رواية ظل السحاب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية حسن
رواية ظل السحاب البارت الثالث والعشرون
رواية ظل السحاب الجزء الثالث والعشرون
رواية ظل السحاب الحلقة الثالثة والعشرون
: العيال اللي قبـ ـضت عليهم طلعوا مقطـ*عين البطايق، وعاملين فورمة محمد رمضان في فيلم شد أجزاء
هتف بها تميم وهو يقف مع مراد في الساحة أمام الشركة
عقد مراد حاجبيه ليقول: إيه الألفاظ اللي بتقولها دي؟ ويعني إيه مقطـ ـعين البطايق؟
: يا عم يعني مش معروفين مين دول ولا جـ*نس ملتـ*هم إيه!
وضح تميم ما يقول ليرد مراد: طب ما تيجي سكة مباشرة، لازم كلام السرسجية دة؟
ثم صمت لبرهة وهو يفكر، وبعدها رفع بصره نحو تميم وأردف بتساؤل
: تفتكر مين اللي حاول يضرب عليا نا*ر؟
: انت في مشاكل بينك وبين أي حد من رجال الأعمال، أو عمومًا في شغلك؟
سأل تميم ليجيب مراد نافيًا: لو كان الموضوع ليه علاقة بشغلي كنت ع الأقل هبقى شاكك ف حد؛ بس أنا شغلي كله ف السليم ومبتاعاملش مع أي حد وخلاص!
ضر*ب قبضة يده براحة يده الأخرى بأسف: هو الواد دة لو يقر مين اللي بعتهم، هيوفر علينا الحيرة دي، بس من الواضح ميعرفش لا شكل الشخص ولا حتى أي معلومة عنه، لأن لما حققنا معاه قال إن الفلوس اتدفعتله هو واللي معاه عن طريق غير مباشر، ولما دلنا ع مكان باقيهم مكانش في حد موجود حتى العربية مكانش ليها أي أرقام نقدر نوصل لحد منهم عن طريقها!!!
تنهد مراد بحيرة ثم قال: مسيره يبان
وضع يده على كتفه ثم أردف محذرًا بقلق: بقولك إيه، خد بالك من نفسك كويس أوي أوي ع قد ما تقدر، وكمان لو حبيت حراسة من عندنا من بكرة يكونوا حواليك
ضحك مراد: حراسة مرة واحدة؟ .. متقلقش عليا أنا بعرف آخد بالي من نفسي، المهم في حوار كدة عايزك تشوفلي إيه نظامه!
: حوار إيه؟
سأل فأجاب مراد بعد تنهيدة صغيرة: معتز ابن عمي متورط مع ناس في شغل مشبو*ه
اتسعت حدقتي تميم باندهاش: هار أبيض
ليتابع مراد: ومش بس كدة في ورق بيثبت إن أنا اللي كنت بتعامل معاهم!
اصابته الصدمة أكثر: يخر*بيت أبوه، وازاي اكتشفت الموضوع دة؟
: كان مخبي المستندات ف الشركة قبل ما أطرده، وفي أسماء كبيرة متورطة كمان، واضح إنه كان مأمن نفسه وخد نسخة عشان يعرف ياخد حقه وماحدش يضحك عليه!
بنظرة لعوب همس: يابن اللعيبة .. اقسم بالله الواد دة أصلاً ما كنتش مرتاح له من زمان .. ابقى ابعتلي بقا الورق دة عشان أروقه وأروقهم!
: يا ريت يا شامي تخلص الموضوع من غير ما تجيب اسمه، أنا عارف إنه يستاهل الحر*ق بس للأسف ابن عمي ومش هقدر أأذيه!
أردف مراد لينكمش وجه تميم: بس يا حديدي انت عارف ان دة ضد القا*نون، وطالما هو غلط يبقى لازم يتحاسب!
لم يرد أن يضغط عليه أكثر، لأن هذا ضد مبدأه من الأساس، لكنه ما زال ابن عمه حتى وإن أخطأ..
أومأ مراد برأسه متفهمًا ثم قال: خلاص اعمل اللي تشوفه
هز برأسه ثم استئذن ليذهب، فما لبث أن غادر لينتبه مراد على نيرة التي تركن سيارتها وتترجل منها، اتجه نحوها فورًا ليسألها بجمود..
