلقت تركض باتجاه غرفتها ، تاركها عاصم خلفها يتأكل من شوقه و نيران حبه ، و لكنه لايزال متخبطا فرق بيديه جبهته ثم أردف موبخا حاله قائلاً بضيق هو يسير بيديه أعلى خصلاته: مكانش ينفع اللى أنا عملته ده ، مكانش لازم أعمل كده ، أنا لازم أحدد مشاعرى ، و أعرف مشاعرى ده بناءا على ايه ، و هل هى مشاعر حب فعلاً ، و لا مشاعر عرفان بالجميل اللى عملته ، نفض رأسه سريعا ثم أكمل حديثه برقض و أستنكار؛ إستحالة تكون مشاعر جميل أو رد معروف لأن لو دى مشاعرى فعلاً كنت هحس كده تجاه فرحه ، لكن لا أنا شكلى بحبها فعلاً ، فهز رأسه قائله مره أخرى ، بس برضو لا يمكن أكون بحبها إستحالة أكون كنت بحبها و أعمل فيها كل ده ، مش منطقى ، ثم تابع بضياع: يارب أنا تايهه و مش عارف المفروض أعمل ايه