: كنتي فين يا نيرة؟
هلعت من صوته لأنها لم تشعر به
: ف إيه يا مراد خضتني؟
رفع مراد أحد حاجبيه ليقول بصوت غليظ: انتي بتروحي فين من غير ما تقوليلي؟
اصفر لونها من سؤاله، فتحت فمها لتخرج صوتًا مضطرب
: مفيش، كنت مع فريدة، أه فريدة
هدأ قليلًا عندما علم أنها تقابل فريدة، ينتابه شعور غريب بعد نظراتها المشتتة، لكن ف النهاية نيرة لا تستطيع الكذب عليه
حمحم ليقول: تمام، تعالي يلا ولا هتفضلي برة كتير؟
هزت رأسها بسرعة ثم تحرك قبلها وهي تابعته خلفه .. شعرت بالضيق لأنها مؤخرًا بدأت باختلاق الأكاذيب حتى على مراد!
________
: داد، دادي انت فين؟
صاحت نانسي وهي تركض على الدرج ممسكة بـ جورنال، حتى خرجت إلى الحديقة بحثًا عن عثمان ووجدته بالساحة فاتجهت إليه..
: دادي، شوفت مراد عمل إيه؟
ألقت الجريدة أمامه ثم سأل: ف إيه؟
: بص شوف بنفسك، مراد دة طلع مش سهل أبداً، دخل مناقصة مع أكبر الشركات الإنشائية لأكبر رجال الأعمال ف مصر، وف الآخر رسيت عليه هو وكل الجرايد، والمجلات، والصحف مش بيتكلموا غير عنه وعن إنجازه اللي مكانش حد متوقعه
كانت تتحدث بانبهار وحماس، ليقابلها عثمان بنظرة استخفاف ويبدو أنه لم يهتم كثيرًا
: وانتي فرحانة كدة ليه؟ وكإنها رسيت عليكي انتي؟
جلست بالمقعد المجاور: أكيد لازم أبقى فرحانة، هو مراد دة يبقى مين! مش ابن عمي؟ يعني فخر عيلة الحديدي اللي انا وانت ومعتز منهم!
: دة ع أساس هينوبك من الفخر دة حاجة؟
انكمش وجهها دون فهم: يعني إيه؟
نهض ثم أردف وهو يتحرك خطوتين: يعني مراد دلوقتي بقا هو مالك كل شركات الحديدي، وأنا وأنتي وأخوكي معتز، طلعنا من المولد بلا حمص!
لتقف وتقترب منه وهي تشبك ذراعيها أمام صدرها، ثم تسأله
: طب ودي فيها إيه؟
ليلتفت لها: يا غبية افهمي، نيرة رجعت من السفر وشكلها هتقعد ع طول، وكمان اشتغلت ف الشركة عنده وهي دلوقتي أقرب حد ليه .. ومراد مش متجوز يعني ممكن بسهتنتها تخليه يعملها توكيل، دة إن ما كانش عامله أصلاً .. وانتي هنا فرحانة بإنجازاته وتقوليلي فخر وبتاع!
سخر منها، ثم قالت: يعني عايزني ما افرحش؟
: لأ عايزك تشغلي مخك، وتعرفي فين هدفك، وتحطيه قدام عينك عشان توصليله!
لتسأل بغباء: أنا برضو مش فاهمة؟
جز على أسنانه بحنق، ثم تمتم بهدوء مزيف
: بصي يا نانسي، انتي شابة جميلة، ومتعلمة ومش مخطوبة ولا مرتبطة، وكذلك مراد، ها فهمتي؟
رسم ابتسامة صفراء على ثغره، لتهمس وهي تمسك بذقنها
: قصدك أتجوز مراد يعني؟ .. طب مهو حضرتك عارف إني بحبه من زمان وهو ولا داري!
جلست بائسة، ثم جلس بجوارها: مهو بدلعك وأنوثتك تقدري تخليه يحبك!
قال بنبرة ماكرة، فتوجهت بجسدها نحوه لتردف
: تفتكر؟ أصله من يوم موضوع حبيبته دة وهو رافض إنه يرتبط بعدها!
قال بتحفيز: الحكاية دي فات عليها سنين كتير أوي، أكيد نسي .. اتشطري انتي بس واعملي اللي هقولك عليه، وأنا أوعدك هيبقى زي الخاتم ف صباعك!
قوله كان كالر*صاصة التي أصابت هدفها، رفعت نانسي حاجبها وهي تتطلع الفراغ بتفكير، ثم رسمت ابتسامة حماسية وتساءلت
: طب قوللي عايزني أعمل ايه؟!!!
_________
: إن شاء الله، بعد بكرة هنبدأ بتنفيذ المشروع الجديد
هتف مراد بعملية، والذي يقف أمام مجموعة من الأعضاء، بهيبته وعظمته .. ليصرخ الجميع فرحًا ويبدأون بالتصفيق، بما فيهم عماد الذي أطلق صفيرًا وكأنه في صحبة زملاءه بالشارع، وليس بشركة هندسية لها وقارها .. ليرمقه مراد باستنكار لما يفعله..
: عايزين حفلة كبيرة بقا
صاحت بها نيرة التي وقفت بجوار مراد وهي ترسم ع شفتيها ابتسامة مرحة .. ليلحقها عماد مشجعًا
: والله يا هانم خدتيها من ع لساني، أظن بقا دة أنسب وقت عشان نفرح!
ليعترض مراد: لأ طبعاً، حفلة إيه وبتاع إيه! أنا مبحبش الدوشة
: دوشة إيه! هو احنا هنجيب حسن شاكوش وحمو بيكا؟!
تمتم عماد ساخرًا بصوت سمعه مراد الذي شزره: بتبرطم بتقول إيه؟ انت بالذات أصلاً تخرس خالص، مش انت فضلت تحبط فينا من يوم ما دخلنا المناقصة دي؟ دلوقتي عايز تحتفل؟
استهزأ مراد به ليشيح عماد بوجهه وهو يعوج فمه ثم يقول
: ما تقولك كلمة يا عم شفيق!
ضحك العم شفيق: معلش يا مراد باشا، ابننا برضو
: طب اتفضوا انتوا دلوقتي.
أشار مراد للموظفين بهدوء، أن يعطوه مجالًا ثم غادروا
: ها بقا قولت إيه يا بشابيشو؟
سأل عماد، ثم ضحكت نيرة على طريقته، ليتمتم مراد وهو يرفع أحد حاجبيه
: بشابيشو!
: خلاص بلاش بشابيشو مدام بتزعلك، يا مراديدو
رفع كفه بمرح كي يضرب كف مراد، لكنه حدج بعينيه وصاح محذرًا
: عماد … انت اتجننت؟ امشي روح ع مكتبك
: طب والحفلة؟
تمتم مراد وهو يصطك ع فكيه بحنق: عماد متنرفزنيش!
نيرة تضع كفتها على فمها تجاهد ضحكتها ألا تخرج، وإلا ستلقى عقابًا من هذا الصنم .. استدار عماد حتى يخرج، لكنه أدرك شيئًا فالتفت إليه مرة أخرى
: صحيح نسيت أقولك، الموظفين الجداد اللي شافوا الإعلان، بكرة هييجوا عشان المقابلة، ويا ريت تختار منهم سكرتير عشان أنا بقيت متشحطط ما بين الفرع، والشركة الأم، والمصنع، وشغلك الخاص، لغاية ما اتهديت!
حقًا إنه تشتت بسبب الأعمال التي يكلفه بها مراد، حتى أنه أحيانًا يبيت بالشركة من كثرة الواجبات التي يحملها على عتقه، من أجل إعتماد مراد عليه والذي يثق به كليًا
ليتمتم مراد: مشكلة دي!
نيرة جلست وتستنكر: ليه مشكلة يا مراد، انت بجد محتاج حد يمسك شغل مكتبك، عماد لوحده مش كفاية، وبعدين أول مرة أشوف رجل أعمال معندوش سكرتيرة !!
قطب وجهه ثم أردف: يا جماعة أنا متعود ع كدة من ايام شغلي ف الشرطة، زائد اني مقدرتش اعتمد أو أثق ف أي حد وخلاص!
ليتحدث العم شفيق: متخافش يا مراد، اختار انت حد كفء وأنا هكون متابعه لغاية ما تطمن له
تفوه الثلاثة بصوت واحد: ها قولت إيه؟
اقتنع مراد بما يقولوه، ليومئ برأسه إيجابًا: تمام.
________
بالمساء وبعد السهرة المعتادة مع مراد دلفت نيرة إلى غرفتها واستلقت على الفراش بظهرها، وهي تفكر فيما حدث بينها وبين معتز، وتتذكر حديثه…
: انطق يا معتز قلقتني!
قالت وقلبها يخفق خوفًا، ليرفع معتز وجهه الذي امتلأ بالدموع، ليردف بنبرة متحشرجة وهو ما زال ممسكًا بكلتا يديها
: أنا غلطت غلطة كبيرة أوي، وبسببها حياتي وحياة مراد بقت ف خـ*طر!
هبت من مكانها مذعورة وهي تهتف: حياة مراد!!!!
: أرجوكي اهدي، الناس حوالينا!
أمسك يدها برفق وأجلسها، فتمتمت بنبرة مضطربة ومهزوزة
: ليه يا معتز حياة مراد ف خطر، عملت إيه انت؟
: اتورطت ف لعبة مع جماعة بيشتغلوا ف غسـ*يل أموال واستبدالها بقطع أراضي مسر*وقة
شهقت ووضعت أناملها على فمها: انت بتقول إيه؟
نكس وجهه ثم عاد بوجهه ليردف: كنت سمسار، بختار الأرض اللي مش عليها حوار أو ملاكها راميينها، ونكتبها بأسماء ناس معروفين أو الشبهـ ـة عنهم بعيدة وبعد كدة الجماعة اللي معايا يبيعوها بمعرفتهم،
ومن ضمن الأسماء دي كان مراد، طبعاً أنا خوفت اكتبها بإسمي انكشف، وحتى هم ما كانوش هيوافقوا لأنهم عايزين حد مضمون ومعلوش أي غبار، اقترحت عليهم مراد،
ف الأول كانوا مقلقين عشان هو كان ظابط طبعاً، بس أنا أكدتلهم إنه هيتعاون، وجبت لهم ورقة ممضية بخط إيده، ع اعتبار إنه يعرف كل حاجة وهيشاركهم،
وبالفعل تمت الصفقة وبعنا الأراضي من غير ما حد يحس بإن في لعبة ف الموضوع، اسم مراد كان كفيل إنه يعدينا من أي عقبة ممكن تقابلنا،
بعدها لما لقيوا الموضوع مشي معاهم بسهولة، طلبوا أنهم يستخدموا اسم مراد مرة تانية، وهيدوله ضعف المبلغ اللي المفروض إنه أخده، وأنا بصراحة طمعت مش هكدب ووافقت ع طول، لغاية ما اكتشفت إنهم بيضحكوا عليا ف الفلوس، وروحت سر*قت ورق خاص بالصفقات اللي اتعملت عشان اضمن حقي واضمن ماحدش يلعب بديله معايا،
بس هم عرفوا وقالوا لي انهم مش هيدوني حاجة غير لما أرجع كل المستندات، والمستندات وقعت في إيد مراد، وأنا من ساعتها خايف ومش عارف اعمل ايه!.
انتهى من سرد حديثه لنيرة التي اعتلتها الصدمة والذهول مما وقع على مسامعها، تجمد جسدها وشعرت كأن لسانها قد عقل، وقلبها قد تهشم من جديد، ظلت صامتة لوقت ليس بقصير أمام معتز الذي يتطلع لها بنظرات ضعف وندم..
حتى أخيرًا قد فكت لجام لسانها لتنطق بنبرة مختنقة يكاد معتز يسمعها..
: أنا مش مصدقة اللي بسمعه دة، كل دة يطلع منك يا معتز؟
نظر لها بأعين دامعة: غصب عني، الطمع والفلوس عمو عينيا
: تقوم تعمل كدة ف مراد، دة يبقى ابن عمك!
قالت بنبرة عاتبة، ثم اهتز جسده وهو يبكي بشجى، فتمتم من بين شهقاته
: أنا عارف اني غلطت، وغلطة لا تغتفر، لكن أنا عاوز أصلح اللي عملته
: اللي عملته ما يتصلحش
سحبت يدها منه ليسارع هو ويمسكهم مجددًا ويقبلهم، ثم يترجاها في ضعف
: أبوس إيدك ساعديني، دة فاضل أقل من أسبوع في المهلة اللي أدوهالي، لو حياتي مش غالية عندك، يبقى مراد وحياته مهمين ليكي!
عند ذكره مراد سرت رعشة بقلبها وتجمدت الد*ماء في عروقها، ثم همست بقوة واهية
: لا يمكن أسمح بإن حد يمس شعرة واحدة من مراد
: يبقى لازم نرجعلهم الورق والمستندات
قالت بحزم: أنا هقول لمراد، وهو أكيد هيتصرف
ثم سارعت بالنهوض، ليلحقها معتز ويمسك بذراعها
: وانتي فكرك يعني ما قولتلوش؟ هو رفض يديني أي حاجة، وانا حاسس إنه هيسجني
أجهش بالبكاء لتربت على كتفه بحنو ثم تجلس وتردف بحزن لأجله
: متخافش يا معتز، مراد مش هيعمل كدة
: ضميره هيخليه يقدم المستندات دي للبوليس، مراد شخص نزيه جدًا وأكتر حاجة بيكرهها الاستهانة ف حقوق الو*طن والناس!
تنهدت: طيب عايزني أعمل ايه؟
: تسرقي المستندات دي منه، عشان أرجعها
صدمت: إيه؟!!!!!!!
استفاقت نيرة من تيهانها على تشتت عقلها، لا تدري ماذا تفعل في هذا المأزق، معتز وضعها في موقف صعب، وكل ما يهمها هو حياة مراد، وأيضًا معتز فهو لا يزال ابن أخيها، تنهدت بحيرة كبرى ثم أغلقت المصباح وتركت كل شئ لله القدير.
__________
باليوم التالي، يجلس الوافدين على الوظيفة الجديدة بردهة الإستقبال ينتظر كلًا منهم مقابلة مراد، جاءت فريدة الشركة، فوجدت جمع شباب من الفتيات والفتيان، لتنادي على عماد بعد أن انتبهت له
: كابتن عماد!
تحركت نحوه بعد أن وقف لها ثم سألت: هو في إيه، انتوا عاملين جمعية؟
تعجب: جمعية إيه؟
قالت وهي تشير بعينيها نحو الردهة: أصل شايفة لمومة، هي العيال دي بتعمل ايه هنا؟
ضحك ثم أردف: دول جايين مقابلة عشان يشتغلوا ف الوظايف اللي أعلن عنها مراد باشا!
لتصيح بدهشة: إيه؟ هي المقابلة النهاردة؟
تعجب من سؤالها: أيوة، بس بتسألي ليه؟ انتي كنتي عايزة تقدمي معاهم؟
: ها؟ لا أنا بسأل بس
رفع كتفيه وهو يتطلع إليها بغرابة ثم تركها وذهب، لتتوجه فريدة بسرعة نحو مكتب مراد، فما لبثت أن كادت تفتح الباب الجرار لكي تدلف، أمسكها أحدًا من معصمها..
: جرى إيه، انتي ماسكاني كدة ليه؟
زمجرت فريدة لتقول الفتاة: ممنوع الدخول، لما ييجي دورك وينادوا عليكي ابقي تعالي!
: لأ، أنا هدخل دلوقتي، وسعي بقا
ازاحتها عنها برفق وقبل أن تفتح شدتها الموظفة بحنق
: انتي ما بتفهميش بقولك ما ينفعش تدخلي !
تذمرت، ثم شهقت فريدة: انتي بتزعقيلي، طب والله لأدخل عنداً فيكي بقا
سحبت ذراعها منها ثم تحركت وفتحت الباب على مصراعيه، فرفع مراد بصره صوبها والد*ماء صعدت إلى ملامحه ما أن رآها، كاد أن يفتح فمه وهو ينوي توبيخها،
لكن تفاجأ بصوت صراخها يصدح بالمكتب…………….
- لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
- لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية ظل السحاب)